تفسير سورة الشعراء

تفسير ابن أبي زمنين
تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب تفسير القرآن العزيز المعروف بـتفسير ابن أبي زمنين .
لمؤلفه ابن أبي زَمَنِين . المتوفي سنة 399 هـ
وهي مكية كلها.

قَوْله: ﴿طسم﴾ قَالَ الْحَسَنُ: لَا أَدْرِي مَا تَفْسِيرُهَا، غَيْرَ أَنَّ قَوْمًا مِنَ السَّلَفِ كَانُوا يَقُولُونَ فِيهَا: أَسْمَاءُ السُّور وفواتحها
﴿تِلْكَ آيَات الْكتاب﴾ هَذِه آيَات الْقُرْآن ﴿الْمُبين﴾ الْبَين
270
﴿هدى وبشرى للْمُؤْمِنين﴾ يَهْتَدُونَ بِهِ، ويبشرون بِالْجنَّةِ
293
﴿لَعَلَّك باخع نَفسك﴾ أَيْ: قَاتِلٌ نَفْسَكَ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْقُرْآنَ؛ أَيْ: فَلَا تفعل
270
﴿الَّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاة﴾ يَعْنِي: الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ يُحَافِظُونَ عَلَى وُضُوئِهَا وَمَوَاقِيتِهَا وَرُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا ﴿وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة﴾ الْمَفْرُوضَة
293
﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاء آيَة فظلت أَعْنَاقهم﴾ يَعْنِي: فَصَارَتَ أَعْنَاقُهُمْ ﴿لَهَا خَاضِعِينَ﴾ قَالَ مُجَاهِدٌ: وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْأَلُونَ النَّبِيَّ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ، فَهَذَا جَوَابٌ لِقَوْلِهِمْ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: (فظلت) مَعْنَاهُ: فَتَظَلُّ أَعْنَاقُهُمْ؛ لِأَنَّ الْجَزَاءَ يَقَعُ فِيهِ لَفْظُ الْمَاضِي فِي مَعْنَى الْمُسْتَقْبَلِ؛ تَقُولُ: إِنْ تَأْتِنِي أكرمتك؛ مَعْنَاهُ: أكرمك.
﴿وَمَا يَأْتِيهم من ذكر﴾ يَعْنِي: الْقُرْآنَ (مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنهُ
270
معرضين} يَقُولُ: كُلَّمَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْء جَحَدُوا بِهِ
271
﴿فقد كذبُوا فسيأتيهم﴾ ﴿فِي الْآخِرَة﴾ (أنباء) ﴿أَخْبَار﴾ (مَا كَانُوا بِهِ يستهزئون} فِي الدُّنْيَا؛ يَقُولُ: فَسَيَأْتِيهِمْ تَحْقِيقُ ذَلِك الْخَبَر بدخولهم النَّار
271
﴿وَإنَّك لتلقى الْقُرْآن﴾ أَي: لتأخذه ﴿من لدن﴾ أَي: من عِنْد ﴿حَكِيمٌ﴾ فِي أَمْرِهِ ﴿عَلِيمٌ﴾ بِخَلْقِهِ؛ يَعْنِي: نَفسه تبَارك وَتَعَالَى.
سُورَة النَّمْل من (آيَة ٧ - آيَة ١٣).
293
﴿أَو لم يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ يَعْنِي: مِنْ كُلِّ صِنْفٍ حَسَنٍ؛ فالواحد مِنْهُ زوج
﴿إِن فِي ذَلِك لآيَة﴾ لَمَعْرِفَةً بِأَنَّ الَّذِي أَنْبَتَ هَذِهِ الْأَزْوَاجَ فِي الْأَرْضِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرهم مُؤمنين﴾ يَعْنِي: مَنْ مَضَى مِنَ الْأُمَمِ
﴿وَإِن رَبك لَهو الْعَزِيز﴾ فِي نقمته ﴿الرَّحِيم﴾ بِخَلْقِهِ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَتَتِمُّ عَلَيْهِ الرَّحْمَةُ فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَهُوَ مَا أَعْطَاهُ فِي الدُّنْيَا، فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا رَحْمَةُ الدُّنْيَا؛ فَهِيَ زائلة عَنهُ.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ١٠ آيَة ١٨).
﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يكذبُون ويضيق صَدْرِي﴾ وَلَا ينشرح يتبليغ الرِّسَالَةِ فَشَجِّعْنِي؛ حَتَّى أُبَلِّغَهَا. ﴿وَلا ينْطَلق لساني﴾ لِلْعُقْدَةِ الَّتِي كَانَتْ فِيهِ. يُقْرَأُ بِالرَّفْعِ: (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لساني)، وَبِالنَّصْبِ: (وَيَضِيقَ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقَ لِسَانِي) أَيْ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونَ، وَأَخَافُ أَنْ يَضِيقَ صَدْرِي
271
وَلَا يَنْطَلِقَ لِسَانِي.
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَمَنْ قَرَأَهُمَا بِالرَّفْعِ فَعَلَى الِابْتِدَاءِ. ﴿فَأرْسل إِلَى هَارُون﴾ [كَقَوْلِه] ﴿وأشركه فِي أَمْرِي﴾
272
﴿ ويضيق صدري ﴾ ولا ينشرح بتبليغ الرسالة فشجعني، حتى أبلغها. ﴿ ولا ينطلق لساني ﴾ للعقدة التي كانت فيه.
يقرأ بالرفع :( ويضيق صدري ولا ينطلق لساني )، وبالنصب :( ويضيق صدري ولا ينطلق لساني ) أي : إني أخاف أن يكذبون، وأخاف أن يضيق صدري ولا ينطلق لساني.
قال محمد : ومن قرأهما بالرفع فعلى الابتداء.
﴿ فأرسل إلى هارون( ١٣ ) ﴾ كقوله :﴿ وأشركه في أمري ﴾١
١ سورة طه آية (٣٢)..
﴿وَلَهُم عَليّ ذَنْب﴾ أَيْ: وَلَهُمْ عِنْدِي؛ يَعْنِي: الْقِبْطِيَّ الَّذِي قَتَلَهُ خَطَأً حَيْثُ وَكَزَهُ،
قَالَ الله: ﴿كلا﴾ أَيْ: لَيْسُوا بِالَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَتْلِكَ؛ حَتَّى تُبَلِّغَ عَنِّي الرِّسَالَةَ، ثمَّ اسْتَأْنف الْكَلَام فَقَالَ: ﴿فاذهبنا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالمين﴾ يُقُوْلُهُ لِمُوسَى وَهَارُونَ، وَهِيَ كَلِمَةٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: مَنْ كَانَ رُسُولَكَ إِلَى فُلَانٍ؟ فَيَقُولُ: فُلَانٌ، وَفُلَانٌ، وَفُلَانٌ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الرَّسُولُ قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْجَمِيعِ؛ وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ يَحْيَى، وَقَدْ يَكُونُ أَيْضًا بِمَعْنَى الرِّسَالَةِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرُ:
(لَقَدْ كَذِبَ الْوَاشُونَ مَا فُهْتُ عِنْدَهُمْ بِسُوءٍ وَلَا أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ)
أَيْ: بِرِسَالَةٍ؛ فَمَنْ تَأَوَّلَ: (إِنَّا رَسُولُ) عَلَى مَعْنَى: رِسَالَةٍ، يَقُولُ: الْمَعْنَى: إِنَّا ذَوَا رِسَالَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
﴿ فأتيا فرعون فقولا إنا رسولا رب العالمين( ١٦ ) ﴾ يقوله لموسى وهارون، وهي كلمة من كلام العرب، يقول الرجل للرجل : من كان رسولك إلى فلان ؟ فيقول : فلان، وفلان، وفلان.
قال محمد : الرسول قد يكون بمعنى الجميع، وإلى هذا ذهب يحيى، وقد يكون أيضا بمعنى الرسالة، ومنه قول الشاعر١ :
لقد كذب الواشون ما فهت عندهم بسوء ولا أرسلتهم برسول
أي : برسالة فمن تأول :( إنا رسول ) على معنى : رسالة، يقول : المعنى : إنا ذوا رسالة رب العالمين.
١ البيت قائله: كثيرة عزة كما في "ديوانه"..
﴿أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ فَلَا تَمْنَعْهُمْ مِنَ الْإِيمَانِ، وَلَا تَأْخُذ مِنْهُم الْجِزْيَة
﴿قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا﴾ أَيْ: عِنْدَنَا صَغِيرًا.
272
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمَّا دَخَلَ مُوسَى عَلَى فِرْعَونَ عَرَفَهُ عَدُوُ اللَّهِ، فَقَالَ: أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ لِمَ تَدَّعِ هَذِهِ النُّبُوَّةَ.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ١٩ آيَة ٢٢).
273
﴿وَفعلت فعلتك الَّتِي فعلت﴾ يَعْنِي: وَقَتَلْتَ النَّفْسَ الَّتِي قَتَلْتَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الْأَجْوَدُ فِي الْقِرَاءَةِ وَالْأَكْثَر: (وَفعلت فعلتك) بِفَتْحِ الْفَاءِ؛ لِأَنَّهُ يُرِيدُ: قَتَلْتَ النَّفْسَ قَتْلَتَكَ؛ عَلَى مَذْهَبِ الْمَرَّةِ الْوَاحِدَة. ﴿وَأَنت من الْكَافرين﴾ يَعْنِي: لِنِعْمَتِنَا، أَيْ: إِنَّا رَبَّيْنَاكَ صَغِيرا، وأحسنا إِلَيْك
﴿قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالّين﴾ (ل ٢٤٣) تَفْسِيرُ قَتَادَةَ: يَعْنِي: مِنَ الْجَاهِلِينَ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي بعض الْقِرَاءَة
﴿فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا﴾ يَعْنِي: النُّبُوَّة ﴿وَجَعَلَنِي من الْمُرْسلين﴾
﴿وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عبدت بني إِسْرَائِيل﴾ مُوسَى يَقُولُهُ لِفِرْعَوْنَ، أَرَادَ: أَلَّا يُسَوِّغَ عَدُوَّ اللَّهِ مَا امْتَنَّ بِهِ عَلَيْهِ؛ يَقُولُ: أَتَمُنُّ عَلَيَّ بِأَنِ اتَّخَذْتَ قَوْمِي عَبِيدًا وَكَانُوا أَحْرَارًا، وَأَخَذْتَ أَمْوَالَهُمْ فَأَنْفَقْتَ عَلَيَّ مِنْهَا وَرَبَّيْتَنِي بِهَا، فَأَنَا أَحَقُّ بِأَمْوَالِ قَوْمِي مِنْكَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: قَوْله: ﴿عبدت﴾ يُقَالُ مِنْهُ: عَبْدٌ مُعَبَّدٌ وَمُسْتَعْبَدٌ، وَعَبَّدْتُ
273
الْغُلَامَ وَأَعْبَدْتُهُ؛ أَيْ: اتَّخَذْتُهُ عَبْدًا. وَقَالَ حَاتِمٌ:
(إِذَا كَانَ بَعْضُ الْمَالِ رَبًّا لِأَهْلِهِ فَإِنِّي بِحَمْدِ الله مَالِي معبد)
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ٢٣ آيَة ٥١).
274
قوله :﴿ قال فرعون إن رسولكم الذي أرسل إليكم ﴾ فيما يدعي ﴿ لمجنون( ٢٧ ) ﴾.
قَوْله: ﴿قَالَ فِرْعَوْن إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ﴾ فِيمَا يَدَّعِي ﴿لَمَجْنُونٌ﴾.
﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ قَدْ مَضَى تَفْسِيرُ قِصَّتِهِمْ فِي سُورَة الْأَعْرَاف
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٢:﴿ فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين... ﴾ إلى قوله ﴿ ولأصلبنكم أجمعين( ٤٩ ) ﴾ قد مضى تفسير قصتهم في سورة الأعراف١.
١ سورة الأعراف آية (١٢٣-١٢٧)..

﴿قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبنَا منقلبون﴾.
قَالَ مُحَمَّد: ﴿لَا ضير﴾ وَهْوَ مِنْ: ضَارَهُ يَضُورُهُ وَيُضِيرُهُ؛ بِمَعْنَى: ضَرَّهُ؛ أَيْ: لَا ضَرَرَ عَلَيْنَا فِيمَا يَنَالُنَا فِي الدُّنْيَا.
﴿إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبنَا خطايانا أَن كُنَّا﴾ بِأَن كُنَّا ﴿أول الْمُؤمنِينَ﴾ من السَّحَرَة.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ٥٢ آيَة ٦٨).
﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بعبادي إِنَّكُم متبعون﴾ أَي: يتبعكم فِرْعَوْن وَقَومه
﴿إِن هَؤُلَاءِ لشرذمة قَلِيلُونَ﴾ أَيْ: هُمْ قَلِيلٌ فِي كَثِيرٍ.
قَالَ مُحَمَّد: معنى ﴿شرذمة﴾: طَائِفَةٌ، وَأَصْلُ الْكَلِمَةِ: الْقِلَّةُ.
قَالَ قَتَادَةُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ قَطَعَ مُوسَى بِهِمُ الْبَحْر كَانُوا سِتّمائَة أَلْفَ مُقَاتِلٍ.
قَالَ الْحَسَنُ: سِوَى الْحَشَمِ. وَكَانَ مُقَدِّمَةُ فِرْعَوْنَ أَلْفَ أَلْفِ حِصَانٍ، وَمِائَتَيْ أَلْفِ حِصَانٍ
﴿وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حذرون﴾ وتقرأ: ﴿حاذرون﴾.
قَالَ مُحَمَّد: والحاذر عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ: الْمُسْتَعِدُّ، وَالْحَذِرُ: المتيقظ.
﴿ وإنا لجميع حذرون( ٥٦ ) ﴾ وتقرأ :﴿ حاذرون ﴾ قال محمد : والحاذر عند أهل اللغة : المستعد، والحذر : المتيقظ١.
١ قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو (حذرون) بغير ألف وسائر السبعة(حاذرون) وانظر السبعة (٤٧١)، والحجة لابن خالويه (ص١٦٦)، ومعاني القراءات (ص٣٤٧)، والكشف لمكي (٢/١٥١)، ومعاني الفراء (٢/٢٨٠)، والنشر لابن الجزري (٢/٢٣٥)، وزاد المسير لابن الجوزي (٦/١٣٥)، والقرطبي (١٣/١٠١)..
﴿فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ﴾ أَي: أَمْوَال ﴿ومقام كريم﴾ منزل حسن
﴿ وكنوز ﴾ أي : أموال ﴿ ومقام كريم( ٥٨ ) ﴾ منزل حسن.
﴿كَذَلِك﴾ أَيْ: هَكَذَا كَانَ الْخَبَرُ. ثُمَّ انْقَطَعَ الْكَلَامُ، ثُمَّ قَالَ: ﴿وَأَوْرَثْنَاهَا بني إِسْرَائِيل﴾ رَجَعُوا إِلَى مِصْرَ بَعْدَ مَا أَهْلَكَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ؛ فِي تَفْسِير الْحسن
﴿فأتبعوهم مشرقين﴾ يَعْنِي: حِينَ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ؛ رَجَعَ إِلَى أَوَّلِ الْقِصَّةِ.
276
قَالَ مُحَمَّد: معنى ﴿اتَّبَعُوهُمْ﴾: لَحِقُوهُمْ، وَيُقَالُ: أَشْرَقْنَا؛ أَيْ: دَخَلْنَا فِي الشُّرُوقِ؛ كَمَا يُقَالُ: أَمْسَيْنَا وَأَصْبَحْنَا: دَخَلْنَا فِي الْمَسَاءِ وَالصَّبَاحِ، وَيُقَالُ: شَرُقَتِ الشَّمْسُ إِذَا طَلَعَتْ، وأشرقت إِذا أَضَاءَت وصفت.
277
﴿فَلَمَّا ترَاءى الْجَمْعَانِ﴾ جَمْعُ مُوسَى وَجَمْعُ فِرْعَوْنَ ﴿قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سيهدين﴾ إِلَى الطَّرِيق
﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بعصاك الْبَحْر﴾ جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَى فَرَسٍ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَضْرِبَ الْبَحْرَ بِعَصَاهُ؛ فَضَرَبَهُ ﴿فانفلق﴾ الْبَحْرُ ﴿فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيم﴾ وَالطَّوْدُ: الْجَبَلُ.
قَالَ قَتَادَةُ: صَارَ اثْنَى عَشْرَ طَرِيقًا لِكُلِّ سِبْطٍ طَرِيقٌ، وَصَارَ مَا بَيْنَ كُلِّ طَرِيقَيْنِ مِنْهُ مِثْلُ الْقَنَاطِيرِ يَنْظُرُ بَعضهم إِلَى بعض
﴿وأزلفنا ثمَّ الآخرين﴾ قَالَ قَتَادَةُ: يَقُولُ: أَدْنَيْنَا فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ إِلَى الْبَحْرِ. قَالَ قَتَادَةُ: يُقَالُ: أَزْلَفَنِي كَذَا؛ أَيْ: أَدْنَانِي مِنْهُ
﴿إِن فِي ذَلِك لآيَة﴾ لَعِبْرَةً لِمَنِ اعْتَبَرَ وَحَذِرَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ مَا نَزَلَ بِهِمْ.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ٦٩ آيَة ٨٣).
﴿فَنَظَلُّ لَهَا عاكفين﴾ أَيْ: نَصِيرُ مُقِيمِينَ عَلَى عِبَادَتِهَا.
﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَو ينفعونكم أَو يضرون﴾ أَي: أَنَّهَا لَا تسمع ولاتنفع وَلَا تضر
﴿ أو ينفعونكم أو يضرون( ٧٣ ) ﴾ أي : أنها لا تسمع و لا تنفع ولا تضر.
﴿فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلا رَبَّ الْعَالمين﴾ أَيْ: إِلَّا مَنْ عَبَدَ رَبَّ الْعَالَمِينَ مِنْ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي بِعَدُوٍ؛ هَذَا تَفْسِيرُ الْحسن
﴿الَّذِي خلقني فَهُوَ يهدين﴾ يَعْنِي: الَّذِي خلقني وهداني
﴿وَالَّذِي أطمع﴾ وَهَذَا طَمَعُ يَقِينٍ ﴿أَنْ يَغْفِرَ لي خطيئتي﴾ يَعْنِي: قَوْله: ﴿إِنِّي سقيم﴾ وَقَوْلَهُ: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ وَقَوْلَهُ لِسَارَّةَ: إِنْ سَأَلُوكِ فَقُولِي أَنَّك أُخْتِي ﴿يَوْم الدّين﴾ يُرِيدُ: يَدِينُ اللَّهُ النَّاسَ فِيهِ بأعمالهم (ل ٢٤٤) أَي: يجازيهم
﴿رب هَب لي حكما﴾ أَيْ: ثَبِّتْنِي عَلَى النُّبُوَّةِ ﴿وَأَلْحِقْنِي بالصالحين﴾ يَعْنِي أهل الْجنَّة.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ٨٤ آيَة ١٠٤)
﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخرين﴾ فَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ دِينٍ إِلا وهم يتولونه وَيُحِبُّونَهُ
﴿وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْجَنَّةِ.
﴿وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالّين﴾ قَالَ هَذَا فِي حَيَاةِ أَبِيهِ، وَكَانَ فِي طَمَعٍ مِنْ أَنْ يُؤْمِنَ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ يَدْعُ لَهُ
﴿إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سليم﴾ من الشّرك.
﴿وأزلفت الْجنَّة﴾ أَي: أدنيت
﴿وبرزت الْجَحِيم﴾ أظهرت ﴿للغاوين﴾ للْمُشْرِكين.
﴿وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبدُونَ من دون الله﴾ يَعْنِي: الشَّيَاطِينَ الَّذِينَ دَعَوْهُمْ إِلَى عِبَادَةِ مِنْ عَبَدُوا مِنْ دُونِ الله
﴿هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ﴾ يَعْنِي: هَلْ يَمْنَعُونَكُمْ مِنْ عَذَابِ الله؟ ﴿أَو ينتصرون﴾ يمتنعون.
﴿فكبكبوا فِيهَا﴾ أَيْ: قُذِفُوا فِيهَا؛ يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ ﴿هم والغاوون﴾ يَعْنِي: الشَّيَاطِينَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: ﴿فَكُبْكِبُوا﴾ أَصْلُهُ: كُبِّبُوا؛ مِنْ قَوْلِكَ: كَبَبْتُ الْإِنَاءَ، فَأُبْدِلَ مِنَ الْبَاءِ الْوُسْطَى كَافًا؛ اسْتِثْقَالًا لِاجْتِمَاعِ ثَلَاثِ بَاءَاتٍ.
﴿قَالُوا﴾ قَالَ الْمُشْرِكُونَ لِلشَّيَاطِينِ ﴿وَهُمْ فِيهَا يختصمون﴾ وَخُصُومَتُهُمْ تَبَرُّؤُ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ، وَلعن بَعضهم بَعْضًا
﴿تالله إِن كُنَّا﴾ فِي الدُّنْيَا. أَيْ: لَقَدْ كُنَّا فِي الدُّنْيَا ﴿لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ بَين.
﴿إِذْ نسويكم بِرَبّ الْعَالمين﴾ أَي: نتخذكم آلِهَة
﴿وَمَا أضلنا إِلَّا المجرمون﴾ يَعْنِي: الشَّيَاطِين
﴿فَمَا لنا من شافعين﴾ يَشْفَعُونَ لَنَا الْيَوْمَ عِنْدَ اللَّهِ
﴿وَلَا صديق حميم﴾ قَرِيبِ الْقَرَابَةِ، فَيَحْمِلَ عَنَّا؛ كَمَا كَانَ يَحْمِلُ الْحَمِيمُ عَنْ حَمِيمِهِ فِي الدُّنْيَا؛ قَالُوا هَذَا حِينَ شُفِعَ لِلْمُذْنِبِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَأُخْرِجُوا مِنْهَا
﴿فَلَو أَن لنا كرة﴾ رَجْعَةً إِلَى الدُّنْيَا ﴿فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤمنِينَ﴾.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ١٠٥ آيَة ١٢٢).
﴿كذبت قوم نوح الْمُرْسلين﴾ يَعْنِي: نوحًا
﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ﴾ أَخُوهُمْ فِي النَّسَبِ، وَلَيْسَ بِأَخِيهِمْ فِي الدّين.
﴿وَمَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ﴾ عَلَى مَا جِئْتُكُمْ بِهِ مِنْ الْهدى ﴿أجرا﴾. ﴿إِن أجري﴾ ثَوَابِي ﴿إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ﴾ يَعْنِي: السفلة
﴿قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يعْملُونَ﴾ أَيْ: بِمَا يَعْمَلُونَ، إِنَّمَا نَقْبَلُ مِنْهُمُ الظَّاهِرَ، وَلَيْسَ لِي بِبَاطِنِ أَمرهم علم.
﴿قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ﴾ قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي: بِالْحِجَارَةِ فَلَنَقْتُلَنَّكَ بِهَا
﴿فافتح بيني وَبينهمْ فتحا﴾ أَيْ: اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ قَضَاءً؛ وَهَذَا حِينَ أُمِرَ بِالدُّعَاءِ عَلَيْهِمْ، فاستجيب لَهُ فأهلكهم الله.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ١٢٣ آيَة ١٤٠).
﴿أتبنون﴾ عَلَى الاسْتِفْهَامِ؛ أَيْ: قَدْ فَعَلْتُمْ ﴿بِكُل ريع﴾ بِكُلِّ فَجٍّ ﴿آيَةً﴾ أَيْ: عَلَمَا ﴿تعبثون﴾ أَيْ: تَلْعَبُونَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الرِّيعُ: الِارْتِفَاعُ مِنَ الْأَرْضِ.
قَالَ الشَّمَّاخُ:
281
282
قَوْله: ﴿وتتخذون مصانع﴾ يَعْنِي: الْقُصُورَ؛ وَيُقَالُ: مَصَانِعَ (لِلْمَاءِ) ﴿لَعَلَّكُمْ تخلدون﴾ فِي الدُّنْيَا؛ أَيْ: لَا تَخْلُدُونَ فِيهَا، وَفِي بَعْضِ الْقِرَاءَةِ (كَأَنَّكُمْ خَالدُونَ).
﴿وَإِذا بطشتم﴾ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴿بطشتم جبارين﴾ يَعْنِي: قتالين بِغَيْر حق.
﴿إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأَوَّلِينَ﴾ يَقُولُ: خُلُقُهُمُ الْكَذِبُ، وَتُقْرَأُ: إِنْ هَذَا إِلَّا (خَلْقُ الْأَوَّلِينَ) أَيْ: هَكَذَا كَانَ الْخَلْقُ قَبْلَنَا وَنَحْنُ مِثْلُهُمْ، عَاشُوا مَا عَاشُوا، ثُمَّ مَاتُوا وَلَا بَعْثٌ عَلَيْهِمْ وَلَا حِسَاب.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ١٤١ آيَة ١٥٩).
﴿أتتركون فِيمَا هَاهُنَا آمِنين﴾ عَلَى الِاسْتِفْهَامِ؛ أَيْ: لَا تُتْرَكُونَ فِيهِ
﴿ونخل طلعها هضيم﴾ هَشِيمٌ؛ أَيْ: إِذَا مُسَّ تَهَشَّمَ للينه؛ هَذَا تَفْسِير مُجَاهِد
﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ﴾ قَالَ مُجَاهِدٌ: يَعْنِي: شَرِهِينَ وَهُوَ من شَره النَّفس
﴿إِنَّمَا أَنْت من المسحرين﴾ تَفْسِيرُ الْحَسَنِ وَمُجَاهِدٍ: يَعْنِي: مِنَ الْمَسْحِورِينَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: كَأَنَّهُ فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَلذَلِك شدد.
﴿مَا أَنْتَ إِلَّا بَشْرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقين﴾ قَالُوا لَهُ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ نَاقَةً، وَكَانَتْ صَخْرَةً يَحْلِبُونَ عَلَيْهَا اللَّبَنَ فِي سَنَتِهِمْ؛ فَدَعَا اللَّهَ فتصدعت الصَّخْرَة (ل ٢٤٥) فَخَرَجَتْ مِنْهَا نَاقَةٌ عَشْرَاءُ فَنَتَجَتْ فَصِيلًا.
قَالَ مُحَمَّدٌ: (عَشْرَاءُ) يَعْنِي: حَامِلا قريبَة الْولادَة.
﴿قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلكم شرب يَوْم مَعْلُوم﴾ كَانَتْ تَشْرَبُ الْمَاءَ يَوْمًا وَيَشْرَبُونَهُ يَوْمًا؛ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهَا شَرِبَتْ مَاءَهُمْ كُلَّهُ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهِمْ كَانَ لِأَنْفُسِهِمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَأَرْضِهِمْ، وَكَانَ سَبَبُ عَقْرِهِمْ إِيَّاهَا: كَانَتْ تَضُرُّ بِمَوَاشِيهِمْ كَانَتِ الْمَوَاشِي إِذَا رَأَتْهَا هَرَبَتْ مِنْهَا؛ فَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ صَافَتِ النَّاقَةُ بِظَهْرِ الْوَادِي فِي بَرْدِهِ وَخَصْبِهِ، وَهَبَطَتْ مَوَاشِيهِمْ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي فِي جَدْبِهِ
283
وَحَرِّهِ، وَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ شَتَّتِ النَّاقَةُ فِي بَطْنِ الْوَادِي فِي دِفْئِهِ وَخَصْبِهِ، وَصَعَدَتْ مَوَاشِيهِمْ إِلَى ظَهْرِ الْوَادِي فِي جَدْبِهِ وَبَرْدِهِ؛ حَتَّى أَضَرَّ ذَلِكَ بِمَوَاشِيهِمْ لِلْأَمْرِ الَّذِي أَرَادَ اللَّهُ، فَبَيْنَمَا قَوْمٌ مِنْهُمْ يَوْمًا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، فَفَنِيَ الْمَاءُ الَّذِي يَمْزِجُونَ بِهِ، فَبَعَثُوا رَجُلًا؛ لِيَأْتِيَهُمْ بِالْمَاءِ، وَكَانَ يَوْمُ شِرْبِ النَّاقَةِ فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ بِغَيْرِ مَاءٍ، وَقَالَ: حَالَتِ النَّاقَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَاءِ ﴿ثُمَّ بَعَثُوا آخَرَ؛ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا تَنْتَظِرُونَ؛ فَقَدْ أَضَرَّتْ بِنَا وَبِمَوَاشِينَا؟﴾ فَانْبَعَثَ أَشْقَاهَا فَقَتَلَهَا، وَتَصَايَحُوا وَقَالُوا: عَلَيْكُمُ الْفَصِيلَ. وَصَعَدَ الْفَصِيلُ الْجَبَلَ فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ: ﴿تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ﴾.
قَالَ قَتَادَة: ذكر لنا أَن صَالِحًا حِينَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْعَذَابَ يَأْتِيهِمْ لَبِسُوا الْأَنْطَاعَ وَالْأَكْسِيَةَ وَاطَّلَوْا، وَقَالَ لَهُمْ: آيَةُ ذَلِكَ أَنْ تَصْفَرَّ وُجُوهُكُمْ فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ، وَتَحْمَرَّ فِي الثَّانِي، وَتَسْوَدَّ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ. فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ اسْتَقْبَلَ الْفَصِيلُ الْقِبْلَةَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، أُمِّي ﴿يَا رَبِّ، أُمِّي﴾ يَا رَبِّ، أُمِّي! فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهُمُ الْعَذَابَ عِنْدَ ذَلِك.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ١٦٠ آيَة ١٧٥).
284
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥٥:﴿ قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم( ١٥٥ ) ﴾ كانت تشرب الماء يوما ويشربونه يوما، حتى إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ومواشيهم وأرضهم، وكان سبب عقرهم إياها : كانت تضر بمواشيهم كانت المواشي إذا رأتها هربت منها، فإذا كان الصيف صافت الناقة بظهر الوادي في برده وخصبه، وهبطت مواشيهم إلى بطن الوادي في جدبه وحره، وإذا كان الشتاء شتت الناقة في بطن الوادي في دفئه وخصبه، وصعدت مواشيهم إلى ظهر الوادي في جدبه وبرده، حتى أضر ذلك بمواشيهم للأمر الذي أراد الله، فبينما قوم منهم يوما يشربون الخمر، ففني الماء الذي يمزجون به، فبعثوا رجلا، ليأتيهم بالماء، وكان يوم شرب الناقة فرجع إليهم بغير ماء، وقال : حالت الناقة بيني وبين الماء، ثم بعثوا آخر، فقال مثل ذلك. فقال بعضهم لبعض : ما تنتظرون، فقد أضرت بنا وبمواشينا ؟ فانبعث أشقاها فقتلها، وتصايحوا وقالوا : عليكم الفصيل. وصعد الفصيل الجبل فقال لهم صالح :﴿ تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ﴾١.
قال قتادة : ذكر لنا أن صالحا لما أخبرهم أن العذاب يأتيهم لبسوا الأنطاع٢ والأكسية وأطلوا، وقال لهم : آية ذلك أن تصفر وجوهكم في اليوم الأول، وتحمر في الثاني، وتسود في اليوم الثالث. فلما كان في اليوم الثالث استقبل الفصيل القبلة، فقال : يا رب، أمي، يا رب، أمي، يا رب، أمي، فأرسل الله عليهم العذاب عند ذلك.
١ سورة هود: آية (٦٥)..
٢ النطع: بساط من الجلد يكسى به (التاج، والصحاح، نطع)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥٥:﴿ قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم( ١٥٥ ) ﴾ كانت تشرب الماء يوما ويشربونه يوما، حتى إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ومواشيهم وأرضهم، وكان سبب عقرهم إياها : كانت تضر بمواشيهم كانت المواشي إذا رأتها هربت منها، فإذا كان الصيف صافت الناقة بظهر الوادي في برده وخصبه، وهبطت مواشيهم إلى بطن الوادي في جدبه وحره، وإذا كان الشتاء شتت الناقة في بطن الوادي في دفئه وخصبه، وصعدت مواشيهم إلى ظهر الوادي في جدبه وبرده، حتى أضر ذلك بمواشيهم للأمر الذي أراد الله، فبينما قوم منهم يوما يشربون الخمر، ففني الماء الذي يمزجون به، فبعثوا رجلا، ليأتيهم بالماء، وكان يوم شرب الناقة فرجع إليهم بغير ماء، وقال : حالت الناقة بيني وبين الماء، ثم بعثوا آخر، فقال مثل ذلك. فقال بعضهم لبعض : ما تنتظرون، فقد أضرت بنا وبمواشينا ؟ فانبعث أشقاها فقتلها، وتصايحوا وقالوا : عليكم الفصيل. وصعد الفصيل الجبل فقال لهم صالح :﴿ تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ﴾١.
قال قتادة : ذكر لنا أن صالحا لما أخبرهم أن العذاب يأتيهم لبسوا الأنطاع٢ والأكسية وأطلوا، وقال لهم : آية ذلك أن تصفر وجوهكم في اليوم الأول، وتحمر في الثاني، وتسود في اليوم الثالث. فلما كان في اليوم الثالث استقبل الفصيل القبلة، فقال : يا رب، أمي، يا رب، أمي، يا رب، أمي، فأرسل الله عليهم العذاب عند ذلك.
١ سورة هود: آية (٦٥)..
٢ النطع: بساط من الجلد يكسى به (التاج، والصحاح، نطع)..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥٥:﴿ قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم( ١٥٥ ) ﴾ كانت تشرب الماء يوما ويشربونه يوما، حتى إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله، وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ومواشيهم وأرضهم، وكان سبب عقرهم إياها : كانت تضر بمواشيهم كانت المواشي إذا رأتها هربت منها، فإذا كان الصيف صافت الناقة بظهر الوادي في برده وخصبه، وهبطت مواشيهم إلى بطن الوادي في جدبه وحره، وإذا كان الشتاء شتت الناقة في بطن الوادي في دفئه وخصبه، وصعدت مواشيهم إلى ظهر الوادي في جدبه وبرده، حتى أضر ذلك بمواشيهم للأمر الذي أراد الله، فبينما قوم منهم يوما يشربون الخمر، ففني الماء الذي يمزجون به، فبعثوا رجلا، ليأتيهم بالماء، وكان يوم شرب الناقة فرجع إليهم بغير ماء، وقال : حالت الناقة بيني وبين الماء، ثم بعثوا آخر، فقال مثل ذلك. فقال بعضهم لبعض : ما تنتظرون، فقد أضرت بنا وبمواشينا ؟ فانبعث أشقاها فقتلها، وتصايحوا وقالوا : عليكم الفصيل. وصعد الفصيل الجبل فقال لهم صالح :﴿ تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ﴾١.
قال قتادة : ذكر لنا أن صالحا لما أخبرهم أن العذاب يأتيهم لبسوا الأنطاع٢ والأكسية وأطلوا، وقال لهم : آية ذلك أن تصفر وجوهكم في اليوم الأول، وتحمر في الثاني، وتسود في اليوم الثالث. فلما كان في اليوم الثالث استقبل الفصيل القبلة، فقال : يا رب، أمي، يا رب، أمي، يا رب، أمي، فأرسل الله عليهم العذاب عند ذلك.
١ سورة هود: آية (٦٥)..
٢ النطع: بساط من الجلد يكسى به (التاج، والصحاح، نطع)..

قَوْلُهُ: ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ ربكُم من أزواجكم﴾ يَعْنِي: أَقْبَالُ النِّسَاءِ ﴿بَلْ أَنْتُمْ قوم عادون﴾ أَي: مجاوزون لأمر الله
قوله :﴿ وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ﴾ يعني : أقبال النساء ﴿ بل أنتم قوم عادون( ١٦٦ ) ﴾ أي : مجاوزون لأمر الله.
﴿قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لوط لتكونن من المخرجين﴾ من قريتنا؛ أَي: نقتلك
﴿قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ﴾ يَعْنِي: المبغضين
﴿إِلَّا عجوزا فِي الغابرين﴾ يَعْنِي: الْبَاقِينَ فِي عَذَابِ اللَّهِ.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ١٧٦ آيَة ١٨٣).
﴿كذب أَصْحَاب ليكة الْمُرْسلين﴾ وَالْأَيْكَةُ: الْغَيْضَةُ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: قَرَاءَةُ أَهْلِ الْمَدْيِنَةِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ، وَهِي سُورَةِ " ص " بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَقَدْ ذَكَرْتُ مَا قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي الْفَرْقِ، بَيْنَ لَيْكَةِ وَالْأَيْكَةِ فِي
285
سُورَة الْحجر.
286
﴿أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ المخسرين﴾ يَعْنِي: المنتقصين لحقوق النَّاس
﴿وزنوا بالقسطاس الْمُسْتَقيم﴾ يَعْنِي: الْعدْل
﴿وَلَا تبخسوا النَّاس أشياءهم﴾ أَيْ: لَا تَنْقُصُوهُمُ الَّذِي لَهُمْ، وَكَانُوا أَصْحَابَ نُقْصَانٍ فِي الْمِيزَانِ ﴿وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ قد مضى تَفْسِيره.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ١٨٤ آيَة ١٩١).
﴿وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ﴾ يَعْنِي: الخليقة
﴿فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ﴾ أَي: قطعا
﴿فَأَخذهُم عَذَاب يَوْم الظلة﴾ قَالَ قَتَادَةُ: كَانُوا أَهْلَ غَيْضَةٍ وَشَجَرٍ، وَكَانَ أَكْثَرَ شَجَرِهِمُ الدَّوْمُ، فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْحَرَّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، فَكَانَ لَا يُكِنُّهُمْ ظِلٌ، وَلَا يَنْفَعُهُمْ مِنْهُ شَيْءٌ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ سَحَابَةً
286
فَلَجَئُوا تَحْتَهَا يَلْتَمِسُونَ الرَّوْحَ؛ فَجَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَذَابًا، جَعَلَ تِلْكَ السَّحَابَةُ نَارًا، فَاضْطَرَمَتْ عَلَيْهِمْ، فَأَهْلَكَهُمُ بذلك.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ١٩٢ آيَة ٢٠٤).
287
﴿وَإنَّهُ لتنزيل رب الْعَالمين﴾ يَعْنِي: الْقُرْآن
﴿نزل بِهِ الرّوح الْأمين﴾ يَعْنِي: جِبْرِيل
﴿على قَلْبك﴾ يَا مُحَمَّد
﴿وَإنَّهُ لفي زبر الْأَوَّلين﴾ كُتُبِ الْأَوَّلِينَ؛ يَقُولُ: نَعْتُ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ فِي كُتُبِهِمْ؛ يَعْنِي: التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيل
﴿أَو لم يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بني إِسْرَائِيل﴾ يَعْنِي: مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ؛ أَيْ: قَدْ كَانَ لَهُمْ فِي إِيمَانِهِمْ بِهِ آيَة.
(يكن) تُقْرَأُ بِالتَّاءِ وَالْيَاءِ. فَمَنْ قَرَأَهَا بِالتَّاءِ، قَالَ: (آيَةٌ) بِالرَّفْعِ؛ أَيْ: قَدْ كَانَتْ لَهُمْ آيَةٌ، وَمَنْ جَعَلَهَا عَمَلًا فِي بَابِ كَانَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: مَنْ قَرَأَ: (آيَةً) بِالنَّصْبِ، جَعَلَهَا عَمَلًا لِكَانَ، وَالِاسْمُ (أَن
287
يُعلمهُ (ل ٢٤٦) وَمَنْ قَرَأَ ﴿آيَةٌ﴾ بِالرَّفْعِ جَعَلَهَا اسْمًا لِكَانَ وَ (أَنْ يَعْلَمَهُ) خَبَرُهَا وَعَمَلُهَا، وَهَذَا الَّذِي أَرَادَ يحيى.
288
﴿وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ﴾ يَقُولُ: لَوْ أَنْزَلْنَاهُ بِلِسَانٍ أَعْجَمِيٍّ إِذًا لَمْ يَفْقَهُوهُ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الأعجمين جَمْعُ أَعْجَمَ، وَالْأُنْثَى عَجْمَاءُ؛ يُقَالُ: رَجُلٌ أَعْجَمُ؛ إِذَا كَانَتْ فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ، وَإِنْ كَانَ عَرَبِيَّ اللِّسَانِ، وَرَجُلٌ أَعْجَمِيٌّ إِذَا كَانَ مِنَ الْعَجَمِ وَإِنْ كَانَ فَصِيحُ اللِّسَان.
﴿كَذَلِك سلكناه﴾ أَيْ: سَلَكْنَا التَّكْذِيبَ بِهِ ﴿فِي قُلُوب الْمُجْرمين﴾ الْمُشْركين
﴿لَا يُؤمنُونَ بِهِ﴾ بِالْقُرْآنِ ﴿حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ﴾ يَعْنِي: قيام السَّاعَة
﴿فيقولوا﴾ عِنْدَ ذَلِكَ: ﴿هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ﴾ أَيْ: مَرْدُودُونَ إِلَى الدُّنْيَا فَنُؤْمِنَ
﴿أفبعذابنا يستعجلون﴾ أَي: قد استعجلوا بِهِ.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ٢٠٥ آيَة ٢٢٠).
﴿أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُم مَا كَانُوا يوعدون﴾ يَعْنِي: الْعَذَابَ ﴿مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾.
﴿ ثم جاءهم ما كانوا يوعدون( ٢٠٦ ) ﴾ يعني : العذاب.
﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا لَهَا منذرون﴾ أَيْ: إِلَّا مِنْ بَعْدِ الْحُجَّةِ وَالرسل والإعذار
﴿ذكرى وَمَا كُنَّا ظالمين﴾ أَيْ: مَا كُنَّا لِنُعَذِّبَهُمْ إِلَّا مِنْ بَعْدِ الْبَيِّنَةِ وَالْحُجَّةِ.
قَالَ مُحَمَّد: ﴿ذكرى﴾ قَدْ تَكُونُ نَصْبًا وَتَكُونُ رَفْعًا، فَالنَّصْبُ عَلَى الْمَصْدَرِ عَلَى مَعْنَى: ﴿إِلَّا لَهَا منذرون﴾؛ أَيْ: مُذَكِّرُونَ ذِكْرًا، وَالرَّفْعُ عَلَى مَعْنَى: إِنْذَارُنَا ذِكْرَى؛ أَيْ: تَذْكِرَةٌ؛ يُقَالُ: ذَكَّرْتُهُ ذِكْرَى بِأَلِفِ التَّأْنِيثِ، وذكرا وتذكيرا وَتَذْكِرَة.
﴿الشَّيَاطِينُ وَمَا تنزلت بِهِ﴾ يَعْنِي: الْقُرْآن
﴿وَمَا يَنْبَغِي لَهُم﴾ أَنْ يَنْزِلُوا بِهِ؛ أَيْ: لَا يَسْتَطِيعُونَ ذَلِك.
﴿إِنَّهُم عَن السّمع لمعزولون﴾ وَكَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ يَسْتَمِعُونَ أَخْبَارًا مِنْ [أَخْبَارِ] السَّمَاءِ، فَأَمَّا الْوَحْيُ فَلَمْ يَكُونُوا يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يَسْمَعُوهُ؛ فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَّلَّمَ مُنِعُوا مِنْ تِلْكَ الْمَقَاعِدَ الَّتِي كَانُوا يَسْتَمِعُونَ فِيهَا، إِلَّا مَا يَسْتَرِقُ أَحَدُهُمْ فَيُرْمَى بِالشِّهَابِ
﴿وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين﴾ تَفْسِير الْكَلْبِيّ: " أَن رَسُول اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَام خَرَجَ حَتَّى قَامَ عَلَى الصَّفَا وَقُرَيْشٌ فِي
289
الْمَسْجِدِ، ثُمَّ نَادَى: يَا صَبَاحَاهُ ﴿فَفَزِعَ النَّاسُ فَخَرَجُوا، فَقَالُوا: مَا لَكَ يَا ابْنَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ؟﴾ فَقَالَ: يَا آلَ غَالِبٍ. قَالُوا: هَذِهِ غَالِبٌ عِنْدَكَ. ثُمَّ نَادَى يَا آلَ لُؤَيٍّ. ثُمَّ نَادَى يَا آلَ مُرَّةَ. ثُمَّ نَادَى يَا آلَ كَعْبٍ. ثُمَّ نَادَى يَا آلَ قُصَيٍّ. فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: أَنْذَرَ الرَّجُلُ عَشِيرَتَهُ الْأَقْرَبِينَ انْظُرُوا مَاذَا يُرِيدُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو لَهَبٍ: هَؤُلَاءِ عَشِيرَتُكَ قَدْ حَضَرُوا فَمَا تُرِيدُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنْذَرْتُكُمْ أَنَّ جَيْشًا يُصْبِحُونَكُمْ أَصَدَّقْتُمُونِي؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي أُنْذِرُكُمُ النَّارَ، وَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ الدُّنْيَا مَنْفَعَةً، وَلَا مِنَ الْآخِرَةِ نَصِيبًا، إِلَّا أَنْ تَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ! فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﴿تَبَّتْ يَدَا أبي لَهب﴾ فَتَفَرَّقَتْ عَنْهُ قُرَيْشٌ وَقَالُوا: مَجْنُونٌ يهذي من أم رَأسه ".
290
﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤمنِينَ﴾ كَقَوْلِهِ: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لنت لَهُم﴾.
قَالَ مُحَمَّد: من كَلَام الْعَرَب: اخْفِضْ جَنَاحَكَ؛ يَعْنِي: أَلِنْ جَنَاحَكَ.
﴿فَإِن عصوك﴾ يَعْنِي: الْمُشْركين ﴿فَقل إِنِّي برِئ مِمَّا تَعْمَلُونَ﴾.
﴿الَّذِي يراك حِين تقوم﴾ فِي الصَّلَاة وَحدك
﴿وتقلبك فِي الساجدين﴾ يَعْنِي: فِي صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ؛ فِي تَفْسِير بَعضهم.
سُورَة الشُّعَرَاء من (آيَة ٢٢١ آيَة ٢٢٧).
﴿هَل أنبئكم﴾ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ ﴿عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِين﴾
﴿تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾ يَعْنِي: الكهنة
﴿يلقون السّمع﴾ كَانَتِ الشَّيَاطِينُ تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ تَسْتَمِعُ، ثُمَّ تَنْزِلُ إِلَى الْكَهَنَةِ فَتُخْبِرُهُمْ، فَتُحَدِّثُ الْكَهَنَةُ بِمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ، وَتَخْلِطُ بِهِ الْكَهَنَةُ كَذِبًا كَثِيرًا، فَيُحَدِّثُونَ بِهِ النَّاسَ، وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ سَمْعِ السَّمَاء، فَيكون حَقًا، و [أما] مَا [كَانَ] خَلَطُوا بِهِ مِنَ الْكَذِبِ يَكُونُ كَذِبًا ﴿وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ﴾ يَعْنِي: جَمَاعَتهمْ
﴿وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ﴾ يَعْنِي: الشَّيَاطِين
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَاد﴾ أَيْ: مِنْ أَوْدِيَةِ الْكَذِبِ ﴿يَهِيمُونَ﴾.
قَالَ مُحَمَّد: يَعْنِي: يذهبون.
﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾ قَالَ قَتَادَة: (ل ٢٤٧) يَعْنِي: يَمْدَحُ قَوْمًا بِبَاطِلٍ، وَيَذُمُّ قوما بباطل،
ثُمَّ اسْتَثْنَى فَقَالَ: ﴿إِلا الَّذِينَ آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات﴾.
قَالَ قَتَادَةُ: اسْتَثْنَى اللَّهُ الشُّعَرَاءَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ؛ مِنْهُمْ: حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ،
291
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ﴿وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظلمُوا﴾ أَيْ: انْتَصَرُوا بِالْكَلَامِ؛ يَعْنِي: [هَجَوْا] عَنِ نَبِيِّ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظَلَمَهُمُ الْمُشْرِكُونَ ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظلمُوا﴾ أَشْرَكُوا مِنَ الشُّعَرَاءِ وَغَيْرِهِمْ ﴿أَيَّ مُنْقَلب يَنْقَلِبُون﴾ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَة؛ أَي: أَنهم سَيَنْقَلِبُونَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ إِلَى النَّار.
قَالَ مُحَمَّد: ﴿إِي﴾ بِالنَّصْبِ؛ لِأَنَّهَا مِنْ أَسْمَاءِ الِاسْتِفْهَامِ، لَا يَعْمَلُ فِيهَا مَا قَبْلَهَا.
292
تَفْسِيرُ سُورَةِ النَّمْلِ وَهِي مَكِيَّةُ كلهَا

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

سُورَة النَّمْل من (آيَة ١ آيَة ٦)
293
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
(سَقَى دَارَ سُعْدَى حَيْثُ شَطَّ بِهَا النَّوَى فَأُنْعِمَ مِنْهَا كُلُّ ريع وفدفد)