ﰡ
في المصحف الكريم
وأول ما يفتتح به هذا الربع في فاتحة سورة " الأعلى " هو أمر الله لرسوله وللمؤمنين معه بتمجيد اسم الله وتنزيهه، واستحضار أسماءه وصفاته الحسنى، استحضارا تاما وعاما، وذلك قوله تعالى :﴿ بسم الله الرحمن الرحيم سبّح اسم ربك الأعلى١ ﴾، وذكر " الربوبية " هنا يوحي برعاية الله لخلقه، وإحسانه إليهم، وإنعامه عليهم، رغم ما هم عليه من جحود وعناد، وإضافة " الرب " إلى " كاف المخاطب " الموجه للرسول عليه السلام تدل على ما له صلى الله عليه وسلم من ارتباط وثيق بالله، وما له من مقام كريم عند الله.
روى الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود وابن ماجة في سننهما، أنه لما أنزلت :﴿ فسبح باسم ربك العظيم ﴾ ( الواقعة : ٧٤ )، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في ركوعكم " فلما نزلت :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾، قال : " اجعلوها في سجودكم ".
وهو سبحانه الذي حدد لكل مخلوق رسالته المنوطة به في هذا الوجود، وهداه إلى وسائلها ومسالكها :﴿ والذي قدر فهدى٣ ﴾.
وهو سبحانه الذي حدد لكل مخلوق رسالته المنوطة به في هذا الوجود، وهداه إلى وسائلها ومسالكها :﴿ والذي قدر فهدى٣ ﴾.
وهو سبحانه الذي أكرم الإنسان والحيوان، فيوفر لكل منهما ما يحتاج إليه من أنواع الغذاء الضرورية للعيش في مختلف فصول السنة، وفي مختلف أجواء الأرض، الحارة والباردة والمعتدلة :﴿ والذي أخرج المرعى٤ فجعله غثاء أحوى٥ ﴾، والمراد " بالمرعى " هنا جميع صنوف النباتات والزروع، والشأن في النبات أن يخرج أخضر، وهو معنى " أحوى "، ثم يذوي وييبس فإذا هو " غثاء ".
وقوله تعالى :﴿ إنه يعلم الجهر وما يخفى٧ ﴾، تذكير للمؤمنين بوجوب مراقبة الله، ولزوم استشعار ضمائرهم لمراقبته الدائمة باستمرار، فذلك عون لهم على التمسك بالاستقامة، والاعتصام بالتقوى، " والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " كما في الحديث الشريف.
" فحق الله " يؤديه بالذكر والصلاة، وما ناسبهما، و " حق الخلق " يؤديه بالصدقة والزكاة وما شابههما، قال قتادة في تفسير هذه الآية : " قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى "، أي : زكى ماله، وأرضى خالقه، وقال أبو الأحوص : " إذا أتى أحدكم سائل وأنت تريد الصلاة، فلتقدم بين يدي صلاتك زكاة، فإن الله يقول :﴿ قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ﴾، وروي عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أنه كان يأمر الناس بإخراج صدقة الفطر، ويتلو هذه الآية :﴿ قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ﴾، وقال ابن كثير :﴿ قد أفلح من تزكى ﴾، أي : طهر نفسه من الأخلاق الرذيلة، وتابع ما أنزل الله على رسوله، ﴿ وذكر اسم ربه فصلى ﴾، أي : أقام الصلاة في أوقاتها، ابتغاء رضوان الله وامتثالا لشرع الله.
" فحق الله " يؤديه بالذكر والصلاة، وما ناسبهما، و " حق الخلق " يؤديه بالصدقة والزكاة وما شابههما، قال قتادة في تفسير هذه الآية :" قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى "، أي : زكى ماله، وأرضى خالقه، وقال أبو الأحوص :" إذا أتى أحدكم سائل وأنت تريد الصلاة، فلتقدم بين يدي صلاتك زكاة، فإن الله يقول :﴿ قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ﴾، وروي عن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز أنه كان يأمر الناس بإخراج صدقة الفطر، ويتلو هذه الآية :﴿ قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ﴾، وقال ابن كثير :﴿ قد أفلح من تزكى ﴾، أي : طهر نفسه من الأخلاق الرذيلة، وتابع ما أنزل الله على رسوله، ﴿ وذكر اسم ربه فصلى ﴾، أي : أقام الصلاة في أوقاتها، ابتغاء رضوان الله وامتثالا لشرع الله.