ﰡ
قال المفسرون: بعث كسرى جيشاً إلى الروم، واستعمل عليهم رجلاً يسمى شَهْريراز، فسار إلى الروم بأهل فارس فظهر عليهم فقتلهم، وخرّب مدائنهم وقطع زيتونهم. و [قد] كان قيصر بعث رجلاً يدعى يُحنَّس، فالتقى مع شهريراز بأذْرِعات وبُصْرى، وهي أدنى الشام إلى أرض العرب، فغلب فارسُ الرومَ. وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة فشق ذلك عليهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يظهر الأميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم، وفرح كفار مكة وشمتوا، فَلَقوْا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنكم أهلُ كتاب، والنصارى أهلُ كتاب، ونحن أميون، وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم، وإنكم إن قاتلتمونا لنَظْهَرَنَّ عليكم. فأنزل الله تعالى: ﴿الۤـمۤ * غُلِبَتِ ٱلرُّومُ فِيۤ أَدْنَى ٱلأَرْضِ﴾ إلى آخر الآيات.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن حامد العطار، قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار، قال: حدَّثنا الحارث بن شريح، قال: حدَّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الأعمش، عن عطيةَ العَوْفي، عن أبي سعيد الخُدْرِي، قال:
لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس، فأُعْجِبَ المؤمنون [بذلك، فنزلت: ﴿الۤـمۤ * غُلِبَتِ ٱلرُّومُ﴾ إلى قوله: ﴿يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ ٱللَّهِ﴾ قال: يفرح المؤمنون] بظهور الروم على فارس.