تفسير سورة القدر

معاني القرآن للزجاج
تفسير سورة سورة القدر من كتاب معاني القرآن وإعرابه للزجاج المعروف بـمعاني القرآن للزجاج .
لمؤلفه الزجاج . المتوفي سنة 311 هـ

سُورَةُ الْقَدْرِ
مدنية وقيل الصحيح (مَكِّيَّة)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)
الهاء ضمير القرآن ولم يجر له ذكَر في أول السورة ولكنه جرى ذكره
فيما قبلها، وهو قوله؛ (حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ)، وهي لَيْلة القَدْرِ.
ومعنى ليلَة القدر ليلة الحكم قال الله تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).
نزل القرآن كله إلى السماء الدنيا في ليلة القَدْرِ، ثم نزل به جبريل عليه
السلام على النبي - ﷺ - في عشرين سنة.
* * *
وقوله: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣)
من ألف شهر ليس فيه لَيلة القَدْرِ.
* * *
وقوله: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤)
تنزل الملائكة بما يقضي الله عزَّ وَجَل في ليلَة القدرَ للسنة إلَى أن تأتيَ
ليلةُ القَدْرِ.
وقُرِئَتْ (مِنْ كُلِّ امْرِئٍ) (١)، وهذه القراءة تخالف المصحف، إلا أنها
قد رويت عن ابن عباس.
* * *
وقوله: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥)
(١) قال السَّمين:
«امْرِئٍ» مُذ‍كَّرُ امرأة، أي: مِنْ أجلِ كلِّ إنسانٍ. وقيل: مِنْ أجل كلِّ مَلَكٍ، وهو بعيدٌ. اهـ (الدُّرُّ المصُون).
347
أي لا داء فيها، ولا يستطيع الشيطانُ أن يصنع فيها سَيِّئاً، والروح
جبريل عليه السلابم.
وقرئت (مَطْلَعَ الفَجْرِ)، وَمَطْلِعَ الفَجْرِ - بفتح اللام والكسر -
فمن فتح فَهوَ المصدَرُ بمعنى الطلع. تَقُول: طلع الفجر طلوعاً وَمَطْلَعاً.
ومن قال مَطْلِع فهو اسم لوقت الطلوع وكذلك لمكان الطلوع، الاسم مَطْلِع بكسر اللام.
348
Icon