ﰡ
﴿ تبارك ﴾ أي زاد خيره ونما بره
تفسير المعاني :
زاد بر الذي بيده الملك المطلق والتصرف التام فيه، وهو على كل شيء قدير.
﴿ ليبلوكم ﴾ أي ليختبركم
تفسير المعاني :
الذي خلق الموت والحياة، أي قدرهما عليكم ليمتحنكم أيكم أحسن عملا وأخلصه لله، وهو العزيز الغفور.
﴿ سبع سماوات طباقا ﴾ أي بعضها فوق بعض على هيئة طبقات. وطباقا مصدر طابقت النعل إذا خصفتها طبقا على طبق وصف به، أو طوبقت طباقا، أو ذات طباق، جمع طبق أو جمع طبقة، كرحبة ورحاب ﴿ تفاوت ﴾ التفاوت هو الاختلاف وعدم التناسب. والتفوت والتفاوت بمعنى واحد. ﴿ فطور ﴾ الفطور الشقوق.
تفسير المعاني :
الذي خلق سبع سماوات مطابقة بعضها فوق بعض، ما ترى في خلق الرحمن من اختلاف وعدم تناسب.
﴿ كرتين ﴾ أي رجعتين أخريين، من كر يكر كرا أي رجع. ﴿ خاسئا ﴾ أي مطرودا، والمراد بعيدا عن إصابة المطلوب، يقال خسأه يخسؤه خسئا طرده وأبعده.
تفسير المعاني :
فارجع البصر، أي فانظر إليه مرة أخرى بعد أن نظرت إليه قبلها مرارا، وأخبرنا هل ترى فيها من شقوق ؟ ثم ارجع البصر رجعتين أخريين في ارتياد خللها، يرجع إليك البصر مطرودا وهو كليل.
﴿ السماء الدنيا ﴾ الدنيا مؤنث الأدنى، والمراد أدنى السماوات إلى الأرض أي أقربها. ﴿ رجوما ﴾ الرجوم جمع رجم وهو ما يرجم به وأصله مصدر. ﴿ وأعتدنا ﴾ أي وهيأنا مشتق من العتاد وهو الأداة. ﴿ السعير ﴾ النار المتأججة. يقال سعرت النار أسعرها فتسعرت.
تفسير المعاني :
ولقد جعلنا لأقرب السماوات إلى الأرض زينة من الكواكب، وجعلناها كذلك قذائف نرجم بها الشياطين كلما قربت من السماء لتتسمع أقوال الملائكة وتذيعها في الأرض، وقد أعتدنا لهم في الآخرة عذاب النار.
وللذين كفروا في الحياة الأخرى عذاب جهنم،
﴿ شهيقا ﴾ الشهيق صوت إدخال النفس إلى الصدر، والزفير صوت إخراجه من الصدر. ﴿ تفور ﴾ أي تغلي.
تفسير المعاني :
إذا رموا فيها سمعوا لها شهيقا وهي في حالة فورانها.
﴿ تميز ﴾ أي تتميز، حذفت إحدى التاءين تخفيفا، ومعناه تتمزق غضبا. ﴿ فوج ﴾ أي جماعة. ﴿ خزنتها ﴾ جمع خازن.
تفسير المعاني :
تكاد تتمزق أجزاؤها من الغيظ " هذا تمثيل لشدة اشتعالها " كلما رُميت فيها جماعة سألهم الموكلون بها قائلين : ألم يأتكم نذير يخوفكم من مثل هذه العاقبة ؟
قالوا : بلى، ولكننا كذبناه وقلنا : ما أنزل الله من شيء إن أنتم معشر مدعي الرسالة إلا في ضلال كبير.
وقالوا : لو كنا نسمع ما يقال بهدوء وترو، أو نعقل الأمور، ما كنا الآن في عداد أصحاب السعير.
﴿ فسحقا ﴾ أي فبعدا. يقال سحق يسحق، وسحق يسحق سحقا : بعد.
تفسير المعاني :
فاعترفوا بذنبهم، فبعدا لأصحاب النار المتأججة.
إن الذين يخشون ربهم بالغيب، أي وهو غائب عنهم لم يروه، لهم مغفرة وأجر كبير.
﴿ وأسروا ﴾ أي واكتموا.
تفسير المعاني :
واكتموا قولكم أو صرحوا به، إنه عليم بالضمائر قبل أن تولد في أخلاد الناس.
ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ؟
﴿ ذلولا ﴾ أي مذللة. يقال مطية ذلول، أي مروضة غير جموح. ﴿ في مناكبها ﴾ أي في جوانبها أو جبالها. مفرده منكب، وهو ناحية كل شيء وجانبه. ﴿ وإليه النشور ﴾ أي المرجع.
تفسير المعاني :
هو الذي جعل لكم الأرض مذللة فامشوا في جوانبها، وكلوا من رزقه، وإليه البعث الأخير لمحاسبتكم.
﴿ تمور ﴾ أي تضطرب.
تفسير المعاني :
أأمنتم من في السماء، أي الملائكة – فإن صرف الله كان على تأويل قضائه ؛ لأنه ليس لله مكان – أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تضطرب.
﴿ حاصبا ﴾ أي عذابا حاصبا، وحاصبا بمعنى راجم بالحصباء وهي الحصى. ﴿ كيف نذير ﴾ أي كيف إنذاري. والنذير لغة بمعنى الإنذار والمنذور معا.
تفسير المعاني :
أو أن يرسل عليكم مطرا من حصباء فيهلككم ؟
﴿ نكير ﴾ أي نكيري بمعنى إنكاري. يقال أنكر عليه فعله عابه.
تفسير المعاني :
ولقد كذب من كان قبلكم، فكيف كان إنكاري عليهم.
﴿ صافات ﴾ أي باسطات أجنحتهن، فإنهن إذا بسطنها صففن قوادمهن. ﴿ ويقبضن ﴾ أي ويضممن أجنحتهن يضربن بهن جنوبهن وقتا بعد وقت، تقويا على التحرك والطيران.
تفسير المعاني :
ألم أفنهم أجمعين ؟ أو لم يروا إلى الطير فوقهم باسطات أجنحتهن، ثم يقبضنا ليتحركن، ما يمسكهن في الجو إلا الله، إنه بكل شيء بصير.
﴿ إن الكافرون ﴾ أي ما الكافرون.
تفسير المعاني :
ألكم جنود ينصرونكم إن حل بكم العذاب ؟
﴿ لجوا ﴾ أي ألحوا وتمادوا. ﴿ في عتو ﴾ أي في استكبار وتجاوز حد. يقال عتا يعتو عتوا وعتيا أي استكبر وجاوز الحد.
تفسير المعاني :
أم لكم رزاق يمدكم إن أمسك الله عنكم رزقه ؟ إن هؤلاء قد تمادوا في عتوهم.
﴿ مكبا ﴾ أي ساقطا على وجهه. ﴿ سويا ﴾ أي وسطا بين الحدين.
تفسير المعاني :
سلهم : الذي يمشي ساقطا على وجهه يتخبط في العواثير أهدى إلى غايته، أم من يمشي معتدلا على طريق قويم ؟
قل : هو الذي خلقكم ووضع فيكم الآذان والأعين والقلوب، لتستخدموها آلات للصلة بهذا الوجود، ولتعتبروا بآياته، ولكنكم قليلو الشكر تكفرون النعم.
﴿ ذرأكم ﴾ أي خلقكم. ﴿ تحشرون ﴾ أي تجمعون. وأصل الحشر جمع الناس وسوقهم للحرب.
تفسير المعاني :
قل : هو الذي خلقكم في الأرض، وإليه تحشرون للحساب يوم القيامة.
ويقولون : متى هذا الوعد " يريدون به الحشر أو العذاب الموعود " إن كنتم صادقين ؟
قل : إنما العلم عند الله، أما أنا فمهمتي أني نذير لكم.
﴿ زلفة ﴾ أي ذا زلفة، أي ذا قرب. يقال زلف يزلف زلفا أي قرب.
﴿ سيئت ﴾ فعل مبني للمجهول، من ساءه الأمر. ﴿ تدّعون ﴾ أي تتطلبون وهو تفتعلون من الدعاء. وقيل تدعون أن لا بعث.
تفسير المعاني :
فلما رأوه " أي فلما رأوا العذاب الموعود " علت وجوه الكافرين الكآبة، وقيل لهم : هذا الذي كنتم تدعون الله بتعجيله لكم.
قل : أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي من المؤمنين، أو رحمنا، فمن يجير الكافرين ويحميهم من عذاب أليم ؟
قل لهم يا محمد : هو الله ربنا الرحمن آمنا به، وعليه توكلنا وإليه فوضنا أمورنا، وسلمناه قيادنا، فستعلمون أنتم من منا في ضلال مبين.
﴿ ماؤكم غورا ﴾ أي ماؤكم غائرا في الأرض، وهو مصدر وصف به. ﴿ بماء معين ﴾ الماء المعين هو الظاهر الجاري على سطح الأرض تراه العين.
تفسير المعاني :
قل لهم : أرأيتم إن أصبح ماؤكم الذي تستقون منه، وتسقون أرضكم وبهائمكم غائرا في الأرض، لا تصل إليه دلاؤكم ولا آلاتكم، فمن يأتيكم بماء يجري سهلا على سطح الأرض، تتناولون منه كيف شئتم ؟