تفسير سورة الملك

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة الملك من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سُورَةُ المُلكِ مكية.

١ -[٢٠٣ / أ] / ﴿تَبَارَكَ﴾ تفاعل من البركة " ع " وهو أبلغ من المبارك لاختصاص الله تعالى به واشتراك الخلق في المبارك أو بارك في الخلق بما جعل فيهم من البركة أو علا وارتفع ﴿الْمُلْكُ﴾ ملك النبوة أو ملك السموات والأرض في الدنيا والآخرة.
٢ - ﴿الْمَوْتَ﴾ خلقكم للموت في الدنيا ﴿وَالْحَيَاةَ﴾ في الآخرة أو خلقهما جسمين الموت في صورة كبش أملح والحياة في صورة فرس مأثور حكاه الكلبي ومقاتل ﴿أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ أتم عقلاً أو أزهد في الدنيا أو أورع عن محارم الله وأسرع في طاعته مأثور أو أكثر ذكراً للموت وحذراً منه واستعداداً له.
٣ - ﴿طِبَاقاً﴾ متشابهة هذا مطابق لهذا أي شبيه به أو بعضها فوق بعض
340
وسبع أرضين بعضها فوق بعض بين كل سماء وأرض خلق وأمر " ح " ﴿تَفَاوُتٍ﴾ اختلاف أو عيب أو تفرق " ع " أو لا يفوت بعضه بعضاً ﴿فَأرْجِعِ الْبَصَرَ﴾ فانظر إلى السماء ﴿فُطُورٍ﴾ شقوق أو خلل أو خروق أو وهن " ع ".
341
٤ - ﴿كَرَّتَيْنِ﴾ انظر إليها مرة بعد أخرى قيل أراد بالمرتين قلباً وبصراً ﴿ينقلب﴾ يرجع إليك البصر خاسئاً لأنه لا يرى فطوراً فينفذ ﴿خَاسِئاً﴾ ذليلاً " ع " أو منقطعاً أو كليلاً أو مبعداً خسأت الكلب أبعدته ﴿حَسِيرٌ﴾ نادم أو كليل ضعيف عن إدراك مداه " ع " أو منقطع من الإعياء.
﴿وللذين كفرواْ بربهمْ عذابُ جهنَّمَ وبئسَ المصيرُ (٦) إذا ألقواْ فيها سمعواْ لها شهيقاً وهي تفورُ (٢) تكادُ تميَّزُ من الغيظِ كلما ألقيَ فيها فوجٌ سألهمْ خزنتها ألم يأتكم نذيرٌ (٨) قالواْ بلَى قدْ جاءنا نذيرٌ فكذَّبنا وقلنا ما نزَّلَ اللهُ من شيءٍ إنْ أنتمْ إلا في ضلالٍ كبيرٍ (٩) وقالواْ لوْ كُنَّا نسمعُ أوْ نعقِلُ ما كنَّا في أصحابِ السعيرِ (١٠) فاعترفواْ بذنبهمْ فسحقاً لأصحابِ السعِيرِ (١١) ﴾
٧ - ﴿شَهِيقاً﴾ سمعوه من أنفسهم أو شهيقاً تشهق إليهم شهقة البغلة للشعير ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف " ع " والشهيق في الصدر أو الصياح أو الشهيق في الصدر وهو أول نهيق الحمار، الزفير في الحلق والشهيق في الصدر لبعده منه جبل شاهق لبعده في الهواء ﴿تَفُورُ﴾ تغلي.
٨ - ﴿تَمَيَّزُ﴾ تنقطع أو تتفرق " ع " ﴿الْغَيْظِ﴾ الغليان أو غضباً لله تعالى عليهم وانتقاماً منهم، النذير: الرسول والنبي أو النذير من الجن والرسل من الإنس.
١١ - ﴿فَسُحْقاً﴾ فبعداً يعني جهنم أو اسم وادٍ فيها.
{إنَّ الذينَ يخشونَ ربهمْ بالغيبِ لهمْ مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ (١٢) وأسرُّواْ قولكمْ أو اجهرواْ بهِ إنهُ عليمٌ بذاتِ الصدورِ (١٣) ألا يعلمْ من خلقَ وهوَ اللطيفُ الخبيرُ (١٤) هُوَ الذي جعلَ لكُمُ
341
الأرضَ ذلولاً فامشواْ في مناكبها وكلواْ من رزقهِ وإليهِ النشورُ (١٥) }
342
١٢ - ﴿بِالْغَيْبِ﴾ الله تعالى وملائكته أو الجنة والنار أو القرآن أو الإسلام أو القلب أو إذا خلا فذكر ذنبه استغفر ﴿لَهُم مَّغْفِرَةٌ﴾ بالتوبة والاستغفار أو بخشية ربهم بالغيب أو حلو باجتناب الذنوب محل المغفور له ﴿وَأَجْرٌ كبير﴾ الجنة.
١٥ - ﴿ذَلُولاً﴾ مذللة سهلة، ﴿مَنَاكِبِهَا﴾ جبالها " ع " أو أطرافها أو طرقها أو منابت أشجارها وزرعها ﴿رزقه﴾ الحلال أو مما أنبته لكم.
﴿ءأمنتم من في السماءِ أن يخسفَ بكُمُ الأرضَ فإذا هيَ تمورُ (١٦) أمْ أمنتمُ مَّن في السماءِ أن يُرسِلُ عليكمْ حاصباً فستعلمونَ كيفَ نذيرٍ (١٧) ولقدْ كذَّبَ الذينَ من قبلهمْ فكيفَ كانَ نكيرِ (١٨) أَوَلَمْ يرواْ إلى الطيرِ فوقهمْ صافاتٍ ويقبضنَ ما يمسكهنَّ إلاَّ الرحمنُ إنَّهُ بكلِّ شيءٍ بَصِيرٌ (١٩) ﴾
١٦ - ﴿مَّن فِى السَّمَآءِ﴾ الله " ع " أو الملائكة ﴿تَمُورُ﴾ تتحرك أو تدور أو
342
تسيل ويجري بعضها في بعض.
﴿أمَّنْ هذا الذي هوَ جندٌ لكمْ ينصرُكُمْ من دونِ الرحمنِ إن الكافرونَ إلاَّ في غرورٍ (٢٠) أمَّنْ هذا الذي يرزقكمْ إن أمسكَ رزقهُ بلْ لجواْ في عتوٍّ ونفورٍ (٢١) أفمن يمشي مكبًّا على وجههِ أهدَى أمَّن يمشِى سويًّا على صراطٍ مستقيمٍ (٢٢) قلْ هُوَ الذي أنشأكمْ وجعلَ لكمْ السمعَوالأبصارَ والأفئدةَ قليلاً ما تشكرونَ (٢٣) قلْ هُوَ الذي ذرأكمْ في الأرضِ وإليهِ تحشرونَ (٢٤) ويقولونَ متى هذا الوعدِ إن كنتمْ صادقينَ (٢٥) قل إنما العلمُ عندَ اللهِ وإنما أنا نذيرٌ مبينٌ (٢٦) فلمَّا رأوهُ زلفةً سيئتْ وُجُوهُ الذينَ كفرواْ وقيلَ هذا الذي كنتم بهِ تدَّعُونَ (٢٧) ﴾
343
٢٢ - ﴿مُكِبّاً﴾ مثل ضربه الله تعالى للمتقين [ومعناه] [٢٠٣ / ب] / ليس الماشي مكباً لا ينظر بين يديه ولا يميناً ولا شمالاً كمن يمشي معتدلاً ناظراً بين يديه وعن يمينه وشماله فالمكب الكافر يهوي بكفره والذي يمشي سوياً المؤمن يهتدي بإيمانه " ع " أو المكب أبو جهل والذي يمشي سوياً عمار. ﴿صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ طريق واضح لا يضل سالكه أو حق مستقيم.
٢٤ - ﴿ذَرَأَكُمْ﴾ جعلكم فيها أو نشركم وفرقكم على ظهرها ﴿تُحْشَرُونَ﴾ تبعثون.
٢٧ - ﴿زُلْفَةً﴾ قريباً أو عياناً ﴿سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ ظهرت عليها المساءة لما شاهدوه أو ظهر عليها سمة تدل على كفرهم كقوله ﴿وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران: ١٦٠] ﴿تَدَّعُونَ﴾ تمترون فيه وتختلفون أو تسألون في الدنيا وتزعمون أنه لا يكون أو تستعجلون بالعذاب أو دعاؤهم بذلك لأنفسهم افتعال
343
من الدعاء يقول لهم ذلك خزنة جهنم.
﴿قلْ أرءيتمْ إنْ أهلكنِىَ اللهُ ومن مَّعِىَ أوْ رحمنَا فمن يجيرُ الكافرينَ منْ عذابٍ أليمٍ (٢٨) قلْ هوَ الرحمنُ ءامنا بهِ وعليهِ توكلَّنا فستعلمونَ منْ هوَ في ضلالٍ مبينٍ (٢٩) قلْ أرءيتمْ إنْ أصبحَ مآؤكُمْ غَوْراً فَمَنَ يأتيكُم بماءٍ معينٍ (٣٠) ﴾
344
٣٠ - ﴿غَوْراً﴾ ذاهباً أو لا تناله الدلاء وكان ماؤهم من بئر زمزم وبئر ميمون ﴿مَّعِينٍ﴾ عذب " ع " أو ظاهر أو تمده العيون فلا ينقطع أو جاري.
344
سُورَةُ القَلمْ
مكية أو من أولها إلى ﴿سنسمه على الخرطوم﴾ [١٦] مكي ومن بعدها إلى قوله ﴿لو كانوا يعلمون﴾ [٣٣] مدني ومن بعده إلى ﴿يكتبون﴾ [٤٧] مكي ومن بعده إلى ﴿من الصالحين﴾ [٥٠] مدني وباقيها مكي.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿ن والقلمِ وما يسطرونَ (١) ما أنتَ بنعمةِ ربكَ بمجنونٍ (٢) وإنَّ لكَ لأجراً غيرَ ممنونٍ (٣) وإنكَ لعلى خُلُقٍ عظيمٍ (٤) فستبصرُ ويبصرونَ (٥) بأييكُمُ المفتونُ (٦) إنَّ ربكم هُوَ أعلمُ بمنْ ضلَّ عن سبيلهِ وهوَ أعلمُ بالمهتدينَ (٧) ﴾
345
Icon