أحدهما : مكية، قاله ابن مسعود، والحسن، والجمهور.
والثاني : مدنية، روي عن قتادة.
ذكر سبب نزولها :
اختلفوا على ثلاثة أقوال :
أحدها : أن رهطا من قريش منهم الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن عبد يغوث لقوا العباس بن عبد المطلب، فقالوا : يا أبا الفضل : لو أن ابن أخيك أسلم بعض آلهتنا لصدقناه بما يقول ولآمنا بإلاهه، فأتاه العباس فأخبره، فنزلت هذه السورة، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني : أن عتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا : يا محمد لا ندعك حتى تتبع ديننا، ونتبع دينك، فإن كان أمرنا رشدا كنت قد أخذت بحظك منه، وإن كان أمرك رشدا كنا قد أخذنا بحظنا منه، فنزلت هذه السورة، قاله عبيد بن عمير.
والثالث : أن قريشا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن سرك أن نتبع دينك عاما، وترجع إلى ديننا عاما، فنزلت هذه السورة، قاله وهب. قال مقاتل في آخرين : نزلت هذه السورة في أبي جهل وفي المستهزئين، ولم يبق من الذين نزلت فيهم أحد.
ﰡ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الكافرون (١٠٩) : الآيات ١ الى ٦]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٣) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (٤)وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)
وفيها قولان: أحدهما: أنها مكية، قاله ابن مسعود، والحسن، والجمهور. والثاني: مدنية، روي عن قتادة. ذكر سبب نزولها: اختلفوا على ثلاثة أقوال «١» :
(١٥٧٥) أحدها: أن رهطاً من قريش منهم الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن عبد يغوث لقوا العباس بن عبد المطلب، فقالوا: يا أبا الفضل: لو أن ابن أخيك أسلم بعض آلهتنا لصدقناه بما يقول ولآمنّا بإلهه، فأتاه العباس فأخبره فنزلت هذه السورة، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
(١٥٧٦) والثاني: أن عتبة بن ربيعة، وأميّة بن خَلَف لقيا رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقالا يا محمد: لا ندعك حتى تتبع ديننا، ونتبع دينك، فإن كان أمرنا رشداً كنتَ قد أخذتَ بحظِّك منه، وإن كان أمرك رشداً كنا قد أخذنا بحظنا منه، فنزلت هذه السّورة، قاله عبيد بن عمير.
(١٥٧٧) والثالث: أنّ قريشا قالوا للنبيّ صلّى الله عليه وسلم: إن سَرَّك أن نتبع دينك عاماً، وترجع إلى ديننا عاماً، فنزلت هذه السورة، قاله وهب. قال مقاتل في آخرين: نزلت هذه السورة في أبي جهل وفي المستهزئين، ولم يؤمن من الذين نزلت فيهم أحد. وأما قوله عزّ وجلّ: لا أَعْبُدُ فهو في موضع
عزاه المصنف لعبيد بن عمير، وهو تابعي، فهو مرسل. وأخرجه الطبري ٣٨٢٢٦ عن ابن إسحاق عن سعيد بن مينا به، وهذا مرسل. ويشهد له ما بعده.
مرسل. أخرجه عبد الرزاق ٣٧٢٧ عن وهب بن منبه مرسلا. ويشهد له ما قبله.
__________
(١) قال ابن كثير رحمه الله في «تفسيره» ٤/ ٦٧٥: هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون وهي آمرة بالإخلاص فيه، فقوله: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ يشمل كل كافر على وجه الأرض ولكن المواجهون بهذا الخطاب هم كفار قريش. وقيل إنهم من جهلهم دعوا رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة، ويعبدون معبوده سنة، فأنزل الله هذه السورة، وأمر رسوله صلّى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية.
وفي تكرار الكلام قولان «١» : أحدهما: أنها لتأكيد الأمر، وحسم أطماعهم فيه، قاله الفراء. وقد أنعمنا شرح هذا في سورة الرحمن «٢». والثاني: أن المعنى: لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ في حالي هذه وَلا أَنْتُمْ في حالكم هذه، عابِدُونَ ما أَعْبُدُ. وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ فيما أستقبل، وكذلك أنتم، فنفى عنه وعنهم ذلك في الحال والاستقبال، وهذا في قوم بأعيانهم، أعلمه الله عزّ وجلّ أنهم لا يؤمنون، كما ذكرنا عن مقاتل، فلا يكون حينئذ تكرارا، هذا قول ثعلب، والزّجّاج. وقوله عزّ وجلّ: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ فتح ياء «وليَ» نافع، وحفص، وأبان عن عاصم. وأثبت ياء «ديني» في الحالين يعقوب. وهذا منسوخ عند المفسّرين بآية السيف.
(٢) الرحمن: ١٣.