وهي اثنتان وأربع وستون آية، وتسع ركوعات
ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ سُورَةٌ ﴾، أي : هذه السورة، ﴿ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا ﴾، أي : فرضنا أحكامها، ومن قرأ بالتشديد فمعناه فصلناها، أو التشديد للمبالغة، ﴿ وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ١ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ : تتعظون،وقال رحمه الله في (الهدي) في حكم عدم جواز وطء الحامل قبل وضع الحمل، والذي يقتضي منه العجب، تجويز من جوز من الفقهاء الأربعة العقد على الزانية قبل استبرائها ووطئها عقيب العقد فتكون الليلة عند الزاني وقد علقت منه، والليلة التي تليها فراشا للزواج، ومن تأمل كمال هذه الشريعة علم أنها تأبى ذلك كله كل الإباء وتمنع منه كل المنع، ومن محاسن مذهب الإمام أحمد قدس الله روحه أن حرم نكاحها بالكلية حتى تتوب ويرتفع عنها اسم الزانية والبغي والفاجرة، فهو –رحمه الله- لا يجوز أن يكون الرجل زوج بغي ومنازعوه ويجوزون ذلك، وهو، أسعد منهم في هذه المسألة بالأدلة نصا كلها من النصوص والآثار والمعاني والقياس والمصلحة والحكمة وتحريم ما رآه المسلمون قبيحا، والناس إذا بالغوا في سبب الرجل صرحوا له بالزاني والقاذف فكيف تجوز الشريعة مثل هذا. انتهى بلفظه..
٢ هو أبو حنيفة رضي الله عنه /١٢..
٣ قال النخعي ومجاهد: الطائفة تقع على واحد وبه قال أحمد رضي الله عنه١٢ منه..
٢ لأنهم أثبتوا الفسق العظيم لغيرهم فانقلب إليهم ولما كانت الزنا من أمهات الكبائر، وقلما يطلع على ذلك أحد شدد الله على القاذف حيث شرط فيها أربعة رحمة، وسترا على عباده سيما على النساء، والظاهر وجوب جلد الرامي، وإن لم يطالب المقذوف، والظاهر أن قوله: ﴿وأولئك هم الفاسقون﴾ جملة على حيالها غير داخلة في خبر ﴿والذين يرمون﴾ مؤكد لعدم قبول شهادتهم / ١٢ وجيز..
٢ هذا مذهب مالك والشافعي، وأحمد وصرح على ذلك سعيد بن المسيب وجماعة من السلف / ١٢ منه..
٣ كقاضي شريح والنخعي وسعيد بن جبير ومكحول وهو مذهب أبي حنيفة /١٢ منه..
٢ وفي سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما نزل عذري قام النبي- صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك، وتلي القرآن، فلما نزل من المنبر أمر برجلين والمرأة فضربوا حدهم وسماهم، حسان، ومسطح، وحمنة [وسنده صحيح]، واختلفوا في وجه تركه –صلى الله عليه وسلم- لجلد عبد الله بن أبي، فقيل لتوفير العذاب العظيم له في الآخرة، وحد من عداه ليكون ذلك تكفيرا لذنبهم، وقيل احتراما لابنه وإطفاء لنار الفتنة /١٢ فتح..
٢ أخرجاه في الصحيحين..
٣ أخرجه الطبراني /١٢ وجيز [وسنده ضعيف]..
٢ وفي مصحف عبد الله (حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا) وعن عكرمة نحوه، أخرج ابن أبي شيبة، والطبراني وغيرهما عن أبي أيوب قال: قلت يا رسول الله أرأيت قول الله: (حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) هذا التسليم قد عرفناه فما الاستئناس، قال: (يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة وتحميدة، ويتنحنح فيؤذن أهل البيت، قال ابن كثير: هذا حديث غريب [وأخرجه أيضا ابن ماجه (٣٧٠٧)، وهو ضعيف، وانظر ضعيف ابن ماجة (٨٠٩)]، وأخرجه الطبراني عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الاستئناس أن تدعو الخادم حتى يستأنس أهل البيت الذين تسلم عليهم [وهو ضعيف كالذي قبله]، وقال الأكثرون: إنه يقدم السلام على الاستئذان فيقول: (السلام عليكم أدخل ؟، وهو الحق، لأن البيان منه صلى الله عليه وسلم للآية كان هكذا /١٢ فتح..
٢ لأن أول النظر لا يملك، ولهذا في الحديث ﴿لا تتبع النظرة فإن الأولى لك وليست لك الثانية﴾ [وهو حديث حسن، وانظر صحيح الجامع (٧٩٥٣)]، وقدم النظر لأنه هو بريد الفجور، والبلوى فيه أكثر، وقد فسره ابن كثير بحفظ الفرج عن الزنا وكشف العورة وهو حسن / ١٢ وجيز..
٢ كالخاتم، والكحل، قال ابن مسعود: (ما ظهر منها: هو الثياب، ونص على هذا أحمد، قال تعالى: ﴿خذوا زينتكم عند كل مسجد﴾ وذكر الزينة دون مواضعها مبالغة في الأمر بالستر فعلم ستر مواضعها بطريق الأولى /١٢ وجيز..
٣ قدم الأزواج، لأن اطلاعهم يقع على أعظم من الزينة، بل الزينة لهم /١٢ وجيز..
٤ وقد كتب عمر بن عبد العزيز [وهذا وهم وصوابه (عمر بن الخطاب –رضي الله عنه) تفسير القرطبي (٦/٢١٦) وتفسير ابن كثير (٣/٢٨٥)] إلى أبي عبيدة أن امنع نساء أهل الذمة من دخول الحمام مع المؤمنات/١٢..
٥ صرح بذلك عمر بن الخطاب ومجاهد / ١٢ منه..
٦ قال الشعبي، وعكرمة: الأولى أن تتحاشى منهما حذرا من أن يصافهن لأبنائهما فلهذا لم يذكر هما /١٢ وجيز..
٧ وعليه حديث صحيح/١٢ وجيز. [وهو قوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة لما وهبها عبدا ورآها تستر نفسها منه: (لا بأس عليك إنما هو أبوك وغلامك) أخرجه أبو داود وغيره بسند صحيح]..
٨ وفي معنى إبداء مثل الخلخل والتطيب عند الخروج من بيتها كما ثبت في الترمذي: (إذا استعطرت فمرت بمجلس فهي كذا وكذا يعني زانية) / ١٢ وجيز [صحيح]..
٩ قيل ليس في كتاب الله آية أكثر ضمائر من هذه جمعت خمسة وعشرين للمؤمنات من مخفوض ومرفوع، ولما كان النظر بالشهوة، وهم الوقوع هذا في الزنا غالبة في العزب أعقب أمر غض البصر، وحفظ الفرج بالتزوج فقال: ﴿وانكحوا الأيامي﴾ الآية /١٢ وجيز..
٢ أمر أولا بما يعصم من الفتنة، وهو غض البصر، ثم بالنكاح الذي هو عاصم ثم بالحمل على النفس (*) الأمارة بالسوء عند العجز عن النكاح على رزق القدرة، ولما ذكر العبيد والإماء الطالبين الراغبين في النكاح، وبعث السيد على تزويجهم رغبهم في أن يكاتبوهم إن طلبوا ذلك فقال: ﴿والذين﴾ الآية / ١٢ وجيز..
٣ رواه أبو داود في المراسيل /١٢ منه. [وهو ضعيف]..
٤ ولما أمر سبحانه بالرفق نهي عن ضده فقال: ﴿ولا تكرهوا فتياتكم﴾ الآية /١٢ وجيز..
٥ كما نقله البراز في مسنده والمفسرون /١٢ وجيز [ذكره الهيثمي في (المجمع)، (٧/٨٣) وقال: (رواه الطبراني والبراز بنحوه ورجال الطبراني رجال الصحيح)]..
والنور من أسمائه أيضا ومن | أوصافه سبحانه ذي البرهان |
بقال ابن مسعود كلاما قد حكا | ه الدارمي عنه بلا نكران |
نور السموات العلي من نوره *** والأرض كيف النجم والقمران
من نور وجه الرب جل جلاله | وكذا حكاه الحافظ الطبران |
فيه استنار العرش والكرسي مع | سبع الطباق وسائر الأكوان |
وكتابه نور كذلك شرعه | نور كذا المبعوث بالفرقان |
وكذلك الإيمان في قلب الفتي | نور على نور مع القرآن |
وحجابه نور ولو كشف الحجاب | لأحرق السبحات للأكوان |
وإذا أتى للفضل يشرق نوره | في الأرض يوم قيامة الأبدان |
وكذلك دار الرب جنات العلي | نور تلألأ ليس ذا بطلان |
والنور ذو نوعين مخلوق وو | صف ما هو والله متحدان |
وكذلك المخلوق ذو نوعين | محسوس ومعقول هما شيئان |
احذر تزل فتحت قدمك هوة | كم قد هوي فيها على الأزمان |
من عابد بالجهل زلت رجله | فهوى إلى قعر الحضيض الدان |
لاحت له آثار أنوار العبا | دة ظنها الأنوار للرحمن |
فأتي بكل مصيبة وبلية | ما شئت من شطح ومن هذيان |
وكذا الحلولي الذي هو خدنه | من ههنا حقا هما أخوان |
ويقابل الرجلين ذو التعطيل و | الحجب الكثيفة ما هما سيان |
ذا في كثافة طبعه وظلامه | وبظلمة التعطيل هذا الثان |
والنور محجوب فلا هذا ولا | هذا له من ظلمة يريان |
٢ أي: منورهما ويؤيد هذا المعنى قوله: ﴿مثل نوره﴾ بالإضافة إلى ضميره وقراءة علي ابن أبي طالب وأبي جعفر وعبد العزيز المكي وزيد بن علي وثابت بن أبي حفصة وسلمة بن عبد الملك وأبي عبد الرحمن السلمي وعبد الله بن إياس بن أبي ربيعة (نورا) فعلا ماضيا والأرض بالنصب /١٢ وجيز..
٣ وهنا تم المثال وأما أحسن ذلك حيث ذكر المصباح مرتين نكرة ومعرفة، وكذلك الزجاجة، وما اكتفى بقوله كمشكاة مصباح المصباح في زجاجة للتفخيم والتعظيم، ولقد أحسن أبو تمام وقد مدح ملكا وقال:
إقدام عمرو في سماحة حاتم | في حلم أحنف في ذكاء إياس |
لا تنكروا ضربي له من دونه | مثلا شرودا في النداء والباس |
والله قد ضرب الأقل لنوره | مثلا من المشكاة والنبراس |
٢ يعني أو المراد بالغدو صلاة الصبح وبالآصال صلاة العصر /١٢ منه..
فلبيك يزيد ضارع لخصومة
١٢..
٢ يعني لهم تجارة وبيع ولكن ذكر الله أخذ بمجامع قلوبهم فلا يشغلهم شيء عن ذكره /١٢ وجيز..
٣ ذا بالأصل، وأرى أن تكتب (الشراء)..
٢ بإلهام الله إياه كما ألهم الطير دقائق العلوم بحيث تحير فيه عقول العقلاء /١٢ وجيز..
٢ هو قولنا بردا لما قدرنا /١٢ منه..
٣ نقله محيي السنة عن ابن عباس /١٢ منه..
٤ وعادة الله جارية بأن برق غيم البرد أضوء، ورعده أشد /١٢ وجيز..
٢ على الأول أولئك إشارة إلى المنافقين خاصة، وعلى الثاني إلي المجموع من حيث المجموع /١٢ منه..
٢ هذا القيد يعلم من مقابلة قوله: ﴿وإن يكن لهم الحق﴾ /إلخ.. فلا تغفل /١٢ منه..
٢ نقله محي السنة رضي الله عنه /١٢..
* بالأصل (الرائي)..
٢ مر مرار أن جهد مفعول مطلق من أقسم من غير لفظه أو تقديره يجهدون جهد أيمانهم / ١٢ منه..
٢ نقله محي الدين، والشيخ عماد الدين ابن كثير /١٢ منه..
٢ المراد خطاب الرجال والنساء غلب فيه الرجال / ١٢ منه..
٣ قاله مقاتل ببن حيان / ١٢ منه..
٤ نقله محيي السنة عن ابن عباس /١٢ منه..
٥ فلا تكون ناسخة للآية الأولى، وعن ابن عباس أن الناس ليس لهم ستور على أبوابهم، ولا حجال فربما فاجأ الرجل والده أو خادمه، وهو على أهله فأمرهم الله بالاستئذان، ثم بسط الله عليهم في الرزق فاتخذوا السنور والحجال، فرأي الناس أن ذلك قد كفاهم من الاستئذان فتهاونوا وتركوا العمل بتلك الآية /١٢ منه..
٦ والظاهر أن السرية خارجة من هذا الحكم إلا أن يكون لسيدها زوجة أو سرية أخرى وتكون عنده /١٢ وجيز..
٢ تقله الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها /١٢ منه..
٣ نقله محيي السنة عن سعيد بن جبير والضحاك، وغيرهما /١٢ منه..
٤ قاله العطاء الخراساني، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وجعلوا كالآية التي في سورة الفتح، وتلك الجهاد البتة / ١٢ منه..
٥ هو قول عائشة رضي الله عنها /١٢ منه..
٦ النّاطور: حافظ الزرع والتمر والكَرْم..
٧ قاله سعيد بن جبير والسدي / ١٢ منه..
٨ عن ابن عباس: الصديق أوكد من والديه ألا ترى استغاثة أهل النار لم يستغيثوا بالآباء والأمهات، وقالوا: ﴿فما لنا من شافعين ولا صدق حميم﴾ قيل لعالم: أخوك أحب إليك أم صديقك ؟ فأجاب لا أحب أخي إلا إذا كان صديقي. وما تعرض لبيت الأولاد لأنه داخل بيوتكم فإن ولد الشخص بعضه، ولأن الولد أقرب ممن عدد من القرابات، وفي الحديث: (أطيب ما يأكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه) /١٢ وجيز. [صحيح، انظر صحيح الجامع (١٥٦٦)، وراجع الإرواء (١٦٢٦)]..
٩ قاله ابن عباس، وقتادة والضحاك، وابن جريح / ١٢ منه..
١٠ نقله عطاء الخراساني عن ابن عباس /١٢ منه..
١١ قال عكرمة وأبو صالح /١٢ منه..
١٢ هو قول جابر، وطاووس، والزهري، وقتادة، والضحاك، وعمرو بن دينار / ١٢ منه..
١٣ قاله ابن عباس، وقتادة، ومجاهد /١٢ منه..
١٤ معناها فتعملون على مقتضاها أو تدخلون في زمرة العقلاء، ولما بين الاستئذان في دخول البيت، وجواز الأكل من بعض البيوت واستحباب السلام حين دخول البيت، وجواز الأكل من بعض البيوت واستحباب السلام حين دخول البيت عقبه بالاستئذان عن محضر النبي المصطفى – صلى الله عليه السلام- الذي هو بيت الله فقال: ﴿إنما المؤمنون﴾ الآية / ١٢وجيز..
١٥ ولما ذكر من الحكم ما هو من خصوصيات رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أعقبه بشيء آخر من خصوصياته الدال على تعظيمه كالأول فقال: ﴿لا تجعلوا دعاء الرسول﴾ الآية /١٢ وجيز..
٢ قاله ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، ومقاتل بن حيان، وزيد بن أسلم /١٢ منه..
٣ حكاه ابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن والبصري وعطية العوفي /١٢ منه..
٤ ملاوذين يلوذ بعضهم ببعض بحيث يدور معه إذا دار استتارا من رسول الله صلى الله عليه وسلم /١٢ وجيز..
٥ قوله معرضين عن أمره إشارة إلى أن تعدية المخالفة بعن لتضمين معنى الإعراض وإلا فالمخالفة متعدية بنفسه كما أشار إليه بقوله مخالفين أمره /١٢ منه..
٢ ومعمول ينبئهم أعني يوم لما قدم عليه للاختصاص جيء بحرفي العطف عليه، ومثله غير عزيز /١٢..
٣ عن عقبة بن عامر قال: (رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ هذه الآية في خاتمة سورة النور وهو جاعل أصبعيه تحت عينيه يقول بكل شيء بصير) أخرجه الطبراني وغيره قال السيوطي بسند حسن / ١٢ فتح. [كما في الدر المنثور (٥/ ١١٢) وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٨٤): (هكذا وقع، فإن كانت قراءة شاذة، وإلا فالتلاوة بكل شيء عليم. رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وهو سيء الحفظ وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات)]..