تفسير سورة قريش

التفسير الشامل
تفسير سورة سورة قريش من كتاب التفسير الشامل .
لمؤلفه أمير عبد العزيز . المتوفي سنة 2005 هـ
هذه السورة مكية، وآياتها أربع.

بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ لإيلاف قريش ١ إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ٢ فليعبدوا رب هذا البيت ٣ الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ﴾.
اللام، في قوله :﴿ لإيلاف ﴾ متعلقة بآخر السورة الفائتة، فيكون التقدير : أهلكت أصحاب الفيل لأجل إيلاف قريش. أي لتأتلف قريش. أو لكي تأمن فتألف رحلتيها. وقيل : هذه السورة متعلقة بالسورة الأولى ؛ لأن الله جل شأنه ذكر أهل مكة بعظيم نعمته عليهم فيما فعله بالحبشة من إبادة وتدمير، ثم قال :﴿ لإيلاف قريش ﴾ أي أهلك الله أصحاب الفيل نعمة منه على قريش. فقد كانت قريش تخرج في تجارتها فلا يغير عليهم من العرب أحد، إذ كانوا يقولون : هؤلاء أهل بيت الله. وبذلك يذكّرهم الله نعمته، فقد أهلك من رام قتلهم وإيذاءهم ليألفوا الخروج ذاهبين آيبين، فلا يجترئ عليهم أحد.
قوله :﴿ إيلافهم رحلة الشيتاء والصيف ﴾ إيلافهم، مجرور على البدل من إيلاف الأولى. ورحلة مفعول به للمصدر ﴿ إيلافهم ﴾ ١ وهي بمعنى الارتحال. فقد كانوا يرتحلون في العام مرتين. إحداهما إلى اليمن في الشتاء ؛ لأنها بلاد حارة، والرحلة الأخرى في الصيف إلى الشام ؛ لأنها بلاد باردة، وقد كانوا يرتحلون للتجارة، وذلك هو دأبهم في الجاهلية والإسلام.
١ البيان لابن الأنباري جـ ٢ ص ٥٣٧..
قوله :﴿ فليعبدوا رب هذا البيت ﴾ أمرهم الله بعبادته وحده لا شريك له، وأن يفردوه بالإلهية دون غيره. فهو رب هذا البيت، أي الكعبة المباركة التي أسكنهم الله بجوارها، فكانوا بذلك موضع تكريم الناس إياهم، وتبجيلهم لهم.
قوله :﴿ الذي أطعمهم من جوع ﴾ يمنّ الله عليهم أن أطعمهم بعد جوع. وذلك بسبب دعوة إبراهيم ( عليه الصلاة والسلام ) إذ قال :﴿ وارزقهم من الثمرات ﴾.
قوله :﴿ وآمنهم من خوف ﴾ آمنهم الله مما كان الناس من غير أهل الحرم يخافون منه كالغارات والحروب. فكانوا بذلك آمنين مطمئنين١.
١ فتح القدير جـ ٥ ص ٤٩٧، ٤٩٨ وتفسير الطبري جـ ٣٠ ص ٢٩٩، ٣٠٠..
Icon