تفسير سورة العصر

الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية
تفسير سورة سورة العصر من كتاب الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المعروف بـالفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية .
لمؤلفه النخجواني . المتوفي سنة 920 هـ

سبحانه جهلهم وضلالهم رادعا لهم بقوله
كَلَّا يعنى ما تتكاثرون ولا تتفاخرون وتتباهون بهذه الزخرفة الفانية الدنية ايها الجاهلون المكابرون لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ اى لو علمتم يقينا علميا وصدقتم تصديقا قلبيا انكم
لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ لما تكاثرتم ولا تفاخرتم بما تفاخرتم وما خطر ببالكم أمثال هذه الخواطر الكاذبة الا انكم جاهلون ذاهلون غافلون عن رؤيتها بل أنتم منكرون لها ايها المسرفون المفرطون لذلك قد كنتم تفتخرون وتتكاثرون بالحطام الدنية الدنياوية وتستلذون بلذاتها الفانية وشهواتها الغير الباقية. ثم كرر سبحانه امر الرؤية تهويلا عليهم وتنصيصا على وعيدهم فقال
ثُمَّ لَتَرَوُنَّها اى الجحيم المعدة لتعذيبكم عَيْنَ الْيَقِينِ اى يقينا عينيا حين تعاينونها وترون منازلكم فيها
ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ ولتحاسبن ايها الناس الناسون لعهود الحق ومواثيقه يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ الفاني الذي قد شغلكم عن الحق وألهاكم عن طاعته وعبادته وصرفكم عن النعيم المقيم فحينئذ ظهر عندكم خطأ آرائكم وفساد اهوائكم التي قد كنتم عليها في النشأة الاولى ولا يفيدكم ظهورهما لانقضاء زمان التدارك والتلافي. ربنا آتنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب
خاتمة سورة التكاثر
عليك ايها المحمدي المتصف باليقين العلمي بعموم المعتقدات الاخروية ان تكون على ذكر تام منها واستحضار كامل بحيث يكون علمك بها عينا بل حقا قبل حلولها ونزولها فعليك ان تركن عن الدنيا ومزخرفاتها الفانية ونعيمها الغير الباقية ولذاتها وتقنع بالكفاف وتتصف بالعزوبة والعفاف سيما في هذا الزمان الخوان وبين هذه الاخوان الذين هم اخوان الشياطين مشغولون بتكثير الزخارف والحطام في كل حين وأوان لتحصيل المال والجاه ليتفوقوا على الأقران وبالجملة عليك ان تلازم العزلة والفرار عن اصحاب الثروة والفضول فان صحبة الأشرار يعوقك عن ملاحظة الأسرار ويمنعك عن مشاهدة الأنوار. ربنا هب لنا من لدنك جذبة تنجينا من فضول الكلام وتوصلنا الى دار السلام
[سورة العصر]
فاتحة سورة العصر
لا يخفى على من انكشف له وحدة الحق واستقلاله في الوجود وسريانه في جميع الموجودات والمشهودات الظاهرة في صفحات الكائنات من عكوس أسمائه وصفاته الغير المحصورة ان ما سوى هذه الملاحظات والمشاهدات المتعلقة بكيفية شئون الحق وتطوراته المترتبة على أسمائه الحسنى وصفاته العليا انما هو خسران مبين ونقصان عظيم إذ الفطرة الانسانية انما جبلت لأجلها فمن لم يتصف بها فقد خسر خسرانا مبينا لذلك نبه سبحانه في هذه السورة على خسران الإنسان وحرمانه عن طريق العرفان ما لم يتصف بالإيمان والأعمال الصالحات والطاعات فقال سبحانه مقسما بعد ما تيمن بِسْمِ اللَّهِ الذي خلق الإنسان على صورته ليتخلق بأخلاقه الرَّحْمنِ عليه حيث أظهره من كتم العدم ورباه بأنواع اللطف والكرم الرَّحِيمِ عليه يهديه الى صراط مستقيم موصل الى توحيده
[الآيات]
وَالْعَصْرِ اقسم سبحانه بالعصر والدهر الذي هو عبارة عن بقاء الوجود الأزلي الأبدي دوامه السرمدي المنبسط الممتد من أزل الذات الى ابد الأسماء والصفات ألا وهو حبل الله
Icon