تفسير سورة سورة قريش من كتاب مدارك التنزيل وحقائق التأويل
المعروف بـتفسير النسفي
.
لمؤلفه
أبو البركات النسفي
.
المتوفي سنة 710 هـ
مكية، وهي أربع آيات.
ﰡ
ﭑﭒ
ﰀ
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١)
﴿لإيلاف قريش﴾ متعلق بقوله فلعبدوا أموهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلتين ودخلت الفاء لما في الكلام من معنى الشرط أي إن نعم الله عليهم لا تحصى فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لهذه الواحدة التي هي نعمة ظاهرة أو بما قبله أى فجعلهم كعصف مأكول لا يلاف قُرَيْشٍ يعني أن ذلك الإتلاف لهذا الإيلاف وهذا كالتضمين في الشعر وهو أن يتعلق معنى البيت بالذى قبله تعلقا لا يضح إلا به وهما في مصحف أبيّ سورة واحدة بلا فصل ويروى عن الكسائي ترك التسمية بينهما والمعنى أنه أهلك الحبشة الذين قصدوهم ليتسامع الناس بذلك فيحرموهم قضل احترام حتى ينتظم لهم الأمن في رحلتيهم فلا يجترئ أحد عليهم وقيل المعنى أعجبوا لا يلاف قريش لالاف قريش شامى أى المؤلفة قريش وقيل يقال ألفته ألفاً وإلافاً وقريش ولد النضر بن كنانة سموه بتصغير القرش وهو دابة عظيمة في البحر تعبث بالسفن ولا تطلق إلا بالنار والتصغير للتعظيم فسموه بذلك لشدتهم ومنعتهم تشبيهاً بها وقيل
﴿لإيلاف قريش﴾ متعلق بقوله فلعبدوا أموهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلتين ودخلت الفاء لما في الكلام من معنى الشرط أي إن نعم الله عليهم لا تحصى فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لهذه الواحدة التي هي نعمة ظاهرة أو بما قبله أى فجعلهم كعصف مأكول لا يلاف قُرَيْشٍ يعني أن ذلك الإتلاف لهذا الإيلاف وهذا كالتضمين في الشعر وهو أن يتعلق معنى البيت بالذى قبله تعلقا لا يضح إلا به وهما في مصحف أبيّ سورة واحدة بلا فصل ويروى عن الكسائي ترك التسمية بينهما والمعنى أنه أهلك الحبشة الذين قصدوهم ليتسامع الناس بذلك فيحرموهم قضل احترام حتى ينتظم لهم الأمن في رحلتيهم فلا يجترئ أحد عليهم وقيل المعنى أعجبوا لا يلاف قريش لالاف قريش شامى أى المؤلفة قريش وقيل يقال ألفته ألفاً وإلافاً وقريش ولد النضر بن كنانة سموه بتصغير القرش وهو دابة عظيمة في البحر تعبث بالسفن ولا تطلق إلا بالنار والتصغير للتعظيم فسموه بذلك لشدتهم ومنعتهم تشبيهاً بها وقيل
682
من القرش وهو الجمع والكسب لأنهم كانوا كسابين بتجاراتهم وضربهم فى البلاد
683
إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (٢)
﴿إيلافهم رِحْلَةَ الشتاء والصيف﴾ أطلق الإيلاف ثم أبدل عنه المقيد بالرحلتين تفخيماً لأمر الإيلاف وتذكيرا لعظيم النعمة فيه ونصب الرحلة بايلافهم مفعولاً به وأراد رحلتي الشتاء والصيف فأفرد لا من الإلباس وكانت لقريش رحلتان يرحلون في الشتاء إلى اليمن وفى الصيف إلى الشام فيتمارون ويتجرون وكانوا في رحلتيهم آمنين لأنهم أهل حرم الله فلا يتعرض لهم وغيرهم يغار عليهم
﴿إيلافهم رِحْلَةَ الشتاء والصيف﴾ أطلق الإيلاف ثم أبدل عنه المقيد بالرحلتين تفخيماً لأمر الإيلاف وتذكيرا لعظيم النعمة فيه ونصب الرحلة بايلافهم مفعولاً به وأراد رحلتي الشتاء والصيف فأفرد لا من الإلباس وكانت لقريش رحلتان يرحلون في الشتاء إلى اليمن وفى الصيف إلى الشام فيتمارون ويتجرون وكانوا في رحلتيهم آمنين لأنهم أهل حرم الله فلا يتعرض لهم وغيرهم يغار عليهم
فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤)
﴿فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هذا البيت الذى أَطْعَمَهُم مّن جوع وآمنهم من خوف﴾ والتنكير فى جوع وخوف لشدتهما يعني أطعمهم بالرحلتين من جوع شديد كانوا فيه قبلهما وآمنهم من خوف عظيم وهو خوف أصحاب الفيل أو خوف التخطف في بلدهم ومسايرهم وقيل كانوا قد أصابتهم شدة حتى أكلوا الجيف والعظام المحرقة آمنهم من خوف الجذام فلا يصيبهم ببلدهم وقيل ذلك كله بدعاء إبراهيم عليه السلام.
﴿فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هذا البيت الذى أَطْعَمَهُم مّن جوع وآمنهم من خوف﴾ والتنكير فى جوع وخوف لشدتهما يعني أطعمهم بالرحلتين من جوع شديد كانوا فيه قبلهما وآمنهم من خوف عظيم وهو خوف أصحاب الفيل أو خوف التخطف في بلدهم ومسايرهم وقيل كانوا قد أصابتهم شدة حتى أكلوا الجيف والعظام المحرقة آمنهم من خوف الجذام فلا يصيبهم ببلدهم وقيل ذلك كله بدعاء إبراهيم عليه السلام.
683
سورة الماعون
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿أرأيت الذي يكذب بالدين﴾
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿أرأيت الذي يكذب بالدين﴾
684