تفسير سورة المجادلة

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة المجادلة من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ

سورة المجادلة
١ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ في خولة بنت ثعلبة بن خويلد. قال لها زوجها أوس بن الصّامت: أنت عليّ كظهر أمي «١».
٣ لِما قالُوا: لنقض ما قالوا «٢»، أو هو العود بالعزم على الوطء «٣».
قال عبد الله «٤» بن الحسين أي: يعودون إلى المقول [فيهن] «٥»، أي:
إلى نسائهم، كأنّ التقدير: والذين يظاهرون من نسائهم فتحرير رقبة لما قالوا، ثم يعودون إلى نسائهم فيكون «ما قالوا» بمعنى المصدر، والمصدر، بمعنى المفعول، كقولهم: ضرب الأمير ونسج بغداد.
(١) ورد التصريح بذكر أوس بن الصّامت وخولة بنت ثعلبة في رواية الإمام أحمد في مسنده:
(٦/ ٤١٠، ٤١١)، وأبي داود في سننه: ٢/ ٦٦٣، كتاب الطلاق، باب «في الظهار» حديث رقم ٢٢١٤.
والحاكم في المستدرك: ٢/ ٤٨١، والواحدي في أسباب النزول: ٤٧٢ وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٨/ ٦٢: «هذا هو الصحيح في سبب نزول صدر هذه السورة... ».
وانظر الروايات التي صرحت بذكر أوس بن الصامت وخولة بنت ثعلبة رضي الله عنهما في الدر المنثور: (٨/ ٧٠، ٧١).
(٢) ذكره الفراء في معانيه: ٣/ ١٣٩، وقال: «وهو كما تقول: حلف أن يضربك فيكون معناه:
حلف لا يضربك وحلف ليضربنك»
.
وانظر تفسير الطبري: ٢٨/ ٨، وزاد المسير: ٨/ ١٨٣.
(٣) هذا قول الحنفية كما في فتح القدير لابن الهمام: ٤/ ٨٥، ومجمع الأنهر: ١/ ٤٤٨ ونسب إلى الإمام مالك في الخرشي على مختصر خليل: ٤/ ١١٠، وتفسير القرطبي: ١٧/ ٢٨٠.
(٤) لعله عبد الله بن الحسين الناصحي الخراساني، أبو محمد، قاضي القضاة، الإمام الفقيه الحنفي، المتوفي سنة ٤٤٧ هـ-.
قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: ١٧/ ٦٦٠: وطال عمره، وعظم قدره، وكان قاضي السلطان محمود بن سبكتكين. اه-.
له كتاب أدب القاضي، والجمع بين وقفي هلال والخصاف، جمع فيه بين كتاب الوقف لهلال بن يحيى وكتاب أحمد بن عمرو الخصاف.
وانظر ترجمته في تاريخ بغداد: ٩/ ٤٤٣، والجواهر المضيئة: ٢/ ٣٠٥.
(٥) عن نسخة «ج».
٤ ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ: تطيعوه ولا تطلّقوا طلاق الجاهلية بالظّهار. أو ذلك لإيمانكم بالله، فيقتضي أن لا يصح ظهار الذميّ «١».
٥ كُبِتُوا في يوم الأحزاب. كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يوم بدر «٢».
٨ نُهُوا عَنِ النَّجْوى: السّرار «٣».
حَيَّوْكَ كانوا يقولون: السّام عليك «٤».
١٠ إِنَّمَا النَّجْوى أي: النّجوى بالإثم.
١١ تَفَسَّحُوا: توسّعوا.
انْشُزُوا: ارتفعوا «٥».
١٩ اسْتَحْوَذَ: استولى «٦»، جاء على الأصل لأنه لم يبن على «حاذ» «٧»، كما يقال: افتقر من غير أن قيل: فقر.
(١) هذا قول الحنفية والمالكية كما في فتح القدير لابن الهمام: ٤/ ٨٥، وأحكام القرآن لابن العربي: ٤/ ١٧٥٠. قال القرطبي- رحمه الله- في تفسيره: ١٧/ ٢٧٦: «ودليلنا قوله تعالى:
مِنْكُمْ يعني من المسلمين، وهذا يقتضي خروج الذمي من الخطاب... »
.
(٢) ذكره القرطبي في تفسيره: ١٧/ ٢٨٨، وأبو حيان في البحر المحيط: ٨/ ٢٣٤.
(٣) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٥٧، وتفسير الماوردي: ٤/ ٢٠٠، واللسان: ١٥/ ٣٠٨ (نجا). [.....]
(٤) أخرج الإمام مسلم في صحيحه: ٤/ ١٧٠٧، كتاب السلام، باب «النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم» عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «أتى النبي ﷺ أناس من اليهود فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم! قال: وعليكم... ».
وانظر تفسير الطبري: (٢٧/ ١٣، ١٤)، وأسباب النزول للواحدي: ٤٧٤، وتفسير ابن كثير: ٨/ ٦٨.
(٥) ينظر تفسير الماوردي: ٤/ ٢٠٢، والمفردات للراغب: ٤٩٣، وتفسير القرطبي:
١٧/ ٢٩٩، واللسان: ٥/ ٤١٧ (نشز).
(٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٤٥٨، ومعاني القرآن للزجاج: ٥/ ١٤٠، وتفسير البغوي:
٤/ ٣١٢.
(٧) عن معاني القرآن للزجاج: ٥/ ١٤٠، ونص كلامه: «وهذا مما خرج على أصله ومثله في الكلام: أجودت وأطيبت، والأكثر: أجدت وأطبت، إلّا إنّ «استحوذ» جاء على الأصل، لأنه لم يقل على «حاذ» لأنه إنما بني على «استفعل» في أول وهلة كما بني «افتقر» على «افتعل»، وهو من الفقر، ولم يقل منه: «فقر» ولا استعمل بغير زيادة، ولم يقل: «حاذ عليهم الشيطان»، ولو جاء «استحاذ» لكان صوابا، ولكن «استحوذ» هاهنا أجود لأن الفعل في ذا المعنى لم يستعمل إلا بزيادة» اه-.
Icon