تفسير سورة الشعراء

تفسير الجلالين
تفسير سورة سورة الشعراء من كتاب تفسير الجلالين المعروف بـتفسير الجلالين .
لمؤلفه المَحَلِّي . المتوفي سنة 864 هـ

﴿طسم﴾ اللَّه أَعْلَم بِمُرَادِهِ بِذَلِكَ
﴿تِلْكَ﴾ أَيْ هَذِهِ الْآيَات ﴿آيَات الْكِتَاب﴾ الْقُرْآن وَالْإِضَافَة بِمَعْنَى مِنْ ﴿الْمُبِين﴾ الْمُظْهِر الْحَقّ مِنْ الْبَاطِل
﴿لَعَلَّك﴾ يَا مُحَمَّد ﴿بَاخِع نَفْسك﴾ قَاتِلْهَا غَمًّا مِنْ أَجْل ﴿أَلَّا يَكُونُوا﴾ أَيْ أَهْل مَكَّة ﴿مُؤْمِنِينَ﴾ وَلَعَلَّ هُنَا لِلْإِشْفَاقِ أَيْ أَشْفَقَ عَلَيْهَا بِتَخْفِيفِ هَذَا الْغَمّ
﴿إنْ نَشَأْ نُنَزِّل عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاء آيَة فَظَلَّتْ﴾ بِمَعْنَى الْمُضَارِع أَيْ تَظَلّ أَيْ تَدُوم ﴿أَعْنَاقهمْ لَهَا خَاضِعِينَ﴾ فَيُؤْمِنُونَ وَلِمَا وَصَفَتْ الْأَعْنَاق بِالْخُضُوعِ الَّذِي هُوَ لِأَرْبَابِهَا جُمِعَتْ الصِّفَة مِنْهُ جمع العقلاء
﴿وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْر﴾ قُرْآن ﴿مِنْ الرَّحْمَن محدث﴾ صفة كاشفة ﴿إلا كانوا عنه معرضين﴾
﴿فقد كذبوا﴾ به ﴿فسيأتيهم أنباء﴾ عواقب ﴿ما كانوا به يستهزءون﴾
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا﴾ يَنْظُرُوا ﴿إلَى الْأَرْض كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا﴾ أَيْ كَثِيرًا ﴿مِنْ كُلّ زَوْج كَرِيم﴾ نوع حسن
﴿إنَّ فِي ذَلِك لَآيَة﴾ دَلَالَة عَلَى كَمَال قُدْرَته تَعَالَى ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرهمْ مُؤْمِنِينَ﴾ فِي عِلْم اللَّه وَكَانَ قَالَ سِيبَوَيْهِ زَائِدَة
﴿وَإِنَّ رَبّك لَهُوَ الْعَزِيز﴾ ذُو الْعِزَّة يَنْتَقِم من الكافرين ﴿الرحيم﴾ يرحم المؤمنين
١ -
﴿و﴾ اذكر يا محمد لقومك ﴿إذْ نَادَى رَبّك مُوسَى﴾ لَيْلَة رَأَى النَّار وَالشَّجَرَة ﴿أَنْ﴾ أَيْ بِأَنْ ﴿ائْتِ الْقَوْم الظَّالِمِينَ﴾ رسولا
١ -
﴿قَوْم فِرْعَوْن﴾ مَعَهُ ظَلَمُوا أَنْفُسهمْ بِالْكُفْرِ بِاَللَّهِ وَبَنِي إسْرَائِيل بِاسْتِعْبَادِهِمْ ﴿أَلَا﴾ الْهَمْزَة لِلِاسْتِفْهَامِ الْإِنْكَارِيّ ﴿يتقون﴾ الله بطاعته فيوحدونه
١ -
﴿قال﴾ موسى ﴿رب إني أخاف أن يكذبون﴾
١ -
﴿وَيَضِيق صَدْرِي﴾ مِنْ تَكْذِيبهمْ لِي ﴿وَلَا يَنْطَلِق لِسَانِي﴾ بِأَدَاءِ الرِّسَالَة لِلْعُقْدَةِ الَّتِي فِيهِ ﴿فَأَرْسِلْ إلَى﴾ أَخِي ﴿هَارُونَ﴾ مَعِي
١ -
﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْب﴾ بِقَتْلِ الْقِبْطِيّ مِنْهُمْ ﴿فَأَخَاف أن يقتلون﴾ به
١ -
﴿قَالَ﴾ تَعَالَى ﴿كَلَّا﴾ لَا يَقْتُلُونَك ﴿فَاذْهَبَا﴾ أَيْ أَنْتَ وَأَخُوك فَفِيهِ تَغْلِيب الْحَاضِر عَلَى الْغَائِب ﴿بِآيَاتِنَا إنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ﴾ مَا تَقُولُونَ وَمَا يُقَال لَكُمْ أُجْرِيَا مَجْرَى الْجَمَاعَة
480
١ -
481
﴿فَأْتِيَا فِرْعَوْن فَقُولَا إنَّا﴾ كُلًّا مِنَّا ﴿رَسُول رَبّ الْعَالَمِينَ﴾ إلَيْك
١ -
﴿أَنْ﴾ أَيْ بِأَنْ ﴿أَرْسِلْ مَعَنَا﴾ إلَى الشَّام ﴿بَنِي إسْرَائِيل﴾ فَأْتِيَاهُ فَقَالَا لَهُ مَا ذُكِرَ
١ -
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن لِمُوسَى ﴿أَلَمْ نُرَبِّك فِينَا﴾ فِي مَنَازِلنَا ﴿وَلِيدًا﴾ صَغِيرًا قَرِيبًا مِنْ الْوِلَادَة بَعْد فِطَامه ﴿وَلَبِثْت فِينَا مِنْ عُمُرك سِنِينَ﴾ ثَلَاثِينَ سَنَة يَلْبَس مِنْ مَلَابِس فِرْعَوْن وَيَرْكَب مِنْ مَرَاكِبه وَكَانَ يُسَمَّى ابْنه
١ -
﴿وَفَعَلْت فَعْلَتَك الَّتِي فَعَلْت﴾ هِيَ قَتْله الْقِبْطِيّ ﴿وَأَنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ﴾ الْجَاحِدِينَ لِنِعْمَتِي عَلَيْك بِالتَّرْبِيَةِ وعدم الاستعباد
٢ -
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿فَعَلْتهَا إذًا﴾ أَيْ حِينَئِذٍ ﴿وَأَنَا مِنْ الضَّالِّينَ﴾ عَمًّا آتَانِي اللَّه بَعْدهَا مِنْ العلم والرسالة
٢ -
﴿فَفَرَرْت مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حكما﴾ علما ﴿وجعلني من المرسلين﴾
٢ -
﴿وَتِلْكَ نِعْمَة تَمُنّهَا عَلَيَّ﴾ أَصْله تَمُنّ بِهَا عَلَيَّ ﴿أَنْ عَبَّدْت بَنِي إسْرَائِيل﴾ بَيَان لِتِلْكَ أَيْ اتَّخَذْتهمْ عَبِيدًا وَلَمْ تَسْتَعْبِدنِي لَا نِعْمَة لَك بِذَلِكَ لِظُلْمِك بِاسْتِعْبَادِهِمْ وَقَدَّرَ بَعْضهمْ أَوَّل الْكَلَام هَمْزَة اسْتِفْهَام لِلْإِنْكَارِ
٢ -
﴿قَالَ فِرْعَوْن﴾ لِمُوسَى ﴿وَمَا رَبّ الْعَالَمِينَ﴾ الَّذِي قُلْت إنَّك رَسُوله أَيْ أَيْ شَيْء هُوَ وَلَمَّا لَمْ يَكُنْ سَبِيل لِلْخَلْقِ إلَى مَعْرِفَة حَقِيقَته تَعَالَى وَإِنَّمَا يَعْرِفُونَهُ بِصِفَاتِهِ أَجَابَهُ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِبَعْضِهَا
٢ -
﴿قَالَ رَبّ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَيْنهمَا﴾ أَيْ خَالِق ذَلِكَ ﴿إنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ بِأَنَّهُ تَعَالَى خَالِقه فَآمِنُوا بِهِ وَحْده
٢ -
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن ﴿لِمَنْ حَوْله﴾ مِنْ أَشْرَاف قَوْمه ﴿أَلَا تَسْتَمِعُونَ﴾ جَوَابه الَّذِي لَمْ يُطَابِق السُّؤَال
٢ -
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿رَبّكُمْ وَرَبّ آبَائِكُمْ الْأَوَّلِينَ﴾ وَهَذَا وَإِنْ كَانَ دَاخِلًا فِيمَا قَبْله يَغِيظ فِرْعَوْن ولذلك
481
٢ -
482
﴿قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون﴾
٢ -
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿رَبّ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب وَمَا بَيْنهمَا إنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ أَنَّهُ كَذَلِكَ فَآمِنُوا بِهِ وحده
٢ -
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن لِمُوسَى ﴿لَئِنْ اتَّخَذْت إلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنك مِنْ الْمَسْجُونِينَ﴾ كَانَ سِجْنه شَدِيدًا يَحْبِس الشَّخْص فِي مَكَان تَحْت الْأَرْض وَحْده لَا يُبْصِر وَلَا يَسْمَع فِيهِ أَحَدًا
٣ -
﴿قَالَ﴾ لَهُ مُوسَى ﴿أَوَلَوْ﴾ أَيْ أَتَفْعَلُ ذَلِك وَلَوْ ﴿جِئْتُك بِشَيْءٍ مُبِين﴾ بُرْهَان بَيِّن عَلَى رسالتي
٣ -
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن لَهُ ﴿فَأْتِ بِهِ إنْ كُنْت مِنْ الصَّادِقِينَ﴾ فِيهِ
٣ -
﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَان مُبِين﴾ حَيَّة عظيمة
٣ -
﴿وَنَزَعَ يَده﴾ أَخْرَجَهَا مِنْ جَيْبه ﴿فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء﴾ ذَات شُعَاع ﴿لِلنَّاظِرِينَ﴾ خِلَاف مَا كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْأَدْمَة
٣ -
﴿قَالَ﴾ فِرْعَوْن ﴿لِلْمَلَإِ حَوْله إنَّ هَذَا لَسَاحِر عَلِيم﴾ فَائِق فِي عِلْم السحر
٣ -
﴿يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون﴾
٣ -
﴿قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ﴾ أَخِّرْ أَمْرهمَا ﴿وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِن حَاشِرِينَ﴾ جَامِعِينَ
٣ -
﴿يَأْتُوك بِكُلِّ سَحَّار عَلِيم﴾ يَفْضُل مُوسَى فِي عِلْم السِّحْر
٣ -
﴿فَجُمِعَ السَّحَرَة لِمِيقَاتِ يَوْم مَعْلُوم﴾ وَهُوَ وَقْت الضُّحَى مِنْ يَوْم الزِّينَة
٣ -
﴿وقيل للناس هل أنتم مجتمعون﴾
٤ -
﴿لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين﴾ الِاسْتِفْهَام لِلْحَثِّ عَلَى الِاجْتِمَاع وَالتَّرَجِّي عَلَى تَقْدِير غَلَبَتهمْ لِيَسْتَمِرُّوا عَلَى دِينهمْ فَلَا يَتْبَعُوا مُوسَى
٤ -
﴿فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن﴾ بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَتَيْنِ وَتَسْهِيل الثَّانِيَة وَإِدْخَال أَلِف بَيْنهمَا على الوجهين {لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين
482
٤ -
483
﴿قال نعم وإنكم إذا﴾ أي حينئذ ﴿لمن المقربين﴾
٤ -
﴿قَالَ لَهُمْ مُوسَى﴾ بَعْد مَا قَالُوا لَهُ ﴿إمَّا أَنْ تُلْقِي وَإِمَّا أَنْ نَكُون نَحْنُ الْمُلْقِينَ﴾ ﴿أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ﴾ فالأمر فيه للإذن بتقديم إلقائهم إلى إظهار الحق
٤ -
﴿فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون﴾
٤ -
﴿فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَف﴾ بِحَذْفِ إحْدَى التَّاءَيْنِ مِنْ الْأَصْل تَبْتَلِع ﴿مَا يَأْفِكُونَ﴾ يَقْلِبُونَهُ بِتَمْوِيهِهِمْ فَيُخَيِّلُونَ حِبَالهمْ وَعِصِيّهمْ أَنَّهَا حَيَّات تسعى
٤ -
﴿فألقى السحرة ساجدين﴾
٤ -
﴿قالوا آمنا برب العالمين﴾
٤ -
﴿رَبّ مُوسَى وَهَارُونَ﴾ لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّ مَا شَاهَدُوهُ مِنْ الْعَصَا لَا يَتَأَتَّى بِالسِّحْرِ
٤ -
﴿قال﴾ فرعون ﴿أآمنتم﴾ بِتَحْقِيقِ الْهَمْزَتَيْنِ وَإِبْدَال الثَّانِيَة أَلِفًا ﴿لَهُ﴾ لِمُوسَى ﴿قَبْل أَنْ آذَن﴾ أَنَا ﴿لَكُمْ إنَّهُ لَكَبِيركُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْر﴾ فَعَلَّمَكُمْ شَيْئًا مِنْهُ وَغَلَبَكُمْ بِآخَر ﴿فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ مَا يَنَالكُمْ مِنِّي ﴿لَأُقَطِّعَن أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلكُمْ مِنْ خِلَاف﴾ أَيْ يَد كُلّ وَاحِد الْيُمْنَى ورجله اليسرى ﴿ولأصلبنكم أجمعين﴾
٥ -
﴿قَالُوا لَا ضَيْر﴾ لَا ضَرَر عَلَيْنَا فِي ذَلِكَ ﴿إنَّا إلَى رَبّنَا﴾ بَعْد مَوْتنَا بِأَيِّ وَجْه كَانَ ﴿مُنْقَلِبُونَ﴾ رَاجِعُونَ فِي الْآخِرَة
٥ -
﴿إنَّا نَطْمَع﴾ نَرْجُو ﴿أَنْ يَغْفِر لَنَا رَبّنَا خَطَايَانَا أَنْ﴾ أَيْ بِأَنْ ﴿كُنَّا أَوَّل الْمُؤْمِنِينَ﴾ في زماننا
٥ -
﴿وَأَوْحَيْنَا إلَى مُوسَى﴾ بَعْد سِنِينَ أَقَامَهَا بَيْنهمْ يَدْعُوهُمْ بِآيَاتِ اللَّه إلَى الْحَقّ فَلَمْ يَزِيدُوا إلَّا عُتُوًّا ﴿أَنْ أَسِرْ بِعِبَادِي﴾ بَنِي إسْرَائِيل وَفِي قِرَاءَة بِكَسْرِ النُّون وَوَصْل هَمْزَة أَسْرِ مِنْ سَرَى لُغَة فِي أَسْرَى أَيْ سِرْ بِهِمْ لَيْلًا إلَى الْبَحْر ﴿إنَّكُمْ مُتَّبِعُونَ﴾ يَتْبَعكُمْ فِرْعَوْن وَجُنُوده فَيَلِجُونَ وَرَاءَكُمْ الْبَحْر فَأُنْجِيكُمْ وَأُغْرِقهُمْ
483
٥ -
484
﴿فَأَرْسَلَ فِرْعَوْن﴾ حِين أَخْبَرَ بِسَيْرِهِمْ ﴿فِي الْمَدَائِن﴾ قِيلَ كَانَ لَهُ أَلْف مَدِينَة وَاثْنَا عَشَر أَلْف قَرْيَة ﴿حَاشِرِينَ﴾ جَامِعِينَ الْجَيْش قَائِلًا
٥ -
﴿إنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَة﴾ طَائِفَة ﴿قَلِيلُونَ﴾ قِيلَ كَانُوا سِتّمِائَةِ أَلْف وَسَبْعِينَ أَلْفًا وَمُقَدَّمَة جَيْشه سَبْعمِائَةِ أَلْف فَقَلَّلَهُمْ بِالنَّظَرِ إلَى كَثْرَة جَيْشه
٥ -
﴿وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ﴾ فَاعِلُونَ مَا يَغِيظنَا
٥ -
﴿وَإِنَّا لجميع حذرون﴾ مستعدون وفي قراءة حاذرون متيقظون
٥ -
قال تعالى ﴿فَأَخْرَجْنَاهُمْ﴾ أَيْ فِرْعَوْن وَقَوْمه مِنْ مِصْر لِيَلْحَقُوا مُوسَى وَقَوْمه ﴿مِنْ جَنَّات﴾ بَسَاتِين كَانَتْ عَلَى جَانِبَيْ النِّيل ﴿وَعُيُون﴾ أَنْهَار جَارِيَة فِي الدُّور من النيل
٥ -
﴿وَكُنُوز﴾ أَمْوَال ظَاهِرَة مِنْ الذَّهَب وَالْفِضَّة وَسُمِّيَتْ كُنُوزًا لِأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ حَقّ اللَّه تَعَالَى مِنْهَا ﴿وَمَقَام كَرِيم﴾ مَجْلِس حَسَن لِلْأُمَرَاءِ وَالْوُزَرَاء يحفه أتباعهم
٥ -
﴿كَذَلِكَ﴾ أَيْ إخْرَاجنَا كَمَا وَصَفْنَا ﴿وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إسْرَائِيل﴾ بَعْد إغْرَاق فِرْعَوْن وَقَوْمه
٦ -
﴿فَأَتْبَعُوهُمْ﴾ لَحِقُوهُمْ ﴿مُشْرِقِينَ﴾ وَقْت شُرُوق الشَّمْس
٦ -
﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ﴾ رَأَى كُلّ مِنْهُمَا الْآخَر ﴿قَالَ أَصْحَاب مُوسَى إنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ يُدْرِكنَا جَمْع فِرْعَوْن وَلَا طَاقَة لَنَا بِهِ
٦ -
﴿قَالَ﴾ مُوسَى ﴿كَلَّا﴾ أَيْ لَنْ يُدْرِكُونَا ﴿إنَّ معي ربي﴾ بنصره ﴿سيهدين﴾ طريق النجاة
٦ -
قال تعالى ﴿فَأَوْحَيْنَا إلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاك الْبَحْر﴾ فَضَرَبَهُ ﴿فَانْفَلَقَ﴾ فَانْشَقَّ اثْنَيْ عَشَر فِرَقًا ﴿فَكَانَ كُلّ فِرْق كَالطَّوْدِ الْعَظِيم﴾ الْجَبَل الضَّخْم بَيْنهمَا مَسَالِك سَلَكُوهَا لَمْ يَبْتَلّ مِنْهَا سُرُج الرَّاكِب ولا لبده
٦ -
﴿وَأَزْلَفْنَا﴾ قَرَّبْنَا ﴿ثَمَّ﴾ هُنَاكَ ﴿الْآخِرِينَ﴾ فِرْعَوْن وَقَوْمه حَتَّى سَلَكُوا مَسَالِكهمْ
٦ -
﴿وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ﴾ بِإِخْرَاجِهِمْ مِنْ الْبَحْر عَلَى هَيْئَته الْمَذْكُورَة
484
٦ -
485
﴿ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ﴾ فِرْعَوْن وَقَوْمه بِإِطْبَاقِ الْبَحْر عَلَيْهِمْ لَمَّا تَمَّ دُخُولهمْ فِي الْبَحْر وَخُرُوج بَنِي إسْرَائِيل مِنْهُ
٦ -
﴿إنَّ فِي ذَلِكَ﴾ إغْرَاق فِرْعَوْن وَقَوْمه ﴿لَآيَة﴾ عِبْرَة لِمَنْ بَعْدهمْ ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرهمْ مُؤْمِنِينَ﴾ بِاَللَّهِ لَمْ يُؤْمِن مِنْهُمْ غَيْر آسِيَة امْرَأَة فِرْعَوْن وحزقيل مُؤْمِن آل فِرْعَوْن وَمَرْيَم بِنْت ناموصي الَّتِي دَلَّتْ عَلَى عِظَام يُوسُف عَلَيْهِ السلام
٦ -
﴿وَإِنَّ رَبّك لَهُوَ الْعَزِيز﴾ فَانْتَقَمَ مِنْ الْكَافِرِينَ بِإِغْرَاقِهِمْ ﴿الرَّحِيم﴾ بِالْمُؤْمِنِينَ فَأَنْجَاهُمْ مِنْ الْغَرَق
٦ -
﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ﴾ أَيْ كُفَّار مَكَّة ﴿نَبَأ﴾ خَبَر ﴿إبراهيم﴾ ويبدل منه
٧ -
﴿إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون﴾
٧ -
﴿قَالُوا نَعْبُد أَصْنَامًا﴾ صَرَّحُوا بِالْفِعْلِ لِيَعْطِفُوا عَلَيْهِ ﴿فَنَظَلّ لَهَا عَاكِفِينَ﴾
نُقِيم نَهَارًا عَلَى عِبَادَتهَا زَادُوهُ فِي الْجَوَاب افْتِخَارًا بِهِ
٧ -
﴿قال هل يسمعونكم إذ﴾ حين ﴿تدعون﴾
٧ -
﴿أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ﴾ إنْ عَبَدْتُمُوهُمْ ﴿أَوْ يَضُرُّونَ﴾ كُمْ إنْ لَمْ تَعْبُدُوهُمْ
٧ -
﴿قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ أَيْ مثل فعلنا
٧ -
﴿قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون﴾
٧ -
﴿أنتم ؤاباؤكم الأقدمون﴾
٧ -
﴿فَإِنَّهُمْ عَدُوّ لِي﴾ لَا أَعْبُدهُمْ ﴿إلَّا﴾ لَكِنْ ﴿رَبّ الْعَالَمِينَ﴾ فَإِنِّي أَعْبُدهُ
٧ -
﴿الذي خلقني فهو يهدين﴾ إلى الدين
٧ -
﴿والذي هو يطعمني ويسقين﴾
٨ -
﴿وإذا مرضت فهو يشفين﴾
٨ -
﴿والذي يميتني ثم يحيين﴾
٨ -
﴿وَاَلَّذِي أَطْمَع﴾ أَرْجُو ﴿أَنْ يَغْفِر لِي خَطِيئَتِي يَوْم الدِّين﴾ الْجَزَاء
٨ -
﴿رَبّ هَبْ لِي حُكْمًا﴾ عِلْمًا ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ النبيين
٨ -
﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَان صِدْق﴾ ثَنَاء حَسَنًا ﴿فِي الْآخِرِينَ﴾ الَّذِينَ يَأْتُونَ بَعْدِي إلَى يَوْم الْقِيَامَة
485
٨ -
486
﴿وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَة جَنَّة النَّعِيم﴾ مِمَّنْ يُعْطَاهَا
٨ -
﴿وَاغْفِرْ لِأَبِي إنَّهُ كَانَ مِنْ الضَّالِّينَ﴾ بِأَنْ تَتُوب عَلَيْهِ فَتَغْفِر لَهُ وَهَذَا قَبْل أَنْ يَتَبَيَّن لَهُ أَنَّهُ عَدُوّ لِلَّهِ كَمَا ذُكِرَ فِي سُورَة بَرَاءَة
٨ -
﴿وَلَا تُخْزِنِي﴾ تَفْضَحنِي ﴿يَوْم يُبْعَثُونَ﴾ النَّاس
٨ -
قَالَ تَعَالَى فِيهِ ﴿يَوْم لَا يَنْفَع مَال وَلَا بنون﴾ أحدا
٨ -
﴿إلَّا﴾ لَكِنْ ﴿مَنْ أَتَى اللَّه بِقَلْبٍ سَلِيم﴾ مِنْ الشِّرْك وَالنِّفَاق وَهُوَ قَلْب الْمُؤْمِن فَإِنَّهُ ينفعه ذلك
٩ -
﴿وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّة﴾ قُرِّبَتْ ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ فَيَرَوْنَهَا
٩ -
﴿وبرزت الجحيم﴾ أظهرت ﴿للغاوين﴾ الكافرين
٩ -
﴿وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون﴾
٩ -
﴿مِنْ دُون اللَّه﴾ أَيْ غَيْره مِنْ الْأَصْنَام ﴿هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ﴾ بِدَفْعِ الْعَذَاب عَنْكُمْ ﴿أَوْ يَنْتَصِرُونَ﴾ بدفعه عن أنفسهم لا
٩ -
﴿فكبكبوا﴾ ألقوا ﴿فيها هم والغاوون﴾
٩ -
﴿وَجُنُود إبْلِيس﴾ أَتْبَاعه وَمَنْ أَطَاعَهُ مِنْ الْجِنّ والإنس ﴿أجمعون﴾
٩ -
﴿قَالُوا﴾ أَيْ الْغَاوُونَ ﴿وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ﴾ مَعَ معبوديهم
٩ -
﴿تَاللَّهِ إنْ﴾ مُخَفَّفَة مِنْ الثَّقِيلَة وَاسْمهَا مَحْذُوف أَيْ إنَّهُ ﴿كُنَّا لَفِي ضَلَال مُبِين﴾ بَيِّن
٩ -
﴿إذْ﴾ حَيْثُ ﴿نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ فِي الْعِبَادَة
٩ -
﴿وَمَا أَضَلَّنَا﴾ عَنْ الْهُدَى ﴿إلَّا الْمُجْرِمُونَ﴾ أَيْ الشَّيَاطِين أَوْ أَوَّلُونَا الَّذِينَ اقْتَدَيْنَا بِهِمْ
١٠ -
﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ﴾ كَمَا لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْمَلَائِكَة وَالنَّبِيِّينَ وَالْمُؤْمِنِينَ
١٠ -
﴿وَلَا صَدِيق حَمِيم﴾ يُهِمّهُ أَمْرنَا
486
١٠ -
487
﴿فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّة﴾ رَجْعَة إلَى الدُّنْيَا ﴿فَنَكُون مِنْ الْمُؤْمِنِينَ﴾ لَوْ هُنَا لِلتَّمَنِّي وَنَكُون جوابه
١٠ -
﴿إنَّ فِي ذَلِكَ﴾ الْمَذْكُور مِنْ قِصَّة إبْرَاهِيم وقومه ﴿لآية وما كان أكثرهم مؤمنين﴾
١٠ -
﴿وإن ربك لهو العزيز الرحيم﴾
١٠ -
﴿كَذَّبَتْ قَوْم نُوح الْمُرْسَلِينَ﴾ بِتَكْذِيبِهِمْ لَهُ لِاشْتِرَاكِهِمْ فِي الْمَجِيء بِالتَّوْحِيدِ أَوْ لِأَنَّهُ لِطُولِ لُبْثه فِيهِمْ كَأَنَّهُ رُسُل وَتَأْنِيث قَوْم بِاعْتِبَارِ مَعْنَاهُ وَتَذْكِيره بِاعْتِبَارِ لَفْظه
١٠ -
﴿إذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ﴾ نَسَبًا ﴿نُوح أَلَا تتقون﴾ الله
١٠ -
﴿إنِّي لَكُمْ رَسُول أَمِين﴾ عَلَى تَبْلِيغ مَا أرسلت به
١٠ -
﴿فَاتَّقُوا اللَّه وَأَطِيعُونِ﴾ فِيمَا آمُركُمْ بِهِ مِنْ تَوْحِيد اللَّه وَطَاعَته
١٠ -
﴿وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ﴾ عَلَى تَبْلِيغه ﴿مِنْ أَجْر إن﴾ ما ﴿أجري﴾ أي ثوابي ﴿إلا على رب العالمين﴾
١١ -
﴿فَاتَّقُوا اللَّه وَأَطِيعُونِ﴾ كَرَّرَهُ تَأْكِيدًا
١١ -
﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ﴾ نُصَدِّق ﴿لَك﴾ لِقَوْلِك ﴿وَاتَّبَعَك﴾ وَفِي قِرَاءَة وَأَتْبَاعك جَمْع تَابِع مُبْتَدَأ ﴿الْأَرْذَلُونَ﴾ السَّفَلَة كالحاكة والأساكفة
١١ -
﴿قال وما علمي﴾ أي علم لي ﴿بما كانوا يعملون﴾
١١ -
﴿إنْ﴾ مَا ﴿حِسَابهمْ إلَّا عَلَى رَبِّي﴾ فَيُجَازِيهِمْ ﴿لو تشعرون﴾ تعلمون ذلك ما عبدتموهم
١١ -
﴿وما أنا بطارد المؤمنين﴾
١١ -
﴿إنْ﴾ مَا ﴿أَنَا إلَّا نَذِير مُبِين﴾ بَيِّن الإنذار
١١ -
﴿قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوح﴾ عَمَّا تَقُول لَنَا ﴿لَتَكُونَن مِنْ الْمَرْجُومِينَ﴾ بِالْحِجَارَةِ أَوْ بالشتم
١١ -
﴿قال﴾ نوح ﴿رب إن قومي كذبون﴾
١١ -
﴿فافتح بيني وبينهم فتحا﴾ أي احكم {ونجني ومن معي من المؤمنين
487
١١ -
488
قال تعالى ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْك الْمَشْحُون﴾ الْمَمْلُوء مِنْ النَّاس وَالْحَيَوَان وَالطَّيْر
١٢ -
﴿ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْد﴾ بَعْد إنْجَائِهِمْ ﴿الْبَاقِينَ﴾ مِنْ قومه
١٢ -
﴿إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين﴾
١٢ -
﴿وإن ربك لهو العزيز الرحيم﴾
١٢ -
﴿كذبت عاد المرسلين﴾
١٢ -
﴿إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون﴾
١٢ -
﴿إني لكم رسول أمين﴾
١٢ -
﴿فاتقوا الله وأطيعون﴾
١٢ -
﴿وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إنْ﴾ مَا ﴿أجري إلا على رب العالمين﴾
١٢ -
﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيع﴾ مَكَان مُرْتَفِع ﴿آيَة﴾ بِنَاء عَلَمًا لِلْمَارَّةِ ﴿تَعْبَثُونَ﴾
بِمَنْ يَمُرّ بِكُمْ وَتَسْخَرُونَ منهم والجملة حال من ضمير تبنون
١٢ -
﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِع﴾ لِلْمَاءِ تَحْت الْأَرْض ﴿لَعَلَّكُمْ﴾ كَأَنَّكُمْ ﴿تَخْلُدُونَ﴾ فِيهَا لَا تَمُوتُونَ
١٣ -
﴿وَإِذَا بَطَشْتُمْ﴾ بِضَرْبٍ أَوْ قَتْل ﴿بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ﴾ مِنْ غَيْر رَأْفَة
١٣ -
﴿فَاتَّقُوا اللَّه﴾ فِي ذَلِكَ ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ فِيمَا أَمَرْتُكُمْ به
١٣ -
﴿واتقوا الذي أمدكم﴾ أنعم عليكم ﴿بما تعلمون﴾
١٣ -
﴿أمدكم بأنعام وبنين﴾
١٣ -
﴿وَجَنَّات﴾ بَسَاتِين ﴿وَعُيُون﴾ أَنْهَار
١٣ -
﴿إنِّي أَخَاف عَلَيْكُمْ عَذَاب يَوْم عَظِيم﴾ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة إنْ عَصَيْتُمُونِي
١٣ -
﴿قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا﴾ مُسْتَوٍ عِنْدنَا ﴿أَوَعَظْت أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْوَاعِظِينَ﴾ أَصْلًا أَيْ لَا نرعوي لوعظك
١٣ -
﴿إنْ﴾ مَا ﴿هَذَا﴾ الَّذِي خَوَّفْتنَا بِهِ ﴿إلَّا خلق الأولين﴾ اختلافهم وَكَذِبهمْ وَفِي قِرَاءَة بِضَمِّ الْخَاء وَاللَّام أَيْ مَا هَذَا الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ إنْكَار البعث إلا خلق الأولين أي طبيعتهم وعادتهم
١٣ -
{وما نحن بمعذبين
488
١٣ -
489
﴿فكذبوه﴾ بالعذاب ﴿فأهلكناهم﴾ في الدنيا بالريح ﴿إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين﴾
١٤ -
﴿وإن ربك لهو العزيز الرحيم﴾
١٤ -
489
﴿وإن ربك لهو العزيز الرحيم﴾
١٦ -
489
﴿كذبت ثمود المرسلين﴾
١٤ -
﴿إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون﴾
١٤٣ - ﴿إني لكم رسول أمين﴾
١٤٤ - ﴿فاتقوا الله وأطيعون﴾
١٤ -
﴿إني لكم رسول أمين﴾
١٦ -
فاتقوا الله وأطيعون
[ فاتقوا الله وأطيعون ]
﴿وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إنْ﴾ مَا ﴿أجري إلا على رب العالمين﴾
١٤ -
﴿أتتركون في ما ها هنا﴾ من الخيرات ﴿آمنين﴾
١٤ -
﴿في جنات وعيون﴾
١٤ -
﴿وَزُرُوع وَنَخْل طَلْعهَا هَضِيم﴾ لَطِيف لَيِّن
١٤ -
﴿وَتَنْحِتُونَ من الجبال بيوتا فرهين﴾ بَطِرِينَ وَفِي قِرَاءَة فَارِهِينَ حَاذِقِينَ
١٥ -
﴿فاتقوا الله وأطيعون﴾ فيما أمرتكم به
١٥ -
﴿ولا تطيعوا أمر المسرفين﴾
١٥ -
﴿الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض﴾ بِالْمَعَاصِي ﴿وَلَا يُصْلِحُونَ﴾ بطاعة الله
١٥ -
﴿قَالُوا إنَّمَا أَنْتَ مِنْ الْمُسَحَّرِينَ﴾ الَّذِينَ سَحَرُوا كَثِيرًا حَتَّى غَلَبَ عَلَى عَقْلهمْ
١٥ -
﴿مَا أَنْتَ﴾ أَيْضًا ﴿إلَّا بَشَر مِثْلنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إنْ كُنْت مِنْ الصَّادِقِينَ﴾ فِي رِسَالَتك
١٥ -
﴿قَالَ هَذِهِ نَاقَة لَهَا شِرْب﴾ نَصِيب مِنْ الماء ﴿ولكم شرب يوم معلوم﴾
١٥ -
﴿وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذكُمْ عَذَاب يَوْم عَظِيم﴾ بعظم العذاب
١٥ -
﴿فَعَقَرُوهَا﴾ عَقَرَهَا بَعْضهمْ بِرِضَاهُمْ ﴿فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ﴾ عَلَى عقرها
١٥ -
﴿فأخذهم العذاب﴾ الموعود به فهلكوا ﴿إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين﴾
١٥ -
وإن ربك لهو العزيز الرحيم
[ وإن ربك لهو العزيز الرحيم ]
﴿كذبت قوم لوط المرسلين﴾
١٦ -
﴿إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون﴾
١٦ -
إني لكم رسول أمين
[ إني لكم رسول أمين ]
{فاتقوا الله وأطيعون
489
١٦ -
490
﴿وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إنْ﴾ مَا ﴿أجري إلا على رب العالمين﴾
١٦ -
490
﴿وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر إنْ﴾ مَا ﴿أجري إلا على رب العالمين﴾
١٨ -
490
﴿أتأتون الذكران من العالمين﴾ الناس
١٦ -
﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبّكُمْ مِنْ أَزْوَاجكُمْ أَقْبَالهنَّ {بَلْ أَنْتُمْ قَوْم عَادُونَ﴾ مُتَجَاوِزُونَ الْحَلَال إلى الحرام
١٦ -
﴿قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوط﴾ عَنْ إنْكَارك عَلَيْنَا ﴿لَتَكُونَن مِنْ الْمُخْرَجِينَ﴾ مِنْ بَلْدَتنَا
١٦ -
﴿قَالَ﴾ لُوط ﴿إنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنْ الْقَالِينَ﴾ الْمُبْغَضِينَ
١٦ -
﴿رَبّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ﴾ أَيْ مِنْ عذابه
١٧ -
﴿فنجيناه وأهله أجمعين﴾
١٧ -
﴿إلَّا عَجُوزًا﴾ امْرَأَته ﴿فِي الْغَابِرِينَ﴾ الْبَاقِينَ أَهْلَكْنَاهَا
١٧ -
﴿ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ﴾ أَهْلَكْنَاهُمْ
١٧ -
﴿وأمطرنا عليهم مطرا﴾ حجارة من جملة الإ هلاك ﴿فساء مطر المنذرين﴾ مطرهم
١٧ -
﴿إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين﴾
١٧ -
﴿وإن ربك لهو العزيز الرحيم﴾
١٧ -
﴿كَذَّبَ أَصْحَاب الْأَيْكَة﴾ وَفِي قِرَاءَة بِحَذْفِ الْهَمْزَة وَإِلْقَاء حَرَكَتهَا عَلَى اللَّام وَفَتْح الْهَاء هِيَ غيضة شجر قرب مدين ﴿المرسلين﴾
١٧ -
﴿إذ قال لهم شعيب﴾ لم يقل لهم أخوهم لأنه لم يكن منهم ﴿ألا تتقون﴾
١٧ -
﴿إني لكم رسول أمين﴾
١٧ -
﴿فاتقوا الله وأطيعون﴾
١٨ -
وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين
[ وما أسألكم عليه من أجر إن ] ما [ أجري إلا على رب العالمين ]
﴿أَوْفُوا الْكَيْل﴾ أَتِمُّوهُ ﴿وَلَا تَكُونُوا مِنْ الْمُخْسِرِينَ﴾ الناقصين
١٨ -
﴿وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيم﴾ الْمِيزَان السَّوِيّ
490
١٨ -
491
﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاس أَشْيَاءَهُمْ﴾ لَا تُنْقِصُوهُمْ مِنْ حَقّهمْ شَيْئًا ﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْض مُفْسِدِينَ﴾ بِالْقَتْلِ وَغَيْره مِنْ عَثِيَ بِكَسْرِ الْمُثَلَّثَة أَفْسَدَ وَمُفْسِدِينَ حَال مُؤَكِّدَة لِمَعْنَى عَامِلهَا
١٨ -
﴿واتقوا الذي خلقكم والجبلة﴾ الخليقة ﴿الأولين﴾
١٨ -
﴿قالوا إنما أنت من المسحرين﴾
١٨ -
﴿وَمَا أَنْتَ إلَّا بَشَر مِثْلنَا وَإِنْ﴾ مُخَفَّفَة مِنْ الثَّقِيلَة وَاسْمهَا مَحْذُوف أَيْ أَنَّهُ ﴿نظنك لمن الكاذبين﴾
١٨ -
﴿فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا﴾ بِسُكُونِ السِّين وَفَتْحهَا قِطَعًا ﴿مِنْ السَّمَاء إنْ كُنْت مِنْ الصَّادِقِينَ﴾ فِي رسالتك
١٨ -
﴿قَالَ رَبِّي أَعْلَم بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ فَيُجَازِيكُمْ بِهِ
١٨ -
﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَاب يَوْم الظُّلَّة﴾ هِيَ سَحَابَة أَظَلَّتْهُمْ بَعْد حَرّ شَدِيد أَصَابَهُمْ فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ نارا فاحترقوا ﴿إنه كان عذاب يوم عظيم﴾
١٩ -
﴿إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين﴾
١٩ -
﴿وإن ربك لهو العزيز الرحيم﴾
١٩ -
﴿وإنه﴾ أي القرآن ﴿لتنزيل رب العالمين﴾
١٩ -
﴿نزل به الروح الأمين﴾ جبريل
١٩ -
﴿على قلبك لتكون من المنذرين﴾
١٩ -
﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيّ مُبِين﴾ بَيِّن وَفِي قِرَاءَة بِتَشْدِيدِ نَزَلَ وَنَصْب الرُّوح وَالْفَاعِل اللَّه
١٩ -
﴿وَإِنَّهُ﴾ ذِكْر الْقُرْآن الْمُنَزَّل عَلَى مُحَمَّد ﴿لَفِي زبر﴾ كتب ﴿الأولين﴾ كالتوراة والإنجيل
١٩ -
﴿أو لم يَكُنْ لَهُمْ﴾ لِكُفَّارِ مَكَّة ﴿آيَة﴾ عَلَى ذَلِكَ ﴿أَنْ يَعْلَمهُ عُلَمَاء بَنِي إسْرَائِيل﴾ كَعَبْدِ اللَّه بن سلام وأصحابه من الذين آمنوا فإنهم يخبرون بذلك وَيَكُنْ بالتحتانية وَنَصْب آيَة وبالفوقانية وَرَفْع آيَة
١٩ -
﴿وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْض الْأَعْجَمِينَ﴾ جَمْع أَعْجَم
١٩ -
﴿فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ﴾ كُفَّار مَكَّة ﴿مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ﴾ أَنَفَة مِنْ اتِّبَاعه
491
٢٠ -
492
﴿كَذَلِكَ﴾ أَيْ مِثْل إدْخَالنَا التَّكْذِيب بِهِ بِقِرَاءَةِ الْأَعْجَمِيّ ﴿سَلَكْنَاهُ﴾ أَدْخَلْنَا التَّكْذِيب بِهِ ﴿فِي قُلُوب المجرمين﴾ كفار مكة بقراءة النبي
٢٠ -
﴿لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم﴾
٢٠ -
﴿فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون﴾
٢٠ -
﴿فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ﴾ لِنُؤْمِن فَيُقَال لَهُمْ لا فقالوا متى هذا العذاب قال تعالى
٢٠ -
﴿أفبعذابنا يستعجلون﴾
٢٠ -
﴿أفرأيت﴾ أخبرني ﴿إن متعناهم سنين﴾
٢٠ -
﴿ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ﴾ من العذاب
٢٠ -
﴿مَا﴾ اسْتِفْهَامِيَّة بِمَعْنَى أَيّ شَيْء ﴿أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ﴾ فِي دَفْع الْعَذَاب أَوْ تَخْفِيفه أَيْ لَمْ يُغْنِ
٢٠ -
﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَة إلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ﴾ رُسُل تُنْذِر أَهْلهَا
٢٠ -
﴿ذِكْرَى﴾ عِظَة لَهُمْ ﴿وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾ فِي إهْلَاكهمْ بَعْد إنْذَارهمْ وَنَزَلَ رَدًّا لِقَوْلِ الْمُشْرِكِينَ
٢١ -
﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ﴾ بِالْقُرْآنِ ﴿الشَّيَاطِين﴾
٢١ -
﴿وَمَا يَنْبَغِي﴾ يَصْلُح ﴿لَهُمْ﴾ أَنْ يَنْزِلُوا بِهِ ﴿وَمَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ ذَلِكَ
٢١ -
﴿إنَّهُمْ عَنْ السَّمْع﴾ لِكَلَامِ الْمَلَائِكَة ﴿لَمَعْزُولُونَ﴾ بِالشُّهُبِ
٢١ -
﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّه إلَهًا آخَر فَتَكُون مِنْ الْمُعَذَّبِينَ﴾ إنْ فَعَلْت ذَلِكَ الَّذِي دَعَوْك إليه
٢١ -
﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتك الْأَقْرَبِينَ﴾ وَهُمْ بَنُو هَاشِم وَبَنُو الْمُطَّلِب وَقَدْ أَنْذَرَهُمْ جَهَارًا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم
٢١ -
﴿وَاخْفِضْ جَنَاحك﴾ أَلِنْ جَانِبك ﴿لِمَنْ اتَّبَعَك مِنْ المؤمنين﴾ الموحدين
٢١ -
﴿فإن عصوك﴾ عشيرك ﴿فَقُلْ﴾ لَهُمْ ﴿إنِّي بَرِيء مِمَّا تَعْمَلُونَ﴾ } مِنْ عِبَادَة غَيْر اللَّه
٢١ -
﴿وَتَوَكَّلْ﴾ بِالْوَاوِ وَالْفَاء ﴿عَلَى الْعَزِيز الرَّحِيم﴾ اللَّه أَيْ فَوَّضَ إلَيْهِ جَمِيع أُمُورك
492
٢١ -
493
﴿الَّذِي يَرَاك حِين تَقُوم﴾ إلَى الصَّلَاة
٢١ -
﴿وَتَقَلُّبك﴾ فِي أَرْكَان الصَّلَاة قَائِمًا وَقَاعِدًا وَرَاكِعًا وَسَاجِدًا ﴿في الساجدين﴾ المصلين
٢٢ -
﴿إنه هو السميع العليم﴾
٢٢ -
﴿هَلْ أُنَبِّئكُمْ﴾ يَا كُفَّار مَكَّة ﴿عَلَى مَنْ تَنَزَّل الشَّيَاطِين﴾ بِحَذْفِ إحْدَى التَّاءَيْنِ مِنْ الْأَصْل
٢٢ -
﴿تَنَزَّل عَلَى كُلّ أَفَّاك﴾ كَذَّاب ﴿أَثِيم﴾ فَاجِر مِثْل مُسَيْلِمَة وَغَيْره مِنْ الْكَهَنَة
٢٢ -
﴿يُلْقُونَ﴾ الشَّيَاطِين ﴿السَّمْع﴾ مَا سَمِعُوهُ مِنْ الْمَلَائِكَة إلَى الْكَهَنَة ﴿وَأَكْثَرهمْ كَاذِبُونَ﴾ يَضُمُّونَ إلَى الْمَسْمُوع كَذِبًا كَثِيرًا وَكَانَ هَذَا قَبْل أَنْ حُجِبَتْ الشَّيَاطِين عَنْ السَّمَاء
٢٢ -
﴿وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعهُمْ الْغَاوُونَ﴾ فِي شِعْرهمْ فَيَقُولُونَ بِهِ وَيَرْوُونَهُ عَنْهُمْ فَهُمْ مَذْمُومُونَ
٢٢ -
﴿أَلَمْ تَرَ﴾ تَعْلَم ﴿أَنَّهُمْ فِي كُلّ وَادٍ﴾ مِنْ أَوْدِيَة الْكَلَام وَفُنُونه ﴿يَهِيمُونَ﴾ يَمْضُونَ فَيُجَاوِزُونَ الْحَدّ مَدْحًا وَهِجَاء
٢٢ -
﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ﴾ فَعَلْنَا ﴿مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾ يَكْذِبُونَ
493
٢٢ -
494
﴿إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَات﴾ مِنْ الشُّعَرَاء ﴿وَذَكَرُوا اللَّه كَثِيرًا﴾ لَمْ يَشْغَلهُمْ الشِّعْر عَنْ الذِّكْر ﴿وَانْتَصَرُوا﴾ بِهَجْوِهِمْ الْكُفَّار ﴿مِنْ بَعْد مَا ظُلِمُوا﴾ بِهَجْوِ الْكُفَّار لَهُمْ فِي جُمْلَة الْمُؤْمِنِينَ فَلَيْسُوا مَذْمُومِينَ قَالَ اللَّه تَعَالَى ﴿لَا يُحِبّ اللَّه الْجَهْر بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْل إلَّا مَنْ ظُلِمَ﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ مِنْ الشُّعَرَاء وَغَيْرهمْ ﴿أَيّ مُنْقَلَب﴾ مَرْجِع ﴿يَنْقَلِبُونَ﴾ يَرْجِعُونَ بَعْد الْمَوْت = ٢٧ سُورَة النَّمْل
مَكِّيَّة وَآيَاتهَا ٩٣ أو ٩٤ أو ٩٥ آيَة نَزَلَتْ بَعْد سُورَة الشعراء بسم الله الرحمن الرحيم
Icon