تفسير سورة الغاشية

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة الغاشية من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة الغاشية مكية.

١ - ﴿هَلْ﴾ قد أو بمعنى الاستفهام معناه إن لم يكن أتاك فقد أتاك ﴿الْغَاشِيَةِ﴾ القيامة تغشى الناس بالأهوال " ع " أو النار تغشى وجوه الكفار.
٢ - ﴿وجوهٌ﴾ عامة في الكفار أو خاصة باليهود والنصارى ﴿يومئذٍ﴾ يوم القيامة أو في النار ﴿خاشعةٌ﴾ ذليلة بالمعاصي أو تخشع من العذاب فلا ينفعها.
٣ - ﴿عاملةٌ﴾ في الدنيا بالمعاصي أو عاملة في النار بالانتقال من عذاب إلى عذاب. ﴿ناصبةٌ﴾ في المعاصي أو في النار.
٤ - ﴿حَامِيَةً﴾ تحمى من ارتكاب المعاصي أو تحمي نفسها أن تطاق وأن ترام أو تحمى غضباً وغيظاً للانتقام منهم، حمى فلان إذا غضب أو دائمة الحمى فلا تنقطع ولا تنطفئ بخلاف نار الدنيا.
٥ - ﴿انيه﴾ حاضرة أو بلغت أناها وحان شربها وأنى حرها فانتهى " ع ".
٦ - ﴿ضَرِيعٍ﴾ شجرة كثيرة الشوك تسميها قريش الشِّبْرقِ " ع " فإذا يبس في الصيف فهو الضريع أو السلي أو الحجارة أو النوى المحرق أو ضريع بمعنى مضروع يضرعون عنده طلباً للخلاص منه.
﴿وجوهٌ يومئذ ناعمة (٨) لسعيها راضية (٩) في جنة عالية (١٠) لا تسمع فيها لاغية (١١) فيها عينٌ جارية (١٢) فيها سررٌ مرفوعة (١٣) وأكوابٍ موضوعة (١٤) ونمارق مصفوفة (١٥) وزرابي مبثوثة (١٦) ﴾
١٠ - ﴿عاليةٍ﴾ لأنها أعلى من النار أو هم في أعاليها وغرفها ليلتذوا بالارتفاع أو ليشاهدوا ما فيها من النعيم.
١١ - ﴿لاغِيَةً﴾ كلمة لغو كذب " ع " أو إثم أو شتم أو باطل أو معصية أو حلف يمين برة ولا فاجرة أو ليس في كلامهم كلمة تلغى لأنهم لا يتكلمون إلا بالحكمة وحمد الله تعالى.
١٣ - ﴿مَّرْفُوعَةٍ﴾ بعضها فوق بعض أو في أنفسهم لجلالتها وحبهم لها أو مرفوعة المكان ليلتذوا بارتفاعها أو ليشاهدوا ملكهم ونعيمهم.
١٤ - ﴿مَّوْضُوعَةٌ﴾ بين أيديهم ليلتذوا بالنظر إليها لأنها ذهب وفضة أو مستعملة على الدوام لاستدامة شربهم.
١٥ - ﴿ونمارق﴾ الوسائد والمرافق.
١٦ - ﴿وزرابي﴾ [٢٢٠ / ب] / البسط الفاخرة أو الطنافس المخملة ﴿مَبْثُوثَةٌ﴾ مبسوطة أو بعضها فوق بعض أو كثيرة أو متفرقة.
﴿أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت (١٧) وإلى السماء كيف رفعت (١٨) وإلى الجبال كيف نصبت (١٩) وإلى الأرض كيف سطحت (٢٠) فذكر إنما أنت مذكر (٢١) لست عليهم بمصيطر (٢٢) إلا من تولى وكفر (٢٣) فيعذبه الله العذاب الأكبر (٢٤) إن إلينا إيابهم (٢٥) ثم إن علينا حسابهم (١٦) ﴾
١٧ - ﴿أَفَلا يَنظُرُونَ﴾ ذكر هذه الآيات ليستدلوا على قدرته على البعث وعلى وحدانيته أو لما نعت ما في الجنة عجب منه الضالون فذكر لهم عجائب صنعه ليزول تعجبهم ﴿الإِبِلِ﴾ السحاب والأظهر أنها من النِّعَم وخصها لأن ضروب الحيوان أربعة حلوبة وركوبة وأكولة وحمولة وقد جمعت الإبل هذه الخلال الأربع فكان الإنعام بها أعم وظهور القدرة فيها أتمّ.
٢١ - ﴿فَذَكِّرْ﴾ بالنعم أو عِظْ.
٢٢ - ﴿بمسيطر﴾ بمسلط أو بجبار أو برب تكرههم على الإيمان.
٢٣ - ﴿إِلا مَن تَوَلَّى﴾ فلست له بمذكر أو فَكِلْه إلى الله تعالى ثم أُمِر بالسيف " ح ". تولى عن الحق وكفر النعمة أو تولى عن الرسول [صلى الله عليه وسلم] وكفر بالله عزّ وجلّ.
447
سُورة الفجر
مكية.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿والفجر (١) وليال عشر (٢) والشفع والوتر (٣) والليل إذا يسر (٤) هل في ذلك قسم لذي حجر (٥) ألم ترى كيف فعل ربك بعاد (٦) إرم ذات العماد (٧) التي لم يخلق مثلها في البلاد (٨) وثمودَ الذين جابوا الصخر بالواد (٩) وفرعون ذي الأوتاد (١٠) الذين طغوا في البلاد (١١) فأكثروا فيها الفساد (١٢) فصب عليهم سوط عذاب (١٣) إن ربك لبالمرصاد (١٤) ﴾
448
Icon