تفسير سورة الفيل

البسيط للواحدي
تفسير سورة سورة الفيل من كتاب التفسير البسيط المعروف بـالبسيط للواحدي .
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ

تفسير سورة الفيل (١)

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - ﴿أَلَمْ تَرَ﴾ (٢) (قال ابن عباس: يريد ألم تسمع يا محمد (٣)) (٤).
(قال الفراء: يريد ألم تُخبر (٥).
وقال الزجاج: معنى "ألم تر" ألم) (٦) تعلم (٧).
وقال صاحب النظم: هي كلمة وضعت لمعنى (التعجب (٨)) (٩).
(وقوله: ﴿كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ﴾ قال أبو إسحاق: كيف في موضع
(١) مكية بإجماعهم حكى ذلك ابن عطية في: "المحرر الوجيز" ٥/ ٥٢٣، وابن الجوزي: "زاد المسير" ٨/ ٣٠٨، وانظر: "جامع البيان" ٣٠/ ٢٩٦، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٢٥.
(٢) ساقط من (أ).
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢٩١.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٦٣.
(٨) "الوسيط" ٤/ ٥٥٤.
(٩) ما بين القوسين ساقط من (أ).
321
نصب) (١) بـ: "فعل" لا بقوله "ألم تر"، لأن "كيف" من حروف الاستفهام (٢).
وقوله: ﴿بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾ يعني الذين غزوا البيت، وقصدوا تخريب الكعبة من الحبشة، والفيل معروف، ويجمع على الفيلة، والأفيال، وسايسه (٣) الفيال، والعرب تعظم شأنه، وتعجب من صورته، وخلقته (وقوته وكثافة أركانه) (٤) قال لبيد:
لو يَقُومُ الفِيلُ أو فَيّاله زَلَّ عَنْ مِثْلِ مَقَامي وزَحَلْ (٥).
وأكثر أهل التاريخ على أنهم لم يكن معهم غير فيل واحد، وكان (فيلًا كبيرًا) للنجاشي، لم ير مثله في الأرض عظمًا (وجسمًا وقوة) (٦) واسم الفيل: محمود (٧).
وقال الضحاك: كانت الفيلة ثمانية (٨).
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٦٣ بنصه.
(٣) السايس: القائم على الشيء بما يصلحه، والسياسة فعل السائس. "لسان العرب" ٦/ ١٠٨ (سوس).
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) "ديوانه" ص ١٤٧، ط. دار صادر، زحل: زل عن مكانه. الفيال: صاحب الفيل، توهم لبيد أنه لا بد أن يكون قويًا ليقدر على تصرف الفيل، وقد عاب العلماء هذا البيت على لبيد. ديوانه.
(٦) ما بين الأقواس ساقط من (أ).
(٧) وممن ذكر أنه قيل واحد: الطبري في "تاريخه" ٢/ ١٥٤، وابن هشام "السيرة" ١/ ٤٦، وابن الأثير في "الكامل في التاريخ" ١/ ٢٦٠، وابن كثير في "البداية والنهاية" م ١ ج ٢/ ١٥٨.
(٨) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٥٧/ أ، و"البحر المحيط" ٨/ ٥١٢.
322
وعلى هذا: الفيل: اسم الجنس، والصحيح هو الأول يدل عليه قول أبي الصلت (الثقفي (١)) (٢) يذكر تلك القصة.
إن آياتِ رَبِّنا بينات ما يُماري بهنَّ إلا الكفورُ
حَبَسَ الفيلَ بالمُغَمَّسِ حتّى ظَلَّ يَحْبو كأنَّهُ مَعْقُورُ (٣)
أخبر عن فيل واحد.
ثم ذكر ما فعل بهم فقال:
٢ - ﴿أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي (تَضْلِيلٍ) (٤)﴾ أي مكرهم، وسعيهم في تخريب الكعبة، واستباحة أهلها (٥).
﴿فِي تَضْلِيلٍ﴾ قال عطاء: في باطل. (وقال الكلبي: في أباطيل (٦)) (٧).
وقال مقاتل: في خسار (٨).
(١) أبو الصلت بن أبي ربيعة الثقفي، تقدمت ترجمته.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) ورد البيتان في: "سيرة ابن هشام" ١/ ٦٣ برواية: (ثاقبات) بدلًا من (بينات)، و"البداية والنهاية": م ١، ج ٢/ ١٦٣ بنفس رواية ابن هشام ولكن منسوبة إلى أبي الصلت ربيعة بن أبي ربيعة، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٤١ برواية: (ناطقات لا يماري) و (مر يعوي) ونسبة إلى أبي الصلت بن مسعود، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٥٦ أو نسبة إلى أبي الصلت بن أمية ابن مسعود، و"لباب التأويل" ٤/ ٤٠٩ برواية (ساطعات) و (ظل يعوي) "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٩١ برواية (باقيات) و (حتى صار يحبو).
(٤) ساقط من (أ).
(٥) لعله نقله عن الثعلبي بتصرف انظر: "الكشف والبيان" ١٣/ ٥٧ أ.
(٦) لم أعثر على مصدر لقولهما، وقد ورد بمثله من غير عزو في: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٥٧ أ.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٨) "تفسير مقاتل" ٢٥٣ أ، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٥٧ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٢٨.
وقال أبو إسحاق: في ذهاب (١).
والمعنى: في تضليل عما قصدوا له من تخريب الكعبة، ضلل كيدهم حتى لم يصل إلى البيت، وإلى ما أرادوه بكيدهم.
٣ - ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ﴾ (٢) عطف.
قوله: "وأرسل" (٣) على معنى "ألم يجعل" لا على لفظه، ومعناه (جعل) (٤): كيدهم في تضليل، ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ﴾ كما قلنا في قوله: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنَا﴾ [الشرح: ١ - ٢].
وقوله (٥) تعالى: ﴿طَيْرًا أَبَابِيلَ﴾ قال ابن عباس (في رواية عطاء) (٦): يريد مجتمعة (٧).
وقال مقاتل: يعني متتابعة بعضها على إثر بعض (٨)، (وهو قول قتادة (٩)، وعبيد بن عمير (١٠)) (١١).
(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٥: ٣٦٣.
(٢) بياض في (ع).
(٣) ساقط من (أ).
(٤) في (أ): (قوله).
(٥) ساقط من (ع).
(٦) ساقط من (أ).
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٨) "تفسير مقاتل" ٢٥٣ أ، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٢.
(٩) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٩٦.
(١٠) لم أعثر على مصدر لقوله.
(١١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
324
(وقال ابن أَبْزَى (١): أقاطيع كالإبل المؤبلة (٢) (٣) (٤).
وقال أبو سلمة: هي الزُّمَر (٥) (٦).
(وقال أبو صالح: يتبع بعضها بعضًا (٧)) (٨).
وأمَّا أهل اللغة فقال أبو عبيدة: أبابيل: جماعات على تفرقة، يقال: جاءت الخيل أبابيل من هاهنا وهاهنا، ولم نر أحدًا (٩) يجعل لها واحداً (١٠)، (ونحو هذا ذكر الأخفش سواء (١١)) (١٢).
(١) ابن أبزى: هو سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي مولاهم؛ الكوفي، روى عن أبيه، وعنه جعفر ابن أبي ربيعة، وقتادة، قال النسائي: ثقة.
انظر: "الجرح والتعديل" ٤/ ٣٩ ت ١٧١، و"تهذيب الكمال" ١٠/ ٥٢٤ ت ٢٣٠٨.
(٢) المؤبلة: يراد بها الكثيرة. "تهذيب اللغة" ١٥/ ٣٨٨ (أبل)
(٣) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٥٧ أكما ورد بمثله عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، و"جامع البيان" ٣٠: ٢٩٧، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٤٣.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) في (ع): الرمى.
(٦) "جامع البيان" ٣٠/ ٢٩٧.
(٧) ورد معنى قوله في: "النكت والعيون" ٦/ ٣٤٢، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٢ وكلامه: جمعًا بعد جمع.
(٨) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٩) في (ع): أحد.
(١٠) "مجاز القرآن" ٢/ ٣١٢.
(١١) "التفسير الكبير" ٣٢/ ١٠٠، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٩٧ والكلام عنه قال: يقال جاءت إبلك أبابيل: أي خرقًا، وطير أبابيل قال: وهذا يجيء في معنى التكثير، وهو من الجمع الذي لا واحد له، و"لسان العرب" ٦/ ١١: (أبل). وجميع ما ذكر في معنى "أبابيل" أقوال متفقة وحقيقة المعنى أنها جماعات عظام. قاله النحاس. "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٩٧.
(١٢) ما ببن القوسين ساقط من (أ).
325
وقال الفراء: "أبابيل" لا واحد لها، مثل: الشماميط (١)، والعباديد (٢)، (والشعارير (٣)) (٤).
كل هذا لا يفرد له واحد قال: وزعم (أبو جعفر) (٥) الرؤاسي (٦) (٧)، وكان ثقة مأمونًا أنه سمع واحدها "إبالة"، وقال الكسائي: كنت أسمع النحويين يقولون: "أبَوَّل" مثل: العَجَّوْل (٨)، والعَجَاجيل، -قال الفراء- ولو قال قائل: واحد "الأبابيل" "إيبالة" كان صوابًا، كما قالوا: دينار، ودنانير (٩).
وقال ابن الأعرابي: "الإبَّوْلُ" طَائرٌ ينفرد من الرَّف، وهو السَّطر من الطَّير (١٠).
(١) الشماطيط: أي المتفرقة، يقال: وجاءت الخيل شماطيط متفرقة أرسالًا. "القاموس المحيط" الفيروزابادي ٢/ ٣٦٩.
(٢) العَبَادِيدُ: الفرق من الناس الناهبون في كل وجه وكذلك العبابيد. "الصحاح" ٢/ ٤: ٥٠ (عبد).
(٣) شعارِير: أي متفرقين، يقال: ذهب القوم شَعَارِير إذا تفرقوا. "الصحاح" ٢/ ٧٠٠ (شعر)، و"القاموس المحيط" ٢/ ٦٠ (شعر).
(٤) ساقط من (أ).
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) في (ع): (الرازي).
(٧) أبو جعفر هو محمد بن الحسن بن أبي سارة الرؤاسي، قيل له ذلك لعظم رأسه، وهو أول من وضع نحو الكوفيين، ذكر ذلك ثعلب، من تصانيفه: "معاني القرآن"، وتصانيفه في النحو. انظر: "بغية الوعاه" ١/ ١٠٩: ت: ١٨٠.
(٨) العِجَّوْل: هو ولد البقرة، ويقال: عِجْل، والأنثى عجلة، وجمع عِجول: عجاجيل. "تهذيب اللغة" ١/ ٣٧٢ (عجل).
(٩) "معاني القرآن" ٣/ ٢٩٢ بتصرف.
(١٠) "تهذيب اللغة" ١٥/ ٣٨٩ (ويل).
326
وقد استعملت العرب: الأبابيل معنى الجماعات.
قال الأعشى:
طَريْقٌ وَجَبَّارٌ رِوَاءٌ أصولُهُ عَلَيْهِ أبَابِيلٌ مِنِ الطَّيْرِ تَنْعَبُ (١)
وقال امرؤ القيس:
تراهم إلى الداعي سراعًا كأنهم أبابيل طير تحت دجن مُسَجَّنِ (٢) (٣)
واختلفوا في صفة ذلك الطير، فروي عن (ابن سيرين، عن) (٤) ابن عباس، قال: كانت طيرًا لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكف كأكف الكلاب (٥).
وروى عطاء عنه قال: طير سود جاءت من قبل البحر فوجًا فوجًا (٦).
(١) ورد البيت في: "ديوانه" ص ١١، ط. دار صادر، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٥٧ أ، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٩٧.
معناه: الطريق، والجبار: نخل طويل. أبابيل: أسراب.
(٢) في (أ): (سخر).
(٣) ورد البيت في: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٥٧ أبرواية: (مسخر)، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٩٧ غير منسوب، وفي الهامش ذكر أنه منسوب إلى امرئ القيس وأنه لم يجده في ديوانه، و"فتح القدير" ٥/ ٤٩٦.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) "جامع البيان" ٣٠/ ٢٩٧ - ٢٩٨، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٥٧ اب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٢٨، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١٠٠، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٩٦، و"لباب التأويل" ٤/ ٤١٠، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٨٩، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٣٠ وعزاه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مروديه، والبيهقي في "دلائل النبوة" ١/ ١٢٢ - ١٢٣.
(٦) "التفسير الكبير" ٣٢/ ١٠٠، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٣٠ وعزاه إلى الفريابي وعبد بن
327
وقال عكرمة: (خرجت من البحر [لها] (١) مثل رؤوس السباع، وقال) (٢): هي طير خضر تختلف (٣) بالحجارة (٤).
وقال قتادة: هي طير خرجت من قبل البحر بيض، مع كل طائر ثلاثة (٥) أحجار، حجران في رجليه، وحجر في منقاره، لا يصيب شيئًا إلا هشمته (٦) (٧)، فذلك قوله:
٤ - ﴿تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ﴾.
روى (عطاء) (٨) عن ابن عباس (قال) (٩): "أرسل الله الحجارة على أصحاب الفيل جعل لا يقع حجر على أحد منهم إلا نفط (١٠) جلده وثار به
= حميد.
(١) غير مقروء في (ع)، وأثبت ما جاء في: "الجامع لأحكام القرآن" لسوقه مثل هذه الرواية" وعن عكرمة أيضًا.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) غير مقروء في (ع).
(٤) ورد قوله مختصرًا في: "الكشف والبيان" ١٣/ ٥٧ اب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٢٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٩٦ "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٨٩، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٣١ بمعناه وعزاه إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والبيهقي في "دلائل النبوة" ١/ ١٢٣.
(٥) غير واضحة في (ع).
(٦) في (أ): (هشمه).
(٧) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٩٦، و"جامع البيان" ٣٠/ ٢٩٩، وذلك عند تفسير: "ترميهم بحجارة"، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٢٩ غير أنه ذكر أنها طير سود، وكذا في "فتح القدير" ٥/ ٤٩٥.
(٨) ساقط من (أ).
(٩) ساقط من (أ).
(١٠) نفط: البثرة: يقال: نفطت يده نفطًا من باب تعب، ونفيطًا إذا صار بين الجلد واللحم ماء، الواحدة نفطة، والجمع نفط، وهو الجدري. "المصباح المنير" ٢/ ٧٥٧ (نفط).
328
الجدري (١)، فكان أول يوم رؤي فيه الجدري، لم يُرَ قبل ذلك (٢)، (ونحو هذا قال سعيد بن جبير (٣)) (٤).
وقال ابن سابط: كانت تحمل الحجارة لا تريد شيئًا فتخطئه، ولا تصيب شيئاً إلا أحرقته (٥) (٦).
وروى موسى بن أبي عائشة (٧): أنها كانت تحمل حجارة أصغرها مثل العدسة (٨)، وأكبرها مثل الحمصة (٩).
قال عبيد بن عمير: ما أرادت أصابت، وما أصابت قتلت (١٠).
(١) الجدري: هو عبارة عن بثرات تخرج من البدن يقال لصاحبها: مجدور، فإن بالغت قلت: مجدر، ويقال: جَدري أيضًا -بفتح الجيم؛ منسوب إلى جدر العضاة، وهي كالبثرات، أو إلى الجدرة، وهي ورم كالسَّلْعة في الحلق وغيره، وإذا ضممت الجيم يكون من تغيير النسب، وهو مرض معدٍ، وقد قضي عليه تمامًا بالتطعيم.
انظر: "المجموع المغيث" ١/ ٣٠٣ - ٣٠٤ (جدر)، وانظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ٢٤٦ (جدر)، وانظر: "الموسوعة العربية العالمية" ٨/ ٢٢٠.
(٢) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٩٦، بنحوه من طريق عكرمة عن ابن عباس، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١٠٠، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٩٨ مختصرًا، وعن عكرمة بنحوه "جامع البيان" ٣٠/ ٢٩٩
(٣) "التفسير الكبير" ٣٠/ ١٠٠.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) بياض في (ع).
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٧) تقدمت ترجمته في سورة النور.
(٨) العدسة: من الحبوب، والجمع: العَدَس. "لسان العرب" ٦/ ١٣٢ (عدس).
(٩) "جامع البيان" ٣٠/ ٢٩٩.
(١٠) لم أعثر على مصدر لقوله.
329
وقال مقاتل: كان الطائر الواحد يحمل ثلاثة أحجاش، واحد في منقاره، واثنان في رجليه، يقتل بكل واحد رجل ث مكتوب على كل حجر اسم صاحبه (١).
قال ابن مسعود: ما وقع منها حجر علي رجل إلا خرج من الجانب الآخر، (وإن وقع على رأسه خرج من دبره (٢).
وقال عطاء عن ابن عباس: كانت تحمل حصاة في) (٣) منقارها، وحصاتين في رجليها مثل الحمص؛ (ترسل الواحدة على رأس الرجل فتسيل لحمه ودمه، وتبقى عظامه) (٤) خاوية لا لحم فيها، ولا دم ولا جلد (٥)، فذلك قوله:
٥ - ﴿فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ تفسير العصف قد تقدم عند قوله: ﴿وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ﴾ (٦)، ومعنى "كعصف (مأكول) (٧) ":
(١) بمعناه في: "تفسير مقاتل" ٢٥٢ أ، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١٠٠.
(٢) "الكشف والبيان" ١٣/ ٥٧ اب، بمعناه، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٤٣، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٢٩، و"لباب التأويل" ٤/ ٤١٠، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٩٩.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) ورد معنى قوله في: "فتح القدير" ٥/ ٤٩٦ وعزاه إلى أبي نعيم في الدلائل.
(٦) سورة الرحمن: ١٢، ومما جاء في تفسير "كعصف" أنه قشور التبن التي تعلو حب الحنطة وغيره، أو هو ما على ساق الزرع من الورق الذي يبس فيتفتت، وقال بعضهم: إنه بقل الزرع، يعني أول ما ينبت منه، وهو ورق بعد، وقال ابن عباس: ورق السنبل.
وخلاصه أقوالهم: إن "العصف" ورق الزرع، ثم إذا يبس وديس صار تبناً.
(٧) ساقط من (أ).
330
"كزرع (وتبن) (١) قد أكلته الدواب، ثم راثته (٢) (٣) قد يبس وتفرقت أجزاؤه، شبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزاء الروث، وهذا معنى قول قتادة (٤)، ومقاتل (٥)، وعطاء عن ابن عباس (٦).
وقال آخرون: يعني جعلهم كزرع قد أكل حبه وبقى تبنه (٧).
والمعنى على هذا: كعصف مأكول الحب، كما يقال: فلان حسن، أي حسن الوجه، فأجرى مأكول على العصف من أجل أكله حبه، لأن المعني معلوم، وهذا قول الحسن (٨).
وقيل في معنى "مأكول": إنه مما يؤكل، يعني تأكله الدواب، يقال لكل شيء يصلح للأكل: هو مأكول، [ومطعوم] (٩).
(١) ساقط من (أ).
(٢) في (أ): (وراثته).
(٣) راثته: يراد به الروث، وهو رجيع ذوات الحافر، والرؤثة أخص منه، وقد راثته تروث رَوْثًا.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ٢٧١ (روث).
(٤) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٥٧ ب، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١٠١.
(٥) "تفسير مقاتل" ٢٥٣/ أ، "التفسير الكبير" ٣٢/ ١٠١.
(٦) المرجع السابق.
(٧) ورد هذا القول من غير عزو في: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٥٨ أ، وممن قال بمعناه ابن عباس، وعكرمة، وحبيب بن ثابت، وعطاء بن السائب.
انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ٣٠٤، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٥٨ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٤٤، وقد أورد ابن قتيبة هذا القول أيضًا من قولين في "تفسير غريب القرآن" ص ٥٣٩.
(٨) "التفسير الكبير" ٣٢/ ١٠١ - ١٠٢.
(٩) (مضعون): هكذا ورد في النسختين، والصواب ما أثبتناه.
331
والمعنى: جعلهم كتبن تأكله الدواب، وهو معنى قول عكرمة (١)، (والضحاك (٢)).
فحصل في المأكول ثلاثة أقوال، أحدها: مأكول على الحقيقة، والثاني: مأكول الحب، والثالث: مأكول أنه مما يؤكل.
(١) "التفسير الكبير" ٣٢/ ١٠٢، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣٠٤ قال: كزرع مأكول.
(٢) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٥٨ أ، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١٠٢.
332
سورة قريش
333
Icon