ﰡ
﴿ وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ﴾ قال علي رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله، كيف يجاء بها؟ قال: يؤتى بها تقاد بسبعين ألف زمام، يقول بكل زمام سبعون ألف ملك، فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع، ثم تعرض لي جهنم فتقول: ما لى ولك يا محمد، إن الله قد حرم لحمك علي، فلا يبقى أحد إلا قال نفسي نفسي، إلا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يقول: يا رب أمتي أمتي ". قوله: (لها زفير) أي صوت شديد. قوله: (وتغيظ) أي غليان كغليان صدر الغضبان. قوله: (بدل من إذا) أي والعامل فيها يتذكر الذي هو الجواب، وهذا مذهب سيبويه، وقال غيره البدل على نية تكرار العامل، فالعامل في البدل محذوف، نظير عامل المبدل منه. قوله: ﴿ وَأَنَّىٰ ﴾ اسم استفهام خبر مقدم، و ﴿ ٱلذِّكْرَىٰ ﴾ مبتدأ مؤخر، و ﴿ لَهُ ﴾ متعلق بما تعلق به الظرف. قوله: (استفهام بمعنى النفي) أي فهو انكاري. قوله: (للتنبيه) أي والتحسر قوله: (الخير والإيمان) أشار بذلك إلى أن مفعول ﴿ قَدَّمْتُ ﴾ محذوف. قوله: ﴿ لِحَيَاتِي ﴾ اللام إما للتعليل أي لأجل حياتي هذه الكائنة في الآخرة، أو بمعنى وقت، والمراد بالحياة الحيا الدنيوية، وقد أشار لها المفسر. قوله: (بكسر الذال) وقوله: (بكسر الثاء)، أي فأحد فاعل فيهما. قوله: (أي لا يكله إلى غيره) أي لا يأمر غيره بمباشرته، والمراد بالغيرة غير الملائكة، فلا ينافي أنه تعالى يكله إلى ملائكة العذاب، لأنهم يباشرونه بإذن الله وأمره لهم، ويحتمل أن المعنى: لا يعذب أحد من خلق الله تعذيباً، مثل تعذيب الله هذا الكافر، ولا يوثق أحد من خلق الله إيثاقاً مثل إيثاق الله لهذا الكافر، وكل صحيح. قوله: ﴿ وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ﴾ أي لا يشد ولا يربط بالسلاسل الأغلال أحد مثل ربطه وشده. قوله: (وفي قراءة بفتح الذال والثاء) أي وهما سبعيتان، و ﴿ أَحَدٌ ﴾ على هذه القراءة نائب الفاعل بهما الذي هو الله تعالى، أو الزبانية المتولون العذاب بأمره تعالى. قوله: (مثل تعذيبه) مصدر مضاف للمفعول وهو الكافر.
﴿ رَاضِيَةً ﴾ بأحكامه.
﴿ مَّرْضِيَّةً ﴾ له بأوصافك ﴿ فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي ﴾ (الصالحين) أي فكوني معدودة فيهم ومحسوبة منهم ﴿ وَٱدْخُلِي ﴾ جنة شهودي في الدنيا ما دامت فيها، وهي الجنة المعجلة، ويقال لها ذلك أيضاً عند البعث على التفسير المتقدم، ويراد حينئذ بالجنة جنة الخلود وفسروا بذلك قوله تعالى:﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾[الرحمن: ٤٦] أي جنة الشهود في الدنيا، التي قال فيها العارف بن الفارض: أنلنا مع الأحباب رؤيتك التي إليها قلوب الأولياء تسارعوجنة الخلود في العقبى، وهذا النداء الواقع في الدنيا يسمعه العارفون، إما في المنام أو بالإلهام، وتقدم تقسيم النفس، ومأخوذ كل قسم في سورة القيامة.