تفسير سورة الضحى

تفسير ابن أبي حاتم
تفسير سورة سورة الضحى من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم .
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ الضُّحَى
٩٣
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى
١٩٣٦٩ - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدَبًا يَقوُلُ: اشْتَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ، فَأَتَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلا قَدْ تَرَكَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى، مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى «١».
١٩٣٧٠ - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ قَالا: ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُنْدَبًا يَقُولُ: رُمِيَ رَسوُلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَجَرٍ فِي أُصْبُعِهِ فَقَالَ: هَلْ أَنْتَ إِلا أُصْبُعٌ دَمِيَتْ، وَلَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيْتُ؟
قَالَ: فَمَكَثَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا لَا يَقُومُ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ: مَا أَرَى شَيْطَانَكَ إِلا قَدْ تَرَكَكَ. فَنَزَلَتْ وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى، مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى السِّيَاقُ لِأَبِي سَعِيدٍ «٢».
١٩٣٧١ - عَنْ مُجَاهِدٍ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى قَالَ: إِذَا اسْتَوَى «٣».
١٩٣٧٢ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى قَالَ: إِذَا أَقْبَلَ فَغَطَّى كُلَّ شَيْءٍ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ
١٩٣٧٣ - عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِذَا سَجَى قَالَ: إِذَا ذَهَبَ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ قَالَ: مَا تَرَكَكَ وَمَا قَلَى قَالَ: مَا أبغضك «٥».
(١) ابن كثير ٨/ ٤٤٦. [.....]
(٢) ابن كثير ٨/ ٤٤٦.
(٣) الدر ٨/ ٥٤١- ٥٤٢
(٤) الدر ٨/ ٥٤١- ٥٤٢
(٥) الدر ٨/ ٥٤١- ٥٤٢
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:قوله تعالى :﴿ والضحى والليل إذا سجى ﴾
حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن الأسود بن قيس قال : سمعت جندبا يقول : اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتت امرأة فقالت : يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله عز وجل ﴿ والضحى والليل إذا سجى، ما ودعك ربك وما قلى ﴾.
حدثنا أبو سعيد الأشج وعمرو بن عبد الله الأودي قالا : حدثنا أبو أسامة، حدثني سفيان، حدثني الأسود بن قيس، أنه سمع جندبا يقول : رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر في أصبعه فقال : هل أنت إلا أصبع دميت، ولفي سبيل الله ما لقيت ؟. قال فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يقوم، فقالت له امرأة : ما أرى شيطانك إلا قد تركك. فنزلت ﴿ والضحى والليل إذا سجى، ما ودعك ربك وما قلى ﴾ السياق لأبي سعيد.


عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ والليل إذا سجى ﴾ قال : إذا استوى.
عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ﴿ والليل إذا سجى ﴾ قال : إذا أقبل فغطى كل شيء.
عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ إذا سجى ﴾ قال : إذا ذهب.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:قوله تعالى :﴿ والضحى والليل إذا سجى ﴾
حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن الأسود بن قيس قال : سمعت جندبا يقول : اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتت امرأة فقالت : يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله عز وجل ﴿ والضحى والليل إذا سجى، ما ودعك ربك وما قلى ﴾.
حدثنا أبو سعيد الأشج وعمرو بن عبد الله الأودي قالا : حدثنا أبو أسامة، حدثني سفيان، حدثني الأسود بن قيس، أنه سمع جندبا يقول : رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر في أصبعه فقال : هل أنت إلا أصبع دميت، ولفي سبيل الله ما لقيت ؟. قال فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يقوم، فقالت له امرأة : ما أرى شيطانك إلا قد تركك. فنزلت ﴿ والضحى والليل إذا سجى، ما ودعك ربك وما قلى ﴾ السياق لأبي سعيد.


عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ ما ودعك ربك ﴾ قال : ما تركك ﴿ وما قلى ﴾ قال : ما أبغضك.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى
١٩٣٧٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى فَأَعْطَاهُ فِي الْجَنَّةِ أَلْفَ قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ تُرَابُهُ الْمِسْكُ، فِي كُلِّ قَصْرٍ مَا يَنْبَغِي لَهُ مِنَ الْأَزْوَاجِ وَالْخَدَمِ «١».
١٩٣٧٥ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى قَالَ: ذَلِكَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ هِيَ الْجَنَّةُ «٢».
١٩٣٧٦ - عَنِ الْحَسَنِ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قوله: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى قَالَ: هِيَ الشَّفَاعَةُ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى
١٩٣٧٧ - مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِيهِ رضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَتَمَثَّلَ مَسْلَمَةُ بِبَيْتٍ مِنْ شِعْرِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: لَوْ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ رَأَى مَا نَحْنُ فِيهِ الْيَوْمَ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ لَعَلِمَ أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ سَيِّدٌ قَدْ جَاءَ بِخَيْرٍ كَثِيرٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
وَيَوْمَئِذٍ قَدْ كَانَ سَيِّدًا كَرِيمًا قَدْ جَاءَ بِخَيْرٍ كَثِيرٍ، فَقَالَ مَسْلَمَةُ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ:
أَمَّا الْيَتَيِمَ فَقَدْ كَانَ يَتِيمًا مِنْ أَبَوَيْهِ، وَأَمَّا الْعَيْلَةُ فَكُلُّ مَا كَانَ بِأَيْدِي الْعَرَبِ إِلَى الْقِلَّةِ «٤».
١٩٣٧٨ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَأَلْتُ رَبِّي مَسْأَلَةً وَوَدَدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ، فَقُلْتُ: قَدْ كَانَتْ قَبْلِيَ الْأَنْبِيَاءُ مِنْهُمْ مَنْ سُخِّرَتْ لَهُ الرِّيحُ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى، فَقَالَ تَعَالَى: يَا مُحَمَّدُ أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيًمَا فَآوَيْتُكَ؟ أَلَمْ أَجَدْكَ ضَالًا فَهَدَيْتُكَ؟ أَلَمْ أَجِدْكَ عَائِلًا فَأَغْنَيْتُكَ؟ أَلَمْ أَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ؟ أَلَمْ أَضَعْ عَنْكَ وِزْرَكَ؟
أَلَمْ أَرْفَعْ لَكَ ذِكْرَكَ؟ قلت: بلى يا رب»
«٥».
(١) الدر ٨/ ٥٤١- ٥٤٢.
(٢) الدر ٨/ ٥٤١- ٥٤٢.
(٣) الدر ٨/ ٥٤١- ٥٤٢.
(٤) الدر ٨/ ٥٤٥- ٥٤٦.
(٥) الدر ٨/ ٥٤٥- ٥٤٦.
قوله تعالى :﴿ ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى ﴾
من طريق موسى بن علي بن رباح عن أبيه رضي الله عنه قال : كنت عند مسلمة بن مخلد وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص، فتمثل مسلمة ببيت من شعر أبي طالب، فقال : لو أن أبا طالب رأى ما نحن فيه اليوم من نعمة الله وكرامته لعلم أن ابن أخيه سيد قد جاء بخير كثير، فقال عبد الله : ويومئذ قد كان سيدا كريما قد جاء بخير كثير، فقال مسلمة : ألم يقل الله ﴿ ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى ﴾ فقال عبد الله : أما اليتيم فقد كان يتيما من أبويه، وأما العيلة فكل ما كان بأيدي العرب إلى القلة.
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سألت ربي مسألة وددت أني لم أكن سألته، فقلت : قد كانت قبلي الأنبياء منهم من سخرت له الريح، ومنهم من كان يحيي الموتى، فقال تعالى : يا محمد ألم أجدك يتيما فآويتك ؟ ألم أجدك ضالا فهديتك ؟ ألم أجدك عائلا فأغنيتك ؟ ألم أشرح لك صدرك ؟ ألم أضع عنك وزرك ؟ ألم أرفع لك ذكرك ؟ قلت : بلى يا رب ".
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ
١٩٣٧٩ - عَنْ مُجَاهِدٍ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ قَالَ: لَا تَحْقِرْهُ، وَذَكَرَ أَنَّ فِي مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ «فَلا تَكْهَرْ» «١».
١٩٣٨٠ - عَنْ مُجَاهِدٍ فَلا تَقْهَرْ قَالَ: فَلا تَظْلِمْ «٢».
١٩٣٨١ - عَنْ قَتَادَةَ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ يَقُولُ: لَا تَظْلِمْهُ «٣».
١٩٣٨٢ - عَنْ قَتَادَةَ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ قَالَ: كُنْ لِلْيَتِيمِ كَأَبٍ رَحِيمٍ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ قَالَ: رُدَّ السَّائِلَ بِرَحْمَةٍ وَلِينٍ «٤».
١٩٣٨٣ - عَنْ سُفْيَانَ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ قَالَ: مَنْ جَاءَ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِ دِينِهِ فَلا تَنْهَرْهُ «٥».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
١٩٣٨٤ - عَنْ مُجَاهِدٍ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قَالَ: بِالْقُرْآنِ «٦».
١٩٣٨٥ - عَنْ مِقْسَمٍ قَالَ: لَقِيتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَصَافَحْتُهُ، فَقَالَ: التَّقَابُلُ مُصَافَحَةُ الْمُؤْمِنِ. قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قَالَ الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ يَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا فَيُخْبِرُ بِهِ أَهْلَ بَيْتِهِ، قُلْتُ: أَيُّ الْأَجَلَيْنِ قَضَى مُوسَى الْأَوَّلِ أَوِ الْآخِرِ؟ قَالَ: الْآخِرَ «٧».
١٩٣٨٦ - عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فِي قَوْلِهِ: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ قَالَ: إِذَا أَصَبْتَ خَيْرًا فَحَدِّثْ إِخْوَانَكَ «٨».
(١) الدر ٨/ ٥٤٥- ٥٤٦.
(٢) الدر ٨/ ٥٤٥- ٥٤٦.
(٣) الدر ٨/ ٥٤٥- ٥٤٦.
(٤) الدر ٨/ ٥٤٥- ٥٤٦.
(٥) الدر ٨/ ٥٤٥. [.....]
(٦) الدر ٨/ ٥٤٥.
(٧) الدر ٨/ ٥٤٥.
(٨) الدر ٨/ ٥٤٥.
عن قتادة ﴿ وأما السائل فلا تنهر ﴾ قال : رد السائل برحمة ولين.
عن سفيان ﴿ وأما السائل فلا تنهر ﴾ قال : من جاء يسألك عن أمر دينه فلا تنهره.
قوله تعالى :﴿ وأما بنعمة ربك فحدث ﴾
عن مجاهد ﴿ وأما بنعمة ربك فحدث ﴾ قال : بالقرآن.
عن مقسم قال : لقيت الحسن بن علي بن أبي طالب، فصافحته، فقال : التقابل مصافحة المؤمن. قلت : أخبرني عن قوله :﴿ وأما بنعمة ربك فحدث ﴾ قال الرجل المؤمن يعمل عملا صالحا فيخبر به أهل بيته، قلت : أي الأجلين قضى موسى الأول أو الآخر ؟ قال : الآخر.
عن الحسن بن علي في قوله :﴿ وأما بنعمة ربك فحدث ﴾ قال : إذا أصبت خيرا فحدث إخوانك.
Icon