تفسير سورة طه

آراء ابن حزم الظاهري في التفسير
تفسير سورة سورة طه من كتاب آراء ابن حزم الظاهري في التفسير .
لمؤلفه ابن حزم . المتوفي سنة 456 هـ

قوله تعالى :﴿ قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ﴾
المسألة الثامنة والستون : في السحر، هل هو حقيقة أم أنه حيل ؟
ذهب ابن حزم – رحمه الله تعالى إلى أن السحر حيل لا حقيقة له.
قال ابن حزم : والسحر حيل وتخييل لا يحيل طبيعة أصلا. قال تعالى :﴿ يحيل إليه من سحرهم أنها تسعى ﴾
فصح أنها تخييلات لا حقيقة لها، ولو أحال الساحر طبيعة لكان لا فرق بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا كفر ممن أجازه. ١ اه
١ المحلى (١/١٠٩)..
قوله تعالى :﴿ قال آمنتم له، قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى ﴾.
المسألة التاسعة والستون : في معنى الصلب في اللغة، والمراد به في الآية ؟
ذهب ابن حزم – رحمه الله تعالى – إلى أن للصلب في اللغة معنيين :
أحدهما : الربط على الخشبة من الأيدي.
والثاني : التيبيس.
وعلى المعنى الأول حمل الصلب في الآية الكريمة.
قال ابن حزم : الصلب في كلام العرب يقع على معنيين :
أحدهما : من الأيدي، والربط على الخشبة، قال الله تعالى حاكيا عن فرعون :﴿ ولأصلبنكم في جذوع النخل ﴾.
والوجه الآخر : التيبيس، قال الشاعر يصف فلاة مصلبة :
بها جيف الحسرى فأما عظامها فبيض وأما جلدها فصلي١.
يريد أن جلدها يابس.
وقال الآخر :
جريمة ناهض في رأس نيق ترى لعظام ما جمعت صليبا٢.
يريد : ودكا سائلا.
١ قاله أبو خراش الهذلي. انظر: ديوان الهذليين ٣/١٣٣.
٢ قاله الشاعر السابق في المصدر السابق..
Icon