تفسير سورة لقمان

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة لقمان من كتاب مجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة . المتوفي سنة 210 هـ

﴿ آلم ﴾ ساكن لأنهجرى مجرى فواتح سائر السور اللواتي مجازهن مجاز حروف التهجي ومجاز موضعه في المعنى كمجاز ابتداء فواتح سائر السور.
ومجاز :} تلك آيات الكتاب } أي هذه الآيات من القرآن.
﴿ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ ﴾ مجازه : وجعل فيها رواسي أي جبالاً قد رست أي ثبتت.
﴿ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ ﴾ أي أن تحرك بكم يميناً وشمالاً.
﴿ وَبَثَّ فيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ﴾ أي فرق في الأرض من الدواب وكل ما أكل وشرب فهو دابة.
﴿ ماذَا خَلَقَ الذَّيِنَ مِنْ دُونهِ ﴾ أي الذين جعلتم معه تبارك وتعالى عن ذلك.
﴿ حَمَلتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ ﴾ مجازه : ضعفاً إلى ضعفها وفي آية أخرى ﴿ وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى ﴾.
وقال زهير :
فلن يقولوا بحَبل واهنٍ خَلَقِ لو كان قومُك في أمثاله هَلَكوا
﴿ وَفِصَالُه ﴾ أي فطامه.
﴿ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾ أي طريق من رجع وتاب إلى الله وهذا مما وصى الله به
ثم رجع الخبر إلى لقمان فقال ﴿ يا بُنَيَّ إِنَّها إنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبِةَّ مَنْ خَرْدَلٍ ﴾ أي زنة حبة.
﴿ وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ﴾ مجازه : ولا تقلب وجهك ولا تعرض بوجهك في ناحية من الكبر ومنه الصعر الذي يأخذ الإبل في رؤوسها حتى يلفت أعناقها عن رؤوسها قال عمرو بن حنة التغلبي :
وكنا إذا الجبارُ صعَّر خدَّه أَقمنا له مِن مَيْله فتَقَوَّما
والصعر داء يأخذ البعير في عنقه أو رأسه فيشبه به الرجل الذي يتكبر على الناس.
﴿ وَلاَ تَمْشِ في الْأَرْضِ مَرْحاً ﴾ أي لا تمرح في مشيك من الكبر
﴿ إنَّ أَنْكَرَ الأْصواتِ ﴾ أي أشد الأصوات.
﴿ وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالبْحَرْ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كِلماتُ اللهِ ﴾ مجاز البحر هاهنا الماء العذب يقال : ركبنا هذا البحر وكنا في ناحية هذا البحر أي في الريف لأن الملح في البحر لا ينبت القلام ؛ يمده من بعده أي من خلفه أي يسيل فيه سبعة أبحر. ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير، سبيله : فكتب كتاب الله بهذه الأقلام وبهذه البحور ما نفد كتاب الله.
﴿ مَا خَلَقَكُمْ وَلاَ بَعَثَكُمْ إلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ مجازه مجاز قولك إلا كخلق نفس واحدة وإلا كبعث نفسٍ واحدة أي كإحياء نفس لأنه إذا قدر على ذلك من بعض يقدر على بعث أكثر من ذلك إنما يقول لها : كوني فتكون وإذا قدر على أن يخلق نفساً يقدر على خلق أكثر من ذلك.
﴿ وَأَنَّ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ ﴾ أي تجعلون معه قال :
ألا ربّ من تدعو صديقاً وغيبه لك الدهر قُدْماً غير مُنْشَرِح الصِدر
﴿ وَإذَا غَشِيَهُمِ مَّوْجٌ كالظلَلِ ﴾ واحدتها ظلة ومجازه : من شدة سواد كثرة الماء ومعظمه.
قال النابغة الجعدي وهو يصف البحر :
يماشيهنَّ أخضرُ ذو ظلالٍ على حافاته فِلَقُ الدِّنانِ
ويروى } يعارضهن }.
﴿ كُلٌّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ﴾ الَخْتَر أقبح الغدر قال الأعشى :
بالأبْلقِ الفَردِ من تَيماءَ منزِلُه حِصنٌ حصين وجارٌ غيرُ خَتَّارِ
وقال عمرو بن معد يكرب :
وإنكَ لو رأيتَ أبا عُمَير ملأتَ يديكَ مِن غَدْر وخَتْرِ
﴿ لاَ يَجْزِيَ وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ ﴾ قوم يقولون : جزيت عنك كأنه من الجزاء وهو من أغنيت وقوم يقولون لا يجزئ عنك، يجعلونه من أجزأت عنك يهمزونه ويدخلون في أوله ألفا.
﴿ وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللِه الغَرُورُ ﴾ مجازه أن كل من غرك من أمر الله أو من غير ذلك فهو غرور شيطاناً كان أو غيره، تقديره فعول من غررت تغر.
﴿ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ﴾ يقال : بأي أرض كنت وبأيت أرض كنت لغتان.
Icon