تفسير سورة السجدة

فتح الرحمن في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة السجدة من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن .
لمؤلفه تعيلب . المتوفي سنة 2004 هـ
سورة السجدة مكية
وآياتها ثلاثون
كلماتها ٣٨٠- حروفها ١٥١٨.

بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ الم ١ ﴾
ربما تكون من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله، أو تكون اسما للسورة، أو سيقت للتحدي بمعنى أن الألف واللام والميم حروف تنطقون بها، ومنها ومن مثيلاتها يتكون كلامكم، ومع أن القرآن الذي أنزلته على خاتم النبيين محمد مكون من مثل تلك الحروف، لكنكم عجزتم وسيظل الخلق جميعا عاجزين عن الإتيان بمثله، فاعلموا إذا أنه كلام الملك الحكيم، رب العرش العظيم.
﴿ تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين٢ ﴾
﴿ تنزيل ﴾ مرفوع، على أنه خبر للمبتدأ﴿ الم ﴾، أو على أنه مبتدأ، وخبره :﴿ من رب العالمين ﴾، و﴿ لا ريب فيه ﴾ في موضع الحال، لا شك في أن تنزيل الكتاب- الذي لا يعادله كتاب- تنزيل من خالق العوالم ومصلحها، ووليها ومدبرها، من الله الحق المبين، وما محمد إلا مبلغ كلمات ربكم الحكيم العليم.
مما أورد صاحب غرائب القرآن.. : ويمكن أن يقال في وجه النظم : لما عرف في أول السورة المتقدمة أن القرآن هدى ورحمة، قال ههنا : إنه من رب العالمين... ففي تخصيص رب العالمين بالمقام إشارة إلى أن كتاب رب العالمين لا بد أن يكون فيه عجائب للعالمين.. اه
﴿ أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون٣ ﴾
كلمات ربنا صدق وعدل، وشهد سبحانه- وكفى به شهيدا- أن القرآن تنزيله، وعجيب أن يستكبر المنكرون، ويتطاول الجاحدون، فيزعمون أن محمدا- صلى الله عليه وسلم- اختلقه وادعى أنه أوحي إليه به، كيف يستقيم زعمهم هذا وقد قامت الحجة تلو الحجة، والبرهان فوق البرهان على أنه كلام الملك الديان ؟ ! بل هو الحق الذي لا يأتيه الباطل، ومهما أراد الكافرون الكاذبون أن يطفئوا نور الله فإن الله متم نوره، وأوحينا إليك هذا القرآن لتحذر قومك، الذين لم أبعث فيهم رسولا قبلك، لتحذرهم بأسنا وبطشتنا لعل التحذير يستنقذهم من الإهلاك والتدمير، فإنهم إن تبينوا الهدي واتبعوه نجوا، وإن كذبوا بالكتاب وبما أرسلتك به حق عليهم العذاب- العاجل منه والآجل- وقريش لم يبعث فيها نبي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والقول الرباني الكريم﴿ لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك ﴾ لا ينافي أنه صلى الله عليه وسلم مبعوث بالقرآن ووحي الله إلى العالمين كافة- جنهم وإنسهم، عربهم وعجمهم، أولهم وآخرهم، من عاشوا معه وأدركوه حيا، أو من يجيء بعده إلى يوم القيامة- فإن الله تعالى يقول :)تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا( ١ ويقول- تبارك اسمه- :)وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا.. ( ٢ ويقول – عز مقامه- :) قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا.. ( ٣ ويقول :).. ولكن رسول الله وخاتم النبيين.. ( ٤.
١ سورة الفرقان. الآية ١..
٢ سورة سبأ. من الآية ٢٨..
٣ سورة الأعراف. من الآية ١٥٨..
٤ سورة الأحزاب. من الآية ٤٠..
﴿ استوى ﴾ علا.
﴿ العرش ﴾ أعظم مخلوقات الله تعالى.
﴿ ولي ﴾ متول لأموركم.
﴿ شفيع ﴾ من يعمل على نيلك الخير، وسلامتك من الشر.
﴿ الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون٤ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون٥ ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم٦ الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ٧ ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين٨ ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون٩ ﴾
المعبود بحق، منزل الكتاب بالصدق، هو الذي خلق السماوات والأرض في مدة تقدرونها بستة أيام، أو فيما مدته وتقديره ستة أيام، ثم استوى على العرش، ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، - وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته- وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته١، ليس لكم من دون الله من يتولى أمركم، ولا من يشفع لكم، أفلا تتفكرون في قدرته، فتذعنون لأمره، وتستجيبون لداعيه ورسالته ؟ ! أتسمعون هذه المواعظ فلا تتذكرون بها ؟ !
١ مما أورد صاحب[الجامع لأحكام القرآن..]: هذه مسألة الاستواء.. وقد بينا أقوال العلماء فيها في [الكتاب الأسني في شرح أسماء الله الحسنى..] وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا، والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة... هذا قول المتكلمين.. قال مالك – رحمه الله- الاستواء معلوم- يعني في اللغة – والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة، وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها...
قلت: فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته، أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد، ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه، لكنه العلي بالإطلاق سبحانه.
يقول صاحب روح المعاني جـ ٨ ص ١٣٤﴿العرش﴾ هو في المشهور الجسم المحيط بسائر الأجسام سمي به إما لارتفاعه، أو للتشبيه بسرير الملك، ولله المثل الأعلى وتعالى عن الشبيه.
.

﴿ يعرج ﴾ يصعد.
﴿ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ﴾ يمضي ما أراده سبحانه محكما متقنا منزلا له بإنزال أسبابه من السماء إلى الأرض، ويسير شئون الدنيا في السماء إلى الأرض حتى تقوم الساعة ثم يصعد إليه تعالى ويصير الأمر كله ليحكم فيه في يوم القيامة الذي يقدر بألف سنة، بل وبخمسين ألف سنة.
يقول الألوسي : وأقول : إن الآية من المتشابه، وأعتقد أن الله تعالى يدبر أمور الدنيا وشؤونها، ويريدها متقنة، وهو سبحانه مستو على عرشه، وذلك هو التدبير من جهة العلو، ثم يصعد خبر ذلك مع الملك إليه عز وجل إظهارا لمزيد عظمته- جلت عظمته- وعظيم سلطته- عظمت سلطنته- إلى حكم هو – جل وعلا- أعلم بها، وكل ذلك بمعنى لائق به تعالى، مجامع للتنزيه، مباين للتشبيه –حسبما يقوله السلف في أمثاله- اه.
يقول القرطبي : وقوله :﴿ إليه ﴾ يعني إلى المكان الذي أمرهم الله تعالى أن يعرجوا إليه، وهذا كقول إبراهيم عليه الصلاة والسلام :).. إني ذاهب إلى ربي سيهدين( ١ أراد أرض الشام، وقال تعالى :).. ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله.. ( ٢ أي إلى المدينة.. ٣اه
١ سورة الصافات. من الآية ٩٩..
٢ سورة النساء. من الآية ١٠٠..
٣ نفسيره[ الجامع لأحكام القرآن] جـ ١٤ ص ٨٩..
﴿ الغيب ﴾ ما غاب عن الخلق.
﴿ والشهادة ﴾ ما حضر الخلق وما يشهدونه.
﴿ ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم ﴾ العظيم البارئ المصور الخلاق المهيمن هو وحده المحيط علما بكل ما غاب وما حضر، وما نبصر وما لا نبصر، الذي يقهر ولا يقهر، وسعت رحمته في الدنيا من يؤمن ومن يكفر، ويختص بها يوم القيامة من آمن واتقى وبر.
﴿ أحسن ﴾ أتقن وأحكم.
﴿ وبدأ خلق الإنسان ﴾ آدم، إذ هو أصل جنس الإنسان.
﴿ الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ﴾ ومولانا أتقن كل شيء صنعا وأحكم خلقته، وبدأ خلق آدم من تراب١ خالطه ماء فغدا طينا، وحين لزب ولصق وصلب أصبح صلصالا كالفخار، فهي إذا أطوار، تأتي الآية من القرآن مبينة حالا منها، يقول الله تبارك وتعالى ).. كمثل آدم خلقه من تراب.. ( ٢ ويقول سبحانه :) وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا( ٣ ويقول عز شأنه :).. إنا خلقناهم من طين لازب( ٤ وقال- تبارك اسمه- :)قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون( ٥ وفي الآية الكريمة :)خلق الإنسان من صلصال كالفخار( ٦.
١ مما أورد ابن كثير عن النسائي بسنده عن أبي هريرة حدثنا ومنه: " وخلقه من أديم الأرض أحمرها وأسودها".
٢ سورة آل عمران. من الآية ٥٩..
٣ سورة الإسراء. الآية ٦١..
٤ سورة الصافات. من الآية ١١..
٥ سورة الحجر. الآية ٣٣..
٦ سورة الرحمان. الآية ١٤..
﴿ نسله ﴾ ذريته.
﴿ سلالة ﴾ تستخرج من صلب الرجل وترائب المرأة، وتنفصل في استخفاء.
﴿ ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ﴾ ثم صير سبحانه وأوجد أولاد آدم وذريته يلد بعضهم بعضا، ويخرج وينسل المولود من والديه بما يستل منهما ويستخرج في خفاء من ماء الذكر وماء الأنثى وكلاهما ماء ضعيف لا يعتد به بل يمتهن.
﴿ روحه ﴾ خلق من خلق الله لم يعط أحدا علمه، به حياة النفس، ولا يعيش حي إلا به.
﴿ الأفئدة ﴾ القلوب والقوى المدركة.
﴿ ثم سواه ﴾ ولعل المراد هنا آدم، بدأ الله تعالى خلقه من الطين ثم سواه وعدله بتكميل خلقته، ﴿ ونفخ فيه من روحه ﴾ بعث الله تعالى الروح في بدنه فصار بها حيا ناطقا مدركا- وإضافة الروح إليه سبحانه للتشريف-﴿ وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ﴾ وهبكم يا معشر الأناسي ما تسمعون به وترون وتدركون ﴿ قليلا ما تشكرون ﴾ قليل شكر أكثركم لأنعم ربكم.
﴿ وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون١٠* ﴾
بعد ما بينت الآيات السابقات قيل الكفار الفجار : محمد افترى القرآن، واتخاذهم لله شركاء من الأوثان، زعموها تشفع لهم وتقربهم من الواحد الديان، قالوا هذا وقالوا : أنبعث خلقا جديدا بعد أن نغيب في الأرض وندفن فيها، ونضيع وتختلط بقايا أجسادنا بترابها ؟ ! يؤكدون إنكارهم للحياة الأخرى، بل هم منكرون جاحدون لملاقاة الملائكة لهم حين توفيهم ساعة الاحتضار، وينشرون ويحشرون ويعرضون على النار.
﴿ قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون١١ ﴾
رد الله تعالى عليهم إنكارهم وأبطله، فالحق أن الله تعالى وكل من ملائكته الكرام- عليهم السلام- من يقبض روح الخلائق ١ إذا جاء أجلها، و ﴿ يتوفاكم ﴾ يستوفي نفوسكم لا يترك فيها شيئا، ولا يبقي على أحد منكم، ونسبة التوفي إلى ملك الموت باعتبار أنه- عليه السلام- يباشر قبض الأنفس بأمره عز وجل، ﴿ ثم إلى ربكم ترجعون ﴾ بالنشور، والخروج من القبور، والسوق إلى ساحة العرض والحساب، والفصل والجزاء والثواب، وكيف تستبعدون قدرة الله على جمع رفاتكم من التراب، وأنتم تشاهدون ملك الموت يستخرج الأرواح من الأشباح، وهي سارية في كل جنباتها، منبثة في شتى أجزائها ؟ ! أليس الذي أقدر ملكا من ملائكته على هذا يملك أن يعيدكم وإن تمزقت جلودكم، وتفرقت لحومكم، وبليت عظامكم ؟ بلى إنه بكل شيء بصير، وعلى كل أمر قدير.
١ مما أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن أبي جعفر محمد بن علي رضي الله تعالى عنهما قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من الأنصار يعوده، فإذا ملك الموت- عليه السلام- عند رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن" فقال: أبشر يا محمد، فإني بكل مؤمن رفيق.... وما خلق الله تعالى من أهل بيت ولا مدر ولا شعر ولا وبر في بر ولا بحر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم وليلة خمس مرات حتى إني لأعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم، والله يا محمد إني لا أقدر أقبض روح بعوضة حتى يكون الله تبارك وتعالى الذي يأمر بقبضه..
﴿ ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون١٢ ﴾
وحين يرد هؤلاء المجرمون ومن على شاكلتهم بعد موتهم أحياء ويوقفون بين يدي ربهم ليحاسبهم تراهم على حال عجيبة، ولو ترى يا محمد أو يا من له أهلية الخطاب لرأيتهم في هول شديد، وخزي يغشى وجوههم، قال الزجاج : والمخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم مخاطبة لأمته، والمعنى : لو ترى يا محمد منكري البعث يوم القيامة لرأيت العجب. اه يقولون : يا ربنا أبصرنا الآيات الكونية، وسمعنا الآيات القرآنية، أبصرنا صدق وعيدك، وسمعنا تصديق رسلك، وصرنا ممن يبصر ويسمع، وكنا من قبل عميا صما لا ندرك، رجعوا على أنفسهم بالملامة وأقروا بالضلال والندامة، كما حكى الله عن إقرارهم بقوله الحق :)وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير( ١ )أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا.. ( ٢، ويسألون الله أن يرجعهم إلى الدنيا ليؤمنوا ويبروا، ولكن هيهات ! يقول ربنا- تبارك اسمه- :)ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين. بل بدالهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادون لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون( ٣.
١ سورة الملك. الآية ١٠..
٢ سورة مريم. من الآية ٣٨..
٣ سورة الأنعام. الآيتان: ٢٧، ٢٨..
﴿ ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ١٣ ﴾
رد الله تعالى دعائهم، وخيب رجاءهم في طلب الرجوع إلى الابتلاء ليصرف عنهم شقاءهم، فبين سبحانه أنه لو شاء لهدى الناس جميعا- أي خلق في قلوبهم الهداية، وحبب إليهم الإيمان، ولكنه جل وعز قضى أن يملأ جهنم من صنفي الجن والإنس القاسطين الغاوين، وتلك سنة الحكيم العليم :)ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا.. ( ١.
١ سورة يونس. من الآية ٩٩..
﴿ فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون ١٤ ﴾.
ويقال للمجرمين المكذبين بالله وكتابه ورسوله ويوم الدين : لا محيص لكم عن الجحيم ولا مفر منها، فذوقوا حرها، واصلوا عذابها، بسبب نسيانكم يوم التلاق، وترككم الإعداد له، وإنما عكفتم الشهوات والضلالات، فجازيناكم من جنس عملكم وتركناكم في العذاب ترك المنسي، وذوقوا السعير والخزي والتحسير مخلدين في ذلك كله بسبب ما عملتم في حياتكم الدنيا من الكفران والعصيان والطغيان :)إنهم كانوا لا يرجون حسابا. وكذبوا بآياتنا كذابا. وكل شيء أحصيناه كتابا. فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا١ نسأل الله الوقاية من النار.
١ سورة النبأ. الآيات: من ٢٧، إلى ٣٠..
﴿ إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ١٥ ﴾
المستكبرون يحرمون بكبرهم وغرورهم من الهداية، مصداقا لوعد الله الخبير البصير :)سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين( ١، لكن أهل البشرى ينقادون لنداء ربهم، ويستمعون لحديثه ويتبعون، وهم من خشية الله مشفقون :)إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمان بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم( ٢ )فبشر عباد. الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. ( ٣.
وهكذا بينت الآية الكريمة الخامسة عشرة من هذه السورة المباركة أن الذين سعدوا، وحبب الله إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم هم الذين إذا ذكروا بآيات ربنا وكلماته خشعوا ووعوا واتبعوا، ولجلال الملك القدوس المهيمن خضعوا.
١ سورة الأعراف. الآية ١٤٦..
٢ سورة يس. الآية ١١..
٣ سورة الزمر. من الآية ١٧، ومن الآية ١٨..
﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ١٦ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون١٧ ﴾
والمؤمنون المسبحون، الخاشعون الساجدون، لايشغلهم عن مناجاة ربهم شيء، فحين يرقد المفرطون، ويغفل الغافلون، ينهض المتقون الصادقون آناء الليل، يصلون ويدعون، يخافون العذاب، ورحمة ربهم يرجون، وفي رضوانه يطمعون، ومع وفائهم بعد الخلاق- سبحانه- فهم لخلقه راعون، ومما تفضل عليهم به المولى يجودون ويبذلون، فجزاهم الله على إحسانهم أحسن ما يكون، وادخر لهم من النعيم ما لايصفه الواصفون، وهي بشراه- عز ثناؤه- وعدها المتقون :)إن المتقين في جنات وعيون. آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين. كانوا قليلا من الليل ما يهجعون. وبالأسحار هم يستغفرون. وفي أموالهم حق للسائل والمحروم( ١.
أخرج أبو داود الطيالسي في مسنده، وأحمد، والنسائي- والحاكم وصححه- وابن جرير وغيرهم، والترمذي- وصححه- عن معاذ بن جبل قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت : يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ! قال :" لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت " ثم قال :" ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في جوف الليل، ثم قرأ :﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع.. ﴾ حتى بلغ﴿ يعملون ﴾ " الحديث٢.
قال ابن عطية : وكانت الجاهلية ينامون من أول الغروب ومن أي وقت شاء الإنسان، فجاء انتظار وقت العشاء غريبا شاقا، ومصلى الصبح في جماعة لا سيما في أول الوقت، كما كان عليه السلام يصليها، والعادة أن من حافظ على هذه الصلاة في أول الوقت يقوم سحرا يتوضأ ويصلي ويذكر الله عز وجل إلى أن يطلع الفجر، فقد حصل التجافي أول الليل وآخره.
روى مسلم- رحمه الله- في صحيحه من حديث عثمان بن عفان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من صل العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله ".
وهكذا يعظم مولانا الشكور الودود المثوبة للمتهجدين والمستغفرين بالأسحار، وشهدت بذلك الآثار٣.
١ سورة الذاريات. الآيات: من ١٥ إلى ١٩..
٢ وعن أحمد بزيادة:" ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه"؟ فقلت: بلى يا رسول الله فقال:"رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله" ثم قال:"ألا أخبرك بملاك ذلك كله"؟ فقلت بلى يا نبي الله! فأخذ بلسانه ثم قال:" كف عليك هذا" فقلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال:"ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم- أو قال على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم"..
٣ عن أسماء بنت يزيد قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة جاء مناد فنادى بصوت تسمعه الخلائق كلهم سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل ثم ينادي الثانية ستعلمون اليوم من أولى بالكرم ليقم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون ثم ينادي الثالثة ستعلمون اليوم من أولى بالكرم ليقم الحامدون لله على كل حال في السراء والضراء فيقومون وهم قليل فيسرحون جميعا إلى الجنة ثم يحاسب سائر الناس".
وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يقول:" ياسبحان الله يا سبحان الله يا سبحان الله ربي ماذا أنزل ربنا الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن أيقظن صواحبات الحجر فيارب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة"، ونقل عن بعض العابدين أنه استيقظ ليلة ليصلي، فإذا بحمامة قد سبقته إلى تسبيح الله، فأنشأ يقول:
﴿ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ﴾ النعيم الذي لا يحيط به الوصف- إذ لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مقدار هذا الإنعام- تقر به أعين هؤلاء السعداء الأتقياء، وتطيب أنفسهم بما يحله المولى الكريم عليهم من رضوان.
في صحيح مسلم- رحمه الله- عن المغيرة بن شعبة يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال :" سأل موسى عليه السلام ربه فقال يارب ما أدنى أهل الجنة منزلة ؟ قال : هو رجل يأتي بعد ما يدخل أهل الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول أي ربي كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم فيقال له أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا فيقول رضيت رب فيقول لك ذلك ومثله ومثله معه ومثله ومثله ومثله فقال في الخامسة رضيت رب فيقال هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت رب. قال : فأعلاهم منزلة ؟ قال أولئك الذين أردت غرست١ كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر- قال- ومصداقه من كتاب الله قوله تعالى :﴿ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ﴾.
وبحسب المتهجدين من الأجر والذكر ما شهد لهم به المولى في محكم التنزيل :)إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك... ( ٢.
١ قال النووي:"أردت" معناه: اخترت واصطفيت، وأما"غرست كرامتهم بيدي" فمعناه: اصطفيتهم وتوليتهم فلا يتطرق إلى كرامتهم تغيير..
٢ سورة المزمل. من الآية ٢٠..
﴿ أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون١٨ أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون ١٩ وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ٢٠ ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ٢١ ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون ٢٢ ﴾
ربنا يقضي بالحق فلا يسوي بين المؤمنين والكفار، ولا بين المصلحين والمفسدين، ولا بين المتقين والفاسقين :)أفنجعل المسلمين كالمجرمين. ما لكم كيف تحكمون( ١ )أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار( ٢ )أم حسب الذين اجترحوا السيآت أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون( ٣ لا يستويان في أولاهم ولا في أخراهم
١ سورة القلم. الآيتان ٣٥، ٣٦..
٢ سورة ص. الآية ٢٨..
٣ سورة الجاثية. الآيتان ٢١، ٢٢..
﴿ أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون ﴾ يأوون إلى جنات أعدت لهم تكريما، فقد دعوا فأجابوا الداعي ) والله يدعو إلى دار السلام.. ( ١، وأما الذين خرجوا عن الصراط السوي، وانشقوا عن الهدي إلى الغي، فلهم النار معدة، كلما طمعوا في الخروج منها أعيدوا فيها، وحسرتهم الملائكة الخزنة قائلين : اصلوا ما أنتم فيه صابرين أو جزعين فما أنتم منها بمخرجين، فقد كنتم بهذا المصير مكذبين، وقسما لينالن عذابا عاجلا، ولنأخذنهم بالبأساء والضراء في الدنيا لعلهم يرجعون إلى طريق الفوز والنجاة، والاستقامة على منهاج الله، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله، ولعل مما يشهد لهذا المعنى قول الحق جل علاه :)ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون( ٢، ومضت سنة الله في الأولين وتمضي في الآخرين، وكذلك فعل- جلت حكمته- بالفرعونيين :).. وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون( ٣، ومن أشد بغيا وأكثر ظلما ممن جاءه الهدى، والآيات البينات- القرآنية منها والكونية – فأعرض واستكبر، وصد عن الرشد والحق بعد ما تبين، لا يهلك على الله تعالى إلا هالك، ولن يفلت مجرم من بطشه القوي القهار، )وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا( ٤.
١ سورة يونس. من الآية ٢٥..
٢ سورة الروم. الآية ٤١..
٣ سورة الزخرف. من الآية ٤٨..
٤ سورة الطلاق. الآيتان ٨، ٩..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:﴿ أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون ﴾ يأوون إلى جنات أعدت لهم تكريما، فقد دعوا فأجابوا الداعي ) والله يدعو إلى دار السلام.. ( ١، وأما الذين خرجوا عن الصراط السوي، وانشقوا عن الهدي إلى الغي، فلهم النار معدة، كلما طمعوا في الخروج منها أعيدوا فيها، وحسرتهم الملائكة الخزنة قائلين : اصلوا ما أنتم فيه صابرين أو جزعين فما أنتم منها بمخرجين، فقد كنتم بهذا المصير مكذبين، وقسما لينالن عذابا عاجلا، ولنأخذنهم بالبأساء والضراء في الدنيا لعلهم يرجعون إلى طريق الفوز والنجاة، والاستقامة على منهاج الله، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله، ولعل مما يشهد لهذا المعنى قول الحق جل علاه :)ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون( ٢، ومضت سنة الله في الأولين وتمضي في الآخرين، وكذلك فعل- جلت حكمته- بالفرعونيين :).. وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون( ٣، ومن أشد بغيا وأكثر ظلما ممن جاءه الهدى، والآيات البينات- القرآنية منها والكونية – فأعرض واستكبر، وصد عن الرشد والحق بعد ما تبين، لا يهلك على الله تعالى إلا هالك، ولن يفلت مجرم من بطشه القوي القهار، )وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا( ٤.
١ سورة يونس. من الآية ٢٥..
٢ سورة الروم. الآية ٤١..
٣ سورة الزخرف. من الآية ٤٨..
٤ سورة الطلاق. الآيتان ٨، ٩..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:﴿ أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون ﴾ يأوون إلى جنات أعدت لهم تكريما، فقد دعوا فأجابوا الداعي ) والله يدعو إلى دار السلام.. ( ١، وأما الذين خرجوا عن الصراط السوي، وانشقوا عن الهدي إلى الغي، فلهم النار معدة، كلما طمعوا في الخروج منها أعيدوا فيها، وحسرتهم الملائكة الخزنة قائلين : اصلوا ما أنتم فيه صابرين أو جزعين فما أنتم منها بمخرجين، فقد كنتم بهذا المصير مكذبين، وقسما لينالن عذابا عاجلا، ولنأخذنهم بالبأساء والضراء في الدنيا لعلهم يرجعون إلى طريق الفوز والنجاة، والاستقامة على منهاج الله، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله، ولعل مما يشهد لهذا المعنى قول الحق جل علاه :)ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون( ٢، ومضت سنة الله في الأولين وتمضي في الآخرين، وكذلك فعل- جلت حكمته- بالفرعونيين :).. وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون( ٣، ومن أشد بغيا وأكثر ظلما ممن جاءه الهدى، والآيات البينات- القرآنية منها والكونية – فأعرض واستكبر، وصد عن الرشد والحق بعد ما تبين، لا يهلك على الله تعالى إلا هالك، ولن يفلت مجرم من بطشه القوي القهار، )وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا( ٤.
١ سورة يونس. من الآية ٢٥..
٢ سورة الروم. الآية ٤١..
٣ سورة الزخرف. من الآية ٤٨..
٤ سورة الطلاق. الآيتان ٨، ٩..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:﴿ أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون ﴾ يأوون إلى جنات أعدت لهم تكريما، فقد دعوا فأجابوا الداعي ) والله يدعو إلى دار السلام.. ( ١، وأما الذين خرجوا عن الصراط السوي، وانشقوا عن الهدي إلى الغي، فلهم النار معدة، كلما طمعوا في الخروج منها أعيدوا فيها، وحسرتهم الملائكة الخزنة قائلين : اصلوا ما أنتم فيه صابرين أو جزعين فما أنتم منها بمخرجين، فقد كنتم بهذا المصير مكذبين، وقسما لينالن عذابا عاجلا، ولنأخذنهم بالبأساء والضراء في الدنيا لعلهم يرجعون إلى طريق الفوز والنجاة، والاستقامة على منهاج الله، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله، ولعل مما يشهد لهذا المعنى قول الحق جل علاه :)ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون( ٢، ومضت سنة الله في الأولين وتمضي في الآخرين، وكذلك فعل- جلت حكمته- بالفرعونيين :).. وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون( ٣، ومن أشد بغيا وأكثر ظلما ممن جاءه الهدى، والآيات البينات- القرآنية منها والكونية – فأعرض واستكبر، وصد عن الرشد والحق بعد ما تبين، لا يهلك على الله تعالى إلا هالك، ولن يفلت مجرم من بطشه القوي القهار، )وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا. فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا( ٤.
١ سورة يونس. من الآية ٢٥..
٢ سورة الروم. الآية ٤١..
٣ سورة الزخرف. من الآية ٤٨..
٤ سورة الطلاق. الآيتان ٨، ٩..

﴿ ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل ٢٣ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ٢٤ إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون٢٥ ﴾
ولما تحدثت الآية الثانية والعشرون عن وعيد الله لمن كذب بآيات ربه بعد أن ذكر بها، بينت الآية الثالثة والعشرون وعد المولى سبحانه للذين يؤمنون بالآيات، ويستقيمون على هداها، وينهضون بأماناتها ويصبرون على الوفاء بعهدها، فقد أوحينا من قبلك إلى كليمنا موسى- عليه السلام- الكتاب السماوي الذي أودعناه ضياء وذكرا للمتقين، فآمنوا بوحينا إلى من سبق من رسلنا- والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب لأمته – ولا يشكن أحد في أن الله كلم موسى تكليما١، وأنزل عليه كتابا كريما :)إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور.. ( ٢ )وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا( ٣، فآمنت طائفة بصدق الكتاب، وقامت بحقه، فاختارهم الله تعالى علماء، يدعون إلى نوره، ويعملون بمنهاجه، )ومن قوم موسى أمه يهدون بالحق وبه يعدلون( ٤، وطائفة حملوا التوراة فلم يحملوها، وكتبوا بأيديهم ما شاء لهم الهوى ثم قالوا : هو من عند الله، وما هو من عند الله، وحرفوا الكلم عن مواضعه، وجعلوه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا منها، فأنذرهم الله بأنه سيفصل بين المصدقين والمكذبين، ويقضي بين المؤمنين والكافرين فيجازي كلا بما يستحق، وفي هذا بشارة لنا وإنذارا، فالبشرى للذين يبلغون رسالات الله، يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويتخذون القرآن شرعة ومنهاجا، والوعيد لمن هجروا القرآن، وصدوا عن سبيله، ولم يزدجروا بنذره، وهكذا شاء الله أن يرفع بهذا الفرقان أقواما ويضع به آخرين :)وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا( ٥، وفي الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :".. والقرآن حجة لك أو عليك.. ".
١ ذكر بعض المفسرين في معنى قول الله سبحانه،﴿فلا تكن في مرية من لقائه..﴾ أقوالا أخرى، ومنها: فلا تكن في شك من لقاء موسى ليلة الإسراء أو من لقائه يوم القيامة، أو من لقائه للكتاب المنزل عليه بالقبول أو آتينا موسى الكتاب فأوذي وكذب، فلا تكن في شك من أنه سيلقاك ما لقيه من التكذيب والأذى..
٢ سورة المائدة. من الآية ٤٤..
٣ سورة الإسراء. الآية ٢..
٤ سورة الأعراف. الآية ١٥٩..
٥ سورة الإسراء. الآية ٨٢..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل ٢٣ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ٢٤ إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون٢٥ ﴾
ولما تحدثت الآية الثانية والعشرون عن وعيد الله لمن كذب بآيات ربه بعد أن ذكر بها، بينت الآية الثالثة والعشرون وعد المولى سبحانه للذين يؤمنون بالآيات، ويستقيمون على هداها، وينهضون بأماناتها ويصبرون على الوفاء بعهدها، فقد أوحينا من قبلك إلى كليمنا موسى- عليه السلام- الكتاب السماوي الذي أودعناه ضياء وذكرا للمتقين، فآمنوا بوحينا إلى من سبق من رسلنا- والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب لأمته – ولا يشكن أحد في أن الله كلم موسى تكليما١، وأنزل عليه كتابا كريما :)إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور.. ( ٢ )وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا( ٣، فآمنت طائفة بصدق الكتاب، وقامت بحقه، فاختارهم الله تعالى علماء، يدعون إلى نوره، ويعملون بمنهاجه، )ومن قوم موسى أمه يهدون بالحق وبه يعدلون( ٤، وطائفة حملوا التوراة فلم يحملوها، وكتبوا بأيديهم ما شاء لهم الهوى ثم قالوا : هو من عند الله، وما هو من عند الله، وحرفوا الكلم عن مواضعه، وجعلوه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا منها، فأنذرهم الله بأنه سيفصل بين المصدقين والمكذبين، ويقضي بين المؤمنين والكافرين فيجازي كلا بما يستحق، وفي هذا بشارة لنا وإنذارا، فالبشرى للذين يبلغون رسالات الله، يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويتخذون القرآن شرعة ومنهاجا، والوعيد لمن هجروا القرآن، وصدوا عن سبيله، ولم يزدجروا بنذره، وهكذا شاء الله أن يرفع بهذا الفرقان أقواما ويضع به آخرين :)وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا( ٥، وفي الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :".. والقرآن حجة لك أو عليك.. ".
١ ذكر بعض المفسرين في معنى قول الله سبحانه،﴿فلا تكن في مرية من لقائه..﴾ أقوالا أخرى، ومنها: فلا تكن في شك من لقاء موسى ليلة الإسراء أو من لقائه يوم القيامة، أو من لقائه للكتاب المنزل عليه بالقبول أو آتينا موسى الكتاب فأوذي وكذب، فلا تكن في شك من أنه سيلقاك ما لقيه من التكذيب والأذى..
٢ سورة المائدة. من الآية ٤٤..
٣ سورة الإسراء. الآية ٢..
٤ سورة الأعراف. الآية ١٥٩..
٥ سورة الإسراء. الآية ٨٢..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل ٢٣ وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ٢٤ إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون٢٥ ﴾
ولما تحدثت الآية الثانية والعشرون عن وعيد الله لمن كذب بآيات ربه بعد أن ذكر بها، بينت الآية الثالثة والعشرون وعد المولى سبحانه للذين يؤمنون بالآيات، ويستقيمون على هداها، وينهضون بأماناتها ويصبرون على الوفاء بعهدها، فقد أوحينا من قبلك إلى كليمنا موسى- عليه السلام- الكتاب السماوي الذي أودعناه ضياء وذكرا للمتقين، فآمنوا بوحينا إلى من سبق من رسلنا- والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خطاب لأمته – ولا يشكن أحد في أن الله كلم موسى تكليما١، وأنزل عليه كتابا كريما :)إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور.. ( ٢ )وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا( ٣، فآمنت طائفة بصدق الكتاب، وقامت بحقه، فاختارهم الله تعالى علماء، يدعون إلى نوره، ويعملون بمنهاجه، )ومن قوم موسى أمه يهدون بالحق وبه يعدلون( ٤، وطائفة حملوا التوراة فلم يحملوها، وكتبوا بأيديهم ما شاء لهم الهوى ثم قالوا : هو من عند الله، وما هو من عند الله، وحرفوا الكلم عن مواضعه، وجعلوه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا منها، فأنذرهم الله بأنه سيفصل بين المصدقين والمكذبين، ويقضي بين المؤمنين والكافرين فيجازي كلا بما يستحق، وفي هذا بشارة لنا وإنذارا، فالبشرى للذين يبلغون رسالات الله، يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويتخذون القرآن شرعة ومنهاجا، والوعيد لمن هجروا القرآن، وصدوا عن سبيله، ولم يزدجروا بنذره، وهكذا شاء الله أن يرفع بهذا الفرقان أقواما ويضع به آخرين :)وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا( ٥، وفي الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :".. والقرآن حجة لك أو عليك.. ".
١ ذكر بعض المفسرين في معنى قول الله سبحانه،﴿فلا تكن في مرية من لقائه..﴾ أقوالا أخرى، ومنها: فلا تكن في شك من لقاء موسى ليلة الإسراء أو من لقائه يوم القيامة، أو من لقائه للكتاب المنزل عليه بالقبول أو آتينا موسى الكتاب فأوذي وكذب، فلا تكن في شك من أنه سيلقاك ما لقيه من التكذيب والأذى..
٢ سورة المائدة. من الآية ٤٤..
٣ سورة الإسراء. الآية ٢..
٤ سورة الأعراف. الآية ١٥٩..
٥ سورة الإسراء. الآية ٨٢..

﴿ أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون٢٦ ﴾
أغفل المكذبون بصدق رسالتك عن مصير من سبق من الجاحدين وعاقبة تكذيبهم، ولم يبين لهم طريق الحق ومآل الجحود كثرة من أهلكنا من الأمم الماضية مثل عاد وثمود وقوم لوط ؟ والحال أنهم يمرون على دور المهلكين وبلادهم، ويشهدون آثار هلاكهم، إن في بطشنا بالمجرمين من السابقين لعلامات على قدرتنا أن نتبعهم الآخرين، ألم يحن الحين أن يسمعوا لما قصصنا سماع المتدبرين المعتبرين المتعظين ؟ !.
﴿ الجرز ﴾ الجرداء، المنقطع نبتها.
﴿ أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ٢٧ ﴾.
أعموا ولم يشاهدوا أنا ننزل المطر، ونسير الري، ونوصله إلى الأرض الهامدة اليابسة، فيخرج اللطيف الخبير بقدرته من هذه الأرض المملحة زرعا يقوت البهائم والأنعام كالكلأ والحشيش وما يخصها من علف، وزرعا يقوت الآدميين، ويتداوون بصنوف منه ويتفكهون ؟ ! إن في ذلك لعبرا لقوم يعتبرون، ويتعظون بما يرون ويشاهدون، فيستيقنون أنا إلى ربنا منقلبون، ومن قبورنا مبعوثون، وأن الذي أحيا الأرض بعد موتها لا يعجزه أن يجمع رفات الموتى، ويرد عليهم أرواحهم، فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون.
﴿ الفتح ﴾ القضاء، والفصل، والحكم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين٢٨ قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون ٢٩ فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون ٣٠ ﴾
يستعجل الكفار يوم الحساب والجزاء، مستهزئين مستبعدين وقوعه، كما أخبر المولى العليم الحكيم :)يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق.. ( ١، إن كنتم صدقتم فيما أخبرتمونا به أن الله سيميز المحقين من المبطلين، أو إن صدقتم في أن الله سيفصل بيننا وبينكم فيحكم لكم بالنصر علينا، فعلم الله تعالى نبيه الرد عليهم بالقول الفصل : يوم يجيء الفتح وينزل بكم البأس، ستقرون بالحق، ولكن بعد فوات الوقت، كما قضى فيهم العليم الحكيم :) فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين. فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون( ٢ فعندئذ لا ينفعكم الإيمان إن آمنتم، ولن تمهلوا وقد أخذتم، فليثبت أهل اليقين على يقينهم، ولا يستخفنهم سخرية أعدائهم، بل ترقبوا بطشتنا بالمستهزئين، وانتقامنا من المجرمين )... وكان حقا علينا نصر المؤمنين( ٣، فاللهم فتحك المبين، ونصرك فأنت خير الناصرين.
في فضل هذه السورة المباركة صح٤ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في الفجر يوم الجمعة﴿ الم تنزيل.. ﴾ السجدة، و﴿ هل أتى على الإنسان.. ﴾، رواه البخاري ومسلم وابن ماجة وغيرهم عن أبي هريرة.

﴿ الفتح ﴾ القضاء، والفصل، والحكم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين٢٨ قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون ٢٩ فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون ٣٠ ﴾
يستعجل الكفار يوم الحساب والجزاء، مستهزئين مستبعدين وقوعه، كما أخبر المولى العليم الحكيم :)يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق.. ( ١، إن كنتم صدقتم فيما أخبرتمونا به أن الله سيميز المحقين من المبطلين، أو إن صدقتم في أن الله سيفصل بيننا وبينكم فيحكم لكم بالنصر علينا، فعلم الله تعالى نبيه الرد عليهم بالقول الفصل : يوم يجيء الفتح وينزل بكم البأس، ستقرون بالحق، ولكن بعد فوات الوقت، كما قضى فيهم العليم الحكيم :) فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين. فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون( ٢ فعندئذ لا ينفعكم الإيمان إن آمنتم، ولن تمهلوا وقد أخذتم، فليثبت أهل اليقين على يقينهم، ولا يستخفنهم سخرية أعدائهم، بل ترقبوا بطشتنا بالمستهزئين، وانتقامنا من المجرمين )... وكان حقا علينا نصر المؤمنين( ٣، فاللهم فتحك المبين، ونصرك فأنت خير الناصرين.
في فضل هذه السورة المباركة صح٤ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في الفجر يوم الجمعة﴿ الم تنزيل.. ﴾ السجدة، و﴿ هل أتى على الإنسان.. ﴾، رواه البخاري ومسلم وابن ماجة وغيرهم عن أبي هريرة.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين٢٨ قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون ٢٩ فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون ٣٠ ﴾
يستعجل الكفار يوم الحساب والجزاء، مستهزئين مستبعدين وقوعه، كما أخبر المولى العليم الحكيم :)يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق.. ( ١، إن كنتم صدقتم فيما أخبرتمونا به أن الله سيميز المحقين من المبطلين، أو إن صدقتم في أن الله سيفصل بيننا وبينكم فيحكم لكم بالنصر علينا، فعلم الله تعالى نبيه الرد عليهم بالقول الفصل : يوم يجيء الفتح وينزل بكم البأس، ستقرون بالحق، ولكن بعد فوات الوقت، كما قضى فيهم العليم الحكيم :) فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين. فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون( ٢ فعندئذ لا ينفعكم الإيمان إن آمنتم، ولن تمهلوا وقد أخذتم، فليثبت أهل اليقين على يقينهم، ولا يستخفنهم سخرية أعدائهم، بل ترقبوا بطشتنا بالمستهزئين، وانتقامنا من المجرمين )... وكان حقا علينا نصر المؤمنين( ٣، فاللهم فتحك المبين، ونصرك فأنت خير الناصرين.
في فضل هذه السورة المباركة صح٤ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في الفجر يوم الجمعة﴿ الم تنزيل.. ﴾ السجدة، و﴿ هل أتى على الإنسان.. ﴾، رواه البخاري ومسلم وابن ماجة وغيرهم عن أبي هريرة.

الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
لقد هتفت في جنح ليل حمامة تسبح مولاها وإني لنائم
أأزعم أني عابد ذو محبة وقد سبقتني في البكاء الحمائم.