تفسير سورة الفجر

فتح الرحمن في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة الفجر من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن .
لمؤلفه تعيلب . المتوفي سنة 2004 هـ
( ٨٩ ) سورة الفجر مكية
وآياتها ثلاثون
كلماتها : ١٣٦ ؛ حروفها : ٦٦٦

﴿ الفجر ﴾ الصبح، ولأنه يشق الليل ويفجره سمي فجرا.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والفجر ( ١ ) وليال عشر ( ٢ ) والشفع والوتر ( ٣ ) والليل إذا يسر ( ٤ ) هل في ذلك قسم لذي حجر ( ٥ ) ﴾
أقسم الله تعالى بالفجر كما أقسم بالصبح وبالليل كما في قوله سبحانه :﴿ والليل إذا أدبر. والصبح إذا أسفر ﴾١، وسمي فجرا لأنه الضوء الذي يفجر الليل ويشقه ويذهب ظلمته، وينفجر عنه النهار، ولعل الأولى إبقاؤه على العموم، فهو قسم بهذا الوقت من الأيام كلها٢.
﴿ ليال عشر ﴾ هن العشر الأول من شهر ذي الحجة.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والفجر ( ١ ) وليال عشر ( ٢ ) والشفع والوتر ( ٣ ) والليل إذا يسر ( ٤ ) هل في ذلك قسم لذي حجر ( ٥ ) ﴾
أقسم الله تعالى بالفجر كما أقسم بالصبح وبالليل كما في قوله سبحانه :﴿ والليل إذا أدبر. والصبح إذا أسفر ﴾١، وسمي فجرا لأنه الضوء الذي يفجر الليل ويشقه ويذهب ظلمته، وينفجر عنه النهار، ولعل الأولى إبقاؤه على العموم، فهو قسم بهذا الوقت من الأيام كلها٢.
﴿ وليال عشر( ٢ ) ﴾ وأقسم ربنا تبارك اسمه بليال عشر كرمها سبحانه وضاعف أجر العاملين فيها- إذ تنكيرها يفيد تفخيمها- ويشهد١ لهذا ما أخرجه أحمد والبخاري [ عن ابن عباس مرفوعا :( ما من أيام فيهن العمل أحب الله عز وجل وأفضل من أيام العشر ) ؛ قيل : يا رسول الله ! ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال :( ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل جاهد في سبيل الله بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ).
١ - إذ قد أوردوا أحاديث صحيحة يستدلون بها على أنها العشر الأواخر من رمضان، وأحاديث أخرى على أنها العشر الأول من المحرم..
﴿ الشفع ﴾ أصله العدد الزوجي لأنه انضم إليه غيره فشفعه.
﴿ الوتر ﴾ الفرد.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والفجر ( ١ ) وليال عشر ( ٢ ) والشفع والوتر ( ٣ ) والليل إذا يسر ( ٤ ) هل في ذلك قسم لذي حجر ( ٥ ) ﴾
أقسم الله تعالى بالفجر كما أقسم بالصبح وبالليل كما في قوله سبحانه :﴿ والليل إذا أدبر. والصبح إذا أسفر ﴾١، وسمي فجرا لأنه الضوء الذي يفجر الليل ويشقه ويذهب ظلمته، وينفجر عنه النهار، ولعل الأولى إبقاؤه على العموم، فهو قسم بهذا الوقت من الأيام كلها٢.
﴿ والشفع والوتر( ٣ ) ﴾ بالعدد كله فرده وزوجه١.
١ - نقل القرطبي في حوالي ألف كلمة الأقوال التي جاءت في تفسير ﴿الشفع والوتر﴾ منها: الشفع خلقه، والوتر هو الله عز وجل؛ ومنها الشفع صلاة الصبح، والوتر صلاة المغرب؛ ومنها: الشفع: عشر ذي الحجة؛ والوتر: أيام منى الثلاثة؛ وقال الألوسي: وقيل: الشفع أبواب الجنة، والوتر أبواب النار؛ وقيل غير ذلك، وقد ذكر في كتاب التحرير والتحبير مما قيل فيهما ستا وثلاثين قولا، وفي الكشف: قد أكثروا في الشفع والوتر حتى كادوا يستوعبون أجناس ما يقعان فيه، وذلك قليل الطائل، جدير بالتلهي عنه؛ وقال بعض الأفاضل: لا إشعار للفظ الشفع والوتر بتخصيص شيء مما ذكروه وتعيينه، بل هو إنما يدل على معنى كل متناول لذلك، ولعل من فسرهما بما فسرهما لم يدع الانحصار فيما فسر... وإذا ثبت من الشارع عليه الصلاة والسلام تفسيرهما ببعض الوجوه فالظاهر أنه ليس مبنيا على تخصيصي المدلول بل وارد على طريق التمثيل بما رأى في تخصيصه بالذكر فائدة معتدا بها، فحينئذ يجوز للمفسر أن يحمل اللفظ على بعض آخر من محتملاته لفائدة أخرى. انتهى..
﴿ يسر ﴾ يمضي.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والفجر ( ١ ) وليال عشر ( ٢ ) والشفع والوتر ( ٣ ) والليل إذا يسر ( ٤ ) هل في ذلك قسم لذي حجر ( ٥ ) ﴾
أقسم الله تعالى بالفجر كما أقسم بالصبح وبالليل كما في قوله سبحانه :﴿ والليل إذا أدبر. والصبح إذا أسفر ﴾١، وسمي فجرا لأنه الضوء الذي يفجر الليل ويشقه ويذهب ظلمته، وينفجر عنه النهار، ولعل الأولى إبقاؤه على العموم، فهو قسم بهذا الوقت من الأيام كلها٢.
﴿ والليل إذا يسر( ٤ ) ﴾ والليل١ إذا ذهب وانقضىز
١ -﴿والليل﴾ كثرت الأقاويل المنقولة في تسفيرها، فمن قائل: ليلة المزدلفة ومن قائل ليلة القدر؛ ورجح القرطبي أنه قسم بالليل على العموم..
﴿ لذي حجر ﴾ لصاحب عقل.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والفجر ( ١ ) وليال عشر ( ٢ ) والشفع والوتر ( ٣ ) والليل إذا يسر ( ٤ ) هل في ذلك قسم لذي حجر ( ٥ ) ﴾
أقسم الله تعالى بالفجر كما أقسم بالصبح وبالليل كما في قوله سبحانه :﴿ والليل إذا أدبر. والصبح إذا أسفر ﴾١، وسمي فجرا لأنه الضوء الذي يفجر الليل ويشقه ويذهب ظلمته، وينفجر عنه النهار، ولعل الأولى إبقاؤه على العموم، فهو قسم بهذا الوقت من الأيام كلها٢.
﴿ هل في ذلك قسم لذي حجر ﴾ أليس في هذا الذي أقسمنا به ما يقنع من له عقل ! وجواب القسم محذوف، تقديره : ليعذبن، يدل عليه قوله تعالى :﴿ ألم تر كيف فعل ربك ﴾ إلى قوله تبارك اسمه :﴿ فصب عليهم ربك سوط عذاب ﴾ ؛ والحجر : العقل، لأنه يمنع صاحبه، فيقال لمن ملك نفسه : إنه لذو حجر ؛ قال الفراء : تقوله العرب لمن كان قاهرا لنفسه، ضابطا لها.
﴿ بعاد ﴾ بقبيلة عاد.
﴿ ألم تر كيف فعل ربك بعاد ( ٦ ) إرم ذات العماد ( ٧ ) التي لم يخلق مثلها في البلاد ( ٨ ) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ( ٩ ) وفرعون ذي الأوتاد ( ١٠ ) الذين طغوا في البلاد ( ١١ ) فأكثروا فيها الفساد ( ١٢ ) فصب عليهم ربك سوط عذاب ( ١٣ ) إن ربك لبالمرصاد ( ١٤ ) ﴾.
تذكر الآيات بسنة الله تعالى في الذين خلوا من قبل ﴿... ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾١، وأن الماكرين المفسدين، والكافرين الباغين لن يفلتوا من بأس ربنا القوي المتين، وأنه محل بهم بطشه عاجلا وآجلا، مصداقا لوعده الحق :﴿ وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا. أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب... ﴾٢ ؛ ألم تر ببصيرتك وتعلم كيف أهلك الله تعالى عادا الأولى عاد إرم٣، وقد أوتيت قوة وبأسا ومالا، وأوتيت نعما فافتتنت وبطرت، وازدادت ضلالا وخبالا، وقد أشارت آية كريمة إلى كفورهم وغرورهم، وذلك قول الحق تبارك اسمه :﴿ فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآيتنا يجحدون ﴾٤ ؛ ﴿ وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ﴾ واذكر وذكر بطشة الله تعالى بثمود قوم صالح، وقد قطعوا الصخور، واتخذوا من الجبال بيوتا نحتوها ليعيشوا بمأمن أن تمتد إليهم يد عدو من أعدائهم، لكنهم أعرضوا عن الهدى الذي جاءهم من ربهم، واستنكروا على صالح عليه السلام أن يدعوهم إلى توحيد الله، وينهاهم عن عبادة أوثانهم، ولقد بين القرآن جانبا من عماهم وجهلهم فقال :﴿ وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى... ﴾٥ ﴿ قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ﴾٦ ؛ ونبيهم يتابع تذكيرهم ﴿ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحنون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾٧ ؛ ﴿ وفرعون ذي الأوتاد ﴾ وهذا الذي آتاه الله الملك ﴿ فحشر فنادى. فقال أنا ربكم ﴾٨ وعلا في الأرض ﴿.. وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ﴾٩ ؛ ﴿ واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير حق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ﴾١٠ وهم بقتل رسول الله موسى وفتنة الذين آمنوا معه :﴿ وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه.. ﴾١١ ﴿.. قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون ﴾١٢ ونصب الأوتاد ودقها ليعذب عليها من خالفه ؛ فجزي الله تعالى الباغين ببغيهم، فأما عاد فأهلكوا ﴿.. بريح صرصرة عاتية. سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية. فهل ترى لهم من باقية ﴾١٣ ؛ وبعدا لثمود الذين هموا بقتل نبيهم والذين معه ﴿ فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ﴾١٤ ؛ وإذا استخف فرعون قومه فأطاعوه، واستنفر أعوانه وجنوده على العدوان فأعانوه، كان من سنة الله أن يأخذهم نكال الآخرة والأولى. ﴿ فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم... ﴾١٥ ؛ ﴿ فصب عليهم ربك سوط عذاب ﴾ أنزل ربنا وأفرغ عليهم نصيبا من العذاب، وأليما من النكال وخليطا، هؤلاء بالإغراق، وأولئك بالصاعقة والريح العقيم في أيام نحسات ؛ ﴿ إن ربك لبالمرصاد ﴾ إن الولي الحكيم الخبير العليم، لسميع بصير، رقيب حسيب، ، يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ﴿... سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وأملي لهم إن كيدي متين ﴾١٦ ﴿ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ﴾١٧ ؛ وفي الذي نقص عليكم من أنباء القرى وأهلها المهلكين، كهؤلاء الثلاثة الأقوام الخاسرين، عاد وثمود والفراعين، في ذلك نذير، أن القوي القدير لا يعجزه الانتقام من الكفار والظلام مهما أوتوا ؛ ﴿ وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم ﴾١٨، وقومك ليسوا بأكثر أموالا وأولادا، ولا بأطول أعمارا، ولا هم بأشد مراسا ممن سبقوهم من المجرمين، فإن لم ينتهوا عما فيه يخوضون، لنذيقنهم في الدنيا عذابا عاجلا ويوم القيامة في العذاب محضرون ؛ ﴿ أكفاركم خير من أولئك أم لكم براءة في الزبر، أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر. بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ﴾١٩، ولقد جاء هذا الوعيد بعد أنباء إهلاك الله تعالى أقواما كثيرين، قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم فرعون ﴿ ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مذكر ﴾٢٠.
﴿ إرم ﴾ جدهم، سموا باسم جدهم ؛ أو قبيلة من عاد.
﴿ العماد ﴾ طول الجسم أو طول العمر، ووفرة القوة ؛ أو عماد بيوت الرحل يسيرون لا يقيمون.
﴿ ألم تر كيف فعل ربك بعاد ( ٦ ) إرم ذات العماد ( ٧ ) التي لم يخلق مثلها في البلاد ( ٨ ) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ( ٩ ) وفرعون ذي الأوتاد ( ١٠ ) الذين طغوا في البلاد ( ١١ ) فأكثروا فيها الفساد ( ١٢ ) فصب عليهم ربك سوط عذاب ( ١٣ ) إن ربك لبالمرصاد ( ١٤ ) ﴾.
تذكر الآيات بسنة الله تعالى في الذين خلوا من قبل ﴿... ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾١، وأن الماكرين المفسدين، والكافرين الباغين لن يفلتوا من بأس ربنا القوي المتين، وأنه محل بهم بطشه عاجلا وآجلا، مصداقا لوعده الحق :﴿ وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا. أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب... ﴾٢ ؛ ألم تر ببصيرتك وتعلم كيف أهلك الله تعالى عادا الأولى عاد إرم٣، وقد أوتيت قوة وبأسا ومالا، وأوتيت نعما فافتتنت وبطرت، وازدادت ضلالا وخبالا، وقد أشارت آية كريمة إلى كفورهم وغرورهم، وذلك قول الحق تبارك اسمه :﴿ فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآيتنا يجحدون ﴾٤ ؛ ﴿ وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ﴾ واذكر وذكر بطشة الله تعالى بثمود قوم صالح، وقد قطعوا الصخور، واتخذوا من الجبال بيوتا نحتوها ليعيشوا بمأمن أن تمتد إليهم يد عدو من أعدائهم، لكنهم أعرضوا عن الهدى الذي جاءهم من ربهم، واستنكروا على صالح عليه السلام أن يدعوهم إلى توحيد الله، وينهاهم عن عبادة أوثانهم، ولقد بين القرآن جانبا من عماهم وجهلهم فقال :﴿ وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى... ﴾٥ ﴿ قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ﴾٦ ؛ ونبيهم يتابع تذكيرهم ﴿ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحنون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾٧ ؛ ﴿ وفرعون ذي الأوتاد ﴾ وهذا الذي آتاه الله الملك ﴿ فحشر فنادى. فقال أنا ربكم ﴾٨ وعلا في الأرض ﴿.. وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ﴾٩ ؛ ﴿ واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير حق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ﴾١٠ وهم بقتل رسول الله موسى وفتنة الذين آمنوا معه :﴿ وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه.. ﴾١١ ﴿.. قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون ﴾١٢ ونصب الأوتاد ودقها ليعذب عليها من خالفه ؛ فجزي الله تعالى الباغين ببغيهم، فأما عاد فأهلكوا ﴿.. بريح صرصرة عاتية. سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية. فهل ترى لهم من باقية ﴾١٣ ؛ وبعدا لثمود الذين هموا بقتل نبيهم والذين معه ﴿ فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ﴾١٤ ؛ وإذا استخف فرعون قومه فأطاعوه، واستنفر أعوانه وجنوده على العدوان فأعانوه، كان من سنة الله أن يأخذهم نكال الآخرة والأولى. ﴿ فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم... ﴾١٥ ؛ ﴿ فصب عليهم ربك سوط عذاب ﴾ أنزل ربنا وأفرغ عليهم نصيبا من العذاب، وأليما من النكال وخليطا، هؤلاء بالإغراق، وأولئك بالصاعقة والريح العقيم في أيام نحسات ؛ ﴿ إن ربك لبالمرصاد ﴾ إن الولي الحكيم الخبير العليم، لسميع بصير، رقيب حسيب، ، يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ﴿... سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وأملي لهم إن كيدي متين ﴾١٦ ﴿ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ﴾١٧ ؛ وفي الذي نقص عليكم من أنباء القرى وأهلها المهلكين، كهؤلاء الثلاثة الأقوام الخاسرين، عاد وثمود والفراعين، في ذلك نذير، أن القوي القدير لا يعجزه الانتقام من الكفار والظلام مهما أوتوا ؛ ﴿ وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم ﴾١٨، وقومك ليسوا بأكثر أموالا وأولادا، ولا بأطول أعمارا، ولا هم بأشد مراسا ممن سبقوهم من المجرمين، فإن لم ينتهوا عما فيه يخوضون، لنذيقنهم في الدنيا عذابا عاجلا ويوم القيامة في العذاب محضرون ؛ ﴿ أكفاركم خير من أولئك أم لكم براءة في الزبر، أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر. بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ﴾١٩، ولقد جاء هذا الوعيد بعد أنباء إهلاك الله تعالى أقواما كثيرين، قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم فرعون ﴿ ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مذكر ﴾٢٠.
﴿ وثمود ﴾ القبيلة المعروفة التي بعث الله تعالى إليها رسوله صالحا عليه السلام.
﴿ جابوا ﴾ قطعوا
﴿ ألم تر كيف فعل ربك بعاد ( ٦ ) إرم ذات العماد ( ٧ ) التي لم يخلق مثلها في البلاد ( ٨ ) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ( ٩ ) وفرعون ذي الأوتاد ( ١٠ ) الذين طغوا في البلاد ( ١١ ) فأكثروا فيها الفساد ( ١٢ ) فصب عليهم ربك سوط عذاب ( ١٣ ) إن ربك لبالمرصاد ( ١٤ ) ﴾.
تذكر الآيات بسنة الله تعالى في الذين خلوا من قبل ﴿... ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾١، وأن الماكرين المفسدين، والكافرين الباغين لن يفلتوا من بأس ربنا القوي المتين، وأنه محل بهم بطشه عاجلا وآجلا، مصداقا لوعده الحق :﴿ وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا. أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب... ﴾٢ ؛ ألم تر ببصيرتك وتعلم كيف أهلك الله تعالى عادا الأولى عاد إرم٣، وقد أوتيت قوة وبأسا ومالا، وأوتيت نعما فافتتنت وبطرت، وازدادت ضلالا وخبالا، وقد أشارت آية كريمة إلى كفورهم وغرورهم، وذلك قول الحق تبارك اسمه :﴿ فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآيتنا يجحدون ﴾٤ ؛ ﴿ وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ﴾ واذكر وذكر بطشة الله تعالى بثمود قوم صالح، وقد قطعوا الصخور، واتخذوا من الجبال بيوتا نحتوها ليعيشوا بمأمن أن تمتد إليهم يد عدو من أعدائهم، لكنهم أعرضوا عن الهدى الذي جاءهم من ربهم، واستنكروا على صالح عليه السلام أن يدعوهم إلى توحيد الله، وينهاهم عن عبادة أوثانهم، ولقد بين القرآن جانبا من عماهم وجهلهم فقال :﴿ وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى... ﴾٥ ﴿ قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ﴾٦ ؛ ونبيهم يتابع تذكيرهم ﴿ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحنون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾٧ ؛ ﴿ وفرعون ذي الأوتاد ﴾ وهذا الذي آتاه الله الملك ﴿ فحشر فنادى. فقال أنا ربكم ﴾٨ وعلا في الأرض ﴿.. وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ﴾٩ ؛ ﴿ واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير حق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ﴾١٠ وهم بقتل رسول الله موسى وفتنة الذين آمنوا معه :﴿ وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه.. ﴾١١ ﴿.. قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون ﴾١٢ ونصب الأوتاد ودقها ليعذب عليها من خالفه ؛ فجزي الله تعالى الباغين ببغيهم، فأما عاد فأهلكوا ﴿.. بريح صرصرة عاتية. سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية. فهل ترى لهم من باقية ﴾١٣ ؛ وبعدا لثمود الذين هموا بقتل نبيهم والذين معه ﴿ فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ﴾١٤ ؛ وإذا استخف فرعون قومه فأطاعوه، واستنفر أعوانه وجنوده على العدوان فأعانوه، كان من سنة الله أن يأخذهم نكال الآخرة والأولى. ﴿ فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم... ﴾١٥ ؛ ﴿ فصب عليهم ربك سوط عذاب ﴾ أنزل ربنا وأفرغ عليهم نصيبا من العذاب، وأليما من النكال وخليطا، هؤلاء بالإغراق، وأولئك بالصاعقة والريح العقيم في أيام نحسات ؛ ﴿ إن ربك لبالمرصاد ﴾ إن الولي الحكيم الخبير العليم، لسميع بصير، رقيب حسيب، ، يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ﴿... سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وأملي لهم إن كيدي متين ﴾١٦ ﴿ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ﴾١٧ ؛ وفي الذي نقص عليكم من أنباء القرى وأهلها المهلكين، كهؤلاء الثلاثة الأقوام الخاسرين، عاد وثمود والفراعين، في ذلك نذير، أن القوي القدير لا يعجزه الانتقام من الكفار والظلام مهما أوتوا ؛ ﴿ وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم ﴾١٨، وقومك ليسوا بأكثر أموالا وأولادا، ولا بأطول أعمارا، ولا هم بأشد مراسا ممن سبقوهم من المجرمين، فإن لم ينتهوا عما فيه يخوضون، لنذيقنهم في الدنيا عذابا عاجلا ويوم القيامة في العذاب محضرون ؛ ﴿ أكفاركم خير من أولئك أم لكم براءة في الزبر، أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر. بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ﴾١٩، ولقد جاء هذا الوعيد بعد أنباء إهلاك الله تعالى أقواما كثيرين، قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم فرعون ﴿ ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مذكر ﴾٢٠.
﴿ فرعون ﴾ ملك مصر الذي بعث إليه موسى وهارون – سلام الله عليهما-.
﴿ ذي الأوتاد ﴾ صاحب الأوتاد التي كانت تدق ليلعب له عليها، أو ليعذب بالشد إليها من خالفه.
﴿ ألم تر كيف فعل ربك بعاد ( ٦ ) إرم ذات العماد ( ٧ ) التي لم يخلق مثلها في البلاد ( ٨ ) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ( ٩ ) وفرعون ذي الأوتاد ( ١٠ ) الذين طغوا في البلاد ( ١١ ) فأكثروا فيها الفساد ( ١٢ ) فصب عليهم ربك سوط عذاب ( ١٣ ) إن ربك لبالمرصاد ( ١٤ ) ﴾.
تذكر الآيات بسنة الله تعالى في الذين خلوا من قبل ﴿... ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾١، وأن الماكرين المفسدين، والكافرين الباغين لن يفلتوا من بأس ربنا القوي المتين، وأنه محل بهم بطشه عاجلا وآجلا، مصداقا لوعده الحق :﴿ وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا. أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب... ﴾٢ ؛ ألم تر ببصيرتك وتعلم كيف أهلك الله تعالى عادا الأولى عاد إرم٣، وقد أوتيت قوة وبأسا ومالا، وأوتيت نعما فافتتنت وبطرت، وازدادت ضلالا وخبالا، وقد أشارت آية كريمة إلى كفورهم وغرورهم، وذلك قول الحق تبارك اسمه :﴿ فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآيتنا يجحدون ﴾٤ ؛ ﴿ وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ﴾ واذكر وذكر بطشة الله تعالى بثمود قوم صالح، وقد قطعوا الصخور، واتخذوا من الجبال بيوتا نحتوها ليعيشوا بمأمن أن تمتد إليهم يد عدو من أعدائهم، لكنهم أعرضوا عن الهدى الذي جاءهم من ربهم، واستنكروا على صالح عليه السلام أن يدعوهم إلى توحيد الله، وينهاهم عن عبادة أوثانهم، ولقد بين القرآن جانبا من عماهم وجهلهم فقال :﴿ وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى... ﴾٥ ﴿ قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ﴾٦ ؛ ونبيهم يتابع تذكيرهم ﴿ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحنون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾٧ ؛ ﴿ وفرعون ذي الأوتاد ﴾ وهذا الذي آتاه الله الملك ﴿ فحشر فنادى. فقال أنا ربكم ﴾٨ وعلا في الأرض ﴿.. وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ﴾٩ ؛ ﴿ واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير حق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ﴾١٠ وهم بقتل رسول الله موسى وفتنة الذين آمنوا معه :﴿ وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه.. ﴾١١ ﴿.. قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون ﴾١٢ ونصب الأوتاد ودقها ليعذب عليها من خالفه ؛ فجزي الله تعالى الباغين ببغيهم، فأما عاد فأهلكوا ﴿.. بريح صرصرة عاتية. سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية. فهل ترى لهم من باقية ﴾١٣ ؛ وبعدا لثمود الذين هموا بقتل نبيهم والذين معه ﴿ فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ﴾١٤ ؛ وإذا استخف فرعون قومه فأطاعوه، واستنفر أعوانه وجنوده على العدوان فأعانوه، كان من سنة الله أن يأخذهم نكال الآخرة والأولى. ﴿ فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم... ﴾١٥ ؛ ﴿ فصب عليهم ربك سوط عذاب ﴾ أنزل ربنا وأفرغ عليهم نصيبا من العذاب، وأليما من النكال وخليطا، هؤلاء بالإغراق، وأولئك بالصاعقة والريح العقيم في أيام نحسات ؛ ﴿ إن ربك لبالمرصاد ﴾ إن الولي الحكيم الخبير العليم، لسميع بصير، رقيب حسيب، ، يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ﴿... سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وأملي لهم إن كيدي متين ﴾١٦ ﴿ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ﴾١٧ ؛ وفي الذي نقص عليكم من أنباء القرى وأهلها المهلكين، كهؤلاء الثلاثة الأقوام الخاسرين، عاد وثمود والفراعين، في ذلك نذير، أن القوي القدير لا يعجزه الانتقام من الكفار والظلام مهما أوتوا ؛ ﴿ وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم ﴾١٨، وقومك ليسوا بأكثر أموالا وأولادا، ولا بأطول أعمارا، ولا هم بأشد مراسا ممن سبقوهم من المجرمين، فإن لم ينتهوا عما فيه يخوضون، لنذيقنهم في الدنيا عذابا عاجلا ويوم القيامة في العذاب محضرون ؛ ﴿ أكفاركم خير من أولئك أم لكم براءة في الزبر، أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر. بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ﴾١٩، ولقد جاء هذا الوعيد بعد أنباء إهلاك الله تعالى أقواما كثيرين، قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم فرعون ﴿ ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مذكر ﴾٢٠.
﴿ طغوا ﴾ جاروا وظلموا وتعدوا الحد.
﴿ ألم تر كيف فعل ربك بعاد ( ٦ ) إرم ذات العماد ( ٧ ) التي لم يخلق مثلها في البلاد ( ٨ ) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ( ٩ ) وفرعون ذي الأوتاد ( ١٠ ) الذين طغوا في البلاد ( ١١ ) فأكثروا فيها الفساد ( ١٢ ) فصب عليهم ربك سوط عذاب ( ١٣ ) إن ربك لبالمرصاد ( ١٤ ) ﴾.
تذكر الآيات بسنة الله تعالى في الذين خلوا من قبل ﴿... ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾١، وأن الماكرين المفسدين، والكافرين الباغين لن يفلتوا من بأس ربنا القوي المتين، وأنه محل بهم بطشه عاجلا وآجلا، مصداقا لوعده الحق :﴿ وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا. أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب... ﴾٢ ؛ ألم تر ببصيرتك وتعلم كيف أهلك الله تعالى عادا الأولى عاد إرم٣، وقد أوتيت قوة وبأسا ومالا، وأوتيت نعما فافتتنت وبطرت، وازدادت ضلالا وخبالا، وقد أشارت آية كريمة إلى كفورهم وغرورهم، وذلك قول الحق تبارك اسمه :﴿ فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآيتنا يجحدون ﴾٤ ؛ ﴿ وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ﴾ واذكر وذكر بطشة الله تعالى بثمود قوم صالح، وقد قطعوا الصخور، واتخذوا من الجبال بيوتا نحتوها ليعيشوا بمأمن أن تمتد إليهم يد عدو من أعدائهم، لكنهم أعرضوا عن الهدى الذي جاءهم من ربهم، واستنكروا على صالح عليه السلام أن يدعوهم إلى توحيد الله، وينهاهم عن عبادة أوثانهم، ولقد بين القرآن جانبا من عماهم وجهلهم فقال :﴿ وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى... ﴾٥ ﴿ قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ﴾٦ ؛ ونبيهم يتابع تذكيرهم ﴿ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحنون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾٧ ؛ ﴿ وفرعون ذي الأوتاد ﴾ وهذا الذي آتاه الله الملك ﴿ فحشر فنادى. فقال أنا ربكم ﴾٨ وعلا في الأرض ﴿.. وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ﴾٩ ؛ ﴿ واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير حق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ﴾١٠ وهم بقتل رسول الله موسى وفتنة الذين آمنوا معه :﴿ وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه.. ﴾١١ ﴿.. قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون ﴾١٢ ونصب الأوتاد ودقها ليعذب عليها من خالفه ؛ فجزي الله تعالى الباغين ببغيهم، فأما عاد فأهلكوا ﴿.. بريح صرصرة عاتية. سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية. فهل ترى لهم من باقية ﴾١٣ ؛ وبعدا لثمود الذين هموا بقتل نبيهم والذين معه ﴿ فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ﴾١٤ ؛ وإذا استخف فرعون قومه فأطاعوه، واستنفر أعوانه وجنوده على العدوان فأعانوه، كان من سنة الله أن يأخذهم نكال الآخرة والأولى. ﴿ فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم... ﴾١٥ ؛ ﴿ فصب عليهم ربك سوط عذاب ﴾ أنزل ربنا وأفرغ عليهم نصيبا من العذاب، وأليما من النكال وخليطا، هؤلاء بالإغراق، وأولئك بالصاعقة والريح العقيم في أيام نحسات ؛ ﴿ إن ربك لبالمرصاد ﴾ إن الولي الحكيم الخبير العليم، لسميع بصير، رقيب حسيب، ، يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ﴿... سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وأملي لهم إن كيدي متين ﴾١٦ ﴿ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ﴾١٧ ؛ وفي الذي نقص عليكم من أنباء القرى وأهلها المهلكين، كهؤلاء الثلاثة الأقوام الخاسرين، عاد وثمود والفراعين، في ذلك نذير، أن القوي القدير لا يعجزه الانتقام من الكفار والظلام مهما أوتوا ؛ ﴿ وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم ﴾١٨، وقومك ليسوا بأكثر أموالا وأولادا، ولا بأطول أعمارا، ولا هم بأشد مراسا ممن سبقوهم من المجرمين، فإن لم ينتهوا عما فيه يخوضون، لنذيقنهم في الدنيا عذابا عاجلا ويوم القيامة في العذاب محضرون ؛ ﴿ أكفاركم خير من أولئك أم لكم براءة في الزبر، أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر. بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ﴾١٩، ولقد جاء هذا الوعيد بعد أنباء إهلاك الله تعالى أقواما كثيرين، قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم فرعون ﴿ ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مذكر ﴾٢٠.
﴿ فصب ﴾ فأنزل وأفرغ وألقى.
﴿ سوط عذاب ﴾ نصيب عذاب، وشديده، وخليطه.
﴿ ألم تر كيف فعل ربك بعاد ( ٦ ) إرم ذات العماد ( ٧ ) التي لم يخلق مثلها في البلاد ( ٨ ) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ( ٩ ) وفرعون ذي الأوتاد ( ١٠ ) الذين طغوا في البلاد ( ١١ ) فأكثروا فيها الفساد ( ١٢ ) فصب عليهم ربك سوط عذاب ( ١٣ ) إن ربك لبالمرصاد ( ١٤ ) ﴾.
تذكر الآيات بسنة الله تعالى في الذين خلوا من قبل ﴿... ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾١، وأن الماكرين المفسدين، والكافرين الباغين لن يفلتوا من بأس ربنا القوي المتين، وأنه محل بهم بطشه عاجلا وآجلا، مصداقا لوعده الحق :﴿ وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا. أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب... ﴾٢ ؛ ألم تر ببصيرتك وتعلم كيف أهلك الله تعالى عادا الأولى عاد إرم٣، وقد أوتيت قوة وبأسا ومالا، وأوتيت نعما فافتتنت وبطرت، وازدادت ضلالا وخبالا، وقد أشارت آية كريمة إلى كفورهم وغرورهم، وذلك قول الحق تبارك اسمه :﴿ فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآيتنا يجحدون ﴾٤ ؛ ﴿ وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ﴾ واذكر وذكر بطشة الله تعالى بثمود قوم صالح، وقد قطعوا الصخور، واتخذوا من الجبال بيوتا نحتوها ليعيشوا بمأمن أن تمتد إليهم يد عدو من أعدائهم، لكنهم أعرضوا عن الهدى الذي جاءهم من ربهم، واستنكروا على صالح عليه السلام أن يدعوهم إلى توحيد الله، وينهاهم عن عبادة أوثانهم، ولقد بين القرآن جانبا من عماهم وجهلهم فقال :﴿ وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى... ﴾٥ ﴿ قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ﴾٦ ؛ ونبيهم يتابع تذكيرهم ﴿ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحنون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾٧ ؛ ﴿ وفرعون ذي الأوتاد ﴾ وهذا الذي آتاه الله الملك ﴿ فحشر فنادى. فقال أنا ربكم ﴾٨ وعلا في الأرض ﴿.. وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ﴾٩ ؛ ﴿ واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير حق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ﴾١٠ وهم بقتل رسول الله موسى وفتنة الذين آمنوا معه :﴿ وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه.. ﴾١١ ﴿.. قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون ﴾١٢ ونصب الأوتاد ودقها ليعذب عليها من خالفه ؛ فجزي الله تعالى الباغين ببغيهم، فأما عاد فأهلكوا ﴿.. بريح صرصرة عاتية. سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية. فهل ترى لهم من باقية ﴾١٣ ؛ وبعدا لثمود الذين هموا بقتل نبيهم والذين معه ﴿ فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ﴾١٤ ؛ وإذا استخف فرعون قومه فأطاعوه، واستنفر أعوانه وجنوده على العدوان فأعانوه، كان من سنة الله أن يأخذهم نكال الآخرة والأولى. ﴿ فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم... ﴾١٥ ؛ ﴿ فصب عليهم ربك سوط عذاب ﴾ أنزل ربنا وأفرغ عليهم نصيبا من العذاب، وأليما من النكال وخليطا، هؤلاء بالإغراق، وأولئك بالصاعقة والريح العقيم في أيام نحسات ؛ ﴿ إن ربك لبالمرصاد ﴾ إن الولي الحكيم الخبير العليم، لسميع بصير، رقيب حسيب، ، يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ﴿... سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وأملي لهم إن كيدي متين ﴾١٦ ﴿ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ﴾١٧ ؛ وفي الذي نقص عليكم من أنباء القرى وأهلها المهلكين، كهؤلاء الثلاثة الأقوام الخاسرين، عاد وثمود والفراعين، في ذلك نذير، أن القوي القدير لا يعجزه الانتقام من الكفار والظلام مهما أوتوا ؛ ﴿ وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم ﴾١٨، وقومك ليسوا بأكثر أموالا وأولادا، ولا بأطول أعمارا، ولا هم بأشد مراسا ممن سبقوهم من المجرمين، فإن لم ينتهوا عما فيه يخوضون، لنذيقنهم في الدنيا عذابا عاجلا ويوم القيامة في العذاب محضرون ؛ ﴿ أكفاركم خير من أولئك أم لكم براءة في الزبر، أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر. بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ﴾١٩، ولقد جاء هذا الوعيد بعد أنباء إهلاك الله تعالى أقواما كثيرين، قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم فرعون ﴿ ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مذكر ﴾٢٠.
﴿ لبالمرصاد ﴾ ليرصد سبحانه أعمال العباد، ولا يفوتونه، ويسمع ويرى.
﴿ ألم تر كيف فعل ربك بعاد ( ٦ ) إرم ذات العماد ( ٧ ) التي لم يخلق مثلها في البلاد ( ٨ ) وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ( ٩ ) وفرعون ذي الأوتاد ( ١٠ ) الذين طغوا في البلاد ( ١١ ) فأكثروا فيها الفساد ( ١٢ ) فصب عليهم ربك سوط عذاب ( ١٣ ) إن ربك لبالمرصاد ( ١٤ ) ﴾.
تذكر الآيات بسنة الله تعالى في الذين خلوا من قبل ﴿... ولن تجد لسنة الله تبديلا ﴾١، وأن الماكرين المفسدين، والكافرين الباغين لن يفلتوا من بأس ربنا القوي المتين، وأنه محل بهم بطشه عاجلا وآجلا، مصداقا لوعده الحق :﴿ وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا. أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب... ﴾٢ ؛ ألم تر ببصيرتك وتعلم كيف أهلك الله تعالى عادا الأولى عاد إرم٣، وقد أوتيت قوة وبأسا ومالا، وأوتيت نعما فافتتنت وبطرت، وازدادت ضلالا وخبالا، وقد أشارت آية كريمة إلى كفورهم وغرورهم، وذلك قول الحق تبارك اسمه :﴿ فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآيتنا يجحدون ﴾٤ ؛ ﴿ وثمود الذين جابوا الصخر بالواد ﴾ واذكر وذكر بطشة الله تعالى بثمود قوم صالح، وقد قطعوا الصخور، واتخذوا من الجبال بيوتا نحتوها ليعيشوا بمأمن أن تمتد إليهم يد عدو من أعدائهم، لكنهم أعرضوا عن الهدى الذي جاءهم من ربهم، واستنكروا على صالح عليه السلام أن يدعوهم إلى توحيد الله، وينهاهم عن عبادة أوثانهم، ولقد بين القرآن جانبا من عماهم وجهلهم فقال :﴿ وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى... ﴾٥ ﴿ قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب ﴾٦ ؛ ونبيهم يتابع تذكيرهم ﴿ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحنون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ﴾٧ ؛ ﴿ وفرعون ذي الأوتاد ﴾ وهذا الذي آتاه الله الملك ﴿ فحشر فنادى. فقال أنا ربكم ﴾٨ وعلا في الأرض ﴿.. وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين ﴾٩ ؛ ﴿ واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير حق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ﴾١٠ وهم بقتل رسول الله موسى وفتنة الذين آمنوا معه :﴿ وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه.. ﴾١١ ﴿.. قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون ﴾١٢ ونصب الأوتاد ودقها ليعذب عليها من خالفه ؛ فجزي الله تعالى الباغين ببغيهم، فأما عاد فأهلكوا ﴿.. بريح صرصرة عاتية. سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية. فهل ترى لهم من باقية ﴾١٣ ؛ وبعدا لثمود الذين هموا بقتل نبيهم والذين معه ﴿ فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ﴾١٤ ؛ وإذا استخف فرعون قومه فأطاعوه، واستنفر أعوانه وجنوده على العدوان فأعانوه، كان من سنة الله أن يأخذهم نكال الآخرة والأولى. ﴿ فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم... ﴾١٥ ؛ ﴿ فصب عليهم ربك سوط عذاب ﴾ أنزل ربنا وأفرغ عليهم نصيبا من العذاب، وأليما من النكال وخليطا، هؤلاء بالإغراق، وأولئك بالصاعقة والريح العقيم في أيام نحسات ؛ ﴿ إن ربك لبالمرصاد ﴾ إن الولي الحكيم الخبير العليم، لسميع بصير، رقيب حسيب، ، يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ﴿... سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وأملي لهم إن كيدي متين ﴾١٦ ﴿ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ﴾١٧ ؛ وفي الذي نقص عليكم من أنباء القرى وأهلها المهلكين، كهؤلاء الثلاثة الأقوام الخاسرين، عاد وثمود والفراعين، في ذلك نذير، أن القوي القدير لا يعجزه الانتقام من الكفار والظلام مهما أوتوا ؛ ﴿ وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم ﴾١٨، وقومك ليسوا بأكثر أموالا وأولادا، ولا بأطول أعمارا، ولا هم بأشد مراسا ممن سبقوهم من المجرمين، فإن لم ينتهوا عما فيه يخوضون، لنذيقنهم في الدنيا عذابا عاجلا ويوم القيامة في العذاب محضرون ؛ ﴿ أكفاركم خير من أولئك أم لكم براءة في الزبر، أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر. بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ﴾١٩، ولقد جاء هذا الوعيد بعد أنباء إهلاك الله تعالى أقواما كثيرين، قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم فرعون ﴿ ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مذكر ﴾٢٠.
﴿ ابتلاه ﴾ اختبره، ليظهر حبه للعاجلة، وكفره بالنعمة، عامله معاملة المختبر.
﴿ فأكرمه ﴾ أعطاه، فيظن أنه أكرم ممن لم يعط.
﴿ ونعمه ﴾ بالسعة والكثرة.
﴿ فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ( ١٥ ) وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ( ١٦ ) كلا بل لا تكرمون اليتيم ( ١٧ ) ولا تحاضون على طعام المسكين ( ١٨ ) وتأكلون التراث أكلا لما ( ١٩ ) وتحبون المال حبا جما( ٢٠ ) ﴾.
ثم تبين الآيات أن جنس الإنسان ظلوم كفار، كنود ختار، كما تبين أن المال مع كونه قيام الحياة، فإن الرزاق الوهاب سبحانه يعامل عباده بالمال معاملة المختبر، كما قال المولى سبحانه :﴿.. ونبلوكم بالشر والخير فتنة.. ﴾١ وكذلك حكى القرآن قيل سليمان عليه السلام :﴿.. قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ﴾٢ ؛ فإذا امتحن الله الإنسان بالثروة والغنى، وأكرمه بالسعة والنعمة فرح بما أوتي وبطر، وتفاخر واستكبر، بل قد تتمادى به الفتنة فيظن أنه أكرم ممن ضيق عليهم، وأن نعمته لن تزول، ولن يزول هو عنها :﴿ الذي جمع مالا وعدده. يحسب أن ماله أخلده ﴾٣ وسرعان ما فتن الضالون المكذبون. ﴿ وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ﴾٤ فرد الله تعالى عليهم بقوله الحكيم :﴿ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ﴾٥ ﴿ قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنوا ﴾٦ ؛ ﴿ وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ﴾ وجنس الإنسان يقول ربي أهانن إذا هو ابتلى واختبر بالرزق الكفاف، والعطاء الذي يكون بقدر قليل، وينسى أن الله تعالى أعطاه نعما أخرى كثيرة سابغة، ظاهرة وباطنة، نعمة الحياة، نعمة العقل، نعمة القوة، نعمة العافية، نعمة الكفاية، نعمة الإيواء ؛ وتمام النعمة الهداية إلى الحق ؛ هذا شأن أكثر الناس :﴿ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا ﴾٧ لكن أهل العقول السليمة، والفطرة السوية المستقيمة، إذا أعطوا آثروا وشكروا، وإذا منعوا قنعوا وصبروا، وهكذا هدى ربنا إلى المنهاج الحكيم :﴿ لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا ﴾٨، وجلت حكمة ربي، فلم تأمرنا الآية الكريمة بإنفاق كل ما أعطانا، ولكن ﴿ مما آتاه الله ﴾ و [ من ] كما هو معلوم للتبعيض، ولهذا مدح أهل التوسط في الإنفاق :﴿ والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ﴾٩ وجاء الأمر بذلك صريحا :﴿ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ﴾١٠ كما جاء النهي والتنفير عن الإسراف في أبلغ قول :﴿.. ولا تبذر تبذيرا. إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ﴾١١..
﴿ كلا بل لا تكرمون اليتيم. ولا تحاضون على طعام المسكين ﴾ كلا : ليس الأمر كما زعمتم، فكم من مكثر طغى وآثر الحياة، وبخل واستغنى وكذب بالحسنى، فهو عند الله مهين، وفي الآخرة من الخاسرين، وينادي يوم الدين، مع الهلكى المعذبين :﴿.. أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق.. ﴾١٢ ؛ ورب أشعث أغبر ذي طمرين لا يأبه له الناس لو أقسم على الله لأبره ؛ وقديما ضاق الذين استكبروا من قوم نوح بالضعفاء والفقراء من المؤمنين، فأوحى الله إلى عبده ونبيه نوح عليه السلام ما يزهق باطل اللئام، وبين ربنا في القرآن مقام أهل الإيمان وإن قل مالهم- كما جاء في الآية الكريمة :﴿.. ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم.. ﴾١٣ ؛ وفي الحديث الصحيح أن هرقل عظيم الروم لما سأل أبا سفيان عن أحوال أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : أفقراء الناس اتبعوه أم أغنياؤهم ؟ قال : بل فقراؤهم.. وكان رد هرقل : إنهم أتباع الأنبياء ؛ إنما يذل ويخزى من أوتي مالا فضن به وشح على من جعل الله لهم فيه حقا ؛ فمنع البر عن اليتيم لؤم، والعدوان على حقه أشأم الظلم :﴿ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا... ﴾١٤ ؛ وقسوة القلوب على المحتاج، وقبض اليد عن سد خلته وتفريج كربته غل في أعناق من كز :﴿ ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض.. ﴾١٥، وإن أصحاب اليمين، إذ يتساءلون عن المجرمين، يقرون بأن شقوتهم صدتهم عن إعطاء المحرومين :﴿ ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. ولم نك نطعم المسكين ﴾١٦ ؛ وعهد الله إلينا هنا ليس أن نطعم وكفى ولكن أن نبذل لهم ونحض ونحث ونأمر الآخرين بالوفاء بحق المحرومين، وهذا هو التحاض.
وحين يزين للناس حب الشهوات من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة لا يبالي أحدهم إلا بالجمع من حلال أو من حرام ؛ وإلى هؤلاء جاء النذير في القرآن :﴿ وتأكلون التراث أكلا لما ﴾ وتجمعون ما يتوارث، وتلمونه لما واسعا، نصيبكم كان أو نصيب غيركم، لضعيف كان كالمرأة واليتيم، أو لقوي.
﴿ وتحبون المال حبا جما ﴾ يشتد حبكم له- وحبك الشيء يعمي ويصم- فيجر ذلك إلى شدة الحرص والشره- وقال الليث : اللم : الجمع الشديد... فالآكل يلم الثريد، فيجمعه لقما ثم يأكله ؛ وقال مجاهد : يسفه سفا... وكان أهل الشرك لا يورثون النساء ولا الصبيان، بل يأكلون ميراثهم مع ميراثهم.. ويجوز أن يذم الوارث الذي ظفر بالمال.. من غير أن يعرق فيه جبينه فيسرف في إنفاقه، ويأكله أكلا واسعا-١٧.
﴿ فقدر ﴾ فضيق، وآتى بمقدار يسير قليل.
﴿ أهانن ﴾ أذل وأخزى هذا الذي رزق كفافا !
﴿ فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ( ١٥ ) وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ( ١٦ ) كلا بل لا تكرمون اليتيم ( ١٧ ) ولا تحاضون على طعام المسكين ( ١٨ ) وتأكلون التراث أكلا لما ( ١٩ ) وتحبون المال حبا جما( ٢٠ ) ﴾.
ثم تبين الآيات أن جنس الإنسان ظلوم كفار، كنود ختار، كما تبين أن المال مع كونه قيام الحياة، فإن الرزاق الوهاب سبحانه يعامل عباده بالمال معاملة المختبر، كما قال المولى سبحانه :﴿.. ونبلوكم بالشر والخير فتنة.. ﴾١ وكذلك حكى القرآن قيل سليمان عليه السلام :﴿.. قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ﴾٢ ؛ فإذا امتحن الله الإنسان بالثروة والغنى، وأكرمه بالسعة والنعمة فرح بما أوتي وبطر، وتفاخر واستكبر، بل قد تتمادى به الفتنة فيظن أنه أكرم ممن ضيق عليهم، وأن نعمته لن تزول، ولن يزول هو عنها :﴿ الذي جمع مالا وعدده. يحسب أن ماله أخلده ﴾٣ وسرعان ما فتن الضالون المكذبون. ﴿ وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ﴾٤ فرد الله تعالى عليهم بقوله الحكيم :﴿ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ﴾٥ ﴿ قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنوا ﴾٦ ؛ ﴿ وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ﴾ وجنس الإنسان يقول ربي أهانن إذا هو ابتلى واختبر بالرزق الكفاف، والعطاء الذي يكون بقدر قليل، وينسى أن الله تعالى أعطاه نعما أخرى كثيرة سابغة، ظاهرة وباطنة، نعمة الحياة، نعمة العقل، نعمة القوة، نعمة العافية، نعمة الكفاية، نعمة الإيواء ؛ وتمام النعمة الهداية إلى الحق ؛ هذا شأن أكثر الناس :﴿ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا ﴾٧ لكن أهل العقول السليمة، والفطرة السوية المستقيمة، إذا أعطوا آثروا وشكروا، وإذا منعوا قنعوا وصبروا، وهكذا هدى ربنا إلى المنهاج الحكيم :﴿ لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا ﴾٨، وجلت حكمة ربي، فلم تأمرنا الآية الكريمة بإنفاق كل ما أعطانا، ولكن ﴿ مما آتاه الله ﴾ و [ من ] كما هو معلوم للتبعيض، ولهذا مدح أهل التوسط في الإنفاق :﴿ والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ﴾٩ وجاء الأمر بذلك صريحا :﴿ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ﴾١٠ كما جاء النهي والتنفير عن الإسراف في أبلغ قول :﴿.. ولا تبذر تبذيرا. إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ﴾١١..
﴿ كلا بل لا تكرمون اليتيم. ولا تحاضون على طعام المسكين ﴾ كلا : ليس الأمر كما زعمتم، فكم من مكثر طغى وآثر الحياة، وبخل واستغنى وكذب بالحسنى، فهو عند الله مهين، وفي الآخرة من الخاسرين، وينادي يوم الدين، مع الهلكى المعذبين :﴿.. أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق.. ﴾١٢ ؛ ورب أشعث أغبر ذي طمرين لا يأبه له الناس لو أقسم على الله لأبره ؛ وقديما ضاق الذين استكبروا من قوم نوح بالضعفاء والفقراء من المؤمنين، فأوحى الله إلى عبده ونبيه نوح عليه السلام ما يزهق باطل اللئام، وبين ربنا في القرآن مقام أهل الإيمان وإن قل مالهم- كما جاء في الآية الكريمة :﴿.. ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم.. ﴾١٣ ؛ وفي الحديث الصحيح أن هرقل عظيم الروم لما سأل أبا سفيان عن أحوال أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : أفقراء الناس اتبعوه أم أغنياؤهم ؟ قال : بل فقراؤهم.. وكان رد هرقل : إنهم أتباع الأنبياء ؛ إنما يذل ويخزى من أوتي مالا فضن به وشح على من جعل الله لهم فيه حقا ؛ فمنع البر عن اليتيم لؤم، والعدوان على حقه أشأم الظلم :﴿ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا... ﴾١٤ ؛ وقسوة القلوب على المحتاج، وقبض اليد عن سد خلته وتفريج كربته غل في أعناق من كز :﴿ ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض.. ﴾١٥، وإن أصحاب اليمين، إذ يتساءلون عن المجرمين، يقرون بأن شقوتهم صدتهم عن إعطاء المحرومين :﴿ ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. ولم نك نطعم المسكين ﴾١٦ ؛ وعهد الله إلينا هنا ليس أن نطعم وكفى ولكن أن نبذل لهم ونحض ونحث ونأمر الآخرين بالوفاء بحق المحرومين، وهذا هو التحاض.
وحين يزين للناس حب الشهوات من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة لا يبالي أحدهم إلا بالجمع من حلال أو من حرام ؛ وإلى هؤلاء جاء النذير في القرآن :﴿ وتأكلون التراث أكلا لما ﴾ وتجمعون ما يتوارث، وتلمونه لما واسعا، نصيبكم كان أو نصيب غيركم، لضعيف كان كالمرأة واليتيم، أو لقوي.
﴿ وتحبون المال حبا جما ﴾ يشتد حبكم له- وحبك الشيء يعمي ويصم- فيجر ذلك إلى شدة الحرص والشره- وقال الليث : اللم : الجمع الشديد... فالآكل يلم الثريد، فيجمعه لقما ثم يأكله ؛ وقال مجاهد : يسفه سفا... وكان أهل الشرك لا يورثون النساء ولا الصبيان، بل يأكلون ميراثهم مع ميراثهم.. ويجوز أن يذم الوارث الذي ظفر بالمال.. من غير أن يعرق فيه جبينه فيسرف في إنفاقه، ويأكله أكلا واسعا-١٧.
﴿ كلا ﴾ ردع وتكذيب.
﴿ لا تكرمون اليتيم ﴾ لاتعطونه حقه.
﴿ اليتيم ﴾ الصغير الذي مات أبوه.
﴿ فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ( ١٥ ) وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ( ١٦ ) كلا بل لا تكرمون اليتيم ( ١٧ ) ولا تحاضون على طعام المسكين ( ١٨ ) وتأكلون التراث أكلا لما ( ١٩ ) وتحبون المال حبا جما( ٢٠ ) ﴾.
ثم تبين الآيات أن جنس الإنسان ظلوم كفار، كنود ختار، كما تبين أن المال مع كونه قيام الحياة، فإن الرزاق الوهاب سبحانه يعامل عباده بالمال معاملة المختبر، كما قال المولى سبحانه :﴿.. ونبلوكم بالشر والخير فتنة.. ﴾١ وكذلك حكى القرآن قيل سليمان عليه السلام :﴿.. قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ﴾٢ ؛ فإذا امتحن الله الإنسان بالثروة والغنى، وأكرمه بالسعة والنعمة فرح بما أوتي وبطر، وتفاخر واستكبر، بل قد تتمادى به الفتنة فيظن أنه أكرم ممن ضيق عليهم، وأن نعمته لن تزول، ولن يزول هو عنها :﴿ الذي جمع مالا وعدده. يحسب أن ماله أخلده ﴾٣ وسرعان ما فتن الضالون المكذبون. ﴿ وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ﴾٤ فرد الله تعالى عليهم بقوله الحكيم :﴿ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ﴾٥ ﴿ قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنوا ﴾٦ ؛ ﴿ وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ﴾ وجنس الإنسان يقول ربي أهانن إذا هو ابتلى واختبر بالرزق الكفاف، والعطاء الذي يكون بقدر قليل، وينسى أن الله تعالى أعطاه نعما أخرى كثيرة سابغة، ظاهرة وباطنة، نعمة الحياة، نعمة العقل، نعمة القوة، نعمة العافية، نعمة الكفاية، نعمة الإيواء ؛ وتمام النعمة الهداية إلى الحق ؛ هذا شأن أكثر الناس :﴿ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا ﴾٧ لكن أهل العقول السليمة، والفطرة السوية المستقيمة، إذا أعطوا آثروا وشكروا، وإذا منعوا قنعوا وصبروا، وهكذا هدى ربنا إلى المنهاج الحكيم :﴿ لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا ﴾٨، وجلت حكمة ربي، فلم تأمرنا الآية الكريمة بإنفاق كل ما أعطانا، ولكن ﴿ مما آتاه الله ﴾ و [ من ] كما هو معلوم للتبعيض، ولهذا مدح أهل التوسط في الإنفاق :﴿ والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ﴾٩ وجاء الأمر بذلك صريحا :﴿ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ﴾١٠ كما جاء النهي والتنفير عن الإسراف في أبلغ قول :﴿.. ولا تبذر تبذيرا. إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ﴾١١..
﴿ كلا بل لا تكرمون اليتيم. ولا تحاضون على طعام المسكين ﴾ كلا : ليس الأمر كما زعمتم، فكم من مكثر طغى وآثر الحياة، وبخل واستغنى وكذب بالحسنى، فهو عند الله مهين، وفي الآخرة من الخاسرين، وينادي يوم الدين، مع الهلكى المعذبين :﴿.. أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق.. ﴾١٢ ؛ ورب أشعث أغبر ذي طمرين لا يأبه له الناس لو أقسم على الله لأبره ؛ وقديما ضاق الذين استكبروا من قوم نوح بالضعفاء والفقراء من المؤمنين، فأوحى الله إلى عبده ونبيه نوح عليه السلام ما يزهق باطل اللئام، وبين ربنا في القرآن مقام أهل الإيمان وإن قل مالهم- كما جاء في الآية الكريمة :﴿.. ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم.. ﴾١٣ ؛ وفي الحديث الصحيح أن هرقل عظيم الروم لما سأل أبا سفيان عن أحوال أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : أفقراء الناس اتبعوه أم أغنياؤهم ؟ قال : بل فقراؤهم.. وكان رد هرقل : إنهم أتباع الأنبياء ؛ إنما يذل ويخزى من أوتي مالا فضن به وشح على من جعل الله لهم فيه حقا ؛ فمنع البر عن اليتيم لؤم، والعدوان على حقه أشأم الظلم :﴿ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا... ﴾١٤ ؛ وقسوة القلوب على المحتاج، وقبض اليد عن سد خلته وتفريج كربته غل في أعناق من كز :﴿ ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض.. ﴾١٥، وإن أصحاب اليمين، إذ يتساءلون عن المجرمين، يقرون بأن شقوتهم صدتهم عن إعطاء المحرومين :﴿ ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. ولم نك نطعم المسكين ﴾١٦ ؛ وعهد الله إلينا هنا ليس أن نطعم وكفى ولكن أن نبذل لهم ونحض ونحث ونأمر الآخرين بالوفاء بحق المحرومين، وهذا هو التحاض.
وحين يزين للناس حب الشهوات من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة لا يبالي أحدهم إلا بالجمع من حلال أو من حرام ؛ وإلى هؤلاء جاء النذير في القرآن :﴿ وتأكلون التراث أكلا لما ﴾ وتجمعون ما يتوارث، وتلمونه لما واسعا، نصيبكم كان أو نصيب غيركم، لضعيف كان كالمرأة واليتيم، أو لقوي.
﴿ وتحبون المال حبا جما ﴾ يشتد حبكم له- وحبك الشيء يعمي ويصم- فيجر ذلك إلى شدة الحرص والشره- وقال الليث : اللم : الجمع الشديد... فالآكل يلم الثريد، فيجمعه لقما ثم يأكله ؛ وقال مجاهد : يسفه سفا... وكان أهل الشرك لا يورثون النساء ولا الصبيان، بل يأكلون ميراثهم مع ميراثهم.. ويجوز أن يذم الوارث الذي ظفر بالمال.. من غير أن يعرق فيه جبينه فيسرف في إنفاقه، ويأكله أكلا واسعا-١٧.
﴿ تحاضون ﴾ يحض بعضكم بعضا، ويحثه، ويأمره.
﴿ طعام ﴾ إطعام.
﴿ المسكين ﴾ الذي لا يجد غني يغنيه.
﴿ فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ( ١٥ ) وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ( ١٦ ) كلا بل لا تكرمون اليتيم ( ١٧ ) ولا تحاضون على طعام المسكين ( ١٨ ) وتأكلون التراث أكلا لما ( ١٩ ) وتحبون المال حبا جما( ٢٠ ) ﴾.
ثم تبين الآيات أن جنس الإنسان ظلوم كفار، كنود ختار، كما تبين أن المال مع كونه قيام الحياة، فإن الرزاق الوهاب سبحانه يعامل عباده بالمال معاملة المختبر، كما قال المولى سبحانه :﴿.. ونبلوكم بالشر والخير فتنة.. ﴾١ وكذلك حكى القرآن قيل سليمان عليه السلام :﴿.. قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ﴾٢ ؛ فإذا امتحن الله الإنسان بالثروة والغنى، وأكرمه بالسعة والنعمة فرح بما أوتي وبطر، وتفاخر واستكبر، بل قد تتمادى به الفتنة فيظن أنه أكرم ممن ضيق عليهم، وأن نعمته لن تزول، ولن يزول هو عنها :﴿ الذي جمع مالا وعدده. يحسب أن ماله أخلده ﴾٣ وسرعان ما فتن الضالون المكذبون. ﴿ وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ﴾٤ فرد الله تعالى عليهم بقوله الحكيم :﴿ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ﴾٥ ﴿ قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنوا ﴾٦ ؛ ﴿ وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ﴾ وجنس الإنسان يقول ربي أهانن إذا هو ابتلى واختبر بالرزق الكفاف، والعطاء الذي يكون بقدر قليل، وينسى أن الله تعالى أعطاه نعما أخرى كثيرة سابغة، ظاهرة وباطنة، نعمة الحياة، نعمة العقل، نعمة القوة، نعمة العافية، نعمة الكفاية، نعمة الإيواء ؛ وتمام النعمة الهداية إلى الحق ؛ هذا شأن أكثر الناس :﴿ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا ﴾٧ لكن أهل العقول السليمة، والفطرة السوية المستقيمة، إذا أعطوا آثروا وشكروا، وإذا منعوا قنعوا وصبروا، وهكذا هدى ربنا إلى المنهاج الحكيم :﴿ لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا ﴾٨، وجلت حكمة ربي، فلم تأمرنا الآية الكريمة بإنفاق كل ما أعطانا، ولكن ﴿ مما آتاه الله ﴾ و [ من ] كما هو معلوم للتبعيض، ولهذا مدح أهل التوسط في الإنفاق :﴿ والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ﴾٩ وجاء الأمر بذلك صريحا :﴿ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ﴾١٠ كما جاء النهي والتنفير عن الإسراف في أبلغ قول :﴿.. ولا تبذر تبذيرا. إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ﴾١١..
﴿ كلا بل لا تكرمون اليتيم. ولا تحاضون على طعام المسكين ﴾ كلا : ليس الأمر كما زعمتم، فكم من مكثر طغى وآثر الحياة، وبخل واستغنى وكذب بالحسنى، فهو عند الله مهين، وفي الآخرة من الخاسرين، وينادي يوم الدين، مع الهلكى المعذبين :﴿.. أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق.. ﴾١٢ ؛ ورب أشعث أغبر ذي طمرين لا يأبه له الناس لو أقسم على الله لأبره ؛ وقديما ضاق الذين استكبروا من قوم نوح بالضعفاء والفقراء من المؤمنين، فأوحى الله إلى عبده ونبيه نوح عليه السلام ما يزهق باطل اللئام، وبين ربنا في القرآن مقام أهل الإيمان وإن قل مالهم- كما جاء في الآية الكريمة :﴿.. ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم.. ﴾١٣ ؛ وفي الحديث الصحيح أن هرقل عظيم الروم لما سأل أبا سفيان عن أحوال أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : أفقراء الناس اتبعوه أم أغنياؤهم ؟ قال : بل فقراؤهم.. وكان رد هرقل : إنهم أتباع الأنبياء ؛ إنما يذل ويخزى من أوتي مالا فضن به وشح على من جعل الله لهم فيه حقا ؛ فمنع البر عن اليتيم لؤم، والعدوان على حقه أشأم الظلم :﴿ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا... ﴾١٤ ؛ وقسوة القلوب على المحتاج، وقبض اليد عن سد خلته وتفريج كربته غل في أعناق من كز :﴿ ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض.. ﴾١٥، وإن أصحاب اليمين، إذ يتساءلون عن المجرمين، يقرون بأن شقوتهم صدتهم عن إعطاء المحرومين :﴿ ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. ولم نك نطعم المسكين ﴾١٦ ؛ وعهد الله إلينا هنا ليس أن نطعم وكفى ولكن أن نبذل لهم ونحض ونحث ونأمر الآخرين بالوفاء بحق المحرومين، وهذا هو التحاض.
وحين يزين للناس حب الشهوات من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة لا يبالي أحدهم إلا بالجمع من حلال أو من حرام ؛ وإلى هؤلاء جاء النذير في القرآن :﴿ وتأكلون التراث أكلا لما ﴾ وتجمعون ما يتوارث، وتلمونه لما واسعا، نصيبكم كان أو نصيب غيركم، لضعيف كان كالمرأة واليتيم، أو لقوي.
﴿ وتحبون المال حبا جما ﴾ يشتد حبكم له- وحبك الشيء يعمي ويصم- فيجر ذلك إلى شدة الحرص والشره- وقال الليث : اللم : الجمع الشديد... فالآكل يلم الثريد، فيجمعه لقما ثم يأكله ؛ وقال مجاهد : يسفه سفا... وكان أهل الشرك لا يورثون النساء ولا الصبيان، بل يأكلون ميراثهم مع ميراثهم.. ويجوز أن يذم الوارث الذي ظفر بالمال.. من غير أن يعرق فيه جبينه فيسرف في إنفاقه، ويأكله أكلا واسعا-١٧.
﴿ تأكلون ﴾ تأخذون وتستولون وتستحوذون وتغتصبون.
﴿ التراث ﴾ الميراث.
﴿ لما ﴾ واسعا، مجموعا.
﴿ فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ( ١٥ ) وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ( ١٦ ) كلا بل لا تكرمون اليتيم ( ١٧ ) ولا تحاضون على طعام المسكين ( ١٨ ) وتأكلون التراث أكلا لما ( ١٩ ) وتحبون المال حبا جما( ٢٠ ) ﴾.
ثم تبين الآيات أن جنس الإنسان ظلوم كفار، كنود ختار، كما تبين أن المال مع كونه قيام الحياة، فإن الرزاق الوهاب سبحانه يعامل عباده بالمال معاملة المختبر، كما قال المولى سبحانه :﴿.. ونبلوكم بالشر والخير فتنة.. ﴾١ وكذلك حكى القرآن قيل سليمان عليه السلام :﴿.. قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ﴾٢ ؛ فإذا امتحن الله الإنسان بالثروة والغنى، وأكرمه بالسعة والنعمة فرح بما أوتي وبطر، وتفاخر واستكبر، بل قد تتمادى به الفتنة فيظن أنه أكرم ممن ضيق عليهم، وأن نعمته لن تزول، ولن يزول هو عنها :﴿ الذي جمع مالا وعدده. يحسب أن ماله أخلده ﴾٣ وسرعان ما فتن الضالون المكذبون. ﴿ وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ﴾٤ فرد الله تعالى عليهم بقوله الحكيم :﴿ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ﴾٥ ﴿ قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنوا ﴾٦ ؛ ﴿ وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ﴾ وجنس الإنسان يقول ربي أهانن إذا هو ابتلى واختبر بالرزق الكفاف، والعطاء الذي يكون بقدر قليل، وينسى أن الله تعالى أعطاه نعما أخرى كثيرة سابغة، ظاهرة وباطنة، نعمة الحياة، نعمة العقل، نعمة القوة، نعمة العافية، نعمة الكفاية، نعمة الإيواء ؛ وتمام النعمة الهداية إلى الحق ؛ هذا شأن أكثر الناس :﴿ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا ﴾٧ لكن أهل العقول السليمة، والفطرة السوية المستقيمة، إذا أعطوا آثروا وشكروا، وإذا منعوا قنعوا وصبروا، وهكذا هدى ربنا إلى المنهاج الحكيم :﴿ لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا ﴾٨، وجلت حكمة ربي، فلم تأمرنا الآية الكريمة بإنفاق كل ما أعطانا، ولكن ﴿ مما آتاه الله ﴾ و [ من ] كما هو معلوم للتبعيض، ولهذا مدح أهل التوسط في الإنفاق :﴿ والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ﴾٩ وجاء الأمر بذلك صريحا :﴿ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ﴾١٠ كما جاء النهي والتنفير عن الإسراف في أبلغ قول :﴿.. ولا تبذر تبذيرا. إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ﴾١١..
﴿ كلا بل لا تكرمون اليتيم. ولا تحاضون على طعام المسكين ﴾ كلا : ليس الأمر كما زعمتم، فكم من مكثر طغى وآثر الحياة، وبخل واستغنى وكذب بالحسنى، فهو عند الله مهين، وفي الآخرة من الخاسرين، وينادي يوم الدين، مع الهلكى المعذبين :﴿.. أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق.. ﴾١٢ ؛ ورب أشعث أغبر ذي طمرين لا يأبه له الناس لو أقسم على الله لأبره ؛ وقديما ضاق الذين استكبروا من قوم نوح بالضعفاء والفقراء من المؤمنين، فأوحى الله إلى عبده ونبيه نوح عليه السلام ما يزهق باطل اللئام، وبين ربنا في القرآن مقام أهل الإيمان وإن قل مالهم- كما جاء في الآية الكريمة :﴿.. ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم.. ﴾١٣ ؛ وفي الحديث الصحيح أن هرقل عظيم الروم لما سأل أبا سفيان عن أحوال أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : أفقراء الناس اتبعوه أم أغنياؤهم ؟ قال : بل فقراؤهم.. وكان رد هرقل : إنهم أتباع الأنبياء ؛ إنما يذل ويخزى من أوتي مالا فضن به وشح على من جعل الله لهم فيه حقا ؛ فمنع البر عن اليتيم لؤم، والعدوان على حقه أشأم الظلم :﴿ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا... ﴾١٤ ؛ وقسوة القلوب على المحتاج، وقبض اليد عن سد خلته وتفريج كربته غل في أعناق من كز :﴿ ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض.. ﴾١٥، وإن أصحاب اليمين، إذ يتساءلون عن المجرمين، يقرون بأن شقوتهم صدتهم عن إعطاء المحرومين :﴿ ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. ولم نك نطعم المسكين ﴾١٦ ؛ وعهد الله إلينا هنا ليس أن نطعم وكفى ولكن أن نبذل لهم ونحض ونحث ونأمر الآخرين بالوفاء بحق المحرومين، وهذا هو التحاض.
وحين يزين للناس حب الشهوات من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة لا يبالي أحدهم إلا بالجمع من حلال أو من حرام ؛ وإلى هؤلاء جاء النذير في القرآن :﴿ وتأكلون التراث أكلا لما ﴾ وتجمعون ما يتوارث، وتلمونه لما واسعا، نصيبكم كان أو نصيب غيركم، لضعيف كان كالمرأة واليتيم، أو لقوي.
﴿ وتحبون المال حبا جما ﴾ يشتد حبكم له- وحبك الشيء يعمي ويصم- فيجر ذلك إلى شدة الحرص والشره- وقال الليث : اللم : الجمع الشديد... فالآكل يلم الثريد، فيجمعه لقما ثم يأكله ؛ وقال مجاهد : يسفه سفا... وكان أهل الشرك لا يورثون النساء ولا الصبيان، بل يأكلون ميراثهم مع ميراثهم.. ويجوز أن يذم الوارث الذي ظفر بالمال.. من غير أن يعرق فيه جبينه فيسرف في إنفاقه، ويأكله أكلا واسعا-١٧.
﴿ جما ﴾ كثيرا، فاحشا.
﴿ فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ( ١٥ ) وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ( ١٦ ) كلا بل لا تكرمون اليتيم ( ١٧ ) ولا تحاضون على طعام المسكين ( ١٨ ) وتأكلون التراث أكلا لما ( ١٩ ) وتحبون المال حبا جما( ٢٠ ) ﴾.
ثم تبين الآيات أن جنس الإنسان ظلوم كفار، كنود ختار، كما تبين أن المال مع كونه قيام الحياة، فإن الرزاق الوهاب سبحانه يعامل عباده بالمال معاملة المختبر، كما قال المولى سبحانه :﴿.. ونبلوكم بالشر والخير فتنة.. ﴾١ وكذلك حكى القرآن قيل سليمان عليه السلام :﴿.. قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ﴾٢ ؛ فإذا امتحن الله الإنسان بالثروة والغنى، وأكرمه بالسعة والنعمة فرح بما أوتي وبطر، وتفاخر واستكبر، بل قد تتمادى به الفتنة فيظن أنه أكرم ممن ضيق عليهم، وأن نعمته لن تزول، ولن يزول هو عنها :﴿ الذي جمع مالا وعدده. يحسب أن ماله أخلده ﴾٣ وسرعان ما فتن الضالون المكذبون. ﴿ وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين ﴾٤ فرد الله تعالى عليهم بقوله الحكيم :﴿ أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ﴾٥ ﴿ قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنوا ﴾٦ ؛ ﴿ وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ﴾ وجنس الإنسان يقول ربي أهانن إذا هو ابتلى واختبر بالرزق الكفاف، والعطاء الذي يكون بقدر قليل، وينسى أن الله تعالى أعطاه نعما أخرى كثيرة سابغة، ظاهرة وباطنة، نعمة الحياة، نعمة العقل، نعمة القوة، نعمة العافية، نعمة الكفاية، نعمة الإيواء ؛ وتمام النعمة الهداية إلى الحق ؛ هذا شأن أكثر الناس :﴿ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا ﴾٧ لكن أهل العقول السليمة، والفطرة السوية المستقيمة، إذا أعطوا آثروا وشكروا، وإذا منعوا قنعوا وصبروا، وهكذا هدى ربنا إلى المنهاج الحكيم :﴿ لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا ﴾٨، وجلت حكمة ربي، فلم تأمرنا الآية الكريمة بإنفاق كل ما أعطانا، ولكن ﴿ مما آتاه الله ﴾ و [ من ] كما هو معلوم للتبعيض، ولهذا مدح أهل التوسط في الإنفاق :﴿ والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ﴾٩ وجاء الأمر بذلك صريحا :﴿ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ﴾١٠ كما جاء النهي والتنفير عن الإسراف في أبلغ قول :﴿.. ولا تبذر تبذيرا. إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ﴾١١..
﴿ كلا بل لا تكرمون اليتيم. ولا تحاضون على طعام المسكين ﴾ كلا : ليس الأمر كما زعمتم، فكم من مكثر طغى وآثر الحياة، وبخل واستغنى وكذب بالحسنى، فهو عند الله مهين، وفي الآخرة من الخاسرين، وينادي يوم الدين، مع الهلكى المعذبين :﴿.. أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق.. ﴾١٢ ؛ ورب أشعث أغبر ذي طمرين لا يأبه له الناس لو أقسم على الله لأبره ؛ وقديما ضاق الذين استكبروا من قوم نوح بالضعفاء والفقراء من المؤمنين، فأوحى الله إلى عبده ونبيه نوح عليه السلام ما يزهق باطل اللئام، وبين ربنا في القرآن مقام أهل الإيمان وإن قل مالهم- كما جاء في الآية الكريمة :﴿.. ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم.. ﴾١٣ ؛ وفي الحديث الصحيح أن هرقل عظيم الروم لما سأل أبا سفيان عن أحوال أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال : أفقراء الناس اتبعوه أم أغنياؤهم ؟ قال : بل فقراؤهم.. وكان رد هرقل : إنهم أتباع الأنبياء ؛ إنما يذل ويخزى من أوتي مالا فضن به وشح على من جعل الله لهم فيه حقا ؛ فمنع البر عن اليتيم لؤم، والعدوان على حقه أشأم الظلم :﴿ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا... ﴾١٤ ؛ وقسوة القلوب على المحتاج، وقبض اليد عن سد خلته وتفريج كربته غل في أعناق من كز :﴿ ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض.. ﴾١٥، وإن أصحاب اليمين، إذ يتساءلون عن المجرمين، يقرون بأن شقوتهم صدتهم عن إعطاء المحرومين :﴿ ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. ولم نك نطعم المسكين ﴾١٦ ؛ وعهد الله إلينا هنا ليس أن نطعم وكفى ولكن أن نبذل لهم ونحض ونحث ونأمر الآخرين بالوفاء بحق المحرومين، وهذا هو التحاض.
وحين يزين للناس حب الشهوات من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة لا يبالي أحدهم إلا بالجمع من حلال أو من حرام ؛ وإلى هؤلاء جاء النذير في القرآن :﴿ وتأكلون التراث أكلا لما ﴾ وتجمعون ما يتوارث، وتلمونه لما واسعا، نصيبكم كان أو نصيب غيركم، لضعيف كان كالمرأة واليتيم، أو لقوي.
﴿ وتحبون المال حبا جما ﴾ يشتد حبكم له- وحبك الشيء يعمي ويصم- فيجر ذلك إلى شدة الحرص والشره- وقال الليث : اللم : الجمع الشديد... فالآكل يلم الثريد، فيجمعه لقما ثم يأكله ؛ وقال مجاهد : يسفه سفا... وكان أهل الشرك لا يورثون النساء ولا الصبيان، بل يأكلون ميراثهم مع ميراثهم.. ويجوز أن يذم الوارث الذي ظفر بالمال.. من غير أن يعرق فيه جبينه فيسرف في إنفاقه، ويأكله أكلا واسعا-١٧.
﴿ دكت ﴾ كسرت وفتت ما عليها، ودقت، وصارت هباء منبثا.
﴿ كلا إذا دكت الأرض دكا دكا ( ٢١ ) وجاء ربك والملك صفا صفا ( ٢٢ ) وجيئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ( ٢٣ ) يقول يا ليتني قدمت لحياتي ( ٢٤ ) فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ( ٢٥ ) ولا يوثق وثاقه أحد ( ٢٦ ) ﴾.
نهى الله تعالى عن الركون إلى الدنيا، وقطع الرجاء من الآخرة، وشدة الحب للعاجلة، لئلا يلهيهم ذلك عن التزود للآجلة ؛ فإن من استمتع بحظه فقد خسر، ولا أجر له :﴿ كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة... ﴾١ ؛ فإذا كسرت الأرض ودقت وفتت صخرها وقصورها حتى تصير هباء منبثا، ونفخ في الصورة النفخة الثانية، وقام الناس إلى ربهم، ينتظرون ماذا يحل بهم، وأحاطت الملائكة بجموعهم، وبرزت الجحيم٢ لتسعر بهم، فعندما يشد وثاقهم، ويغلظ عذابهم، وتشتد حسرتهم على ما فرطوا في دنياهم فحق به في الحياة الآخرة خسارهم وبوارهم ؛ ﴿ وجاء ربك ﴾ قال منذر بن سعيد : معناه : ظهر سبحانه للخلق هنالك، وليس ذلك بمجيء نقلة... وقيل : الكلام على حذف المضاف للتهويل، أي : وجاء أمر ربك وقضاؤه سبحانه... وأنت تعلم ما للسلف في المتشابه من الكلام... ﴿ يومئذ ﴾ بدل من ﴿ إذا دكت ﴾... العامل فيه هو العامل نفسه في المبدل منه.. ﴿ يقول يا ليتني قدمت لحياتي ﴾.. وهذه الجملة بدل اشتمال من ﴿ يتذكر ﴾، أو استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ منه. كأنه قيل : ماذا يقول عند تذكره ؟ فقيل : يقول : يا ليتني... ياليتني قدمت لأجل حياتي هذه أعمالا صالحة أنتفع بها فيها.. ٣[ ﴿ يومئذ يتذكر الإنسان ﴾ أي يتعظ ويتوب ؛ وهو الكافر ؛ أو من همته الدنيا... ومن أين له منفعة الذكرى ؟ ! فلا بد من تقدير حذف مضاف... ﴿ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ﴾ أي لا يعذب كعذاب الله أحد.. ]٤.
﴿ والملك ﴾ وجنس الملائكة عليهم السلام.
﴿ كلا إذا دكت الأرض دكا دكا ( ٢١ ) وجاء ربك والملك صفا صفا ( ٢٢ ) وجيئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ( ٢٣ ) يقول يا ليتني قدمت لحياتي ( ٢٤ ) فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ( ٢٥ ) ولا يوثق وثاقه أحد ( ٢٦ ) ﴾.
نهى الله تعالى عن الركون إلى الدنيا، وقطع الرجاء من الآخرة، وشدة الحب للعاجلة، لئلا يلهيهم ذلك عن التزود للآجلة ؛ فإن من استمتع بحظه فقد خسر، ولا أجر له :﴿ كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة... ﴾١ ؛ فإذا كسرت الأرض ودقت وفتت صخرها وقصورها حتى تصير هباء منبثا، ونفخ في الصورة النفخة الثانية، وقام الناس إلى ربهم، ينتظرون ماذا يحل بهم، وأحاطت الملائكة بجموعهم، وبرزت الجحيم٢ لتسعر بهم، فعندما يشد وثاقهم، ويغلظ عذابهم، وتشتد حسرتهم على ما فرطوا في دنياهم فحق به في الحياة الآخرة خسارهم وبوارهم ؛ ﴿ وجاء ربك ﴾ قال منذر بن سعيد : معناه : ظهر سبحانه للخلق هنالك، وليس ذلك بمجيء نقلة... وقيل : الكلام على حذف المضاف للتهويل، أي : وجاء أمر ربك وقضاؤه سبحانه... وأنت تعلم ما للسلف في المتشابه من الكلام... ﴿ يومئذ ﴾ بدل من ﴿ إذا دكت ﴾... العامل فيه هو العامل نفسه في المبدل منه.. ﴿ يقول يا ليتني قدمت لحياتي ﴾.. وهذه الجملة بدل اشتمال من ﴿ يتذكر ﴾، أو استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ منه. كأنه قيل : ماذا يقول عند تذكره ؟ فقيل : يقول : يا ليتني... ياليتني قدمت لأجل حياتي هذه أعمالا صالحة أنتفع بها فيها.. ٣[ ﴿ يومئذ يتذكر الإنسان ﴾ أي يتعظ ويتوب ؛ وهو الكافر ؛ أو من همته الدنيا... ومن أين له منفعة الذكرى ؟ ! فلا بد من تقدير حذف مضاف... ﴿ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ﴾ أي لا يعذب كعذاب الله أحد.. ]٤.
﴿ أنى ﴾ من أين ؟
﴿ كلا إذا دكت الأرض دكا دكا ( ٢١ ) وجاء ربك والملك صفا صفا ( ٢٢ ) وجيئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ( ٢٣ ) يقول يا ليتني قدمت لحياتي ( ٢٤ ) فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ( ٢٥ ) ولا يوثق وثاقه أحد ( ٢٦ ) ﴾.
نهى الله تعالى عن الركون إلى الدنيا، وقطع الرجاء من الآخرة، وشدة الحب للعاجلة، لئلا يلهيهم ذلك عن التزود للآجلة ؛ فإن من استمتع بحظه فقد خسر، ولا أجر له :﴿ كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة... ﴾١ ؛ فإذا كسرت الأرض ودقت وفتت صخرها وقصورها حتى تصير هباء منبثا، ونفخ في الصورة النفخة الثانية، وقام الناس إلى ربهم، ينتظرون ماذا يحل بهم، وأحاطت الملائكة بجموعهم، وبرزت الجحيم٢ لتسعر بهم، فعندما يشد وثاقهم، ويغلظ عذابهم، وتشتد حسرتهم على ما فرطوا في دنياهم فحق به في الحياة الآخرة خسارهم وبوارهم ؛ ﴿ وجاء ربك ﴾ قال منذر بن سعيد : معناه : ظهر سبحانه للخلق هنالك، وليس ذلك بمجيء نقلة... وقيل : الكلام على حذف المضاف للتهويل، أي : وجاء أمر ربك وقضاؤه سبحانه... وأنت تعلم ما للسلف في المتشابه من الكلام... ﴿ يومئذ ﴾ بدل من ﴿ إذا دكت ﴾... العامل فيه هو العامل نفسه في المبدل منه.. ﴿ يقول يا ليتني قدمت لحياتي ﴾.. وهذه الجملة بدل اشتمال من ﴿ يتذكر ﴾، أو استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ منه. كأنه قيل : ماذا يقول عند تذكره ؟ فقيل : يقول : يا ليتني... ياليتني قدمت لأجل حياتي هذه أعمالا صالحة أنتفع بها فيها.. ٣[ ﴿ يومئذ يتذكر الإنسان ﴾ أي يتعظ ويتوب ؛ وهو الكافر ؛ أو من همته الدنيا... ومن أين له منفعة الذكرى ؟ ! فلا بد من تقدير حذف مضاف... ﴿ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ﴾ أي لا يعذب كعذاب الله أحد.. ]٤.
﴿ كلا إذا دكت الأرض دكا دكا ( ٢١ ) وجاء ربك والملك صفا صفا ( ٢٢ ) وجيئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ( ٢٣ ) يقول يا ليتني قدمت لحياتي ( ٢٤ ) فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ( ٢٥ ) ولا يوثق وثاقه أحد ( ٢٦ ) ﴾.
نهى الله تعالى عن الركون إلى الدنيا، وقطع الرجاء من الآخرة، وشدة الحب للعاجلة، لئلا يلهيهم ذلك عن التزود للآجلة ؛ فإن من استمتع بحظه فقد خسر، ولا أجر له :﴿ كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة... ﴾١ ؛ فإذا كسرت الأرض ودقت وفتت صخرها وقصورها حتى تصير هباء منبثا، ونفخ في الصورة النفخة الثانية، وقام الناس إلى ربهم، ينتظرون ماذا يحل بهم، وأحاطت الملائكة بجموعهم، وبرزت الجحيم٢ لتسعر بهم، فعندما يشد وثاقهم، ويغلظ عذابهم، وتشتد حسرتهم على ما فرطوا في دنياهم فحق به في الحياة الآخرة خسارهم وبوارهم ؛ ﴿ وجاء ربك ﴾ قال منذر بن سعيد : معناه : ظهر سبحانه للخلق هنالك، وليس ذلك بمجيء نقلة... وقيل : الكلام على حذف المضاف للتهويل، أي : وجاء أمر ربك وقضاؤه سبحانه... وأنت تعلم ما للسلف في المتشابه من الكلام... ﴿ يومئذ ﴾ بدل من ﴿ إذا دكت ﴾... العامل فيه هو العامل نفسه في المبدل منه.. ﴿ يقول يا ليتني قدمت لحياتي ﴾.. وهذه الجملة بدل اشتمال من ﴿ يتذكر ﴾، أو استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ منه. كأنه قيل : ماذا يقول عند تذكره ؟ فقيل : يقول : يا ليتني... ياليتني قدمت لأجل حياتي هذه أعمالا صالحة أنتفع بها فيها.. ٣[ ﴿ يومئذ يتذكر الإنسان ﴾ أي يتعظ ويتوب ؛ وهو الكافر ؛ أو من همته الدنيا... ومن أين له منفعة الذكرى ؟ ! فلا بد من تقدير حذف مضاف... ﴿ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ﴾ أي لا يعذب كعذاب الله أحد.. ]٤.
﴿ كلا إذا دكت الأرض دكا دكا ( ٢١ ) وجاء ربك والملك صفا صفا ( ٢٢ ) وجيئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ( ٢٣ ) يقول يا ليتني قدمت لحياتي ( ٢٤ ) فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ( ٢٥ ) ولا يوثق وثاقه أحد ( ٢٦ ) ﴾.
نهى الله تعالى عن الركون إلى الدنيا، وقطع الرجاء من الآخرة، وشدة الحب للعاجلة، لئلا يلهيهم ذلك عن التزود للآجلة ؛ فإن من استمتع بحظه فقد خسر، ولا أجر له :﴿ كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة... ﴾١ ؛ فإذا كسرت الأرض ودقت وفتت صخرها وقصورها حتى تصير هباء منبثا، ونفخ في الصورة النفخة الثانية، وقام الناس إلى ربهم، ينتظرون ماذا يحل بهم، وأحاطت الملائكة بجموعهم، وبرزت الجحيم٢ لتسعر بهم، فعندما يشد وثاقهم، ويغلظ عذابهم، وتشتد حسرتهم على ما فرطوا في دنياهم فحق به في الحياة الآخرة خسارهم وبوارهم ؛ ﴿ وجاء ربك ﴾ قال منذر بن سعيد : معناه : ظهر سبحانه للخلق هنالك، وليس ذلك بمجيء نقلة... وقيل : الكلام على حذف المضاف للتهويل، أي : وجاء أمر ربك وقضاؤه سبحانه... وأنت تعلم ما للسلف في المتشابه من الكلام... ﴿ يومئذ ﴾ بدل من ﴿ إذا دكت ﴾... العامل فيه هو العامل نفسه في المبدل منه.. ﴿ يقول يا ليتني قدمت لحياتي ﴾.. وهذه الجملة بدل اشتمال من ﴿ يتذكر ﴾، أو استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ منه. كأنه قيل : ماذا يقول عند تذكره ؟ فقيل : يقول : يا ليتني... ياليتني قدمت لأجل حياتي هذه أعمالا صالحة أنتفع بها فيها.. ٣[ ﴿ يومئذ يتذكر الإنسان ﴾ أي يتعظ ويتوب ؛ وهو الكافر ؛ أو من همته الدنيا... ومن أين له منفعة الذكرى ؟ ! فلا بد من تقدير حذف مضاف... ﴿ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ﴾ أي لا يعذب كعذاب الله أحد.. ]٤.
﴿ يوثق ﴾ يقيد.
﴿ وثاقه ﴾ قيده بالسلاسل والأغلال.
﴿ كلا إذا دكت الأرض دكا دكا ( ٢١ ) وجاء ربك والملك صفا صفا ( ٢٢ ) وجيئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى ( ٢٣ ) يقول يا ليتني قدمت لحياتي ( ٢٤ ) فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ( ٢٥ ) ولا يوثق وثاقه أحد ( ٢٦ ) ﴾.
نهى الله تعالى عن الركون إلى الدنيا، وقطع الرجاء من الآخرة، وشدة الحب للعاجلة، لئلا يلهيهم ذلك عن التزود للآجلة ؛ فإن من استمتع بحظه فقد خسر، ولا أجر له :﴿ كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة... ﴾١ ؛ فإذا كسرت الأرض ودقت وفتت صخرها وقصورها حتى تصير هباء منبثا، ونفخ في الصورة النفخة الثانية، وقام الناس إلى ربهم، ينتظرون ماذا يحل بهم، وأحاطت الملائكة بجموعهم، وبرزت الجحيم٢ لتسعر بهم، فعندما يشد وثاقهم، ويغلظ عذابهم، وتشتد حسرتهم على ما فرطوا في دنياهم فحق به في الحياة الآخرة خسارهم وبوارهم ؛ ﴿ وجاء ربك ﴾ قال منذر بن سعيد : معناه : ظهر سبحانه للخلق هنالك، وليس ذلك بمجيء نقلة... وقيل : الكلام على حذف المضاف للتهويل، أي : وجاء أمر ربك وقضاؤه سبحانه... وأنت تعلم ما للسلف في المتشابه من الكلام... ﴿ يومئذ ﴾ بدل من ﴿ إذا دكت ﴾... العامل فيه هو العامل نفسه في المبدل منه.. ﴿ يقول يا ليتني قدمت لحياتي ﴾.. وهذه الجملة بدل اشتمال من ﴿ يتذكر ﴾، أو استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ منه. كأنه قيل : ماذا يقول عند تذكره ؟ فقيل : يقول : يا ليتني... ياليتني قدمت لأجل حياتي هذه أعمالا صالحة أنتفع بها فيها.. ٣[ ﴿ يومئذ يتذكر الإنسان ﴾ أي يتعظ ويتوب ؛ وهو الكافر ؛ أو من همته الدنيا... ومن أين له منفعة الذكرى ؟ ! فلا بد من تقدير حذف مضاف... ﴿ فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ﴾ أي لا يعذب كعذاب الله أحد.. ]٤.
﴿ المطمئنة ﴾ الساكنة الموقنة، المخلصة المطيعة.
﴿ يا أيتها النفس المطمئنة ( ٢٧ ) ارجعي إلى ربك راضية مرضية ( ٢٨ ) فادخلي في عبادي ( ٢٩ ) وادخلي جنتي ( ٣٠ ) ﴾
لما بين المولى سبحانه مآل محبي المال حبا فاحشا، بين في هذه الآيات الكريمة حال الذين يرجون لقاء ربهم ورحمته، ويفرحون بفضله وهدايته، فإنهم ينادون من لدن ربنا تبارك وتعالى :﴿ يا أيتها النفس المطمئنة ﴾ يا أيها الراضي بقدر ربه، القانع بقسمته، تمشي في مناكب الأرض، وتعمل على كسب الرزق ما وسعك العمل، ثم تفوض لله جل علاه العاقبة :﴿.. ولله عاقبة الأمور ﴾١، إن أعطى عطاء واسعا آثر وشكر، وإن رزق كفافا حمد الله تعالى وقنع بما آتاه، وصبر، وهكذا جوزي من جنس عمله، فيبشر بالوعد الحق ﴿ ارجعي إلى ربك راضية مرضية ﴾ فكما رضيت يا صاحب النفس المخلصة الصادقة الموقنة بوعد ربك المطيعة لأمره، فإن ربك سيرضيك، وهو عنك راض :﴿... رضي الله عنهم ورضوا عنه.. ﴾٢ ﴿ فادخلي في عبادي. وادخلي جنتي ﴾ فجيرانك وزمرتك ورفيقك الرسل والسابقون، والعلماء والمقربون، والملأ المكرمون ﴿.. فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ﴾٣ ودارك ومستقرك جنة الله تعالى ودار كرامته دار السلام*. فأكرم بهذا الجوار، وأنعم بهذه الدار- نسأل مولانا البر الرحيم أن يدخلنا الجنة مع الأبرار..
﴿ مرضية ﴾ عند الله عز وجل.
﴿ يا أيتها النفس المطمئنة ( ٢٧ ) ارجعي إلى ربك راضية مرضية ( ٢٨ ) فادخلي في عبادي ( ٢٩ ) وادخلي جنتي ( ٣٠ ) ﴾
لما بين المولى سبحانه مآل محبي المال حبا فاحشا، بين في هذه الآيات الكريمة حال الذين يرجون لقاء ربهم ورحمته، ويفرحون بفضله وهدايته، فإنهم ينادون من لدن ربنا تبارك وتعالى :﴿ يا أيتها النفس المطمئنة ﴾ يا أيها الراضي بقدر ربه، القانع بقسمته، تمشي في مناكب الأرض، وتعمل على كسب الرزق ما وسعك العمل، ثم تفوض لله جل علاه العاقبة :﴿.. ولله عاقبة الأمور ﴾١، إن أعطى عطاء واسعا آثر وشكر، وإن رزق كفافا حمد الله تعالى وقنع بما آتاه، وصبر، وهكذا جوزي من جنس عمله، فيبشر بالوعد الحق ﴿ ارجعي إلى ربك راضية مرضية ﴾ فكما رضيت يا صاحب النفس المخلصة الصادقة الموقنة بوعد ربك المطيعة لأمره، فإن ربك سيرضيك، وهو عنك راض :﴿... رضي الله عنهم ورضوا عنه.. ﴾٢ ﴿ فادخلي في عبادي. وادخلي جنتي ﴾ فجيرانك وزمرتك ورفيقك الرسل والسابقون، والعلماء والمقربون، والملأ المكرمون ﴿.. فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ﴾٣ ودارك ومستقرك جنة الله تعالى ودار كرامته دار السلام*. فأكرم بهذا الجوار، وأنعم بهذه الدار- نسأل مولانا البر الرحيم أن يدخلنا الجنة مع الأبرار..
﴿ فادخلي في عبادي ﴾ كوني في جملة عبادي الصالحين المخلصين، وفي زمرتهم.
﴿ يا أيتها النفس المطمئنة ( ٢٧ ) ارجعي إلى ربك راضية مرضية ( ٢٨ ) فادخلي في عبادي ( ٢٩ ) وادخلي جنتي ( ٣٠ ) ﴾
لما بين المولى سبحانه مآل محبي المال حبا فاحشا، بين في هذه الآيات الكريمة حال الذين يرجون لقاء ربهم ورحمته، ويفرحون بفضله وهدايته، فإنهم ينادون من لدن ربنا تبارك وتعالى :﴿ يا أيتها النفس المطمئنة ﴾ يا أيها الراضي بقدر ربه، القانع بقسمته، تمشي في مناكب الأرض، وتعمل على كسب الرزق ما وسعك العمل، ثم تفوض لله جل علاه العاقبة :﴿.. ولله عاقبة الأمور ﴾١، إن أعطى عطاء واسعا آثر وشكر، وإن رزق كفافا حمد الله تعالى وقنع بما آتاه، وصبر، وهكذا جوزي من جنس عمله، فيبشر بالوعد الحق ﴿ ارجعي إلى ربك راضية مرضية ﴾ فكما رضيت يا صاحب النفس المخلصة الصادقة الموقنة بوعد ربك المطيعة لأمره، فإن ربك سيرضيك، وهو عنك راض :﴿... رضي الله عنهم ورضوا عنه.. ﴾٢ ﴿ فادخلي في عبادي. وادخلي جنتي ﴾ فجيرانك وزمرتك ورفيقك الرسل والسابقون، والعلماء والمقربون، والملأ المكرمون ﴿.. فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ﴾٣ ودارك ومستقرك جنة الله تعالى ودار كرامته دار السلام*. فأكرم بهذا الجوار، وأنعم بهذه الدار- نسأل مولانا البر الرحيم أن يدخلنا الجنة مع الأبرار..
﴿ يا أيتها النفس المطمئنة ( ٢٧ ) ارجعي إلى ربك راضية مرضية ( ٢٨ ) فادخلي في عبادي ( ٢٩ ) وادخلي جنتي ( ٣٠ ) ﴾
لما بين المولى سبحانه مآل محبي المال حبا فاحشا، بين في هذه الآيات الكريمة حال الذين يرجون لقاء ربهم ورحمته، ويفرحون بفضله وهدايته، فإنهم ينادون من لدن ربنا تبارك وتعالى :﴿ يا أيتها النفس المطمئنة ﴾ يا أيها الراضي بقدر ربه، القانع بقسمته، تمشي في مناكب الأرض، وتعمل على كسب الرزق ما وسعك العمل، ثم تفوض لله جل علاه العاقبة :﴿.. ولله عاقبة الأمور ﴾١، إن أعطى عطاء واسعا آثر وشكر، وإن رزق كفافا حمد الله تعالى وقنع بما آتاه، وصبر، وهكذا جوزي من جنس عمله، فيبشر بالوعد الحق ﴿ ارجعي إلى ربك راضية مرضية ﴾ فكما رضيت يا صاحب النفس المخلصة الصادقة الموقنة بوعد ربك المطيعة لأمره، فإن ربك سيرضيك، وهو عنك راض :﴿... رضي الله عنهم ورضوا عنه.. ﴾٢ ﴿ فادخلي في عبادي. وادخلي جنتي ﴾ فجيرانك وزمرتك ورفيقك الرسل والسابقون، والعلماء والمقربون، والملأ المكرمون ﴿.. فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما ﴾٣ ودارك ومستقرك جنة الله تعالى ودار كرامته دار السلام*. فأكرم بهذا الجوار، وأنعم بهذه الدار- نسأل مولانا البر الرحيم أن يدخلنا الجنة مع الأبرار..
Icon