ﰡ
﴿حم تنزيل من الرحمن الرحيم﴾
سورة فصلت مكية وهى ثلاث وخمسون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿حم﴾ إن جعلته اسماً للسورة كان مبتدأ ﴿تَنزِيلٌ﴾ خبره وإن جعلته تعديداً للحروف كان تنزيل خبرا لمبتدا محذوف وكتاب بدل من تَنزِيل أو خبر بعد خبر أو خبر مبتدأ محذوف أو تنزيل مبتدأ ﴿مِّنَ الرحمن الرحيم﴾ صفته﴿كتاب﴾ خبره ﴿فصلت آياته﴾ ميزت وجعلت تفاصيل في معانٍ مختلفة من احكام وأمثال ومواعظ وعد ووعيد وغير ذلك ﴿قرآنا عَرَبِيّاً﴾ نصب على الاختصاص والمدح أي أريد بهذا الكتاب المفصل قرآناً من صفته كيت وكيت أو على الحال أي فصلت آياته في حال كونه قرآناً عربياً ﴿لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ أي لقوم عرب يعلمون ما نزل عليهم من الآيات المفصلة المبينة بلسانهم العربى ولقوم يتعلق بتنزيل او بفصلت أي تنزيل من الله لأجلهم أو فصلت آياته لهم والاظهر أن يكون صفة مثل ما قبله وما بعده أي قرآناً عربياً كائناً لقوم عرب
﴿بشيرا ونذيرا﴾ صفتان لقرانا ﴿فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ﴾ أي
﴿وقالوا قلوبنا في أكنة﴾ اغطية جمع كيان وهو الغطاء ﴿مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ﴾ من التوحيد ﴿وفي آذاننا وَقْرٌ﴾ ثقل يمنع من استماع قولك ﴿وَمِن بيننا وبينك حجاب﴾ ستر وهذه تمثيلات ليو قلوبهم عن تقبل الحق واعتقاده كأنها في غلف وأغطية تمنع من نفوذه فيها ومج اسماعهم له كان بها صمماً عنه ولتباعد المذهبين والدينين كأن بينهم وماهم عليه وبين رسول الله ﷺ وما هو عليه حجاباً ساتراً وحاجزاً منيعاً من جبل أو نحوه فلا تلاقي ولا ترائي ﴿فاعمل﴾ على دينك ﴿إِنَّنَا عاملون﴾ على ديننا أو فاعمل في إبطال أمرنا إننا عاملون في إبطال أمرك وفائدة زيادة من ان الحجاب ابتدأ
فصلت (١٠ - ٦)
منا وابتدا منك فالمسألة المتوسطة لجهتنا وجهتك مستوعبة بالحجاب لا فراغ فيها ولو قيل بيننا وبينك حجاب لكان المعنى أن حجاباً حاصل وسط الجهتين
﴿قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يوحى إِلَىَّ أَنَّمَا إلهكم إله وَاحِدٌ﴾ هذا جواب لقولهم قُلُوبُنَا فِى أَكِنَّةٍ ووجهه أنه قال لهم إني لست بملك وإنما أنا بشر مثلكم وقد أوحي إلي دونكم فصحت نبوتي بالوحي إليّ وأنا بشر وإذا صحت نبوتي وجب عليكم اتباعي وفيما يوحى إليّ أن إلهكم إله واحد ﴿فاستقيموا إِلَيْهِ﴾ فاستووا إليه بالتوحيد وإخلاص العبادة غير ذاهبين يميناً ولا شمالاً ولا ملتفتين إلى ما يسول لكم الشيطان من اتخاذ الأولياء والشفعاء ﴿واستغفروه﴾ من الشرك ﴿وويل للمشركين﴾
﴿الذين لا يؤتون الزكاة﴾ لا يؤمنون بوجوب الزكاة ولا يعطونها اولا يفعلون ما يكونون به أزكياء وهو الإيمان ﴿وَهُم بالآخرة﴾ بالبعث
﴿إن الذين آمنوا وَعَمِلُواْ الصالحات لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ مقطوع قيل نزلت في المرضى والزمنى والهرمى إذا عجزوا عن الطاعة كتب لهم الأجر كأصح ما كانوا يعملون
﴿قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالذى خَلَقَ الأرض فِى يَوْمَيْنِ﴾ الأحد والاثنين تعليماً للأناة ولو أراد أن يخلقها في لحظة لفعل ﴿وَتَجْعَلُونَ لَهُ أندادا﴾ شركاء واشتباها ﴿ذلك﴾ الذي خلق ما سبق ﴿رَبُّ العالمين﴾ خالق جميع الموجودات وسيدها ومربيها
﴿وَجَعَلَ فِيهَا﴾ في الأرض ﴿رَوَاسِىَ﴾ جبالاً ثوابت ﴿مِّن فَوْقِهَا﴾ إنما اختار إرساءها فوق الأرض لتكون منافع الجبال ظاهرة لطالبيها وليبصر أن الأرض والجبال أثقال على أثقال كلها مفتقرة الى ممسك وهو الله عز وجل ﴿وبارك﴾ بالماء والزرع والشجر ولاثمر ﴿فيها﴾ في الارض وقيل بارك فيها وأكثر خيرها ﴿وَقَدَّرَ فِيهَآ أقواتها﴾ أرزاق أهلها ومعايشهم وما يصلحهم وقرأ ابن مسعود رضى الله عنه وقسم فيها اقوالتها ﴿فِى أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ﴾ في تتمة أربعة أيام يريد بالتتمة اليومين تقول سرت من البصرة
فصلت (١٢ - ١١)
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سموات فِى يَوْمَيْنِ فيكون خلاف قوله في ستة ايام في موضع آخر وفي الحديث إن الله تعالى خلق الأرض يوم الأحد والإثنين وخلق لاجبال يوم الثلاثاء وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والعمران والخراب فتلك أربعة أيام وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة وخلق آدم عليه السلام في آخر ساعة من يوم الجمعة قيل هي الساعة التي تقوم فيها القيامة ﴿سَوَآءٍ﴾ يعقوب صفة للأيام أي في أربعة أيام مستويات تامات سَوَآء بالرفع يزيد أي هي سواء غيرهما سَوَآء على المصدر أي استوت سواء أي استواء أو على الحال ﴿للسائلين﴾ متعلق بقدر اى قدر فيها الافوات لأجل الطالبين لها والمحتاجين إليها لأن كلاً يطلب القوت ويسأله أو بمحذوف كأنه قيل هذا الحصر لأجل من سأل في كم خلقت الأرض وما فيها
﴿ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لَهَا وَلِلأَرْضِ ائتيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَآئِعِينَ﴾ هو مجاز عن إيجاد الله تعالى السماء على ما أراد تقول العرب فعل فلان كذا ثم استوى إلى عمل كذا يريدون أنه أكمل الأول وابتدأ الثاني ويفهم منه أن خلق السماء كان بعد خلق الارض وبه قال ابن عباس رضى الله عنهما وعنه أنه قال أول ما خلق الله تعالى جوهرة طولها وعرضها مسيرة ألف سنة في مسيرة عشرة آلاف سنة فنظر إليها بالهيبة فذابت واضطربت ثم ثار منها دخان بتسليط النار عليها فارتفع واجتمع زبد فقام فوق الماء فجعل الزبد أرضاً والدخان سماء
﴿فقضاهن﴾ فاحكم خلقهن قال
وعليهما مسوردتان قضاهما والضمير يرجع إلى السماء لأن السماء للجنس ويجوز أن يكون ضميراً مبهماً مفسراً بقوله ﴿سبع سماوات﴾ والفرق بين النصيين في سبع سموات ان لاول على الحال والثاني على التمييز ﴿فِى يَوْمَيْنِ﴾ في يوم الخميس والجمعة ﴿وأوحى فِى كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا﴾ ما أمر به فيها ودبره
فصلت (١٥ - ١٢)
من خلق الملائكة والنيران وغير ذلك ﴿وَزَيَّنَّآ السمآء الدنيا﴾ القريبة من الأرض ﴿بمصابيح﴾ بكواكب ﴿وَحِفْظاً﴾ وحفظناها من المسترقة بالكواكب حفظاً ﴿ذلك تَقْدِيرُ العزيز﴾ الغالب غير المغلوب ﴿العليم﴾ بمواقع الامور
﴿فَإِنْ أَعْرَضُواْ﴾ عن الإيمان بعد هذا البيان ﴿فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ﴾ خوفتكم ﴿صاعقة﴾ عذاباً شديد الوقع كأنه صاعقة وأصلها رعد معه نار ﴿مِّثْلَ صاعقة عَادٍ وَثَمُودَ﴾
﴿إِذْ جَآءَتْهُمُ الرسل مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ﴾ أي أتوهم من كل جانب وعملوا فيهم كل حيلة فلم يروا منهم إلا الإعراض وعن الحسن أنذروهم من وقائع الله فيمن قبلهم من الأمم وعذاب الآخرة ﴿أَن﴾ بمعنى أي أو مخففة من الثقيلة أصله بانه ﴿ألا تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله قَالُواْ﴾ أي القوم ﴿لَوْ شَآءَ رَبُّنَا﴾ إرسال الرسل فمفعول شَاء محذوف ﴿لأَنزَلَ ملائكة فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافرون﴾ عناه فاذاانتم بشر ولستم بملائكة فإنا لا نؤمن بكم وبما جئتم به وقوله أُرْسِلْتُمْ بِهِ ليس باقرار بالارسال وانماهو على كلام الرسل وفيه تهكم كما قال فرعون إِنَّ رَسُولَكُمُ الذى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ وقولهم فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافرون خطاب منهم لهود وصالح ولسائر الأنبياء الذين دعوا إلى الإيمان بهم رُوي أن قريشاً بعثوا عقبة بن ربيعة وكان أحسنهم حديثاً ليكلم رسول الله ﷺ وينظر ما يريد فأتاه وهو في الحطيم فلم يسأل شيئاً إلا أجابه ثم قرأ عليه السلام السورة إلى قوله مّثْلَ صاعقة عاد وثمود فاشده بالرحم وارسلك على فيه ووثب مخافة أن يصب عليهم العذاب فأخبرهم به وقال لقد عرفت السحر والشعر فوالله ما هو بساحر ولا بشاعر فقالوا لقد صبأت أما فهمت منه كلمة فقال لا ولم أهتد إلى جوابه فقال عثمان بن مظعون ذلك والله لتعلموا أنه من رب العالمين ثم بين ما ذكر من صاعقة عاد وثمود فقال
﴿فَأَمَّا عَادٌ فاستكبروا فِى الأرض بِغَيْرِ الحق﴾ أي تعظموا فيها على أهلها
فصلت (١٩ - ١٦)
الوديعة
﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً﴾ عاصفة تصرصر أي تصوت في هبوبها من الصرير أو باردة تحرق بشدة بردها تكرير لبناء الصر وهو البردقيل انها الدبور ﴿في أيام نحسات﴾ مشئومات عليهم نَّحِسَاتٍ مكي وبصري ونافع ونُحِس نحساً نقيض سعد سعداً وهو نحس وأما نحس فإما مخفف نحس أو صفة على فعل أو وصف بمصدر وكانت من الأربعاء في آخر شوال إلى الأربعاء وما عذب قوم إلا في الأربعاء ﴿لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الخزى فِى الحياة الدنيا﴾ أضاف العذاب إلى الخزي وهو الذل على انه وصف العذاب كأنه قال عذاب خزي كما تقول فعل السوء تريد الفعل السيء ويدل عليه قوله ﴿وَلَعَذَابُ الآخرة أخزى﴾ وهو من الإسناد المجازي ووصف العذاب بالخزي أبلغ من وصفهم به فشتان ما بين قوليك هو شاعر وله شعر شاعر ﴿وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ﴾ من الأصنام التي عبدوها على رجاء النصر لهم
﴿وأما ثمود﴾ بالرفع على الابتداءوهو الفصيح لوقوعه بعد حرف الابتداء والخبر ﴿فهديناهم﴾ وبالنصب المفضّل بإضمار فعل يفسره فهديناهم أي بينا لهم الرشد ﴿فاستحبوا العمى عَلَى الهدى﴾ فاختاروا الكفر على الإيمان ﴿فَأَخَذَتْهُمْ صاعقة العذاب﴾ داهية العذاب ﴿الهون﴾ الهوان وصف
﴿ونجينا الذين آمنوا﴾ أي اختاروا الهدى على العمى من تلك الصاعقة ﴿وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ اختيار العمى على الهدى
﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ الله إِلَى النار﴾ أي الكفار من الأولين والآخرين نَحْشُرُ أَعْدَاءَ نافع ويعقوب ﴿فهم يوزعون﴾ بحبس أولهم على آخرهم أي يستوقف سوابقهم حتى يلحق بهم تواليهم
فصلت (٢٥ - ٢٠)
وهي عبارة عن كثرة أهل النار وأصله من وزعته أي كففته
﴿حتى إذا ما جاؤوها﴾ صاروا بحضرتها وما مزبدة للتأكيد ومعنى التأكيد أن وقت مجيئهم النار لا محالة أن يكون وقت الشهادة عليهم ولا وجه لأن يخلو منها ﴿شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وأبصارهم وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ شهادة الجلود بملامسة الحرام وقيل هى كناية عن الفروج
﴿وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا﴾ لما تعاظمهم من شهادتها عليهم
﴿وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلآ أبصاركم وَلاَ جُلُودُكُمْ﴾ أي أنكم كنتم تستترون بالحيطان والحجب عند ارتكاب الفواحش وما كان استناركم ذلك خيفة أن يشهد عليكم جوارحكم لأنكم كنتم غير عالمين بشهادتها عليكم بل كنتم جاحدين بالبعث والجزاء أصلاً ﴿ولكن ظَنَنتُمْ أَنَّ الله لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ﴾ ولكنكم إنما استترتم لظنكم أن الله لا يعلم كثيراً مما كنتم تعملون وهو الخفيات من اعمالكم
﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الذى ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ﴾ وذلك الظن هو الذى اهلككم وذلكم مبتدأ وظنكم والذى ظننتم بربكم صفته وارداكم خبر ثانٍ أو ظَنُّكُمُ بدل من ذلكم وارداكم الخبر ﴿فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ الخاسرين﴾
﴿فَإِن يَصْبِرُواْ فالنار مَثْوًى لَّهُمْ﴾ أي فإن يصبروا لم ينفعهم الصبر ولم ينفكوا به من الثواء في النار ﴿لهم وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ المعتبين﴾ وإن يطلبوا الرضا فما هم من المرضيّين أو إن يسألوا العتبى وهي الرجوع لهم إلى ما يحبون جزعاً مما هم فيه لم يعتبوا لم يعطوا العتبى ولم يجابوا إليها
﴿وَقَيَّضْنَا لَهُمْ﴾ أي قدرنا لمشركي مكة يقال هذان ثوبان قيضان أي مثلان والمقايضة المعاوضة وقيل سلطنا عليهم ﴿قرناء﴾ اخذانا من الشياطين جمع قرين كقوله وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ له
فصلت (٣٠ - ٢٦)
حساب ﴿وَحَقَّ عَلَيْهِمُ القول﴾ كلمة العذاب ﴿فِى أمم﴾ في جملة ام ومحله النصب على الحال من الضمير في عَلَيْهِمْ أي حق عليهم القول كائنين في جملة أمم ﴿قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ﴾ قبل أهل مكة ﴿مِّنَ الجن والإنس إِنَّهُمْ كَانُواْ خاسرين﴾ هو تعليل لاستحقاقهم العذاب والضمير لهم وللامم
﴿وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن﴾ إذًّا قريء ﴿والغوا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ وعارضوه بكلام غير مفهوم حتى تشوشوا عليه وتغلبوا على قراءته واللغو الساقط من الكلام الذي لا طائل تحته
﴿فَلَنُذِيقَنَّ الذين كَفَرُواْ عَذَاباً شَدِيداً﴾ يجوز أن يريد بالذين كفروا هؤلاء اللاغين والآمرين لهم باللغو خاصة ولكن يذكر الذين كفروا عامة لينطووا تحت ذكرهم ﴿وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الذى كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ أي أعظم عقوبة على أسوأ أعمالهم وهو الكفر
﴿ذَلِكَ جَزَآءُ أَعْدَآءِ الله﴾ ذلك إشارة إلى الأسوأ ويجب أن يكون التقدير أسوأ جزاء الذي كانوا يعملون حتى تستقيم هذه الإشارة ﴿النار﴾ عطف بيان للجزاء أو خبر مبتدأ محذوف ﴿لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ﴾ أي النار في نفسها دار الخلد كما تقول لك في هذه الدار دار السرور وأنت تعني الدار بعينها ﴿جَزَآءً﴾ أي جوزوا بذلك جزاء ﴿بما كانوا بآياتنا يجحدون﴾
﴿وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَا أَرِنَا﴾ وبسكون الراء لثقلى الكسرة كما قالوا في فخْذِ فَخْذ مكي وشامى وابو بكر وبالاختلاس ابو عمرو {الذين
﴿إِنَّ الذين قَالُواْ رَبُّنَا الله﴾ أي نطقوا بالتوحيد ﴿ثُمَّ استقاموا﴾ ثم ثبتوا على الإقرار ومقتضياته وعن الصديق رضى الله عنه استقاموا فعلاً كما استقاموا قولاً وعنه أنه تلاها ثم قال ما تقولون فيها قالوا لم يذنبوا قال حملتم الأمر على أشده قالوا فما تقول قال لم يرجعوا إلى عبادة الاوثان وعن عمر رضى الله عنه لم يروغوا روغان الثعالب أي لم ينافقوا وعن عثمان رضى الله عنه اخلصوا العمل وعن علي رضى الله عنه أدوا الفرائض وعن الفضيل زهدوا في الفانية ورغبوا في الباقية وقيل حقيقة الاستقامة القرار بعد الإقرار لا الفرار بعد الإقرار ﴿تَتَنَزَّلُ﴾
فصلت (٣٥ - ٣٠)
﴿عليهم الملائكة﴾ عند الموت أن بمعنى أي أو مخففة من الثقيلة واصله بانه ﴿ألا تَخَافُواْ﴾ والهاء ضمير الشأن أي لا تخافوا ما تقدمون عليه ﴿وَلاَ تَحْزَنُواْ﴾ على ما خلفتم فالخوف غم يلحق الإنسان لتوقع المكروه والحزن غم يلحق لوقوعه من فوات نافع أو حصول ضار والمعنى أن الله كتب لكم الأمن من كل غم فلن تذوقوه ﴿وَأَبْشِرُواْ بالجنة التى كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾ في الدنيا وقال محمد بن علي الترمذي تتنزل عليهم ملائكة الرحمن عند مفارقة الأرواح الأبدان أن لا تخافوا سلب الإيمان ولا تحزنوا على ما كان من العصيان وأبشروا بدخول الجنان التي كنتم توعدون في سالف الزمان
﴿نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِى الحياة الدنيا وَفِى الآخرة﴾ كما أن الشياطين قرناء
﴿نزلا﴾ هو رزق النزيل وهو الضيف وانتصابه على الحال من الهاء المحذوفة اومن ما ﴿مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ﴾ نعت له
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى الله﴾ إلى عبادته هو رسول الله دعا إلى التوحيد ﴿وَعَمِلَ صالحا﴾ خالصاً ﴿وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ المسلمين﴾ تفاخرا بالاسلام او معتقدا له أو أصحابه عليه السلام أو المؤذنون أو جميع الهداة والدعاة إلى الله
﴿وَلاَ تَسْتَوِى الحسنة وَلاَ السيئة ادفع بالتى هِىَ أَحْسَنُ﴾ يعني أن الحسنة والسيئة متفاوتتان في أنفسهما فخذ بالحسنة التي هي أحسن من أختها إذا اعترضتك حسنتان فادفع بها السيئة التي ترد عليك من بعض أعدائك كما لو أساء إليك رجل إساءة فالحسنة أن تعفو عنه والتي هي أحسن أن تحسن إليه مكان إساءته إليك مثل أن يذمك فتمدحه او يقتل ولدك فتفتدى وله من يدعوه ﴿فَإِذَا الذى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ﴾ فإنك إذا فعلت ذلك انقلب عدوك المشاق مثل الولي الحميم مصافاة لك ثم قال
﴿وَمَا يُلَقَّاهَآ﴾ أي وما يلقي هذه الخصلة التي هي مقابلة الإساءة بالإحسان ﴿إِلاَّ الذين صَبَرُواْ﴾ إلا أهل الصبر ﴿وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ إلا رجل خير وفق لحظ عظيم من الخير وإنما لم يقل فادفع بالتي هي احسن لانه تقدير قائل قال فكيف أصنع فقيل ادفع بالتى هِىَ أَحْسَنُ وقيل لا مزيدة للتأكيد والمعنى لا تستوى الحسنة والسيئة وكان
فصلت (٣٩ - ٣٦)
القياس على هذا التفسير أن يقال ادفع بالتي هي حسنة ولكن وضع التى هِىَ
﴿وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشيطان نَزْغٌ﴾ النزغ شبه النخس والشيطان ينزغ الإنسان كأنه ينخسه يبعثه على مالا ينبغي وجعل النزغ نازغاً كما قيل جد جده أو أريد وإما ينزغنك نازغ وصفاً للشيطان بالمصدر أو لتسويله والمعنى وإن صرفك الشيطان عما وصيت به من الدفع بالتي هي أحسن ﴿فاستعذ بالله﴾ من شره وامض على حلمك ولا تطعه ﴿إِنَّهُ هُوَ السميع﴾ لاستعاذتك ﴿العليم﴾ بنزغ الشيطان
﴿ومن آياته﴾ الدالة على وحدانيته ﴿الليل والنهار﴾ في تعاقبهما على حد معلوم وتناوبهما على قدر مقسوم ﴿والشمس والقمر﴾ في اختصاصهما بسير مقدر ونور مقرر ﴿لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ﴾ فإنهما مخلوقان وإن كثرت منافعهما ﴿واسجدوا لِلَّهِ الذى خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ الضمير في خَلَقَهُنَّ للآيات أو الليل والنهار والشمس والقمر لأن حكم جماعة ما لا يعقل حكم الانثى او الاناث تقول الافلام بريتها وبريتهن ولعل ناساً منهم كانوا يسجدون للشمس والقمر كالصابئين في عبادتهم الكواكب ويزعمون انهم يقصدون بالسجود لهما السجود لله تعالى فنهوا عن هذه الواسطة وأمروا أن يقصدوا بسجودهم وجه الله خالصاً إن كانوا إياه يعبدون وكانوا موحدين غير مشركين فإن من عبد مع الله غيره لا يكون عابداً لله
﴿فَإِنِ استكبروا فالذين عِندَ رَبِّكَ﴾ أي الملائكة {يسبحون له بالليل
﴿ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة﴾ يابسة مغيرة والخسوع التذلل فاستعير لحال الأرض إذا كانت قحطة لانبات فيها ﴿فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المآء﴾ المطر ﴿اهتزت﴾ تحركت
فصلت (٤٤ - ٣٩)
بالنبات ﴿وربت﴾ انتفخت ﴿إن الذي أحياها لمحيي الموتى إِنَّهُ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فيكون قادراً على البعث ضرورة
﴿إن الذين يلحدون في آياتنا﴾ يميلون عن الحق في ادلتنا بالعطعن يقال ألحد الحافر ولحد إذا مال عن الاستقامة فحفر في شق فاستعير لحال الأرض اذا كانت ملحودة فاستعير لانحراف في تأويل آيات القرآن عن جهة الصحة والاستقامة يلحدون حمزة ﴿لا يخفون علينا﴾ وعيدلهم على التحريف ﴿أَفَمَن يلقى فِى النار خَيْرٌ أم من يأتي آمنا يَوْمَ القيامة﴾ هذا تمثيل للكافر والمؤمن ﴿اعملوا مَا شِئْتُمْ﴾ هذا نهاية في التهديد ومبالغة في الوعيد ﴿إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ فيجازيكم عليه
﴿إِنَّ الذين كَفَرُواْ بالذكر﴾ بالقرآن لأنهم لكفرهم به طعنوا به وحرفوا تأويله ﴿لَمَّا جَآءَهُمْ﴾ حين جاءهم وخبر إن محذوف أي يعذبون أو هالكون أو اولئك ينادون من مكان بعيد وما بينها اعتراض ﴿وَإِنَّهُ لكتاب عَزِيزٌ﴾ أي منيع محمي بحماية الله
﴿لاَّ يَأْتِيهِ الباطل﴾ التبديل أو التناقض ﴿مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ﴾ أي بوجه من الوجوه ﴿تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ مستحق للحمد
﴿مَّا يُقَالُ لَكَ﴾ ما يقول لك كفار قومك ﴿إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ﴾ إلا مثل ما قال للرسل كفار قومهم من الكلمات المؤذية والمطاعن في الكتب المنزلة ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةَ﴾ ورحمة لأنبيائه ﴿وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ﴾ لأعدائهم ويجوز أن يكون ما يقول لك الله إلا مثل ما قال للرسل من قبلك والمقول هو قوله إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةَ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ
﴿ولو جعلناه﴾ اى الذكر ﴿قرآنا أَعْجَمِيَّاً﴾ أي بلغة العجم كانوا لتعنتهم يقولون هلا نزل القرآن بلغة العجم فقيل في جوابهم لو كان كما يقترحون ﴿لَّقَالُواْ لَوْلاَ فصلت آياته﴾ أي بينت بلسان العرب حتى نفهمها تعنتاً ﴿أأعجمي وَعَرَبِىٌّ﴾ بهمزتين كوفي غير حفص والهمزة للإنكار يعنى لا نكروا وقالوا أقرآن أعجمي ورسول عربي أو مرسل إليه عربي الباقون بهمزة واحدة ممدودة مستفهمة والاعجمى الذى يفصح ولا يفهم كلامه سواء كان من العجم أو العرب والعجمي منسوب إلى أمة العجم فصيحاً كان أو غير فصيح والمعنى أن آيات الله على أي طريقة جاءتهم وجدوا فيها متعنتاً لأنهم غير طالبين للحق وانما يتبعون اهواءهم وفيه اشارة
فصلت (٤٧ - ٤٤)
على أنه لو أنزله بلسان العجم لكان قرآناً فيكون دليلا لابى حنيفة رضى الله عنه في جواز الصلاة اذ قرا بالفارسية ﴿قل هو﴾ اى القران الذين امنو ﴿هُدًى﴾ إرشاد إلى الحق ﴿وَشِفَاءٌ﴾ لما في الصدور من الشك إذ
﴿ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فِيهِ﴾ فقال بعضهم هو حق وقال بعضهم هو باطل كما اختلف قومك في كتابك ﴿وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ﴾ بتأخير العذاب ﴿لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ﴾ لأهلكهم إهلاك استئصال وقيل الكلمة السابقة هي العدة بالقيامة وأن الخصومات تفصل في ذلك اليوم ولولا ذلك لقضى بينهم افي الدنا ﴿وإِنَّهُمْ﴾ وإن الكفار ﴿لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ﴾ موقع في الريبة
﴿مَّنْ عَمِلَ صالحا فَلِنَفْسِهِ﴾ فنفسه نفع ﴿وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا﴾ فنفسه ضر ﴿وَمَا رَبُّكَ بظلام للعبيد﴾ فيعذب غير المسى
﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ الساعة﴾ أي علم قيامها يرد اليه اى يجب على المسئول أن يقول الله يعلم ذلك ﴿وَمَا تَخْرُجُ مِن ثمرات﴾ مدني وشامي وحفص وغيرهم بغير الف ﴿من أكمامها﴾ او عيتها قبل أن تنشق جمع كم ﴿وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أنثى﴾ حملها ﴿وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ﴾ أي ما يحدث شيء من خروج ثمرة ولا حمل حامل ولا وضع واضع إلا وهو عالم به يعلم عدد أيام الحمل
فصلت (٥١ - ٤٧)
﴿ما منا من شهيد﴾ اى مامنا أحد اليوم يشهد بأن لك شريكاً وما منا إلا من هو موحد لك أو ما منا من أحد يشاهدهم لأنهم ضلوا عنهم وضلت عنهم الهتهم لايبصرونها في ساعة التوبيخ وقيل هو كلام الشركاء اى مامنا من شهيد يشهد بما أضافوا إلينا من الشركة
﴿وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ﴾ يعبدون ﴿مِن قَبْلُ﴾ في الدنيا ﴿وَظَنُّواْ﴾ وأيقنوا ﴿مَا لَهُمْ من محيص﴾ مهرب
﴿لا يسأم﴾ لا يمل ﴿الإنسان﴾ الكافر بدليل قوله وَمَا أَظُنُّ الساعة قَائِمَةً ﴿مِن دُعَآءِ الخير﴾ من طلب السعة في المال والنعمة والتقدير من دعائه الخير فحذف الفاعل وأضيف إلى المفعول ﴿وَإِن مَّسَّهُ الشر﴾ الفقر ﴿فيؤوس﴾ من الخير ﴿قَنُوطٌ﴾ من الرحمة بولغ فيه من طريقين من طريق بناء فعول ومن طريق التكرير والقنوط أن يظهر عليه أثر اليأس فيتضاءل وينكسر أي يقطع الرجاء من فضل الله وروحه وهذا صفة الكافر بدليل قوله تعالى إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون
﴿وَلَئِنْ أذقناه رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِى﴾ وإذا فرجنا عنه بصحة بعد مرض أو سعة بعد ضيق قال هذا لي أي هذا حقي وصل
﴿وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسان أَعْرَضَ﴾ هذا ضرب آخر من طغيان الإنسان إذا أصابه الله بنعمة أبطرته النعمة فنسي المنعم وأعرض عن شكره ﴿ونأى بجانبه﴾ وتباعد عن ذكر الله ودعائه أو ذهب بنفسه وتكبر وتعظم وتحقيقه أن يوضع جانبه موضع نفسه لأن مكان الشيء وجهته ينزل منزلة نفسه ومنه قول الكتاب كتبت إلى جهته وإلى جانبه العزيز يريدون نفسه وذاته فكانه قال وتنأى بنفسه ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الشر﴾ الضر والفقر ﴿فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ﴾ كثير أي أقبل على دوام الدعا وأخذ في الابتهال والتضرع وقد استعير العرض لكثرة الدعاء ودوامه وهو من صفة الأجرام كما استعير الغلظ لشدة العذاب ولا منافاة بين قوله فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ وبين قوله فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ لأن الأول في قوم والثاني في قوم او قنوط
فصلت (٥٤ - ٥٢)
الشورى (٣ - ١)
في البر ذو دعاء عريض في البحر أو قنوط بالقلب ذو دعاء عريض باللسان أو قنوط من الصنم ذو دعاء لله تعالى
﴿قل أرأيتم﴾ أخبروني ﴿إِن كَانَ﴾ القرآن ﴿مِنْ عِندِ الله ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ﴾ ثم جحدتم أنه من عند الله ﴿من ضل﴾ منه إلا أنه وضع قوله ﴿مِمَّنْ هُوَ فِى شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾ موضع منكم بياناً لحالهم وصفتهم
﴿سنريهم آياتنا فِى الآفاق﴾ من فتح البلاد شرقاً وغرباً ﴿وَفِى أَنفُسِهِمْ﴾ فتح مكة ﴿حتى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحق﴾ أي القرآن أو الإسلام ﴿أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ﴾ موضع بِرَبّكَ الرفع على أنه فاعل والمعفول محذوف وقوله ﴿أَنَّهُ على كُلّ شَىْءٍ شَهِيدٌ﴾ يدل منه تقديره او لم يكفهم أن ربك على كل شيء شهيد اى او لم تكفهم شهادة ربك على كل شيء ومعناه أن هذا الموعود من إظهار آيات الله في الآفاق وفي أنفسهم سيرونه ويشاهدونه فيتبينون عند ذلك أن القرآن تنزيل عالم الغيب الذي هو على كل شيء شهيد
﴿أَلاَ إِنَّهُمْ فِى مِرْيَةٍ﴾ شك ﴿مِّن لّقَآءِ رَبِّهِمْ أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ مُّحِيطُ﴾ عالم يحمل الأشياء وتفاصيلها وظواهرها وبواطنها فلا تخفى عليه خافية فيجازيهم على كفرهم ومريتهم في لقاء ربهم
بسم الله الرحمن الرحيم