وآياتها تسع عشرة
كلماتها : ٧٢ ؛ حروفها : ٢٩١
ﰡ
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ سبح اسم ربك الأعلى( ١ ) الذي خلق فسوى ( ٢ ) والذي قدر فهدى ( ٣ ) والذي أخرج المرعى ( ٤ ) فجعله غثاء أحوى ( ٥ ) ﴾
نادانا الله العلي العظيم، وخاطبنا في شخص نبيه الكريم أن ننزهه ونقدسه جل علاه، ونكرمه عما لا يليق به، ونبعده عز ثناؤه عن كل سوء ونقص ؛ فإنه رفيع المقام، علا وظهر على كل شيء ؛ وهو الذي أوجد الخلائق، وأنشأهم وأبدعهم دون مشارك، وعدلهم وأتقن صنعهم، وأحكم تكوينهم ﴿.. ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت.. ﴾١ ولا عيب ولا خلل ولا قصور ؛ بل كل مهيأ لما خلق له، وكل ما فطر وبرأ وذرأ فهو بقدر لا يتعداه، ولو تجاوز أي منها قدره لفسدت الحياة ؛ وركب في كل مخلوق ما يبلغ به الهدى الذي حد له ؛ ﴿ والذي أخرج المرعى. فجعله غثاء أحوى ﴾ من أعلى المخلوقات إلى أدناها تمضي سنة ربنا التي أجراها، يوجد ثم يعدم، ويحيي ثم يميت مهما تخلل بين الأمرين من زخرف وزينة ﴿ إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ﴾٢ ؛ ﴿.. كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما.. ﴾٣ ؛ فالحكيم الخبير ينبت ما ترعاه الدواب بقدرته، وتراه مبهجا مخضرا ثم لا يلبث أن يميل إلى السمرة والسواد ثم يتيبس ويغدو هشيما ؛ قال ابن عباس والسدي :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ أي عظم ربك الأعلى ؛ والاسم صلة، قصد بها تعظيم المسمى، وقال الحسن :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ أي صل لربك الأعلى ؛ مما أورد صاحب روح المعاني ؛ نزه أسماءه عز وجل عما لا يليق، فلا تؤول مما أورد منها اسم من غير مقتض... ولا تطلقه على غيره سبحانه أصلا إذا كان مختصا كالاسم الجليل... وربما يعد مما لا يليق ذكره عند من يكره سماعه من غير ضرورة إليه٤... والأعلى : صفة للرب، وأريد بالعلو : العلو بالقهر والاقتدار، لا بالمكان لاستحالته عليه سبحانه ؛ والسلف وإن لم يؤولوه بذلك لكنهم أيضا يقولون باستحالة العلو المكاني عليه- عز وجل. اهـ. ٥ ﴿ الذي قدر فهدى ﴾ أي أرشد... هدى الإنسان للسعادة والشقاوة وهدى الأنعام لمراعيها ؛ وقيل : قدر أقواتهم وأرزاقهم، وهداهم لمعاشهم إن كانوا إنسا ولمراعيهم إن كانوا وحشا.
﴿ سبح اسم ربك الأعلى( ١ ) الذي خلق فسوى ( ٢ ) والذي قدر فهدى ( ٣ ) والذي أخرج المرعى ( ٤ ) فجعله غثاء أحوى ( ٥ ) ﴾
نادانا الله العلي العظيم، وخاطبنا في شخص نبيه الكريم أن ننزهه ونقدسه جل علاه، ونكرمه عما لا يليق به، ونبعده عز ثناؤه عن كل سوء ونقص ؛ فإنه رفيع المقام، علا وظهر على كل شيء ؛ وهو الذي أوجد الخلائق، وأنشأهم وأبدعهم دون مشارك، وعدلهم وأتقن صنعهم، وأحكم تكوينهم ﴿.. ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت.. ﴾١ ولا عيب ولا خلل ولا قصور ؛ بل كل مهيأ لما خلق له، وكل ما فطر وبرأ وذرأ فهو بقدر لا يتعداه، ولو تجاوز أي منها قدره لفسدت الحياة ؛ وركب في كل مخلوق ما يبلغ به الهدى الذي حد له ؛ ﴿ والذي أخرج المرعى. فجعله غثاء أحوى ﴾ من أعلى المخلوقات إلى أدناها تمضي سنة ربنا التي أجراها، يوجد ثم يعدم، ويحيي ثم يميت مهما تخلل بين الأمرين من زخرف وزينة ﴿ إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ﴾٢ ؛ ﴿.. كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما.. ﴾٣ ؛ فالحكيم الخبير ينبت ما ترعاه الدواب بقدرته، وتراه مبهجا مخضرا ثم لا يلبث أن يميل إلى السمرة والسواد ثم يتيبس ويغدو هشيما ؛ قال ابن عباس والسدي :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ أي عظم ربك الأعلى ؛ والاسم صلة، قصد بها تعظيم المسمى، وقال الحسن :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ أي صل لربك الأعلى ؛ مما أورد صاحب روح المعاني ؛ نزه أسماءه عز وجل عما لا يليق، فلا تؤول مما أورد منها اسم من غير مقتض... ولا تطلقه على غيره سبحانه أصلا إذا كان مختصا كالاسم الجليل... وربما يعد مما لا يليق ذكره عند من يكره سماعه من غير ضرورة إليه٤... والأعلى : صفة للرب، وأريد بالعلو : العلو بالقهر والاقتدار، لا بالمكان لاستحالته عليه سبحانه ؛ والسلف وإن لم يؤولوه بذلك لكنهم أيضا يقولون باستحالة العلو المكاني عليه- عز وجل. اهـ. ٥ ﴿ الذي قدر فهدى ﴾ أي أرشد... هدى الإنسان للسعادة والشقاوة وهدى الأنعام لمراعيها ؛ وقيل : قدر أقواتهم وأرزاقهم، وهداهم لمعاشهم إن كانوا إنسا ولمراعيهم إن كانوا وحشا.
﴿ فهدى ﴾ فوجه كل مخلوق إلى ما يصدر عنه.
﴿ سبح اسم ربك الأعلى( ١ ) الذي خلق فسوى ( ٢ ) والذي قدر فهدى ( ٣ ) والذي أخرج المرعى ( ٤ ) فجعله غثاء أحوى ( ٥ ) ﴾
نادانا الله العلي العظيم، وخاطبنا في شخص نبيه الكريم أن ننزهه ونقدسه جل علاه، ونكرمه عما لا يليق به، ونبعده عز ثناؤه عن كل سوء ونقص ؛ فإنه رفيع المقام، علا وظهر على كل شيء ؛ وهو الذي أوجد الخلائق، وأنشأهم وأبدعهم دون مشارك، وعدلهم وأتقن صنعهم، وأحكم تكوينهم ﴿.. ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت.. ﴾١ ولا عيب ولا خلل ولا قصور ؛ بل كل مهيأ لما خلق له، وكل ما فطر وبرأ وذرأ فهو بقدر لا يتعداه، ولو تجاوز أي منها قدره لفسدت الحياة ؛ وركب في كل مخلوق ما يبلغ به الهدى الذي حد له ؛ ﴿ والذي أخرج المرعى. فجعله غثاء أحوى ﴾ من أعلى المخلوقات إلى أدناها تمضي سنة ربنا التي أجراها، يوجد ثم يعدم، ويحيي ثم يميت مهما تخلل بين الأمرين من زخرف وزينة ﴿ إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ﴾٢ ؛ ﴿.. كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما.. ﴾٣ ؛ فالحكيم الخبير ينبت ما ترعاه الدواب بقدرته، وتراه مبهجا مخضرا ثم لا يلبث أن يميل إلى السمرة والسواد ثم يتيبس ويغدو هشيما ؛ قال ابن عباس والسدي :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ أي عظم ربك الأعلى ؛ والاسم صلة، قصد بها تعظيم المسمى، وقال الحسن :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ أي صل لربك الأعلى ؛ مما أورد صاحب روح المعاني ؛ نزه أسماءه عز وجل عما لا يليق، فلا تؤول مما أورد منها اسم من غير مقتض... ولا تطلقه على غيره سبحانه أصلا إذا كان مختصا كالاسم الجليل... وربما يعد مما لا يليق ذكره عند من يكره سماعه من غير ضرورة إليه٤... والأعلى : صفة للرب، وأريد بالعلو : العلو بالقهر والاقتدار، لا بالمكان لاستحالته عليه سبحانه ؛ والسلف وإن لم يؤولوه بذلك لكنهم أيضا يقولون باستحالة العلو المكاني عليه- عز وجل. اهـ. ٥ ﴿ الذي قدر فهدى ﴾ أي أرشد... هدى الإنسان للسعادة والشقاوة وهدى الأنعام لمراعيها ؛ وقيل : قدر أقواتهم وأرزاقهم، وهداهم لمعاشهم إن كانوا إنسا ولمراعيهم إن كانوا وحشا.
﴿ سبح اسم ربك الأعلى( ١ ) الذي خلق فسوى ( ٢ ) والذي قدر فهدى ( ٣ ) والذي أخرج المرعى ( ٤ ) فجعله غثاء أحوى ( ٥ ) ﴾
نادانا الله العلي العظيم، وخاطبنا في شخص نبيه الكريم أن ننزهه ونقدسه جل علاه، ونكرمه عما لا يليق به، ونبعده عز ثناؤه عن كل سوء ونقص ؛ فإنه رفيع المقام، علا وظهر على كل شيء ؛ وهو الذي أوجد الخلائق، وأنشأهم وأبدعهم دون مشارك، وعدلهم وأتقن صنعهم، وأحكم تكوينهم ﴿.. ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت.. ﴾١ ولا عيب ولا خلل ولا قصور ؛ بل كل مهيأ لما خلق له، وكل ما فطر وبرأ وذرأ فهو بقدر لا يتعداه، ولو تجاوز أي منها قدره لفسدت الحياة ؛ وركب في كل مخلوق ما يبلغ به الهدى الذي حد له ؛ ﴿ والذي أخرج المرعى. فجعله غثاء أحوى ﴾ من أعلى المخلوقات إلى أدناها تمضي سنة ربنا التي أجراها، يوجد ثم يعدم، ويحيي ثم يميت مهما تخلل بين الأمرين من زخرف وزينة ﴿ إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ﴾٢ ؛ ﴿.. كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما.. ﴾٣ ؛ فالحكيم الخبير ينبت ما ترعاه الدواب بقدرته، وتراه مبهجا مخضرا ثم لا يلبث أن يميل إلى السمرة والسواد ثم يتيبس ويغدو هشيما ؛ قال ابن عباس والسدي :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ أي عظم ربك الأعلى ؛ والاسم صلة، قصد بها تعظيم المسمى، وقال الحسن :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ أي صل لربك الأعلى ؛ مما أورد صاحب روح المعاني ؛ نزه أسماءه عز وجل عما لا يليق، فلا تؤول مما أورد منها اسم من غير مقتض... ولا تطلقه على غيره سبحانه أصلا إذا كان مختصا كالاسم الجليل... وربما يعد مما لا يليق ذكره عند من يكره سماعه من غير ضرورة إليه٤... والأعلى : صفة للرب، وأريد بالعلو : العلو بالقهر والاقتدار، لا بالمكان لاستحالته عليه سبحانه ؛ والسلف وإن لم يؤولوه بذلك لكنهم أيضا يقولون باستحالة العلو المكاني عليه- عز وجل. اهـ. ٥ ﴿ الذي قدر فهدى ﴾ أي أرشد... هدى الإنسان للسعادة والشقاوة وهدى الأنعام لمراعيها ؛ وقيل : قدر أقواتهم وأرزاقهم، وهداهم لمعاشهم إن كانوا إنسا ولمراعيهم إن كانوا وحشا.
﴿ أحوى ﴾ شديد الخضرة، أسمر، يابسا.
﴿ سبح اسم ربك الأعلى( ١ ) الذي خلق فسوى ( ٢ ) والذي قدر فهدى ( ٣ ) والذي أخرج المرعى ( ٤ ) فجعله غثاء أحوى ( ٥ ) ﴾
نادانا الله العلي العظيم، وخاطبنا في شخص نبيه الكريم أن ننزهه ونقدسه جل علاه، ونكرمه عما لا يليق به، ونبعده عز ثناؤه عن كل سوء ونقص ؛ فإنه رفيع المقام، علا وظهر على كل شيء ؛ وهو الذي أوجد الخلائق، وأنشأهم وأبدعهم دون مشارك، وعدلهم وأتقن صنعهم، وأحكم تكوينهم ﴿.. ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت.. ﴾١ ولا عيب ولا خلل ولا قصور ؛ بل كل مهيأ لما خلق له، وكل ما فطر وبرأ وذرأ فهو بقدر لا يتعداه، ولو تجاوز أي منها قدره لفسدت الحياة ؛ وركب في كل مخلوق ما يبلغ به الهدى الذي حد له ؛ ﴿ والذي أخرج المرعى. فجعله غثاء أحوى ﴾ من أعلى المخلوقات إلى أدناها تمضي سنة ربنا التي أجراها، يوجد ثم يعدم، ويحيي ثم يميت مهما تخلل بين الأمرين من زخرف وزينة ﴿ إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ﴾٢ ؛ ﴿.. كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما.. ﴾٣ ؛ فالحكيم الخبير ينبت ما ترعاه الدواب بقدرته، وتراه مبهجا مخضرا ثم لا يلبث أن يميل إلى السمرة والسواد ثم يتيبس ويغدو هشيما ؛ قال ابن عباس والسدي :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ أي عظم ربك الأعلى ؛ والاسم صلة، قصد بها تعظيم المسمى، وقال الحسن :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ أي صل لربك الأعلى ؛ مما أورد صاحب روح المعاني ؛ نزه أسماءه عز وجل عما لا يليق، فلا تؤول مما أورد منها اسم من غير مقتض... ولا تطلقه على غيره سبحانه أصلا إذا كان مختصا كالاسم الجليل... وربما يعد مما لا يليق ذكره عند من يكره سماعه من غير ضرورة إليه٤... والأعلى : صفة للرب، وأريد بالعلو : العلو بالقهر والاقتدار، لا بالمكان لاستحالته عليه سبحانه ؛ والسلف وإن لم يؤولوه بذلك لكنهم أيضا يقولون باستحالة العلو المكاني عليه- عز وجل. اهـ. ٥ ﴿ الذي قدر فهدى ﴾ أي أرشد... هدى الإنسان للسعادة والشقاوة وهدى الأنعام لمراعيها ؛ وقيل : قدر أقواتهم وأرزاقهم، وهداهم لمعاشهم إن كانوا إنسا ولمراعيهم إن كانوا وحشا.
﴿ فلا تنسى ﴾ لن يتفلت منك القرآن، ولن يغيب عنك منه شيء.
﴿ سنقرئك فلا تنسى ( ٦ ) إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ( ٧ ) ونيسرك لليسرى ( ٨ ) فذكر إن نفعت الذكرى ( ٩ ) سيذكر من يخشى ( ١٠ ) ويتجنبها الأشقى ( ١١ ) الذي يصلى النار الكبرى ( ١٢ ) ثم لا يموت فيها ولا يحيى ( ١٣ ) ﴾.
يمكن أن تكون الآيات الثلاث الأولى بشرى للنبي صلى الله عليه وسلم بأن مولاه سيعلمه الكتاب العزيز فينتقش في صدره الكريم، فإن ربه به وبكل جهر وسر عليم، وإنه لميسر له ومسهل بهذا المنهاج سبيل اليسر الذي لا عنت فيه ولا عسر ولا مشقة ولا حرج ؛ ولقد شهد القرآن أن نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام كان يعجل في تلاوة ما يسمع من الفرقان إثر قراءة جبريل عليه السلام، فناداه الله جل علاه معلما إياه :﴿.. ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه.. ﴾١ وقال تبارك اسمه :﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرآناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه ﴾٢ ؛ [ قال مجاهد والكلبي : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، لم يفرغ جبريل من آخر الآية، حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بأولها مخافة أن ينساها ؛ فنزلت :﴿ سنقرئك فلا تنسى ﴾ بعد ذلك شيئا، فقد كفيتكه ؛ ووجه الاستثناء على هذا، ما قاله الفراء : إلا ما شاء الله، وهو لم يشأ أن تنسى شيئا ؛ كقوله تعالى :﴿ خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك... ﴾٣ ولا يشاء... وقيل :﴿ إلا ما شاء الله.. ﴾ أن ينسى، ثم يذكر بعد ذلك ؛ فإذا قد نسى، ولكنه يتذكر ولا ينسى نسيانا كليا ؛ وقد روى أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أبي أنها نسخت، فسأله فقال :" إني نسيتها " ]٤.
﴿ فذكر إن نفعت الذكرى ﴾ فأرشد يا محمد وذكر وانصح وعظ فإنها تذكرة للمؤمن، وحجة على الكافر، كما شهد بذلك القرآن في آية مباركة :﴿ وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ﴾٥. وقال الجرجاني : التذكير واجب وإن لم ينفع ؛ والمعنى : فذكر إن نفعت الذكرى أو لم تنفع، فحذف ؛ كما قال :﴿.. سرابيل تقيكم الحر.. ﴾٦ والتقدير : وتقيكم البرد، فحذف اكتفاء بالأول ؛ أو تكون ﴿ إن ﴾ بمعنى : ما ؛ أو بمعنى : قد، أو إذ كقوله تعالى :﴿.. وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾٧ أي إذ كنتم ؛ فلم يخبر بعلوهم إلا بعد إيمانهم ﴿ سيذكر من يخشى ﴾ سيتعظ ويعتبر ويتذكر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ فالخائفون من جلال الله تعالى وغضبه يحذرون مخالفة أمره، وهم الذين ينفعهم الإنذار، والتذكير بحق العزيز الغفار، الواحد القهار، كما جاء في الكتاب الكريم :﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن... ﴾٨ وكذا الآية الكريمة ﴿... فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ﴾٩، أما الذين لا يرجون لقاء الله ورضوا بالمتع الزائلة واطمأنوا بالحياة فلا يتذكرون ولا يزدجرون، ومهما قرئ عليهم القرآن- إلا قليلا منهم- لا يفقهون ولا يؤمنون ؛ يقول الله العليم الخبير :﴿ وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا. وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذ ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ﴾١٠ ؛ ولهذا جاءت الآيتان الكريمتان من هذه السورة بعد ذلك تبينان أن الشقي- أعاذنا الله تعالى من الشقوة – بمعزل عن التذكر والتبصر ﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ﴾١١ ﴿ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشاد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ﴾١٢ ؛ ومن أعرض عن التذكر فقد استأهل- بشقوته- أن يكون في الآخرة من أهل النار، لا يسعد فيها بالحياة، ولا يستريح من عذابها بالممات١٣.
﴿ الجهر ﴾ ما ظهر من فعل أو قول أو نحوهما.
﴿ يخفى ﴾ يغيب ويستسر به، ويستبطن.
﴿ سنقرئك فلا تنسى ( ٦ ) إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ( ٧ ) ونيسرك لليسرى ( ٨ ) فذكر إن نفعت الذكرى ( ٩ ) سيذكر من يخشى ( ١٠ ) ويتجنبها الأشقى ( ١١ ) الذي يصلى النار الكبرى ( ١٢ ) ثم لا يموت فيها ولا يحيى ( ١٣ ) ﴾.
يمكن أن تكون الآيات الثلاث الأولى بشرى للنبي صلى الله عليه وسلم بأن مولاه سيعلمه الكتاب العزيز فينتقش في صدره الكريم، فإن ربه به وبكل جهر وسر عليم، وإنه لميسر له ومسهل بهذا المنهاج سبيل اليسر الذي لا عنت فيه ولا عسر ولا مشقة ولا حرج ؛ ولقد شهد القرآن أن نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام كان يعجل في تلاوة ما يسمع من الفرقان إثر قراءة جبريل عليه السلام، فناداه الله جل علاه معلما إياه :﴿.. ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه.. ﴾١ وقال تبارك اسمه :﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرآناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه ﴾٢ ؛ [ قال مجاهد والكلبي : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، لم يفرغ جبريل من آخر الآية، حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بأولها مخافة أن ينساها ؛ فنزلت :﴿ سنقرئك فلا تنسى ﴾ بعد ذلك شيئا، فقد كفيتكه ؛ ووجه الاستثناء على هذا، ما قاله الفراء : إلا ما شاء الله، وهو لم يشأ أن تنسى شيئا ؛ كقوله تعالى :﴿ خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك... ﴾٣ ولا يشاء... وقيل :﴿ إلا ما شاء الله.. ﴾ أن ينسى، ثم يذكر بعد ذلك ؛ فإذا قد نسى، ولكنه يتذكر ولا ينسى نسيانا كليا ؛ وقد روى أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أبي أنها نسخت، فسأله فقال :" إني نسيتها " ]٤.
﴿ فذكر إن نفعت الذكرى ﴾ فأرشد يا محمد وذكر وانصح وعظ فإنها تذكرة للمؤمن، وحجة على الكافر، كما شهد بذلك القرآن في آية مباركة :﴿ وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ﴾٥. وقال الجرجاني : التذكير واجب وإن لم ينفع ؛ والمعنى : فذكر إن نفعت الذكرى أو لم تنفع، فحذف ؛ كما قال :﴿.. سرابيل تقيكم الحر.. ﴾٦ والتقدير : وتقيكم البرد، فحذف اكتفاء بالأول ؛ أو تكون ﴿ إن ﴾ بمعنى : ما ؛ أو بمعنى : قد، أو إذ كقوله تعالى :﴿.. وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾٧ أي إذ كنتم ؛ فلم يخبر بعلوهم إلا بعد إيمانهم ﴿ سيذكر من يخشى ﴾ سيتعظ ويعتبر ويتذكر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ فالخائفون من جلال الله تعالى وغضبه يحذرون مخالفة أمره، وهم الذين ينفعهم الإنذار، والتذكير بحق العزيز الغفار، الواحد القهار، كما جاء في الكتاب الكريم :﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن... ﴾٨ وكذا الآية الكريمة ﴿... فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ﴾٩، أما الذين لا يرجون لقاء الله ورضوا بالمتع الزائلة واطمأنوا بالحياة فلا يتذكرون ولا يزدجرون، ومهما قرئ عليهم القرآن- إلا قليلا منهم- لا يفقهون ولا يؤمنون ؛ يقول الله العليم الخبير :﴿ وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا. وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذ ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ﴾١٠ ؛ ولهذا جاءت الآيتان الكريمتان من هذه السورة بعد ذلك تبينان أن الشقي- أعاذنا الله تعالى من الشقوة – بمعزل عن التذكر والتبصر ﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ﴾١١ ﴿ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشاد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ﴾١٢ ؛ ومن أعرض عن التذكر فقد استأهل- بشقوته- أن يكون في الآخرة من أهل النار، لا يسعد فيها بالحياة، ولا يستريح من عذابها بالممات١٣.
﴿ سنقرئك فلا تنسى ( ٦ ) إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ( ٧ ) ونيسرك لليسرى ( ٨ ) فذكر إن نفعت الذكرى ( ٩ ) سيذكر من يخشى ( ١٠ ) ويتجنبها الأشقى ( ١١ ) الذي يصلى النار الكبرى ( ١٢ ) ثم لا يموت فيها ولا يحيى ( ١٣ ) ﴾.
يمكن أن تكون الآيات الثلاث الأولى بشرى للنبي صلى الله عليه وسلم بأن مولاه سيعلمه الكتاب العزيز فينتقش في صدره الكريم، فإن ربه به وبكل جهر وسر عليم، وإنه لميسر له ومسهل بهذا المنهاج سبيل اليسر الذي لا عنت فيه ولا عسر ولا مشقة ولا حرج ؛ ولقد شهد القرآن أن نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام كان يعجل في تلاوة ما يسمع من الفرقان إثر قراءة جبريل عليه السلام، فناداه الله جل علاه معلما إياه :﴿.. ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه.. ﴾١ وقال تبارك اسمه :﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرآناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه ﴾٢ ؛ [ قال مجاهد والكلبي : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، لم يفرغ جبريل من آخر الآية، حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بأولها مخافة أن ينساها ؛ فنزلت :﴿ سنقرئك فلا تنسى ﴾ بعد ذلك شيئا، فقد كفيتكه ؛ ووجه الاستثناء على هذا، ما قاله الفراء : إلا ما شاء الله، وهو لم يشأ أن تنسى شيئا ؛ كقوله تعالى :﴿ خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك... ﴾٣ ولا يشاء... وقيل :﴿ إلا ما شاء الله.. ﴾ أن ينسى، ثم يذكر بعد ذلك ؛ فإذا قد نسى، ولكنه يتذكر ولا ينسى نسيانا كليا ؛ وقد روى أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أبي أنها نسخت، فسأله فقال :" إني نسيتها " ]٤.
﴿ فذكر إن نفعت الذكرى ﴾ فأرشد يا محمد وذكر وانصح وعظ فإنها تذكرة للمؤمن، وحجة على الكافر، كما شهد بذلك القرآن في آية مباركة :﴿ وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ﴾٥. وقال الجرجاني : التذكير واجب وإن لم ينفع ؛ والمعنى : فذكر إن نفعت الذكرى أو لم تنفع، فحذف ؛ كما قال :﴿.. سرابيل تقيكم الحر.. ﴾٦ والتقدير : وتقيكم البرد، فحذف اكتفاء بالأول ؛ أو تكون ﴿ إن ﴾ بمعنى : ما ؛ أو بمعنى : قد، أو إذ كقوله تعالى :﴿.. وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾٧ أي إذ كنتم ؛ فلم يخبر بعلوهم إلا بعد إيمانهم ﴿ سيذكر من يخشى ﴾ سيتعظ ويعتبر ويتذكر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ فالخائفون من جلال الله تعالى وغضبه يحذرون مخالفة أمره، وهم الذين ينفعهم الإنذار، والتذكير بحق العزيز الغفار، الواحد القهار، كما جاء في الكتاب الكريم :﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن... ﴾٨ وكذا الآية الكريمة ﴿... فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ﴾٩، أما الذين لا يرجون لقاء الله ورضوا بالمتع الزائلة واطمأنوا بالحياة فلا يتذكرون ولا يزدجرون، ومهما قرئ عليهم القرآن- إلا قليلا منهم- لا يفقهون ولا يؤمنون ؛ يقول الله العليم الخبير :﴿ وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا. وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذ ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ﴾١٠ ؛ ولهذا جاءت الآيتان الكريمتان من هذه السورة بعد ذلك تبينان أن الشقي- أعاذنا الله تعالى من الشقوة – بمعزل عن التذكر والتبصر ﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ﴾١١ ﴿ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشاد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ﴾١٢ ؛ ومن أعرض عن التذكر فقد استأهل- بشقوته- أن يكون في الآخرة من أهل النار، لا يسعد فيها بالحياة، ولا يستريح من عذابها بالممات١٣.
﴿ إن نفعت ﴾ : حذف المعطوف ؛ والتقدير : أو لم تنفع ؛ أو تكون ﴿ إن ﴾ بمعنى : ما، أو بمعنى : قد، أو إذ كقوله تعالى :﴿ .. وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾١.
﴿ سنقرئك فلا تنسى ( ٦ ) إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ( ٧ ) ونيسرك لليسرى ( ٨ ) فذكر إن نفعت الذكرى ( ٩ ) سيذكر من يخشى ( ١٠ ) ويتجنبها الأشقى ( ١١ ) الذي يصلى النار الكبرى ( ١٢ ) ثم لا يموت فيها ولا يحيى ( ١٣ ) ﴾.
يمكن أن تكون الآيات الثلاث الأولى بشرى للنبي صلى الله عليه وسلم بأن مولاه سيعلمه الكتاب العزيز فينتقش في صدره الكريم، فإن ربه به وبكل جهر وسر عليم، وإنه لميسر له ومسهل بهذا المنهاج سبيل اليسر الذي لا عنت فيه ولا عسر ولا مشقة ولا حرج ؛ ولقد شهد القرآن أن نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام كان يعجل في تلاوة ما يسمع من الفرقان إثر قراءة جبريل عليه السلام، فناداه الله جل علاه معلما إياه :﴿.. ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه.. ﴾١ وقال تبارك اسمه :﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرآناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه ﴾٢ ؛ [ قال مجاهد والكلبي : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، لم يفرغ جبريل من آخر الآية، حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بأولها مخافة أن ينساها ؛ فنزلت :﴿ سنقرئك فلا تنسى ﴾ بعد ذلك شيئا، فقد كفيتكه ؛ ووجه الاستثناء على هذا، ما قاله الفراء : إلا ما شاء الله، وهو لم يشأ أن تنسى شيئا ؛ كقوله تعالى :﴿ خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك... ﴾٣ ولا يشاء... وقيل :﴿ إلا ما شاء الله.. ﴾ أن ينسى، ثم يذكر بعد ذلك ؛ فإذا قد نسى، ولكنه يتذكر ولا ينسى نسيانا كليا ؛ وقد روى أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أبي أنها نسخت، فسأله فقال :" إني نسيتها " ]٤.
﴿ فذكر إن نفعت الذكرى ﴾ فأرشد يا محمد وذكر وانصح وعظ فإنها تذكرة للمؤمن، وحجة على الكافر، كما شهد بذلك القرآن في آية مباركة :﴿ وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ﴾٥. وقال الجرجاني : التذكير واجب وإن لم ينفع ؛ والمعنى : فذكر إن نفعت الذكرى أو لم تنفع، فحذف ؛ كما قال :﴿.. سرابيل تقيكم الحر.. ﴾٦ والتقدير : وتقيكم البرد، فحذف اكتفاء بالأول ؛ أو تكون ﴿ إن ﴾ بمعنى : ما ؛ أو بمعنى : قد، أو إذ كقوله تعالى :﴿.. وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾٧ أي إذ كنتم ؛ فلم يخبر بعلوهم إلا بعد إيمانهم ﴿ سيذكر من يخشى ﴾ سيتعظ ويعتبر ويتذكر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ فالخائفون من جلال الله تعالى وغضبه يحذرون مخالفة أمره، وهم الذين ينفعهم الإنذار، والتذكير بحق العزيز الغفار، الواحد القهار، كما جاء في الكتاب الكريم :﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن... ﴾٨ وكذا الآية الكريمة ﴿... فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ﴾٩، أما الذين لا يرجون لقاء الله ورضوا بالمتع الزائلة واطمأنوا بالحياة فلا يتذكرون ولا يزدجرون، ومهما قرئ عليهم القرآن- إلا قليلا منهم- لا يفقهون ولا يؤمنون ؛ يقول الله العليم الخبير :﴿ وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا. وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذ ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ﴾١٠ ؛ ولهذا جاءت الآيتان الكريمتان من هذه السورة بعد ذلك تبينان أن الشقي- أعاذنا الله تعالى من الشقوة – بمعزل عن التذكر والتبصر ﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ﴾١١ ﴿ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشاد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ﴾١٢ ؛ ومن أعرض عن التذكر فقد استأهل- بشقوته- أن يكون في الآخرة من أهل النار، لا يسعد فيها بالحياة، ولا يستريح من عذابها بالممات١٣.
﴿ من يخشى ﴾ من يتق الله تعالى ويحذر غضبه.
﴿ سنقرئك فلا تنسى ( ٦ ) إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ( ٧ ) ونيسرك لليسرى ( ٨ ) فذكر إن نفعت الذكرى ( ٩ ) سيذكر من يخشى ( ١٠ ) ويتجنبها الأشقى ( ١١ ) الذي يصلى النار الكبرى ( ١٢ ) ثم لا يموت فيها ولا يحيى ( ١٣ ) ﴾.
يمكن أن تكون الآيات الثلاث الأولى بشرى للنبي صلى الله عليه وسلم بأن مولاه سيعلمه الكتاب العزيز فينتقش في صدره الكريم، فإن ربه به وبكل جهر وسر عليم، وإنه لميسر له ومسهل بهذا المنهاج سبيل اليسر الذي لا عنت فيه ولا عسر ولا مشقة ولا حرج ؛ ولقد شهد القرآن أن نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام كان يعجل في تلاوة ما يسمع من الفرقان إثر قراءة جبريل عليه السلام، فناداه الله جل علاه معلما إياه :﴿.. ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه.. ﴾١ وقال تبارك اسمه :﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرآناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه ﴾٢ ؛ [ قال مجاهد والكلبي : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، لم يفرغ جبريل من آخر الآية، حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بأولها مخافة أن ينساها ؛ فنزلت :﴿ سنقرئك فلا تنسى ﴾ بعد ذلك شيئا، فقد كفيتكه ؛ ووجه الاستثناء على هذا، ما قاله الفراء : إلا ما شاء الله، وهو لم يشأ أن تنسى شيئا ؛ كقوله تعالى :﴿ خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك... ﴾٣ ولا يشاء... وقيل :﴿ إلا ما شاء الله.. ﴾ أن ينسى، ثم يذكر بعد ذلك ؛ فإذا قد نسى، ولكنه يتذكر ولا ينسى نسيانا كليا ؛ وقد روى أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أبي أنها نسخت، فسأله فقال :" إني نسيتها " ]٤.
﴿ فذكر إن نفعت الذكرى ﴾ فأرشد يا محمد وذكر وانصح وعظ فإنها تذكرة للمؤمن، وحجة على الكافر، كما شهد بذلك القرآن في آية مباركة :﴿ وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ﴾٥. وقال الجرجاني : التذكير واجب وإن لم ينفع ؛ والمعنى : فذكر إن نفعت الذكرى أو لم تنفع، فحذف ؛ كما قال :﴿.. سرابيل تقيكم الحر.. ﴾٦ والتقدير : وتقيكم البرد، فحذف اكتفاء بالأول ؛ أو تكون ﴿ إن ﴾ بمعنى : ما ؛ أو بمعنى : قد، أو إذ كقوله تعالى :﴿.. وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾٧ أي إذ كنتم ؛ فلم يخبر بعلوهم إلا بعد إيمانهم ﴿ سيذكر من يخشى ﴾ سيتعظ ويعتبر ويتذكر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ فالخائفون من جلال الله تعالى وغضبه يحذرون مخالفة أمره، وهم الذين ينفعهم الإنذار، والتذكير بحق العزيز الغفار، الواحد القهار، كما جاء في الكتاب الكريم :﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن... ﴾٨ وكذا الآية الكريمة ﴿... فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ﴾٩، أما الذين لا يرجون لقاء الله ورضوا بالمتع الزائلة واطمأنوا بالحياة فلا يتذكرون ولا يزدجرون، ومهما قرئ عليهم القرآن- إلا قليلا منهم- لا يفقهون ولا يؤمنون ؛ يقول الله العليم الخبير :﴿ وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا. وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذ ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ﴾١٠ ؛ ولهذا جاءت الآيتان الكريمتان من هذه السورة بعد ذلك تبينان أن الشقي- أعاذنا الله تعالى من الشقوة – بمعزل عن التذكر والتبصر ﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ﴾١١ ﴿ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشاد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ﴾١٢ ؛ ومن أعرض عن التذكر فقد استأهل- بشقوته- أن يكون في الآخرة من أهل النار، لا يسعد فيها بالحياة، ولا يستريح من عذابها بالممات١٣.
﴿ سنقرئك فلا تنسى ( ٦ ) إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ( ٧ ) ونيسرك لليسرى ( ٨ ) فذكر إن نفعت الذكرى ( ٩ ) سيذكر من يخشى ( ١٠ ) ويتجنبها الأشقى ( ١١ ) الذي يصلى النار الكبرى ( ١٢ ) ثم لا يموت فيها ولا يحيى ( ١٣ ) ﴾.
يمكن أن تكون الآيات الثلاث الأولى بشرى للنبي صلى الله عليه وسلم بأن مولاه سيعلمه الكتاب العزيز فينتقش في صدره الكريم، فإن ربه به وبكل جهر وسر عليم، وإنه لميسر له ومسهل بهذا المنهاج سبيل اليسر الذي لا عنت فيه ولا عسر ولا مشقة ولا حرج ؛ ولقد شهد القرآن أن نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام كان يعجل في تلاوة ما يسمع من الفرقان إثر قراءة جبريل عليه السلام، فناداه الله جل علاه معلما إياه :﴿.. ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه.. ﴾١ وقال تبارك اسمه :﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرآناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه ﴾٢ ؛ [ قال مجاهد والكلبي : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، لم يفرغ جبريل من آخر الآية، حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بأولها مخافة أن ينساها ؛ فنزلت :﴿ سنقرئك فلا تنسى ﴾ بعد ذلك شيئا، فقد كفيتكه ؛ ووجه الاستثناء على هذا، ما قاله الفراء : إلا ما شاء الله، وهو لم يشأ أن تنسى شيئا ؛ كقوله تعالى :﴿ خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك... ﴾٣ ولا يشاء... وقيل :﴿ إلا ما شاء الله.. ﴾ أن ينسى، ثم يذكر بعد ذلك ؛ فإذا قد نسى، ولكنه يتذكر ولا ينسى نسيانا كليا ؛ وقد روى أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أبي أنها نسخت، فسأله فقال :" إني نسيتها " ]٤.
﴿ فذكر إن نفعت الذكرى ﴾ فأرشد يا محمد وذكر وانصح وعظ فإنها تذكرة للمؤمن، وحجة على الكافر، كما شهد بذلك القرآن في آية مباركة :﴿ وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ﴾٥. وقال الجرجاني : التذكير واجب وإن لم ينفع ؛ والمعنى : فذكر إن نفعت الذكرى أو لم تنفع، فحذف ؛ كما قال :﴿.. سرابيل تقيكم الحر.. ﴾٦ والتقدير : وتقيكم البرد، فحذف اكتفاء بالأول ؛ أو تكون ﴿ إن ﴾ بمعنى : ما ؛ أو بمعنى : قد، أو إذ كقوله تعالى :﴿.. وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾٧ أي إذ كنتم ؛ فلم يخبر بعلوهم إلا بعد إيمانهم ﴿ سيذكر من يخشى ﴾ سيتعظ ويعتبر ويتذكر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ فالخائفون من جلال الله تعالى وغضبه يحذرون مخالفة أمره، وهم الذين ينفعهم الإنذار، والتذكير بحق العزيز الغفار، الواحد القهار، كما جاء في الكتاب الكريم :﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن... ﴾٨ وكذا الآية الكريمة ﴿... فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ﴾٩، أما الذين لا يرجون لقاء الله ورضوا بالمتع الزائلة واطمأنوا بالحياة فلا يتذكرون ولا يزدجرون، ومهما قرئ عليهم القرآن- إلا قليلا منهم- لا يفقهون ولا يؤمنون ؛ يقول الله العليم الخبير :﴿ وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا. وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذ ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ﴾١٠ ؛ ولهذا جاءت الآيتان الكريمتان من هذه السورة بعد ذلك تبينان أن الشقي- أعاذنا الله تعالى من الشقوة – بمعزل عن التذكر والتبصر ﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ﴾١١ ﴿ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشاد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ﴾١٢ ؛ ومن أعرض عن التذكر فقد استأهل- بشقوته- أن يكون في الآخرة من أهل النار، لا يسعد فيها بالحياة، ولا يستريح من عذابها بالممات١٣.
﴿ سنقرئك فلا تنسى ( ٦ ) إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ( ٧ ) ونيسرك لليسرى ( ٨ ) فذكر إن نفعت الذكرى ( ٩ ) سيذكر من يخشى ( ١٠ ) ويتجنبها الأشقى ( ١١ ) الذي يصلى النار الكبرى ( ١٢ ) ثم لا يموت فيها ولا يحيى ( ١٣ ) ﴾.
يمكن أن تكون الآيات الثلاث الأولى بشرى للنبي صلى الله عليه وسلم بأن مولاه سيعلمه الكتاب العزيز فينتقش في صدره الكريم، فإن ربه به وبكل جهر وسر عليم، وإنه لميسر له ومسهل بهذا المنهاج سبيل اليسر الذي لا عنت فيه ولا عسر ولا مشقة ولا حرج ؛ ولقد شهد القرآن أن نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام كان يعجل في تلاوة ما يسمع من الفرقان إثر قراءة جبريل عليه السلام، فناداه الله جل علاه معلما إياه :﴿.. ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه.. ﴾١ وقال تبارك اسمه :﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرآناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه ﴾٢ ؛ [ قال مجاهد والكلبي : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، لم يفرغ جبريل من آخر الآية، حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بأولها مخافة أن ينساها ؛ فنزلت :﴿ سنقرئك فلا تنسى ﴾ بعد ذلك شيئا، فقد كفيتكه ؛ ووجه الاستثناء على هذا، ما قاله الفراء : إلا ما شاء الله، وهو لم يشأ أن تنسى شيئا ؛ كقوله تعالى :﴿ خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك... ﴾٣ ولا يشاء... وقيل :﴿ إلا ما شاء الله.. ﴾ أن ينسى، ثم يذكر بعد ذلك ؛ فإذا قد نسى، ولكنه يتذكر ولا ينسى نسيانا كليا ؛ وقد روى أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أبي أنها نسخت، فسأله فقال :" إني نسيتها " ]٤.
﴿ فذكر إن نفعت الذكرى ﴾ فأرشد يا محمد وذكر وانصح وعظ فإنها تذكرة للمؤمن، وحجة على الكافر، كما شهد بذلك القرآن في آية مباركة :﴿ وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ﴾٥. وقال الجرجاني : التذكير واجب وإن لم ينفع ؛ والمعنى : فذكر إن نفعت الذكرى أو لم تنفع، فحذف ؛ كما قال :﴿.. سرابيل تقيكم الحر.. ﴾٦ والتقدير : وتقيكم البرد، فحذف اكتفاء بالأول ؛ أو تكون ﴿ إن ﴾ بمعنى : ما ؛ أو بمعنى : قد، أو إذ كقوله تعالى :﴿.. وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾٧ أي إذ كنتم ؛ فلم يخبر بعلوهم إلا بعد إيمانهم ﴿ سيذكر من يخشى ﴾ سيتعظ ويعتبر ويتذكر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ فالخائفون من جلال الله تعالى وغضبه يحذرون مخالفة أمره، وهم الذين ينفعهم الإنذار، والتذكير بحق العزيز الغفار، الواحد القهار، كما جاء في الكتاب الكريم :﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن... ﴾٨ وكذا الآية الكريمة ﴿... فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ﴾٩، أما الذين لا يرجون لقاء الله ورضوا بالمتع الزائلة واطمأنوا بالحياة فلا يتذكرون ولا يزدجرون، ومهما قرئ عليهم القرآن- إلا قليلا منهم- لا يفقهون ولا يؤمنون ؛ يقول الله العليم الخبير :﴿ وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا. وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذ ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ﴾١٠ ؛ ولهذا جاءت الآيتان الكريمتان من هذه السورة بعد ذلك تبينان أن الشقي- أعاذنا الله تعالى من الشقوة – بمعزل عن التذكر والتبصر ﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ﴾١١ ﴿ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشاد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ﴾١٢ ؛ ومن أعرض عن التذكر فقد استأهل- بشقوته- أن يكون في الآخرة من أهل النار، لا يسعد فيها بالحياة، ولا يستريح من عذابها بالممات١٣.
﴿ سنقرئك فلا تنسى ( ٦ ) إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ( ٧ ) ونيسرك لليسرى ( ٨ ) فذكر إن نفعت الذكرى ( ٩ ) سيذكر من يخشى ( ١٠ ) ويتجنبها الأشقى ( ١١ ) الذي يصلى النار الكبرى ( ١٢ ) ثم لا يموت فيها ولا يحيى ( ١٣ ) ﴾.
يمكن أن تكون الآيات الثلاث الأولى بشرى للنبي صلى الله عليه وسلم بأن مولاه سيعلمه الكتاب العزيز فينتقش في صدره الكريم، فإن ربه به وبكل جهر وسر عليم، وإنه لميسر له ومسهل بهذا المنهاج سبيل اليسر الذي لا عنت فيه ولا عسر ولا مشقة ولا حرج ؛ ولقد شهد القرآن أن نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام كان يعجل في تلاوة ما يسمع من الفرقان إثر قراءة جبريل عليه السلام، فناداه الله جل علاه معلما إياه :﴿.. ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليك وحيه.. ﴾١ وقال تبارك اسمه :﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرآناه فاتبع قرآنه. ثم إن علينا بيانه ﴾٢ ؛ [ قال مجاهد والكلبي : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي، لم يفرغ جبريل من آخر الآية، حتى يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بأولها مخافة أن ينساها ؛ فنزلت :﴿ سنقرئك فلا تنسى ﴾ بعد ذلك شيئا، فقد كفيتكه ؛ ووجه الاستثناء على هذا، ما قاله الفراء : إلا ما شاء الله، وهو لم يشأ أن تنسى شيئا ؛ كقوله تعالى :﴿ خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك... ﴾٣ ولا يشاء... وقيل :﴿ إلا ما شاء الله.. ﴾ أن ينسى، ثم يذكر بعد ذلك ؛ فإذا قد نسى، ولكنه يتذكر ولا ينسى نسيانا كليا ؛ وقد روى أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أبي أنها نسخت، فسأله فقال :" إني نسيتها " ]٤.
﴿ فذكر إن نفعت الذكرى ﴾ فأرشد يا محمد وذكر وانصح وعظ فإنها تذكرة للمؤمن، وحجة على الكافر، كما شهد بذلك القرآن في آية مباركة :﴿ وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ﴾٥. وقال الجرجاني : التذكير واجب وإن لم ينفع ؛ والمعنى : فذكر إن نفعت الذكرى أو لم تنفع، فحذف ؛ كما قال :﴿.. سرابيل تقيكم الحر.. ﴾٦ والتقدير : وتقيكم البرد، فحذف اكتفاء بالأول ؛ أو تكون ﴿ إن ﴾ بمعنى : ما ؛ أو بمعنى : قد، أو إذ كقوله تعالى :﴿.. وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ﴾٧ أي إذ كنتم ؛ فلم يخبر بعلوهم إلا بعد إيمانهم ﴿ سيذكر من يخشى ﴾ سيتعظ ويعتبر ويتذكر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ؛ فالخائفون من جلال الله تعالى وغضبه يحذرون مخالفة أمره، وهم الذين ينفعهم الإنذار، والتذكير بحق العزيز الغفار، الواحد القهار، كما جاء في الكتاب الكريم :﴿ إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن... ﴾٨ وكذا الآية الكريمة ﴿... فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ﴾٩، أما الذين لا يرجون لقاء الله ورضوا بالمتع الزائلة واطمأنوا بالحياة فلا يتذكرون ولا يزدجرون، ومهما قرئ عليهم القرآن- إلا قليلا منهم- لا يفقهون ولا يؤمنون ؛ يقول الله العليم الخبير :﴿ وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا. وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذ ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ﴾١٠ ؛ ولهذا جاءت الآيتان الكريمتان من هذه السورة بعد ذلك تبينان أن الشقي- أعاذنا الله تعالى من الشقوة – بمعزل عن التذكر والتبصر ﴿ وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ﴾١١ ﴿ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشاد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ﴾١٢ ؛ ومن أعرض عن التذكر فقد استأهل- بشقوته- أن يكون في الآخرة من أهل النار، لا يسعد فيها بالحياة، ولا يستريح من عذابها بالممات١٣.
﴿ تزكى ﴾ تطهر.
﴿ قد أفلح من تزكى ( ١٤ ) وذكر اسم ربه فصلى ( ١٥ ) بل تؤثرون الحياة الدنيا ( ١٦ ) والآخرة خير وأبقى ( ١٧ ) إن هذا لفي الصحف الأولى ( ١٨ ) صحف إبراهيم وموسى ( ١٩ ) ﴾.
من تذكر واعتبر، فاستجاب لأمر مولاه، وعن مناهيه- سبحانه- ازدجر، فقد فاز وظفر بخيري العاجلة والآجلة، فقد جعلها الله الشكور لمن آمن وأصلح وتزكى وتطهر، وعبد ربه فصلى ﴿.. ولذكر الله أكبر.. ﴾ ؛ لكن زين للناس حب الشهوات فغفلوا عن التدبر، وغرتهم الأماني فأقبلوا على العرض الأدنى، وفضلوه وقدموه مع أنه زخرف ومتاع قليل لا يلبث إلا حينا ثم يفنى، ﴿ والآخرة خير وأبقى ﴾ إذ نعيم الآخرة لا يعقب ندما، ولا يخالط هما ولا إثما، ولا نصبا ولا مللا ولا هرما ؛ وهو أبدي دائم لا تحول عنه ولا خروج منه ولا موت يقطعه، إنما هي مقاعد صدق عند مليك مقتدر، ورضوان من ربنا العلي الأعلى، لا يبأسون بعده ولا يحل عليهم سخط أبدا ؛ ﴿ إن هذا لفي الصحف الأولى. صحف إبراهيم وموسى ﴾ إن هداية القرآن الكريم، ومنهاجه القويم، ودعوته إلى الصراط المستقيم لحق شهدت به رسالات الأنبياء السابقين، كما شهد بذلك قول الله العلي العظيم :﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين ﴾١ إلى قوله سبحانه :﴿ وإنه لفي زبر الأولين ﴾٢ ؛ فقد ثبت فيها معنى العهود والمطالب الربانية الإجمالية التي تضمنها الكتاب الحكيم الذي ختم الله تعالى به الوحي والرسالات ؛ فقد نبأنا العليم الخبير ما دعا به إبراهيم وإسماعيل حين رفعا قواعد بناء البيت العتيق، فقال تبارك اسمه :﴿.. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك أرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم.. ﴾٣.
وقال جل ثناؤه ﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم.. ﴾٤.
[ وقال عكرمة : كان الرجل يقول : أقدم زكاتي بين يدي صلاتي ؛ فقال سفيان : قال الله تعالى :﴿ قد أفلح من تزكى. وذكر اسم ربه فصلى ﴾ ؛ وروي عن أبي سعيد الخدري وابن عمر أن ذلك في صدقة الفطر، وصلاة العيد... وقد تقدم أن هذه السورة مكية ؛ في قول الجمهور، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة فطر ؛ القشيري : ولا يبعد أن يكون أثنى على من يمتثل أمره في صدقة الفطر وصلاة العيد، فيما يأمر به في المستقبل ؛.. وقيل :﴿ وذكر اسم ربه ﴾ وهو أن يذكره بقلبه عند صلاته، فيخاف عقابه، ويرجو ثوابه ؛ ليكون استيفاؤه لها، وخشوعه فيها، بحسب خوفه ورجائه ؛... وروى ثابت عن أنس قال : كنا مع أبي موسى في مسير، الناس يتكلمون ويذكرون الدنيا ؛ قال أبو موسى : يا أنس ! إن هؤلاء يكاد أحدهم يفرى الأديم بلسانه فريا، فتعال فلنذكر ربنا ساعة ؛ ثم قال يا أنس، ما ثبر الناس- أي ما حبسهم وما صدهم ومنعهم عن طاعة الله- ما بطأ بهم ؟ قلت : الدنيا والشيطان والشهوات قال : لا، ولكن عجلت الدنيا، وغيبت الآخرة، أما والله لو عاينوها ما عدلوا- أي ما ساووا بها شيئا- ولا ميلوا ؛ أي : ما شكوا ولا ترددوا،... وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( ما الدنيا في الآخرة إلا كما يضع أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع ) صحيح ]٥.
أخرج مسلم وغيره عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة ﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ و﴿ هل أتاك حديث الغاشية ﴾ وإن وافق يوم الجمعة قرأهما جميعا.
من تذكر واعتبر، فاستجاب لأمر مولاه، وعن مناهيه- سبحانه- ازدجر، فقد فاز وظفر بخيري العاجلة والآجلة، فقد جعلها الله الشكور لمن آمن وأصلح وتزكى وتطهر، وعبد ربه فصلى ﴿.. ولذكر الله أكبر.. ﴾ ؛ لكن زين للناس حب الشهوات فغفلوا عن التدبر، وغرتهم الأماني فأقبلوا على العرض الأدنى، وفضلوه وقدموه مع أنه زخرف ومتاع قليل لا يلبث إلا حينا ثم يفنى، ﴿ والآخرة خير وأبقى ﴾ إذ نعيم الآخرة لا يعقب ندما، ولا يخالط هما ولا إثما، ولا نصبا ولا مللا ولا هرما ؛ وهو أبدي دائم لا تحول عنه ولا خروج منه ولا موت يقطعه، إنما هي مقاعد صدق عند مليك مقتدر، ورضوان من ربنا العلي الأعلى، لا يبأسون بعده ولا يحل عليهم سخط أبدا ؛ ﴿ إن هذا لفي الصحف الأولى. صحف إبراهيم وموسى ﴾ إن هداية القرآن الكريم، ومنهاجه القويم، ودعوته إلى الصراط المستقيم لحق شهدت به رسالات الأنبياء السابقين، كما شهد بذلك قول الله العلي العظيم :﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين ﴾١ إلى قوله سبحانه :﴿ وإنه لفي زبر الأولين ﴾٢ ؛ فقد ثبت فيها معنى العهود والمطالب الربانية الإجمالية التي تضمنها الكتاب الحكيم الذي ختم الله تعالى به الوحي والرسالات ؛ فقد نبأنا العليم الخبير ما دعا به إبراهيم وإسماعيل حين رفعا قواعد بناء البيت العتيق، فقال تبارك اسمه :﴿.. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك أرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم.. ﴾٣.
وقال جل ثناؤه ﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم.. ﴾٤.
[ وقال عكرمة : كان الرجل يقول : أقدم زكاتي بين يدي صلاتي ؛ فقال سفيان : قال الله تعالى :﴿ قد أفلح من تزكى. وذكر اسم ربه فصلى ﴾ ؛ وروي عن أبي سعيد الخدري وابن عمر أن ذلك في صدقة الفطر، وصلاة العيد... وقد تقدم أن هذه السورة مكية ؛ في قول الجمهور، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة فطر ؛ القشيري : ولا يبعد أن يكون أثنى على من يمتثل أمره في صدقة الفطر وصلاة العيد، فيما يأمر به في المستقبل ؛.. وقيل :﴿ وذكر اسم ربه ﴾ وهو أن يذكره بقلبه عند صلاته، فيخاف عقابه، ويرجو ثوابه ؛ ليكون استيفاؤه لها، وخشوعه فيها، بحسب خوفه ورجائه ؛... وروى ثابت عن أنس قال : كنا مع أبي موسى في مسير، الناس يتكلمون ويذكرون الدنيا ؛ قال أبو موسى : يا أنس ! إن هؤلاء يكاد أحدهم يفرى الأديم بلسانه فريا، فتعال فلنذكر ربنا ساعة ؛ ثم قال يا أنس، ما ثبر الناس- أي ما حبسهم وما صدهم ومنعهم عن طاعة الله- ما بطأ بهم ؟ قلت : الدنيا والشيطان والشهوات قال : لا، ولكن عجلت الدنيا، وغيبت الآخرة، أما والله لو عاينوها ما عدلوا- أي ما ساووا بها شيئا- ولا ميلوا ؛ أي : ما شكوا ولا ترددوا،... وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( ما الدنيا في الآخرة إلا كما يضع أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع ) صحيح ]٥.
أخرج مسلم وغيره عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة ﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ و﴿ هل أتاك حديث الغاشية ﴾ وإن وافق يوم الجمعة قرأهما جميعا.
﴿ قد أفلح من تزكى ( ١٤ ) وذكر اسم ربه فصلى ( ١٥ ) بل تؤثرون الحياة الدنيا ( ١٦ ) والآخرة خير وأبقى ( ١٧ ) إن هذا لفي الصحف الأولى ( ١٨ ) صحف إبراهيم وموسى ( ١٩ ) ﴾.
من تذكر واعتبر، فاستجاب لأمر مولاه، وعن مناهيه- سبحانه- ازدجر، فقد فاز وظفر بخيري العاجلة والآجلة، فقد جعلها الله الشكور لمن آمن وأصلح وتزكى وتطهر، وعبد ربه فصلى ﴿.. ولذكر الله أكبر.. ﴾ ؛ لكن زين للناس حب الشهوات فغفلوا عن التدبر، وغرتهم الأماني فأقبلوا على العرض الأدنى، وفضلوه وقدموه مع أنه زخرف ومتاع قليل لا يلبث إلا حينا ثم يفنى، ﴿ والآخرة خير وأبقى ﴾ إذ نعيم الآخرة لا يعقب ندما، ولا يخالط هما ولا إثما، ولا نصبا ولا مللا ولا هرما ؛ وهو أبدي دائم لا تحول عنه ولا خروج منه ولا موت يقطعه، إنما هي مقاعد صدق عند مليك مقتدر، ورضوان من ربنا العلي الأعلى، لا يبأسون بعده ولا يحل عليهم سخط أبدا ؛ ﴿ إن هذا لفي الصحف الأولى. صحف إبراهيم وموسى ﴾ إن هداية القرآن الكريم، ومنهاجه القويم، ودعوته إلى الصراط المستقيم لحق شهدت به رسالات الأنبياء السابقين، كما شهد بذلك قول الله العلي العظيم :﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين ﴾١ إلى قوله سبحانه :﴿ وإنه لفي زبر الأولين ﴾٢ ؛ فقد ثبت فيها معنى العهود والمطالب الربانية الإجمالية التي تضمنها الكتاب الحكيم الذي ختم الله تعالى به الوحي والرسالات ؛ فقد نبأنا العليم الخبير ما دعا به إبراهيم وإسماعيل حين رفعا قواعد بناء البيت العتيق، فقال تبارك اسمه :﴿.. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك أرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم.. ﴾٣.
وقال جل ثناؤه ﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم.. ﴾٤.
[ وقال عكرمة : كان الرجل يقول : أقدم زكاتي بين يدي صلاتي ؛ فقال سفيان : قال الله تعالى :﴿ قد أفلح من تزكى. وذكر اسم ربه فصلى ﴾ ؛ وروي عن أبي سعيد الخدري وابن عمر أن ذلك في صدقة الفطر، وصلاة العيد... وقد تقدم أن هذه السورة مكية ؛ في قول الجمهور، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة فطر ؛ القشيري : ولا يبعد أن يكون أثنى على من يمتثل أمره في صدقة الفطر وصلاة العيد، فيما يأمر به في المستقبل ؛.. وقيل :﴿ وذكر اسم ربه ﴾ وهو أن يذكره بقلبه عند صلاته، فيخاف عقابه، ويرجو ثوابه ؛ ليكون استيفاؤه لها، وخشوعه فيها، بحسب خوفه ورجائه ؛... وروى ثابت عن أنس قال : كنا مع أبي موسى في مسير، الناس يتكلمون ويذكرون الدنيا ؛ قال أبو موسى : يا أنس ! إن هؤلاء يكاد أحدهم يفرى الأديم بلسانه فريا، فتعال فلنذكر ربنا ساعة ؛ ثم قال يا أنس، ما ثبر الناس- أي ما حبسهم وما صدهم ومنعهم عن طاعة الله- ما بطأ بهم ؟ قلت : الدنيا والشيطان والشهوات قال : لا، ولكن عجلت الدنيا، وغيبت الآخرة، أما والله لو عاينوها ما عدلوا- أي ما ساووا بها شيئا- ولا ميلوا ؛ أي : ما شكوا ولا ترددوا،... وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( ما الدنيا في الآخرة إلا كما يضع أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع ) صحيح ]٥.
أخرج مسلم وغيره عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة ﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ و﴿ هل أتاك حديث الغاشية ﴾ وإن وافق يوم الجمعة قرأهما جميعا.
﴿ قد أفلح من تزكى ( ١٤ ) وذكر اسم ربه فصلى ( ١٥ ) بل تؤثرون الحياة الدنيا ( ١٦ ) والآخرة خير وأبقى ( ١٧ ) إن هذا لفي الصحف الأولى ( ١٨ ) صحف إبراهيم وموسى ( ١٩ ) ﴾.
من تذكر واعتبر، فاستجاب لأمر مولاه، وعن مناهيه- سبحانه- ازدجر، فقد فاز وظفر بخيري العاجلة والآجلة، فقد جعلها الله الشكور لمن آمن وأصلح وتزكى وتطهر، وعبد ربه فصلى ﴿.. ولذكر الله أكبر.. ﴾ ؛ لكن زين للناس حب الشهوات فغفلوا عن التدبر، وغرتهم الأماني فأقبلوا على العرض الأدنى، وفضلوه وقدموه مع أنه زخرف ومتاع قليل لا يلبث إلا حينا ثم يفنى، ﴿ والآخرة خير وأبقى ﴾ إذ نعيم الآخرة لا يعقب ندما، ولا يخالط هما ولا إثما، ولا نصبا ولا مللا ولا هرما ؛ وهو أبدي دائم لا تحول عنه ولا خروج منه ولا موت يقطعه، إنما هي مقاعد صدق عند مليك مقتدر، ورضوان من ربنا العلي الأعلى، لا يبأسون بعده ولا يحل عليهم سخط أبدا ؛ ﴿ إن هذا لفي الصحف الأولى. صحف إبراهيم وموسى ﴾ إن هداية القرآن الكريم، ومنهاجه القويم، ودعوته إلى الصراط المستقيم لحق شهدت به رسالات الأنبياء السابقين، كما شهد بذلك قول الله العلي العظيم :﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين ﴾١ إلى قوله سبحانه :﴿ وإنه لفي زبر الأولين ﴾٢ ؛ فقد ثبت فيها معنى العهود والمطالب الربانية الإجمالية التي تضمنها الكتاب الحكيم الذي ختم الله تعالى به الوحي والرسالات ؛ فقد نبأنا العليم الخبير ما دعا به إبراهيم وإسماعيل حين رفعا قواعد بناء البيت العتيق، فقال تبارك اسمه :﴿.. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك أرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم.. ﴾٣.
وقال جل ثناؤه ﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم.. ﴾٤.
[ وقال عكرمة : كان الرجل يقول : أقدم زكاتي بين يدي صلاتي ؛ فقال سفيان : قال الله تعالى :﴿ قد أفلح من تزكى. وذكر اسم ربه فصلى ﴾ ؛ وروي عن أبي سعيد الخدري وابن عمر أن ذلك في صدقة الفطر، وصلاة العيد... وقد تقدم أن هذه السورة مكية ؛ في قول الجمهور، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة فطر ؛ القشيري : ولا يبعد أن يكون أثنى على من يمتثل أمره في صدقة الفطر وصلاة العيد، فيما يأمر به في المستقبل ؛.. وقيل :﴿ وذكر اسم ربه ﴾ وهو أن يذكره بقلبه عند صلاته، فيخاف عقابه، ويرجو ثوابه ؛ ليكون استيفاؤه لها، وخشوعه فيها، بحسب خوفه ورجائه ؛... وروى ثابت عن أنس قال : كنا مع أبي موسى في مسير، الناس يتكلمون ويذكرون الدنيا ؛ قال أبو موسى : يا أنس ! إن هؤلاء يكاد أحدهم يفرى الأديم بلسانه فريا، فتعال فلنذكر ربنا ساعة ؛ ثم قال يا أنس، ما ثبر الناس- أي ما حبسهم وما صدهم ومنعهم عن طاعة الله- ما بطأ بهم ؟ قلت : الدنيا والشيطان والشهوات قال : لا، ولكن عجلت الدنيا، وغيبت الآخرة، أما والله لو عاينوها ما عدلوا- أي ما ساووا بها شيئا- ولا ميلوا ؛ أي : ما شكوا ولا ترددوا،... وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( ما الدنيا في الآخرة إلا كما يضع أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع ) صحيح ]٥.
أخرج مسلم وغيره عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة ﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ و﴿ هل أتاك حديث الغاشية ﴾ وإن وافق يوم الجمعة قرأهما جميعا.
من تذكر واعتبر، فاستجاب لأمر مولاه، وعن مناهيه- سبحانه- ازدجر، فقد فاز وظفر بخيري العاجلة والآجلة، فقد جعلها الله الشكور لمن آمن وأصلح وتزكى وتطهر، وعبد ربه فصلى ﴿.. ولذكر الله أكبر.. ﴾ ؛ لكن زين للناس حب الشهوات فغفلوا عن التدبر، وغرتهم الأماني فأقبلوا على العرض الأدنى، وفضلوه وقدموه مع أنه زخرف ومتاع قليل لا يلبث إلا حينا ثم يفنى، ﴿ والآخرة خير وأبقى ﴾ إذ نعيم الآخرة لا يعقب ندما، ولا يخالط هما ولا إثما، ولا نصبا ولا مللا ولا هرما ؛ وهو أبدي دائم لا تحول عنه ولا خروج منه ولا موت يقطعه، إنما هي مقاعد صدق عند مليك مقتدر، ورضوان من ربنا العلي الأعلى، لا يبأسون بعده ولا يحل عليهم سخط أبدا ؛ ﴿ إن هذا لفي الصحف الأولى. صحف إبراهيم وموسى ﴾ إن هداية القرآن الكريم، ومنهاجه القويم، ودعوته إلى الصراط المستقيم لحق شهدت به رسالات الأنبياء السابقين، كما شهد بذلك قول الله العلي العظيم :﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين ﴾١ إلى قوله سبحانه :﴿ وإنه لفي زبر الأولين ﴾٢ ؛ فقد ثبت فيها معنى العهود والمطالب الربانية الإجمالية التي تضمنها الكتاب الحكيم الذي ختم الله تعالى به الوحي والرسالات ؛ فقد نبأنا العليم الخبير ما دعا به إبراهيم وإسماعيل حين رفعا قواعد بناء البيت العتيق، فقال تبارك اسمه :﴿.. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك أرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم.. ﴾٣.
وقال جل ثناؤه ﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم.. ﴾٤.
[ وقال عكرمة : كان الرجل يقول : أقدم زكاتي بين يدي صلاتي ؛ فقال سفيان : قال الله تعالى :﴿ قد أفلح من تزكى. وذكر اسم ربه فصلى ﴾ ؛ وروي عن أبي سعيد الخدري وابن عمر أن ذلك في صدقة الفطر، وصلاة العيد... وقد تقدم أن هذه السورة مكية ؛ في قول الجمهور، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة فطر ؛ القشيري : ولا يبعد أن يكون أثنى على من يمتثل أمره في صدقة الفطر وصلاة العيد، فيما يأمر به في المستقبل ؛.. وقيل :﴿ وذكر اسم ربه ﴾ وهو أن يذكره بقلبه عند صلاته، فيخاف عقابه، ويرجو ثوابه ؛ ليكون استيفاؤه لها، وخشوعه فيها، بحسب خوفه ورجائه ؛... وروى ثابت عن أنس قال : كنا مع أبي موسى في مسير، الناس يتكلمون ويذكرون الدنيا ؛ قال أبو موسى : يا أنس ! إن هؤلاء يكاد أحدهم يفرى الأديم بلسانه فريا، فتعال فلنذكر ربنا ساعة ؛ ثم قال يا أنس، ما ثبر الناس- أي ما حبسهم وما صدهم ومنعهم عن طاعة الله- ما بطأ بهم ؟ قلت : الدنيا والشيطان والشهوات قال : لا، ولكن عجلت الدنيا، وغيبت الآخرة، أما والله لو عاينوها ما عدلوا- أي ما ساووا بها شيئا- ولا ميلوا ؛ أي : ما شكوا ولا ترددوا،... وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( ما الدنيا في الآخرة إلا كما يضع أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع ) صحيح ]٥.
أخرج مسلم وغيره عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة ﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ و﴿ هل أتاك حديث الغاشية ﴾ وإن وافق يوم الجمعة قرأهما جميعا.
﴿ قد أفلح من تزكى ( ١٤ ) وذكر اسم ربه فصلى ( ١٥ ) بل تؤثرون الحياة الدنيا ( ١٦ ) والآخرة خير وأبقى ( ١٧ ) إن هذا لفي الصحف الأولى ( ١٨ ) صحف إبراهيم وموسى ( ١٩ ) ﴾.
من تذكر واعتبر، فاستجاب لأمر مولاه، وعن مناهيه- سبحانه- ازدجر، فقد فاز وظفر بخيري العاجلة والآجلة، فقد جعلها الله الشكور لمن آمن وأصلح وتزكى وتطهر، وعبد ربه فصلى ﴿.. ولذكر الله أكبر.. ﴾ ؛ لكن زين للناس حب الشهوات فغفلوا عن التدبر، وغرتهم الأماني فأقبلوا على العرض الأدنى، وفضلوه وقدموه مع أنه زخرف ومتاع قليل لا يلبث إلا حينا ثم يفنى، ﴿ والآخرة خير وأبقى ﴾ إذ نعيم الآخرة لا يعقب ندما، ولا يخالط هما ولا إثما، ولا نصبا ولا مللا ولا هرما ؛ وهو أبدي دائم لا تحول عنه ولا خروج منه ولا موت يقطعه، إنما هي مقاعد صدق عند مليك مقتدر، ورضوان من ربنا العلي الأعلى، لا يبأسون بعده ولا يحل عليهم سخط أبدا ؛ ﴿ إن هذا لفي الصحف الأولى. صحف إبراهيم وموسى ﴾ إن هداية القرآن الكريم، ومنهاجه القويم، ودعوته إلى الصراط المستقيم لحق شهدت به رسالات الأنبياء السابقين، كما شهد بذلك قول الله العلي العظيم :﴿ وإنه لتنزيل رب العالمين ﴾١ إلى قوله سبحانه :﴿ وإنه لفي زبر الأولين ﴾٢ ؛ فقد ثبت فيها معنى العهود والمطالب الربانية الإجمالية التي تضمنها الكتاب الحكيم الذي ختم الله تعالى به الوحي والرسالات ؛ فقد نبأنا العليم الخبير ما دعا به إبراهيم وإسماعيل حين رفعا قواعد بناء البيت العتيق، فقال تبارك اسمه :﴿.. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك أرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم.. ﴾٣.
وقال جل ثناؤه ﴿ الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم.. ﴾٤.
[ وقال عكرمة : كان الرجل يقول : أقدم زكاتي بين يدي صلاتي ؛ فقال سفيان : قال الله تعالى :﴿ قد أفلح من تزكى. وذكر اسم ربه فصلى ﴾ ؛ وروي عن أبي سعيد الخدري وابن عمر أن ذلك في صدقة الفطر، وصلاة العيد... وقد تقدم أن هذه السورة مكية ؛ في قول الجمهور، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة فطر ؛ القشيري : ولا يبعد أن يكون أثنى على من يمتثل أمره في صدقة الفطر وصلاة العيد، فيما يأمر به في المستقبل ؛.. وقيل :﴿ وذكر اسم ربه ﴾ وهو أن يذكره بقلبه عند صلاته، فيخاف عقابه، ويرجو ثوابه ؛ ليكون استيفاؤه لها، وخشوعه فيها، بحسب خوفه ورجائه ؛... وروى ثابت عن أنس قال : كنا مع أبي موسى في مسير، الناس يتكلمون ويذكرون الدنيا ؛ قال أبو موسى : يا أنس ! إن هؤلاء يكاد أحدهم يفرى الأديم بلسانه فريا، فتعال فلنذكر ربنا ساعة ؛ ثم قال يا أنس، ما ثبر الناس- أي ما حبسهم وما صدهم ومنعهم عن طاعة الله- ما بطأ بهم ؟ قلت : الدنيا والشيطان والشهوات قال : لا، ولكن عجلت الدنيا، وغيبت الآخرة، أما والله لو عاينوها ما عدلوا- أي ما ساووا بها شيئا- ولا ميلوا ؛ أي : ما شكوا ولا ترددوا،... وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( ما الدنيا في الآخرة إلا كما يضع أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع ) صحيح ]٥.
أخرج مسلم وغيره عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة ﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ و﴿ هل أتاك حديث الغاشية ﴾ وإن وافق يوم الجمعة قرأهما جميعا.