تفسير سورة الماعون

تفسير النسفي
تفسير سورة سورة الماعون من كتاب مدارك التنزيل وحقائق التأويل المعروف بـتفسير النسفي .
لمؤلفه أبو البركات النسفي . المتوفي سنة 710 هـ
مختلف فيها، وهي سبع آيات.

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١)
﴿أرأيت الذى يُكَذّبُ بالدين﴾ أي هل عرفت الذي يكذب بالجزاء من هو إن لم تعرفه
فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢)
﴿فَذَلِكَ الذى﴾ يكذب بالجزاء هو الذي ﴿يَدُعُّ اليتيم﴾ أي يدفعه دفعاً عنيفاً بجفوة وأذى ويرده رداً قبيحاً بزجر وخشونة
وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣)
﴿وَلاَ يَحُضُّ على طَعَامِ المسكين﴾ ولا يبعث أهله على بذل طعام المسكين جعل علم التكذيب بالجزاء منع المعروف والإقدام على إيذاء الضعيف أي لو آمن بالجزاء وأيقن بالو عين لخشي الله وعقابه ولم يقدم على ذلك فحين أقدم عليه دل أنه مكذب بالجزاء ثم وصل به قوله
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)
﴿فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ الذين هُمْ عَن صلاتهم سَاهُونَ الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون﴾ يعنى بهذا المنافقين أى لا يصلونها سراً لأنهم لا يعتقدون وجوبها ويصلونها علانية رياء وقيل فويل للمنافقين الذين يدخلون أنفسهم في جملة المصلين صورة وهم غافلون عن صلاتهم وأنهم لا يريدون بها قربة إلى ربهم ولا تأدية لفرض فهم ينخفضون ويرتفعون ولا يدرون ماذا
684
يفعلون ويظهرون للناس أنهم يؤدون الفرائض الزكاة وما فيه منفعة وعن أنس والحسن قالا الحمد لله الذى قال عن بصلاتهم ولم يقل في صلاتهم لأن معنى عن أنهم ساهون عنها سهو ترك لها وقلة التفات إليها وذلك فعل المنافقين ومعنى في أن السهو يعتريهم فيها بوسوسة شيطان أو حديث نفس وذلك لا يخلو عنه مسلم وكان رسول الله ﷺ يقع له السهو في صلاته فضلاً عن غيره والمرا آة مفاعلة من الإراءة لأن المرائي يرائي الناس عمله وهم يرونه الثناء عليه والإعجاب به ولا يكون الرجل مرائياً بإظهار الفرائض فمن حقها الاعلان بها لقوله ﷺ ولا عمة فى فرائض الله والإخفاء في التطوع أولى فإن أظهره قاصدا للافتداء به كان جميلاً والماعون الزكاة وعن ابن مسعود رضى الله عنه ما يتعاور في العادة من الفأس والقدر والدلو والمقدحة ونحوها وعن عائشة رضى الله عنها الماء والنار والملح والله أعلم
685
سورة الكوثر مكية وهي ثلاث آيات

بسم الله الرحمن الرحيم

686
Icon