تفسير سورة سورة النور من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
.
لمؤلفه
ابن الجوزي
.
المتوفي سنة 597 هـ
ﰡ
وفرضناها أي فرضنا فيها فروضا ومن خلف أراد ألزمناكم العمل بما فرض فيها
لا ينكح إلا زانية النكاح ها هنا الجماع والمعنى لا يزني الزاني إلا بزانية أو مشركةوحرم ذلك يعني الزنا
يرمون المحصنات أي بالزنا
تابوا عن القذف وأصلحوا أظهروا التوبة
ولولا فضل الله جوابه محذوف تقديره لنال الكاذب منكم عذاب عظيم
جاءوا بالإفك يعني الكذبولا تحسبوه خطاب لعائشة وصفوان وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعائشة والمعني أنكم تؤجرون فيهوكبرة معظمه والذي تولاه عبد الله بن أبي
بأنفسهم خيرا أي بإخوانهم وأمهاتهم لأن المؤمنين كنفس واحدة
فأولئك عند الله أبي في حكمه
تلقونه أي يلقيه بعضكم إلى بعض وقرأت عائشة تلقونه أي تسرعون بالكذب فيه
أن تشيع الفاحشة أن يفشوا لقذف بهافي الدنيا يعني المجلد والآخرة عذاب الناروالله يعلم أي شر ما خصتم فيه
المحصنات العفائف الغافلات عن الفواحشلعنوا في الدنيا عذبوا بالجلد
تشهد عليهم ألسنتهم أي تقر
دينهم الحق أي حسابهم العدل
الخبيثات أي الكلمات الخبيثات لا يتكلم بها إلا الخبيث من الرجال والنساء والكلمات الطيبات لا يتكلم بها إلا الطيبون من الرجال والنساءأولئك يعني عائشة وصفوان
تستأنسوا أي تستأذنوا
غير مسكونة يعني الخانات والرباطات والبيوت المبنية للسابلة ليؤوا إليها
من أنصارهم من زائدة
ولا يبدين زينتهن وزينتهن على ضربين خفية كالسوارين والقرمطين والدملج والقلادة وظاهرة وهي المشار إليها بقوله إلا ما ظهر منها وهي الثياب والخمر جمع خمار وهو ما تغطى به المرأة رأسهاولا يبدين زينتهن يعني الخفيةأو نسائهن يعني المسلماتأو ما ملكت أيمانهن يعني الإماء دون العبيدأو التابعين الذين يتبعون القوم لإرفاقهم إياهم قال قتادة هو الأحمق الذي لا تشتهيه المرأة ولا يغار عليه الرجل وقيل هو الذي لا يكترث بالنساء إما لكبر أو لهرم أو لصغروالإربة الحاجة إلى النساءيظهروا على عورات النساء أي لم يعرفوهاولا يضربن بأرجلهن أي بإحدى الرجلين على الأخرى ليضرب الخلخال الخلخال
والأيامى الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء
وليستعفف أي ليطلب العفة عن الزناالكتاب المكاتبةفكاتبوهم ندبوالخير المالوآتوهم خطاب للسادة أمروا أن يطوا مكاتبيهم قال أحمد رحمه الله هو ربع الكتابة وهو واجب وكذلك قال الشافعي وقال ليس بمقدر وقال أبو حنيفة ومالك لا يجب الإيتاءوالفتيات الإماء و البغاء الزنا والتحصن التعفف وإما قال إن أردن لأن الإكراه لا يتصور إلا عند إرادة التحصن
ومثلأ من الذين خلوا شبها من حالهم بحالكم
نور السموات أي هادي أهلهامثل نوره أي مثل هداه في قلب المؤمنوالمشكاة الكوة التي لا تنفذ وذكر الزجاج لأن النور فيه أشد والدري المشبه بالدر والدري بكسر الدال الجاري وبفتحها الملتمعتوقد يعني المصباح ومن قرأ يوقد بالياء مع ضم الدال أراد الزجاجة فحذف والمعنى مصباح الزجاجة فحذف المصباح وكذلك من شجرة أي من زيت شجرة وهي الزيتون لا شرقية أي هي في الصحراء لا يوازيها شيء فذلك أجود لزيتهانور على نور أي المصباح نور والزجاجة نور
والسراب ما رأيت من الشمس كالماء نصف النهار والآل ما تراه أول النهار وآخره والقيعة والقاع واحدووجد أي قدم على الله فوفاه حسابه أي جازاه بعمله
واللجي العظيم اللجةفوقه أي من فوق الموج
صافات أي باسطات أجنحتها في الهواءوالصلاة لبني آدم والتسبيح لغيرهم والمعنى قد علم الله ذلك
يزجي يسوقوالزكام أي متراكما بعضه فوق بعضالودق المطر والخلال جمع خللفيها من برد المعنى ينزل من جبال فيها من برد برداوالسنا الضوء
من ماء يعني النطفة
ثم يتولى فريق يعني المنافقين
مذعنين مطيعين
مرض كفرأم ارتابوا شكوا وهذا نزل في منافق كان بينه وبين يهودي خصومة فدعاه اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال المنافق لا بل إلى كعب بن الأشرفوالحيف الميل
إنما كان أي إنما ينبغي أن يكون قول المؤمنين
وأقسموا يعني المنافقينليخرجن من أموالهم وقيل إلى الجهادطاعة المعنى أمثل من قسمكم طاعة معروفة أي صحيحة
وما حمل من التبليغ ما حملتم من الطاعة وهذا منسوخ بآية السيفتطيعوه يعني الرسول عليه السلام
الذين ملكت أيمانكم قال القاضي أبو يعلى الأظهر أن يراد به العبيد الصغار والإماء الصغار لأن العبد البالغ بمنزلة الحر البالغ في تحريم النظر إلى مولاتهومعنى منكم أي من الأحرارطوافون أي هم طوافون عليكم بعضكم على بعض وهم المماليكعلى بعض وهم الأحرار
وإذا بلغ الأطفال منكم أي من الأحرار الحلم فليستاذنوا أي في جميع الأوقات كما استأذن الذين من قبلهم يعني الأحرار الكبار الذين أمروا بالاستئذان على كل حال
والقواعد العجز قعدن عن الحيض والولد أو عن التماس النكاح لكبرهن والمراد بثيابهن الجلباب والرداء والتبرج إظهار المرأة محاسنها وأن يستعففن ولا يضعن تلك الثياب خير لهن
ليس على الأعمى حرج لما نزل قوله تعالى لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل تحرج المسلمون عن مؤاكلة المرضى والزمنى والعرج والعرج والعمي وقالوا الأعمى لا ينظر الطعام الطيب والمريض لا يستوفي الطعام فنزلت الآية والمعنى لا حرج عليكم في مؤاكلتهم ولا أن تأكلوا من بيوتكم وهي بيوتهم التي فيها عيالهم وأزواجهم فيباح للرجل أن يأكل من بيته من مال عياله وزوجته وكذلك بيوت المذكورين في الآية لأن العادة جارية ببذل هذا الطعام لهذا الأكل وأما إن كان من وراء حرز لم يجز أن يهتكهأو ما ملكتم مفاتحه وهو بيت الإنسان الذي يملكهفسلموا على أنفسكم أي على من فيها
على أمر جامع أي على أمر يجتمع عليه نحو الجهاد والعيد والجمعة
ولا تجعلوا دعاء الرسول أمروا أن يقولوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقولوا يا محمد والتسلل الخروج في الخفية واللواذ أن يستتر بشيء مخافة من يراهوفي هاء أمره قولان أحدهما أنها ترجع إلى الله عز وجل والثاني إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعن زائدة والفتنة البلاء