ﰡ
مكية على الأصح، وآيها: ثلاثون آية، وحروفها: خمس مئة وسبعة وستون حرفًا، وكلمها: مئة وسبع وثلاثون كلمة.
بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
﴿وَالْفَجْرِ (١)﴾.[١] ﴿وَالْفَجْرِ﴾ هو انفجار الصبح كلَّ يوم، أقسم الله تعالى به كما أقسم بالصبح.
* * *
﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢)﴾.
[٢] ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ هي العشر الأوائل (١) من ذي الحجة. روي عن يعقوب، وقنبل (٢): الوقف بالياء على (لَيَالِي).
* * *
﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣)﴾.
[٣] ﴿وَالشَّفْعِ﴾ الخَلْق، خُلقوا أزواجًا ﴿وَالْوَتْرِ﴾ قرأ حمزة، والكسائي،
(٢) في "ت": "قنبل ويعقوب".
* * *
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (٤)﴾.
[٤] ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ مقبلًا ومدبرًا. قرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو: (يَسْرِي) بإثبات الياء وصلًا، وابن كثير، ويعقوب: بإثباتها وصلًا ووقفًا، والباقون: بحذفها في الحالين، حذفت تخفيفًا، واجتزئ عنها بالكسرة لاعتدال رؤوس الآي؛ إذ هي فواصل كالقوافي، قال اليزيدي: الوصل في هذا وما أشبهه بالياء، والوقف بغير ياء، على خط المصحف (٢).
* * *
﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (٥)﴾.
[٥] ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ﴾ المقسَمِ به ﴿قَسَمٌ﴾ مقنعٌ ومكتفى ﴿لِذِي حِجْرٍ﴾ أي: عقلٍ، فيزدجر وينظر في آيات الله، وسمي العقل حِجْرًا؛ لأنه يحجر صاحبه عما لا يحل.
* * *
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦٨٣ - ٦٨٤)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٢٢)، و"تفسير البغوي" (٤/ ٦٠٨ - ٦٠٩)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٤٣٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٨/ ١٣٨ - ١٣٩).
[٦] ثم توعد قريشًا (١)، ونصب المثلَ لها، فقال: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ﴾ هي قبيلة من عاد نسبوا إليه، وهو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وهم قوم هود، سموا باسم أبيهم كما سمي بنو هاشم باسمه.
* * *
﴿إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (٧)﴾.
[٧] ﴿إِرَمَ﴾ عطف بيان لـ (عاد) على تقدير مضاف؛ أي: سبط إرم، ولم ينصرف؛ للتعريف والتأنيث، وإن جعل اسمَ رجل، فلم يُصرف لعجمته وتعريفه.
﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ ذات البناء الرفيع؛ أي: إن مدينتهم كانت ذات أساطين، وقيل: المراد بالعماد: الأعمدة؛ لأنهم كانوا أصحاب عمد وخيام، يطلبون الكلأ حيث كان، وقيل: إرم ذات العماد: اسمُ مدينتهم دمشقُ أو الإسكندرية.
* * *
﴿الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (٨)﴾.
[٨] ﴿الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا﴾ مثلُ قبيلتهم أو مدينتهم ﴿فِي الْبِلَادِ﴾.
روي أن شدَّاد بنَ عاد بنى مدينة عظيمة لم يُر مثلُها حسنًا وعظمًا، بناها في ثلاث مئة سنة، وعاش تسع مئة سنة، وملك جميع الأرض بعد موت
* * *
﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (٩)﴾.
[٩] ﴿وَثَمُودَ﴾ عطف على (عاد) ﴿الَّذِينَ جَابُوا﴾ قطعوا ﴿الصَّخْرَ﴾ واتخذوها بيوتًا ﴿بِالْوَادِ﴾ وادي القرى بالقرب من المدينة الشريفة من جهة الشام. قرأ ورش: (بِالْوَادِي) بإثبات الياء وصلًا، وابن كثير، ويعقوب: بإثباتها وصلًا ووقفًا؛ بخلاف عن قنبل في الوقف، والباقون: بحذفها في الحالين (٢).
* * *
﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (١٠)﴾.
[١٠] وتعطف على (عاد) أيضًا ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ سمي بذلك؛ لأنه كان يَتِدُ أربعةَ أوتاد يشد إليها من يعذبه بأنواع العذاب.
* * *
﴿الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (١١)﴾.
[١١] ﴿الَّذِينَ طَغَوْا﴾ يعني: عادًا وثمود وفرعون ﴿فِي الْبِلَادِ﴾ عملوا في الأرض بالمعاصي والطغيان، وتجاوزوا الحدود.
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٨٣)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٢٢)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٤٠٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٨/ ١٤١).
[١٢] ﴿فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ﴾ بالكفر والقتل.
* * *
﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (١٣)﴾.
[١٣] ﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾ يعني: لونًا من العذاب، واستعمل الصَّبُّ في السوط، لأنه يقتضي سرعة في النزول، وخصَّ السوط بأن يستعار للعذاب؛ لأنه يقتضي من التكرار والترداد ما لا يقتضيه السيف ولا غيره.
* * *
﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤)﴾.
[١٤] وجواب القسم قوله: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ يرى ويسمع، لا يعزُب عنه شيء، فيجازيهم بما يصدر منهم، واعترض بين القسم وجوابه قولُه تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ﴾، يخوف أهل مكة كيف أهلكهم، وكانوا أطول أعمارًا، وأشد قوة.
* * *
﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥)﴾.
[١٥] ونزل في كل كافر: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ﴾ اختبره ﴿رَبُّهُ﴾ بالنعمة ﴿فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ﴾ بكثرة المال ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾ بما أعطاني، ودخلت الفاء في (فَيَقُولُ)؛ لما في (أَمَّا) من معنى الشرط.
* * *
[١٦] ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ﴾ بالفقر ﴿فَقَدَرَ﴾ قرأ أبو جعفر، وابن عامر: بتشديد الدال، والباقون: بتخفيفها (١)، ومعناهما: ضَيَّقَ.
﴿عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾ أذلني بالفقر. قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن كثير، وأبو عمرو: (رَبِّيَ) بفتح الياء في الحرفين، والباقون: بإسكانها فيهما، وقرأ نافع، وأبو جعفر: (أَكْرَمَني) (أَهَانَنِي) بإثبات الياء فيهما وصلًا، وخير فيهما أبو عمرو، وقياس قوله في رؤوس الآي يوجب حذفهما، وأثبتهما يعقوب، والبزي في الحالين، وقرأ الباقون: بحذفهما في الحالين (٢).
* * *
﴿كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (١٧)﴾.
[١٧] ﴿كَلَّا﴾ ردعٌ للإنسان عن قوله: الغنى إكرام، والفقر إهانة، فحق من ابتلي بالغنى أن يشكر ويطيع، ومن ابتلي بالفقر أن يشكر ويصبر، وأما إكرام الله، فهو بالتقوى، وإهانته، فبالمعصية، ثم أخبر بأعمالهم فقال:
﴿بَل﴾ فعلُهم أسوأ من قولهم، وأدلُّ على تهالكهم بالمال، وهو أنهم.
﴿لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾ بالإحسان إليه مع غناهم، واليتيم من بني آدم:
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٦٨٤ - ٦٨٥)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٢٣)، و"تفسير البغوي" (٤/ ٦١٢)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٤٠٠ - ٤٠١)، و "معجم القراءات القرآنية" (٨/ ١٤١ - ١٤٣).
قال - ﷺ -: "أَحَبُّ البيوتِ إلى الله تعالى بيتٌ فيه يتيمٌ يُكْرَم" (١).
* * *
﴿وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (١٨)﴾.
[١٨] ﴿وَلَا تَحَاضُّونَ﴾ أي: يحثون أنفسهم ولا غيرهم.
﴿عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ وطعام في هذه الآية بمعنى: إطعام، وتقدم الكلام في الفقير والمسكين، والخلاف فيهما في سورة التوبة في ذكر الصدقات.
* * *
﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (١٩)﴾.
[١٩] ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ﴾ أي: الميراثَ، أصلهُ وراث، قلبت الواو تاء؛ أي: ويأكلون كل ما يرثون.
﴿أَكْلًا لَمًّا﴾ أي: شديدًا، واللمُّ الجمع؛ لأنهم كانوا لا يُوَرِّثون النساء، ولا صغارَ الأولاد، وإنما كانوا يأكلون (٢) جميعَ الميراث مع أموالهم، فيأكلونها جميعًا.
* * *
﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (٢٠)﴾.
[٢٠] ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ كثيرًا، فلا ينفقونه. قرأ أبو عمرو،
(٢) في "ت": "يلمون".
* * *
﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (٢١)﴾.
[٢١] ﴿كَلَّا﴾ ردٌّ لأفعالهم هذه، وتوطئة للوعيد؛ أي: سيرون أن أفعالهم ليست على قوام ﴿إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا﴾ مرةً بعد مرة، ودكُّها: تسويتها؛ بذهاب جبالها، وهدم كل بناء عليها بالكلية، والناقة الدكاء: التي لا سنام لها.
* * *
﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)﴾.
[٢٢] ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ﴾ [قال الإمام أحمد: معناه: جاء أمرُ ربك] (٢).
﴿وَالْمَلَكُ﴾ اسم جنس، يريد: جميع الملائكة؛ لأنهم ينزلون فيصطفون حول الأرض ﴿صَفًّا صَفًّا﴾ أي: صفًّا خلف صف، وهم سبعة صفوف، ونصبه على الحال.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة من "ت".
[٢٣] ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ مزمومةً بسبعين ألفَ زِمام، كلُّ زمام بيد سبعين ألف ملك، لها زفير وتغيُّظ. قرأ الكسائي، وهشام، ورويس: (وَجِيءَ) بإشمام الجيم الضم، والباقون: بإخلاص الكسر (١).
﴿يَوْمَئِذٍ﴾ بدل من (يومئذ) قبلُ، وهما بدل من (إِذَا دُكَّت) العامل في (إِذَا).
﴿يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ﴾ الكافرُ عصيانَه وطغيانه، وينظر ما فاته من العمل الصالح.
﴿وَأَنَّى لَهُ﴾ ومن أين له نفعُ ﴿الذِّكْرَى﴾.
* * *
﴿يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (٢٤)﴾.
[٢٤] ثم أخبر تعالى عنه أنه ﴿يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ﴾ الخير والإيمان.
﴿لِحَيَاتِي﴾ هذه، وهي حياة الآخرة.
* * *
﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (٢٥)﴾.
[٢٥] ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ﴾ بالنار ﴿عَذَابَهُ أَحَدٌ﴾.
* * *
[٢٦] ﴿وَلَا يُوثِقُ﴾ بالسلاسل والأغلال ﴿وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾ قرأ الكسائي، ويعقوب: (يُعَذَّبُ) و (يُوثَقُ) بفتح الذال والثاء مجهولًا، أضيف الفعل إلى الكافر، فـ (أَحَدٌ) فاعل المجهول، والهاء في (عَذَابَهُ) و (وَثَاقَهُ) للكافر، والمراد به: الإنسان، وقيل: هو رجل بعينه، وهو أمية بن خلف، المعنى: لا يعذَّب أحدٌ مثلَ تعذيبه بالنار، ولا يوثق بالسلاسل والأغلال مثلَ إيثاقه، وقرأ الباقون: بكسر الذال والثاء (١)، فالضمير لله تعالى، المعنى: لا يعذِّبُ أحدٌ أحدًا كعذاب الله، ولا يوثقه في السلاسل كإيثاقه تعالى.
* * *
﴿يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧)﴾.
[٢٧] ويقال للمؤمن عند الموت: ﴿يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ أي: الآمنة التي لا تخاف، وهي التي اطمأنت بذكر الله.
روي أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- سأل عن ذلك رسولَ الله - ﷺ -، فقال له (٢): "إنَّ الملَكَ سيقولُها لك يا أبا بكرٍ عندَ موتك" (٣).
* * *
(٢) "له" زيادة من "ت".
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٣٠/ ١٩١)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ ٣٤٣٠) عن سعيد بن جبير، قال ابن كثير في "تفسيره" (٤/ ٥١٢): وهذا مرسل حسن.
[٢٨] ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ﴾ إلى أمره وإرادته.
﴿رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ عند الله، ونصبه على الحال.
* * *
﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩)﴾.
[٢٩] ﴿فَادْخُلِي فِي﴾ عِدادِ ﴿عِبَادِي﴾ الصالحين.
* * *
﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠)﴾.
[٣٠] ﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ معهم، وقيل: هذا النداء يكون عند قيام الأجساد من القبور، فقوله: ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ﴾ معناه: بالبعث من موتك ارجعي إلى الله، والله أعلم.
وقد أحببت أن أتكلم في هذا المحل على صلاة الوتر (١)؛ لما فيه من المناسبة للسورة، فأقول وبالله التوفيق: الوتر واجب عند أبي حنيفة رضي الله عنه، وعند صاحبيه، وعند الأئمة الثلاثة -رضي الله عنهم- هو سنة، ووقته بين صلاة العشاء والفجر بالاتفاق، وصفته عند أبي حنيفة: ثلاثُ ركعات كالمغرب، لا يسلم بينهن، ويقنت في الثالثة قبل الركوع بعد أن يرفع يديه مكبرًا، وعند مالك: هو ركعة بعد شفع لا حدَّ له، منفصل منها بتسليمة، وعند الشافعي وأحمد: أقله ركعة، وأكثره إحدى عشرة، وأدنى الكمال ثلاثٌ بتسليمتين، ويقنت في الثالثة بعد الركوع في النصف الأخير
* * *