ﰡ
قوله :﴿ سورة أنزلناها ﴾( ١ ) أي هذه ( سورة )١ أنزلناها.
﴿ وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون ﴾( ١ ) لكي تذكروا. وهي تقرأ على وجهين :﴿ وفرضناها ﴾ وفرضناها، على التخفيف والتثقيل٢. فرض فيها فرائضه.
قال قتادة : وحد فيها حدوده، و( سن )٣ فيها سنته. يعني ما فرض في هذه السورة و( سن )٤ فيها.
وقال السدي :﴿ وفرضناها ﴾ يعني بيناها.
ـ في ١٧٩: السورة..
٢ ـ قرأ ابن كثير وأبو عمر: ﴿وفرضناها ﴾مشددة. وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي:﴿ وفرضناها﴾ مخففة. ابن مجاهد، ٤٥٢..
٣ ـ في ١٧٩: بين..
٤ ـ في ١٧٩: بين..
( ا )١ ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله في البكر ينكح ثم يزني قبل أن يجامع امرأته قال : الجلد عليه ولا رجم عليه حتى يحصن. وأما المملوكان فيجلدان خمسين خمسين وليس عليهما رجم، ولا يقام حد الزنا على أحد حتى يشهد عليه أربعة أحرار عدول يجيئون جميعا غير ( متفرقين )٢ حرا كان الزاني أو مملوكا. فإن شهد أربعة على امرأة، أحدهم زوجها، لم ترجم، ولاعنها زوجها وجلد الثلاثة ثمانين ثمانين. ( فإذا )٣ جاء الشهود الأربعة ( متفرقين )٤ جلدوا ثمانين ثمانين. ( فأما )٥ الرجل الزاني فتوضع عنه ثيابه إذا جلد، وأما المرأة فيترك عليها من الثياب ما يصل إليها الجلد. وان أقر الزاني على نفسه بالزنا، حرا كان أو مملوكا لم يقم عليه الحد حتى يقر على نفسه أربع مرات. ( قال : والجلد في الزنا بالسوط )٦.
( ا )٧ بحر السقاء عن الزهري قال : جاء ماعز بن مالك إلى رسول الله ( عليه السلام )٨ فأقر على نفسه بالزنا. فرده ثلاث مرات. فجاءه في الرابعة فأخذه أخذا شديدا فقال : يجيء أحدكم ( ينب )٩ نبيب : التيس، أندع حدا من حدود الله. فأرسل إلى قومه فدعاهم١٠ فقال : أتعلمون به جنونا ؟ قالوا : لا. فرجمه١١.
( ا )١٢ الخليل بن مرة عن يحيى بن أبي كثير أن رسول الله( صلى الله عليه وسلم )١٣. أتاه رجل فقال : أصبت حدا فأقمه علي. فدعا بسوط، فأوتي بسوط شديد فقال : سوط دون هذا. فأوتي بسوط منكسر العجز فقال : فوق هذا. فأتي بسوط بين السوطين، فأمر به جلدا جلدا بين الجلدين.
( ا )١٤ سعيد عن قتادة : الجلد في الزنا ( المتح )١٥ الشديد.
ويقول :﴿ ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ﴾ ( ٢ ) أي الجلد الشديد.
( ا )١٦ سعيد عن الحسن وعطاء قالا : أي حتى لا تعطل الحدود.
قال يحيى : وسألت سفيان الثوري فقال لي مثل قولهما.
( وقال السدي :﴿ ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ﴾ يعني في حكم الله الذي حكم به على الزناة.
حدثني )١٧ إبراهيم بن محمد عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال : لا ( يقام )١٨ الحد حتى ( يشهدوا أنهم رأوه يدخل كما يدخل المرود في المكحلة )١٩.
قال يحيى : وأما الرجم فهو في مصحف أبي بن كعب وفي مصحفنا في سورة المائدة( في )٢٠ قوله :﴿ إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون ( ٤٩ ب ) الذين أسلموا للذين / هادوا والربانيون والأحبار ﴾٢١ حيث رجم رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ]٢٢ اليهوديين حين ارتفعوا إليه.
( حدثني )٢٣ المعلى عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال : قال لي أبي ابن كعب : يا زر، كم تقرءون سورة الأحزاب ؟ قلت ثلاثا وسبعين آية. قال قط ؟ قلت : قط. قال فوالله إن كانت ( لتوازي )٢٤ سورة البقرة. وإن فيها لآية الرجم. قلت : وما آية الرجم يا أبا المنذر ؟ قال : إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم.
( ا يحيى قال : ا )٢٥ المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب حمد الله ثم قال : أما بعد فإن هذا القرآن نزل على رسول الله ( عليه السلام )٢٦ فكنا نقرأ :( و )٢٧. لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر. وآية الرجم. وإني قد خفت أن يقرأ القرآن قوم يقولون : لا رجم، وأن رسول اله ( صلى الله عليه وسلم )٢٨ قد رجم ورجمنا. والله لولا أن يقول الناس : أن عمر زاد في كتاب الله لكتبتها. ولقد نزلت وكتبناها.
قال يحيى : وقد رجم عثمان.
( وحدثني )٢٩ حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن زاذان عن علي قال : إذا أقر بالزنا فأنا أول من يرجم، ثم يرجم الناس، وإذا قامت البينة رجمت البينة٣٠ ثم ( يرجم )٣١ الناس٣٢.
قال يحيى : ولا تحصن الأمة ولا اليهودية ولا النصرانية، ولا يحصن المملوك الحرة ولا يحصن الحر إذا كانت له امرأة لم يدخل بها، ولا تحصن امرأة لها زوج لم يدخل بها، وإذا أحصن الرجل والمرأة ( بوطئ )٣٣ مرة واحدة ثم زنى بعد ذلك وليست له امرأة يوم زنى، أو زنت امرأة ليس لها زوج يوم زنت فهما محصنان يرجمان. وإذا زنى أحد الزوجين وقد أحصن ولم يحصن الآخر رجم الذي أحصن منهما وجلد الذي لم يحصن ( منهما )٣٤ مائة. ولا تحصن أم الولد وإن ولدت له أولادا. وإذا زنى الغلام أو الجارية وقد تزوجا، ( وقد )٣٥ دخل الغلام بامرأته، أو دخل على الجارية زوجها، ولم يكن الغلام احتلم ولم تكن الجارية حاضت فلا حد عليهما، لا رجم ولا جلد حتى يحتلم وتحيض ويغشى امرأته بعد ما احتلم ويغشى الجارية زوجها بعدما حاضت فحينئذ ( يكونان )٣٦ محصنين.
وإذا كانت لرجل أم ولد قد ولدت منه فأعتقها، فتزوجها، ثم زنى قبل أن يغشاها بعد ما أعتقت، فلا رجم عليه، ولا هي إن زنت حتى يغشاها بعدما أعتقت، وإن كان مملوكا تحته حرة فدخل بها، فاعتق، فزنى قبل أن يغشاها بعد ما أعتق فلا رجم عليه، وإذا كان ( الزوجان )٣٧ يهوديين أو نصرانيين فأسلما جميعا ثم زنى أحدهما أيهما كان قبل أن يغشاها بعدما أسلما، فلا رجم عليه حتى يغشاها بعدما أسلما، فلا رجم عليه حتى يغشاها في الإسلام٣٨. وإنما رجم النبي ( صلى الله عليه وسلم )٣٩ اليهوديين لأنهم تحاكموا إليه وإحصان أهل الشرك في شركهم ليس بإحصان حتى يغشى في الإسلام.
قوله :﴿ ولا تأخذكم بهما رأفة ﴾( ٢ ) ( رحمة )٤٠.
{ في دين الله ( ٢ ) في حكم الله.
﴿ إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ﴾( ٢ ) قد فسرناها في صدر الآية.
قوله :﴿ وليشهد عذابهما ﴾( ٢ ) ( أي )٤١ جلدهما.
﴿ طائفة من المؤمنين ﴾( ٢ ) يقال : الطائفة رجل فصاعدا.
( وقال السدي :﴿ وليشهد ﴾ يعني وليحضر ﴿ وليشهد عذابهما ﴾ يعني جلدهما )٤٢.
٢ ـ في ١٧٩: مفترقين..
٣ ـ في ١٧٩: وإذا..
٤ ـ في ١٧٩: مفترقين..
٥ ـ في ١٧٩: واما..
٦ ـ تأتي في ١٧٩: بعد حديث الزهري..
٧ ـ إضافة من ١٧٩..
٨ ـ في ١٧٩: صلى الله عليه وسلم..
٩ ـ نب التيس ينب، صاح..
١٠ ـ بداية (١) من ١٧٩ ورقمها : ٧٢٥..
١١ ـ جاء في ١٧٩: قال: والجلد في الزنا بالسوط. وقد مرت في ع. انظر الملاحظة في الهامش رقم (٩)..
١٢ ـ إضافة رقم: ١٧٩..
١٣ ـ نفس الملاحظة..
١٤ ـ إضافة من ١٧٩..
١٥ ـ في ١٧٩: المنح بالنون وهو خطأ من الناسخ. في طرة ع: المتح يريد أن يملأ يده بالسوط. وفي طرة ١٧٩: المتح: يعني يتمطى في الضربة. في لسان العرب، مادة: متح، المتح جذبك رشاء الدلو تمد بيد وتأخذ بيد على رأس البئر..
١٦ ـ إضافة من ١٧٩..
١٧ ـ نفس الملاحظة..
١٨ ـ في ١٧٩: يجب..
١٩ ـ في ١٧٩: يرى كالمرود في المكحلة..
٢٠ ـ ساقطة في ١٧٩..
٢١ ـ المائدة، ٤٤..
٢٢ - إضافة من ١٧٩..
٢٣ ـ إضافة من ١٧٩..
٢٤ ـ في ١٧٩: لتوازن..
٢٥ ـ إضافة من ١٧٩..
٢٦ ـ في ١٧٩: صلى الله عليه وسلم..
٢٧ ـ ساقطة في ١٧٩..
٢٨ ـ إضافة من ١٧٩..
٢٩ ـ نفس الملاحظة..
٣٠ ـ البينة هنا هم الأربعة الشهداء الذين ورد ذكرهم في سورة النور، انظر ابن محكم، ٣/١٥٧ تعليق: ٤..
٣١ ـ في ١٧٩: رجم..
٣٢ ـ في طرة ع: خلاف مذهب مالك..
٣٣ ـ في ١٧٩: فوطئ..
٣٤ ـ إضافة من ١٧٩..
٣٥ ـ نفس الملاحظة..
٣٦ ـ في ع: يكونا..
٣٧ ـ في ١٧٩: الزوجين..
٣٨ ـ بداية (٢) من ١٧٩ ورقهما : ٧٢٦..
٣٩ ـ إضافة من ١٧٩..
٤٠ ـ ساقطة في ١٧٩..
٤١ ـ ساقطة في ١٧٩..
٤٢ ـ إضافة من ١٧٩..
وقال بعضهم في قوله :﴿ الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ﴾ يعني من كان يزني بتلك المؤجرات من نساء أهل الكتاب ومن إماء المشركين، وإن كانت حرة من المشركات، لا ينكحها إلا زان من أهل الكتاب أو مشرك من مشركي العرب.
قال :﴿ وحرم ذلك على المؤمنين ﴾ تزويجهن. ثم حرم نساء المشركات من غير أهل الكتاب ( زواني )٤ كن أو عفائف فقال :﴿ ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ﴾٥. ﴿ ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ﴾.
( قال ) :٦ ولا بأس بتزويج الحرة التي قد زنت وإن أقيم عليها الحد.
وبعضهم يقول : نزلت في كل زانية ثم نسخت/ فيما حدثني نصر بن طريف ( ٥٠ أ ) وأبو أمية عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : نسختها ﴿ وأنكحوا الأيامى منكم ﴾ ٧.
وحدثني ابن أبي ذئب عن شعبة مولى ابن عباس عن ابن عباس أن رجلا أتاه فقال : إني أصبت من امرأة ما حرم الله، فأذهب الله ذلك ورزقني توبة، فأردت أن أتزوجها، وإنهم يقولون :﴿ الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ﴾ فقال : كن بغايا لهن رايات مثل رايات البياطرة ( فيدخل )٨. عليهن الناس. اذهب فتزوجها. فما كان من إثم فهو علي.
وحدثني همام عن قتادة أن أبي بن كعب و( رجلا )٩ من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم )١٠ لم يروا بأسا إذا زنى الرجل بالمرأة أن يتزوجها وقالوا : الشرك أعظم من ذلك.
قال يحيى : يعنون أنها قد تكون مشركة ثم تسلم، فهو أعظم من الزنا.
٢ ـ في ع: مهاجرات..
٣ ـ في ع: الكتات..
٤ ـ في ١٧٩: زوان..
٥ ـ البقرة: ٢٢١..
٦ ـ إضافة من ١٧٩..
٧ ـ النور، ٣٢..
٨ ـ في ١٧٩: يدخل..
٩ ـ في ع: رجال..
١٠ ـ إضافة من ١٧٩..
وقال السدي :﴿ ( و )١ الذين يرمون المحصنات ﴾ يعني العفائف عن الفواحش : الحرائر المسلمات، وكذلك الرجل الحر المسلم إذا قذف.
قال :﴿ ثم لم يأتوا بأربعة شهداء ﴾ ( ٤ ) يجيئون جميعا ( يشهدون )٢ عليه بالزنا.
﴿ فاجلدوهم ثمانين جلدة ﴾ ( ٤ ) يجلد بالسوط ضربا بين الضربين، لا توضع ( عنه )٣ ثيابه، ولا يرفع الجلاد يده حتى يرى بياض إبطه ويجلد في ثيابه التي قذف فيها إلا أن يكون عليه ( فرو )٤ أو قباء٥ ( محشو )٦، أو جبة محشوة. وليس على قاذف المملوك، ولا المكاتب، ولا أم الولد، ولا المدبر، ولا الذمي، ولا الذمية حد.
وإن قذف الملوك ( حرا )٧. جلد أربعين جلدة، وإن قذف اليهودي أو النصراني المسلم جلد ثمانين. ولا يجلد الوالد إذا قذف ولده، ويجلد الولد إذا قذف والده. ولا يجلد ( المملوكان )٨ إذا قذف بعضهم بعضا.
وإذا أقيم على الرجل أو المرأة الحد في الزنا، ثم افترى عليه أحد بعد ذلك، فلا حد عليه. وإذا جلد القاذف ثم عاد٩ ( القذف )١٠ الذي كان قذفه لم يكن عليه إلا الحد الأول١١.
( و ) ١٢ حدثني إبراهيم بن محمد عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال : لو افترى أبو بكرة على المغيرة بن شعبة مائة مرة ما كان عليه إلا الحد الأول.
قوله :﴿ ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ﴾( ٤ ) العاصون، وليس بفسق الشرك. وهي كبيرة.
( و )١٣ حدثني أبو أمية عن يحيى بن أبي كثير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :"قذف المحصنة من الكبائر".
٢ ـ في ١٧٩: فيشهدون..
٣ ـ ساقطة في ١٧٩..
٤ ـ في ع: فروا..
٥ ـ القباء. جمع أقبية، ثياب. من قبا الشيء قبوا جمعه. سمي بذلك لاجتماع أطرافه. لسان العرب، مادة: قبا..
٦ ـ في ع: محشوا..
٧ ـ في ١٧٩: الحر..
٨ ـ في ١٧٩: المملوكين..
٩ ـ بداية (٣) من ١٧٩ ورقمها: ٧٢٧..
١٠ ـ في ١٧٩: يقذف..
١١ ـ في طرة ع: خلاف مذهب مالك..
١٢ ـ ساقطة في ١٧٩..
١٣ ـ ساقطة في ١٧٩..
( ا )١ سعدي عن قتادة عن الحسن وسعيد بن المسيب قالا : توبته فيما بينه وبين الله، ولا شهادة له٢.
قال يحيى : رجع إلى أول الآية :﴿ ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ﴾.
( و )٣ حدثني بحر السقاء قال : سألت الزهري عن الرجل يجلد في القذف ثم يتوب أتقبل شهادته ( قال )٤ : حدثني سعيد بن المسيب أن الرهط الذين شهدوا على المغيرة بن شعبة : أبو بكرة، وشبل بن معبد البجلي، وعبد الله بن الحارث، وزياد أمير البصرة، ( لما )٥ قدموا المدينة قيل لهم : أشهدتم على رجل من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم )٦ ؟ فأمضى أبو بكرة الشهادة، وشبل بن معبد، وعبد الله بن الحارث. وأبي زيد أن يمضي الشهادة. قال : رأيت منظرا قبيحا. فقال لهم عمر : من رجع عن شهادته أجزنا شهادته في المسلمين، فرجع شبل بن معبد وعبد الله بن الحارث، وأبى أبو بكرة أن يرجع عن شهادته. فأجاز عمر شهادتهما وتأول هذه الآية :﴿ والذين يرمون المحصنات ( ثم )٧ لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون( ٤ ) إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم ﴾.
قال يحيى : يرى عمر أن توبتهم أن يرجعوا. وليس عليه الناس، لأنه لا شهادة لهم بعد أبدا.
قال يحيى :٨ وكذلك حدثني حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي مثل قول عمر.
وقال الشعبي : يقوم على رؤوس الناس فيكذب نفسه. والناس على قول الحسن وسعيد بن المسيب إن شهادته لا تجوز أبدا.
( و )٩ حدثني إبراهيم ( بن محمد )١٠. عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال : لم تقبل لأبي بكرة شهادة لأنه لم يرجع عن شهادته.
( و )١١ حدثني الحسن بن دينار عن الحسن قال : شهادة كل من أقيم عليه ( الحد )١٢ جائزة إذا تاب، غير القاذف.
[ ٥٠ ب ] ( ا )١٣/ عمار عن الحسن بن دينار عن الحسن في العبد يقذف الحر ( قال ) :١٤ ( يجلد )١٥ أربعين و لا تجوز شهادته أبدا وإن أعتق.
٢ ـ الطبري، ١٨/٧٩..
٣ - ساقطة في ١٧٩..
٤ ـ في ١٧٩: فقال..
٥ ـ في ١٧٩: فلما..
٦ ـ إضافة من ١٧٩..
٧ ـ ساقطة في ١٧٩..
٨ ـ إضافة من ١٧٩..
٩ ـ ساقطة في ١٧٩..
١٠ ـ إضافة من ١٧٩..
١١ ـ ساقطة في ١٧٩..
١٢ ـ في ١٧٩: حد..
١٣ ـ إضافة من ١٧٩..
١٤ ـ في ١٧٩ : علامة تدل على وجود إضافة في الطرة لم تظهر في الصورة..
١٥ ـ في ١٧٩: يحد..
﴿ العذاب ﴾ ( ٨ ) الحد، الرجم إن كان دخل بها أو أحصنت قبله، أو الجلد إن لم تكن محصنة.
﴿ أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ﴾ ( ٨ )
( قال يحيى :٤ ( ذكره )٥ حماد عن أيوب عن سعيد بن جبير. ثم يفرق بينهما ولا يجتمعان أبدا.
( ا )٦ أبو بكر بن عياش عن المغيرة عن إبراهيم أن عمر بن الخطاب قال : إذا لا عن الرجل امرأته ثم فرق بينهما، لم يجتمعا أبدا. فإن أكذب نفسه قبل أن يفرغا من الملاعنة جلد حد القاذف ثمانين٧، وهي امرأته. ذكره حماد عن الحجاج بن ارطأة عن عطاء. وإن كان لاعنها في إنكار ولدها، ألحق الولد بها وهي عصبته وعصبتها بعدها. وإن أكذب نفسه وقد بقي من الملاعنة شيء جلد حد القذف وهي امرأته والولد له. وإن كذب نفسه بعد اللعان، جلد ولا سبيل له عليها. قل بعضهم : ويلحق الولد به.
أبو بكر بن عياش عن المغيرة عن إبراهيم قال : إذا لاعن الرجل امرأته ثم أكذب نفسه، جلد ورد إليه ولده. ولا يلاعن الرجل امرأته الأمة، ولا اليهودية، ولا النصرانية٨. وإن أنكر الرجل ولده من اليهودية أو النصرانية لزمه الولد، وإن أنكر ولده من الأمة، بعدما أقر به مرة واحدة، لزمه الولد.
وإذا قذف الرجل امرأته الحرة قبل أن يدخل بها، ثم ارتفعا إلى السلطان، تلاعنا. وإذا طلق الرجل امرأته الحرة واحدة أو اثنتين ثم قذفها، تلاعنا ما كانت في العدة إن ارتفعا إلى السلطان.
٢ ـ في ١٧٩: تعني..
٣ ـ في ١٧٩: لكاد..
٤ ـ إضافة من ١٧٩..
٥ ـ في ١٧٩: ذكر..
٦ ـ إضافة من ١٧٩..
٧ ـ هنا توقفت المقارنة مع ١٧٩..
٨ ـ في طرة ع: خلاف مذهب مالك..
سعيد عن قتادة في قوله :﴿ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ﴾١.
قال : فضل الله الإسلام، ورحمته القرآن.
وقال السدي :﴿ ولولا فضل الله ﴾ يعني ولولا منّ الله عليكم ورحمته، يعني ونعمته أي لأهلك الكاذب من المتلاعنين.
﴿ وأن الله تواب حكيم ﴾ ( ١٠ ) تواب على من تاب من ذنبه، حكيم في أمره.
﴿ عصبة منكم ﴾ ( ١١ ) جماعة منكم.
سعيد عن قتادة قال : هذا في شأن عائشة وما أذيع عليها أنها كانت مع رسول الله في سفر، فأخذ الناس في الرحيل، وانقطعت قلادة لها، فطلبتها في المنزل ومضى الناس. وقد كان صفوان بن معطل تخلف عن المنزل قبل ذلك ثم أقبل، فوجد الناس قد ارتحلوا وهو على بعيره، وإذا هو بعائشة. فجاء ببعيره وولاها ظهره حتى ركبت، ثم قاد بها. فجاء وقد نزل الناس. فتكلم بذلك قوم واتهموها.
قال يحيى : بلغنا أن عبد الله بن أبي ( ابن )١ سلول، وحسان بن ثابت، ومسطحا وحمنة ابنة جحش هم الذين تكلموا في ذلك. ثم شاع ذلك في الناس فزعموا أن رسول الله لما أنزل الله عذرها جلد كل واحد ( منهما )٢ الحد.
قوله :﴿ إن الذين جاءوا بالإفك ﴾ بالكذب ﴿ عصبة منكم ﴾ يعني هؤلاء.
ثم قال :﴿ لا تحسبوه شرا لكم ﴾ ( ١١ ) يعني ( عائشة وصفوان ) يعني ما قيل فيهما.
﴿ بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ﴾ ( ١١ ) يعني الذين قالوا ما قالوا.
﴿ ما اكتسب من الإثم ﴾( ١١ ) على قدر ما أشاع.
﴿ والذي تولى كبره ﴾( ١١ ).
قال مجاهد : بدأ به.
{ منهم{ ( ١١ ).
وقال ابن مجاهد : بدأه٣.
﴿ له عذاب عظيم ﴾ ( ١١ ).
قال بعضهم : هو مسطح. فذهب بصره وهو العذاب العظيم.
وقال بعضهم : عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق له عذاب عظيم، جهنم.
سعيد عن قتادة : قال :﴿ والذي تولى كبره منهم ﴾ /رجلان : أحدهما من ( ٥١أ ) قريش اسمه مسطح، والآخر من الأنصار.
٢ ـ هكذا هي أيضا في ابن أبي زمنين، ورقة : ٢٣١. في ابن محكم، ٣/١٦٦ : منهم..
٣ ـ في تفسير مجاهد، ٢/٤٣٧ : هو عبد الله بن أبي ابن سلول بدأه..
﴿ إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ﴾ ( ١٢ ) أي كما كانوا يظنون بأنفسهم، لو كانوا مكان صفوان ما كان منهم إلا خيرا. فليظن بأخيه المسلم ما يظن بنفسه.
﴿ وقالوا هذا إفك مبين ﴾( ١٢ ) ما خاض فيه القوم.
﴿ جاءوا عليه بأربعة شهداء ﴾( ١٣ ) إن كانوا صادقين.
( فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون )( ١٣ )
وقال السدي :﴿ ولولا فضل الله عليكم ورحمته ﴾ يعني ونعمته.
﴿ في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم ﴾( ١٤ ) فيها تقديم.
يقول : ولولا فضل الله عليكم ورحمته ( لمسكم )١ في ما أفضتم فيه عذاب عظيم في الدنيا والآخرة. والإفاضة فيه ما كان يلقى الرجل الرجل فيقول : أما بلغك ما قيل من أمر عائشة وصفوان.
﴿ وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ﴾ ( ١٥ )
حدثني خالد عن الحسن قال : القذف قذفان، أحدهما أن تقول : إن فلانة زانية. هذا فيه الحد. والآخر أن ( تقول )٢ إن الناس يقولون أن فلانة زانية. فليس في هذا الحد.
٢ ـ في ع: تقول..
﴿ إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا ﴾( ١٦ ) يعني لا ينبغي لنا. وهو تفسير السدي.
{ سبحانك هذا بهتان عظيم ( ١٦ ) كذب عظيم.
﴿ أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ﴾ ( ١٧ )
﴿ حكيم ﴾ ( ١٨ ) في أمره.
وقال السدي :﴿ أن تشيع الفاحشة ﴾ يعني تفشو. وهو نحو قول قتادة : يظهر.
﴿ في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ﴾( ١٩ ) هم المنافقون. كانوا يحبون ذلك ليعيبوا به النبي ويغيظوه.
قال :﴿ والله يعلم وأنتم لا تعلمون ﴾ ( ١٩ ) وعذاب الدنيا للمنافقين أن تؤخذ منهم الزكاة كرها، وما ينفقون الغزو كرها.
وقد ذكره بعد هذه الآية أنه في النار.
قال :﴿ وأن الله رءوف رحيم ﴾( ٢٠ ) بالمؤمنين.
﴿ الشيطان ﴾ ( ٢١ ).
وبعضهم يقول : أمر الشيطان.
﴿ ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه ﴾( ٢١ ) فإن الشيطان.
﴿ يأمر ﴾( ٢١ ) بالخطيئة ويأمر.
﴿ بالفحشاء والمنكر ﴾ ( ٢١ )
عاصم بن حكيم عن سليمان التيمي عن أبي مجلز قال :﴿ لا تتبعوا خطوات الشيطان ﴾ قال النذور في المعاصي.
عاصم بن حكيم عن محمد بن الزبير عن أبيه عن عمر بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا نذر في غضب وكفارته كفارة اليمين".
قال :﴿ ولولا فضل الله عليكم ورحمته ﴾ ( ٢١ ) هي المثل الأولى.
﴿ ما زكى منكم ﴾ ( ٢١ ) ما صلح منكم.
﴿ من أحد أبدا ولكن الله يزكي ﴾( ٢١ ) يصلح.
﴿ من يشاء والله سميع عليم ﴾ ( ٢١ )
قال قتادة : ولا يحلف.
﴿ أولوا ( الفضل ) ١ منكم والسعة ﴾ ( ٢٢ ) الغنى.
﴿ أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ﴾ ( ٢٢ ) أي فكما تحبون أن يغفر الله لكم فاعفوا واصفحوا.
سعيد عن قتادة قال : أنزلت في أبي بكر الصديق ومسطح. كان بينه وبين أبي بكر قرابة، وكان يتيما في حجره، وكان الذي أذاع على عائشة ما أذيع، فلما أنزل الله براءتها وعذرها ( تألى )٢ أبو بكر، حلف، ألا ( يرزأه )٣ خيرا أبدا. فأنزل الله هذه الآية.
قال يحيى : ذكر لنا أن نبي الله دعا أبا بكر فتلاها عليه فقال : أما تحب أن يعفو الله عنك ؟ قال : بلى. قال : فاعف وتجاوز. فقال أبو بكر : لا جرم، والله لا أمنعه معروفا كنت أوليه إياه قبل اليوم.
وحدثني يحيى بن أيوب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر كفر يمينه لذلك.
٢ ـ تألى: حلف. لسان العرب، مادة: ألا..
٣ ـ يرزأه: رزأ فلانا فلانا إذا بره. لسان العرب، مادة : رزأ..
﴿ الغافلات ﴾ ( ٢٣ ) أي لم يفعلن الذي قذفن به.
﴿ المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ﴾ ( ٢٣ )
بلغني أنه يعني بذلك عبد الله بن أبي ابن سلول في أمر عائشة.
أبو أمية عن يحيى بن أبي كثير أن رسول الله عليه السلام قال : قذف المحصنة من الكبائر.
قال قتادة : أي عملهم الحق، أهل الحق بحقهم، وأهل الباطل بباطلهم.
وقال السدي : يعني حسابهم العدل.
قال يحيى : يدانون بعملهم.
﴿ ويعلمون أن الله هو الحق المبين ﴾( ٢٥ ) البين. والحق اسم من أسماء الله.
المعلى عن أبي يحيى عن مجاهد قال : هي الأعمال الخبيثة والكلام الخبيث للخبيثين من الناس والطيبات من الكلام والعمل للطيبين من الناس. ١
قال يحيى : من الرجال والنساء. وهذا في قصة عائشة.
وقال السدي :﴿ الخبيثات للخبيثين ﴾ يعني الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال والنساء. ﴿ والطيبات للطيبين ﴾ يعني الطيبات من القول للطيبين من الرجال والنساء٢.
قال :﴿ أولئك مبرءون مما يقولن لهم مغفرة ﴾( ٢٦ ) لذنوبهم.
﴿ ورزق كريم ﴾ ( ٢٦ ) الجنة.
٢ ـ إضافة في طرة ع دون الإشارة إلى مكانها في النص وهي: وقال سعيد عن قتادة قال: الخبيثات من القول والعمل للخبيثين من الناس، والخبيثون من الناس للخبيثات من القول والعمل، والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات مثل ذلك. انظر الطبري، ١٨/١٠٨..
سعيد عن قتادة قال : وهو الإستئذان. ١
﴿ وتسلموا على أهلها ﴾ ( ٢٧ ).
حدثني أشعت عن جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أخطأ الكاتب : حتى تستأذنوا وتسلموا على أهلها. ٢
وقال مجاهد :﴿ حتى تستأنسوا ﴾ حتى تنحنحوا وتنخموا. ٣
قال يحيى : وهي مقدمة مؤخرة : حتى تسلموا وتستأذنوا.
الحسن بن دينار عن محمد بن سيرين أن رجلا استأذن على النبي فقال : أدخل ؟
فقال النبي لرجل عنه : قم فعلم هذا كيف يستأذن فإنه لم يحسن يستأذن، فسمعها الرجل فسلم واستأذن.
عثمان وإبراهيم بن محمد عن زيد بن أسلم قال : جئت ابن عمر في بيته فقلت : ألج ؟ فأذن لي : فدخلت فقال : يا ابن أخي، إذا استأذنت فلا تقل : ألج وقل : السلام عليكم، فإذا قالوا : وعليك السلام فقل : أدخل ؟ فإذا قالوا : ادخل، فادخل.
وحدثني الحسن بن دينار عن الحسن أن الأشعري استأذن على عمر ثلاثا فلم يؤذن له فرجع، فأرسل إليه عمر فقال : ما ردك عن بابنا ؟ فقال : قال رسول الله :"من استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فيرجع". قال لتجيئن على ذلك ببينة أو لأجعلنك نكالا، فأتى طلحة، فجاء، فشهد له.
وفي تفسير عمرو عن الحسن في تفسير هذا الحديث : الأول إذن، والثانية مؤامرة والثالثة عزمة، إن شاءوا أذنوا وإن شاءوا ردوا.
قال يحيى : كنا ونحن نطلب الحديث إذا جئنا إلى باب الفقيه استأذن منا رجل مرتين، فإن لم يؤذن لنا تقدم آخر فاستأذن مرتين، فإن لم يؤذن لنا تقدم آخر فيستأذن مرتين مخافة أن يستأذن الرجل منا ثلاثا فلا يؤذن له، ثم يؤذن بعد فلا يستطيع أن يدخل لأنه لم يؤذن له وقد أذن لغيره.
وحدثني ابن دينار عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إذا جاءك الرسول فهو إذنك".
وحدثنا الحسن أو غيره عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"لا تأذن المرأة من بيت زوجها وهو شاهد إلا بإذنه".
همام بن يحيى عن زيد بن أسلم أن رجلا قال : يا رسول الله استأذن على أمي ؟ قال : نعم.
ابن لهيعة عن أبي الزبير قال : سئل جابر بن عبد الله أيستأذن الرجل على والدته وإن كانت عجوزا، أو على أخته وأخواته ؟ قال : نعم.
وحدثني مالك بن أنس عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار أن رجلا قال للنبي : أستأذن على أمي ؟ فقال : نعم. قال إني أخدمها. فقال : استأذن عليها، فعاوده ثلاثا فقال : أتحب أن تراها عريانة ؟ قال : لا، قال :" فاستأذن عليها".
وحدثني نصر بن طريف عن يحيى بن أبي كثير عن عطاء قال : كن لي أخوات أنا معهن في بيت، فحرصت على ابن عباس أن يرخص لي أن أدخل عليهن بغير إذن، فأبى.
ابن لهيعة عن زيد بن أبي حبيب أن عليا قال : يستأذن الرجل على كل امرأة إلا على امرأته.
وحدثني الحسن عن الحسن قال : استأذن عمر على رجل ومعه نفر فقال الرجل : ادخل : فقال عمر : ومن معي ؟ فقال : ومن معك.
وحدثني الحسن بن دينار عن الحسن قال : ليس في الدور إذن.
قال يحيى : أنه يعني الدار المشتركة التي فيها حجر. وليس في الحوانيت ( ٥٢ أ ) إذن/.
سعيد عن داود بن أبي القصاف عن الشعبي أنه قال : إذنهم أنهم جاءوا بيوعهم فجعلوها فيها وقالوا للناس : هلم.
وحدثني الصلت بن دينار عن محمد بن سيرين عن ابن عمر أنه كان إذا جاء إلى بيوت التجار فسلم ليدخل فقيل له : ادخل بسلام، رجع ولم يدخل لقوله : ادخل بسلام.
قوله :﴿ ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون ﴾ ( ٢٧ ) لكي تذكروا.
٢ ـ في الطبري، ١٨/١١٠... عن سعيد عن ابن عباس... قال: أخطأ الكاتب. وكان ابن عباس يقرأ: حتى تستأذنوا. وتسلموا وكان يقرؤها على قراءة أبي بن كعب..
٣ ـ في تفسير مجاهد، ٢/٤٣٩ تنحنحوا، تتنخموا..
﴿ فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم ﴾ ( ٢٨ ).
عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال :﴿ فإن لم تجدوا فيها أحدا ﴾ إن لم يكن فيها متاع فلا تدخلوها إلا بإذن١.
﴿ وإن قيل لكم أرجعوا فارجعوا ﴾( ٢٨ )
سعيد عن قتادة قال : لا تقف على باب قوم ردوك عن بابهم فإن للناس حاجات ولهم أشغال.
قال :﴿ هو أزكى لكم ﴾ ( ٢٨ ) خير لكم.
﴿ والله بما تعملون عليم ﴾( ٢٨ )
﴿ فيها متاع لكم ﴾( ٢٩ ) ينزلها الرجل في سفره فيجعل فيها متاعه، فليس عليه أن يستأذن في ذلك البيت لأنه ليس له أهل يسكنونه.
وقال السدي :﴿ فيها متاع لكم ﴾ منافع لكم من الحر والبرد.
عاصم بن حكيم أن مجاهد قال : كانوا يضعون بالطريق أقتابا وأمتعة في بيوت ليس فيها أحد فأحلت لهم أن يدخلوها بغير إذن١.
وقال قتادة ﴿ أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة ﴾أي ( أحزانه )٢. ﴿ فيها متاع لكم ﴾ فيها منفعة.
قال :﴿ والله يعلم ما تبدون ﴾( ٢٩ ) ما تعلنون.
﴿ وما تكتمون ﴾( ٢٩ ) ما تسرون في صدوركم.
٢ ـ هكذا في ع: خزانه، ولعلها: خربة. انظر الطبيري، ١٨/١١٤..
وقال قتادة : يغضوا أبصارهم عما لا يحل لهم من النظر.
حدثنا حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير البجلي عن أبيه قال : سألت رسول الله عليه السلام عن النظر فجأة فقال :"اصرف بصرك".
الربيع بن صبيح عن الحسن قال : قال رسول الله :" ابن آدم، لك أول نظرة فما بال الثانية" ؟
قوله :﴿ ويحفظوا فروجهم ﴾ ( ٣٠ ).
سعيد عن قتادة قال : عن ما لا يحل لهم. وهذه في الأحرار والمملوكين. ﴿ ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ﴾ ( ٣٠ )
سعيد عن قتادة قال : عما لا يحل ( لهم )١ من النظر.
﴿ ويحفظن فروجهن ﴾ ( ٣١ ) مما لا يحل لهن وهذه في الحرة والأمة.
قوله :﴿ ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ﴾ ( ٣١ ) هذه في الحرائر.
وحدثني شريك وسفيان ويونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال :﴿ إلا ما ظهر منها ﴾ قال : الثياب.
وحدثني الحسن بن دينار عن الحسن مثل ذلك.
المعلى بن هلال عن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :﴿ ما ظهر منها ﴾ قال الكحل٢ م والخاتم.
الحسن بن دينار عن قتادة مثل ذلك.
وقال السدي :﴿ إلا ما ظهر منها ﴾ يعني إلا ما بدا في الوجه والكفين.
( قال )٣ : وحدثني حماد بن سلمة عن أم شيب عن عائشة أنها سئلت عن الزينة الظاهرة فقال : القلب٤ والفتخة٥. قال حماد : يعني الخاتم. وقالت بثوبها على ثوبها فشدته.
قال يحيى : هذه الآية في الحرائر.
وأما الإماء ( فحدثنا )٦ سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب رأى أمة عليها قناع فضربها بالدرة في حديث سعيد. وقال عثمان : فتناولها بالدرة وقال اكشفي رأسك، وقال سعيد : ولا تشبهي بالحرائر.
( قال )٧ : وحدثني حماد ونصر بن طريف عن ثمامة بن أنس بن مالك عن أنس بن مالك قال : كن جواري عمر يخدمننا كاشفات الرؤوس، تضطرب ثديهن بادية خدامهن٨.
قوله :﴿ وليضربن على جيوبهن ﴾ ( ٣١ ) تسدل الخمار على جيبها وهو نحرها.
﴿ ولا يبدين زينتهن ﴾ ( ٣١ ) وهذه الزينة الباطنة.
﴿ إلا لبعولتهن ﴾ يعني أزواجهن.
﴿ أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن ﴾ ( ٣١ ) المسلمات يرين منها ما يرى ذو المحرم، ولا ( ترى )٩ ذلك من اليهودية، و( لا )١٠ النصرانية، ولا المجوسية.
قال :﴿ أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال ﴾ ( ٣١ ) فهذه ثلاث حرم بعضها أعظم بعض من بعض منهن الزوج الذي يحل له كل شيء منها فهذه حرمة ليست لغيره. ومنهن الأب، والابن، والأخ، والعم، والخال/ وابن ( ٥٢ ب ) الأخ وابن الأخت. والرضاع في هذا بمنزلة النسب فلا يحل لها ولا في تفسير الحسن أن ينظر إلى الشعر والصدر والساق وأشباه ذلك.
( ا )١١ الحسن بن دينار عن الحسن قال : لا تضع المرأة خمارها عند أبيها ولا ابنها ولا ( أختها )١٢ ولا أخيها.
وقال ابن عباس : ينظرون إلى موضع القرطين والقلادة والسوارين والخلخالين.
قال يحيى : وهذه الزينة الباطنة.
( حدثني )١٣ ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن عكرمة عن ابن عباس قال : لا ينبغي أن يبدو من المرأة لذوي المحرم إلا السوار والخاتم والقرط.
( قال )١٤ : وحدثني ابن لهيعة عن زيد بن أبي حبيب أنه كان يقول : القصة والقرطان، والقلادة، من الزينة.
( ا )١٥ سفيان عن منصور عن إبراهيم قال :﴿ ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن ﴾ أو أبنائهن والأخ وابن الأخ وابن الأخت والعم والخال )١٦.
قال :( ما )١٧ فوق الذراع١٨. وحرمة أخرى الثالثة فيهم أبو الزوج وابن الزوج والتابع الذي قال الله :﴿ غير أولي الإربة من الرجال ﴾ غير أولي الحاجة إلى النساء. وهم قوم كانوا بالمدينة فقراء طبعوا على غير شهوة النساء.
( ا ) ١٩ عاصم بن حكيم أن مجاهدا قال :﴿ غير أولي الإربة ﴾ الذين لا يهمهم إلا بطونهم٢٠.
وقال ابن مجاهد عن أبيه ( و )٢١ لا يخافون على النساء٢٢.
( ا )٢٣ سعيد عن قتادة قال : هو الرجل الأحمق الذي لا تشتهيه المرأة ولا يغار عليه الرجل.
( ا )٢٤ ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال : هو الكبير الذي لا يطيق النساء.
وقال الحسن : يتبع الرجل منهم الرجل يخدمه بطعام بطنه.
ومملوك المرأة لا بأس أن تقوم بين يدي هؤلاء في درع ضيق، وخمار ضيق بغير جلباب.
( وحدثني )٢٥ حماد بن سلمة عن ( سعيد )٢٦ بن إبراهيم عن حميد بن عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب قال : لا تخلو المرأة مع الرجل إلا أن يكون محرما وإن قيل ( حمؤها )٢٧ إنما حمؤها الموت.
( قال :)٢٨ وحدثني أبو بكر بن عياش عن المغيرة عن الشعبي قال : لا تضع المرأة خمارها عند مملوكها ( فان فجأها )٢٩ فلا شيء.
وبعضهم يقول :﴿ ( أو )٣٠ ما ملكت أيمانهن ﴾ الإماء وليس العبيد.
( قال )٣١ ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال : لا تضع المرأة خمارها عند سيدها٣٢.
قوله :﴿ أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ﴾ ( ٣١ ).
( ا )٣٣ ابن لهيعة٣٤ عن يزيد بن أبي حبيب قال : الغلام الذي لم يبلغ الحلم.
( سعيد عن قتادة قال : الذي لم يبلغ الحلم ولا النكاح.
وقال ابن مجاهد عن أبيه : لم يدروا ما هن لصغر قبل الحلم )٣٥.
قال : وأما ( أبو )٣٦ زوجها، وابن زوجها، والتابع غير أولي الإربة، ومملوكها فإنهم لا ينظرون إلى ما ينظر إليه الابن، والأب، والأخ، وابن الأخ، وابن الأخت، والعم، والخال، ومن كان له رضاع، لأن المرأة قد كانت تحل لابن زوجها قبل نكاح الأب إياها، وقد كانت تحل ( لأبي )٣٧ زوجها قبل أن تحل للتابع. فليس هؤلاء مثل هؤلاء في الحرمة، فلا يجوز لهم أن ينظروا إلى الزينة الباطنة ولكن ( ينظرون )٣٨ إليها وعليها درع وخمار لأنها قد كانت تحل لهم في حال. وكذلك مملوك المرأة. لأنه إذا أعتق حلت له. فهؤلاء مثل ( الأجنبيين )٣٩. في الدخول عليها.
كما قال عمر بن الخطاب : لا تسافر المرأة مع حموها.
قال يحيى : ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم لم ( تكن تحل )٤٠ له قبل ذلك ولا تحل له أبدا، ( وأما )٤١ من كانت تحل له قبل ثم صارت لا تحل له بعد فلا تسافر معه.
قوله :﴿ ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ﴾ ( ٣١ ).
( ا )٤٢ سعيد عن قتادة قال : كانت المرأة تضرب ( برجليها )٤٣ إذا مرت بالمجلس لتسمع قعقعة الخلخالين.
وبعضهم يقول : تضرب إحدى رجليها بالأخرى حتى يسمع صوت الخلخالين فنهين عن ذلك.
قوله :﴿ وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون ﴾ ( ٣١ ) من ذنوبكم.
﴿ لعلكم تفلحون ﴾ ( ٣١ ) لكي تفلحوا فتدخلوا الجنة.
م بداية المقارنة مع ١٦٩، الورقة :[١]..
٢ - هكذا في ع. في ابن محكم، ٣/١٧٣ : لهن.
م بداية المقارنة مع ١٦٩، الورقة :[١]..
٣ ـ إضافة من ١٧٩..
٤ ـ كتابة في طرة ع في شرح القلب، قطع منها فأصبحت غير مفهومة. في لسان العرب، مادة: قلب، القلب: سوار المرأة.
.
٥ ـ في طرة ع : الفتخ: عرض الكف والقدم، والفتخ: لين وطول في (مكررة) جناح الطائر، والفتخة خاتم لا فص له. والجمع فتوخ. والفتخ خلخال لا جرس له. انظر لسان العرب، مادة: فتخ..
٦ ـ في ١٦٩: فحدثني..
٧ ـ إضافة من ١٧٩..
٨ ـ هكذا في ع و ١٦٩: وفي لسان العرب، مادة: خدم، الخدمة يعني الخلخال، وتجمع على خدم وخدام. في ابن محكم، ٣/١٧٤، خدامهن..
٩ ـ في ع: ترى..
١٠ ـ ساقطة في ١٦٩..
١١ ـ إضافة من ١٦٩..
١٢ ـ نفس الملاحظة..
١٣ ـ في ١٦٩: ـا..
١٤ ـ إضافة من ١٦٩..
١٥ ـ إضافة من ١٦٩..
١٦ ـ ساقطة في ١٦٩..
١٧ ــ إضافة من ١٦٩..
١٨ ـ في ع: الذرع..
١٩ ـ إضافة من ١٦٩..
٢٠ ـ تفسير مجاهد، ٢ /٤٤٠..
٢١ - ساقطة في ١٦٩..
٢٢ ـ ساقطة في ١٦٩..
٢٣ - إضافة من ١٦٩..
٢٤ ـ نفس الملاحظة..
٢٥ ـ في ١٦٩: ا..
٢٦ ـ في ١٦٩: سعد..
٢٧ ـ في طرة ع: الحمؤ والد الزوج..
٢٨ ـ إضافة من ١٦٩..
٢٩ ــ في ١٦٩: قال فجيها..
٣٠ ـ في ع: و..
٣١ ـ إضافة من ١٦٩..
٣٢ ـ في طرة ع: عند سيدها، يريد الزوج..
٣٣ ـ إضافة من ١٦٩..
٣٤ ـ بداية (٢) من ١٦٩..
٣٥ ـ ساقطة في ١٦٩. في تفسير مجاهد، ٢/٤٤١ لا يدرون ما النساء من الصغر..
٣٦ ـ ساقطة في ١٦٩..
٣٧ ـ هكذا في ع و ١٦٩..
٣٨ ـ في ع: ينظروا..
٣٩ ـ في ع: الأجنبين..
٤٠ ـ في ع: يكن يحل..
٤١ ـ في ١٦٩: فأما..
٤٢ ـ إضافة من ١٦٩..
٤٣ ـ في ١٦٩: برجلها..
قال الحسن : هذه فريضة.
( قال : وا )١ عثمان عن محمد بن المنكدر عن سليمان بن يسار أن قوما نزلوا منزلا ثم ارتحلوا، وبغت امرأة منهم فرفعت إلى عمر بن الخطاب فجلدها عمر الحد وقال : استوصوا بها خيرا وزوجوها فإنها من الأيامى.
( و )٢ حدثني خليل بن مرة عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )٣ ينهى عن التبتل نهيا شديدا ويقول :"تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر ( بكم )٤ البشر يوم القيامة"٥.
( وحدثني )٦ خالد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )٧ :" من تزوج فقد استكمل نصف الدين، فليتق الله في / النصف الباقي".
قوله :﴿ والصالحين من عبادكم ﴾ ( ٣٢ ) أي وأنكحوا الصالحين من عبادكم، يعني المملوكين المسلمين.
﴿ وإمائكم ﴾ ( ٣٢ ) ( أي )٨ وأنكحوا الصالحين من إمائكم من المسلمات.
وهذه رخصة. وليس على الرجل بواجب أن يزوج أمته وعبده.
قوله :﴿ إن يكونا فقراء يغنهم الله من فضله ﴾ ( ٣٢ ).
( حدثنا )٩ عبد العزيز بن أبي ( الرواد )١٠ أن رسول الله صلى الله عليه ( وسلم )١١. قال :" اطلبوا الغنى في هذه الآية :﴿ إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ﴾
( حدثنا )١٢ سعيد عن قتادة أن عمر بن الخطاب كان يقول : ما رأيت مثل رجل لم يلتمس الغنى في الباءة والله يقول :﴿ إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ﴾. قال :﴿ والله واسع عليم ﴾ ( ٣٢ ) وسع لخلقه عليهم بهم.
٢ ـ ساقطة في ١٦٩..
٣ ـ إضافة من ١٦٩..
٤ ـ ساقطة في ١٦٩..
٥ ـ في طرة ع: الحض على النكاح..
٦ ـ في ١٦٩: ـا..
٧ ـ إضافة من ١٦٩ بآخرها تمزيق سقطت من جرائه كلمة يدل السياق عليها وهي: سلم..
٨ ـ ساقطة في ١٦٩..
٩ ـ في ١٦٩: ـا..
١٠ ـ في ١٦٩: رواد..
١١ - إضافة من ١٦٩..
١٢ ـ إضافة من ١٦٩..
قوله :﴿ والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ﴾ ( ٣٣ ) وليست بفريضة إن شاء كاتبه وإن شاء لم يكاتبه. وقوله :﴿ إن علمتم فيهم خيرا ﴾.
( قال السدي : ما لا
ا )٢ سعيد عن قتادة عن الحسن قال : إن علمتم عندهم مالا.
وقال قتادة : إن علمتم ( منهم )٣ صدقا ووفاء وأمانة.
( ا )٤ المعلى عن الأشعت عن محمد بن سيرين قال : إذا صلوا وأقاموا الصلاة.
( قال يحيى : كان سفيان يكره أن يكاتب المملوك وليس له حيلة، يكون عيالا على الناس )٥.
قال يحيى :( نكره أن نكاتبه )٦ وليست له حرفة ولا عمل إلا على مسألة الناس. فإن كانت له حرفة أو عمل ثم تصدق عليه من الفريضة أو التطوع فلا بأس على سيده في ذلك. فإن عجز فلم يؤد المكاتبة على نجومها كما اشترط سيده فهو رقيق إلا أن ( شاء )٧ سيده أن يؤخره. فإن رجع مملوكا وقد تصدق عليه جعل سيده ما أخذ منه من الصدقة في المكاتبين. وإذا كاتبه وعنده مال لم يعلم به سيده ثم أدى مكاتبته فذلك المال ( للسيد )٨. وكل ( مال )٩ أصابه في كتابته فهو له إذا أدى كتابته وولاؤه لسيده الذي كاتبه. وإن كانت ( مملوكته )١٠ فولدت في مكاتبتها فأولادها بمنزلتها، إذا أدت خرجوا أحرارا معها، وإن عجزت فرجعت مملوكة رجعوا مملوكين معها ١١.
حدثنا سعيد وحماد عن قتادة أن ابن عمر وجابر بن عبد الله قالا : لمواليه شروطهم، فإن عجز رد في الرق. به يأخذ يحيى.
وحدثني بحر بن كنيز عن الزهري قال : قضى عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وزيد بن ثابت وعائشة وابن عمر بن عبد العزيز أنه عبد قن ما بقي عليه درهم حياته وموته.
قال : ولو ترك مالا فهو عبد أبدا حتى يؤدي، لو لم يبق عليه إلا درهم واحد حتى يوفيه.
وحدثنا سعيد عن أبي معشر عن إبراهيم أن ابن مسعود قال : إذا أدى الثلث أوقف رقبته فهو غريم.
قال يحيى : يعني بالوقوف الثمن.
وحدثنا المسعودي عن الحكم بن عتيبة قال : المكاتب تجري فيه العتاقة في أول نجم يؤدى.
وحدثنا سعيد عن قتادة عن خلاس أن عليا قال : إذا عجز استسعى سنتين فإن أدى وإلا رد في الرق. لا يأخذ به يحيى.
قال : وحدثني عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر أن مكاتبا له جاء فقال : إني قد عجزت. فقال له ابن عمر : لا تفعل فإني رادك في الرق. فقال : إني قد عجزت. فرده في الرق ثم أعتقه بعد ذلك.
قوله :﴿ وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ﴾ ( ٣٣ ).
سعيد عن قتادة قال : أمروا أن يدع طائفة من مكاتبيه أو يساغ له.
قال يحيى : وبلغني أن عليا قال : يدع له الربع.
قال : وحدثنا المبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن فضالة أبي المبارك عن أبيه قال : سألت عمر بن الخطاب المكاتبة على أربعين ومائة وقية، ففعل ولم يستزدني. ثم أرسل إلى حفصة فقال : إني كاتبت غلامي. وإنه ليس عندي اليوم شيء، فابعثي لي بمائتي درهم حتى يأتيني شيء، أو قال يخرج عطائي. ( فبعثت )١٢ إليه بمائتي درهم، فأخذها في يده ثم تلا هذه الآية :﴿ والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ﴾ ثم قال : هاك بارك الله لك. فدفعها إلي من قبل أن أؤدي شيئا. فبارك الله لي حتى أديت مكاتبتي، وعتقت، وفعلت.
قوله :﴿ ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ﴾ ( ٣٣ ) يعني الزنا.
﴿ إن أردن تحصنا ﴾ ( ٣٣ ).
سعيد عن قتادة قال : عفة وإسلاما.
﴿ لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ﴾ ( ٣٣ ) سعيد عن قتادة قال : كان الرجل يكره [ ٥٣ ب ] مملوكته على البغاء / فيكثر ولدها.
قال يحيى : بلغني عن الزهري قال : نزلت في أمة لعبد الله بن أبي ابن سلول كان يكرهها على رجل من قريش رجاء أن تلد منه، فيفدي ولده، فذلك العرض الذي كان ابن أبي يبتغي.
قوله :﴿ ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ﴾ ( ٣٣ ).
سعيد عن قتادة قال : فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم وليست لهم. وكذلك هي في حرف ابن مسعود.
٢ ـ إضافة من ١٦٩..
٣ ـ في ١٦٩: عندهم..
٤ ـ إضافة من ١٦٩..
٥ ـ نفس الملاحظة..
٦ ـ في ١٦٩: يكره أن يكاتبه..
٧ ـ في ١٦٩: يشاء..
٨ - في ١٦٩: لسيده..
٩ ـ في ١٦٩: ما..
١٠ - في ١٦٩: مملوكة..
١١ - هنا توقفت المقارنة مع ١٦٩ في طرة ع: ذكر المكاتب..
١٢ ـ في ع: فبعث..
﴿ ومثلا من الذين خلوا من قبلكم ﴾ ( ٣٤ ) أخبار الأمم السالفة.
وقال السدي : سنن العذاب في الأمم الخالية.
قال :﴿ وموعظة للمتقين ﴾ ( ٣٤ ).
قال : وهو القرآن.
وحدثني النضر بن معبد عن أبي قلابة عن أبي الدرداء قال : نزل القرآن على ست آيات : آية مبشرة، وآية منذرة، وآية فريضة، وآية قصص وإخبار، وآية تامرك، وآية تنهاك.
﴿ مثل نوره ﴾ ( ٣٥ ) يعني مثل هداه، وهو تفسير السدي.
﴿ كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب ذري ﴾ ( ٣٥ ).
قال قتادة : منير ضخم.
﴿ يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ﴾ ( ٣٥ ).
أما قوله :﴿ مثل نوره ﴾( ٣٥ )
حدثني أشعت عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :﴿ الله نور السماوات والأرض مثل نوره ﴾ لا مثل لنور الله، مثل نور المؤمن كمشكاة.
قال يحيى : يقول مثل نوره الذي أعطى المؤمن في قلبه كمشكاة.
قرة بن خالد عن عطية العوفي عن ابن عمر قال : المشكاة، الكوة في البيت التي ليست بنافذة. وهي بلسان الحبشة. وهي مثل صدر المؤمن.
أشعت عن عاصم الجحدري عن سليمان بن قتة عن ابن عباس قال : المشكاة الروزنة في البيت.
قال يحيى : وهي بالفارسية.
قال ( فيها مصباح ) ( ٣٥ ) وهو النور الذي في قلب المؤمن.
قال :﴿ المصباح في زجاجة ﴾ صافية. والزجاجة قنديل. وهو مثل قلب المؤمن. قلبه صاف.
﴿ الزجاجة كأنها كوكب دري ﴾ ( ٣٥ ).
قال قتادة : منير ضخم.
﴿ يوقد ﴾( ٣٥ ) من قرأها١ بالياء يعني المصباح، ومن قرأها بالتاء : توقد يعني الزجاجة بما فيها. فكذلك قلب المؤمن يتوقد نورا.
﴿ من شجرة مباركة زيتونة ﴾ ( ٣٥ ) وهي مثل المؤمن.
﴿ لا شرقية ولا غربية ﴾ قال بعضهم لا شرقية تصيبها الشمس إذا أشرقت ولا تصيبها إذا غربت، ولا غربية تصيبها الشمس إذا غربت ولا تصيبها إذا أشرقت ليس يغلب عليها الشرق دون الغرب، ولا الغرب دون الشرق، ولكن يصيبها في الشرق والغرب.
وقال قتادة : لا يفيء عليها ظل شرقي ولا غربي. كنا نحدث أنها ضاحية للشمس. وهي أصفى الزيت، وأعذبه، وأطيبه.
وقال بعضهم : لا تصيبها في شرق ولا في غرب. هي في سفح جبل، وهي شديدة الخضرة، وهي مثل المؤمن. لا شرقية، لا نصرانية تصلي إلى الشرق، ولا غربية، ولا يهودية تصلي إلى المغرب، إلى بيت المقدس. الموضع الذي نزل فيه القرآن غربيه بيت المقدس.
﴿ يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ﴾ ( ٣٥ ) يكاد زيت الزجاجة يضيء ولو لم تمسسه نار. وهو مثل قلب المؤمن يكاد أن يعرف الحق من قبل أن يبين له فيما يذهب إليه قلبه من موافقة الحق فيما أمر به وفيما يذهب إليه من كراهية ما نهي عنه. وهو مثل لقوله :﴿ ولو لم تمسسه نار نور على نور ﴾.
قال مجاهد : نور النار على الزيت في المصباح، فكذلك قلب المؤمن، إذا تبين له صار نورا على نور كما صار المصباح حين جعلت فيه النار نورا على نور. فكذلك قلب المؤمن نورا على نور، نور الزجاجة، ونور الزيت، ونور المصباح. ٢
﴿ يهدي الله لنوره ﴾ ( ٣٥ )
قال السدي : يعي لدينه.
وقال في قوله :﴿ ( نور )٣ على نور ﴾ يعني نبيا من نسل نبي.
قال :﴿ من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ﴾( ٣٥ )
٢ - في تفسير مجاهد ٢/٤٣٣ يعني النار على الزيت، ضوءه وجودته، وصفاءه. م في ع : نورا..
٣ ـ في تفسير مجاهد ٢/٤٣٣ يعني النار على الزيت، ضوءه وجودته، وصفاءه. م في ع : نورا..
ابن مجاهد عن أبيه قال : أن تبنى.
﴿ ويذكر فيها اسمه ﴾ ( ٣٦ )
سعيد عن قتادة قال : هي المساجد.
مندل عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال : قال رسول ٥ أ ] الله صلى الله عليه وسلم :/ " من بنى مسجدا ولو مثل مفحص قطاة بني له بيت في الجنة".
ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن علي قال : قال رسول الله :"من بنى مسجدا من ماله بنى الله له بيتا في الجنة"١.
سعيد عن قتادة أن كعبا قال : إن في التوراة ( مكتوب )٢. إن بيوتي في الأرض المساجد فمن توضأ فأحسن الوضوء ثم زارني في بيتي أكرمته، وحق على المزور كرامة الزائر.
قوله :﴿ يسبح له فيها بالغدو والآصال ﴾( ٣٦ ) الغدو صلاة الصبح، والآصال العشي، الظهر والعصر. وقد ذكر في غير هذه الآية المغرب والعشاء وجميع الصلوات الخمس في غير آية.
٢ ـ هكذا في ع..
قال :﴿ عن ذكر الله ﴾( ٣٧ ).
قال السدي : يعني عن الصلوات الخمس.
قال :﴿ وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ﴾ ( ٣٧ ) كانوا إذا سمعوا المؤذن تركوا بيعهم وقاموا إلى الصلاة. وذكر الله في هذا الموضع الأذان والصلاة، والصلوات الخمس. وإيتاء الزكاة، الزكاة المفروضة.
عاصم بن حكيم عن مسلم أبي عبد الله عن إبراهيم قال : قوم لا تلهيهم التجارة عن وقت الصلاة، وهم هؤلاء الذين سمى الله.
إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم أن رسول الله رأى امرأة في المسجد فقال :" يا أيها الناس كفوا عليكم نساءكم فإنما عذبت بنو إسرائيل حين أرسلوا نساءهم إلى المساجد والأسواق".
حماد بن سلمة بن كهيل عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود قال : ما صلت امرأة في مكان خير من قعر بيتها، إلا أن يكون المسجد الحرام ومسجد النبي، إلا أن تخرج في منقليها، قال حماد : المنقلان، الخفان١.
إبراهيم بن محمد عن أسيد بن سليمان الساعدي عن سعيد بن المنذر عن أم حميد الساعدية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وحجرتها خير لها من دارها، ودارها خير لها من مسجد عشيرتها، ومسجد عشيرتها خير لها من مسجدي".
همام عن قتادة أن كعبا قال : صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في صفتها وصلاتها في صفتها أفضل من صلاتها في حجرتها. ثم يتبعه قتادة : وما ستر امرأة فهو خير لها٢.
قال يحيى : وهذا الحرف يقرأ على وجهين :﴿ يسبح له فيها ﴾ في المسجد ﴿ رجال ﴾ قال :﴿ يسبح له فيها بالغدو والآصال( ٣٦ ) رجال ﴾ والحرف الآخر ﴿ يسبح له فيها بالغدو والآصال ﴾ ثم قال :﴿ رجال ﴾ فهم الذين يسبحون له فيها بالغدو والآصال٣.
قوله :﴿ يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ﴾ ( ٣٧ ) قلوب الكفار وأبصارهم.
وتقلب القلوب أن القلوب انتزعت من أماكنها، فغصت به الحناجر، فلا هي ترجع إلى أماكنها ولا هي تخرج، وهو قوله :﴿ إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ﴾٤. وأما تقلب الأبصار، فالرزق بعد الكحل٥، والعمى بعد البصر.
٢ ـ في طرة ع: كراهية صلاة المرأة في المسجد. الصفة من البنيان شبه البهو. لسان العرب، مادة: صفف..
٣ ـ قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: يسبح، وقرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر: يسبح. ابن مجاهد، ٤٥٦. انظر الطبري، ١٨/١٤٥. ١٤٦..
٤ ـ غافر، ١٨..
٥ ـ الكحل في العين إذ تسود مواضع الكحل. لسان العرب، مادة كحل..
﴿ ويزيدهم من فضله ﴾ ( ٣٨ ) فأهل الجنة أبدا في مزيد.
حماد عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله عن كعب قال : وجدت في التوراة : إن بيوتي في الأرض المساجد فمن توضأ في بيته ثم زارني في بيتي أكرمته وحق على المزور أن يكرم الزائر، ووجدت في القرآن :﴿ في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ( ٣٦ ) رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة و إيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار( ٣٧ ) ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ﴾ ( ٣٨ )
قوله :﴿ بغير حساب ﴾ بغير أن يحاسب نفسه، أي لا ينقص ما عند الله كما ينقص ما في أيدي الناس.
وقال السدي :﴿ بغير حساب ﴾ يقول : ليس فيه تباعة فيما يرزق. ويقول : أنا الملك أعطي من شئت بغير حساب أخافه من أحد، ليس فوقي ملك يحاسبني.
وبعضهم يقول : لا أحد يحاسبهم بما أعطاهم الله كقوله :﴿ لهم أجر غير ممنون ﴾١ غير محسوب.
قال مجاهد : وهو القاع القرقرة١.
وقال قتادة : بقيعة من الأرض. ٢ ﴿ يحسبه الظمآن ﴾ ( ٣٩ ) العطشان / [ ٥٤ ب ]
﴿ ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ﴾ ( ٣٩ ) كقوله :﴿ مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد ﴾ ٣.
والعطشان مثل الكافر، والسراب مثل عمله، يحسب أنه يغني عنه شيئا حتى يأتيه الموت، فإذا جاءه الموت لم يجد عمله أغنى عنه شيئا إلا كما ينفع السراب العطشان.
سعيد عن قتادة قال : هذا مثل عمل الكافر، يرى أن له خيرا وأنه قادم على خير حتى إذا كان يوم القيامة لم يجد خيرا قدمه.
قوله :﴿ ووجد الله عنده فوفاه حسابه ﴾ ( ٣٩ ) ثواب عمله.
﴿ والله سريع الحساب ﴾( ٣٩ ).
٢ ـ الطبري، ١٨/١٤٩..
٣ ـ إبراهيم، ١٨..
قال قتادة : أي عميق١ قعير٢. أي غمر.
﴿ يغشاه موج من فوقه موج ﴾ ( ٤٠ ) ثم وصف ذلك الموج فقال :
﴿ من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض ﴾ ( ٤٠ ) ظلمة البحر، وظلمة الموج، وظلمة السحاب، وظلمة الليل.
وقال السدي : يعني به الكافر يقول : قلبه مظلم، في صدر مظلم، في جسد مظلم. قلبه بالشرك. وصدره بالكفر، وجسده بالشك، وهو النفاق.
قال :﴿ إذا أخرج يده لم يكد يراها ﴾ ( ٤٠ ) من شدة الظلمة.
﴿ ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ﴾ ( ٤٠ ) يعني الكافر.
سعيد عن قتادة قاتل : هذا مثل عمل الكافر، في ضلالات متكسع٣ فيها٤.
٢ ـ قعير: بعيد القعر. لسان العرب، مادة: قعر..
٣ ـ في طرة ع: الكسع أن تضرب بيدك على دبر شيء. ويقال كسعهم بالسيف إذا اتبع أدبارهم. انظر لسان العرب: مادة كسع. وفي طرة ع: كذلك متسكع فيها، جاء في غير هذا الموضع، وهو الصواب إن شاء الله والمتسكع المتعسف. ويقال: ما أدري أين سكع. انظر لسان العرب، مادة: سكع..
٤ ـ في الطبري، ١٨/١٥٠: عن معمر عن قتادة. وهو مثل ضربه الله للكافر يعمل في ضلالة وحيرة..
قال قتادة : صافات بأجنحتها. ﴿ كل قد علم صلاته وتسبيحه ﴾ ( ٤١ ).
تفسير ابن مجاهد عن أبيه :﴿ كل قد علم صلاته وتسبيحه ﴾ الصلاة للإنسان يعني المؤمن، ﴿ وتسبيحه ﴾ التسبيح لما سوى ذلك من خلقه١.
﴿ والله عليم بما يفعلون ﴾( ٤١ ).
﴿ فيصيب به من يشاء ﴾ ( ٤٣ ) فيهلك الزرع كقوله :﴿ ريح فيها صر ﴾ ١ برد. وقال بعضهم ريح باردة ﴿ أصابت ﴾ الريح ﴿ حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته ﴾٢.
وما أصاب العباد من مصيبة فبذنوبهم، وما يعفو الله عنه أكثر كقوله :﴿ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ﴾٣.
نصر بن طريف أن رجلا قال لابن عباس : بتنا الليلة نمطر الضفادع. فقال : ابن عباس : صدق، إن في السماء بحارا.
قوله :﴿ ويصرفه عن من يشاء ﴾ ( ٤٣ ) يصرف ذلك البرد عمن يشاء. ﴿ يكاد سنا برقه ﴾ ( ٤٣ ) قال قتادة : أي ضوء برقه٤. ﴿ يذهب بالأبصار ﴾ ( ٤٣ ).
حدثني إبراهيم عن سليمان بن عويمر عن عروة بن الزبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إذا رأى أحدكم البرق أو الودق فلا يشر إليه ولينعت".
وحدثني إبراهيم عن عبد العزيز بن عمر عن مكحول قال : قال رسول الله :"اطلبوا استجابة عند التقاء الجيوش، وإقامة الصلاة، وعند نزول الغيث".
٢ ـ نفس الملاحظة..
٣ ـ الشورى، ٣٠..
٤ ـ في الطبري، ١٨/١٥٤: عن معمر عن قتادة لمعان البرق يذهب الأبصار..
قال :﴿ إن في ذلك لعبرة ﴾ ( ٤٤ ) الآية. وقال السدي : لمعرفة. ﴿ لأولي ﴾ ( ٤٤ ) لذوي. ﴿ الأبصار ﴾ ( ٤٤ ) وهم المؤمنون أبصروا الهدى.
وحدثنا همام عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كل شيء خلق من الماء" أراه يعني الحيوان. نحو قول السدي.
قوله :﴿ فمنهم من يمشي على بطنه ﴾ ( ٤٥ ) الحية. ﴿ ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع ﴾ ( ٤٥ ) أي ومنهم من يمشي على أكثر من ذلك. وإنما قال فمنهم من يمشي على كذا، ومنهم من يمشي على كذا، ومنهم من يمشي على كذا، خلق الله كثير، قال :﴿ ويخلق ما لا تعلمون ﴾١.
قوله :﴿ يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ﴾( ٤٥ )
عاصم بن حكيم وابن مجاهد عن جاهد قال :﴿ مذعنين ﴾، سراعا١.
المبارك بن فضالة عن الحسن قال : كان الرجل يكون له على الرجل الحق على عهد النبي، فإذا قال : انطلق معي إلى النبي، فإن عرف أن الحق له ذهب معه وإن عرف أنه يطلب باطلا أبى أن يأتي النبي، فأنزل الله :﴿ وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون( ٤٨ ) وإن لم يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين( ٤٩ ) ﴾
فقال رسول الله :" من كان بينه وبين آخر خصومة فدعاه إلى حكم من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم".
وحدثني أبو الأشهب عن الحسن قال : قال رسول الله عليه السلام :" من دعي إلى حكم من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم لا حق له".
وفي تفسير عمرو عن الحسن قال : كانوا يدعون إلى وثن كان أهل الجاهلية يتحاكمون إليه.
وقال في قوله :﴿ أفي قلوبكم مرض ﴾ ( ٥٠ ) وهو الشرك في قول الحسن.
وقال قتادة : نفاق.
﴿ أم ارتابوا ﴾ ( ٥٠ ) فشكوا في الله وفي رسوله على الاستفهام، أي قد فعلوا.
﴿ أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ﴾ ( ٥٠ ) والحيف، الجور. أي قد فعلوا ذلك. ﴿ بل أولئك هم الظالمون ﴾ ( ٥٠ ) ظلم النفاق والشرك.
﴿ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ﴾ ( ٥١ ) فهذا قول المؤمنين، وذلك القول الأول قول المنافقين.
فقال رسول الله :" من كان بينه وبين آخر خصومة فدعاه إلى حكم من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم".
وحدثني أبو الأشهب عن الحسن قال : قال رسول الله عليه السلام :" من دعي إلى حكم من حكام المسلمين فلم يجب فهو ظالم لا حق له".
وفي تفسير عمرو عن الحسن قال : كانوا يدعون إلى وثن كان أهل الجاهلية يتحاكمون إليه.
وقال في قوله :﴿ أفي قلوبكم مرض ﴾ ( ٥٠ ) وهو الشرك في قول الحسن.
وقال قتادة : نفاق.
﴿ أم ارتابوا ﴾ ( ٥٠ ) فشكوا في الله وفي رسوله على الاستفهام، أي قد فعلوا.
﴿ أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ﴾ ( ٥٠ ) والحيف، الجور. أي قد فعلوا ذلك. ﴿ بل أولئك هم الظالمون ﴾ ( ٥٠ ) ظلم النفاق والشرك.
﴿ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ﴾ ( ٥١ ) فهذا قول المؤمنين، وذلك القول الأول قول المنافقين.
قال الله :﴿ قل لا تقسموا ﴾ ( ٥٣ ) أي لا تحلفوا. ثم استأنف الكلام فقال :﴿ طاعة معروفة ﴾ ( ٥٣ ) خير. وهذا إضمار. أي خير مما تضمرون من النفاق. ﴿ إن الله خبير بما تعملون ﴾ ( ٥٣ ).
ثم قال :﴿ فإن تولوا ﴾ ( ٥٤ ) يعني فإن أعرضتم عنهما، وهو تفسير السدي، عن الله وعن الرسول. ﴿ فإنما عليه ما حمل ﴾ ( ٥٤ ) أي من البلاغ. ﴿ وعليكم ما حملتم ﴾ ( ٥٤ ) من طاعته. وهذا تفسير الحسن.
وحدثني حماد وشريك عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل الحضرمي قال : قام يزيد بن سلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، أرأيت إذا كان علينا أمراء يأخذوننا بالحق ومنعوناه فكيف نصنع ؟ فأخذ الأشعث بثوبه فأجلسه في حديث حماد، ثم قام فعاد أيضا، فأخذ الأشعث بثوبه فقال : لا أزال أسأله حتى تغيب الشمس أو ( تخبرني )١. فقال رسول الله :" إنما عليكم ما حملتم وعليهم ما حملوا".
قوله :﴿ وإن تطيعوه ﴾ ( ٥٤ ) يعني النبي.
﴿ تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ﴾ ( ٥٤ ) كقوله :﴿ وما جعلناك عليهم حفيظا ﴾٢ تحفظ عليهم أعمالهم حتى تجازيهم بها.
٢ ـ الأنعام، ١٠٧..
﴿ وليمكنن لهم دينهم الذين ارتضى لهم ﴾ ( ٥٥ ) أي سينصرهم بالإسلام حتى ( يظهرهم )١. على الدين كله، فيكونوا الحكام على أهل الأديان.
عبد الرحمن بن يزيد عن سليم بن عامر الكلاعي قال : سمعت المقداد بن الأسود يقول : سمعت رسول الله يقول :" لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو ذل ذليل، إما يعزهم الله فيجعلهم من أهلها وإما يذلهم الله فيدينون لها".
الفرات بن سلمان عن ميمون بن مهران الجزري أن عمر بن عبد العزيز قال : الله أجل وأعظم من أن يتخذ في الأرض خليفة واحدا والله يقول :﴿ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ﴾، ولكني أثقلكم حملا.
قال :﴿ وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ﴾ ( ٥٥ ) كقوله :﴿ واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس ﴾٢ فارس والروم.
﴿ فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات ﴾. قال :﴿ يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد / ذلك فأولئك هم الفاسقون ﴾ ( ٥٥ ) يقول من أقام على ( ٥٥ ب ) كفره بعد هذا الذي أنزلت ﴿ فأولئك هم الفاسقون ﴾ يعني فسق الشرك.
٢ ـ الأنفال، ٢٦..
قال قتادة : سابقين في الأرض.
﴿ ومأواهم النار ولبئس المصير ﴾ ( ٥٧ ) أي لا تحسبنهم يسبقوننا حتى لا نقدر عليهم فنحاسبهم، وحسابهم أن يكون ﴿ ومأواهم النار ولبئس المصير ﴾ المرجع. والمأوى، المنزل.
تفسير مجاهد : لم يحتلموا١.
﴿ ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ﴾ ( ٥٨ ) وهو نصف النهار عند القائلة.
( ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم } ( ٥٨ ) وهي الساعات التي يخلو فيهن الرجل بأهله لحاجته منها.
فأما قوله :﴿ ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ﴾ فهم المملوكون، الرجال والنساء الذين يخدمون الرجل في بيته ومن كان من الأطفال من المملوكين.
﴿ والذين لم يبلغوا الحلم ﴾ قال : الذين لم يبلغوا الحلم منكم، يعني الأطفال الذين يحسنون الوصف إذا رأوا شيئا. وكذلك من كان مثلهم من المملوكين، إلا الصغار الذين لا يحسنون الوصف إذا رأوا شيئا من الأحرار والمملوكين فلا ينبغي لها ولا الكبار. والذين يحسنون الوصف أن يدخلوا هذه الثلاث ساعات إلا بإذن، إلا ألا يكون للرجل إلى أهله حاجة. ولا ينبغي له إذا كانت له إلى أهله حاجة أن يطأ أهله ومعه في البيت من هؤلاء أحد. فلذلك لا يدخلون في هذه الثلاث ساعات إلا بإذن.
قال :﴿ ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ﴾ بعد هذه الثلاث الساعات أن يدخلوا بغير إذن.
﴿ طوافون عليكم ﴾ يدخلون بغير إذن.
﴿ بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم ﴾.
حدثني نصر بن طريف وأشعت عن عبيد الله بن أبي زيد قال : دخلت على ابن عباس فأراني وصيفة له خماسية. وقال نصر : نحو الخماسية أو أصغر. فقال : ما تدخل علي هذه في هذه الثلاث الساعات إلا بإذن.
نصر بن طريف عن يونس عن الحسن قال : إذا كانوا معك في البيت فهو إذنهم.
وحدثنا الحسن بن دينار قال : قال رجل للحسن : إنا قوم تجار نسافر ونشتري ( الجواري )٢ فننزل في الخباء، فيكن جميعا. أفيغشى الرجل هنا جارية من جواريه في الخباء وهن فيه غضب وقال : لا.
٢ ـ في ع: الجوار..
﴿ لا يرجون نكاحا ﴾ ( ٦٠ ) لا يردنه. تفسير مجاهد١.
قال يحيى : قد كبرن عن ذلك.
﴿ فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة ﴾ ( ٦٠ ) غير متزينة ولا متشوفة.
وأما التي قد قعدت من المحيض ولم تبلغ هذا الحد فلا.
والجلباب، الرداء الذي يكون فوق الثياب، وإن كان كساء، أو ( ساجا )٢ أو ما كان من ثوب.
سعيد عن قتادة قال : القواعد من النساء التي لا تحيض ولا تحدث نفسها بالأزواج، رخص لها أن تضع جلبابها.
ابن لهيعة عن يزيد عن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر قال :﴿ فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة ﴾ قال : تضع الجلباب. قال : فلقيت سليمان بن يسار فقال : تضع الخمار إن شاءت.
وقال عكرمة عن ابن عباس : لا ينبغي أن يبدو من المرأة لذوي المحرم إلا السوار والخواتم والقرط. ذكره ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن عكرمة.
قال :﴿ وأن يستعففن ﴾( ٦٠ ) يعني ﴿ التي لا يرجون نكاحا ﴾ عن ترك الجلباب. ﴿ خير لهن والله سميع عليم ﴾ ( ٦٠ ).
٢ ـ الساج: الطيلسان الضخم الغليظ. لسان العرب، مادة: سرج..
يعني من كان به شيء من مرض. تفسير السدي.
وتفسير الكلبي أن أهل المدينة قبل أن يسلموا كانوا يعزلون الأعمى والأعرج والمريض فلا يؤاكلونهم. وكانت الأنصار فيهم تنزه وتكرم. فقالوا أن الأعمى لا يبصر طيب الطعام/ والأعرج لا يستطيع الزحام عند الطعام، والمريض لا يأكل كما يأكل الصحيح، فاعزلوا لهم طعامهم على ناحية. وكانوا يرون أن عليهم في مؤاكلتهم جناحا. وكان الأعمى والأعرج والمريض يقولون : لعلنا نؤذيهم إذا أكلنا معهم، فاعتزلوا مؤاكلتهم. فأنزل الله :﴿ ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ﴾ ليس عليهم في ذلك ولا على الذين تأثموا من أمرهم عليهم في ذلك حرج.
وبعضهم يقول : كان قوم من أصحاب النبي يغزون ويخلفون على منازلهم من يحفظها، فكانوا يتأثمون أن يأكلوا منها شيئا، فرخص لهم أن يأكلوا منها. وقال بعضهم : كانوا يخلفون عليها الأعرج والأعمى والمريض والزمنى الذين لا يخرجون في الغزو، فرخص لهم أن يأكلوا منها. ١
سعيد عن قتادة قال : منعت البيوت زمانا. كان الرجل لا يتضيف أحدا ولا يأكل في بيت غيره تأثما من ذلك.
قال يحيى : بلغني أن ذلك حين نزلت هذه الآية :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ﴾٢.
قال قتادة : فكان أول من رخص الله له الأعمى، والأعرج، والمريض. ثم رخص لعامة المؤمنين فقال :﴿ ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكت مفاتحه ﴾ ( ٦١ ) مما تخبون. ( ٦١ )( هكذا )
( أو صديقكم )( ٦١ ).
قال قتادة : فلو أكلت من بيت صديقك من غير مؤامرته لكان الله قد أحل لك ذلك٣.
قوله :﴿ أو ما ملكت مفاتحه ﴾ ( ٦١ ).
ابن لهيعة عن زيد بن أبي حبيب قال : كان الناس يغزون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخلفون الضمناء على خزائنهم، فكانوا يتحرجون أن يصيبوا منها شيئا، فأحل الله لهم أن يصيبوا منها.
وقال بعضهم : هم المملوكون الذين هم خزنة على بيوت مواليهم.
وقال الحسن :﴿ أو ما ملكت مفاتحه ﴾ خزانته مما كنتم عليه أمناء.
وحدثنا الحسن بن دينار عن الحسن أنه سأله رجل فقال : الرجل يدخل على الرجل، يعني صديقه، فيخرج الرجل من بيته ويرى الآخر الشيء من الطعام في البيت، أيأكل منه ؟ فقال : كل من طعام أخيك.
وقال الحسن بن دينار : كنا في بيت قتادة فأتينا ببسر، فأخذ رجل منا بسرات ثم قال : يا أبا الخطاب، إني قد أخذت من هذا البسر. فقال : هو لك حلال وإن لم تذكره لي لأنك مؤاخيّ.
قال يحيى : لم يذكر الله في هذه الآية بيت الابن، فرأيت أن النبي عليه السلام إنما قال : أنت ومالك لأبيك من هذه الآية، لأنه قال :﴿ ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم ﴾ ولم يقل : أو بيوت أبنائكم، ثم ذكر ما بعد ذلك من القرابة حتى ذكر الصديق ولم يذكر الابن.
قوله :﴿ ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا ﴾( ٦١ ).
سعيد عن قتادة قال : كان بنو كنانة بن خزيمة يرى أحدهم أن محرما عليه أن يأكل وحده في الجاهلية، حتى إن كان الرجل ليسوق الذود٤ والحفل٥ وهو جائع حتى يجد من يؤاكله ويشاربه. وكان الرجل يتخذ الخيال إلى جنبه إذا لم يجد من يؤاكل ويشارب، فأنزل الله هذه الآية ٦.
قوله :﴿ فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم ﴾ ( ٦١ ) يعني على أهل دينكم. تفسير السدي بعضكم على بعض.
﴿ تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون ﴾ ( ٦١ ) لكي تعقلوا.
سعيد عن قتادة قال :( إذ )٧ دخلت فسلم على أهلك فهم أحق من سلمت عليه.
فإذا دخلت بيتا لا أحد فيه فقل : سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنه كان يؤمر بذلك. حدثنا أن الملائكة ترد عليه. وإن دخل على قوم سلم عليهم، وإذا خرج من عندهم سلم، وإن مر بهم أو لقيهم سلم عليهم، وإن كان رجلا واحدا، سلم عليهم، وقوله :﴿ فسلموا على أنفسكم ﴾ على إخوانكم. وإذا دخل الرجل بيته سلم عليهم وإذا دخل المسجد قال : بسم الله سلام على رسول الله صلى الله على محمد وسلم، . اللهم اغفر لي ذنبي وافتح لي باب رحمتك. فإن كان مسجدا كثير الأهل سلم عليهم يسمع نفسه، وإن كانوا قليلا/ أسمعهم التسليم، وإن لم يكن فيه أحد قال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام علينا من ربنا. وإن دخل بيتا غير مسكون مما قال الله :﴿ فيها متاع لكم ﴾٨ وهي الفنادق ينزلها الرجل المسافر ويجعل فيها متاعه، فإذا دخل البيت قال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. السلام علينا من ربنا.
خالد عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والراكب على القاعد، والصغير على الكبير، والقليل على الكثير".
قال يحيى يعني ويسلم راكب الدابة على راكب البعير ويسل الفارس على صاحب الحمار والبغل.
خالد عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله :" إذا سلم رجل على القوم فرد رجل منهم أجزأ عنهم، وإذا كانوا ناسا فسلم رجل منهم على المجلس أجزأ عنهم".
وكان الحسن يقول : كن النساء يسلمن على الرجال ولا يسلم الرجال على النساء. وكان ابن عمر يسلم على النساء.
وحدثني حيوة بن شريح عن زهرة بن معبد أنه سمع محمد بن المنكدر وأبا حازم يسلمان على النساء إذا مرا عليهن.
وحدثني خداش عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : انتهى رسول الله صلى اله عليه وسلم إلينا ونحن غلمان، فسلم علينا.
وحدثنا قرة بن خالد عن الحسن قال : قال رسول الله عليه السلام :"إن السلام اسم من أسماء الله".
وحدثني الخليل بن مرة أن ابن مسعود قال : السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض، فأفشوه بينكم، فإن المرء المسلم إذا مر بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه كانت له عليهم فضيلة درجة بأنه ذكرهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب : الملائكة.
وحدثني الحسن بن دينار عن معاوية بن قرة عن رجل أنه كان يمشي مع أبي هريرة قال : فمررنا بقوم فسلمنا عليهم قال : فلا أدري أشغلهم الحديث أو ما منعهم من أن يردوا السلام. فقال أبو هريرة بيده : سلام ربي والملائكة أحب إلي، سلام ربي والملائكة أحب إلي٩.
وحدثني المبارك والحسن عن الحسن قال : قال رسول الله :" للمسلم على أخيه من المعروف ست خصال يسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، ويجيبه إذا دعاه ويعوده إذا مرض، وينصح له إذا تغيب عنه، ويشهد جنازته إذا مات"١٠.
وحدثني عبد الرحمن بن يزيد عن مكحول قال : بينما رسول الله جالس إذ دخل رجل فقال : السلام عليكم. فقال رسول الله : وعليكم السلام، عشر، أي عشر حسنات. ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله، فقال رسول الله : وعليكم السلام ورحمة الله، عشرون حسنة. ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال رسول الله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثلاثون حسنة. ثم قال : هكذا يتفاضل الناس : من قعد فليسلم، ومن قام فليسلم. قال : ثم قام رجل فلم يسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما أسرع ما نسي هذا".
وحدثني حماد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا لقيتم اليهودي أو النصراني فلا تبدأوه بالسلام. وإذا لقيتموه في طريق فاضطروه إلى أضيقه.
سعيد عن قتادة أن رجلا من اليهودي مر على النبي وهو في نفر من أصحابه فقال : السلام عليكم. فقال رسول الله وعليكم السلام. فجاء جبريل إلى النبي فأخبره أنه قال : السلام عليكم. فقال رسول الله : إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا : وعليك ما قلت.
حماد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول اله صلى الله عليه وسلم :" ما حسدكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام وآمين".
٢ ـ النساء، ٢٩..
٣ ـ في الطبري، ١٨/١٧١: عن معمر عن قتادة، فلو أكلت من بيت صديقك من غير أمره لم يكن بذلك بأس..
٤ ـ الذود: القطيع من الإبل ولا يكون إلا من الإناث. لسان العرب، مادة: ذود..
٥ ـ الحفل: حفل القوم اجتمعوا واحتشدوا. الحفل: الجمع، وحفل اللبن في الضرع حفلا اجتمع..
٦ ـ انظر الرواية عن معمر عن قتادة في الطبري، ١٨/١٧٢..
٧ ـ هكذا في ع: ولعلها إذا، وإن. انظر ابن محكم، ٣/١٩٥..
٨ ـ النور، ٢٩..
٩ ـ في طرة ع: ذكر السلام..
١٠ ــفي طرة ع: حق المسلم على أخيه..
﴿ لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنوك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله ﴾ ( ٦٢ ) أي مخلصين غير منافقين.
﴿ فإذا استأذنوك لبعض شأنهم ﴾ ( ٦٢ ) كما أمر الله عن الغائط والبول.
﴿ فإذن لمن شئت منهم ﴾ ( ٦٢ ) وقد أوجب الله على النبي والإمام بعده أن يأذن ولكن زاد/ الله بذلك إكرام النبي عليه السلام وإعظام منزلته. فإذا كانت لرجل حاجة قام حيال الإمام وأمسك بأنفه وأشار بيده.
قال :﴿ واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم ﴾ ( ٦٢ ).
قال يحيى : وسمعت سعيدا يذكر عن قتادة أنها نسخت الآية في براءة :﴿ عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين ﴾١. وهي عنده في الجهاد، لأن المنافقين كانوا يستأذنونه في المقام عن الغزو بالعلل، فرخص الله للمؤمنين أن يستأذنوا إذا كان لهم عذر.
وقال مجاهد :﴿ وإذا كانوا معه على أمر جامع ﴾ على أمر طاعة، وهو واحد.
تفسير ابن مجاهد عن أبيه قال : أمرهم أن يدعوه يا رسول الله في لين وتواضع ولا يقولوا : يا محمد. ١
وقال قتادة : أمر الله أن يهاب نبيه، وإن يعظم ويسود، وأمروا أن يجيبوه لما دعاهم إليه من الجهاد والدين٢.
قوله :﴿ قد يعلم الذين يتسللون منكم لواذا ﴾ ( ٦٣ ).
سعيد عن قتادة قال : أي عن نبي الله وعن كتابه وذكره.
وقال مجاهد : خلفا يعني التخلف، أي فرارا من الجهاد في سبيل الله. يعني المنافقين يلوذ بعضهم ببعض استتارا من النبي حتى يذهبوا٣.
قال :﴿ فليحذر الذين يخالفون عن أمره ﴾ ( ٦٣ ) عن أمر الله، يعني المنافقين.
﴿ أن تصيبهم فتنة ﴾ ( ٦٣ ) بلية. يقول : فليحذروا أن تصيبهم فتنة، بلية.
﴿ أو يصيبهم عذاب أليم ﴾( ٦٣ ) أي يستخرج الله ما في قلوبهم من النفاق حتى يظهروه شركا فيصيبهم بذلك العذاب الأليم، القتل.
٢ ـ في الطبري، ١٨/١٧٧ عن معمر عن قتادة أمرهم أن يفخموه ويشرفوه..
٣ ـ في تفسير مجاهد، ٢/٤٤٦: خلافا..
﴿ ويوم يرجعون إليه ﴾ ( ٦٤ ) يقول للنبي : ويوم يرجع المنافقون إليه يوم القيامة. ﴿ فينبئهم بما عملوا ﴾ ( ٦٤ ) من النفاق والكفر. ﴿ والله بكل شيء عليم ﴾ ( ٦٤ ).
ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر الجهني قال : رأيت رسول الله وهو يقرأ هذه الآية، خاتمة النور، فجعل إصبعه تحت عينه فقال : بكل شيء بصير١.