تفسير سورة المنافقون

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة المنافقون من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة المنافقين مدنية.
سئل حذيفة عن المنافق فقال الذي يصف الإسلام ولا يعمل به وهم اليوم شر منهم على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا يكتمونه وهم اليوم يظهرونه.

١ - ﴿نَشْهَدُ﴾ نحلف عبر عن الحلف بالشهادة لأن كل واحد منهما إثبات لأمر غائب ﴿وَاللَّهُ يشهد إِنَّكَ لَرَسُولُهُ﴾ فلا يضرك نفاق من نافق.
٢ - ﴿جُنَّةً﴾ من القتل والسبي فعصموا بها دماءهم وأموالهم أو من الموت أن لا تصلي عليهم فيظهر للناس نفاقهم. ﴿فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ عن الإسلام بالتنفير أو عن الجهاد بتثبيط المسلمين عنه بالإرجاف.
٤ - ﴿تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ﴾ لحسن منظرهم ﴿تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ﴾ لحسن منطقهم ﴿خُشُبٌ﴾ شبهوا بالنخل القائمة لحسن منظرهم أو بالخشب النخرة لسوء مخبرهم أو لأنهم لا ينتفعون بسماع الهدى فصاروا كالخشب ﴿مُّسَنَّدَةٌ﴾ لاستنادهم إلى الإيمان لحقن دمائهم ﴿يَحْسبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيهِمْ﴾ لخبثهم لا يسمعون صيحة إلا ظنوا أن العدو قد أصطلمهم وأن القتل قد حل بهم أو يظنون عند كل صيحة أن قد فطن بهم وعلم نفاقهم لأن المريب خائف، أو يظنون عند كل صياح في المسجد أن الرسول [صلى الله عليه وسلم] قد أمر بقتلهم فهم أبداً وجلون. ﴿فَأحْذَرْهُمْ﴾ أن تثق بقولهم أو احذر ممايلتهم لأعدائك وتخذيلهم لأصحابك ﴿قَاتَلَهُمُ﴾ لعنهم أو أحلهم محل من قاتله ملك قاهر لقهر الله تعالى لكل معاند ﴿يُؤْفَكُونَ﴾ يكذبون أو يعدلون عن الحق أو يصرفون عن الرشد أو كيف تضل عقولهم عن هذا؟
﴿وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسولُ الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون (٥) سواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين (٦) هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون (٧) يقولون لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون (٨) ﴾
٥ - ﴿لَوَّوْاْ﴾ لما [كانت غزوة تبوك] قال ابن أُبي {لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا
321
الأذل} فارتحل الرسول [صلى الله عليه وسلم] قبل أن ينزل الناس فقيل لابن أُبيَّ ائت الرسول حتى يستغفر لك فلوَّى رأسه استهزاءً وامتناعاً من إتيانه، أو لوَّاه بمعنى ماذا قلت. ﴿يَصُدُّونَ﴾ يمتنعون، أو يعرضون عما دعوا إليه من استغفار الرسول [صلى الله عليه وسلم] أو عن إخلاص الإيمان ﴿مُّسْتَكْبِرُونَ﴾ متكبرون أو ممتنعون.
322
٧ - ﴿لا تنفقوا﴾ لما قال [٢٠٠ / ب] / ابن أبي مرجع الرسول [صلى الله عليه وسلم] من غزوة بني المصطلق وقد جرت مشاجرة بين بعض المهاجرين والأنصار يا معشر الأوس والخزرج ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك أوطأنا هذا الرجل ديارنا وقاسمناهم أموالنا ولولاها لانفضوا عنه ﴿لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ منها الأذل﴾ فبلغت الرسول [صلى الله عليه وسلم] فاعتذر له قومه فنزلت هذه الآية والتي بعدها ﴿خزائن السموات﴾ المطر وخزائن ﴿الأَرْضِ﴾ النبات أو خزائن السماوات ما قضاه وخزائن الأرض ما أعطاه.
﴿ياأيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون (٩) وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين (١٠) ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبيرٌ بما تعملون (١١) ﴾
٩ - ﴿عَن ذِكْرِ اللَّهِ﴾ الصلاة المكتوبة أو عامة في جميع الفرائض أو الجهاد.
١٠ - ﴿وَأَنفِقُواْ﴾ زكاة المال أو صدقة التطوع ورفد المحتاج ومعونة المضطر.
323
سُورَةُ التَغَابُنِ
مدنية عند الأكثر أو مكية أو مكية مدنية.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿يسبح لله ما في السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (١) هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير (٢) خلق السموات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير (٣) يعلمُ ما في السمواتِ والأرضِ ويعلمُ ما تسرونَ وما تُعْلِنُونَ واللهُ عليمٌ بذاتِ الصُّدُورِ (٤) ﴾
324
Icon