تفسير سورة الكافرون

تفسير ابن أبي حاتم
تفسير سورة سورة الكافرون من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم .
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ
عن أبي عباس رضي الله عنهما أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء، فقالوا : هذا لك يا محمد، وكف عن شتم آلهتنا، ولا تذكر آلهتنا بسوء، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ولك فيها صلاح. قال : ما هي ؟ قالوا : تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة. قال : حتى أنظر ما ياتيني من ربي، فجاء الوحي من عند الله :﴿ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ﴾ الآية
عن سعيد بن مينا مولى أبي البختري قال : لقي الوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل، والأسود بن المطلب، وأمية بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد فلتعبد ما نعبد ونعبد ما تعبد، ولنشترك نحن وأنت في أمرنا كله، فإن كان الذي نحن عليه أصح من الذي أنت عليه، كنت قد أخذت منه حظا، وإن كان الذي أنت عليه أصح من الذي نحن عليه كنا قد أخذنا منه حظا، فأنزل الله :﴿ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ﴾ حتى انقضت السورة.
عن زرارة بن أوفى قال : كانت هذه السورة تسمى المقشقشة.

فَلَمَّا مَاتَ وَلَدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعَاصِي بْنُ وَائِلٍ: بُتِرَ: وَالْأَبْتَرُ الْفَرْدُ «١».
قَوْلُهُ: شَانِئَكَ
١٩٥١٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ: إِنَّ شَانِئَكَ يَقُولُ: عَدُوُّكَ «٢».
١٩٥١٦ - عَنْ عَطَاءٍ قَوْلُهُ: إِنَّ شَانِئَكَ قَالَ: أَبُو جَهْلٍ «٣».
١٩٥١٧ - عَنْ شَهْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ كَانَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ يَقُولُ: إِنَّهُ لا يَبْقَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَدٌ وَهُوَ أَبْتَرُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ «٤».
سُورَةُ الْكافرون
١٠٩ [١٩٥١٨]
عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ رضِيَ اللَّهُ عنهما أن قريشا وعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْ يُعْطُوهُ مَالًا فَيَكُونَ أَغْنَى رَجُلٍ بِمَكَّةَ وَيُزَوِّجُوهُ مَا أَرَادَ مِنَ النِّسَاءِ، فَقَالُوا: هَذَا لَكَ يَا مُحَمَّدُ وَكُفَّ عَنْ شَتْمِ آلِهَتِنَا وَلا تَذْكُرْ آلِهَتَنَا بِسُوءٍ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَإِنَّا نَعْرِضُ عَلَيْكَ خَصْلَةً وَاحِدَةً وَلَكَ فِيهَا صَلاحٌ قَالَ مَا هِيَ؟ قَالُوا تَعْبُدُ آلِهَتَنَا سَنَةً وَنَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً، قَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ ما يأتين مِنْ رَبِّي فَجَاءَ الْوَحْيُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ «٥».
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ الْآيَةَ
١٩٥١٩ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَا مَوْلَى أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: لَقِيَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَالْعَاصِي بْنُ وَائِلٍ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ فَلْتَعْبُدْ مَا نَعْبُدُ وَنَعْبُدُ مَا تَعْبُدُ، وَلْنَشْتَرِكَ نَحْنُ وَأَنْتَ فِي أَمْرِنَا كله فإن كان الذي نحن عَلَيْهِ أَصَحَّ مِنَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، كُنْتُ قَدْ أَخَذْتُ مِنْهُ حَظًّا، وَإِنْ كَانَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ أَصَحَّ مِنَ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ كُنَّا قَدْ أَخَذْنَا مِنْهُ حَظًّا فَأَنْزَلَ اللَّهُ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ حَتَّى انْقَضَتِ السُّورَةُ.
١٩٥٢٠ - عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى قَالَ: كَانَتْ هَذِهِ السُّورَةُ تُسَمَّى الْمُقَشْقِشَةُ.
(١) الدر ٨/ ٦٤٣.
(٢) الدر ٨/ ٦٤٣.
(٣) الدر ٨/ ٦٤٣.
(٤) الدر ٨/ ٦٤٣.
(٥) الدر ٨/ ٦٥٤.
Icon