سورةُ (النَّمْلِ) من السُّوَر المكية التي جاءت ببيانِ إعجاز القرآن الكريم، ووصفِه بالهداية والإرشاد، وأشارت السورةُ إلى ذِكْرِ دلائل وَحْدانية الله عز وجل وقُدْرته، وجاء فيها ذكرُ قِصَصِ عددٍ من الأنبياء؛ من ذلك: قصَّةُ سيدنا سُلَيمانَ عليه السلام عندما مرَّ بالنمل، وفي ذلك عِبَرٌ ومواعظُ كثيرة؛ منها: إظهارُ علمِ الله وحِكْمته من خلال تدبيره في خَلْقه.
* سورة (النَّمْلِ):
سُمِّيت سورة (النَّمْلِ) بهذا الاسم؛ لذِكْرِ النَّمْلة التي خاطبت النَّمْلَ في تضاعيفِ قصة سليمان، ولِما للنَّمْلِ من ارتباطٍ بمقصد السورة؛ كما أشرنا.
جاءت سورةُ (النَّمْلِ) على ذكرِ الموضوعات الآتية:
1. بيان إعجاز القرآن الكريم (١-٢).
2. صفات المؤمنين والكافرين، وجزاؤهم (٣-٦).
3. نداء الله تعالى لموسى عليه السلام بوادي طُوًى (٧-١٤).
4. قصة داود وسليمان عليهما السلام (١٥-٤٤).
5. قصة صالح عليه السلام (٤٥-٥٣).
6. قصة لوط عليه السلام (٥٤-٥٨).
7. البراهين الدالة على وَحْدانية الله تعالى (٥٩-٦٦).
8. إنكار المشركين للبعث، والردُّ عليهم (٦٧-٧٥).
9. إخبار القرآن عن أنباء السابقين (٧٦-٨١).
10. علامات الساعة، ومشاهد يوم القيامة (٨٢-٩٣).
ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /420).
مقصدُ سورة (النَّمْلِ): هو وصفُ هذا الكتاب بالكفاية لهدايةِ الخَلْقِ أجمعين؛ بالفصل بين الصراط المستقيم، وطريق الحائرين، والجمعِ لأصول الدِّين؛ لإحاطة علم مُنزِله بالخَفِيِّ والمُبِين، وبشارة المؤمنين ونِذارة الكافرين؛ بيوم اجتماع الأوَّلين والآخِرين، وكلُّ ذلك يرجع إلى العلمِ المستلزم للحكمة.
فالمقصودُ الأعظم منها: إظهار العلم والحكمة، وأدلُّ ما فيها على هذا المقصود: ما للنَّمل من حُسْنِ التَّدبير، وسَداد المذاهب في العيش، ولا سيما ما ذكَر عنها سبحانه من صِحَّةِ القصد في السِّياسة، وحُسْنِ التَّعبير عن ذلك القصد، وبلاغة التأدية، و(النَّمْلُ) آيةٌ من آيات الله في كونه، ضرَبه الله تعالى ليتأمَّلوا عجيبَ خَلْقه.
ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /333).