مكية عند جميعهم
بسم الله الرحمان الرحيم
ﰡ
(تعدو الذئاب على من لا كلاب له | وتتقي صولة المستأسد الحامي.) |
(رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى | وعاد ضريعاً نازعته النحائص) |
أحدهما : عنى وجوه الكفار كلهم، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : أنها وجوه اليهود والنصارى، قاله ابن عباس.
وفي قوله " يومئذٍ " وجهان :
أحدهما : يعني يوم القيامة، قاله سعيد بن جبير.
الثاني : في النار، قاله قتادة.
" خاشعة " فيه وجهان :
أحدهما : يعني ذليلة بمعاصيها، قاله قتادة.
الثاني : أنها تخشع بعد ذل من عذاب الله فلا تتنعم، قاله سعيد بن جبير.
ويحتمل وجهاً ثالثاً : أن تكون خاشعة لتظاهرها بطاعته بعد اعترافها بمعصيته.
أحدهما : في الدنيا عاملة بالمعاصي، قاله عكرمة.
الثاني : أنها تكبرت في الدنيا عن طاعة الله تعالى، فأعملها في النار بالانتقال من عذاب إلى عذاب، قاله قتادة.
ويحتمل وجهاً ثالثاً : أي باذلة للعمل بطاعته إن ردّت.
وفي قوله " ناصبة " وجهان :
أحدهما : ناصبة١ في أعمال المعاصي.
الثاني : ناصبة في النار، قاله قتادة.
ويحتمل وجهاً ثالثاً : أي ناصبة بين يديه تعالى مستجيرة بعفوه.
قيل قد اختلف في المراد بالحامية ها هنا على أربعة أوجه :
أحدها : أن المراد بذلك أنها دائمة الحمى وليست كنار الدنيا التي ينقطع حميها بانطفائها.
الثاني : أن المراد بالحامية أنها حمى يمنع من ارتكاب المحظورات وانتهاك المحارم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" وإن لكل ملك حمى، وإن حمى الله محارمه، ومن يرتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه ".
الثالث : معناه أنها تحمي نفسها عن أن تطاق ملامستها أو ترام مماستها كما يحمى الأسد عرينه، ومثله قول النابغة :
تعدو الذئاب على من لا كلاب له | وتتقي صولة المستأسد الحامي١. |
أحدها : قاله ابن زيد.
الثاني : حاضرة.
الثالث : قد بلغت إناها وحان شربها، قاله مجاهد.
الرابع : يعني قد أنى حرها فانتهى واشتد، قاله ابن عباس.
أحدها : أنها شجرة تسميها قريش الشبرق، كثيرة الشوك، قاله ابن عباس، قال قتادة وإذا يبس في الصيف فهو ضريع، قال الشاعر١ :
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى | وعاد ضريعاً نازعته النحائص٢ |
الثالث : أنها الحجارة، قاله ابن جبير.
الرابع : أنه النوى المحرق، حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب.
الخامس : أنه شجر من نار، قاله ابن زيد.
السادس : أن الضريع بمعنى المضروع، أي الذي يضرعون عنده طلباً للخلاص منه، قاله ابن بحر.
٢ النحانص جمع نحوص وهي الأتان الوحشية الحائل، وقيل: هي التي في بطنها ولد..
٣ شجر له شوك ينمو في المناطق الصحراوية..
(وريم أحمّ المقلتين محبّب | زرابيُّه مبثوثةٌ ونمارِقُه) |
أحدهما : أن الجنة أعلى من النار فسميت لذلك عالية، قاله الضحاك.
الثاني : أعالي الجنة وغرقها، لأنها منازل العلو والارتفاع.
فعلى هذا في ارتفاعهم فيها وجهان :
أحدهما : ليلتذوا بالعو والارتفاع.
الثاني : ليشاهدوا ما أعد الله لهم فيها من نعيم.
أحدها : يعني كذباً، قاله ابن عباس.
الثاني : الإثم، قاله قتادة.
الثالث : أنه الشتم، قاله مجاهد.
الرابع : الباطل، قاله يحيى بن سلام.
الخامس : المعصية، قاله الحسن.
السادس : الحلف فلا تسمع في الجنة حالف يمين برة ولا فاجرة، قاله الكلبي.
السابع : لا يسمع في كلامهم كلمة تلغى، لأن أهل الجنة لا يتكلمون إلا بالحكمة وحمد الله على ما رزقهم، قاله الفراء١.
أحدها : لأن بعضها مرفوع فوق بعض.
الثاني : مرفوعة في أنفسهم لجلالتها وحبهم لها، قاله الفراء.
الثالث : أنها مرفوعة المكان لارتفاعها وعلوها.
فعلى هذا في وصفها بالعلو والارتفاع وجهان :
أحدهما : ليلتذ أهلها بارتفاعها، قاله ابن شجرة.
الثاني : ليشاهدوا بارتفاعهم ما أُعطوه من مُلك وأُوتوه من نعيم، قاله ابن عيسى.
وفي قوله " موضوعة " وجهان :
أحدهما : في أيديهم للاستمتاع بالنظر إليها لأنها من ذهب وفضة.
الثاني : يعني أنها مستعملة على الدوام، لاستدامة شربهم منها، قاله المفضل.
أحدهما : الوسائد، واحدها نمرقة، قاله قتادة.
الثاني : المرافق، قاله ابن أبي طلحة، قال الشاعر :
وريم أحمّ المقلتين محبّب | زرابيُّه مبثوثةٌ ونمارِقُه |
أحدهما : هي البسط الفاخرة، قاله ابن عيسى.
الثاني : هي الطنافس المخملة، قاله الكلبي والفراء.
وفي " المبثوثة " أربعة أوجه :
أحدها : مبسوطة، قاله قتادة.
الثاني : بعضها فوق بعض، قاله عكرمة.
الثالث : الكثيرة، قاله الفراء.
الرابع : المتفرقة، قاله ابن قتيبة.
بسم الله الرحمن الرحيم
أحدهما : إنما أنت واعظ.
الثاني : ذكّرهم النعم ليخافوا النقم.
أحدها : لست عليهم بمسلط، قاله الضحاك.
الثاني : بجبار، قاله ابن عباس.
الثالث : برب، قاله الحسن، ومعنى الكلام لست عليهم بمسيطر أن تكرههم على الإيمان.
الثاني : إلا من تولى وكفر فكِلْه إلى الله تعالى، وهذا قبل القتال، ثم أمر بقتالهم، قاله الحسن.
وفي " تولَّى وكفر " وجهان :
أحدهما : تولى عن الحق وكفر بالنعمة.
الثاني : تولى عن الرسول وكفر بالله تعالى، قاله الضحاك.
ويحتمل أن يريد الخلود فيها، لأنه يصير بالاستدامة أكبر من المنقطع.