تفسير سورة الأعلى

البسيط للواحدي
تفسير سورة سورة الأعلى من كتاب التفسير البسيط المعروف بـالبسيط للواحدي .
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ

تفسير سورة الأعلى (١)

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ قال الفراء: "سبح اسم ربك"، و" [فسبح] باسم ربك (٢)، كل ذلك قد جاء، وهو كلام العرب (٣). هذا كلامه، وكأنة جعلهما (٤) بمعنى واحد، وبينهما فرق؛ لأن معنى "سبح باسم ربك" نزه الله بذكر اسمه المنزه المنبئ (٥) عن تنزيهه وعلوه عما يقول الظالمون.
و"سبح اسم ربك" (نزهه من السوء، وقيل: سبحان ربي الأعلى) (٦)،
(١) مكية بإجماعهم، حكاها ابن الجوزي في "زاد المسير": ٨/ ٢٢٧، وانظر "جامع البيان": ٣٠/ ١٥١، "بحر العلوم": ٣/ ٤٦٩، "الكشف والبيان": ج ١٣: ٧٥/ أ، وذكر ابن عطية قولاً ضعفه، وهو ما حكاه النقاش عن الضحاك أنها مدنية. انظر: "المحرر الوجيز": ٥/ ٤٦٨.
(٢) سورة الواقعة: ٧٤: ٩٦. قال تعالى ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾.
(٣) "معاني القرآن": ٣/ ٢٥٦.
(٤) في: أ: جعلها.
(٥) في: أ: المنهي.
(٦) ما بين القوسين من قول الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه": ٥/ ٣١٥.
429
وهذا معنى قول المفسرين (١)، وقد روى عن علي (٢)، وابن عباس (٣)، وابن الزبير (٤) (٥) -رضي الله عنهم- أنهم قرؤوا (قوله (٦): ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ﴾ فقالوا: سبحان ربي الأعلى، فإذا قلت: سبح باسم ربك، كان المعنى: سبح (بذكر اسمه، وإذا قلت: سبحان اسم ربك، كان المعنى سبح) (٧) ربك، لأن الاسم هو المسمى.
قال صاحب النظم: قد احتج بهذا الفصل من يقول: إن الاسم، والمسمى واحد؛ لأن أحدًا لا يقول: سبحان (اسم) (٨) الله، وسبحان اسم
(١) قال بذلك إضافة إلى ما ذكره الواحدي: ابن عمر، وقتادة، "جامع البيان": ٣٠/ ١٥١، وقال به أيضًا: الثعلبي في "الكشف والبيان" ج ١٣: ٧٦/ ب، وعزاه البغوي إلى جماعة من الصحابة والتابعين في "معالم التنزيل": ٤/ ٤٧٥. وذهب آخرون إلى أن معنى الآية: نزه يا محمد اسم ربك الأعلى أن تسمى به شيئاً سواه نحو ما قال المشركون عن آلهتهم: اللات، والعزى.
وقال غيرهم: بل معنى ذلك: نزه الله عما يقول فيه المشركون.
وقال بعضهم: نزه تسميتك يا محمد ربك الأعلى، وذكرك إياه أن نذكره إلا وأنت له خاشع متذلل.
وقالوا أيضًا: صل بذكر ربك يا محمد.
راجع ذلك في "جامع البيان": ٣٠/ ١٥١ - ١٥٢.
(٢) "جامع البيان": ٣٠/ ١٥١، "النكت والعيون": ٦/ ٢٥٢، "المحرر الوجيز": ٥/ ٤٦٨.
(٣) المراجع السابقة عدا المحرر.
(٤) في: ع: زبير.
(٥) "المحرر الوجيز": ٥/ ٤٦٨.
(٦) ساقط من: أ.
(٧) ما بين القوسين ساقط من: أ.
(٨) ساقط من: أ.
430
ربنا، فمعنى "سبح اسم ربك": سبح ربك، والرب أيضًا اسم، فلو كان غير المسمى لم يجز أن يقع التسبيح عليه (١).
٢ - قوله: ﴿الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى﴾ قال عطاء: أحسن مَا خلق (٢). وقال الكلبي: خلق كل ذي روح، فجمع خلقه وسواه: اليدين، والعينين، والرجلين (٣).
وقال مقاتل: خلق لكل دَابة مَا يصلح لها من الخلق (٤).
وقال أبو إسحق: خلق الإنسان مستويًا (٥). وعلى هذا معنى: "سوى"
(١) ورد قوله في "الوسيط": ٤/ ٤٦٩، وقد بين ابن تيمية أنه أمره بتسبيح ربه في كلا الآيتين: الواقعة، والأعلى، ولكن ليس أمر بصيغة معينة، فإذا قال: سبحان الله وبحمده، وسبحانك اللهم وبحمدك، فقد سبح ربه الأعلى والعظيم، فالله هو الأعلى، وهو العظيم، واسمه "الله" يتناول سائر الأسماء بطريق التضمن، وان كان التصريح بالعلو والعظمة ليس هو فيه، ففي اسم "الله" التصريح بالإلهية، واسمه "الله" أعظم من اسمه "الرب".
"مجموع الفتاوى": ١٦/ ١١٧.
(٢) ورد قوله في: "شفاء العليل" في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل: لابن قيم الجوزية: ١١٧ - ١١٨، وإحسان خلقه يتضمن تسويته، وتناسب خلقه وأجزائه؛ بحيث لم يحصل فيها تفاوت يخل بالتناسب والاعتدال، فالخلق: الإيجاد، والتسوية: إتقانه وإحسان خلْقه، قاله ابن قيم الجوزية: "شفاء العليل": ١١٨.
(٣) "معالم التنزيل": ٤/ ٤٧٥، بنحوه، "روح المعاني": ٣٠/ ١٠٤، "شفاء العليل": ١١٨ وورد غير معزو في "لباب التأويل": ٤/ ٣٦٩.
(٤) لم أعثر على قوله في تفسيره، ولا غيره من كتب التفسير، وقد ورد في: "شفاء العليل": ١١٨.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه": ٥/ ٣١٥، وهذا القول من الزجاج على سبيل التمثيل، وإلا فالخلق والتسوية شامل للإنسان وغيره، قال تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾ =
431
عَدّل قامته (١).
﴿وَالَّذِي قَدَّرَ﴾ وقرئ بالتخفيف (٢)، وهما بمعنى واحد (٣)، وقد ذكرناه (٤) في مواضع (٥).
قال عطاء: قدر من النسل مَا أراد (٦). وقال مقاتل: قدر خلق الذكر
= [الشمس: ٧]، ﴿فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ﴾ البقرة: ٢٩]، فالتسوية شاملة لجميع مخلوقاته، ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ [الملك: ٣] وما يوجد من التفاوت، وعدم التسوية، فهو راجع إلى عدم إعطاء التسوية للمخلوق، فإن التسوية أمر وجودي تتعلق بالتأثير والإبداع، فما عُدم منها فالعدم بإرادة الخالق بالتسوية، وذلك أمر عَدَمي يكفي فيها عدم الإبداع والتأثير، ففي قوله: ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ التفاوت حاصل بسبب عدم مشيئة التسوية، كما أن الجهل، والصمم، والعمى، والخرس، والبكم يكفي فيها عدم مشيئة خلْقها وإيجادها، والمقصود أن كل مخلوق فقد سواه خلقه سبحانه في مرتبة خلقه، وإن فاتته التسوية من وجه آخر لم يخلق له. قاله ابن قيم الجوزية في: "شفاء العليل": ١١٨.
(١) ما مضى من الأقوال داخله في المرتبة الأولى من مراتب الهداية، وهي الهداية العامة؛ هداية كل نفس إلى مصالح معاشها وما يقيمها، المتضمنة أربعة أمور عامة وهي: الخلق، التسوية، التقدير، الهداية: "شفاء العليل": ١١٧.
(٢) قرأ بذلك: الكسائي وحده: "قدَرَ" خفيفاً، وقرأ الباقون: ﴿وَالَّذِي قَدَّرَ﴾ مشددة. انظر: كتاب "السبعة": ٦٨٠، "القراءات وعلل النحويين فيها": ٢/ ٧٦٧، و"الحجة": ٦/ ٣٩٨، "المبسوط": ٤٠٥، "النشر": ٢/ ٣٩٩، "الوافي": ٣٧٩.
(٣) أي قَدَر، وقَدِّر. فكلا الوجهين حسن. قاله أبو علي: "الحجة": ٦/ ٣٩٨.
(٤) في: ع: ذكرنا.
(٥) المواضع التي ذكر فيها ﴿قُدِرَ﴾: سورة فصلت: ١٠: قال تعالى: ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا﴾: سورة المدثر: ١٨ - ٢٠ قال تعالى: ﴿إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (١٩) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ﴾.
(٦) "شفاء العليل": ١١٨، بإضافة: ثم هدى الذكر للأنثى.
432
والأنثى من الدواب (١).
﴿فَهَدَى﴾. الذكر، والأنثى كيف يأتيها، وهو قول ابن عباس (٢)، (والكلبي) (٣) (٤).
قال عطاء: مثل قوله: ﴿أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ (٥) يريد الذكر والأنثى (٦).
واختاره صاحب النظم، قال: معنى هذا (٧) هداية الذكر لإتيان الأنثى كيف يأتيها؛ لأن إتيان ذكران الحيوان مختلف لاختلاف الصور والخلق، والهيآت، فلولا أنه عز وجل جعل كل ذكر على معرفته (٨) كيف يأتي أنثى جنسه لما اهتدى لذلك (٩).
وذكر مقاتل قولًا آخر فقال: هداه لمعيشته ومرعَاه (١٠). وقال مجاهد:
(١) "تفسير مقاتل": ٢٣٧/ ب، "شفاء العليل": ١١٨، وانظر "الوسيط": ٣/ ٤٧٠ وعزاه إلى المفسرين.
(٢) "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ١٥، "شفاء العليل": ١١٨.
(٣) "الكشف والبيان": ج: ١٣: ٧٧/ أ، "معالم التنزيل": ٤/ ٤٧٥، "المحرر الوجيز": ٥/ ٤٦٩ بمعناه، "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ١٥، "شفاء العليل": ١١٨.
(٤) ساقط من: أ.
(٥) سورة طه: ٥٠.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٧) في: ع: هذي.
(٨) في: ع: معرفة.
(٩) "الوسيط": ٤/ ٤٧٠، "شفاء العليل": ١١٨.
(١٠) "شفاء العليل": ١١٨، "التفسير الكبير": ٣١/ ١٤٠ من غير عزو، ولم أعثر على قوله في تفسيره.
433
هدى الإنسان لسبيل الخير، والشر، والسعادة (١)، والشقاوة (٢). وقال السدي: قدر مُدة الجنين في الرحم، ثم هدى للخروج (٣).
وقال الفراء: قدر فهدى وأضل، واكتفى من ذكر الضلال بالهدى (٤) لكثرة ما يكون معه (٥).
(١) بياض في: ع.
(٢) ورد معنى قوله في: "تفسير الإمام مجاهد": ٧٢٢، "جامع البيان": ٣٠/ ١٥٢، "الكشف والبيان" -ج: ١٣: ٧٧/ أ، "النكت والعيون": ٦/ ٢٥٢، وبمثل قوله ورد في "معالم التنزيل": ٤/ ٤٧٥، "زاد المسير": ٨/ ٢٢٨، "التفسير الكبير": ٣١/ ١٤٠ من غير عزو، "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ١٥ بنحوه، "تفسير القرآن العظيم": ٤/ ٥٣٤ بمعناه، "الدر المنثور": ٨/ ٤٨٢ وعزاه أيضًا إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وانظر "شفاء العليل": ١١٨.
(٣) ورد معنى قوله في "معالم التنزيل": ٤/ ٤٧٥، "زاد المسير": ٨/ ٢٢٨، "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ٢٦، "روح المعاني": ٣٠/ ١٠٤، "شفاء العليل": ١١٨.
(٤) في: أ: الهدا.
(٥) "معاني القرآن": ٣/ ٢٥٦ بنصه.
والآية أعم من هذا كله، وأضعف الأقوال فيها قول الفراء، إذ المراد: هاهنا: الهداية العامة لمصالح الحيوان في معاشه، وليس المراد به الإيمان والضلال بمشيئة، وهو نظير قوله: ﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ طه: ٥٠، فإعطاء الخلق إيجاده في الخارج، والهداية: التعليم، والدلالة على سبيل بقائه وما يحفظه ويقيمه، وما ذكر مجاهد فهو تمثيل منه لا تفسير مطابق للآية، فإن الآية شاملة لهداية الحيوان كله: ناطقه، وبهيمة، وطيره، ودوابه، فصيحه، وأعجمه، وكذلك قول من قال: إنه هداية الذكر لإتيان الأنثى تمثيل أيضًا، وهو فردٌ واحدٌ من أفراد الهداية إلى التقام الثدي عند خروجه من بطن أمه، والهداية إلى معرفته أمه دون غيرها حتى يتبعها أين ذهبت، والهداية إلى قصد ما ينفعه من المرعى دون ما يضره منه. قاله ابن قيم الجوزية "شفاء العليل": ١١٩.
وقال الشيخ السعدي: وهذه هي الهداية العامة التي مضمونها أنه هدى كل مخلوق لمصلحته. تيسير الكريم الرحمن: ٥/ ٤٠٣.
434
قوله (تعالى) (١): ﴿وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى﴾ أنبت العشب، وما ترعَاه السوائم. ﴿فَجَعَلَهُ﴾ (٢) بعد الخضرة. ﴿غُثَاءً﴾ هشيما جافًا كالغثاء الذي تراه فوق السيل. قال المبرد: الغثاء: مَا تحطم من يبس البقل يأتي به السيل فيقذفه على جانب الوادي (٣). قال الكلبي: غثاء يبيسًا (٤). وقال مقاتل: يابسًا (٥). وقوله (٦) (تعالي) (٧): ﴿أَحْوَى﴾.
فيه وجهان أحدهما: أنه من نعت الغثاء، والمعنى فجعله يابسًا أسود بعد الخضرة.
قال عطاء: يريد بعد الخضرة والحسن صَار متغيرًا إلى السواد (٨). وقال الكلبي: حال عليه الحول فاسودّ (٩). وقال مقاتل: يعني باليًا بعد الخضرة (١٠). هذا مذهب المفسرين (١١)، وذلك أن الرطب إذا جف يبس
(١) بياض من: ع: ٥
(٢) ﴿فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى﴾.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله، والذي ورد عنه في الكامل، قال: فالغثاء ما يَبسَ من البقل حتى يصير حُطاماً، وينتهي في اليبس فيسودّ، فيقال له: غثاء، وهشيم، ودِنْدِن، وثن على قدر اختلاف أجناسه: ١/ ١١٣.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٥) "تفسير مقاتل": ٢٣٧/ ب.
(٦) في: أ: قوله.
(٧) ساقط من: ع.
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٩) لم أعثر على مصدر لقوله.
(١٠) ورد معنى قوله في "تفسير مقاتل": ٢٣٧/ ب.
(١١) وإلى معنى هذا ذهب قتادة، ومجاهد، وابن زيد، وابن عباس. "تفسير عبد الرزاق": ٢/ ٣٦٧ "جامع البيان": ٣٠/ ١٥٣. =
435
واسودّ كما قال (١):
ربع الخمائل في الدرين الأسود (٢)
وذكر أبو عبيدة (٣)، والفراء (٤)، (والمبرد (٥)، والزجاج) (٦) (٧)، وأبو علي (٨) وجهًا آخر، وهو أن ﴿أَحْوَى﴾ في موضع نصب حال من المرعى، المعنى: الذي أخرج المرعى أحوى، أي أخضر يضرب إلى الحوَّهَ ﴿فَجَعَلَهُ غُثَاءً﴾، وأحوى على هذا صفة للمرعى، والمعنى أسودّ من الري لشدة الخضرة كقوله: ﴿مُدْهَامَّتَانِ﴾ [الرحمن: ٦٤]، وقد مر (٩). والحوّة:
= وإليه ذهب ابن قتيبة في: "تفسير غريب القرآن": ٥٢٤، وانظر: "معالم التنزيل": ٤/ ٤٧٦، "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ١٧، "لباب التأويل": ٤/ ٣٧٠.
كما ذهب إلى ذلك الفراء في "معاني القرآن": ٣/ ٢٥٦، وأبو عبيدة في "مجاز القرآن": ٢/ ٢٩٥
(١) لم أعثر على قائله.
(٢) لم أعثر على مصادر له.
(٣) "مجاز القرآن": ٢/ ٢٩٥، وقد ذكر الوجهين، قال: فجعله [[غثاء أحوى]] هيجه حتى يبس فجعله أسود من احتراقه غثاء هشيماً، وهو في موضع آخر: من شدة خضرته، وكثرة مائه يقال له أحوى.
(٤) "معاني القرآن": ٣/ ٢٥٦، وذكر الوجهين أيضًا، وقال: الأحوى الذي قد أسودّ عن العتق، ويكون أيضًا أخرج المرعى أحوى فجعلة غثاء، فيكون مؤخراً معناه التقديم.
(٥) "الكامل": ١/ ٣٠٥، واستدل في الآية لمن قال في السواد، ثم قال: وإنما سمي السواد سواداً لعِمارتِهِ، وكل خضرة عند العرب سواد.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه": ٥/ ٣١٥.
(٧) ما بين القوسين ساقط من: أ.
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٩) ومما جاء في تفسير قوله: ﴿مُدْهَامَّتَانِ﴾: قال أبو عبيدة: في خضرتهما قد اسودتا =
436
السواد، قال ذو الرمة:
لَمياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ وفي اللثَّاتِ (١) وفي أنيابِها شَنَبُ (٢)
(قوله تعالى) (٣):
= من الري، قال أبو إسحق: وكل نبت أخضر فتمام خضرته وريه أن يضرب إلى السواد، ومعنى الدهمة في كلام العرب السواد. قال الليث: أدهام الزرع إذ علاه السواد رياً.
قال ابن عباس: شديد الخضرة إلى السواد. وقال الكلبي: خضراوان قد كلاهما سواد من شدة الخضرة والري، والأصل في ذلك أن الخضرة إذا اشتدت ضربت إلى السواد، سمت العرب الأخضر أسود، والأسود أخضر.
والوجه الثاني: رده الطبري، قال: وهذا القول، وإن كان غير مدفوع أن يكون ما اشتدت خضرته من النبات، قد تسميه العرب أسود، غير صواب عندي، بخلافه تأويل أهل التأويل في أن الحرف إنما يحتال لمعناه المخرج بالتقديم والتأخير إذ لم يكن له وجه مفهوم إلا بتقديمه عن موضعه، أو تأخيره، فأما وله في موضعه وجه صحيح فلا وجه لطلب الاحتيال لمعناه بالتقديم والتأخير. "جامع البيان" - ٣٠/ ١٥٣.
(١) في: أ: الثات.
(٢) ورد البيت في ديوانه: ١/ ٣٢، "تهذيب اللغة": ٥/ ٢٩٣: مادة: (حوى)، "لسان العرب": ١/ ٥٠٧: مادة: (شنب)، "النكت والعيون": ٦/ ٢٥٣، "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ١٧، وقد نسبه إلى الأعشى وهو خطأ، "فتح القدير": ٥/ ٤٢٣، "روح المعاني": ٣٠/ ١٠٤، "البحر المحيط": ٨/ ٤٥٧، ومعنى البيت قال الأزهري: والحوَّه في الشفاه شبيه باللمى واللمس، براوية "لمس" بدلاً من "لعس"، والشنب: اختلفوا فيه، قال بعضهم: هو تحزيز أطراف الأسنان، وقيل: هو صفاؤها ونقاؤها، وقيل: هو تفليجها، وقيل: هو طيب نكهتها.
انظر "تهذيب اللغة": ٥/ ٢٩٣: مادة: (حوى)، "لسان العرب": ١/ ٥٠٧: مادة: (شنب).
(٣) ساقط من: ع.
437
﴿سَنُقْرِئُكَ﴾ (١) أي سنجعلك قارئًا بأن نلهمك القراءة.
﴿فَلَا تَنْسَى﴾ ما تقرأه. والمعنى: نجعلك قارئًا للقرآن تقرأه فلا تنساه. قال أبو إسحق: أعلم الله أنه سيجعل للنبي -صلى الله عليه وسلم- آية يتبين له بها الفَضْيلة (٢)، وهي أن ينزل عليه جبريل حتى يقريه، فيقرأ، ولا ينسى شيئًا من ذلك، وهو أمي لا يكتب كتابًا ولا يقرؤه (٣)، وهذا معنى قول قتادة (٤).
وقال مجاهد (٥)، ومقاتل (٦)، (والكلبي) (٧) (٨) كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل عليه القرآن أكثر تحريك لسَانه، مخافة أن ينسى، وكان لا يفرغ جبريل من
(١) ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾.
(٢) الفضيلة: هكذا وردت في "معاني القرآن وإعرابه": مخطوط: ٢٩/ ب، ووردت في المطبوع الفضلية: ٥: ٣١٥، ولعله خطأ مطبعي.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه": ٥/ ٣١٥ - ٣١٦ بتصرف.
(٤) وعن قتادة قال: كان الله ينسى نبيه -صلى الله عليه وسلم- ما يشاء، وعنه أيضًا كان -صلى الله عليه وسلم- لا ينسى شيئاً إلا ما شاء الله.
انظر "تفسير عبد الرزاق": ٢/ ٣٦٧، "جامع البيان": ٣٠/ ١٥٤، "الكشف والبيان": ج ١٣: ٧٧/ أ، "النكت والعيون": ٦/ ٢٥٣، "المحرر الوجيز": ٥/ ٤٦٩، "البحر المحيط": ٨/ ٤٥٨.
(٥) "الكشف والبيان": ج ١٣: ٧٧/ أ، "معالم التنزيل": ٤/ ٤٧٦، "التفسير الكبير". ٣١/ ١٤٢، "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ١٨، "لباب التأويل": ٤/ ٣٧٠ من غير عزو، "فتح القدير": ٥/ ٤٢٤.
(٦) "تفسير مقاتل": ٢٣٧/ ب، "التفسير الكبير": ٣١/ ١٤٢، وورد بمثله من غير نسبة في "لباب التأويل": ٤/ ٣٧٠.
(٧) المرجعان السابقان، بإضافة: الكشف ج: ١٣: ٧٧/ أ، "معالم التنزيل": ٤/ ٤٧٦، "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ١٨، "فتح القدير": ٥/ ٤٢٤.
(٨) ساقط من: أ.
438
آخر الوحي حتى يتكلم (١) هو بأوله مخافة النسيان، فقال الله تعالى: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾ أي سنعلمك فتحفظه، وهذا كقوله: ﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى (٢) إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾ [طه: ١٦]، وقوله: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ (٣) [القيامة: ١٦].
قوله (تعالى) (٤): ﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ (٥).
قال عطاء عن ابن عباس: إلا مَا شاء الله أن ينسيَك (٦). ونحوه قال مقاتل: إلا مَا شاء الله أن تنسى منه (٧). وعلى هذا معنى الاستثناء يعود إلى مَا ينسيه الله بنسخه من رفع حكمه (٨) وتلاوته، كما قال ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا﴾ [البقرة: ١٠٦]، والإنساء (٩) نوع من النسخ، (وهذا معنى قول الحسن (١٠)، وقتادة) (١١) (١٢).
(١) بياض في: ع.
(٢) قوله أن يقضي: بياض في: ع.
(٣) بياض في: ع.
(٤) ساقط من: ع.
(٥) ﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى﴾.
(٦) "البحر المحيط": ٨/ ٤٥٨ - ٤٥٩، "الدر المنثور": ٨/ ٤٨٣، وعزاه إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٧) "التفسير الكبير": ٣١/ ١٤٣، والذي ورد عنه في تفسيره: ٢٣٧/ ب قال: يعني ما شاء الله فينسخها وباتي بخير منها.
(٨) في: أ: حكمته.
(٩) في: أ: الإنسان.
(١٠) "النكت والعيون": ٦/ ٢٥٣، "المحرر الوجيز": ٥/ ٤٦٩، "زاد المسير": ٨/ ٢٢٩، "البحر المحيط": ٨/ ٤٥٨، وانظر "تفسير الحسن البصري": ٢/ ٤١٢.
(١١) المراجع السابقة عدا تفسير الحسن.
(١٢) ما بين القوسين ساقط من: أ.
439
وقال الكلبي - ﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ استثناء منه، وله الاستثناء في كل شيء، ولم ينس بعد نزول هذه الآية شيئا (١) واختاره الفراء، فقال: لم يشأ أن ينسى شيئًا (٢) وهو كقوله ﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ (٣) ولا يشاء، وأنت قائل في الكلام لأعطينك كل مَا سَألت إلا مَا شئت، وإلا أن أشاء أن أمنعك، والنية أن لا تمنعه، وعلى هذا مجاري الأيمان يستثنى فيها ونية الحالف (٤)
قال أبو إسحق: إلا مَا شاء الله، ثم يَذْكُره بعد (٥).
يعني أنه قد ينسى مَا شاء الله، ثم يَذْكُر بعد ما قد نسيه، ولا ينسى نسيانًا كليًا.
وقوله (٦) (تعالى) (٧): ﴿إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ﴾ أي من القول، والفعل (٨). ﴿وَمَا يَخْفَى﴾ منهما. والمعنى يعلم العلانية، والسر. وهذا يتصل بما قبله على معنى يعلم ما تجهر به يا محمد مما تقرؤه على جبريل، ويعلم ما تخفيه في نفسك من القراءة مخافة النسيان (٩).
(١) ورد معنى قوله في "التفسير الكبير": ٣١/ ١٤٢.
(٢) من قوله: واختار إلى شيئا: كرر في نسخه: أ.
(٣) سورة هود: ١٠٧ - ١٠٨.
(٤) "معاني القرآن": ٣/ ٢٥٦ بنحوه. وفيه الحالف التمام.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه": ٥/ ٣١٦ مختصرًا.
(٦) في: أ: قوله.
(٧) ساقط من: ع.
(٨) هذا من قول الثعلبي في "الكشف والبيان": ج ١٣: ٧٧/ ب.
(٩) ورد هذا القول في "الكشف والبيان": ج ١٣: ٧٧/ ب.
440
وكثير من المفسرين (١) قالوا: هذا ابتداء كلام آخر معترض بين قوله: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾
وقوله (٢) (تعالى) (٣): ﴿وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى﴾ قال عطاء: نيسرك يا محمد في جميع أمورك لليسرى (٤).
وقال مقاتل: نهون عليك عمل الجنة (٥)، وهو معنى قول ابن عباس: نيسرك لأن تعمل خيرًا، واليسرى عمل الخير (٦).
وروي عن ابن مسعود أنه قال: اليسرى الجنة (٧)، والمعنى على هذا: نيسرك للعمل المؤدي إليها.
وذُكر قولان آخران: أحدهما: نهون عليك الوحي، وتحفظه، وتعمله (٨)، وتعمل به (٩). والآخر: نوفقك للشريعة اليسرى هى الحنيفة
(١) منهم قتادة، قال: الوسوسة. "تفسير عبد الرزاق": ٢/ ٣٦٧، ولم أعثر على غيره ممن قال بذلك.
وذهب إلى القول بعموم معنى الآية: الطبري في "جامع البيان": ٣٠/ ١٥٤، وسعيد بن جبير كما في "الدر المنثور": ٨/ ٤٨٤، والشوكاني في "فتح القدير": ٥/ ٤٢٤.
(٢) في: أ: قوله.
(٣) ساقط من: ع.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٥) "معالم التنزيل": ٤/ ٤٧٦، "فتح القدير": ٥/ ٤٢٤.
(٦) "النكت والعيون": ٦/ ٢٥٤، "معالم التنزيل": ٤/ ٤٧٦، "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ١٩، "الدر المنثور": ٨/ ٤٨٤، وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
(٧) "النكت والعيون": ٦/ ٢٥٤، "التفسير الكبير": ٣١/ ١٤٤، "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ١٩.
(٨) تعمله: كررت في نسخه: أ.
(٩) "فتح القدير": ٥/ ٤٢٤، وبمثله من غير عزو ورد في "معالم التنزيل": ٤/ ٤٧٦، =
441
السمحة (١).
٩ - (قوله تعالى) (٢): ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى﴾ أي: عظ يا محمد أهل مكة بالقرآن إن نفعت الموعظة والتذكير. قال صاحب النظم: وهذا الشرط غير معزوم عليه، ولا محتوم؛ لأن التذكير قد كان في بعض الأوقات غير نافع، والأمر به واقع في كل وقت؛ نفع أو لم ينفع، قال: وهذا كقوله: ﴿فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ﴾ [البقرة: ٢٣٠]، فقوله: "إن ظنا" شرطًا لإطلاق المراجعة، ولو كان محتومًا (٣) لما جاز أن تراجع حتى يظن أن يقيم حدود الله (٤). هذا كلامه.
ومعنى الشرط -هاهنا-: إن الله تعالى علم أن التذكير نافع في بعض الأوقات، وهو تذكير من يتذكر ويتعظ، وعلم أنه لا ينفع المستكبر المصرّ، فنصّ على ذكر إحدى الحالتين، وهو مضمنة بالحالة الثانية، على معنى: إن نفعت الذكرى أو لم تنفع، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بُعث مبلغًا للإعذار (٥) والإنذار، فعليه التذكير في كل حَال؛ نفع أو لم ينفع، ولم تذكر الحَالة
= "التفسير الكبير": ٣١/ ١٤٤، "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ١٩.
(١) ورد هذا القول من غير عزو في المراجع السابقة، وقال الشوكاني: الأولى حمل الآية على العموم أي: نوفقك للطريقة اليسرى في الدين والدنيا في كل أمر من أمورهما التي تتوجه إليك. "فتح القدير": ٥/ ٤٢٤.
(٢) ساقط من: ع.
(٣) في: أ: حوا.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد مختصرًا جداً في "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ٢٠، "البحر المحيط": ٨/ ٤٥٨، "فتح القدير": ٥/ ٤٢٤.
(٥) في: أ: للاعتذار.
الثانية كقوله: ﴿سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ﴾ (١).
(وله نظائر كثيرة في التنزيل (٢)) (٣)، وكلام العرب (٤)، وقد نبه الله -تعالى- على تفصيل الحالتين-
١٠ - قوله (٥): ﴿سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى﴾ سيتعظ بالقرآن من يخشى الله. قال عطاء: يريد (٦) عثمان (٧) بن عفان. وقال الفراء: أنزلت في ابن أم مكتوم (٨).
(١) سورة النحل: ٨١، بمعنى أنه أراد الحر والبرد جميعاً.
(٢) كقوله تعالى: ﴿وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ﴾ ق: ٤٥.
وكقوله تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى﴾: الأعلى: ٩.
وقوله تعالى: ﴿وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ البقرة: ١٧٢.
وقوله: ﴿فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ﴾. النساء: ١٠١. فإن القصر جائز عند الخوف وعدمه.
استخراج بعض الآيات مستفاد من "فتح القدير": ٥/ ٤٢٤.
(٣) ما بين القوسين ساقط من: أ.
(٤) كقول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
وكما تقول لرجل: قل لفلان، وأعد له إن سمعك. إنما هو توبيخ المشار إليه، وإعلام أنه لم يسمع. انظر "المحرر الوجيز": ٥/ ٤٧٠، "البحر المحيط": ٨/ ٤٥٩.
(٥) بياض في: ع
(٦) في: أ: عثمن.
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثل قوله من غير عزو في "التفسير الكبير": ٣١/ ١٤٦.
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد هذا القول عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت في ابن أم مكتوم، "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ٢٠.
443
﴿وَيَتَجَنَّبُهَا﴾ (١) يعني: ويتجنب الذكرى، قاله الفراء (٢)، والزجاج (٣) (٤).
(قوله تعالى) (٥): ﴿الأشقى﴾ يعني: ﴿الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى﴾ قال عطاء: يريد العظيمة، الفظيعة (٦) (٧). قال: مقاتل: لأنها أعظم وأشد حرًا من نار الدنيا (٨). وقال الكلبي: هي النار السفلى (٩). يعني أن نار تلك الطبقة التي هي الدرك الأسفل أعظم وأشد حرًا.
﴿ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا﴾ (١٠) فيستريح. ﴿وَلَا يَحْيَى﴾ حياة تنفعه. قال مقاتل: قال: ونزلت هذه الآيات في: الوليد، وعتبة، وأمية (١١).
(قوله تعالى) (١٢): ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى﴾ قال عطاء عن ابن عباس: يريد
(١) ﴿وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى﴾.
(٢) "معاني القرآن": ٣/ ٣٥٦.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه": ٥/ ٣١٦.
(٤) في: ع: الزجاج والفراء.
(٥) ما بين القوسين ساقط في: أ.
(٦) في: أ: المطيعة.
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير عزو في "معالم التنزيل": ٤/ ٤٧٦، "زاد المسير": ٨/ ٢٣٠، "لباب التأويل": ٤/ ٣٧٠، "فتح القدير": ٥/ ٤٢٥.
(٨) بمعناه في "تفسير مقاتل": ٢٣٧/ ب، وقد ورد بمثله من غير عزو، انظر: المراجع السابقة.
(٩) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير عزو في "المحرر الوجيز": ٥/ ٤٧٠، وقد ورد بمعناه عن الفراء في "معاني القرآن": ٣/ ٢٥٦.
(١٠) ﴿ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾.
(١١) لم أعثر على مصدر لقوله.
(١٢) ساقط من: ع.
444
عثمان بن عفان (١). ومعنى (﴿تَزَكَّى﴾ (٢).
قال: لا إله إلا الله (٣). ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ﴾ (٤) قال: ذكر معاده، وموقفه بين يدي الله فصلى (٥).
والمعنى على هذا: قد أفلح من تطهير من الشرك، وذكر ربه بالخوف والخشية، فعبده وصلى (له) (٦)، يعني (٧): الصلوات الخمس (٨)، (ونحو هذا روى جابرًا مرفوعًا) (٩) (١٠).
(١) لم أعثر على مصدر لقوله، غير أنه ورد بمثل قوله عن عطاء في "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ٢٢، وعن الضحاك: أنها نزلت في أبي بكر، انظر: "النكت والعيون": ٦/ ٢٥٥، و"الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ٢٢.
(٢) ساقط من: ع.
(٣) قال بذلك ابن عباس عن طريق سعيد بن جبير في "معالم التنزيل": ٤/ ٤٨٦، و"التفسير الكبير" ٣١/ ١٤٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٢، و"الدر المنثور" ٨/ ٤٨٤، وعزاه إلى البيهقي في "الأسماء والصفات"، وقد قال بذلك أيضًا عكرمة في "جامع البيان" ٣٠/ ١٥٦.
(٤) ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾.
(٥) قال بذلك ابن عباس من طريق عطاء. انظر قوله في "الكشاف": ٤/ ٢٠٥، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٠، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٣٥، "الدر المنثور" ٨/ ٤٨٤، وعزاه إلى ابن المنذر، وابن جرير، وابن أبي حاتم.
(٦) ساقط من: أ.
(٧) في: أ: المعنى.
(٨) وهو قول ابن عباس: "جامع البيان" ٣٠/ ١٥٧، "النكت والعيون" ٦/ ٢٥٥، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٠.
(٩) ما بين القوسين ساقط من: أ.
(١٠) سلسلة الإسناد كما جاءت عن البزار كالآتي:
وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا عباد بن أحمد العرزمي، حدثنا عمي محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن =
445
وقال الحسن: أفلح من كان عمله زاكيًا (١)، وعمل صالحًا (٢)، وهو قول قتادة (٣)، قال أبو إسحاق: معنى تزكى تكثر بتقوى الله، ومعنى الزاكي: النامي (٤) الكثير (٥).
وجماعة (من) (٦) المفسرين يحملون (٧) الآيتين على زكاة (٨) الفطر، وصلاة العيد.
= عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قد أفلح من تزكى" قال: من شهد أن لا إله إلا الله وخلع الأنداد، وشهد أني رسول الله، وذكر اسم ربه فصلى) قال: هي الصلوات الخمس، والمحافظة عليها، والاهتمام بها، ثم قال: لا يروى عن جابر إلا من هذا الوجه. انظر: "كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة": للهيثمي: ٣/ ٨٠ ح: ٢٢٨٤.
وأخرجه ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم": ٤/ ٣٥، والسيوطي في "الدر المنثور" ٨/ ٤٨٤، وعزاه إلى البزار، وابن مردويه.
وقال الهيثمي: وفيه عباد بن أحمد العرزمي قال عنه الدارقطني: متروك. (انظر ميزان الاعتدال: ٢/ ٣٦٥: ت ٤١٠٨)، وقد رواه البزار عن شيخه عباد بن أحمد العرزمي، وهو متروك، "مجمع الزوائد": ٧/ ١٣٧ سورة سبح.
(١) بياض في: ع.
(٢) ورد قوله في "جامع البيان": ٣٠/ ١٥٦، "الكشف والبيان": ج: ١٣: ٧٨/ أ، "معالم التنزيل": ٤/ ٤٧٦، "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ٢١، "البحر المحيط": ٨/ ٤٦٠، "زاد المسير": ٨/ ٢٣٠، "تفسير الحسن البصري": ٢/ ٤١٢.
(٣) ورد معنى قوله في "تفسير عبد الرزاق": ٢/ ٣٦٧، "الكشف والبيان" ج ١٣: ٧٨/ أ، "الدر المنثور": ٨/ ٤٨٤، "فتح القدير": ٥/ ٤٢٥.
(٤) بياض في: ع
(٥) "معاني القرآن وإعرابه": ٥/ ٣١٦ بنص العبارة.
(٦) ساقط من: أ.
(٧) بياض في: ع.
(٨) زكوة: في كلا النسختين.
446
قال الكلبي: أفلح (١) من تزكى قبل مروره إلى العيد، وصلى مع الإمام (٢). وهو قول (عكرمة (٣)، وأبى العالية (٤)، وابن سيرين (٥)، وابن) (٦) (عمر (٧)) (٨)، وروي ذلك مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قد أفلح من تزكى": أخرج زكاة (٩) الفطر، "وخرج إلى المصلى فصلى" (١٠).
(١) بياض في: ع.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير عزو في "التفسير الكبير" ٣١/ ٤٨.
(٣) ورد قوله في: "أحكام القرآن" لابن العربي ٤/ ١٩٢، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٣٨، "فتح القدير" ٥/ ٤٢٥.
(٤) أحكام القرآن: للجصاص: ٣/ ٤٧٢، "الكشف والبيان": ج: ١٣: ٧٨/ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٧، أحكام القرآن لابن العربي ٤/ ١٩٢، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٣٥، "الدر المنثور" ٨/ ٤٨٥، "فتح القدير" ٥/ ٤٢٥، "تفسير أبي العالية" تح: نورة الورثان: ٢/ ٦٣٨، "السنن الكبرى" للبيهقي: ٤/ ٢٦٨ ح: ٧٦٦٩.
(٥) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٧، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١، "الدر المنثور" ٨/ ٤٨٦، "السنن الكبرى" للبيهقي: ٤/ ٢٦٨.
(٦) ما بين القوسين لم يذكر في أ، وإنما ذكر بدلاً من تعدادهم عبارة مجملة، وهو قول "جماعة".
(٧) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٧، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٤٨، "السنن الكبرى" للبيهقي ٤/ ٢٦٨.
(٨) ما بين القوسين بياض في ع، وأثبت ما جاء في "الوسيط": ٤/ ٤٧١، وكذلك "التفسير الكبير": ٣١/ ٤٨، فقد سرد الأسماء السابقة لابن عمر كما هي عند الواحدي في البسيط والوسيط، وهو كثيرًا ما ينقل عنه بعزو وبغير عزو، فلهذا أثبت ما جاء عندهما، والله أعلم.
(٩) زكوة: في كلا النسختين
(١٠) الحديث أورده القرطبي عن كثير بن عبد الله، عن أبيه عن جده، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، =
447
قال أستاذنا أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله (١): ولا أدري ما وجه هذا التأويل، لأن هذه السورة مكية بالإجماع، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة، ولا فطر. والله أعلم (٢).
قلت: يجوز أن يكون الله أنزل إلينا (٣) على من فعل ذلك إذ أنزله، وأمر به، وكان في معلومه أن ذلك سيكون، فأثنى (٤) على من فعل ذلك، وأثنى (٥) على من ائتمر به، وأطاعه فيما يأمر به (٦) من زكاة الفطر، وصلاة العيد، إذ أنزل الأمر بهما.
وقال مقاتل: قد أفلح من تصدق (الفطر) (٧) من ماله، وذكر ربه
= وذكر الحديث بمعناه في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١، "الدر المنثور" ٨/ ٤٨٥، وعزاه إلى البزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم في الكنى، وابن مردويه، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٤/ ١٦٨: ح: ٧٦٦٨، قال السيوطي: أخرجه بسند ضعيف عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه عن جده عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وروى مثله الطبراني في "المعجم الكبير" ٢٢/ ٩٨: ح: ٢٣٩، وفيه محمد بن أشقر، وهو ضعيف. انظر: "مجمع الزوائد" كتاب التفسير: (سورة سبح): ٨/ ١٣٦ - ١٣٧.
(١) في: ع: -رضي الله عنه-.
(٢) "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٧٨/ ب بنصه، وممن وافقه على ذلك ابن الجوزي في "زاد المسير": ٨/ ٢٣٠، القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٢، الخازن في "لباب التأويل": ٤/ ٣٧٠، والشوكاني في "فتح القدير": ٥/ ٤٢٥.
(٣) بياض في: ع.
(٤) في: أ: وأثنى.
(٥) في: ع: فأثنى.
(٦) في: أ: الله
(٧) ساقط من: ع.
448
بالتوحيد في الصلاة، فصلى له (١).
وهذا يجوز أن يحمل على الزكاة (٢) والصلاة المفروضتين، وأن يحمل على التطوع بهما.
قوله: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ (٣) الدُّنْيَا﴾ (قراءة العامة بـ"التاء" (٤) لما روي في حرف أبي: "بل أنتم تؤثرون" (٥). قال الكلبي: تؤثرون عمل الدنيا على عمل الآخرة (٦). وقال ابن مسعود: دار الدنيا أحضرت، وعجل لنا طعامها وشرابها، ونساؤها، ولذتها، وبهجتها، وأن الآخرة نعتت لنا، وزويت عنا، فأخذنا بالعاجل، وتركنا الآجل (٧).
وقرأ أبو عمرو: ﴿يُؤْثِرُونَ﴾ بـ"الياء"، وقال: يعني: الأشْقَيْن (٨)
(١) بمعناه في "تفسير مقاتل": ٢٣٧/ ب.
(٢) الزكوة: في كلا النسختين.
(٣) الحيوة: في كلا النسختين.
(٤) وقرأ بذلك أيضًا: يعقوب.
انظر: "السبعة" ٦٨٠، "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٦٧، "الحجة" ٦/ ٣٩٩، "المبسوط" ٤٠٥، "حجة القراءات" ٧٥٩، "التبصرة" ٧٢٤، "النشر" ٢/ ٤٠٠.
(٥) ما بين القوسين نقل عن "الحجة" ٦/ ٣٩٩.
(٦) "الوسيط" ٤/ ٤٧٢.
(٧) ورد معنى قوله في "جامع البيان" ٣٠/ ٥٧، "الكشف والبيان" ج ١٣/ ٧٩/ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٧، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٤٩، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٣، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧١، "تفسير القرآن العظيم": ٤/ ٥٣٥، "الدر المنثور": ٨/ ٤٨٧، وعزاه أيضًا إلى ابن المنذر، والطبراني، والبيهقي في "شعب الإيمان".
(٨) وقرأ أيضًا يعقوب وقتيبة عن الكسائي بذلك.
انظر: كتاب "السبعة" ٦٨٠، "القراءات وعلل النحوين فيها" ٢/ ٧٦٧، "الحجة" =
449
الذين ذكروا في قوله: ﴿وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى﴾ ثم رغب في الآخرة فقال: ﴿وَالْآخِرَةُ﴾ أي والدار الآخرة يعني: الجنة. ﴿خَيْرٌ﴾ أفضل. ﴿وَأَبْقَى﴾ أدوم من الدنيا.
قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا﴾ يعني ما ذكر من عند ﴿قَدْ أَفْلَحَ﴾ أربع آيات. ﴿لَفِى﴾ الكتب الأولى التي قد أنزلت قبل القرآن، ذكر فيها فلاح المتزكي، والمصلي، وإيثار الخلق الآخرة على الدنيا، وأن الآخرة خير، وهذا قول (الكلبي (١)) (٢)، ومقاتل (٣)، (والفراء (٤)) (٥)، والزجاج (٦)، (وابن قتيبة) (٧) قال: ولم يُرد الألفاظ بعينها، وإنما أراد أن الفلاح لِمَن تزكى، وذكر الله فصلى في الصحف الأولى، كما هو في القرآن (٨).
(وروى معمر عن قتادة قال: يعني هذه السورة (٩)) (١٠)، وقال ابن
= ٦/ ٣٩٩، "المبسوط" ٤٠٥، "الكشف" ٢/ ٤٧٠، "حجة القراءات" ٧٥٩، "التبصرة" ٧٢٤، "النشر" ٢/ ٤٠٠.
(١) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٢) ساقط من: أ.
(٣) "تفسير مقاتل": ٣٣٧/ ب بمعناه.
(٤) "معاني القرآن": ٣/ ٢٥٧، بمعناه.
(٥) ساقط من: أ.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه": ٥/ ٣١٦ بمعناه.
(٧) ساقط من: أ.
(٨) "تفسير غريب القرآن" ٥٢٤ بيسير من التصرف، وهذا القول ذهب إليه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٥٨، وقال ابن عطية: وهذا هو الأرجح لقرب المشار إليه بهذا، "المحرر الوجيز" ٤/ ٤٧١.
وقال ابن كثير ٤/ ٥٣٦: وهذا الذي اختاره يعني ابن جرير حسن قوي.
(٩) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٦٧، "جامع البيان" ٣٠/ ١٥٨.
(١٠) ما بين القوسين ساقط من: أ.
450
زيد: يعني قوله: ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ (١) (٢)، فرد الإشارة في قوله: ﴿إِنَّ هَذَا﴾ إلى الأقرب إليه. (ونحو ذلك) (٣) روي (٤) عن قتادة أنه (٥) قال: تتابعت كتب الله كما تسمعون أن الآخرة خير وأبقى (٦).
ثم بين أن الصحف الأولى مَا هي، فقال: ﴿صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾ قال (عطاء عن) (٧) ابن عباس: يريد كتبًا أنزلت على إبراهيم، وكان نزل على موسى صحف قبل التوراة كما قال عز وجل: ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (٣٦) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾ (٨) [النجم: ٣٦] ويجوز أن يعني بصحف موسى التوراة.
(تمت) (٩)
(١) بياض في: ع.
(٢) ورد معنى قوله في "جامع البيان" ٣٠/ ١٥٨، "الكشف والبيان" ج ١٣/ ٧٩/ أ، "الجامع لأحكام القرآن": ٢٠/ ٢٤، "فتح القدير": ٥/ ٤٢٥.
(٣) ما بين القوسين ساقط من: أ.
(٤) في: أ: وروى.
(٥) في: ع: فقد.
(٦) "جامع البيان" ٣٠/ ١٥٨، "الكشف والبيان" ج ١٣: ٧٩/ أ، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٤، "الدر المنثور" ٨/ ٤٨٨، وعزاه إلى عبد الرزاق، وإلي ابن جرير، وابن المنذر. "فتح القدير": ٥/ ٤٢٥.
(٧) ساقط من: أ.
(٨) بياض في: ع.
(٩) ساقط من: ع.
451
سورة الغاشية
453
Icon