ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
١ - ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ﴾ (٢)، قال عطاء (٣)، ومقاتل (٤): يريد قد أتاك، وهذا كقوله هل ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ [الدهر: ١].وقال (٥) (الكلبي عن) (٦) ابن عباس: لم يكن أتاه قبل ذلك (٧).
(٢) ما بين المقوسين ساقط من (ع).
(٣) لم أعثر على مصدر قوله، وقد ورد بمثله معزوًا إلى أكثر المفسرين في "فتح القدير" ٥/ ٤٢٨.
(٤) "تفسير مقاتل" ٢٣٨ أ.
(٥) في (أ): (قال).
(٦) ساقط من (أ).
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله، ولكش وردت الرواية عن الكلبي في "النكت والعيون" ٦/ ٢٥٧، "فتح القدير" ٥/ ٤٢٨.
(٢) ساقط من (ع).
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله، ولقد ورد بمثله معزواً إلى أكثر المفسرين في "الكشف والبيان" ج ١٣: ٧٩ ب، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٢، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥، وقد ورد بمثل قوله عن ابن عباس، وقتادة، وابن زيد في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٣٦.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٥) "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٣٦.
(٦) انظر "تفسير مقاتل" ٢٣٨ أ.
(٧) "جامع البيان" ٣٠/ ١٥٩، "الكشف" ١٣/ ٧٩ ب، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٢، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٢، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥١، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٢، "فتح القدير" ٥/ ٤٢٨، "تفسير سعيد بن جبير" ٣٧٢.
(٨) "زاد المسير" ٨/ ٢٣٢، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥١، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٢، "فتح القدير" ٥/ ٤٢٨.
(٩) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(١٠) في (ع): (وقال).
(١١) لم أعثر على مصدر لقوله.
٣ - ﴿عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ﴾ قال (٦) الكلبي: عاملة يعني تجر في النار، ناصبة في عذاب، ونصب من حرها (٧)، وهو قول مقاتل (٨)، (والحسن (٩)) (١٠)،
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد من غير عزو في "الوسيط" ٤/ ٤٧٣.
(٣) قال بذلك: قتادة، وسفيان، ومقاتل انظر: "تفسير مقاتل" ٢٣٨ أ، "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٠، "إعراب القرآن للنحاس" ٥/ ٢٠٩، "النكت والعيون" ٦/ ٢٥٨، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٣٦، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٦.
وإلى هذا ذهب صاحب "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٨، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٣، "الكشاف" ٤/ ٢٠٦، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٣، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٢.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) "فتح القدير" ٥/ ٤٢٨، "الوسيط" ٤/ ٤٧٣.
(٦) في (أ): (وقال).
(٧) ورد معنى قوله في "الكشف والبيان" ١٣: ٧٩ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٨، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٧، "فتح القدير" ٥/ ٤٢٨.
(٨) ورد معنى قوله في "تفسير مقاتل" ٢٣٨ أ، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٣، وقوله: عاملة في النار تأكل من النار، ناصبة العذاب.
(٩) ورد معنى قوله في "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٠، وبنصه في "الكشف والبيان" ١٣/ ٧٩ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٨، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٨، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٣، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٢، "فتح القدير" ٥/ ٤٢٨، "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤١٣.
(١٠) ساقط من (أ).
وقال عطاء عن ابن عباس: يعني الذين عملوا ونصبوا (٦) في الدنيا على غير دين الإسلام من عبدة الأوثان، وكفار أهل الكتاب مثل الرهبان (٧)، وغيرهم لا يقبل الله منهم إلا ما كان لوجهه خالصًا لا يقبل
(٢) "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٠، "الكشف والبيان" ١٣/ ٧٩ ب، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٣، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٢.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) في (أ): (الله).
(٥) النَّصَبُ: الإعياء من العناء، والفعل من نصِبَ يَنْصب، "تهذيب اللغة" ١٢/ ٢١٠ (نصب)، "لسان العرب" ١/ ٧٥٨ (نصب).
وفي الغريب: النصب: التَّعب. انظر: "المفردات في غريب القرآن" ٤٩٤، تحفة الأريب: ٢٩٢.
وعن ابن الملقن قال: ناصبة في النار، من النصب وهو التقلب، وعملها في النار الصعود والهبوط والصراخ، وقيل: عاملة في الدنيا بما تظن أن يقربها إلى الله، ناصبة أي في ذلك العمل.
"تفسير غريب القرآن" ٥٤٩.
(٦) غير واضحة في (ع)
(٧) الرُهْبان جمع راهب ويراد به المتعبد في الصومعة. "لسان العرب" ١/ ٤٣٧ (رهب).
﴿يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ﴾ أي في الآخرة، والآخرة ليست دار عمل، وقوله: ﴿عَامِلَةٌ﴾ أي في الدنيا، وفصل آخرون بين العاملة والناصبة، فقالوا: عاملة في الدنيا، ناصبة في الآخرة؛ لأنها عملت في الدنيا في المعاصي، فصارت ناصبة (٨) في النار يوم القيامة، وهو قول
القرآن" ٢٠/ ٢٧، ولكن براوية الضحاك عن ابن عباس: "لباب التأويل" ٤/ ٤٧٣.
(٢) "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٠ أ، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٢ بمعناه، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٣، "تفسير سعيد ابن جبير": ٣٧٢
(٣) المراجع السابقة.
(٤) "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٠ أ، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٢ بمعناه، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٣، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٧.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) الصوامع جمع صومعة وزنها فَوْعلة، وهو بناء مرتفع حديد الأعلى، وهي منار الراهب، قال سيبويه (هو من الأصمع يعني المحَّدد الطرف المُنضَم وصومع بناءه: علاه مشتق من ذلك.
"لسان العرب" ٨/ ٢٠٨ (صمع)، وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٢/ ٧١.
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله، وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٥/ ٢٠٩.
(٨) في (أ): (الناصبة).
ثم ذكر نصبها فقال: ﴿تَصْلَى نَارًا (٤) حَامِيَةً﴾ قال ابن عباس: قد حميت، فهي تتلظى على أعداء الله (٥).
(وقرأ أبو عمرو ﴿تُصْلَى﴾ من أصليته النار، وحجته قوله: ﴿ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ﴾ [الحاقة: ٣١]، وصلوه مثل أصْلوهُ) (٦).
٥ - ﴿تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾ أي: (متناهية في شدة الحر؛ كقوله: ﴿يَطُوفُونَ
(٢) المراجع السابقة عدا "الدر المنثور"، انظر أيضًا: "تفسير السدي" ٤٧٥.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) في (أ): (نار).
(٥) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٨، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٣، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٣، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٢، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٢، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٣٧.
(٦) ما بين القوسين نقله عن الحجة: ٦/ ٣٩٩، وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس: ٥/ ٢١٠، وبمثل قراءة أبي عمرو قرأ عاصم في رواية أبي بكر، وقرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي تَصْلَى بفتح التاء، وكذلك حفص عن عاصم وحجتهم قوله {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ﴾ المسد: ٣، انظر كتاب "السبعة في القراءات" لابن مجاهد: ٦٨١، "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٦٩، "الحجة" ٦/ ٣٩٩، "المبسوط" ٤٠٦، "الكشف" ٢/ ٣٧٠ - ٣٧١، "حجة القراءات" ٧٥٩، كتاب "التبصرة" ٧٢٤.
قال أبو منصور: من قرأ "تَصْلَى" فمعناه تلزم حر نار حامية. ومن قرأ: "تُصَلَى" فمعناه تلقى في نار حامية حتى يصلى حرها أي يقاسي عذابها. "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٦٩.
قال المفسرون: حارة قد انتهى حرها (٣)، فلو وقعت منها نقطة على جبال الدنيا لذابت (٤) هذا شرابهم.
ثم ذكر طعامهم فقال:
٦ - (قوله تعالى) (٥): ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ﴾ قال أبو عبيدة (٦)، والليث (٧): الضريع: يبس الشِّبْرِق، وهو نوع من الشوك. وقال الفراء: (هو) (٨) نبت يقال له: الشِّبْرِق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس،
(٢) ما بين القوسين نقل عن "معاني القرآن وإعربه" ٥/ ٣١٧.
(٣) قال بذلك ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة، والسدي، وعطاء، انظر تفسير مجاهد: ٧٢٤، "جامع البيان" ٣٠/ ١٦١، "إعراب القرآن" للنحاس ٥/ ٢١٠، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٣، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٩، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٢، "الدر المنثور" ٨/ ٤٩١، وعزاه البغوي إلى أكثر المفسرين: ٤/ ٤٧٨، كما قال بهذا القول أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب القرآن" ١٤٣ حاشية كتاب التيسير في علوم التفسير للديريني، ومكي في: "العمدة في غريب القرآن" ٣٤٤، والخزرجي في: "نفس الصباح" ٧٧٨، والراغب الأصفهاني في: "المفردات في غريب القرآن" ٢٩.
كما ذهب إليه السمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٣، وقال ابن زيد: آنية: حاضرة، "جامع البيان" ٣/ ١٦١، "الدر المنثور" ٨/ ٤٩٢، وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
(٤) بياض في (ع).
(٥) ساقط من (ع).
(٦) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩٦، وكلامه: الضريع عند العرب: الشَّبْرق شجر.
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله، وجاء نحو هذا القول عن الزجاج وكلامه: قال: الضريع الشبرق وهو جنس من الشوك إذا كان رطباً فهو شبرق، فإذا يبس فهو الضريع. "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣١٧، وجاء في "الصحاح" الضريع: يبيس الشبْرق، وهو نبت ٣/ ١٢٤٩ (ضرع).
(٨) ساقط من (أ).
هو نبت [ذو شوك] (١٠) يسمى الضريع) (١١) أخبث الطعام وأبشعه (١٢). قال مقاتل (١٣)، (والكلبي (١٤)) (١٥): هي شجرة لا تقربها دابة
(٢) "معاني القرآن" ٣/ ٢٥٧ بنصه.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣١٧ باختصار.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ)..
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) "تفسير مقاتل" ٢٣٨ أ.
(٧) "تفسير الإمام مجاهد" ٧٢٤، "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٢، "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٠ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٨، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٤، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٩، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٣٧.
(٨) ورد بمعنى قوله في المراجع السابقة عدا تفسير مجاهد والكشف، وانظر معنى قوله
في "الدر المنثور" ٨/ ٤٩٢، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
(٩) وممن ذهب أيضًا إلى القول إنه الشبرق: قتادة، وابن عباس، وأبو الجوزاء، وشريك بن عبد الله، انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٢، "النكت والعيون" ٦/ ٢٥٩، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٣، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٣٧.
وممن عزاه إلى أكثر المفسرين: ابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٢٣٤، الفخر في "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٩.
(١٠) بياض في: ع، ولعل الساقط ما أثبته لورود نحو منه عند المفسرين المذكورين والله أعلم.
(١١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(١٢) في (أ): (أشبعه).
(١٣) "تفسير مقاتل" ٢٣٨ أ.
(١٤) بنحوه ورد في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٠ أ، "معالم التزيل" ٤/ ٤٧٨.
(١٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(وقال أبو الجوزاء) (٢): هي السُلاء (٣) (٤)، (وهذا قول ابن عباس (٥) في رواية العوفي) (٦)، فإن قيل: إن الله تعالى يقول في موضع آخر: ﴿فَلَيْسَ (لَهُ) الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ﴾ [الحاقة: ١٩]، وهاهنا يقول: ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ﴾ [الغاشية: ٦].
والضريع غير الغسلين (٧)، فكيف نجمع بين الآيتين؟ قيل: إن النار دركات، والجنة درجات، وعلى قدر الذنوب والحسنات تقع العقوبات والمثوبات، فمن أهل النار مَنْ طَعَامُهُ الزَّقوم، ومنهم من طعامُه الغِسلين، ومنهم من طعامه الضريع، ومنهم من شرابه الحميم، ومنهم من شرابه
(٢) ما بين القوسين لم يذكر في نسخة: أ، وإنما ذكر بدلاً منه لفظة: قيل.
(٣) السلاء مفرد سلأ، وهي شوكة النخله، والجمع سُلاء. "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ٣٨٧
(٤) ورد قوله في "النكت والعيون" ٦/ ٢٥٩، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٤، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٣، برواية السّلَم بدلاً من السلاء، والسلم شجر من العضاه، وورقها القَرَظ الذي يدبغ به الأديم.
وقال شمر: السَّلمة شجرة ذات شوك يدبغ بورقها وقشرها ويسمى ورقها القَرَظ. "لسان العرب" ١٢/ ٢٩٦ (سلم).
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٠ أ، رواية العوفي عن ابن عباس بمثل رواية مجاهد وعكرمة.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٧) الغسلين: قال ابن قتيبة: غِسلين فِعْلين من غسلت كأنه الغسالة. قال بعض المفسرين هو ما يسيل من أجساد المعذبين. "تأويل مشكل القرآن" ٦٨.
فإن قيل: كيف يكون في النار نبات وشجر، والنار تأكلها؟!
قال ابن قتيبة: لم يُرِد -والله أعلم- أن الضريع بعينه ينبت في النار، ولا أنهم يأكلونه، والضريح من أقوات الأنعام لا من أقوات الناس، وإذا وقعت فيه الإبل لم تشبع، وهلكت هزلاً، قال الهُذَلي يذكر إبلًا وسوء مرعاها:
وحُبِسْنَ (في) (٤) هَزَمِ الضريعِ فكُلُّهَا | حَدْبَاءُ دامية اليدين جَدودُ (٥) |
(٢) ساقط من (أ).
(٣) "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ٣١.
(٤) في كلا النسختين: من.
(٥) ورد البيت في: شرح أشعار الهذليين: ٢/ ٥٩٨ براوية: بادية الضُلوع جدود، "لسان العرب" ٨/ ٢٢٤ (ضرع).
وورد غير منسوب في "مقاييس اللغة" ٣/ ٣٩٦ (ضرع) براوية: تُرِكْن في هزم، وأيضًا في: "المخصص" ١/ ٢٠١، براوية: حدباء بادية الضلوع، كما ورد في "الجامع لأحكام القرآن"٢٠/ ٣٠، "فتح القدير" ٥/ ٤٢٩، برواية: قرناء دامية اليدين جرود، "روح المعاني" ٣٠/ ١١٣.
معناه الضريع يابس العشرق، هزمه ما تكسر منه ويبس، فإذا كان رطباً فهو =
(١) وبه أيضًا قال الشنقيطي في "دفع إيهام الاضطراب" ١٠/ ٣٠١، ورد هذا الوجه الترمذي الحكيم قال: وهذا نظر سقيم من أهله، وتأويل دنيء كأنه يدل على أنهم تحيروا في قدرة الله تعالى، وأن الذي أنبت في هذا التراب هذا الضريع قادر على أن ينبته في حريق النار، كما جعل لنا في الدنيا من الشجر الأخضر نارًا، فلا النار تحرق الشجر، ولا رطوبة الماء ني الشجر تطفئ النار، فقال تعالىٍ: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ﴾ [يس: ٨٠]، وكما قيل حين نزلت: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ﴾، قالوا يا رسول الله: كيف يمشون على وجوههم قال: الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم، فلا يتحير في مثل هذا إلا ضعيف، أو ليس أخبرنا أنه ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا﴾، وقال ﴿سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ﴾ فإنما يتلون عليهم العذاب بهذه الأشياء. "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣١ - ٣٢.
وأجاب القشيري أيضًا حول دفع الاضطراب عن هذه الآية قال:
إن الذي يبقي الكافرين في النار ليدوم عليهم العذاب يبقي النبات وشجر الزقوم في النار ليُعَذب بها الكفار.
"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣١ - ٣٢.
(٢) ساقط من (أ).
(٣) غير واضحة في (ع).
(٤) في (أ): (المغايب).
وقال الحسن: هو بعض ما أخفى الشر من العذاب (٢).
وروى مرفوعًا: "أن الضريع شيء يكون في النار شبيه الشوك أمرُّ من الصبر، وأنتنُ من الجيفة، وأشدُ حرًا من النار، سماها (٣) الله ضريعًا" (٤)
وذكر في التفسير (٥) أن المشركين قالوا:
إن إبلنا لتسمن (٦) على الضريع، وكذبوا في ذلك، فإن الإبل لا ترعاه
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٠، "فتح القدير" ٥/ ٤٢٩.
(٣) غير واضحة في (ع).
(٤) من حديث رفعه ابن عباس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد رواه الديلمي في كتاب فردوس الأخبار: ٣/ ١٤: ح: ٣٧١٩.
كما ورد في: "الكشف والبيان" ج: ١٣/ ٨٠ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٩، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٠، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٢، "الدر المنثور" ٨/ ٤٩٢ - ٤٩٣، وعزاه إلى ابن مردويه بسند واه وفي الوسيط بإسناده عن طريق الضحاك عن ابن عباس: ٤/ ٤٧٤، وقد ضعف د. رأفت رشاد إسناد الرواية لوجود نهشل بن سعيد البصري عن الضحاك بن مزاحم. انظر: المبسوط بين المقبوض والبسيط، تح: رأفت: ٢/ ٨١٦، وميزان الاعتدال: ٤/ ٢٧٥.
(٥) وعزاه إلى المفسرين كل من صاحب: "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٠ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٩، "الكشاف" ٤/ ٢٠٦، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٤، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٢، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٢، كما أورده الفخر في "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٤، والشوكاني في "فتح القدير" ٥/ ٤٢٩، والألوسي في: "روح المعاني" ٣٠/ ١١٣.
(٦) في (أ): (تسمن).
٨ - ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ﴾ قال مقاتل: في نعمة وكرامة (٢).
٩ - ﴿لِسَعْيِهَا﴾ (٣) في الدنيا. ﴿رَاضِيَةٌ﴾ حين أعطيت الجنة بعملها. ﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ﴾ مرتفعة. قال عطاء: والدرجة مثل ما بين السماء والأرض (٤). ﴿لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾ (وقرئ بـ"الياء" (٥) أيضًا، وهذا الضرب من المؤنث إذا تقدم فعله حسن التذكير فيه؛ على أن المراد بـ"اللاغية" اللغو، فالتأنيث على اللفظ، والتذكير على المعنى، وبناء الفعل للمفعول به حسن؛ لأن الخطاب ليس بمصروف إلى واحد بعينه.
(٢) "الوسيط" ٤/ ٤٧٥، وورد مثله من غير نسبة في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٠ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٩، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٢، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٢.
(٣) ﴿لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ﴾.
(٤) "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٥، وورد بمثله من غير عزو في "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٢.
(٥) قرأ بذلك أي "لا يُسمع فيها لاغية". بالياء مضمومة لاغية رفع، ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب.
وقرأ عبيد، وعباس، واليزيدي، وأبو زيد، وعبد الوارث، وعلي بن نصر عن أبي عمرو: "ولا يُسْمَعُ" بضم الياء، وروي عن هارون، والنضر بن شميل، عن هارون وعبد الوهاب عن أبي عمرو بالياء، والتاء جميعًا.
انظر: كتاب "السبعة في القراءات" لابن مجاهد: ٦٨١، "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٦٩، "الحجة" ٦/ ٣٩٩، "المبسوط" ٤٠٦، "حجة القراءات" ٧٦٠، "إتحاف فضلاء البشر" ٤٣٧.
ويجوز أن يصرف الخطاب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، و"اللاغية" مصدر بمنزلة العَاقبة والعَافية.
ويجوز أن يكون صفة كأنك قلت: لا تسمع كلمة لاغية، والأول الوجه لقوله: ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا﴾ [الواقعة: ٢٥]، وهو قول أبي عبيدة قال: "لاغية" (٢) لغوً (ا) (٣) (٤)) (٥).
قال ابن عباس: يريد كذبًا، ولا بهتانًا (٦)، ولا كفرًا بالله (٧). وقال قتادة: باطلاً (٨). وقال مجاهد: شتمًا (٩).
وقرأ نافع وحده: "لا تُسْمَعُ" بالتاء مضمومة "لاغية" رفع، وخارجة عن نافع "لا تسمع" بالتاء مفتوحة، "فيها لاغية" نصب، وعن ابن كثير: "لا تُسمع" بالتاء رفع. انظر: المراجع السابقة.
(٢) بياض في (ع).
(٣) ساقط من كلا النسختين والمثبت مثل ما جاء في المجاز، وكذا الحجة.
(٤) ورد قوله في "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩٦، وكلامه: لا تسمع فيها لغوًا.
(٥) ما بين القوسين نقله من "الحجة" ٦/ ٣٩٩ - ٤٠٠ بتصرف.
(٦) بياض في (ع).
(٧) ورد قوله مختصرًا في "النكت والعيون" ٦/ ٢٦٠، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٦، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٣.
(٨) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٦٨، "جامع البيان"٣٠/ ١٦٣، "الدر المنثور" ٨/ ٤٩٣، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
(٩) "تفسير الإمام مجاهد" ٧٢٤، "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٣، "النكت والعيون" =
وقال أبو إسحاق: لا يتكلم أهل الجنة إلا بالحكمة، وحمد الله على ما رزقهم من النعيم الدائم (٢).
١٢ - (قوله تعالى) (٣): ﴿فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ﴾ قال الكلبي: لا أدري بماء أو بغيره (٤).
١٣ - ﴿فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ﴾ قال ابن عباس: ألواحًا من ذهب، مكللة
(١) "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٦.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣١٨ وفيه: "بنعيمه" بدلاً من "النعيم"، وحسّن القرطبي هذا لعمومه.
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٣، وقال الشوكاني: وهذا أرجح الأقوال؛ لأن النكرة في سياق النفي من صيغ العموم، ولا وجه للتخصيص هذا بنوع من اللغو خاص، إلا بمخصص يصلح للتخصيص. "فتح القدير" ٥/ ٤٣٠. واللغو على ثلاثة أوجه:
أحدها: اللغو: اليمين الكاذبة، والثاني: اللغو: الباطل، والثالث: يعني الحلف عند شرب الخمر في الجنة كفعل أهل الدنيا إذا شربوا الخمر. وهذه المعاني تناولها المفسرون في معنى الآية.
انظر قاموس القرآن: للحسين الدامغاني: ٤١٨ (لغو)، كشف السرائر في معنى الوجوه والأشباه، والنظائر: لابن العماد: ٢٢٨ رقم ٧٨ (لغو)، الوجوه والنظائر في القرآن الكريم د/ سليمان القرعاوي: ٥٧٣ رقم ١٢٨ (لغو).
(٣) ساقط من (ع).
(٤) "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٦، "فتح القدير" ٥/ ٤٣٠.
﴿وَنَمَارِقُ﴾ (٣) يعني الوسائد في قول الجميع (٤)، واحدها نُمْرُقة بضم النون، وزاد الفراء سماعًا من العرب نِمْرقة بكسر النون (٥)، وأنشد أبو
(٢) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٩، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٥، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٦، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٢.
(٣) بياض في (ع).
(٤) حكى الإجماع أيضًا الفخر الرازي في "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٦، وعزاه ابن كثير إلى ابن عباس، وعكرمة، والضحاك، والسدي، والثوري، وغيرهم في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٣٧، ولم يذكر الطبري قولاً مخالفاً لهذا القول، غير أنه عدد معاني الآية من القول: إن النمارق هي: المجالس، والوسائد، والمرافق، وعزا ذلك إلى ابن عباس وقتادة، انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٤، وقد ذهب أيضًا إلى القول إنها الوسائد أصحاب الكتب الآتية: "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٣، "الكشف والبيان" ج ١٣/ ٨٠ ب، "معالم النزيل" ٤/ ٢٧٩، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٤، "الكشاف" ٤/ ٢٠٣، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٥، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٤، "الباب التأويل" ٤/ ٣٧٢، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٣، "فتح القدير" ٥/ ٤٣٠.
وبه قال أيضًا أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩٦، وأبو عبيد في "غريب القرآن" ١٤٣، بحاشية كتاب التيسير، وابن قتيبة في: "تفسير غريب القرآن" ٥٢٥، والسجستاني في "نزهة القلوب" ٤٥٥، ومكي في: "العمدة في غريب القرآن" ٣٤٥. وبه قال ابن منظور في "لسان العرب" ١٠/ ٣٦١ (نمرق).
وقال د/ الخضيري في: الإجماع في التفسير: ٥٢٥، ما ذكره الوحدي من الإجماع صحيح لا خلاف فيه.
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢٥٨، وعنده بكسر النون، والراء رواه عن بعض قبيلة كلب.
إذا ما بِساط اللَّهْو مُدّ | وقرّبَتْ للذَّاتِه أنمْاطُهُ ونمارِقُهْ (٤) |
وإنا لتَجْري الكَأْسُ عن شُرُوبِنَا | وبين أبى قابوس فوقَ النَمارِقِ (٦) (٧) (٨) |
(٢) هو محمد بن عبد الله نمير الثقفي النميري -يرد اسمه محمد بن نمير-، شاعر غزل، من شعراء العصر الأموي، مولده ومنشؤه ووفاته في الطائف، كان كثير التشبيب بزينب أخت الحجاج، وتهدده الحجاج، ثم عفا عنه ألا يعود إلى ما كان عليه. انظر: "الأغاني" ٦/ ٢٠١ ط. دار الكتب العلمية، "الأعلام" للزركلي: ٦/ ٢٢٠.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ)..
(٤) ورد البيت في: "لسان العرب" ١٠/ ٣٦١ (نمرق)، "الكامل" ٣/ ١٣٧٠ ونسبه إلى النُصَيْب، وأنشده أبو الفرج في: "الأغاني" ١٠/ ١٤٠.
(٥) في: ع: المبرد.
(٦) بياض في (ع).
(٧) البيت للفرزدق انظر ديوانه: ٢/ ٥٤ برواية: "الخمر" بدلاً من: "الكأس"، و"سراتنا" بدلاً من: "شروبنا"، كما ورد في "الكامل" ٣/ ١٣٦٩، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٤ براوية: "لنجري"، "فتح القدير" ٥/ ٤٣٠ بمثل رواية القرطبي.
(٨) ورد قول المبرد في "الكامل" ٣/ ٣٦٩.
(٩) إلى بعض: بياض في: ع
(١٠) "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٦.
(١١) أي المبرد، أظن ذلك، وكلامه كما جاء في الكامل المرجع السابق: والنَّمَارق واحدتها نُمْرْقة وهي الوسائد، ثم أنشد قول الفرزدق.
﴿مَصْفُوفَةٌ﴾ على الطنافس (١).
(قوله تعالى) (٢): ﴿وَزَرَابِيُّ﴾ (٣) يعني البسط، والطنافس واحدها "زربية"، وزربي (٤)، في قول جميع أهل اللغة (٥) والتفسير (٦).
(٢) ساقط من: ع
(٣) ﴿وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ﴾.
(٤) بياض في (ع).
(٥) قال به الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣١٨، والفراء في "معاني القرآن" ٣/ ٢٥٨، وأبو عبيدة في "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩٦، وبه قال الرازي في: مختار "الصحاح" ٢٧٠، وابن منظور في "لسان العرب" ١/ ٤٤٧ (زرب).
وقال الجوهري: الزرابي. النمارق. انظر "الصحاح" ١/ ١٤٣ (زرب).
ورده الرازي بقوله: النمارق: الوسائد، وهي مذكورة قبل آية الزرابي، فكيف يكون الزرابي النمارق، وإنما هي الطنافس المحملة والبسط. مختار "الصحاح" ٢٧٠، وحكاه الفخر عن أهل اللغة في "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٦.
(٦) وقال بذلك ابن عباس، وقتادة، والضحاك، والحسن، وغير واحد، كما قال ابن كثير انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٥، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٣٧، "الدر المنثور" ٨/ ٤٩٣، وقد قال أيضًا بهذا القول الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٤، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٤، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٠ أ.
كما قال بذلك أصحاب غريب التفسير: كابن قتيبة في: "تفسير غريب القرآن" ٥٢٥، وأبي عبيد في "غريب القرآن" ١٤٣، والسجستاني في "نزهة القلوب" ٢٥٨، ومكي بن أبي طالب في: "العمدة في غريب القرآن" ٣٤٥، وانظر: "نفس الصباح" ٢/ ٧٧٩، "تفسير غريب القرآن" لابن الملقن: ٥٥٠، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٩، "الكشاف" ٤/ ٢٠٧، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٥، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٣.
(قوله تعالى) (٤): ﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾
قال مقاتل: إنما ذكر الإبل بمكة كثير، وليس بها فبلة فذكر لهم ما يرون صباحًا ومساءً (٥).
وقال قتادة: ذكر الله تعالى ارتفاع سور الجنة وفرشها، فقالوا: كيف نصعدها فأنزل الله هذه الآية (٦).
(٢) وهو قول قتادة في "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٥، "النكت والعيون" ٦/ ٢٦١.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢٣٨ ب بمعناه، وقد عزي هذا القول إلى المفسرين، قال بذلك الثعلبي في "الكشف والبيان" ج ١٣/ ٨١ أ، والبغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٩، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٢٣٥، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٤، والخازن في "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٣، والرواية عن المفسرين في المراجع السابقة.
قال الثعلبي: قال المفسرون: لما نعت الله تعالى ما في الجنة في هذه السورة عجيب من ذلك أهل الكفر والضلالة، وكذبوا بها فذكرهم الله تعالى صنعه فقال: ﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾.
(٤) ساقط من (ع).
(٥) انظر "تفسير مقاتل" ٢٣٨ ب.
(٦) ورد معنى قوله في "الكشف والبيان" ج ١٣: ٨١ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٠، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٥، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٥.
كما وردت رواية قتادة في "لباب النقول" في "أسباب النزول" للسيوطي: ٢٢٨، وعزاه إلى ابن جرير، وابن أبي حاتم.
وقال أبو إسحاق: نبههم على عظيم من خلقه قد ذلَّلَه (٢) للصغير يقوده، وينيخه، وينهضه، ويحمل عليه الثقيل من الحمل، وهو بارك فينهض بثقل حمله، وليس ذلك في شيء من الحوامل غيره، فأراهم (٣) عظيمًا من خلقه، ليدل بذلك على توحيده (٤).
ثم قال: ﴿وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ﴾ يعني من الأرض لا ينالها شيء بغير عمد، (قاله الكلبي (٥)، ومقاتل (٦)) (٧).
(قوله) (٨): ﴿وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾. (على الأرض مُرسَاهَ مثبتة لا تزول) (٩).
(٢) في (أ): (قدر الله).
(٣) في (أ): (فأرارهم).
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣١٨ بيسير من التصرف.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) "تفسير مقاتل" ٢٣٨ ب.
قال كيف رفعت فوقهم خمسمائة عام، وقد ورد بمثله من غير عزو في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٠، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٦، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٥٨، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٦، "لباب التأويل" ٤/ ٢٧٣.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٨) ساقط من (أ).
(٩) ما بين القوسين من قول الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢١٨.
قال أبو عبيدة: (يقال) (٥) جبل مُسَطَّح (٦) إذا كان في أعلاه استواء (٧).
قال (عطاء عن) (٨) ابن عباس: يقول: هل يقدر أحد أن يخلق مثل الإبل، أو يرفع مثل السماء، أو ينصب مثل الجبال، أو يسطح مثل الأرض غيري؟! وهل يفعل مثل هذا الفعل أحد سواي (٩)؟!
قال مقاتل: فلم يعتبروا بما رأوا من صنعه وعجائبه (١٠).
٢١ - فقال: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ﴾ قال ابن عباس: فعظ إنما أنت واعظ (١١) (١٢)، ولم يؤمر إذ ذاك إلا بالتذكرة، ويدل عليه قوله:
(٢) قاله ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ٥٢٥، والزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣١٩، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٤، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨ أ.
(٣) فعلله في (ع).
(٤) سطح، انظر "لسان العرب" ٢/ ٢٨٤ (سطح).
(٥) ساقط من (أ).
(٦) قوله: جبل مسطح: بياض في (ع).
(٧) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩٦.
(٨) ساقط من (أ)..
(٩) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٠، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٣.
(١٠) لم أعثر على مصدر لقوله، والذي ورد عنه في "تفسيره" ٢٣٨ ب، ثم ذكر عجائبه فقال: أفلا ينظرون إلى الإبل الآية.
(١١) بياض في (ع).
(١٢) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثل قوله من غير عزو في "النكت والعيون" ٦/ ٢٦٢، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٣.
(هذا قول جميع المفسرين) (١) (٢)، والكلام في تفسير هذا الحرف قد تقدم عند قوله: ﴿أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ﴾ (٣)، ومثل هذه الآية قوله: {وَمَا أَنْتَ
(٢) عزاه الفخر إلى جميع المفسرين في "التفسير الكبير" ٣١/ ١٦٠، وقال بالنسخ أيضًا ابن زيد في: "الناسخ والمنسوخ" لأبي جعفر: ٢٩٦، وهبة الله بن سلام في: "الناسخ والمنسوخ" ١٩٧، وابن البارزي في: "ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه" ٥٨. وممن قال بنسخها الزجاج في "معاني القرآن" ٥/ ٣١٩، السمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٤، الثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨١ ب.
وانظر أيضًا: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٠، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٥، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٦، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٧، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٣، "فتح القدير" ٥/ ٤٣١.
وقال ابن الجوزي في قوله: ﴿لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ﴾ قيل: نسخت بآية السيف، وقيل: معناها لست عليهم بمسلط فتكرههم على الإيمان، فعلى هذا لا نسخ. انظر: "المصفى بأكف أهل الرسوخ" ٥٩، و"نواسخ القرآن" ٢٥٢، وكلاهما لابن الجوزي.
قلت: الآية ليس فيها ما يدل على التعارض المؤدي إلى نسخها، وحديث جابر بن عبد الله فيه دلالة على أن الآية ليست منسوخة، والحديث عن جابر بن عبد الله قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله، ثم تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ﴾، والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" ١/ ٣٢٤: ح: ٣٥ كتاب الإيمان: باب ٨، والنسائي في "سننه" ٣/ ٥١٩ - ٥٢٠: ح: ٦٩٠، والترمذي في "سننه" ٥/ ٤٤١: ح: ٣٣٤١: كتاب تفسير القرآن: باب ٧٨، قال عنه حديث حسن صحيح.
(٣) سورة الطور: ٣٧.
ثم استثنى فقال: ﴿إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ﴾ ذكر الفراء في الاستثناء الوجهين: أحدهما: أن يكون مستثنى من الكلام الذي [كان] (١) التذكير يقع عليه، وإن لم يُذَكر كما تقول: اذهب، وعظ، وذكّر إلا من لا (تطمع) (٢) فيه، وعلى هذا معنى الكلام فذكر ﴿إِلَّا مَنْ تَوَلَّى﴾.
الوجه الثاني: أن يكون منقطعًا عما قبله، كما تقول في الكلام: قعدنا نتذاكر الخير؛ إلا أن كثيرًا من الناس لا يرغب، فهذا المنقطع.
وقال: وتعرف المنقطع من الاستثناء بحُسْن "إن" في المستثنى (فإذا كان الاستثناء) (٣) محضًا متصلًا لم يحسن فيه "إن"، ألا ترى أنك تقول: عندي مائتان إلا درهمًا، فلا تدخل (٤) "إن"، وهَاهنا يحسن "إن" بأن يقول: ﴿إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ﴾ (٥)
وذكر بعض النحويين (٦) أن هذا الاستثناء يجوز أن يكون عن الضمير
والمعنى: أم هم الأرباب، فلا يكونوا تحت أمر ونهي يفعلون ما شاءوا.
(١) هو: في كلا النسختين، ولا يستقيم الكلام بها، وأثبت ما جاء في المعاني.
(٢) تطعم: في كلا النسختين، وهو ظاهر الخطأ، وأثبت ما جاء في المعاني لاستقامة المعنى به.
(٣) ما بين القوسين ساقط من النسختين، وأثبت ما جاء في المعاني.
(٤) في (أ): إلا، وهو حرف زائد في السياق.
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢٥٩ بتصرف.
(٦) قال ذلك النحاس في: "إعراب القرآن" ٥/ ٢١٥، وانظر أيضًا: البيان في "إعراب القرآن" لابن الأنباي: ٢/ ٥١٠، التبيان في "إعراب القرآن" ٢/ ١٢٨٤، "الدر المصون" ٦/ ٥١٤.
والمعنى: إلا من أعرض عن الإيمان، وجحد ربوبيتي. قاله مقاتل (٢)، وعطاء (٣). ﴿فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ﴾ قال الكلبي: يدخله النار (٤).
وقال مقاتل: لا عذاب أعظم من النار، وهو أكبر من الجوع الذي أصابهم، والقتل ببدر (٥).
ثم ذكر أن مرجعهم إليه فقال: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ﴾ أي رجوعهم ومصيرهم بعد الموت، آب، يؤوب، إيابًا، وأوْبًا (٦) قال (٧):
فرجِّي الخيرَ وانتظري إيابي | إذا مالقارظ العَنزي آبَا (٨) |
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله. وورد بمثله من غير نسبة في "زاد المسير" حاشية ٨/ ٢٣٦.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله، وورد بمثله من غير عزو في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٢ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٠، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٥، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٦، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٤.
(٦) راجع ذلك في "تهذيب اللغة" ١٥/ ٦٠٧ (آب)، "لسان العرب" ١/ ٢١٧ - ٢١٨ (أوب).
(٧) بشر بن أبي خازم يخاطب ابنته عميرة وهو يجود بنفسه لما أصابه سهم من غلام وائلة.
(٨) انظر: (قرظ) في "تهذيب اللغة" ٩/ ٦٧، "الصحاح" ٣/ ١١٧٧، "لسان العرب" ٧/ ٤٥٥، "تاج العروس" ٥/ ٢٥٩.
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ قال عطاء: يريد جزاؤهم (٤).
وقال مقاتل: يعني جزاءهم بعد المرجع على الله (٥) كقوله: ﴿إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي﴾ [الشعراء: ١١٣]. بمعنى جزاءهم.
تمت
"النشر" ٢/ ٤٠٠، "الإتحاف" ٤٣٨، "التحبير" ١٩٩.
(٢) ساقط من (أ).
(٣) "معاني القرآن" ٥/ ٣١٩ بنحوه.
(٤) "تفسير مقاتل" ٢٣٨ ب.
(٥) "زاد المسير" ٨/ ٢٣٦ مختصر جدًا.