تفسير سورة الضحى

الدر المنثور
تفسير سورة سورة الضحى من كتاب الدر المنثور في التأويل بالمأثور المعروف بـالدر المنثور .
لمؤلفه السُّيوطي . المتوفي سنة 911 هـ

أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة ﴿ الضحى ﴾ بمكة.
وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان من طريق أبي الحسن البزي المقري قال : سمعت عكرمة بن سليمان يقول : قرأت على اسماعيل بن قسطنطين، فلما بلغت ﴿ والضحى ﴾ قال : كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم فإني قرأت على عبد الله بن كثير، فلما بلغت ﴿ والضحى ﴾ قال : كبر حتى تختم وأخبره عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أن ابن عباس رضي الله عنهما أمره بذلك، وأخبره ابن عباس أن أبيّ بن كعب أمره بذلك، وأخبره أن النبي ﷺ أخبره بذلك.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير والطبراني والبيهقي وأبو نعيم معاً في الدلائل عن جندب البجلي قال : اشتكى النبي ﷺ فلم يقم ليلتين أو ثلاثاً فأتته امرأة فقالت : يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك لم تره قربك ليلتين أو ثلاثاً، فأنزل الله ﴿ والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ﴾.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن جندب رضي الله عنه قال : أبطأ جبريل على النبي ﷺ فقال المشركون : قد ودع محمد فأنزل الله ﴿ ما ودعك ربك وما قلى ﴾.
وأخرج الطبراني عن جندب رضي الله عنه قال : احتبس جبريل عن النبي ﷺ فقالت بعض بنات عمه : ما أرى صاحبك إلا قد قلاك. فنزلت :﴿ والضحى ﴾ إلى ﴿ وما قلى ﴾.
وأخرج الترمذي وصححه وابن أبي حاتم واللفظ له عن جندب قال : رمي رسول الله ﷺ بحجر في أصبعه فقال : هل أنت إلا أصبع دميت، وفي سبيل الله ما لقيت، فمكث ليلتين أو ثلاثاً لا يقوم فقالت له امرأة : ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فنزلت ﴿ والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ﴾.
وأخرج الحاكم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال :« لما نزلت ﴿ تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى ﴾ [ المسد : ١ ] إلى ﴿ وامرأته حمالة الحطب ﴾ [ المسد : ٤ ] فقيل لامرأة أبي لهب : إن محمداً قد هجاك. فأتت رسول الله ﷺ وهو جالس في الملأ، فقالت : يا محمد علام تهوجوني؟ قال : إني والله ما هجوتك، ما هجاك إلا الله. فقالت : هل رأيتني أحمل حطباً أو رأيت في جيدي حبلاً من مسد؟ ثم انطلقت. فمكثت رسول الله ﷺ أياماً لا ينزل عليه، فأتته فقالت : ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك، فأنزل الله ﴿ والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ﴾ ».
283
وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه أن خديجة قالت للنبي ﷺ : ما أرى ربك إلا قد قلاك، فأنزل الله ﴿ والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عروة رضي الله عنه قال : أبطأ جبريل عن النبي ﷺ فجزع جزعاً شديداً فقالت خديجة : أرى ربك قد قلاك مما يرى من جزعك، فنزلت ﴿ والضحى ﴾ إلى آخرها.
وأخرج الحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طريق عروة عن خديجة قالت : لما أبطأ على رسول الله ﷺ الوحي جزع من ذلك فقلت له مما رأيت من جزعه : لقد قلاك ربك مما يرى من جزعك، فأنزل الله ﴿ ما ودعك ربك وما قلى ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزل على رسول الله ﷺ القرآن أبطأ عنه جبريل أياماً، فعير بذلك، فقال المشركون : ودعه ربه وقلاه، فأنزل الله ﴿ والضحى والليل إذا سجى ﴾ يعني أقبل ﴿ ما ودعك ربك وما قلى ﴾.
وأخرج ابن جرير نحوه من مرسل قتادة والضحاك.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ والضحى ﴾ قال : ساعة من ساعات النهار ﴿ والليل إذا سجى ﴾ قال : سكن بالناس.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ والليل إذا سجى ﴾ قال : إذا استوى.
وأخرج عبد الرزاق عن الحسن رضي الله عنه ﴿ إذا سجى ﴾ قال : إذا لبس الناس.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ إذا سجى ﴾ قال : إذا أقبل.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ﴿ والليل إذا سجى ﴾ قال : إذا أقبل فغطى كل شيء.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ إذا سجى ﴾ قال : إذا ذهب ﴿ ما ودعك ربك ﴾ قال : ما تركك ﴿ وما قلى ﴾ قال : ما أبغضك.
وأخرج ابن أبي شيبة في مسنده والطبراني وابن مردويه عن أم حفص عن أمها وكانت خادم رسول الله ﷺ « إن جرواً دخل بيت النبي ﷺ، فدخل تحت السرير، فمات، فمكث النبي ﷺ أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي، فقال : يا خولة ما حدث في بيت رسول الله ﷺ ؟ جبريل لا يأتيني. فقلت يا نبي الله ما أتى علينا يوم خير منا اليوم، فأخذ برده فلبسه وخرج، فقلت في نفسي : لو هيأت البيت وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فإذا بشيء ثقيل، فلم أزل حتى بدا لي الجرو ميتاً فأخذته بيدي فألقيته خلف الدار فجاء النبي ﷺ ترعد لحيته، وكان إذا نزل عليه أخذته الرعدة فقال : يا خولة دثريني فأنزل الله عليه ﴿ والضحى والليل إذا سجى ﴾ إلى قوله :﴿ فترضى ﴾ ».
284
وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ :« عرض علي ما هو مفتوح لأمتي بعدي فسرني، فأنزل الله ﴿ وللآخرة خير لك من الأولى ﴾ ».
وأخرج ابن أبي حاتم وعبد بن حميد وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي وابن مردويه وأبو نعيم كلاهما في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : عرض على رسول الله ﷺ ما هو مفتوح على أمته من بعده كفراً كفراً، فسر بذلك، فأنزل الله ﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾ فأعطاه في الجنة ألف قصر من لؤلؤ ترابه المسك، في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم.
وأخرج ابن جرير من طريق السدي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾ قال : من رضا محمد أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار.
وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾ قال : رضاه أن تدخل أمته الجنة كلهم.
وأخرج الخطيب في تلخيص المتشابه من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾ قال : لا يرضى محمد، واحد من أمته في النار.
وأخرج مسلم عن ابن عمرو رضي الله عنه « أن النبي ﷺ تلا قول الله في إبراهيم ﴿ فمن تبعني فإنه مني ﴾ [ إبراهيم : ٣٦ ] وقول عيسى ﴿ إن تعذبهم فإنهم عبادك ﴾ [ النساء : ١١٨ ] الآية. فرفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل له : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك ».
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية من طريق حرب بن شريح رضي الله عنه قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين : أرأيت هذه الشفاعة التي يتحدث بها أهل العراق، أحق هي؟ قال : إي والله، حدثني عمي محمد بن الحنفيه عن علي أن رسول الله ﷺ قال :« أشفع لأمتي حتى يناديني ربي أرضيت يا محمد؟ فأقول : نعم يا رب رضيت » ثم أقبل علي فقال : إنكم تقولون يا معشر أهل العراق إن أرجى آية في كتاب الله
285
﴿ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ﴾ [ الزمر : ٥٣ ] قلت : إنا لنقول ذلك. قال فكلنا أهل البيت نقول : إن أرجى آية في كتاب الله ﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾ وهي الشفاعة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه أنه سئل عن قوله :﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾ قال : هي الشفاعة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ :« إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾ ».
وأخرج العسكري في المواعظ وابن مردويه وابن لال وابن النجار عن جابر بن عبد الله قال :« دخل رسول الله ﷺ على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإِبل، فلما نظر إليها قال : يا فاطمة تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً فأنزل الله ﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾ ».
وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال : لما نزلت ﴿ وللآخرة خير لك من الأولى ﴾ قال العباس بن عبد المطلب : لا يدع الله نبيه فيكم إلا قليلاً لما هو خير له.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ ولسوف يعطيك ربك فترضى ﴾ قال : ذلك يوم القيامة هي الجنة.
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل وابن عساكر من طريق موسى بن علي بن رباح عن أبيه رضي الله عنه قال : كنت عند مسلمة بن مخلد وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص، فتمثل مسلمة ببيت من شعر أبي طالب، فقال : لو أن أبا طالب رأى ما نحن فيه اليوم من نعمة الله وكرامته لعلم أن ابن أخيه سيد قد جاء بخير كثير، فقال عبد الله : ويومئذ قد كان سيداً كريماً قد جاء بخير كثير، فقال مسلمة : ألم يقل الله ﴿ ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى، ووجدك عائلاً فأغنى ﴾ فقال عبد الله : أما اليتيم فقد كان يتيماً من أبويه، وأما العيلة فكل ما كان بأيدي العرب إلى القلة.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب رضي الله عنه قال : بعث عبد المطلب ابنه عبد الله يمتار له تمراً من يثرب فتوفي عبد الله وولدت آمنة رسول الله ﷺ، فكان في حجر جده عبد المطلب.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :« سألت ربي مسألة ووددت أني لم أكن سألته، فقلت : قد كانت قبلي الأنبياء منهم من سخرت له الريح، ومنهم من كان يحيي الموتى، فقال تعالى : يا محمد ألم أجدك يتيماً فآويتك؟ ألم أجدك ضالاً فهديتك؟ ألم أجدك عائلاً فأغنيتك؟ ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أضع عنك وزرك؟ ألم أرفع لك ذكرك؟ قلت : بلى يا رب ».
286
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ :« سألت ربي شيئاً وددت أني لم أكن سألته، قلت؛ يا رب كل الأنبياء فذكر سليمان بالريح وذكر موسى فأنزل الله ﴿ ألم يجدك يتيماً فآوى ﴾ ».
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت ﴿ والضحى ﴾ على رسو ل الله ﷺ قال رسول الله ﷺ :« يمن عليّ ربي وأهل أن يمن ربي » والله أعلم.
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ ووجدك ضالاً فهدى ﴾ قال : وجدك بين ضالين فاستنقذك من ضلالتهم.
أخرج ابن جرير عن سفيان ﴿ ووجدك عائلاً ﴾ قال : فقير وذكر أنها في مصحف ابن مسعود « ووجدك عديماً فآوى ».
وأخرج ابن الأنباري في المصاحب عن الأعمش قال : قراءة ابن مسعود « ووجدك عديماً فأغنى ».
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ فأما اليتيم فلا تقهر ﴾ قال : لا تحقره، وذكر أن في مصحف عبد الله « فلا تكهر »
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ فلا تقهر ﴾ قال : فلا تظلم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ﴿ فأما اليتيم فلا تقهر ﴾ يقول : لا تظلمه.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ﴿ فأما اليتيم فلا تقهر ﴾ قال : كن لليتيم كأب رحيم ﴿ وأما السائل فلا تنهر ﴾ قال : رد السائل برحمة ولين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان ﴿ وأما السائل فلا تنهر ﴾ قال : من جاء يسألك عن أمر دينه فلا تنهره والله أعلم.
أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ﴿ وأما بنعمة ربك فحدث ﴾ قال : بالنبوّة التي أعطاك ربك.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ وأما بنعمة ربك فحدث ﴾ قال : بالقرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن مقسم قال : لقيت الحسن بن علي بن أبي طالب، فصافحته، فقال : التقابل مصافحة المؤمن. قلت أخبرني عن قوله :﴿ وأما بنعمة ربك فحدث ﴾ قال : الرجل المؤمن يعمل عملاً صالحاً فيخبر به أهل بيته. قلت أي الأجلين قضى موسى الأول أو الآخر؟ قال : الآخر.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن الحسن بن علي في قوله :﴿ وأما بنعمة ربك فحدث ﴾ قال : إذا أصبت خيراً فحدث إخوانك.
287
وأخرج ابن جرير عن أبي نضرة قال : كان المسلمون يرون أن من شكر النعمة أن يحدث بها.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والبيهقي في شعب الإِيمان بسند ضعيف عن أنس بن بشير قال : قال رسول الله ﷺ على المنبر :« من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة ».
وأخرج ابن داود عن جابر بن عبد الله عن النبي ﷺ قال :« من أبلى بلاء فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط فإنه كلابس ثوب زور ».
وأخرج أحمد وأبو داود عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ﷺ :« من أعطى عطاء فوجده فليخبر به، فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره ».
وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط والبيهقي عن عائشة قالت : قال رسول الله ﷺ :« من أولى معروفاً فليكافىء به فإن لم يستطع فليذكره، فإن من ذكره فقد شكره ».
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ :« من أولى معروفاً فليكافىء به فإن لم يستطع فليذكره، فإن من ذكره فقد شكره ».
وأخرج سعيد بن منصور عن عمر بن عبد العزيز قال : إن ذكر النعمة شكر.
وأخرج البيهقي عن الحسن قال : أكثر واذكر هذه النعمة فإن ذكرها شكر.
وأخرج البيهقي عن الجريري قال : كان يقال : إن تعداد النعم من الشكر.
وأخرج البيهقي عن يحيى بن سعيد قال : كان يقال : تعداد النعم من الشكر.
وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن قتادة قال : من شكر النعمة إفشاؤها.
وأخرج البيهقي عن فضيل بن عياض قال : كان يقال : من شكر النعمة أن يحدث بها.
وأخرج البيهقي عن ابن أبي الحواري قال : جلس فضيل بن عياض وسفيان بن عيينة ليلة إلي الصباح يتذاكران النعم، أنعم الله علينا في كذا، أنعم الله علينا في كذا.
وأخرج الطبراني عن أبي الأسود الدؤلي وزاذان الكندي قالا : قلنا لعلي : حدثنا عن أصحابك. فذكر مناقبهم. قلنا : فحدثنا عن نفسك. قال : مهلاً نهى الله عن التزكية. فقال له رجل : فإن الله يقول ﴿ وأما بنعمة ربك فحدث ﴾ قال : فإني أحدث بنعمة ربي، كنت والله إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتدئت.
288
Icon