تفسير سورة سورة الشرح من كتاب كشف التنزيل في تحقيق المباحث والتأويل
.
لمؤلفه
أبو بكر الحداد اليمني
.
المتوفي سنة 800 هـ
ﰡ
﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾؛ وذلك أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم شُقَّ بطنهُ من عند صدرهِ إلى أسفلِ بَطنهِ فاستُخرِجَ منه قَلبُهُ فغُسِلَ في طشتٍ من ذهب بماءِ زَمزَمَ، ثم مُلئَ إيماناً وحكمةً وأُعيدَ مكانَهُ، قال: وهذا معنى شرحِ الصَّدر. ويقالُ: إنَّ شرحَ الصَّدر، وترحيبهُ وتليينهُ؛ لاحتمالِ الأذى والصبرِ على المكارهِ، والطمأنينةُ بالإيمان وشرائعهِ. وَقِيْلَ: معناهُ: ألَمْ نُلَيِّنْ لكَ قلبكَ ونوسِّعْهُ بالإيمانِ والنبوَّة والعلم والحكمةِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ﴾؛ أي حطَطْنا عنك ذنبَكَ، كما قال تعالى في آيةٍ أُخرى﴿ لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ﴾[الفتح: ٢] وقولهُ تعالى: ﴿ ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ ﴾؛ أي أثقلَ ظهرك.
﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾؛ أي شرَّفناكَ وعظَّمنا قدرَكَ بما أوجبناهُ على خلقِنا من التصديقِ بنبوَّتكَ. وَقِيْلَ: معناهُ: قَرَنَّا ذِكرَكَ بذِكرِنَا، فلا يُذكر اللهُ إلاّ وتُذكَرُ معه في كلمةِ الشَّهادة والأذانِ والخطبة وغيرِ ذلك.
﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾؛ أي شرَّفناكَ وعظَّمنا قدرَكَ بما أوجبناهُ على خلقِنا من التصديقِ بنبوَّتكَ. وَقِيْلَ: معناهُ: قَرَنَّا ذِكرَكَ بذِكرِنَا، فلا يُذكر اللهُ إلاّ وتُذكَرُ معه في كلمةِ الشَّهادة والأذانِ والخطبة وغيرِ ذلك.
معناهُ إنَّ مع الشدَّة التي أنتَ فيها من جهادِ " هؤلاء " المشركين رجاءَ أن يُظفِرَكَ اللهُ عليهم حتى ينقادُوا للحقِّ طَوعاً وكَرهاً.
﴿ إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً ﴾ لتأكيد الوعدِ وتعظيم الرَّخاء. وَقِيْلَ: معناهُ: فإن مع العُسرِ يُسراً في الدُّنيا، إنَّ مَع العُسرِ يُسراً في الآخرةِ. وَقِيْلَ: إنَّ هذه الآية تسليةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابهِ فيما كانوا فيه من الشدَّة والفقرِ، يقولُ: إنَّ مع الشدَّة رخاءً وسَعةً. ورُوي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا نزَلت هذه الآيةُ قالَ لأصحابهِ:" أبْشِرُوا فَقَدْ آتَاكُمُ اللهُ الْيُسْرَ، لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ ". وإنما قالَ ذلك؛ لأنَّ العسرَ مَعرفةٌ، و(يُسراً) نَكرةٌ، والمعرفةُ إذا أُعيدت كان الثانِي هو الأولُ، والنَّكرة إذا أُعيدت كان الثانِي غيرُ الأوَّل، واليُسر الأوَّل هو اليُسر في الدنيا يعقبُ العسرَ، واليسرُ الثانِي هو اليسرُ في الآخرةِ بالثواب، يقولُ الرجل لصاحبهِ: إذا اكتسبتَ دِرهماً فَأنفِقْ دِرهماً، يريدُ بالثاني غيرَ الأولِ، فإذا فقالَ: إذا اكتسبتَ دِرهماً فأنفِقِ الدرهمَ، فالثانِي هو الأولُ. وعن ابنِ مسعود قال: ((وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي جُحْرٍ لَطَلَبَهُ الْيُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ، إنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ)).
﴿ إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً ﴾ لتأكيد الوعدِ وتعظيم الرَّخاء. وَقِيْلَ: معناهُ: فإن مع العُسرِ يُسراً في الدُّنيا، إنَّ مَع العُسرِ يُسراً في الآخرةِ. وَقِيْلَ: إنَّ هذه الآية تسليةٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابهِ فيما كانوا فيه من الشدَّة والفقرِ، يقولُ: إنَّ مع الشدَّة رخاءً وسَعةً. ورُوي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا نزَلت هذه الآيةُ قالَ لأصحابهِ:" أبْشِرُوا فَقَدْ آتَاكُمُ اللهُ الْيُسْرَ، لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ ". وإنما قالَ ذلك؛ لأنَّ العسرَ مَعرفةٌ، و(يُسراً) نَكرةٌ، والمعرفةُ إذا أُعيدت كان الثانِي هو الأولُ، والنَّكرة إذا أُعيدت كان الثانِي غيرُ الأوَّل، واليُسر الأوَّل هو اليُسر في الدنيا يعقبُ العسرَ، واليسرُ الثانِي هو اليسرُ في الآخرةِ بالثواب، يقولُ الرجل لصاحبهِ: إذا اكتسبتَ دِرهماً فَأنفِقْ دِرهماً، يريدُ بالثاني غيرَ الأولِ، فإذا فقالَ: إذا اكتسبتَ دِرهماً فأنفِقِ الدرهمَ، فالثانِي هو الأولُ. وعن ابنِ مسعود قال: ((وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي جُحْرٍ لَطَلَبَهُ الْيُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ، إنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَٱنصَبْ ﴾؛ أي إذا فرغتَ من أمُور الدُّنيا فانصَبْ لِمَا أُمرت به من الإبلاغِ والعبادة. وعن الحسنِ أنه قال: ((فَإذَا فَرَغْتَ مِنَ الْجِهَادِ فَانْصَبْ لِلْعِبَادَةِ)) أي اتْعَبْ لَها. وعن عِمرانَ بنِ الحصين أنه قال: ((إذا فَرَغَْتَ مِنَ الصَّلاَةِ فَاتْعَبْ لِلدُّعَاءِ، وَسَلْهُ حَاجَتَكَ، وَارْغَبْ إلَيْهِ)). وقوله ﴿ فَٱنصَبْ ﴾ من النَّصَب والدُّؤْب في العملِ. وقولهُ تعالى: ﴿ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرْغَبْ ﴾؛ أي ارفَعْ حوائجكَ إلى ربكَ، ولا ترفَعها إلى أحدٍ من خَلقِه.