ﰡ
﴿ ثُمَّ يُحْيِينِ * وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ ٱلدِّينِ ﴾: إن صدر عني صغيرة.
﴿ رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً ﴾: كمال علم وعمل ﴿ وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ ﴾: كما مر.
﴿ وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ ﴾: ثناء حسنا ﴿ فِي ٱلآخِرِينَ ﴾: إلى القيامة، ومن أثره صلاة التشهد ﴿ وَٱجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ ﴾: كما مر ﴿ وَٱغْفِرْ لأَبِيۤ ﴾: بتوفيق إيمانه ﴿ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ * وَلاَ تُخْزِنِي ﴾: تفضحني بمعاتبتي بما فرطت ﴿ يَوْمَ يُبْعَثُونَ ﴾: الناس أو الضالون، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ ﴾: أحدا ﴿ إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾: عن الكفر، أو مسلم فصرفه المال في الخير وإرشاده أولاده إلى الخير ينفعانه ﴿ وَأُزْلِفَتِ ﴾: قربت ﴿ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾: بأن قربوا منها فيرونها ﴿ وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ ﴾: غلب الوعد باختلاف الفعلين ﴿ وَقِيلَ لَهُمْ ﴾: توبيخا ﴿ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ ﴾: بدفع العذاب ﴿ أَوْ يَنتَصِرُونَ ﴾: بدفعه عنهم ﴿ فَكُبْكِبُواْ ﴾: ألقوا ﴿ فِيهَا ﴾: هم المعبودون ﴿ وَٱلْغَاوُونَ ﴾: العابدون ﴿ وَجُنُودُ ﴾: متبعوا ﴿ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ * قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴾: مع معبودهم ﴿ تَٱللَّهِ ﴾: إنه ﴿ كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾: في استحقاق العبادة ﴿ وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ ﴾: الذين اقتدينا بهم ﴿ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴾: كما للمؤمنين ﴿ وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴾: قريب أو مهتم بأمرنا وحده وجمعهم لقلته وكثرتهم عادة ﴿ فَلَوْ ﴾: للتمني ﴿ أَنَّ لَنَا كَرَّةً ﴾: رجعة إلى الدنيا ﴿ فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾: من قصة إبراهيم ﴿ لآيَةً ﴾: عبرة للمستبصرين ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ﴾: القادر على تعجيل عقوبتهم ﴿ ٱلرَّحِيمُ ﴾: بإمهالهم
﴿ وَتَذَرُونَ ﴾: إتيان ﴿ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ ﴾: من الإناث أو قبلهن إذا كانوا يلوطون بهن ﴿ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ﴾: متجاوزون عن حد الشهوة أو مفرطون في المعاصي
﴿ وَإِن ﴾: إنه ﴿ نَّظُنُّكَ ﴾: نعلمك ﴿ لَمِنَ ٱلْكَاذِبِينَ * فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً ﴾: قطعة أو عذابا ﴿ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّيۤ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾: فيجازيكم ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ ﴾: على وفق طلبهم ﴿ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ ﴾: سحابة أضلتهم بعد حر شديد أخذهم: فأمطرت عليهم نارا أحرقتهم ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾: كما مر ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴾: كما مر ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ * وَإِنَّهُ ﴾: القرآن ﴿ لَتَنزِيلُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ * نَزَلَ ﴾: ملتبسا ﴿ بِهِ ﴾: وبالتخفيف: الباء للتعدية ﴿ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ ﴾: جبريل لإحياء الأرواح بما ينزل ﴿ عَلَىٰ قَلْبِكَ ﴾: روحك أو العضو لانتقاله منه إليه ﴿ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ ﴾: متعلق نزل ﴿ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴾: واضح المعنى ﴿ وَإِنَّهُ ﴾: ذكره أو معناه ﴿ لَفِي زُبُرِ ﴾: كتب ﴿ ٱلأَوَّلِينَ ﴾: المنزلة ﴿ أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً ﴾: على صحته ﴿ أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ﴾: كابن سلام أنه من الله ﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَىٰ بَعْضِ ٱلأَعْجَمِينَ ﴾: الأعْجَم مَنْ لا يعرفُ العربي، أو جمع أعجمي على التخفيف ﴿ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ﴾: استنكافا أو لعدم فهمه ﴿ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ ﴾: أدخلنا الكفر ﴿ فِي قُلُوبِ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴾: أي: قلوبهم ﴿ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ * فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾: بإتيانه ﴿ فَيَقُولُواْ هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ ﴾: لنؤمن ﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ﴾: ثم يستلهمون حينئذ ﴿ أَفَرَأَيْتَ ﴾: أخبرني ﴿ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَآءَهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ ﴾: من العذاب ﴿ مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ ﴾: لم ينفعهم ﴿ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ ﴾: أي: تمتعهم في دفع العذاب ﴿ وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ ﴾: في حالة ﴿ لَهَا ﴾: رسل ﴿ مُنذِرُونَ * ذِكْرَىٰ ﴾: لعظمتهم ﴿ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾: بإهلاكهم حينئذٍ ﴿ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ ٱلشَّيَاطِينُ ﴾: كالكهنة ﴿ وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾: إنزاله ﴿ إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ ﴾: لسماع كلام الملك ﴿ لَمَعْزُولُونَ ﴾: محجوبون بالشهب ﴿ فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ ﴾: حَثٌّ لنا على الإخلاص كما مر ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ ﴾: فإنهم أهم ﴿ وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ ﴾: تواضع ﴿ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ ﴾: العشيرة ﴿ فَقُلْ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴾: أي: عملكم ﴿ وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ * ٱلَّذِي يَرَاكَ ﴾: يعلمك ﴿ حِينَ تَقُومُ ﴾: إلى التهجد ﴿ وَتَقَلُّبَكَ ﴾: ترددك ﴿ فِي ﴾: تصفح أحوال ﴿ ٱلسَّاجِدِينَ ﴾: المتهجدين، او الأول في صلاته منفرداً، والثاني في الجماعة ﴿ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ * هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴾: كثير الإثم كالكهنة ﴿ يُلْقُونَ ﴾: الأفاكون ﴿ ٱلسَّمْعَ ﴾: إلى الشياطين فيتلقون منهم ظنونا، ويَزيدون عليها أشياء، وفي الحديث" الكلمةُ يحفظها الجنّيُّ فيقرُّها في أذن وليه فيزيد فيها أكثر من مائة كذبة "﴿ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ * وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ ﴾: الضَّالون، وكل صاحبته مَهديُّون ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ ﴾: من فنون الكلام ﴿ يَهِيمُونَ ﴾: يتجارون أو يكذبون فيتجاوزون الحدَّ مَدْحاً وهَجْواً ﴿ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ﴾: فعلنا ﴿ مَا لاَ يَفْعَلُونَ * إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ ﴾: منهم ﴿ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً ﴾: في الشعر وغيره ﴿ وَٱنتَصَرُواْ ﴾: من الكفار بِهَجْوهم ﴿ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ ﴾: منهم ﴿ وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ ﴾: مطلقاً ﴿ أَيَّ مُنقَلَبٍ ﴾: مَرْجع ﴿ يَنقَلِبُونَ ﴾: يرجعون بعد موتهم، فويل لكل ظالم. واللهُ أعلم بالصّواب وإلْيِه المرجعُ والمآب.