ﰡ
قوله عز وجل :﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيالٍ عَشْرٍ ﴾.
[ حدثنا أبو العباس قال ] : حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء قال : حدثني قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد في قوله :﴿ وَالْفَجْرِ ﴾ قال : هو فجركم هذا.
[ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال ] : حدثنا الفراء قال : وحدثني شيخ عن عبد الملك ابن أبي سليمان عن عطاء قال الله تبارك وتعالى : الوتر والشفع : خلقُه.
قال حدثنا الفراء قال : وحدثني شيخ عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال : الوتر آدم، شُفِع بزوجته. وقد اختلف القراء في الوتر : فقرأ الأعمش والحسن البصري : الوِتر مكسورة الواو، وكذلك قرأ ابن عباس، وقرأ السلمي وعاصم وأهل المدينة «الوَتر » بفتح الواو، وهي لغة حجازية.
ذكروا أنها ليلة المزدلفة، وقد قرأ القراء :«يَسري » بإثبات الياء، و«يسر » بحذفها، وحذفها أحب إليّ لمشاكلتها رءوس الآيات، ولأن العرب قد تحذف الياء، وتكتفي بكسر ما قبلها منها، أنشدني بعضهم.
كفّاكَ كفٌّ ما تُلِيقُ دِرْهَمًا | جوداً، وأخرى تُعطِ بالسيف الدِّما |
ليس تَخفي يسارتي قدر يوم | ولقد تَخفِ شيمتي إعساري |
لذي عقلِ : لذي سِتْر، وكله يرجع إلى أمر واحد من العقل، والعرب تقول : إنه لذو حجر إذا كان قاهرًا لنفسه ضابطا لها، كأنه أخذ من قولك : حجرت على الرجل.
لم يجر القراء ( إرم ) لأنها فيما ذكروا اسم بلدة، وذكر الكلبي بإسناده أن ( إرم ) سام بن نوح، فإن كان هكذا اسما فإنما ترِك إجراؤه لأنه كالعجمي. و( إِرم ) تابعةٌ لعادٍ، و( العِماد ) : أنهم كانوا أهل عَمَد ينتقلون إلى الكلأ حيث كان، ثم يرجعون إلى منازلهم.
كان إذا غضب الرجل مدّه بين أربعة أوتاد حتى يموت معذبا، وكذلك فعل بامرأته آسية ابنة مزاحم، فسمي بهذا لذلك.
هذه كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب، تُدخل فيه السوط. جرى به الكلام والمثل. ونرى ذلك : أن السوط من عذابهم الذي يعذبون به، فجرى لكل عذاب إِذ كان فيه عندهم غاية العذاب.
خفف عاصم والأعمش وعامة القراء، وقرأ نافع [ أ ] وأبو جعفر :( فقدّر ) مشددة، يريد ( فقتّر ) وكلٌّ صواب.
لم يكن ينبغي له أن يكون هكذا، ولكن يحمده على الأمرين : على الغنى والفقر.
قرأ الأعمش وعاصم بالألف وفتح التاء، وقرأ أهل المدينة :«ولا تَحُضُون »، وقرأ الحسن البصري :«ويحُضون، ويأكلون »، وقد قرأ بعضهم :«تُحاضون » برفع التاء، وكل صواب. كأن «تُحاضون » تحافظون، وكأن، «تُحضون » تأمرون بإطعامه، وكأنَّ تَحاضُّون : يحض بعضكم [ ١٣٧/ا ] بعضا.
لآخرتي التي فيها الحياة والخلود.
قرأ عاصم والأعمش وأهل المدينة :«لا يعذِّب عذابَه أَحَدٌ، ولا يُوثِقُ » بالكسر جميعا.
وقرأ بذلك حمزة [ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد ] قال حدثنا الفراء قال : وحدثني عبد الله بن المبارك عن خالد الحذاء عن أبي قِلابة عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ :«فَيَوْمَئِذٍ لا يُعذَّب عذابَه أَحَدٌ، ولا يُوثَق وَثاقَه أَحَد » بالفتح. وقال [ أبو عبد الله ] محمد بن الجهم : سمعت عبد الوهاب الخفاف بهذا الإسناد مثله [ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد ]. قال : حدثنا الفراء قال : حدثني عبد الله بن المبارك عن سليمان أبي الربيع عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ :«لا يُعذِّبُ عَذَابَه أَحَدٌ، ولا يُوثِقُ » بالكسر، فمن كسر أراد : فيومئذ لا يعذِّب عذاب الله أحد، ومن قال :«يعذَّب » بالفتح فهو أيضا على ذلك الوجه : لا يعذَّبُ أحدٌ في الدنيا كَعذاب الله يومئذ. وكذلك الوجه الأول، لا ترى أَحدا يعذب في الدنيا كعذاب الله يومئذ. وقد وجّهه بعضهم على أنه رجلٌ مسمّى لا يعذَّب كعذابه أحد.
قرأ عاصم والأعمش وأهل المدينة :«لا يعذِّب عذابَه أَحَدٌ، ولا يُوثِقُ » بالكسر جميعا.
وقرأ بذلك حمزة [ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد ] قال حدثنا الفراء قال : وحدثني عبد الله بن المبارك عن خالد الحذاء عن أبي قِلابة عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ :«فَيَوْمَئِذٍ لا يُعذَّب عذابَه أَحَدٌ، ولا يُوثَق وَثاقَه أَحَد » بالفتح. وقال [ أبو عبد الله ] محمد بن الجهم : سمعت عبد الوهاب الخفاف بهذا الإسناد مثله [ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد ]. قال : حدثنا الفراء قال : حدثني عبد الله بن المبارك عن سليمان أبي الربيع عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قرأ :«لا يُعذِّبُ عَذَابَه أَحَدٌ، ولا يُوثِقُ » بالكسر، فمن كسر أراد : فيومئذ لا يعذِّب عذاب الله أحد، ومن قال :«يعذَّب » بالفتح فهو أيضا على ذلك الوجه : لا يعذَّبُ أحدٌ في الدنيا كَعذاب الله يومئذ. وكذلك الوجه الأول، لا ترى أَحدا يعذب في الدنيا كعذاب الله يومئذ. وقد وجّهه بعضهم على أنه رجلٌ مسمّى لا يعذَّب كعذابه أحد.
بالإيمان والمصدِّقة بالثواب والبعث ﴿ ارْجِعِي ﴾ تقول لهم الملائكة إِذا أُعطوا كتبهم بأيمانهم ﴿ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ ﴾ إلى ما أعد الله لك من الثواب. وقد يكون أن يقولوا لهم هذا القول ينوون : ارجعوا من الدنيا إلى هذا المرجع. وأنت تقول للرجل : ممن أنت ؟ فيقول : مضري. فتقول : كن تميميا، أو قيسيا. أي : أنت من أحد هذين. فيكون «كن » صلةً كذلك الرجوع [ ١٣٧/ب ] يكون صلة لأنه قد صار إلى القيامة، فكأن الأمر بمعنى الخبر، كأنه قال : أيتها النفس أنت راضية مرضية.
بالإيمان والمصدِّقة بالثواب والبعث ﴿ ارْجِعِي ﴾ تقول لهم الملائكة إِذا أُعطوا كتبهم بأيمانهم ﴿ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ ﴾ إلى ما أعد الله لك من الثواب. وقد يكون أن يقولوا لهم هذا القول ينوون : ارجعوا من الدنيا إلى هذا المرجع. وأنت تقول للرجل : ممن أنت ؟ فيقول : مضري. فتقول : كن تميميا، أو قيسيا. أي : أنت من أحد هذين. فيكون «كن » صلةً كذلك الرجوع [ ١٣٧/ب ] يكون صلة لأنه قد صار إلى القيامة، فكأن الأمر بمعنى الخبر، كأنه قال : أيتها النفس أنت راضية مرضية.