تفسير سورة الطلاق

جهود ابن عبد البر في التفسير
تفسير سورة سورة الطلاق من كتاب جهود ابن عبد البر في التفسير .
لمؤلفه ابن عبد البر . المتوفي سنة 463 هـ

٤٩٧- طلاق السنة هو الطلاق الذي أذن الله فيه للعدة كما قال في كتابه :﴿ فطلقوهن لعدتهن ﴾. ( ت : ١٥/٦٩ )
٤٩٨- قال أبو عمر : اختلف العلماء في تأويل قول الله-عز وجل- في المطلقات :﴿ لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ﴾، فقال قوم : الفاحشة ههنا : الزنا والخروج لإقامة الحد، وممن قال ذلك : عطاء، ومجاهد، وعمرو بن دينار، والشعبي، ( وهذا فيمن أوجب السكنى عليها، ولم يجب السكنى باتفاق إلا على الرجعية )١.
وقال ابن مسعود، وابن عباس : الفاحشة : إذا بذت بلسانها٢، وهو قول سعيد ابن المسيب وغيره.
وقال قتادة : الفاحشة : النشوز٣، قال : وفي حرف ابن مسعود : إلا أن تفحش.
وتذكر عبد الرزاق عن ابن عيينة والثوري، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن إبراهيم التيمي، عن ابن عباس في قوله :﴿ إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ﴾، قال : إذا بذت بلسانها، فهو الفاحشة، له أن يخرجها٤. ( ت : ١٩/١٤٩ )
١ لم أستطع فهم هذه العبارة التي بين معقوفتين إلا بعد تعديل رأيت أنه الأنسب..
٢ انظر جامع البيان: ٢٨/١٣٣-١٣٤..
٣ انظر المصدر السابق: ٢٨/١٣٤..
٤ قال ابن جرير: والصواب من القول في ذلك عندي قول من قال: عنى بالفاحشة في هذا الموضع: المعصية، وذلك أن الفاحشة هي كل أمر قبيح تعدى فيه حده. جامع البيان: ٢٨/١٣٤..
٤٩٩- يريد بالبلوغ ههنا مقاربة البلوغ، لا انقضاء الأجل، لأن الأجل لو انقضى- وهو انقضاء العدة - لم يجز لهم إمساكهن. وهذا إجماع لا خلاف فيه، فدل على أن قرب الشيء قد يعبر به عنه. ( ت : ١٠/٦٣ )
٥٠٠- قال أبو عمر : في قول الله- عز وجل :﴿ وأشهدوا ذوي عدل منكم ﴾، وقوله :﴿ ممن ترضون من الشهداء ﴾١، دليل على أنه لا يجوز أن يقبل إلا العدل الرضي، وان من جهلت عدالته لم تجز شهادته حتى تعلم الصفة المشترطة. وقد اتفقوا في الحدود، والقصاص، وكذلك كل شهادة، وبالله التوفيق. ( س : ٢٢/٣٣ )
١ سورة البقرة: ٢٨١..
٥٠١- قال مالك في قوله- عز وجل- :﴿ إن ارتبتم ﴾، معناه : إن لم تدروا ما تصنعون في أمرها١. ( س : ١٨/١٠٣ )
١ أي العدة: انظر تفسيره المجموع: ٣٩١..
٥٠٢- في هذا دليل بين أنهن إن لم يكن أولات حمل لم ينفق عليهن. ( ت : ١٩/١٤١ ).
Icon