مكية عددها ثلاثون آية.
ﰡ
حدثنا عبدالله بن ثابت، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو صالح، قال: أخبرنى مقاتل بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم، عن عبدالله بن عباس، قال: أيكم أتم للفريضة ﴿ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ﴾ في ملكه في نقمته لمن عصاه.
﴿ ٱلْغَفُورُ ﴾ [آية: ٢] لذنوب المؤمنين.
﴿ وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ﴾ المواعظ ﴿ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ ﴾ [آية: ١٠] يقول الله تعالى: ﴿ فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ ﴾ يعنى بتكذيبهم الرسل ﴿ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ ﴾ [آية: ١١] يعنى الوقود.
ثم قال: ﴿ أَمْ أَمِنتُمْ ﴾ عقوبة ﴿ مِّن فِي ٱلسَّمَآءِ ﴾ يعني الرب عز وجل ﴿ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ﴾ يعني الحجارة من السماء كما فعل بمن كان قبلكم من كفار العرب الخالية قوم لوط وغيره ﴿ فَسَتَعْلَمُونَ ﴾ يا أهل مكة عند نزول العذاب ﴿ كَيْفَ نَذِيرِ ﴾ [آية: ١٧] كيف عذابي.
ثم خوفهم، فقال: ﴿ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ ﴾ يعني حزب ﴿ لَّكُمْ ﴾ يا أهل مكة، يعني فهابوه ﴿ يَنصُرُكُمْ ﴾ يقول: يمنعكم ﴿ مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ﴾ إذا نزل بكم العذاب ﴿ إِنِ ﴾ يعني ما ﴿ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ ﴾ [آية: ٢٠] يقول: في باطل، الذي ليس بشىء، ثم قال يخوفهم ليعبروا: ﴿ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ ﴾ من المطر من الآلهة غيري ﴿ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ ﴾ عنكم فهاتوا المطر يقول الله تعالى: أنا الرزاق، قال: ﴿ بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوٍّ ﴾ يعني تمادوا في الكفر ﴿ وَنُفُورٍ ﴾ [آية: ٢١] يعني تباعد من الإيمان قوله: ﴿ أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ ﴾ يعني الكافر يمشي ضالاً في الكفر أعمى القلب، يعني أبا جهل بن هشام.
﴿ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً ﴾ يعني النبي صلى الله عليه سلم مؤمناً مهتدياً، نقي القلب ﴿ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [آية: ٢٢] يعني طريق الإسلام.
قوله: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً ﴾ يعني النار والعذاب في الآخرة قريباً ﴿ سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ يعني سىء لذلك وجوهم ﴿ وَقِيلَ ﴾ لهم، يعني قالت لهم الخزنة: ﴿ هَـٰذَا ﴾ العذاب ﴿ ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ ﴾ [آية: ٢٧]، يعني تمترون في الدنيا.
ثم قال لأهل مكة: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً ﴾ يعني ماء زمزم وغيره ﴿ غَوْراً ﴾ يعني غار في الأرض، فذهب فلم تقدروا عليه ﴿ فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ ﴾ [آية: ٣٠] يعني ظاهراً تناله الدلاء.