تفسير سورة الفجر

الصحيح المسبور
تفسير سورة سورة الفجر من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور المعروف بـالصحيح المسبور .
لمؤلفه حكمت بشير ياسين .

سورة الفجر
قوله تعالى (وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ)
أخرج البخاري بسنده عن ابن عباس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه. قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجلٌ خرج يُخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء".
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (وليال عشر) قال: عشر ذي الحجة.
انظر حديث البخاري عن ابن عباس المتقدم عند الآية (٢٨) من سورة الحج.
قال أحمد: ثنا زيد بن الحباب، ثنا عياش بن عقبة، حدثني خير بن نعيم عن أبي الزبير عن جابر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إن العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر".
(المسند ٣/٣٢٧)، وأخرجه الحاكم (المستدرك ٤/٢٢٠ - ك الأضاحي) من طريق علي بن عفان العامري، عن زيد بن الحباب به، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وعزاه الهيثمي لأحمد والبزار، وقال: رجالهما رجال الصحيح غير عياش بن عقبة وهو ثقة (مجمع الزوائد ٧/١٣٧).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (والشفع والوتر) قال: كلّ خلق الله شفع، الماء والأرض والبر والبحر والجن والإنس والشمس والقمر، والله الوتر وحده.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قال: كان عكرمة يقول: الشفع: يوم الأضحى، والوتر: يوم عرفة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (والشفع والوتر) قال: إن من الصلاة شفعا وإن منها وترا.
قال الطبري: والصواب من القول في ذلك إن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالشفع والوتر، ولم يخصص نوعا من الشفع ولا من الوتر دون نوع بخبر أو عقل، وكل شفع ووتر فهو مما أقسم به مما قال أهل التأويل أنه داخل في قسمة هذا لعموم قسمه بذلك.
قوله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (والليل إذا يسر) يقول: إذا سار.
قوله تعالى (هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (هل في ذلك قسم لذي حجر) قال: لذي عقل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (لذي حجر) قال: لأولي النهى.
قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (إرم ذات العماد) قال: كنا نحدث أن إرم قبيلة من عاد، بيت مملكة عاد.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (إرم) قال: القديمة.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (العماد) قال: أهل عمود لا يقيمون.
قوله تعالى (الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) ذكر أنهم كانوا اثنى عشر ذراعا طولا في السماء.
قوله تعالى (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ) قال: جابوها ونحتوها بيوتا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ) قال: فخرقوها.
قوله تعالى (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ)
أخرج الطبري بسنده الصَحيح عن مجاهد (ذي الأوتاد) قال: كان يوتد الناس بالأوتاد.
قوله تعالى (الذين طَغَوْاْ في الْبِلاَدِ فَأكْثَرُواْ فِيهَا الْفَسَادَ)
انظر سورة البقرة آية (٤٩) قوله تعالى: (وَإِذْ نَجّيْنَاكم مِنْ آل فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أبْنَاَءَهُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكمْ وَفي ذَلِكمْ بَلاءٌ مّن ربِّكُمْ عَظِيم).
قوله تعالى (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (سوط عذاب) قال: ما عذبوا به.
لقوله تعالى (إِن ربكَ لَبِالْمِرْصَادِ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (إن ربك لبالمرصاد) قال: يرى ويسمع.
قوله تعالى (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (١٦) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ)
قال الشيخ عطية سالم مكمل كتاب أضواء البيان: بيَّن تعالى أنه يعطي ويمسك ابتلاء للعبد. وقوله تعالى: كلا، وهي كلمة زجر وردع، وبيان أن للمعنى لا كما قلتم فيه تعديل لمفاهيم الكفار، بأن العطاء والمنع لا عن إكرام ولا لإهانة، ولكنه ابتلاء كما في قوله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن) قال: ما أسرع كفر ابن آدم.
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: حدثني عبد العزيز بن أبي حازم قال: حدثني أبي قال: سمعت عن سهل بن سعد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وقال: بإصبعيه السبابة والوسطى.
(الصحيح ١٠/٤٥٠ ح٦٠٠٥ - ك الأدب، ب فضل من يعول يتيماً).
قوله تعالى (وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وتأكلون التراث) قال: أي الميراث، وكذلك في قوله (أكلاً لّمّاً).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (أكلاً لّمّاً) قال: اللم السف، لف كل شيء.
قوله تعالى (وَتُحِبِّون الْمَالَ حبّا جَمّا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (وتحبون المال حبا جما) قال: شديداً.
قوله تعالى (كَلاّ إذَا دُكّتِ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (إذا دكت الأرض دكا دكا) قال: تحريكها.
قوله تعالى (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وجاء ربك والملك صفا صفا) قال: صفوف الملائكة.
قوله تعالى (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى) أخرج مسلم بسنده عن ابن مسعود مرفوعاً: "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها".
(الصحيح - ك الجنة، ب شدة حر جهنم ٨/١٤٩ - طبعة لبنان).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (وأنى له الذكرى) قال: وكيف له.
قوله تعالى (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (يا ليتني قدمت لحياتي) قال: الآخرة.
قوله تعالى (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (يا أيتها النفس المطمئنة) قال: المصدقة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (يا أيتها النفس المطمئنة) قال: هو المؤمن اطمأنت نفسه إلى ما وعد الله.
تقوله تعالى (فَادْخلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنّتِي)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فادخلي في عبادي) قال: أدخلي في عبادي الصالحين (وادخلي جنتي).
Icon