في السورة لفت نظر إلى عظمة الله وقدرته في مشاهد الكون ونواميسه، وتقرير كون الله إنما خلق الناس وقدر عليهم البعث بعد الموت لاختبارهم، وتذكير بأفضال الله ونعمه على الناس، ووصف لمصير الكفار والمؤمنين الأخروي، وحملة تنديد وإنذار على الكفار، وردود على ما كانوا يقولونه في مواقف الجدل مع النبي صلى الله عليه وسلم. وآياتها منسجمة متوازنة مما يسوغ القول بوحدة نزولها.
ولقد روى بعض أصحاب الكتب الخمسة بعض الأحاديث في فضل هذه السورة. منها حديث رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى غفر له، تبارك الذي بيده الملك )١. وحديث رواه الترمذي عن ابن عباس قال :( ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لا يعلم، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك حتى ختمها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ تبارك حتى ختمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر )٢.
٢ المصدر نفسه..
ﰡ
﴿ تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ( ١ ) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ( ٢ ) الذي خلق سبع سماوات طباقا١ ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت٢ فارجع البصر هل ترى من فطور٣ ( ٣ ) ثم ارجع البصر كرتين ينقلب البصر إليك خاسئا٤ وهو حسير٥ ( ٤ ) ﴾ [ ١-٤ ].
بدأت السورة بالثناء على الله، وهذا من أساليب النظم القرآني في مطالع سور عديدة، وقد أعقب الثناء تنويه بمطلق تصرف الله عز وجل والإشارة إلى حكمته في خلق الناس وموتهم وبعثهم.
فلله التقديس والثناء، وهو الذي بيده ملك كل شيء المتصرف في هذا الكون تصرفا مطلقا، القادر على كل شيء قدرة شاملة تامة. وهو الذي بيده الموت والحياة والقادر عليهما. وقد جعل ذلك وسيلة لاختبار الجنس البشري حتى يظهر الأحسن منهم عملا، على غير حاجة وضعف لأنه قوي عزيز، لا يدانيه في قوته أحد وليس هو في حاجة إلى أحد، والمتصف مع ذلك بالغفران والصفح والتسامح.
وهو الذي خلق السماوات السبع بإتقان وانتظام وتطابق، لا يمكن أن يرى الناظر إليها أي تفاوت أو تناقص أو صدوع أو شقوق أو خلل، مهما دقق في النظر وعاود التدقيق مرة بعد مرة، وأجال النظر في جميع الأنحاء، ولن يلبث أن يرتد نظره ذليلا مذهولا حائرا كليلا مما يرى من العظمة ورائع الصنع والإتقان، مستشعرا بعجزه عن درك الأسرار الربانية والإحاطة بها مستبينا ضآلة شأنه إزاءها.
وأسلوب الآيات تقريري قوي موجه إلى عقول السامعين وقلوبهم.
وهي مقدمة لما يأتي بعدها من التنديد بالكفر وإنذار للكافرين. والسؤال والتحدي في الآيتين الأخيرتين يزيدان في قوة الصورة العظيمة التي رسمتها الآيات الأولى لمشاهد كون الله، وفي تصوير شعور المرء بها وهو الشعور الدائم العام الذي لا يستطيع أحد أن يتفلت منه حينما يرسل ببصره إلى السماوات، ويتفكر في عظيم الإبداع والإتقان والسعة التي لا يحصيها ذهن ولا يحيط بها بصر.
وواضح من أسلوبها أنها موجهة إلى جميع الأذهان استهدافا للتنبيه والاسترعاء والتذكير بعظمة الكون وخالقه وواجب الناس إزاءه، ومن الواجب أن تبقى في هذا النطاق ؛ لأن في إخراجها منه ابتعادا عن الهدف القرآني.
ولقد صرف بعض المفسرين عبارة الموت إلى العدم الذي يسبق الحياة، وعبارة الحياة إلى الحياة الدنيا. والذي تلهمه الآية الثانية هو قصد بيان حكمة الله في خلق الناس وإماتتهم وإحيائهم ثانية وهو واختبارهم في الدنيا ومعرفة صالحهم من طالحهم ؛ لتوفيتهم جزاء أعمالهم في الحياة الأخروية بعد الموت. وفيه ما فيه من تلقين جليل مستمر المدى في كون الناس مدعوين إلى العمل الصالح والتسابق فيه، وكون حكمة خلقهم أو تميزهم عن سائر خلق الله متصلة بذلك. وقد تكرر هذا أكثر من مرة في السور السابقة، وكتبنا تعليقا على مداه في سياق سورة هود، فنكتفي بهذا التنبيه.
ولقد روى البغوي عن كعب الأحبار في وصف السماوات السبع : أن الأولى موج مكفوف والثانية من درة بيضاء والثالثة حديد والرابعة صفر أو نحاس والخامسة فضة والسادسة ذهب والسابعة ياقوتة حمراء، ومن السماء السابعة إلى الحجب السبعة صحارى من نور. والتحفظ في مثل هذه الأحاديث أولى كسائر ما يورد على هامش ما يرد في القرآن من مشاهد الكون إذا لم يكن مستندا إلى أثر نبوي وثيق.
٢ ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت : لا ترى فيما خلق الله عدم التناسب وعدم انسجام.
٣ فطور : صدوع أو شقوق أو خلل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ( ١ ) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ( ٢ ) الذي خلق سبع سماوات طباقا١ ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت٢ فارجع البصر هل ترى من فطور٣ ( ٣ ) ثم ارجع البصر كرتين ينقلب البصر إليك خاسئا٤ وهو حسير٥ ( ٤ ) ﴾ [ ١-٤ ].
بدأت السورة بالثناء على الله، وهذا من أساليب النظم القرآني في مطالع سور عديدة، وقد أعقب الثناء تنويه بمطلق تصرف الله عز وجل والإشارة إلى حكمته في خلق الناس وموتهم وبعثهم.
فلله التقديس والثناء، وهو الذي بيده ملك كل شيء المتصرف في هذا الكون تصرفا مطلقا، القادر على كل شيء قدرة شاملة تامة. وهو الذي بيده الموت والحياة والقادر عليهما. وقد جعل ذلك وسيلة لاختبار الجنس البشري حتى يظهر الأحسن منهم عملا، على غير حاجة وضعف لأنه قوي عزيز، لا يدانيه في قوته أحد وليس هو في حاجة إلى أحد، والمتصف مع ذلك بالغفران والصفح والتسامح.
وهو الذي خلق السماوات السبع بإتقان وانتظام وتطابق، لا يمكن أن يرى الناظر إليها أي تفاوت أو تناقص أو صدوع أو شقوق أو خلل، مهما دقق في النظر وعاود التدقيق مرة بعد مرة، وأجال النظر في جميع الأنحاء، ولن يلبث أن يرتد نظره ذليلا مذهولا حائرا كليلا مما يرى من العظمة ورائع الصنع والإتقان، مستشعرا بعجزه عن درك الأسرار الربانية والإحاطة بها مستبينا ضآلة شأنه إزاءها.
وأسلوب الآيات تقريري قوي موجه إلى عقول السامعين وقلوبهم.
وهي مقدمة لما يأتي بعدها من التنديد بالكفر وإنذار للكافرين. والسؤال والتحدي في الآيتين الأخيرتين يزيدان في قوة الصورة العظيمة التي رسمتها الآيات الأولى لمشاهد كون الله، وفي تصوير شعور المرء بها وهو الشعور الدائم العام الذي لا يستطيع أحد أن يتفلت منه حينما يرسل ببصره إلى السماوات، ويتفكر في عظيم الإبداع والإتقان والسعة التي لا يحصيها ذهن ولا يحيط بها بصر.
وواضح من أسلوبها أنها موجهة إلى جميع الأذهان استهدافا للتنبيه والاسترعاء والتذكير بعظمة الكون وخالقه وواجب الناس إزاءه، ومن الواجب أن تبقى في هذا النطاق ؛ لأن في إخراجها منه ابتعادا عن الهدف القرآني.
ولقد صرف بعض المفسرين عبارة الموت إلى العدم الذي يسبق الحياة، وعبارة الحياة إلى الحياة الدنيا. والذي تلهمه الآية الثانية هو قصد بيان حكمة الله في خلق الناس وإماتتهم وإحيائهم ثانية وهو واختبارهم في الدنيا ومعرفة صالحهم من طالحهم ؛ لتوفيتهم جزاء أعمالهم في الحياة الأخروية بعد الموت. وفيه ما فيه من تلقين جليل مستمر المدى في كون الناس مدعوين إلى العمل الصالح والتسابق فيه، وكون حكمة خلقهم أو تميزهم عن سائر خلق الله متصلة بذلك. وقد تكرر هذا أكثر من مرة في السور السابقة، وكتبنا تعليقا على مداه في سياق سورة هود، فنكتفي بهذا التنبيه.
ولقد روى البغوي عن كعب الأحبار في وصف السماوات السبع : أن الأولى موج مكفوف والثانية من درة بيضاء والثالثة حديد والرابعة صفر أو نحاس والخامسة فضة والسادسة ذهب والسابعة ياقوتة حمراء، ومن السماء السابعة إلى الحجب السبعة صحارى من نور. والتحفظ في مثل هذه الأحاديث أولى كسائر ما يورد على هامش ما يرد في القرآن من مشاهد الكون إذا لم يكن مستندا إلى أثر نبوي وثيق.
٥ حسير : كليل أو تعب.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ( ١ ) الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ( ٢ ) الذي خلق سبع سماوات طباقا١ ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت٢ فارجع البصر هل ترى من فطور٣ ( ٣ ) ثم ارجع البصر كرتين ينقلب البصر إليك خاسئا٤ وهو حسير٥ ( ٤ ) ﴾ [ ١-٤ ].
بدأت السورة بالثناء على الله، وهذا من أساليب النظم القرآني في مطالع سور عديدة، وقد أعقب الثناء تنويه بمطلق تصرف الله عز وجل والإشارة إلى حكمته في خلق الناس وموتهم وبعثهم.
فلله التقديس والثناء، وهو الذي بيده ملك كل شيء المتصرف في هذا الكون تصرفا مطلقا، القادر على كل شيء قدرة شاملة تامة. وهو الذي بيده الموت والحياة والقادر عليهما. وقد جعل ذلك وسيلة لاختبار الجنس البشري حتى يظهر الأحسن منهم عملا، على غير حاجة وضعف لأنه قوي عزيز، لا يدانيه في قوته أحد وليس هو في حاجة إلى أحد، والمتصف مع ذلك بالغفران والصفح والتسامح.
وهو الذي خلق السماوات السبع بإتقان وانتظام وتطابق، لا يمكن أن يرى الناظر إليها أي تفاوت أو تناقص أو صدوع أو شقوق أو خلل، مهما دقق في النظر وعاود التدقيق مرة بعد مرة، وأجال النظر في جميع الأنحاء، ولن يلبث أن يرتد نظره ذليلا مذهولا حائرا كليلا مما يرى من العظمة ورائع الصنع والإتقان، مستشعرا بعجزه عن درك الأسرار الربانية والإحاطة بها مستبينا ضآلة شأنه إزاءها.
وأسلوب الآيات تقريري قوي موجه إلى عقول السامعين وقلوبهم.
وهي مقدمة لما يأتي بعدها من التنديد بالكفر وإنذار للكافرين. والسؤال والتحدي في الآيتين الأخيرتين يزيدان في قوة الصورة العظيمة التي رسمتها الآيات الأولى لمشاهد كون الله، وفي تصوير شعور المرء بها وهو الشعور الدائم العام الذي لا يستطيع أحد أن يتفلت منه حينما يرسل ببصره إلى السماوات، ويتفكر في عظيم الإبداع والإتقان والسعة التي لا يحصيها ذهن ولا يحيط بها بصر.
وواضح من أسلوبها أنها موجهة إلى جميع الأذهان استهدافا للتنبيه والاسترعاء والتذكير بعظمة الكون وخالقه وواجب الناس إزاءه، ومن الواجب أن تبقى في هذا النطاق ؛ لأن في إخراجها منه ابتعادا عن الهدف القرآني.
ولقد صرف بعض المفسرين عبارة الموت إلى العدم الذي يسبق الحياة، وعبارة الحياة إلى الحياة الدنيا. والذي تلهمه الآية الثانية هو قصد بيان حكمة الله في خلق الناس وإماتتهم وإحيائهم ثانية وهو واختبارهم في الدنيا ومعرفة صالحهم من طالحهم ؛ لتوفيتهم جزاء أعمالهم في الحياة الأخروية بعد الموت. وفيه ما فيه من تلقين جليل مستمر المدى في كون الناس مدعوين إلى العمل الصالح والتسابق فيه، وكون حكمة خلقهم أو تميزهم عن سائر خلق الله متصلة بذلك. وقد تكرر هذا أكثر من مرة في السور السابقة، وكتبنا تعليقا على مداه في سياق سورة هود، فنكتفي بهذا التنبيه.
ولقد روى البغوي عن كعب الأحبار في وصف السماوات السبع : أن الأولى موج مكفوف والثانية من درة بيضاء والثالثة حديد والرابعة صفر أو نحاس والخامسة فضة والسادسة ذهب والسابعة ياقوتة حمراء، ومن السماء السابعة إلى الحجب السبعة صحارى من نور. والتحفظ في مثل هذه الأحاديث أولى كسائر ما يورد على هامش ما يرد في القرآن من مشاهد الكون إذا لم يكن مستندا إلى أثر نبوي وثيق.
﴿ ولقد زينا السماء الدنيا ١ بمصابيح وجعلنها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير ( ٥ ) ﴾[ ٥ ].
الآية معطوفة على الآيات السابقة ومتصلة بموضوعها : فقد زين الله السماء التي يراها الناس بمصابيح، وجعل من هذه المصابيح في الوقت نفسه رجوما للشياطين، الذين أعد الله لهم عذاب السعير في الآخرة أيضا.
ورجم الشياطين من السماء بالشهب قد تكرر ذكره، وعلقنا على ذاتية الموضوع في سياق تفسير سورة الجن بما يغني عن الإعادة. وإذا كان من شي يحسن أن يقال هنا، هو أن من الممكن أن يستلهم من الآيتين وما قبلهما وما بعدهما، قصد تقرير كون الله عز وجل بالمرصاد لكل من يجرؤ على حدوده، ويقف منه موقف المتمرد مهما خيل للناس أنه قوي شديد كشياطين الجن مثلا، الذين لهم في أذهان السامعين صورة ضخمة مفزعة. أما تزيين الدنيا بالمصابيح، فهو تعبير متكرر ومتسق مع شعور الناس على اختلاف طبقاتهم، بما تقع عليه أنظارهم من مشاهد السماء ونجومها وشهبها، وبما في أذهانهم من ذلك بسبيل العظة والتنويه. ومن الواجب أن يبقى ذلك في هذا النطاق مثل سائر التعابير القرآنية المماثلة. ولقد تكرر في القرآن تقرير كون مصير الشياطين في الآخرة هو العذاب والنار، مما مر منه أمثلة، وعلقنا عليها بما يغني عن الإعادة.
وفي هذه الآيات إنذار للكافرين بالله وآياته : فلهم أيضا عذاب جهنم وبئست هي مصيرهم. وحينما يقبلون عليها سيرونها في حالة تبعث الرعب والفزع، حيث يكون لها صوت مرعب من شدة فورانها، وتكاد تتشقق وتتفجر من الغليان أو سخطا على الكفار. وكلما ألقي فيها فوج منهم سألهم الموكلون بها سؤال المندد المقرع، عما إذا لم يكن قد أتاهم نذير يعظهم ويخوفهم من هذا المصير، فيجيبون إجابة المتحسر النادم، أنه قد جاءنا نذير فوقفنا منه موقف المكذب، وسفهناه وأنكرنا أن يرسل الله رسلا للناس. وقلنا له إنه في دعواه في ضلال كبير، فاستحققنا هذا المصير،
ولو كنا نعقل أو نسمع ما صرنا إليه. وهكذا يعترفون بما اقترفوه من ذنوب، فسحقا لهم وبعدا.
والآيات معطوفة على سابقاتها ومتصلة بها، ولعل عطف الكفار على الشياطين قد قصد به تشديد التقريع ؛ فهم من طبقة واحدة، ومصيرهم واحد. والوصف قوي مرعب، والمحاورة المفروض حدوثها لاذعة مستحكمة. ومن شأن ذلك إثارة الفزع والندم في الكفار، وحملهم على الارعواء، وهو ما استهدفته الآيات.
ولقد أورد ابن كثير في سياق الآية الأخيرة، حديثا رواه الإمام أحمد عن أبي البختري الطائي، قال : سمعت من سمع من رسول الله وقوله :( لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم ) وحديثا آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( لا يدخل أحد النار إلا وهو يعلم أن النار أولى به من الجنة ). وهذا وذاك متساوق مع ما أخبر الله به مما سيكون من اعتراف الكفار بذنوبهم واستحقاقهم للنار، ومتصل فيما يتبادر لنا بالهدف الذي استهدفته الآيات.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦:﴿ وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير ( ٦ ) إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا١ وهي تفور ( ٧ ) تكاد تميز من الغيظ٢ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ( ٨ ) قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير٣ ( ٩ ) وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ( ١٠ ) فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير ( ١١ ) ﴾ [ ٦-١١ ].
وفي هذه الآيات إنذار للكافرين بالله وآياته : فلهم أيضا عذاب جهنم وبئست هي مصيرهم. وحينما يقبلون عليها سيرونها في حالة تبعث الرعب والفزع، حيث يكون لها صوت مرعب من شدة فورانها، وتكاد تتشقق وتتفجر من الغليان أو سخطا على الكفار. وكلما ألقي فيها فوج منهم سألهم الموكلون بها سؤال المندد المقرع، عما إذا لم يكن قد أتاهم نذير يعظهم ويخوفهم من هذا المصير، فيجيبون إجابة المتحسر النادم، أنه قد جاءنا نذير فوقفنا منه موقف المكذب، وسفهناه وأنكرنا أن يرسل الله رسلا للناس. وقلنا له إنه في دعواه في ضلال كبير، فاستحققنا هذا المصير،
ولو كنا نعقل أو نسمع ما صرنا إليه. وهكذا يعترفون بما اقترفوه من ذنوب، فسحقا لهم وبعدا.
والآيات معطوفة على سابقاتها ومتصلة بها، ولعل عطف الكفار على الشياطين قد قصد به تشديد التقريع ؛ فهم من طبقة واحدة، ومصيرهم واحد. والوصف قوي مرعب، والمحاورة المفروض حدوثها لاذعة مستحكمة. ومن شأن ذلك إثارة الفزع والندم في الكفار، وحملهم على الارعواء، وهو ما استهدفته الآيات.
ولقد أورد ابن كثير في سياق الآية الأخيرة، حديثا رواه الإمام أحمد عن أبي البختري الطائي، قال : سمعت من سمع من رسول الله وقوله :( لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم ) وحديثا آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( لا يدخل أحد النار إلا وهو يعلم أن النار أولى به من الجنة ). وهذا وذاك متساوق مع ما أخبر الله به مما سيكون من اعتراف الكفار بذنوبهم واستحقاقهم للنار، ومتصل فيما يتبادر لنا بالهدف الذي استهدفته الآيات.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦:﴿ وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير ( ٦ ) إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا١ وهي تفور ( ٧ ) تكاد تميز من الغيظ٢ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ( ٨ ) قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير٣ ( ٩ ) وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ( ١٠ ) فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير ( ١١ ) ﴾ [ ٦-١١ ].
وفي هذه الآيات إنذار للكافرين بالله وآياته : فلهم أيضا عذاب جهنم وبئست هي مصيرهم. وحينما يقبلون عليها سيرونها في حالة تبعث الرعب والفزع، حيث يكون لها صوت مرعب من شدة فورانها، وتكاد تتشقق وتتفجر من الغليان أو سخطا على الكفار. وكلما ألقي فيها فوج منهم سألهم الموكلون بها سؤال المندد المقرع، عما إذا لم يكن قد أتاهم نذير يعظهم ويخوفهم من هذا المصير، فيجيبون إجابة المتحسر النادم، أنه قد جاءنا نذير فوقفنا منه موقف المكذب، وسفهناه وأنكرنا أن يرسل الله رسلا للناس. وقلنا له إنه في دعواه في ضلال كبير، فاستحققنا هذا المصير،
ولو كنا نعقل أو نسمع ما صرنا إليه. وهكذا يعترفون بما اقترفوه من ذنوب، فسحقا لهم وبعدا.
والآيات معطوفة على سابقاتها ومتصلة بها، ولعل عطف الكفار على الشياطين قد قصد به تشديد التقريع ؛ فهم من طبقة واحدة، ومصيرهم واحد. والوصف قوي مرعب، والمحاورة المفروض حدوثها لاذعة مستحكمة. ومن شأن ذلك إثارة الفزع والندم في الكفار، وحملهم على الارعواء، وهو ما استهدفته الآيات.
ولقد أورد ابن كثير في سياق الآية الأخيرة، حديثا رواه الإمام أحمد عن أبي البختري الطائي، قال : سمعت من سمع من رسول الله وقوله :( لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم ) وحديثا آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( لا يدخل أحد النار إلا وهو يعلم أن النار أولى به من الجنة ). وهذا وذاك متساوق مع ما أخبر الله به مما سيكون من اعتراف الكفار بذنوبهم واستحقاقهم للنار، ومتصل فيما يتبادر لنا بالهدف الذي استهدفته الآيات.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٦:﴿ وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير ( ٦ ) إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا١ وهي تفور ( ٧ ) تكاد تميز من الغيظ٢ كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ( ٨ ) قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير٣ ( ٩ ) وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ( ١٠ ) فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير ( ١١ ) ﴾ [ ٦-١١ ].
وفي هذه الآيات إنذار للكافرين بالله وآياته : فلهم أيضا عذاب جهنم وبئست هي مصيرهم. وحينما يقبلون عليها سيرونها في حالة تبعث الرعب والفزع، حيث يكون لها صوت مرعب من شدة فورانها، وتكاد تتشقق وتتفجر من الغليان أو سخطا على الكفار. وكلما ألقي فيها فوج منهم سألهم الموكلون بها سؤال المندد المقرع، عما إذا لم يكن قد أتاهم نذير يعظهم ويخوفهم من هذا المصير، فيجيبون إجابة المتحسر النادم، أنه قد جاءنا نذير فوقفنا منه موقف المكذب، وسفهناه وأنكرنا أن يرسل الله رسلا للناس. وقلنا له إنه في دعواه في ضلال كبير، فاستحققنا هذا المصير،
ولو كنا نعقل أو نسمع ما صرنا إليه. وهكذا يعترفون بما اقترفوه من ذنوب، فسحقا لهم وبعدا.
والآيات معطوفة على سابقاتها ومتصلة بها، ولعل عطف الكفار على الشياطين قد قصد به تشديد التقريع ؛ فهم من طبقة واحدة، ومصيرهم واحد. والوصف قوي مرعب، والمحاورة المفروض حدوثها لاذعة مستحكمة. ومن شأن ذلك إثارة الفزع والندم في الكفار، وحملهم على الارعواء، وهو ما استهدفته الآيات.
ولقد أورد ابن كثير في سياق الآية الأخيرة، حديثا رواه الإمام أحمد عن أبي البختري الطائي، قال : سمعت من سمع من رسول الله وقوله :( لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم ) وحديثا آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( لا يدخل أحد النار إلا وهو يعلم أن النار أولى به من الجنة ). وهذا وذاك متساوق مع ما أخبر الله به مما سيكون من اعتراف الكفار بذنوبهم واستحقاقهم للنار، ومتصل فيما يتبادر لنا بالهدف الذي استهدفته الآيات.
احتوت هذه الآية بيان مصير المؤمنين الذين يتقون الله وعذابه المغيب عنهم، مقابلة لبيان مصير الكفار، جريا على الأسلوب القرآني. فإن لهم من ربهم المغفرة والأجر الكبير. وفي الآية بشرى وتطمين وتثبيت للمؤمنين في الوقت نفسه.
المتبادر أن الخطاب في الآية الأولى موجه للمكذبين، وفي الآيات والحالة هذه عود على بدء إلى التنديد بالكفار وإنذارهم.
وقد تضمنت الأولى تحديا لهم : فسيان عند الله أن تسروا ما تقولون أو تجهروا به، فهو عليم به ؛ لأنه عليم بكل ما يجول في صدور الناس وأفكارهم.
وتضمنت الآية الثانية حجة برهانية على ذلك : فالله هو الذي خلق الناس ومن الطبيعي أن يعلم أعمالهم، وما يدور في أفكارهم، وما تخفيه صدورهم. وهو اللطيف الذي يعرف دقائق الأمور، الخبير الذي لا يعزب عن علمه شيء.
٢ مناكبها : أرجائها.
﴿ هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا١ فامشوا في مناكبها٢ وكلوا من رزقه وإليه النشور ( ١٥ ) ﴾ [ ١٥ ].
في الآية :
١ تذكير بفضل الله على الناس بما كان من تسخيره الأرض وتيسيره الانتفاع بخيراتها، ليسعوا في مناكبها ويأكلوا من رزقه.
٢ وتقرير بأن مرجع الناس إليه ليحاسبهم على أعمالهم.
وواضح أن الآية استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا.
تعليق على آية
﴿ هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ﴾
ومع أن من المحتمل أن يكون الخطاب فيها موجها للكافرين الذين هم موضوع الخطاب في الآيات السابقة، فإنها تنطوي على ما هو المتبادر على تلقينات جليلة المدى :
١ فقد سخر الله الدنيا للجميع، فليس لأحد أن يمنع أحدا من السعي في مناكبها والانتفاع منها.
٢ وقد حث الجميع على السعي في مناكبها، فليس لأحد أن يأكل سعي غيره، أو يسلبه ثمرات سعيه، ويقعد هو عن السعي.
٣- وقد سخر الدنيا ومنافعها لجميع الناس، ولكنه نبههم إلى أن هذه المنافع لا تنال إلا بالسعي والعمل.
٤- وقد قرر أن الرزق الذي يستخرجه الناس من الأرض، هو في الحقيقة رزقه ؛ لأنه هو الذي خلق مادته، وأوجد القوى والأسباب التي تساعد على إخراجه، فلا حق لأحد أن يدعيه لنفسه، أو يحتكره من دون الناس.
﴿ أآمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور١ ( ١٦ ) أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ٢ فستعلمون كيف نذير ( ١٧ ) ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير ٣ ( ١٨ ) أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات٤ ويقبضن٥ ما يمسكهن إلا الرحمان إنه بكل شيء بصير ( ١٩ ) أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان إن الكافرون إلا في غرور ( ٢٠ ) أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا ٦ في عتو٧ ونفور٨ ( ٢١ ) أفمن يمشي مكبا ٩ على وجهه أهدى أمن يمشي سويا ١٠على صراط مستقيم ( ٢٢ ) ﴾ [ ١٦-٢٢ ]. وهذه الآيات موجهة أيضا للسامعين الكافرين. وقد تضمنت :
١- إنذارا بأسلوب سؤال إنكاري، عما إذا كانوا آمنوا وهم يكذبون بآيات الله ورسله، من أن يخسف الله بهم الأرض فتميد تحت أقدامهم، أو يرسل عليهم رجوما من الحجارة فيرون حينئذ مصداق نذره ووعيده.
٢- وتذكيرا لهم بما كان من تكذيب الأمم السابقة وبما كان من عذاب الله فيهم.
٣- ولفتا لنظرهم إلى الطير التي تطير في السماء فتبسط أجنحتها أو تقبضها، وما يمسكها عن السقوط إلا الله ؛ حيث ينطوي في هذه الظاهرة دليل على قدرة الله، وكونه البصير بكل شيء، المدبّر لكل شيء.
٤ – وتنديدا إنذاريا آخر بأسلوب السؤال الإنكاري، عمن يمكن أن ينصرهم من دون الله، إذا ما جاء وقت عذابه لهم، أو عمن يرزقهم غيره إذا هو أمسك عليهم الرزق، ومع ذلك فقد تمادوا في العتو والتمرد على دعوة الله والنفور منها، حيث صاروا بذلك مستحقين لهذا وذاك.
٥ - سؤالا تنديديا آخر عمن هو الأفضل، أهو الذي يمشي مكبا على وجه لا يرى طريقه، أم هو المستقيم في مشيته الذي يرى الطريق الواضح المستقيم ويسير فيه.
والآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وهي قوية محكمة في تنديدها وإنذارها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:١ تمور : تتحرك وتضطرب.
﴿ أآمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور١ ( ١٦ ) أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ٢ فستعلمون كيف نذير ( ١٧ ) ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير ٣ ( ١٨ ) أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات٤ ويقبضن٥ ما يمسكهن إلا الرحمان إنه بكل شيء بصير ( ١٩ ) أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان إن الكافرون إلا في غرور ( ٢٠ ) أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا ٦ في عتو٧ ونفور٨ ( ٢١ ) أفمن يمشي مكبا ٩ على وجهه أهدى أمن يمشي سويا ١٠على صراط مستقيم ( ٢٢ ) ﴾ [ ١٦-٢٢ ]. وهذه الآيات موجهة أيضا للسامعين الكافرين. وقد تضمنت :
١- إنذارا بأسلوب سؤال إنكاري، عما إذا كانوا آمنوا وهم يكذبون بآيات الله ورسله، من أن يخسف الله بهم الأرض فتميد تحت أقدامهم، أو يرسل عليهم رجوما من الحجارة فيرون حينئذ مصداق نذره ووعيده.
٢- وتذكيرا لهم بما كان من تكذيب الأمم السابقة وبما كان من عذاب الله فيهم.
٣- ولفتا لنظرهم إلى الطير التي تطير في السماء فتبسط أجنحتها أو تقبضها، وما يمسكها عن السقوط إلا الله ؛ حيث ينطوي في هذه الظاهرة دليل على قدرة الله، وكونه البصير بكل شيء، المدبّر لكل شيء.
٤ – وتنديدا إنذاريا آخر بأسلوب السؤال الإنكاري، عمن يمكن أن ينصرهم من دون الله، إذا ما جاء وقت عذابه لهم، أو عمن يرزقهم غيره إذا هو أمسك عليهم الرزق، ومع ذلك فقد تمادوا في العتو والتمرد على دعوة الله والنفور منها، حيث صاروا بذلك مستحقين لهذا وذاك.
٥ - سؤالا تنديديا آخر عمن هو الأفضل، أهو الذي يمشي مكبا على وجه لا يرى طريقه، أم هو المستقيم في مشيته الذي يرى الطريق الواضح المستقيم ويسير فيه.
والآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وهي قوية محكمة في تنديدها وإنذارها.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:١ تمور : تتحرك وتضطرب.
﴿ أآمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور١ ( ١٦ ) أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ٢ فستعلمون كيف نذير ( ١٧ ) ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير ٣ ( ١٨ ) أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات٤ ويقبضن٥ ما يمسكهن إلا الرحمان إنه بكل شيء بصير ( ١٩ ) أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان إن الكافرون إلا في غرور ( ٢٠ ) أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا ٦ في عتو٧ ونفور٨ ( ٢١ ) أفمن يمشي مكبا ٩ على وجهه أهدى أمن يمشي سويا ١٠على صراط مستقيم ( ٢٢ ) ﴾ [ ١٦-٢٢ ]. وهذه الآيات موجهة أيضا للسامعين الكافرين. وقد تضمنت :
١- إنذارا بأسلوب سؤال إنكاري، عما إذا كانوا آمنوا وهم يكذبون بآيات الله ورسله، من أن يخسف الله بهم الأرض فتميد تحت أقدامهم، أو يرسل عليهم رجوما من الحجارة فيرون حينئذ مصداق نذره ووعيده.
٢- وتذكيرا لهم بما كان من تكذيب الأمم السابقة وبما كان من عذاب الله فيهم.
٣- ولفتا لنظرهم إلى الطير التي تطير في السماء فتبسط أجنحتها أو تقبضها، وما يمسكها عن السقوط إلا الله ؛ حيث ينطوي في هذه الظاهرة دليل على قدرة الله، وكونه البصير بكل شيء، المدبّر لكل شيء.
٤ – وتنديدا إنذاريا آخر بأسلوب السؤال الإنكاري، عمن يمكن أن ينصرهم من دون الله، إذا ما جاء وقت عذابه لهم، أو عمن يرزقهم غيره إذا هو أمسك عليهم الرزق، ومع ذلك فقد تمادوا في العتو والتمرد على دعوة الله والنفور منها، حيث صاروا بذلك مستحقين لهذا وذاك.
٥ - سؤالا تنديديا آخر عمن هو الأفضل، أهو الذي يمشي مكبا على وجه لا يرى طريقه، أم هو المستقيم في مشيته الذي يرى الطريق الواضح المستقيم ويسير فيه.
والآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وهي قوية محكمة في تنديدها وإنذارها.
٥ يقبضن : يقبضن أجنحتهن حتى ليخيل للرائي أنهن يكدن يسقطن.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:١ تمور : تتحرك وتضطرب.
﴿ أآمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور١ ( ١٦ ) أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ٢ فستعلمون كيف نذير ( ١٧ ) ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير ٣ ( ١٨ ) أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات٤ ويقبضن٥ ما يمسكهن إلا الرحمان إنه بكل شيء بصير ( ١٩ ) أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان إن الكافرون إلا في غرور ( ٢٠ ) أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا ٦ في عتو٧ ونفور٨ ( ٢١ ) أفمن يمشي مكبا ٩ على وجهه أهدى أمن يمشي سويا ١٠على صراط مستقيم ( ٢٢ ) ﴾ [ ١٦-٢٢ ]. وهذه الآيات موجهة أيضا للسامعين الكافرين. وقد تضمنت :
١- إنذارا بأسلوب سؤال إنكاري، عما إذا كانوا آمنوا وهم يكذبون بآيات الله ورسله، من أن يخسف الله بهم الأرض فتميد تحت أقدامهم، أو يرسل عليهم رجوما من الحجارة فيرون حينئذ مصداق نذره ووعيده.
٢- وتذكيرا لهم بما كان من تكذيب الأمم السابقة وبما كان من عذاب الله فيهم.
٣- ولفتا لنظرهم إلى الطير التي تطير في السماء فتبسط أجنحتها أو تقبضها، وما يمسكها عن السقوط إلا الله ؛ حيث ينطوي في هذه الظاهرة دليل على قدرة الله، وكونه البصير بكل شيء، المدبّر لكل شيء.
٤ – وتنديدا إنذاريا آخر بأسلوب السؤال الإنكاري، عمن يمكن أن ينصرهم من دون الله، إذا ما جاء وقت عذابه لهم، أو عمن يرزقهم غيره إذا هو أمسك عليهم الرزق، ومع ذلك فقد تمادوا في العتو والتمرد على دعوة الله والنفور منها، حيث صاروا بذلك مستحقين لهذا وذاك.
٥ - سؤالا تنديديا آخر عمن هو الأفضل، أهو الذي يمشي مكبا على وجه لا يرى طريقه، أم هو المستقيم في مشيته الذي يرى الطريق الواضح المستقيم ويسير فيه.
والآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وهي قوية محكمة في تنديدها وإنذارها.
﴿ أآمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور١ ( ١٦ ) أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ٢ فستعلمون كيف نذير ( ١٧ ) ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير ٣ ( ١٨ ) أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات٤ ويقبضن٥ ما يمسكهن إلا الرحمان إنه بكل شيء بصير ( ١٩ ) أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان إن الكافرون إلا في غرور ( ٢٠ ) أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا ٦ في عتو٧ ونفور٨ ( ٢١ ) أفمن يمشي مكبا ٩ على وجهه أهدى أمن يمشي سويا ١٠على صراط مستقيم ( ٢٢ ) ﴾ [ ١٦-٢٢ ]. وهذه الآيات موجهة أيضا للسامعين الكافرين. وقد تضمنت :
١- إنذارا بأسلوب سؤال إنكاري، عما إذا كانوا آمنوا وهم يكذبون بآيات الله ورسله، من أن يخسف الله بهم الأرض فتميد تحت أقدامهم، أو يرسل عليهم رجوما من الحجارة فيرون حينئذ مصداق نذره ووعيده.
٢- وتذكيرا لهم بما كان من تكذيب الأمم السابقة وبما كان من عذاب الله فيهم.
٣- ولفتا لنظرهم إلى الطير التي تطير في السماء فتبسط أجنحتها أو تقبضها، وما يمسكها عن السقوط إلا الله ؛ حيث ينطوي في هذه الظاهرة دليل على قدرة الله، وكونه البصير بكل شيء، المدبّر لكل شيء.
٤ – وتنديدا إنذاريا آخر بأسلوب السؤال الإنكاري، عمن يمكن أن ينصرهم من دون الله، إذا ما جاء وقت عذابه لهم، أو عمن يرزقهم غيره إذا هو أمسك عليهم الرزق، ومع ذلك فقد تمادوا في العتو والتمرد على دعوة الله والنفور منها، حيث صاروا بذلك مستحقين لهذا وذاك.
٥ - سؤالا تنديديا آخر عمن هو الأفضل، أهو الذي يمشي مكبا على وجه لا يرى طريقه، أم هو المستقيم في مشيته الذي يرى الطريق الواضح المستقيم ويسير فيه.
والآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وهي قوية محكمة في تنديدها وإنذارها.
٧ عتوّ : تمرد وتكبر.
٨ نفور : إعراض وابتعاد.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:١ تمور : تتحرك وتضطرب.
﴿ أآمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور١ ( ١٦ ) أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ٢ فستعلمون كيف نذير ( ١٧ ) ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير ٣ ( ١٨ ) أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات٤ ويقبضن٥ ما يمسكهن إلا الرحمان إنه بكل شيء بصير ( ١٩ ) أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان إن الكافرون إلا في غرور ( ٢٠ ) أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا ٦ في عتو٧ ونفور٨ ( ٢١ ) أفمن يمشي مكبا ٩ على وجهه أهدى أمن يمشي سويا ١٠على صراط مستقيم ( ٢٢ ) ﴾ [ ١٦-٢٢ ]. وهذه الآيات موجهة أيضا للسامعين الكافرين. وقد تضمنت :
١- إنذارا بأسلوب سؤال إنكاري، عما إذا كانوا آمنوا وهم يكذبون بآيات الله ورسله، من أن يخسف الله بهم الأرض فتميد تحت أقدامهم، أو يرسل عليهم رجوما من الحجارة فيرون حينئذ مصداق نذره ووعيده.
٢- وتذكيرا لهم بما كان من تكذيب الأمم السابقة وبما كان من عذاب الله فيهم.
٣- ولفتا لنظرهم إلى الطير التي تطير في السماء فتبسط أجنحتها أو تقبضها، وما يمسكها عن السقوط إلا الله ؛ حيث ينطوي في هذه الظاهرة دليل على قدرة الله، وكونه البصير بكل شيء، المدبّر لكل شيء.
٤ – وتنديدا إنذاريا آخر بأسلوب السؤال الإنكاري، عمن يمكن أن ينصرهم من دون الله، إذا ما جاء وقت عذابه لهم، أو عمن يرزقهم غيره إذا هو أمسك عليهم الرزق، ومع ذلك فقد تمادوا في العتو والتمرد على دعوة الله والنفور منها، حيث صاروا بذلك مستحقين لهذا وذاك.
٥ - سؤالا تنديديا آخر عمن هو الأفضل، أهو الذي يمشي مكبا على وجه لا يرى طريقه، أم هو المستقيم في مشيته الذي يرى الطريق الواضح المستقيم ويسير فيه.
والآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وهي قوية محكمة في تنديدها وإنذارها.
١٠ سويا : مستقيم القامة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:١ تمور : تتحرك وتضطرب.
﴿ أآمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور١ ( ١٦ ) أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ٢ فستعلمون كيف نذير ( ١٧ ) ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير ٣ ( ١٨ ) أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات٤ ويقبضن٥ ما يمسكهن إلا الرحمان إنه بكل شيء بصير ( ١٩ ) أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان إن الكافرون إلا في غرور ( ٢٠ ) أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا ٦ في عتو٧ ونفور٨ ( ٢١ ) أفمن يمشي مكبا ٩ على وجهه أهدى أمن يمشي سويا ١٠على صراط مستقيم ( ٢٢ ) ﴾ [ ١٦-٢٢ ]. وهذه الآيات موجهة أيضا للسامعين الكافرين. وقد تضمنت :
١- إنذارا بأسلوب سؤال إنكاري، عما إذا كانوا آمنوا وهم يكذبون بآيات الله ورسله، من أن يخسف الله بهم الأرض فتميد تحت أقدامهم، أو يرسل عليهم رجوما من الحجارة فيرون حينئذ مصداق نذره ووعيده.
٢- وتذكيرا لهم بما كان من تكذيب الأمم السابقة وبما كان من عذاب الله فيهم.
٣- ولفتا لنظرهم إلى الطير التي تطير في السماء فتبسط أجنحتها أو تقبضها، وما يمسكها عن السقوط إلا الله ؛ حيث ينطوي في هذه الظاهرة دليل على قدرة الله، وكونه البصير بكل شيء، المدبّر لكل شيء.
٤ – وتنديدا إنذاريا آخر بأسلوب السؤال الإنكاري، عمن يمكن أن ينصرهم من دون الله، إذا ما جاء وقت عذابه لهم، أو عمن يرزقهم غيره إذا هو أمسك عليهم الرزق، ومع ذلك فقد تمادوا في العتو والتمرد على دعوة الله والنفور منها، حيث صاروا بذلك مستحقين لهذا وذاك.
٥ - سؤالا تنديديا آخر عمن هو الأفضل، أهو الذي يمشي مكبا على وجه لا يرى طريقه، أم هو المستقيم في مشيته الذي يرى الطريق الواضح المستقيم ويسير فيه.
والآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا، وهي قوية محكمة في تنديدها وإنذارها.
في هاتين الآيتين أمر للنبي بتوجيه الخطاب إلى الكفار في معرض التذكير والتنديد والتقرير بأن الله هو الذي خلقهم في البدء، ووهبهم نعمة السمع والبصر والعقل، مع تأنيبهم على قلة شكرهم لله على هذه الأفضال. وبأن الله هو الذي كثرهم في الأرض ونماهم وسيحشرون إليه.
والآيتان متصلتان بما سبقهما كذلك سياقا وموضوعا. وقد انطوى في الآية الثانية تقرير قدرة الله على حشرهم إليه، ما دام هو الذي خلقهم وكثرهم في الأرض.
في هاتين الآيتين أمر للنبي بتوجيه الخطاب إلى الكفار في معرض التذكير والتنديد والتقرير بأن الله هو الذي خلقهم في البدء، ووهبهم نعمة السمع والبصر والعقل، مع تأنيبهم على قلة شكرهم لله على هذه الأفضال. وبأن الله هو الذي كثرهم في الأرض ونماهم وسيحشرون إليه.
والآيتان متصلتان بما سبقهما كذلك سياقا وموضوعا. وقد انطوى في الآية الثانية تقرير قدرة الله على حشرهم إليه، ما دام هو الذي خلقهم وكثرهم في الأرض.
في الآية الأولى حكاية لتساؤل الكفار، تساؤلا يتضمن معنى الإنكار والاستخفاف، عن موعد تحقيق وعد البعث والحساب، والعذاب الأخروي إذا كان ذلك حقا وصدقا. وفي الثانية أمر للنبي بإجابتهم، بأن علم ذلك عند الله، وأنه ليس إلا نذيرا للبيان والتبليغ.
والآيتان أيضا متصلتان سياقا وموضوعا بما سبقهما، وأسلوب الآيتين اللتين قبلهما، قد يلهم أن هذه الآيات وما قبلها، حكاية أو تسجيل لموقف حجاجي وجاهي بين النبي والكفار، أو تعقيب عليه.
في الآية الأولى حكاية لتساؤل الكفار، تساؤلا يتضمن معنى الإنكار والاستخفاف، عن موعد تحقيق وعد البعث والحساب، والعذاب الأخروي إذا كان ذلك حقا وصدقا. وفي الثانية أمر للنبي بإجابتهم، بأن علم ذلك عند الله، وأنه ليس إلا نذيرا للبيان والتبليغ.
والآيتان أيضا متصلتان سياقا وموضوعا بما سبقهما، وأسلوب الآيتين اللتين قبلهما، قد يلهم أن هذه الآيات وما قبلها، حكاية أو تسجيل لموقف حجاجي وجاهي بين النبي والكفار، أو تعقيب عليه.
٢ تدعون : بمعنى تطلبون أو تستعجلون.
﴿ فلما رأوه زلفة ١ سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ٢( ٢٧ ) ﴾[ ٢٧ ].
هذه الآية جاءت في معرض توكيد تحقيق وعد الله، ووصف حالة الكفار حينئذ، فلسوف يرون تحقيق هذا الوعد أقرب مما يظنون، وحينئذ تتجهم وجوههم هلعا من العاقبة، ويقال لهم : هذا هو مصداق وعد الله الذي كنتم تنكرونه وتتعجلونه تعجل الساخر الجاحد. والآية متصلة بالسياق كما هو واضح، وقد تضمنت إنذارا وتعنيفا وردا.
في هذه الآيات أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بتوجيه سؤال استنكاري للكفار، عما إذا كان يستطيع أحد أن يجيرهم من عذاب الله وبلائه الشديد إن مات النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه قبل نزوله عليهم أو رحمهم حين نزوله. وعمن يستطيع أن يأتيهم بالماء الدائم الظاهر إذا ما أصبح ماؤهم غائرا في الأرض. وأمر له أيضا بإعلان إيمانه وإيمان من معه، إيمانا مطلقا بالله وتوكلهم عليه وحده، وبإنذار الكفار بأنهم لن يلبثوا حتى يعرفوا مَنْ مِنَ الفريقين المهتدي، ومن هو المرتكس في الضلالة.
والآيات متصلة أيضا بما سبقها سياقا وموضوعا، وفيها توكيد لما تلهمه الآيات [ ٢٣و٢٤ و٢٥و ٢٦ ] من الموقف الحجاجي الوجاهي، الذي قام بين النبي صلى الله عليه وسلم والكفار، والتعقيب عليه كما هو المتبادر، وقد جاءت خاتمة لهذا الموقف أو التعقيب، وخاتمة للسورة في الوقت ذاته.
ولقد قال بعض المفسرين١ : إن الآية الأولى تضمنت ردا على الكفار، الذين كانوا يتربصون بموت النبي صلى الله عليه وسلم ويتمنونه حتى يخلصوا منه، وهو ما حكته إحدى آيات سورة الطور السابقة، وقد لا يخلو القول من وجاهة. ولكن التأويل الذي أوّلناها به هو الذي تبادر لنا أنه الأوجه. والله أعلم.
في هذه الآيات أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بتوجيه سؤال استنكاري للكفار، عما إذا كان يستطيع أحد أن يجيرهم من عذاب الله وبلائه الشديد إن مات النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه قبل نزوله عليهم أو رحمهم حين نزوله. وعمن يستطيع أن يأتيهم بالماء الدائم الظاهر إذا ما أصبح ماؤهم غائرا في الأرض. وأمر له أيضا بإعلان إيمانه وإيمان من معه، إيمانا مطلقا بالله وتوكلهم عليه وحده، وبإنذار الكفار بأنهم لن يلبثوا حتى يعرفوا مَنْ مِنَ الفريقين المهتدي، ومن هو المرتكس في الضلالة.
والآيات متصلة أيضا بما سبقها سياقا وموضوعا، وفيها توكيد لما تلهمه الآيات [ ٢٣و٢٤ و٢٥و ٢٦ ] من الموقف الحجاجي الوجاهي، الذي قام بين النبي صلى الله عليه وسلم والكفار، والتعقيب عليه كما هو المتبادر، وقد جاءت خاتمة لهذا الموقف أو التعقيب، وخاتمة للسورة في الوقت ذاته.
ولقد قال بعض المفسرين١ : إن الآية الأولى تضمنت ردا على الكفار، الذين كانوا يتربصون بموت النبي صلى الله عليه وسلم ويتمنونه حتى يخلصوا منه، وهو ما حكته إحدى آيات سورة الطور السابقة، وقد لا يخلو القول من وجاهة. ولكن التأويل الذي أوّلناها به هو الذي تبادر لنا أنه الأوجه. والله أعلم.
٢ معين : لا ينضب أو جار ظاهر على وجه الأرض.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٨:﴿ قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ( ٢٨ ) قل هو الرحمان آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين ( ٢٩ ) قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا١ فمن يأتيكم بماء معين ٢ ( ٣٠ ) ﴾[ ٢٨-٣٠ ].
في هذه الآيات أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بتوجيه سؤال استنكاري للكفار، عما إذا كان يستطيع أحد أن يجيرهم من عذاب الله وبلائه الشديد إن مات النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه قبل نزوله عليهم أو رحمهم حين نزوله. وعمن يستطيع أن يأتيهم بالماء الدائم الظاهر إذا ما أصبح ماؤهم غائرا في الأرض. وأمر له أيضا بإعلان إيمانه وإيمان من معه، إيمانا مطلقا بالله وتوكلهم عليه وحده، وبإنذار الكفار بأنهم لن يلبثوا حتى يعرفوا مَنْ مِنَ الفريقين المهتدي، ومن هو المرتكس في الضلالة.
والآيات متصلة أيضا بما سبقها سياقا وموضوعا، وفيها توكيد لما تلهمه الآيات [ ٢٣و٢٤ و٢٥و ٢٦ ] من الموقف الحجاجي الوجاهي، الذي قام بين النبي صلى الله عليه وسلم والكفار، والتعقيب عليه كما هو المتبادر، وقد جاءت خاتمة لهذا الموقف أو التعقيب، وخاتمة للسورة في الوقت ذاته.
ولقد قال بعض المفسرين١ : إن الآية الأولى تضمنت ردا على الكفار، الذين كانوا يتربصون بموت النبي صلى الله عليه وسلم ويتمنونه حتى يخلصوا منه، وهو ما حكته إحدى آيات سورة الطور السابقة، وقد لا يخلو القول من وجاهة. ولكن التأويل الذي أوّلناها به هو الذي تبادر لنا أنه الأوجه. والله أعلم.