تفسير سورة الفجر

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة الفجر من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سُورة الفجر مكية.

١ - ﴿وَالْفَجْرِ﴾ انفجار الصبح من أفق المشرق، وعبر به عن النهار كله لانه أوله " ع " أو أرد بدر النهار في كل يوم أو صلاة الصبح " ع " أو فجر يوم النحر خاصة.
٢ - ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ عشر ذي الحجة " ع ". مأثور أو عشر أول المحرم أو العشر الأواخر من شهر رمضان أو العشر التي أتمّها الله تعالى لموسى.
٣ - ﴿وَالشَّفْعِ﴾ الصلاة منها شفع ومنها وتر مأثور أو صلاة المغرب
448
شفعها ركعتان ووترها الثالثة أو الشفع يوم بالنحر ﴿وَالْوَتْرِ﴾ يوم عرفة مأثور، أو الشفع يوما منى والوتر ثالثهما أو الشفع عشر ذي الحجة والوتر أيام التشريق أو الشفع الخلق الأرض والسماء والحيوان والنبات لكل شيء منه مثل، والوتر الله لأنه لا مثيل له، أو الخلق كله شفع ووتر أو الشفع آدم وحواء لأنه كان وتراً فشفع بها فصار شفعاً بعد وتر أو العدد لأن جميعه شفع ووتر.
449
٤ - ﴿والليل﴾ ليلة القدر لسراية الرحمة فيها أو ليلة مزدلفة أو جنس الليالي ﴿يسري﴾ أظلم أو سار لأنه يسير بمسير الشمس والفلك فينتقل من أفق إلى أفق أو إذا سرى فيه أهله.
٥ - ﴿حِجْرٍ﴾ عقل " ع " أو حلم أو دين أو ستر أو علم.
٧ - ﴿إرَم﴾ هي الأرض أو دمشق أو الإسكندرية أو أمة من الأمم أو قبيلة من عاد أو إرم جد عاد أو أبوه فهو عاد بن إرم بن عَوْص بن سام بن نوح أو
449
إرم القديمة أو الهالك، أرم بنو فلان: هلكوا أو رمهم الله تعالى فجعلهم رميماً فلذلك سماهم إرم. ﴿الْعِمَادِ﴾ الطول " ع " رجل معمد إذا كان طويلاً قال قتادة كان طول أحدهم اثني عشر ذرعاً أو لأنهم كانوا أهل خيام وأعمدة [٢٢١ / أ] / ينتجعون الغيوث أو القوّة والشدّة أخذاً من قوّة الأعمدة أو البناء المحكم بالأعمدة.
450
٨ - ﴿لَمْ يُخْلَقْ﴾ مثل مدينتهم ذات العماد أو مثل عاد لطولهم وشدتهم.
٩ - ﴿جَابُواْ﴾ قطعوا الصخر ونقبوه بيوتاً أو طافوا لأخذ الصخر ﴿بالوادي﴾ وادي القرى.
١٠ - ﴿الأَوْتَادِ﴾ الجنود سمي بذلك لكثرة جنوده " ع " أو كان يعذب الناس بأوتاد قيدها في أيدهم وأرجلهم وبذلك قتل زوجته آسية أو البنيان لكثرة بنيانه أو كانت له مظال وملاعب على أوتاد وحبال يلعب له تحتها.
١٣ - ﴿سَوْطَ عَذَابٍ﴾ قسط عذاب كالعذاب بالسوط أو خلط عذاب لأنه أنواع أو وجيع من العذاب أو كل ما عذب الله تعالى به فهو سوط عذاب قال قتادة: فكان سوط عذاب هو الغرق.
١٤ - ﴿لبالمرصاد﴾ بالطريق أو بالانتظار.
﴿فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكره ونعمه فيقول رب أكرمن (١٥) وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول رب أهانن (١٦) كالإبل لا تكرمون اليتيم (١٧) ولا تحاضون على طعام المسكين (١٨) وتأكلون التراث أكلاً لما (١٩) وتحبون المال حباً جما (٢٠) ﴾
١٩ - ﴿التُّرَاثَ﴾ الميراث ﴿لَّمّاً﴾ شديداً أو جمعاً لممت الطعام أكلته جميعاً أو نسفَهُ نَسْفًا أو إذا أكل مال نفسه ألَمَّ بمال غيره فأكله ولا يبالي
450
حلالاً كان أو حراماً.
451
٢٠ - ﴿جَمّاً﴾ كثيراً أو فاحشاً تجمعون حلاله إلى حرامه " ح ".
﴿كلا إذا دكت الأرض دكاً دكاً (٢١) وجاء ربك والملك صفاً صفا (٢٢) وجائ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى (٢٣) يقول يا ليتني قدمت لحياتي (٢٤) فيومئذ لا يعذب عذابه أحد (٢٥) ولا يوثق وثاقه أحد (٢٦) يأيتها النفس المطمئنة (٢٧) ارجعي إلى ربك راضية مرضية (٢٨) فادخلي في عبادي (٢٩) وادخلي جنتي (٣٠) ﴾
٢٣ - ﴿يَتَذَكَّرُ﴾ يتوب وكيف له بالتوبة لأنها لا تنفع في القيامة أو يتذكر ما عمل في الدنيا وقدم للآخرة. ﴿وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى﴾ في الآخرة وإنما تنفع في الدنيا.
٢٤ - ﴿قَدَّمْتُ﴾ من دنياي لحياتي في الآخرة أو من حياتي في الدنيا لبقائي في الآخرة.
٢٥ - ﴿لا يعذب﴾ بالفتح عذاب الكافر ﴿احد﴾ ﴿ولا يُعَذِّبُ﴾ عذابَ الله تعالى غيرُ الله ﴿أحدٌ﴾ " ع ".
٢٧ - ﴿الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ المؤمنة " ع " أو المخبتة أو الموفية بوعد الله تعالى أو الآمنة أو الراضية أو إذا أراد الله تعالى قبض المؤمن اطمأنت نفسه إلى الله تعالى واطمأن الله تعالى إليها " ح ".
٢٨ - ﴿ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ﴾ عند الموت في الدنيا أو إلى جسدك عند
451
البعث في القيامة " ع " ﴿رَاضِيَةً﴾ عن الله تعالى وهو عنها راضٍ أو راضية بثوابه وهو راضٍ بعملها.
452
٢٩ - ﴿فِى عِبَادِى﴾ في عبدي أو طاعتي أو مع عبادي.
٣٠ - ﴿جَنَّتِى﴾ رحمتي أو جنة الخلد عند الجمهور قيل نزلت في أبي بكر أو في عثمان رضي الله تعالى عنهما لما وقف بئر رومة أو في حمزة بن عبد المطلب أو عامة في كل مؤمن.
452
سورة البلد
مكية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿لا أقسم بهذا البلد (١) وأنت حل بهذا البلد (٢) ووالد وما ولد (٣) لقد خلقنا الإنسان في كبد (٤) أيحسب أن لن يقدر عليه أحد (٥) يقول أهلكت مالاً لبدا (٦) أيحسب أن لم يره أحد (٧) ألم نجعل له عينين (٨) ولساناً وشفتين (٩) وهديناه النجدين (١٠) ﴾
453
Icon