ﰡ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (٤)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ «مَا» بِمَعْنَى الَّذِي، وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ، وَأَنْ تَكُونَ مَصْدَرِيَّةً.
وَالْخَلْقُ بِمَعْنَى الْمَخْلُوقِ. وَإِنْ شِئْتَ كَانَ عَلَى بَابِهِ؛ أَيْ مِنْ شَرِّ خَلْقِهِ؛ أَيِ ابْتِدَاعِهِ.
وَقُرِئَ: مِنْ شَرِّ - بِالتَّنْوِينِ، وَ «مَا» عَلَى هَذَا بَدَلٌ مِنْ شَرِّ، أَوْ زَائِدَةٌ؛ وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ نَافِيَةً؛ لِأَنَّ النَّافِيَةَ لَا يَتَقَدَّمُ عَلَيْهَا مَا فِي حَيِّزِهَا؛ فَلِذَلِكَ لَمْ يَجُزْ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ: مَا خَلَقَ مِنْ شَرِّ؛ ثُمَّ هُوَ فَاسِدٌ، فِي الْمَعْنَى.
وَ (النَّفَّاثَاتِ) : وَالنَّافِثَاتُ بِمَعْنَى وَاحِدٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.