ﰡ
قد قدمنا الكلام عليه موضحاً في سورة الأحزاب في الكلام على قوله تعالى :﴿ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللائي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ ﴾ [ الأحزاب : ٤ ] وبينا هناك كلام أهل العلم، وأدلتهم ومناقشتها في مسائل الظهار، ومسائل أحكام الكفارة بالعتق، والصيام، والإطعام، وأوجه القراءة في الآية.
قد قدمنا الكلام عليه في آخر سورة النحل في الكلام على قوله تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ﴾ [ النحل : ١٢٨ ]، وذكرنا هناك معنى المعية الخاصة، والمعية العامة، والآيات القرآنية الدالة على كل واحدة منهما.
قد قدمنا الكلام عليه مع بيان الفرق بين النجوى بالخير، والنجوى بالإثم والعدوان في سورة النساء في الكلام على قوله تعالى ﴿ لاَّ خَيْرَ في كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ﴾[ النساء : ١١٤ ].
وقد قدمنا الرد على من قال : إن لفظة ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾ لا تعدى إلا بحرف الجر الذي هو إلى، ولا تتعدى بنفسها إلى المفعول، وبينا أن ذلك وإن كان هو الذي في القرآن في جميع المواضع فإن تعديتها إلى المفعول بنفسها صحيحة.
ومن شواهد ذلك قول امرىء القيس :
ألم ترياني كلما جئت طارقا | وجدت بها طيباً وإن لم تطيب |
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن المنافقين اتخذوا أيمانهم جنة والأيمان جمع يمين، وهي الحلف، والجنة هي الترس الذي يتقي به المقاتل وقع السلاح، والمعنى أنهم جعلوا الإيمان الكاذبة، وهي حلفهم للمسلمين أنهم معهم وأنهم مخلصون في باطن الأمر، ترساً لهم يتقون به الشر الذي ينزل بهم لو صرحوا بكفرهم، وقوله تعالى ﴿ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ الظاهر أنه من صد المتعدية، وأن المفعول محذوف أي فصدوا غيرهم ممن أطاعهم لأن صدودهم في أنفسهم دل عليه قوله ﴿ اتَّخَذْواْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً ﴾ والحمل على التأسيس أولى من الحمل على التأكيد، كما أوضحناه مراراً.
وهذان الأمران اللذان تضمنتهما هذه الآية الكريمة وهما كون المنافقين يحلفون الأيمان الكاذبة لتكون لهم جنة، وأنهم يصدون غيرهم عن سبيل الله جاءا موضحين في آيات أخر من كتاب الله، أما أيمانهم الكاذبة فقد بينها الله جل وعلا في آيات كثيرة، كقوله تعالى في هذه السورة ﴿ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [ المجادلة : ١٤ ]، وقوله تعالى ﴿ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ ﴾ [ التوبة : ٦٢ ]، وقوله تعالى :﴿ سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ﴾ [ التوبة : ٩٥ ] الآية. وقوله تعالى ﴿ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [ التوبة : ٤٢ ] وقوله تعالى ﴿ اتَّخَذُواْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [ المنافقون : ٢ ].
وأما صدهم من أطاعهم عن سبيل الله فقد بينه الله في آيات من كتابه كقوله تعالى :﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ﴾[ الأحزاب : ١٨ ]، وقوله تعالى :﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ في الأرض أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ ﴾[ آل عمران : ١٥٦ ]، وقوله تعالى :﴿ الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ﴾[ آل عمران : ١٦٨ ]، وقوله تعالى :﴿ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ ﴾[ النساء : ٧٢ ]. وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة ﴿ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾، أي لأجل نفاقهم، كما قال تعالى :﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ في الدَّرْكِ الأسفل مِنَ النَّارِ ﴾[ النساء : ١٤٥ ] الآية.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الكهف في الكلام على قوله تعالى :﴿ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ﴾ إلى قوله ﴿ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً ﴾ [ الكهف : ٣٥ -٣٦ ].
ما تضمنته هذه الآية الكريمة من إسناد إنساء ذكر الله إلى الشيطان، ذكره تعالى في غير هذا الموضع كقوله تعالى :﴿ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [ الأنعام : ٦٨ ]، وقوله تعالى ﴿ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ ﴾[ يوسف : ٤٢ ]، وفي معناه قول فتى موسى :﴿ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾[ الكهف : ٦٣ ].
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الذين يحادون الله ورسوله داخلون في جملة الأذلين، لا يوجد أحد أذل منهم وقوله :﴿ يُحَآدُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ أي يعادون ويحالفون ويشاقون، وأصله مخالفة حدود الله التي حدها.
وقوله :﴿ في الأذلِّينَ ﴾ أي الذين هم أعظم الناس ذلاً. والذل : الصغار والهوان والحقارة.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون الذين يحادون الله ورسوله هم أذل خلق الله، بينه جل وعلا في غير هذا الموضع، وذلك بذكره أنواع عقوبتهم المفضية إلى الذل والخزي والهوان، كقوله تعالى :﴿ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذلِكَ الْخِزْىُ الْعَظِيمُ ﴾[ التوبة : ٦٣ ]، وقوله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾[ المجادلة : ٥ ]، وقوله تعالى ﴿ وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ في الدُّنْيَا وَلَهُمْ في الآخرة عَذَابُ النَّار ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَآقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾[ الحشر : ٣ – ٤ ]، وقوله تعالى ﴿ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ ﴾[ الأنفال : ١٢ -١٤ ] إلى غير ذلك من الآيات.
قد دلت هذه الآية الكريمة على أن رسل الله غالبون لكل من غالبهم، والغلبة نوعان : غلبة بالحجة والبيان، وهي ثابتة لجميع الرسل، وغلبة بالسيف والسنان، وهي ثابتة لمن أمر بالقتال منهم دون من لم يؤمر به.
وقد دلت هذه الآية الكريمة، وأمثالها من الآية كقوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُون َوَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾[ الصافات : ١٧١ -١٧٣ ]، أنه لن يقتل نبي في جهاد قط، لأن المقتول ليس بغالب، لأن القتل قسم مقابل للغلبة، كما بينه تعالى في قوله :﴿ وَمَن يُقَاتِلْ في سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ ﴾[ النساء : ٧٤ ] الآية. وقال تعالى :﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا ﴾[ غافر : ٥١ ] الآية. وقد نفى عن المنصور كونه مغلوباً نفياً باتاً في قوله تعالى :﴿ إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ ﴾[ آل عمران : ١٦٠ ].
وبهذا تعلم أن الرسل الذين جاء في القرآن أنهم قتلوا كقوله تعالى :﴿ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُم اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾[ البقرة : ٨٧ ] وقوله تعالى :﴿ قُلْ قَدْ جَآءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِى بِالْبَيِّنَاتِ وبالذي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ ﴾[ آل عمران : ١٨٣ ] ليسوا مقتولين في جهاد، وأن نائب الفاعل في قوله تعالى :﴿ وَكَأَيِّن مِّن نبي قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ ﴾[ آل عمران : ١٤٦ ]، على قراءة قتل بالبناء للمفعول، هو ربيون لا ضمير النبي.
وقد أوضحنا هذا غاية الإيضاح بالآيات القرآنية في سورة آل عمران في الكلام على قوله تعالى :﴿ وَكَأَيِّن مِّن نبي قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ ﴾[ آل عمران : ١٤٦ ] وذكرنا بعضه في الصافات في الكلام على قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ﴾[ الصافات : ١٧١ ].
وردت هذه الآية الكريمة بلفظ الخبر، والمراد بها الإنشاء، وهذا النهي البليد، والزجر العظيم عن موالاة أعداء الله، وإيراد الإنشاء بلفظ الخبر أقوى وأوكد، من إيراده الإنشاء، كما هو معلوم في محله، ومعنى قوله :﴿ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ : أي يحبون ويوالون أعداء الله ورسوله.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من النهي والزجر العظيم عن موالاة أعداء الله جاء موضحاً في آيات أخر كقوله تعالى :﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ في إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءآؤاْ مِّنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَآءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾[ الممتحنة : ٤ ]. وقوله تعالى :﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ ﴾[ الفتح : ٢٩ ]، وقوله تعالى :﴿ فَسَوْفَ يأتي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾[ المائدة : ٥٤ ]. وقوله تعالى :﴿ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً ﴾[ التوبة : ١٢٣ ] الآية. وقوله تعالى :﴿ يا أَيُّهَا النبي جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ [ التوبة : ٧٣ ] إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة :﴿ وَلَوْ كَانُواْ ءَابَآءَهُمْ ﴾ زعم بعضهم أنها نزلت في أبي عبيدة بن الجراح قائلاً : إنه قتل أباه كافراً يوم بدر أو يوم أُحد، وقيل : نزلت في ابن عبد الله بن عبد الله بن أُبي المنافق المشهور، وزعم من قال : إن عبد الله استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل أبيه عبد الله بن أبي فنهاه، وقيل : نزلت في أبي بكر، وزعم من قال إن أباه أبا قحافة سب النبي صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه فضربه ابنه أبو بكر حتى سقط.
وقوله :﴿ أَوْ أَبْنَاءهُمْ ﴾، زعم بعضهم أنها نزلت في أبي بكر حين طلب مبارزة ابنه عبد الرحمان يوم بدر.
وقوله :﴿ أَوْ إِخْوَانَهُمْ ﴾ زعم بعضهم أنها نزلت في مصعب بن عمير قالوا : قتل أخاه عبيد بن عمير. وقال بعضهم : مر بأخيه يوم بدر يأسره رجل من المسلمين، فقال : شدد عليه الأسر، علم أن أمه ملية وستفديه.
وقوله :﴿ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ قال بعضهم : نزلت في عبيدة بن الحارث بن المطلب، وحمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم، لما قتلوا عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، في المبارزة يوم بدر، وهم بنو عمهم، لأنهم أولاد ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف. وعبد شمس أخو هاشم كما لا يخفى، وقوله تعالى :﴿ أُوْلَئِكَ كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ ﴾[ المجادلة : ٢٢ ] أي ثبته في قلوبهم بتوفيقه.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من تثبيت الإيمان في قلوبهم جاء موضحاً في قوله تعالى :﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمان وَزَيَّنَهُ في قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَاشِدُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً ﴾[ الحجرات : ٧ -٨ ].