تفسير سورة سورة الطلاق من كتاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم
.
لمؤلفه
المنتخب
.
المتوفي سنة 2008 هـ
تحدثت السورة عن بعض أحكام الطلاق، وعن العدة، وأنواعها، وأحكامها : من بقاء المعتدة في مسكنها الذي طلقت فيه، ومن وجوب الإنفاق عليها، وإسكانها. وفي ثنايا هذه الأحكام كما هي سنة القرآن وعد لمن امتثل أوامر الله، ووعيد لمن تعدى حدوده، ثم أشارت إلى عاقبة المتكبرين عن امتثال أوامر الله ورسله. وختمت السورة بحث المؤمنين على تقوى الله، وتذكيرهم بنعمة إرسال رسول يتلو عليهم آيات الله ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وبقدرته في خلق سبع سماوات، ومن الأرض مثلهن.
ﰡ
١- يا أيها النبي إذا أردتم أن تُطلِّقوا النساء فطلّقوهن مستقبلاً لعدتهن، واضبطوا العدة، واتقوا الله ربكم. لا تخرجوا المطلقات من مساكنهن التي طلقن فيها، ولا يخرجن منها إلا أن يفعلن فعلة منكرة واضحة، تلك الأحكام المتقدمة معالم الله، شرعها لعباده، ومن يُجاوز حدود الله فقد ظلم نفسه. لا تدرى لعل الله يوجد بعد ذلك الطلاق أمراً لا تتوقعه، فيتحابان.
٢- فإذا قاربت المطلقات نهاية عدتهن، فراجعوهن مع حُسن مُعاشرة، أو فارقوهن من غير مضارة، وأشهدوا على الرجعة والمفارقة صاحبي عدالة منكم. وأدّوا الشهادة على وجهها خالصة لله. ذلكم الذي أمرتم به يوعظ به مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، ومَن يخف الله فيقف عند أوامره ونواهيه يجعل له مخرجاً من كل ضيق.
٣- ويُهيِّئ له أسباب الرزق من حيث لا يخطر على باله، ومَن يُفوض إلى الله كل أموره فهو كافيه، إن الله بالغ مراده، منفذ مشيئته. قد جعل الله لكل شيء وقتاً لا يعدوه، وتقديراً لا يجاوزه.
٤- والمعتدات من المطلقات اللائي يئسن من لمحيض لكبرهن، إن لم تعلموا كيف يعتددن، فعدتهن ثلاثة أشهر، واللائي لم يحضن عدتهن كذلك، وصواحب الحمل عدتهن أن يضعن حملهن، ومن يتق الله فينفذ أحكامه يُيسر الله له أموره.
٥- ذلك التشريع أمر الله - لا غير - أنزله إليكم، ومن يتق الله بالمحافظة على أحكامه يمح عنه خطاياه، ويُعظم له الجزاء.
٦- أسكنوا المعتدات بعض أماكن سكناكم، على قدر طاقتكم، ولا تلحقوا بهن ضرراً، لتضيقوا عليهن في السكنى. وإن كن ذوات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن، فإن أرضعت المطلقات لكم أولادكم فوفوهن أجورهن، وليأمر بعضكم بعضاً بما تُعورف عليه من سماحة وعدم تعنّت، وإن اختلف الرجل والمرأة فطلبت المرأة في أجرة الرضاع كثيرا ولم يجبها الرجل إلى ذلك أو بذل الرجل قليلاً ولم توافقه عليه فليسترضع غيرها.
٧- لينفق صاحب بسطة في الرزق مما بسطه الله له، ومن ضُيِّق عليه رزقه فلينفق مما أعطاه الله، لا يكلف الله نفساً إلا ما أعطاها، سيجعل الله بعد ضيق فرجا.
٨ - وكثير من القرى التي تجبَّر أهلها وأعرضوا عن أمر ربهم ورسله فحاسبناها حساباً شديداً. بتقصي كل ما فعلوه ومناقشتهم، وعذَّبناها عذاباً فظيعاً، فتجرَّعوا سوء مآل أمرهم، وكان عاقبة أمرهم خسراناً شديداً.
١٠ - هيأ الله لأهل القرى المتجبرين عذاباً بالغ الشدة، فاحذروا غضب الله - يا أصحاب العقول الراجحة - الذين اتصفوا بالإيمان. قد أنزل الله إليكم - ذا شرف ومكانة - رسولاً يقرأ عليكم آيات الله مُبَيِّنات لكم الحق من الباطل. ليُخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من ظلمات الضلال إلى نور الهداية، ومَن يصدِّق بالله ويعمل عملاً صالحاً يدخله جنات تجرى من خلالها الأنهار، مخلدا فيها أبداً، قد أحسن الله للمؤمن الصالح رزقاً طيباً.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠:١٠ - هيأ الله لأهل القرى المتجبرين عذاباً بالغ الشدة، فاحذروا غضب الله - يا أصحاب العقول الراجحة - الذين اتصفوا بالإيمان. قد أنزل الله إليكم - ذا شرف ومكانة - رسولاً يقرأ عليكم آيات الله مُبَيِّنات لكم الحق من الباطل. ليُخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من ظلمات الضلال إلى نور الهداية، ومَن يصدِّق بالله ويعمل عملاً صالحاً يدخله جنات تجرى من خلالها الأنهار، مخلدا فيها أبداً، قد أحسن الله للمؤمن الصالح رزقاً طيباً.
١٢- الله - وحده - الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن، يجرى أمره بينهن، لتعلموا أن الله على كل شيء تام القدرة، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما.
