تفسير سورة قريش

تفسير ابن أبي زمنين
تفسير سورة سورة قريش من كتاب تفسير القرآن العزيز المعروف بـتفسير ابن أبي زمنين .
لمؤلفه ابن أبي زَمَنِين . المتوفي سنة 399 هـ
تفسير سورة لإيلاف قريش، وهي مكية كلها.

قَوْلُهُ: ﴿لإِيلافِ قُرَيْشٍ﴾ ﴿إِيلافِهِمْ﴾ تعودهم ﴿رحْلَة الشتَاء والصيف﴾ تَفْسِيرُ بَعْضِهِمْ: كَانَتْ لَهُمْ رِحْلَةٌ فِي الشِّتَاءِ إِلَى الْيَمَنِ، لِأَنَّهَا حَارَّةٌ، وَأُخْرَى فِي الصَّيْفِ إِلَى الشَّامِ، لِأَنَّهَا بَارِدَةٌ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقيل ﴿لِإِيلَافِ﴾ مَصْدَرُ أَلَفْتُ تَقُولُ: أَلَفْتُ فُلانًا كَذَا إِيلافًا كَمَا تَقُولُ: أَلْزَمْتُهُ إِيَّاهُ إِلْزَامًا، الْمَعْنَى فَعَلَ هَذَا بِأَصْحَابِ الْفِيلِ لْيُؤْلِفَ قُرَيْشًا هَاتَيْنِ الرحلتين، فتقيم بِمَكَّة.
﴿ إيلافهم ﴾ تعودهم ﴿ رحلة الشتاء والصيف( ٢ ) ﴾ تفسير بعضهم : كانت لهم رحلة في الشتاء إلى اليمن ؛ لأنها حارة، وأخرى في الصيف إلى الشام، لأنها باردة.
﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أطْعمهُم من جوع﴾ وَهُوَ مَا كَانَ أَصَابَهُمْ يَوْمَئِذٍ مِنَ الشِّدَّةِ ﴿وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ وَهُوَ الْأَمْنُ الَّذِي كَانَ فِيهِ أَهْلِ الْحَرَمِ وَأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ، بَعْضًا وَهُمْ آمِنُونَ مِمَّا فِيهِ الْعَرَبُ
165
تَفْسِيرُ سُورَةِ أَرَأَيْتَ الَّذِي وَهِيَ مَكِّيَّة كلهَا

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

تَفْسِير سُورَة الماعون من آيَة ١ - ٧
166
﴿ الذي أطعمهم من جوع ﴾ وهو ما كان أصابهم يومئذ من الشدة ﴿ وآمنهم من خوف( ٤ ) ﴾ وهو الأمن الذي كان فيه أهل الحرم، وأهل الجاهلية يقتل بعضهم بعضا، ويسبي بعضهم بعضا، وهم آمنون مما فيه العرب.
Icon