تفسير سورة سورة الماعون من كتاب التفسير الشامل
.
لمؤلفه
أمير عبد العزيز
.
المتوفي سنة 2005 هـ
هذه السورة مكية، وآياتها سبع.
ﰡ
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ أرأيت الذي يكذب بالدين ١ فذلك الذي يدعّ اليتيم ٢ ولا يحض على طعام المسكين ٣ فويل للمصلين ٤ الذين هم عن صلاتهم ساهون ٥ الذين هم يراءون ٦ ويمنعون الماعون ﴾.
الاستفهام للتعجيب من حال الذي يكذب بالدين، وهو الجزاء والحساب يوم القيامة. والمعنى : هل عرفت الذي يكذب بالجزاء من هو ؟
﴿ أرأيت الذي يكذب بالدين ١ فذلك الذي يدعّ اليتيم ٢ ولا يحض على طعام المسكين ٣ فويل للمصلين ٤ الذين هم عن صلاتهم ساهون ٥ الذين هم يراءون ٦ ويمنعون الماعون ﴾.
الاستفهام للتعجيب من حال الذي يكذب بالدين، وهو الجزاء والحساب يوم القيامة. والمعنى : هل عرفت الذي يكذب بالجزاء من هو ؟
قوله :﴿ فذلك الذي يدعّ اليتيم ﴾ أي الذي يدفعه دفعا عنيفا بجفوة وغلظة وقهر، أو يرده بقبح وخشونة وظلم.
قوله :﴿ ولا يحض على طعام المسكين ﴾ أي لا يحث غيره على بذل الطعام للمسكين، وذلك لفرط بخله وتكذيبه بيوم الحساب.
ﭶﭷ
ﰃ
قوله :﴿ فويل للمصلين ﴾ أي عذاب لهم وهلاك.
قوله :﴿ الذين هم عن صلاتهم ساهون ﴾ واختلفوا في المراد بذلك. فقد قيل : الذين يؤخرونها عن أوقاتها تهاونا بها. أو لا يصلونها لمواقيتها، ولا يتمون ركوعها ولا سجودها. وقيل : هم المنافقون يتركون الصلاة في السر، ويصلونها في العلن. وليس المراد بالسهو عن الصلاة تركها بالكلية ؛ بل المراد تأخيرها عن وقتها.
قوله :﴿ الذين هم يراءون ﴾ المرائي، الذي يري الناس أنه يصلي طاعة لله، وهو في الحقيقة يصلي تقيّة. أو يصلي ليقال : إنه يصلي. والرياء هو ابتغاء ما في الدنيا بالعبادة طلبا للمنزلة بين الناس. ومن مظاهر الرياء : إظهار الصلاة أو الصدقة أو تحسين الصلاة لكي يراه الناس، فيطروه ويثنوا عليه. أو إظهار الوعظ والتأسف على ما فات من الخير والطاعة.
ﮃﮄ
ﰆ
قوله :﴿ ويمنعون الماعون ﴾ أي يمنعون الناس ما عندهم من منافع. واختلفوا في المراد بالماعون. فقيل : المراد به الزكاة، أي يمنعون زكاة أموالهم فلا يعطونها الفقراء. وقيل : هو القدر، والدلو، والفأس ونحو ذلك مما يتعاوره الناس ويتعاطونه بينهم. وقيل : المراد به العارية. فالناس يستعير بعضهم من بعض أغراضا من متاع البيت، كالفأس والقدر والكأس وغير ذلك من الأواني مما يحتاج إليه المرء، فما ينبغي للمسلم في مثل هذه الحال أن يبخل ببذل ما يبتغيه أخوه من غرض.
ذلك أن المسلمين جميعا إخوة في العقيدة والدين. فهم بذلك متحابون متعاونون ما بينهم، ولا سلطان للشح على قلوبهم ؛ بل يبادرون ببذل الخير أو المتاع لإخوانهم. وإذا لم يكن المسلم على هذه الصفة من أداء الخير للآخرين فما ينبغي له أن يكون في عداد المسلمين الصادقين١.
ذلك أن المسلمين جميعا إخوة في العقيدة والدين. فهم بذلك متحابون متعاونون ما بينهم، ولا سلطان للشح على قلوبهم ؛ بل يبادرون ببذل الخير أو المتاع لإخوانهم. وإذا لم يكن المسلم على هذه الصفة من أداء الخير للآخرين فما ينبغي له أن يكون في عداد المسلمين الصادقين١.
١ الكشاف جـ ٤ ص ٢٨٩ وتفسير الطبري جـ ٣٠ ص ٢٠٦..