تفسير سورة القيامة

فتح القدير
تفسير سورة سورة القيامة من كتاب فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير المعروف بـفتح القدير .
لمؤلفه الشوكاني . المتوفي سنة 1250 هـ
سورة القيامة
هي أربعون آية وهي مكية بلا خلاف. وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال : نزلت سورة القيامة، وفي لفظ سورة ﴿ لا أقسم ﴾ بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال : أنزلت سورة ﴿ لا أقسم ﴾ بمكة.

سورة القيمة
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ بِلَا خِلَافٍ. وَأَخْرَجَ ابْنُ الضُّرَيْسِ وَالنَّحَّاسُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ، مِنْ طُرُقٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ الْقِيَامَةِ، وَفِي لَفْظٍ: سُورَةُ لَا أُقْسِمُ بِمَكَّةَ. وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: أُنْزِلَتْ سُورَةُ لَا أُقْسِمُ بِمَكَّةَ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

[سورة القيامة (٧٥) : الآيات ١ الى ٢٥]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (١) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (٢) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (٣) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (٤)
بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (٥) يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ (٦) فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩)
يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (١٠) كَلاَّ لَا وَزَرَ (١١) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (١٢) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (١٣) بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤)
وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (١٥) لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (١٩)
كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (٢٠) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (٢١) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (٢٣) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (٢٤)
تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (٢٥)
قَوْلُهُ: لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ: إِنَّ لَا زَائِدَةٌ، وَالتَّقْدِيرُ: أُقْسِمُ.
قَالَ السَّمَرْقَنْدِيُّ: أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ أَنَّ مَعْنَى لَا أُقْسِمُ: أُقْسِمُ، وَاخْتَلَفُوا فِي تَفْسِيرِ لَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ زَائِدَةٌ، وَزِيَادَتُهَا جَارِيَةٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَمَا فِي قوله: ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ «١» يعني أن تسجد، ولِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ وَمِنْ هَذَا قَوْلُ الشَّاعِرِ:
تَذَكَّرْتُ لَيْلَى فَاعْتَرَتْنِي صبابة فكاد صَمِيمُ الْقَلْبِ لَا يَتَقَطَّعُ
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هِيَ رَدٌّ لِكَلَامِهِمْ حَيْثُ أَنْكَرُوا الْبَعْثَ كَأَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا ذَكَرْتُمْ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَهَذَا قَوْلُ الْفَرَّاءِ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّحْوِيِّينَ، كَقَوْلِ القائل: لَا، وَاللَّهِ، فَ: لَا: رَدٌّ لِكَلَامٍ قَدْ تَقَدَّمَهَا، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ «٢» :
فَلَا وَأَبِيكِ ابْنَةَ العامريّ (م) «٣» لا يدّعي القوم أنّي أفرّ
(١). الأعراف: ١٢.
(٢). هو امرؤ القيس.
(٣). يشير هذا الحرف إلى أن البيت مدور، يعني: أن آخر الصدر وأول العجز مشتركان في الحرف المشدد.
402
وَقِيلَ: هِيَ لِلنَّفْيِ، لَكِنْ لَا لِنَفْيِ الْإِقْسَامِ، بَلْ لِنَفْيِ مَا يُنَبِّئُ عَنْهُ مِنْ إِعْظَامِ الْمُقْسَمِ بِهِ وَتَفْخِيمِهِ، كَأَنَّ مَعْنَى لَا أُقْسِمُ بِكَذَا: لَا أُعَظِّمُهُ بِإِقْسَامِي بِهِ حَقَّ إِعْظَامِهِ، فَإِنَّهُ حَقِيقٌ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَقِيلَ: إِنَّهَا لِنَفْيِ الْإِقْسَامِ لِوُضُوحِ الْأَمْرِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ «١» وَقَرَأَ الْحَسَنُ وَابْنُ كَثِيرٍ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ وَالزُّهْرِيُّ وَابْنُ هُرْمُزَ لَأُقْسِمُ بِدُونِ أَلِفٍ عَلَى أَنَّ اللَّامَ لَامُ الِابْتِدَاءِ، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ هُوَ أَرْجَحُ هَذِهِ الْأَقْوَالِ، وَقَدِ اعْتَرَضَ عَلَيْهِ الرَّازِيُّ بِمَا لَا يُقْدَحُ فِي قُوَّتِهِ وَلَا يُفَتُّ فِي عَضُدِ رُجْحَانِهِ، وَإِقْسَامُهُ سُبْحَانَهُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ لِتَعْظِيمِهِ وَتَفْخِيمِهِ، وَلِلَّهِ أَنْ يُقْسِمَ بِمَا شَاءَ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّهُ سُبْحَانَهُ أَقْسَمَ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ كَمَا أَقْسَمَ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَيَكُونُ الْكَلَامُ فِي «لَا» هَذِهِ كَالْكَلَامِ فِي الْأُولَى، وَهَذَا قَوْلُ الْجُمْهُورِ. وَقَالَ الْحَسَنُ: أَقْسَمَ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَمْ يُقْسِمْ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ. قَالَ الثَّعْلَبِيُّ:
وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ أَقْسَمَ بِهِمَا جَمِيعًا، وَمَعْنَى النَّفْسُ اللَّوَّامَةُ: النَّفْسُ الَّتِي تَلُومُ صَاحِبَهَا عَلَى تَقْصِيرِهِ، أَوْ تَلُومُ جَمِيعَ النُّفُوسِ عَلَى تَقْصِيرِهَا. قَالَ الْحَسَنُ: هِيَ وَاللَّهِ نَفْسُ الْمُؤْمِنِ، لَا يُرَى الْمُؤْمِنَ إِلَّا يَلُومُ نَفْسَهُ مَا أَرَدْتُ بِكَذَا؟
مَا أَرَدْتُ بِكَذَا؟ وَالْفَاجِرُ لَا يُعَاتِبُ نَفْسَهُ. قَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ الَّتِي تَلُومُ عَلَى مَا فَاتَ وَتَنَدَمُ، فَتَلُومُ نَفْسَهَا عَلَى الشَّرِّ لِمَ تَعْمَلُهُ؟ وَعَلَى الْخَيْرِ لِمَ لَمْ تَسْتَكْثِرُ مِنْهُ؟ قَالَ الْفَرَّاءُ: لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ بَرَّةٍ وَلَا فَاجِرَةٍ إِلَّا وَهِيَ تَلُومُ نَفْسَهَا، إِنْ كَانَتْ عَمِلَتْ خَيْرًا قَالَتْ: هَلَّا ازْدَدْتُ! وَإِنْ كَانَتْ عَمِلَتْ سُوءًا قَالَتْ: لَيْتَنِي لَمْ أَفْعَلْ. وَعَلَى هَذَا فَالْكَلَامُ خَارِجٌ مَخْرَجَ الْمَدْحِ لِلنَّفْسِ، فَيَكُونُ الْإِقْسَامُ بِهَا حَسَنًا سَائِغًا. وَقِيلَ: اللَّوَّامَةُ هِيَ الْمَلُومَةُ الْمَذْمُومَةُ، فَهِيَ صِفَةُ ذَمٍّ، وَبِهَذَا احْتَجَّ مَنْ نَفَى أَنْ يَكُونَ قَسَمًا، إِذْ لَيْسَ لِنَفْسِ الْعَاصِي خطر يقسم له. قَالَ مُقَاتِلٌ: هِيَ نَفْسُ الْكَافِرِ يَلُومُ نَفْسَهُ وَيَتَحَسَّرُ فِي الْآخِرَةِ عَلَى مَا فَرَّطَ فِي جَنْبِ اللَّهِ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى.
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ الْمُرَادُ بِالْإِنْسَانِ الْجِنْسُ، وَقِيلَ: الْإِنْسَانُ الْكَافِرُ، وَالْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ، وَأَنْ هِيَ الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ، وَاسْمُهَا ضَمِيرُ شَأْنٍ مَحْذُوفٍ، وَالْمَعْنَى: أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنَّ الشَّأْنَ أَنْ لَنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَعْدَ أَنْ صَارَتْ رُفَاتًا، فَنُعِيدُهَا خَلْقًا جَدِيدًا، وَذَلِكَ حُسْبَانٌ بَاطِلٌ، فَإِنَّا نَجْمَعُهَا، وَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ هَذَا الْكَلَامُ هُوَ جَوَابُ الْقَسَمِ. قَالَ الزَّجَّاجُ: أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَبِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ لَيَجْمَعَنَّ الْعِظَامَ لِلْبَعْثِ، فَهَذَا جَوَابُ الْقَسَمِ. وَقَالَ النَّحَّاسُ: جَوَابُ الْقَسَمِ مَحْذُوفٌ، أَيْ: لَيَبْعَثَنَّ، وَالْمَعْنَى: أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَبْعَثُ جَمِيعَ أَجْزَاءِ الْإِنْسَانِ، وَإِنَّمَا خَصَّ الْعِظَامَ لِأَنَّهَا قَالَبُ الْخَلْقِ بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ بَلَى إِيجَابٌ لِمَا بَعْدَ النَّفْيِ الْمُنْسَحِبُ إِلَيْهِ الِاسْتِفْهَامُ، وَالْوَقْفُ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ وَقْفٌ حَسَنٌ، ثُمَّ يَبْتَدِئُ الْكَلَامَ بِقَوْلِهِ:
قادِرِينَ وَانْتِصَابُ قَادِرِينَ عَلَى الْحَالِ، أَيْ: بَلَى نَجْمَعُهَا قَادِرِينَ، فَالْحَالُ مِنْ ضَمِيرِ الْفِعْلِ الْمُقَدَّرِ، وَقِيلَ:
الْمَعْنَى: بَلَى نَجْمَعُهَا نُقَدِّرُ قَادِرِينَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَيْ نَقْدِرُ، وَنَقْوَى، قَادِرِينَ عَلَى أَكْثَرِ مِنْ ذَلِكَ. وَقَالَ أَيْضًا:
إِنَّهُ يَصْلُحُ نَصْبُهُ عَلَى التَّكْرِيرِ، أَيْ: بَلَى فَلْيَحْسَبْنَا قَادِرِينَ، وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: بَلَى كُنَّا قَادِرِينَ. وَقَرَأَ ابْنُ أبي عبلة وابن السّميقع بَلى قادِرِينَ عَلَى تَقْدِيرِ مُبْتَدَأٍ، أَيْ: بَلَى نَحْنُ قَادِرُونَ، ومعنى عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ
(١). الواقعة: ٧٥.
403
عَلَى أَنْ نَجْمَعَ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ، فَنَرُدَّهَا كَمَا كَانَتْ مَعَ لَطَافَتِهَا وَصِغَرِهَا، فَكَيْفَ بِكِبَارِ الْأَعْضَاءِ، فَنَبَّهَ سُبْحَانَهُ بِالْبَنَانِ، وَهِيَ الْأَصَابِعُ عَلَى بَقِيَّةِ الْأَعْضَاءِ، وَأَنَّ الِاقْتِدَارَ عَلَى بَعْثِهَا وَإِرْجَاعِهَا كَمَا كَانَتْ أَوْلَى فِي الْقُدْرَةِ مِنْ إِرْجَاعِ الْأَصَابِعِ الصَّغِيرَةِ اللَّطِيفَةِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الْمَفَاصِلِ وَالْأَظَافِرِ وَالْعُرُوقِ اللِّطَافِ وَالْعِظَامِ الدِّقَاقِ، فَهَذَا وَجْهُ تَخْصِيصِهَا بِالذِّكْرِ، وَبِهَذَا قَالَ الزَّجَّاجُ وَابْنُ قُتَيْبَةَ. وَقَالَ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ: إِنَّ مَعْنَى الْآيَةِ أَنْ نَجْعَلَ أَصَابِعَ يَدَيْهِ وَرَجْلَيْهِ شَيْئًا وَاحِدًا، كَخُفِّ الْبَعِيرِ وَحَافِرِ الْحِمَارِ صَفِيحَةً وَاحِدَةً لَا شُقُوقَ فِيهَا، فَلَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَنْتَفِعَ بِهَا فِي الأعمال كَالْكِتَابَةِ وَالْخِيَاطَةِ وَنَحْوِهِمَا، وَلَكِنَّا فَرَّقْنَا أَصَابِعَهُ لِيَنْتَفِعَ بِهَا. وَقِيلَ: الْمَعْنَى: بَلْ نَقْدِرُ عَلَى أَنْ نُعِيدَ الْإِنْسَانَ فِي هَيْئَةِ الْبَهَائِمِ، فَكَيْفَ فِي صورته التي كانت عَلَيْهَا، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى، وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ:
وَإِنَّ الْمَوْتَ طَوْعُ يَدِي إِذَا مَا وَصَلْتُ بَنَانَهَا بالهندواني
فَنَبَّهَ بِالْبَنَانِ عَلَى بَقِيَّةِ الْأَعْضَاءِ. بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ هُوَ عَطْفٌ عَلَى أَيَحْسَبُ، إِمَّا عَلَى أَنَّهُ اسْتِفْهَامٌ مِثْلُهُ، وَأَضْرَبَ عَنِ التَّوْبِيخِ بِذَلِكَ إِلَى التَّوْبِيخِ بِهَذَا، أَوْ عَلَى أَنَّهُ إِيجَابٌ انْتَقَلَ إِلَيْهِ مِنَ الِاسْتِفْهَامِ.
وَالْمَعْنَى: بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُقَدِّمَ فَجَوْرَهُ فِيمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْأَوْقَاتِ، وَمَا يَسْتَقْبِلُهُ مِنَ الزَّمَانِ، فَيُقَدِّمُ الذَّنْبَ وَيُؤَخِّرُ التَّوْبَةَ. قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: يُرِيدُ أَنْ يَفْجُرَ مَا امْتَدَّ عُمْرُهُ، وَلَيْسَ فِي نِيَّتِهِ أَنْ يَرْجِعَ عَنْ ذَنْبٍ يَرْتَكِبُهُ.
قَالَ مُجَاهِدٌ وَالْحَسَنُ وَعِكْرِمَةُ وَالسُّدِّيُّ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: يَقُولُ سَوْفَ أَتُوبُ وَلَا يَتُوبُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ. وَهُوَ عَلَى أَشَرِّ أَحْوَالِهِ. قَالَ الضَّحَّاكُ: هُوَ الْأَمَلُ، يَقُولُ سَوْفَ أَعِيشُ وَأُصِيبُ مِنَ الدُّنْيَا، وَلَا يَذْكُرُ الْمَوْتَ.
وَالْفُجُورُ: أَصْلُهُ الْمَيْلُ عَنِ الْحَقِّ، فَيُصَدِّقُ عَلَى كُلِّ مَنْ مَالَ عَنِ الْحَقِّ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
أَقْسَمَ بِاللَّهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ مَا مَسَّهَا مِنْ نَقَبٍ وَلَا دَبَرْ
فاغفر له اللهمّ إن كان فجر وجملة يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ مُسْتَأْنَفَةٌ لِبَيَانِ مَعْنَى يَفْجُرُ، وَالْمَعْنَى: يَسْأَلُ مَتَى يَوْمُ الْقِيَامَةِ سُؤَالَ اسْتِبْعَادٍ وَاسْتِهْزَاءٍ فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ أَيْ: فَزِعَ وَتَحَيَّرَ، مَنْ بَرَقَ الرَّجُلُ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْبَرْقِ فَدُهِشَ بَصَرُهُ.
قَرَأَ الْجُمْهُورُ: بَرِقَ بِكَسْرِ الرَّاءِ. قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ وَالزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُمَا: الْمَعْنَى تَحَيَّرَ فَلَمْ يَطْرِفْ، وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
وَلَوْ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ تَعَرَّضَتْ لِعَيْنَيْهِ مَيٌّ سَافِرًا كَادَ يَبْرَقُ
وَقَالَ الْخَلِيلُ وَالْفَرَّاءُ: بَرِقَ بِالْكَسْرِ: فَزِعَ وَبَهِتَ وَتَحَيَّرَ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ للإنسان المبهوت: قد برق فهو برق، وأنشد الفرّاء:
فنفسك فَانْعَ وَلَا تَنْعَنِي وَدَاوِ الْكُلُومَ وَلَا تَبْرَقِ «١»
أَيْ: لَا تَفْزَعْ مِنْ كَثْرَةِ الْكُلُومِ الَّتِي بِكَ. وَقَرَأَ نَافِعٌ وَأَبَانٌ عَنْ عَاصِمٍ بَرِقَ بفتح الراء، أي: لمع
(١). البيت لطرفة.
404
بَصَرُهُ مِنْ شِدَّةِ شُخُوصِهِ لِلْمَوْتِ. قَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ: هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ، وَقِيلَ: بَرَقَ يَبْرَقُ: شَقَّ عَيْنَيْهِ وَفَتْحَهُمَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: فَتْحُ الرَّاءِ وَكَسْرُهَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى. وَخَسَفَ الْقَمَرُ قَرَأَ الْجُمْهُورُ: خَسَفَ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَالسِّينِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ. وَقَرَأَ ابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَعِيسَى وَالْأَعْرَجُ وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَأَبُو حَيْوَةَ بِضَمِّ الْخَاءِ وَكَسْرِ السِّينِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ، وَمَعْنَى خَسَفَ الْقَمَرُ: ذَهَبَ ضؤوه وَلَا يَعُودُ كَمَا يَعُودُ إِذَا خَسَفَ فِي الدُّنْيَا، وَيُقَالُ: خَسَفَ إِذَا ذَهَبَ جَمِيعُ ضَوْئِهِ، وَكَسَفَ: إِذَا ذَهَبَ بَعْضُ ضَوْئِهِ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ أَيْ: ذَهَبَ ضَوْؤُهُمَا جَمِيعًا، وَلَمْ يَقُلْ جُمِعَتْ لِأَنَّ التَّأْنِيثَ مَجَازِيٌّ، قَالَهُ الْمُبَرِّدُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ لِتَغْلِيبِ الْمُذَكَّرِ عَلَى الْمُؤَنَّثِ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: حُمِلَ عَلَى مَعْنَى جَمْعِ النَّيِّرَانَ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ وَالْفَرَّاءُ: وَلَمْ يَقُلْ جُمِعَتْ لِأَنَّ المعنى جمع بَيْنَهُمَا فِي ذَهَابِ نُورِهِمَا، وَقِيلَ: جَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي طُلُوعِهِمَا مِنَ الْغَرْبِ أَسْوَدَيْنِ مُكَوَّرَيْنِ مُظْلِمَيْنِ.
قَالَ عَطَاءٌ: يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يُقْذَفَانِ فِي الْبَحْرِ فَيُكَوِّنَانِ نَارَ اللَّهِ الْكُبْرَى. وَقِيلَ: تُجْمَعُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فَلَا يَكُونُ هُنَاكَ تَعَاقُبُ لَيْلٍ وَنَهَارٍ. وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «وَجُمِعَ بَيْنَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ». يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ أَيْ: يَقُولُ عِنْدَ وُقُوعِ هَذِهِ الْأُمُورِ أَيْنَ الْمَفَرُّ؟ أَيِ: الْفِرَارُ، وَالْمَفَرُّ: مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْفِرَارِ.
قَالَ الْفَرَّاءُ: يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَوْضِعُ الْفِرَارِ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
أَيْنَ الْمَفَرُّ وَالْكِبَاشُ تَنْتَطِحُ وَكُلُّ كَبْشٍ فَرَّ مِنْهَا يَفْتَضِحُ
قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ: يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَيْنَ الْمَفَرُّ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ. وَالثَّانِي: أَيْنَ الْمَفَرُّ مِنْ جَهَنَّمَ حَذَرًا مِنْهَا. قَرَأَ الْجُمْهُورُ: أَيْنَ الْمَفَرُّ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْفَاءِ مَصْدَرًا كَمَا تَقَدَّمَ. وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَالْحَسَنُ وَقَتَادَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْفَاءِ عَلَى أَنَّهُ اسْمُ مَكَانٍ: أَيْ: أَيْنَ مَكَانُ الْفِرَارِ؟ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هُمَا لُغَتَانِ مِثْلَ مَدَبٌّ وَمِدَبٌّ وَمَصَحٌّ وَمِصَحٌّ، وَقَرَأَ الزُّهْرِيُّ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْفَاءِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْإِنْسَانُ الْجَيِّدُ الْفِرَارِ، وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:
مِكَرٌّ مِفَرٌّ مُقْبِلٌ مُدْبِرٌ مَعًا كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
أَيْ: جَيِّدُ الْفَرِّ وَالْكَرِّ. كَلَّا لَا وَزَرَ أَيْ: لَا جَبَلَ وَلَا حِصْنَ وَلَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ. وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ:
لَا مَحِيصَ وَلَا مَنَعَةَ. وَالْوَزَرُ فِي اللُّغَةِ: مَا يَلْجَأُ إِلَيْهِ الْإِنْسَانُ مِنْ حِصْنٍ، أَوْ جَبَلٍ أَوْ غَيْرِهِمَا، وَمِنْهُ قَوْلُ طَرَفَةَ:
وَلَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أَنَّنَا فاضلو الرَّأْيِ وَفِي الرَّوْعِ وَزَرْ
وَقَالَ آخَرُ:
لَعَمْرِي ما للفتى من وزر من الموت يدركه وَالْكِبَرْ
قَالَ السُّدِّيُّ: كَانُوا إِذَا فَزِعُوا فِي الدنيا تحصنوا بالجبال، فقال لهم الله: ولا وزر يعصمكم مني يومئذ، وكلّا: لِلرَّدْعِ، أَوْ لِنَفْيِ مَا قَبْلَهَا، أَوْ بِمَعْنَى حَقًّا إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ
أَيِ: الْمَرْجِعُ وَالْمُنْتَهَى وَالْمَصِيرُ لَا إِلَى غَيْرِهِ، وَقِيلَ: إِلَيْهِ الْحُكْمُ بَيْنَ الْعِبَادِ لَا إِلَى غَيْرِهِ، وَقِيلَ: المستقر: الاستقرار حيث يقرّه الله يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ
أَيْ: يُخْبِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَا عَمِلَ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ. وَقَالَ قَتَادَةُ: بِمَا عَمِلَ مِنْ طَاعَةٍ،
405
وَمَا أَخَّرَ مِنْ طَاعَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهَا. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: بِمَا قَدَّمَ مِنْ أَمْوَالِهِ وَمَا خَلَّفَ لِلْوَرَثَةِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ:
بِأَوَّلِ عَمَلِهِ وَآخِرِهِ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: بِمَا قَدَّمَ مِنْ فَرْضٍ وَأَخَّرَ مِنْ فَرْضٍ. قَالَ الْقُشَيْرِيُّ: هَذَا الْإِنْبَاءُ يَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ وَزْنِ الْأَعْمَالِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ الْمَوْتِ. قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: وَالْأَوَّلُ أَظْهَرَ بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
ارْتِفَاعُ بَصِيرَةٌ عَلَى أَنَّهَا خَبَرُ الْإِنْسَانِ، «عَلَى نفسه» متعلق ببصيرة. قَالَ الْأَخْفَشُ: جَعَلَهُ هُوَ الْبَصِيرَةُ كَمَا تَقُولُ لِلرَّجُلِ: أَنْتَ حُجَّةٌ عَلَى نَفْسِكَ، وَقِيلَ الْمَعْنَى: إِنَّ جَوَارِحَهُ تَشْهَدُ عَلَيْهِ بِمَا عَمِلَ، كَمَا فِي قَوْلِهِ: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ «١»، وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ:
كَأَنَّ عَلَى ذِي الْعَقْلِ عَيْنًا بصيرة بمقعده أو منظر هو ناظره
فَيَكُونُ الْمَعْنَى: بَلْ جَوَارِحُ الْإِنْسَانِ عَلَيْهِ شَاهِدَةٌ. قال أبو عبيدة والقتبي: إِنَّ هَذِهِ الْهَاءَ فِي بَصِيرَةٍ هِيَ الَّتِي يُسَمِّيهَا أَهْلُ الْإِعْرَابِ هَاءَ الْمُبَالَغَةِ، كَمَا فِي قَوْلِهِمْ: عَلَّامَةٌ. وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْبَصِيرَةِ الْكَاتِبَانِ اللَّذَانِ يَكْتُبَانِ مَا يَكُونُ مِنْهُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ، وَالتَّاءُ عَلَى هَذَا لِلتَّأْنِيثِ. وَقَالَ الْحَسَنُ: أَيْ بَصِيرٌ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ
أَيْ: وَلَوِ اعْتَذَرَ وَجَادَلَ عَنْ نَفْسِهِ لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ. يُقَالُ: مَعْذِرَةٌ وَمَعَاذِيرٌ. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَيْ:
وَإِنِ اعْتَذَرَ فَعَلَيْهِ مَنْ يُكَذِّبُ عُذْرَهُ «٢». وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعَاذِيرُ: السُّتُورُ، وَالْوَاحِدُ مِعْذَارٌ، أَيْ: وَإِنْ أَرْخَى السُّتُورَ يُرِيدُ أَنْ يُخْفِيَ نَفْسَهُ فَنَفْسُهُ شَاهِدَةٌ عَلَيْهِ، كَذَا قَالَ الضَّحَّاكُ وَالسُّدِّيُّ: وَالسِّتْرُ بِلُغَةِ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ مِعْذَارٌ.
كَذَا قَالَ الْمُبَرِّدُ. وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَلَكِنَّهَا ضَنَّتْ بِمَنْزِلٍ سَاعَةً عَلَيْنَا وَأَطَّتْ يَوْمَهَا بِالْمَعَاذِرِ
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى، وَبِهِ قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَابْنُ زَيْدٍ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَمُقَاتِلٌ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ «٣» وقوله: وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ «٤» وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَمَا حَسَنٌ أَنْ يَعْذِرَ الْمَرْءُ نَفْسَهُ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ عَاذِرُ
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ وَلِسَانَهُ بِالْقُرْآنِ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ قَبْلَ فَرَاغِ جِبْرِيلَ مِنْ قِرَاءَةِ الْوَحْيِ حِرْصًا عَلَى أَنْ يَحْفَظَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، أَيْ: لَا تُحَرِّكْ بِالْقُرْآنِ لِسَانَكَ عِنْدَ إِلْقَاءِ الْوَحْيِ لِتَأْخُذَهُ عَلَى عَجَلٍ مَخَافَةَ أَنْ يَتَفَلَّتَ مِنْكَ، وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُهُ: وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ «٥» الْآيَةَ. إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ
فِي صَدْرِكَ حَتَّى لَا يَذْهَبَ عَلَيْكَ مِنْهُ شَيْءٌ وَقُرْآنَهُ
أَيْ: إِثْبَاتُ قِرَاءَتِهِ فِي لِسَانِكَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْقِرَاءَةُ والقرآن مصدران. وقال قتادة فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
(١). النور: ٢٤.
(٢). في القرطبي [١٩/ ١٠٠] : أي ولو اعتذر فقال لم أفعل شيئا لكان عليه من نفسه من يشهد عليه من جوارحه.
(٣). غافر: ٥٢.
(٤). المرسلات: ٣٦.
(٥). طه: ١١٤.
406
أَيْ: شَرَائِعَهُ وَأَحْكَامَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ
أَيْ: أَتْمَمْنَا قِرَاءَتَهُ عَلَيْكَ بِلِسَانِ جِبْرِيلَ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
أَيْ: قِرَاءَتَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ أَيْ: تَفْسِيرَ مَا فِيهِ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَبَيَانَ مَا أَشْكَلَ مِنْهُ. قَالَ الزَّجَّاجُ:
الْمَعْنَى عَلَيْنَا أَنْ نُنْزِلَهُ عَلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا فِيهِ بَيَانٌ لِلنَّاسِ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى: إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ كَلَّا لِلرَّدْعِ عَنِ الْعَجَلَةِ وَالتَّرْغِيبِ فِي الْأَنَاةِ، وَقِيلَ: هِيَ رَدْعٌ لِمَنْ لَا يُؤْمِنُ بِالْقُرْآنِ وَبِكَوْنِهِ بَيِّنًا مِنَ الْكُفَّارِ. قَالَ عَطَاءٌ: أَيْ: لَا يُؤْمِنُ أَبُو جَهْلٍ بِالْقُرْآنِ وَبَيَانِهِ. قَرَأَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفِيُّونَ: بَلْ تُحِبُّونَ وَتَذَرُونَ بِالْفَوْقِيَّةِ فِي الْفِعْلَيْنِ جَمِيعًا. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّحْتِيَّةِ فِيهِمَا، فَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُولَى يَكُونُ الْخِطَابُ لَهُمْ تَقْرِيعًا وَتَوْبِيخًا، وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الثَّانِيَةِ يَكُونُ الْكَلَامُ عَائِدًا إِلَى الْإِنْسَانِ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى النَّاسِ، وَالْمَعْنَى:
تُحِبُّونَ الدُّنْيَا وَتَتْرُكُونَ الْآخِرَةَ فَلَا تَعْمَلُونَ لَهَا وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ أَيْ: نَاعِمَةٌ غَضَّةٌ حَسَنَةٌ، يُقَالُ: شَجَرٌ نَاضِرٌ وَرَوْضٌ نَاضِرٌ، أَيْ: حَسَنٌ نَاعِمٌ، وَنَضَارَةُ الْعَيْشِ: حُسْنُهُ وبهجته. قال الواحدي والمفسرون: يقولون مضيئة مسفرة مُشْرِقَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ هَذَا مِنَ النَّظَرِ، أَيْ: إِلَى خَالِقِهَا وَمَالِكِ أَمْرِهَا ناظِرَةٌ أَيْ: تَنْظُرُ إِلَيْهِ، هَكَذَا قَالَ جُمْهُورُ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَالْمُرَادُ بِهِ مَا تَوَاتَرَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ مِنْ أَنَّ الْعِبَادَ يَنْظُرُونَ رَبَّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ. قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: وَهَذَا بِحَمْدِ اللَّهِ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعَيْنِ وَسَلَفِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، كَمَا هُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ وَهُدَاةِ الْأَنَامِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ:
إِنَّ النَّظَرَ هُنَا انْتِظَارُ مَا لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الثَّوَابِ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَقِيلَ: لَا يَصِحُّ هَذَا إلا عن مجاهد وحده. قال الأزهري: وقول مجاهد خطأ لأنه لا يقال: نظر إلى كذا بمعنى الانتظار. وَإِنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ:
نَظَرْتُ إِلَى فُلَانٍ لَيْسَ إِلَّا رُؤْيَةَ عَيْنٍ، إِذَا أَرَادُوا الِانْتِظَارَ قَالُوا: نَظَرْتُهُ، كَمَا فِي قَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَإِنَّكُمَا إِنْ تُنْظِرَانِي سَاعَةً مِنَ الدَّهْرِ تَنْفَعْنِي لَدَى أُمِّ جُنْدَبِ
فَإِذَا أَرَادُوا نَظَرَ الْعَيْنِ قَالُوا: نَظَرْتُ إِلَيْهِ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ «١» :
نَظَرْتُ إِلَيْهَا وَالنُّجُومُ كأنّها مصابيح رهبان تشبّ لقفّال «٢»
وَقَوْلُ الْآخَرِ:
إِنِّي إِلَيْكِ لَمَّا وَعَدْتِ لَنَاظِرُ نَظَرَ الْفَقِيرِ إِلَى الْغَنِيِّ الْمُوسِرِ
أَيْ: أَنْظُرُ إِلَيْكَ نَظَرَ ذُلٍّ كَمَا يَنْظُرُ الْفَقِيرُ إِلَى الغنيّ. وأشعار العرب وكلماتهم في هذه كَثِيرَةٌ جِدًّا.
وَ «وُجُوهٌ» مُبْتَدَأٌ، وَجَازَ الِابْتِدَاءُ بِهِ مَعَ كَوْنِهِ نَكِرَةً، لِأَنَّ الْمَقَامَ مَقَامُ تَفْصِيلٍ، وَ «نَاضِرَةٌ» صِفَةٌ لِوُجُوهٍ، وَ «يَوْمَئِذٍ» ظَرْفٌ لِنَاضِرَةٍ، وَلَوْ لَمْ يَكُنِ الْمَقَامُ مَقَامُ تَفْصِيلٍ لَكَانَ وَصْفُ النَّكِرَةِ بِقَوْلِهِ: ناضِرَةٌ مُسَوِّغًا لِلِابْتِدَاءِ بِهَا، وَلَكِنْ مَقَامُ التَّفْصِيلِ بِمَجَرَّدِهِ مُسَوِّغٌ لِلِابْتِدَاءِ بِالنَّكِرَةِ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ أَيْ: كَالِحَةٌ
(١). هو امرؤ القيس.
(٢). «تشب» : توقد. «القفال» : جمع قافل، وهو الراجع من السفر.
407
عَابِسَةٌ كَئِيبَةٌ. قَالَ فِي الصِّحَاحِ: بَسَرَ الرَّجُلُ وَجْهَهُ بُسُورًا، أَيْ: كَلَحَ. قَالَ السُّدِّيُّ: باسِرَةٌ أَيْ:
مُتَغَيِّرَةٌ، وَقِيلَ: مُصْفَرَّةٌ، وَالْمُرَادُ بِالْوُجُوهِ هُنَا وَجُوهُ الْكُفَّارِ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ الْفَاقِرَةُ: الدَّاهِيَةُ الْعَظِيمَةُ، يُقَالُ: فَقَرْتُهُ الْفَاقِرَةُ، أَيْ: كَسَرَتْ فَقَارَ ظَهْرِهِ. قَالَ قَتَادَةُ: الْفَاقِرَةُ: الشَّرُّ، وَقَالَ السُّدِّيُّ:
الْهَلَاكُ، وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: دُخُولُ النار. وأصل الفاقرة: الوسم عَلَى أَنْفِ الْبَعِيرِ بِحَدِيدَةٍ أَوْ نَارٍ حَتَّى يخلص إِلَى الْعَظْمِ، كَذَا قَالَ الْأَصْمَعِيُّ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمْ: قَدْ عَمِلَ بِهِ الْفَاقِرَةَ. قَالَ النَّابِغَةُ:
أبى لِي قَبْرٌ لَا يَزَالُ مُقَابِلِي وَضَرْبَةُ فَأْسٍ فَوْقَ رَأْسِي فَاقِرَهْ
وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سألت ابن عباس عن قوله: لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ قَالَ: يُقْسِمُ رَبُّكَ بِمَا شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ، قُلْتُ: وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ قَالَ: النَّفْسُ اللَّؤُومُ «١»، قُلْتُ: أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ- بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ قَالَ: لَوْ شَاءَ لِجَعَلَهُ خُفًّا أَوْ حَافِرًا. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ اللَّوَّامَةِ قَالَ:
الْمَذْمُومَةُ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ: الَّتِي تَلُومُ عَلَى الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، تَقُولُ: لَوْ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا. وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ: تَنْدَمُ عَلَى مَا فَاتَ وَتَلُومُ عَلَيْهِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ قَالَ: يَمْضِي قُدُمًا. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فِي الْآيَةِ قَالَ:
هُوَ الْكَافِرُ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالْحِسَابِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي الْآيَةِ قَالَ: يَعْنِي الْأَمَلَ، يَقُولُ: أَعْمَلُ ثُمَّ أَتُوبُ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي ذَمِّ الْأَمَلِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ، عَنْهُ أَيْضًا فِي الْآيَةِ قَالَ: يُقَدِّمُ الذَّنْبَ وَيُؤَخِّرُ التَّوْبَةَ. وَأَخْرَجَ الْفِرْيَابِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ، عَنْهُ أَيْضًا بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ يَقُولُ: سَوْفَ أتوب يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ قَالَ: يَقُولُ مَتَى يَوْمَ القيامة، قال: فبين له فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ قَالَ:
فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ يَعْنِي الْمَوْتُ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: لَا وَزَرَ قَالَ: لَا حِصْنَ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طُرُقٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ:
لَا وَزَرَ قَالَ: لَا حِصْنَ وَلَا مَلْجَأَ، وَفِي لَفْظٍ: لَا حِرْزَ، وَفِي لَفْظٍ: لَا جَبَلَ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قوله: يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ
قَالَ:
بِمَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلٍ، وَأَخَّرَ مِنْ سُنَّةٍ عَمِلَ بِهَا مَنْ بَعْدَهُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ. وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِمَا قَدَّمَ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَأَخَّرَ مِنَ الطَّاعَةِ فَيُنَبَّأُ بِذَلِكَ.
وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ مِنْ طُرُقٍ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
قَالَ:
شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ وَحْدَهُ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ
قَالَ: وَلَوِ اعْتَذَرَ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي
(١). في الدر المنثور (٨/ ٣٤٢) : الملومة. [.....]
408
حَاتِمٍ عَنْهُ بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
قَالَ: سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَيَدَيْهِ وَرَجْلَيْهِ وَجَوَارِحِهِ وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ
قَالَ: وَلَوْ تَجَرَّدَ مِنْ ثِيَابِهِ.
وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، فَكَانَ يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ مَخَافَةَ أَنْ يَتَفَلَّتَ مِنْهُ يُرِيدُ أَنْ يَحْفَظَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
قَالَ: يَقُولُ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ ثُمَّ تَقْرَأَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ
يَقُولُ: إِذَا أَنْزَلْنَاهُ عَلَيْكَ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
فَاسْتَمَعْ لَهُ وأنصت ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ أن نبيّه بِلِسَانِكَ، وَفِي لَفْظٍ: عَلَيْنَا أَنْ نَقْرَأَهُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ. وَفِي لَفْظٍ: اسْتَمِعْ، فَإِذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللَّهِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ فَإِذا قَرَأْناهُ
قَالَ: بَيَّنَّاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
يَقُولُ:
اعْمَلْ بِهِ. وَأَخْرَجَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِ الزُّهْدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ قَالَ: عُجِّلَتْ لَهُمُ الدُّنْيَا شَرُّهَا وَخَيْرُهَا، وَغُيِّبَتِ الْآخِرَةِ.
وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ قَالَ: نَاعِمَةٌ. وَأَخْرَجَ ابن المنذر، والآجري في الشريعة، واللالكائي فِي السُّنَّةِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الرُّؤْيَةِ، عَنْهُ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ قَالَ: يَعْنِي حُسْنَهَا إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ قَالَ: نَظَرَتْ إِلَى الْخَالِقِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ أَيْضًا إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ قَالَ:
تَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهَا. وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ- إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ قَالَ: يَنْظُرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ بِلَا كَيْفِيَّةٍ وَلَا حَدٍّ مَحْدُودٍ وَلَا صِفَةٍ مَعْلُومَةً». وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:
«هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟ قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ». وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ. وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ أَحَادِيثَ الرُّؤْيَةِ مُتَوَاتِرَةٌ فَلَا نُطِيلُ بِذِكْرِهَا، وَهِيَ تَأْتِي فِي مُصَنَّفٍ مُسْتَقِلٍّ، وَلَمْ يَتَمَسَّكْ مَنْ نَفَاهَا وَاسْتَبْعَدَهَا بِشَيْءٍ يَصْلُحُ لِلتَّمَسُّكِ بِهِ لَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَلَا مِنْ سُنَّةِ رَسُولِهِ.
وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَالطَّبَرَانِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَالْحَاكِمُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: «إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يُنْظَرُ إِلَى جِنَانِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَنَعِيمِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مَسِيرَةَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَأَكْرَمُهُمْ عَلَى اللَّهِ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غَدْوَةً وَعَشِيَّةً، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ- إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ». وأخرجه أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِهِ بِلَفْظِ: «إِنَّ أَفْضَلَهُمْ مَنْزِلَةً لَيَنْظُرُ فِي وَجْهِ اللَّهِ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ». وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَصَحَّحَهُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا، قَالَ: هَلْ تَرَوْنَ الشَّمْسَ فِي يَوْمٍ لَا غَيْمَ فِيهِ، وَتَرَوْنَ الْقَمَرَ فِي لَيْلَةٍ لَا غَيْمَ فِيهَا؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَزَّ وجلّ، حتى إن أحدكم
409
﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللّوّامة ﴾ ذهب قوم إلى أنه سبحانه أقسم بالنفس اللوّامة كما أقسم بيوم القيامة، فيكون الكلام في «لا » هذه كالكلام في الأولى، وهذا قول الجمهور. وقال الحسن : أقسم بيوم القيامة ولم يقسم بالنفس اللوّامة. قال الثعلبي : والصحيح أنه أقسم بهما جميعاً، ومعنى النفس اللوامة : النفس التي تلوم صاحبها على تقصيره، أو تلوم جميع النفوس على تقصيرها. قال الحسن : هي والله نفس المؤمن، لا يرى المؤمن إلاّ يلوم نفسه ما أردت بكذا ما أردت بكذا، والفاجر لا يعاتب نفسه. قال مجاهد : هي التي تلوم على ما فات وتندم، فتلوم نفسها على الشرّ لم تعمله ؟ وعلى الخير لم لم تستكثر منه ؟ قال الفرّاء : ليس من نفس برّة ولا فاجرة إلاّ وهي تلوم نفسها، إن كانت عملت خيراً قالت : هلا ازددت، وإن كانت عملت سوءاً قالت : ليتني لم أفعل. وعلى هذا فالكلام خارج مخرج المدح للنفس، فيكون الإِقسام بها حسناً سائغاً. وقيل : اللوّامة هي الملومة المذمومة، فهي صفة ذمّ، وبهذا احتج من نفى أن يكون قسماً، إذ ليس لنفس العاصي خطر يقسم به. قال مقاتل : هي نفس الكافر يلوم نفسه ويتحسر في الآخرة على ما فرط في جنب الله، والأوّل أولى.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ ﴾ المراد بالإنسان الجنس. وقيل : الإنسان الكافر، والهمزة للإنكار، وأن هي المخففة من الثقيلة، واسمها ضمير شأن محذوف، والمعنى : أيحسب الإنسان أن الشأن أن لن نجمع عظامه بعد أن صارت رفاتاً، فنعيدها خلقاً جديداً، وذلك حسبان باطل، فإنا نجمعها، وما يدلّ عليه هذا الكلام هو جواب القسم. قال الزجاج : أقسم بيوم القيامة وبالنفس اللوّامة ليجمعنّ العظام للبعث، فهذا جواب القسم. وقال النحاس : جواب القسم محذوف : أي ليبعثنّ، والمعنى : أن الله سبحانه يبعث جميع أجزاء الإنسان، وإنما خصّ العظام لأنها قالب الخلق.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ «بلى » إيجاب لما بعد النفي المنسحب إليه الاستفهام، والوقف على هذا اللفظ وقف حسن، ثم يبتدئ الكلام بقوله :﴿ قادرين ﴾ وانتصاب ﴿ قادرين ﴾ على الحال : أي بلى نجمعها قادرين، فالحال من ضمير الفعل المقدّر، وقيل المعنى : بل نجمعها نقدر قادرين. قال الفراء : أي نقدر، ونقوى قادرين على أكثر من ذلك. وقال أيضاً : إنه يصلح نصبه على التكرير : أي بلى فليحسبنا قادرين. وقيل التقدير : بلى كنا قادرين. وقرأ ابن أبي عبلة وابن السميفع «بلى قادرون » على تقدير مبتدأ : أي بلى نحن قادرون، ومعنى ﴿ على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ على أن نجمع بعضها إلى بعض، فنردّها كما كانت مع لطافتها وصغرها، فكيف بكبار الأعضاء، فنبه سبحانه بالبنان، وهي الأصابع على بقية الأعضاء، وأن الاقتدار على بعثها وإرجاعها كما كانت أولى في القدرة من إرجاع الأصابع الصغيرة اللطيفة المشتملة على المفاصل والأظافر والعروق اللطاف والعظام الدقاق، فهذا وجه تخصيصها بالذكر، وبهذا قال الزجاج وابن قتيبة. وقال جمهور المفسرين : إن معنى الآية : أن نجعل أصابع يديه ورجليه شيئًا واحداً. كخف البعير وحافر الحمار صفيحة واحدة لا شقوق فيها، فلا يقدر على أن ينتفع بها في الأعمال اللطيفة كالكتابة والخياطة ونحوهما، ولكنا فرقنا أصابعه لينتفع بها. وقيل المعنى : بل نقدر على أن نعيد الإنسان في هيئة البهائم، فكيف في صورته التي كان عليها، والأوّل أولى، ومنه قول عنترة :
وإن الموت طوع يدي إذا ما وصلت بنانها بالهندوان
فنبه بالبنان على بقية الأعضاء.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ هو عطف على ﴿ أيحسب ﴾، إما على أنه استفهام مثله، وأضرب عن التوبيخ بذلك إلى التوبيخ بهذا، أو على أنه إيجاب انتقل إليه من الاستفهام. والمعنى : بل يريد الإنسان أن يقدم فجوره فيما بين يديه من الأوقات، وما يستقبله من الزمان، فيقدم الذنب ويؤخر التوبة. قال ابن الأنباري : يريد أن يفجر ما امتدّ عمره، وليس في نيته أن يرجع عن ذنب يرتكبه. قال مجاهد والحسن وعكرمة والسديّ وسعيد بن جبير : يقول سوف أتوب ولا يتوب حتى يأتيه الموت. وهو على أشرّ أحواله. قال الضحاك : هو الأمل، يقول سوف أعيش وأصيب من الدنيا، ولا يذكر الموت، والفجور أصله : الميل عن الحقّ، فيصدق على كل من مال عن الحق بقول أو فعل، ومنه قول الشاعر :
أقسم بالله أبو حفص عمر *** ما مسها من نقب ولا دبر
اغفر له اللَّهم إن كان فجر ***. . .
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

وجملة ﴿ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ مستأنفة لبيان معنى يفجر، والمعنى : يسأل متى يوم القيامة سؤال استبعاد واستهزاء.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ فَإِذَا بَرِقَ البصر ﴾ أي فزع وتحير من برق الرجل : إذا نظر إلى البرق فدهش بصره. قرأ الجمهور :﴿ بَرِقَ ﴾ بكسر الراء. قال أبو عمرو بن العلاء والزجاج وغيرهما : المعنى تحير فلم يطرف، ومنه قول ذي الرّمة :
ولو أن لقمان الحكيم تعرّضت لعيني ميّ بسافراً كاد يبرق
وقال الخليل والفراء :﴿ بَرِقَ ﴾ بالكسر : فزع وبهت وتحير، والعرب تقول للإنسان المبهوت : قد برق فهو بارق وأنشد الفرّاء :
ونفسك فانع ولا تنعني وداو الكلوم ولا تبرق
أي لا تفزع من كثرة الكلوم التي بك. وقرأ نافع وأبان عن عاصم :«بَرَقَ » بفتح الراء : أي لمع بصره من شدة شخوصه للموت. قال مجاهد وغيره : هذا عند الموت، وقيل : برق يبرق شق عينيه وفتحهما. وقال أبو عبيدة : فتح الراء وكسرها لغتان بمعنى ﴿ وَخَسَفَ القمر ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ وَخَسَفَ القمر ﴾ قرأ الجمهور :﴿ خَسَفَ ﴾ بفتح الخاء والسين مبنياً للفاعل. وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى والأعرج وابن أبي عبلة وأبو حيوة بضم الخاء وكسر السين مبنياً للمفعول، ومعنى ﴿ وخسف القمر ﴾ : ذهب ضوءه ولا يعود كما يعود إذا خسف في الدنيا، ويقال خسف : إذا ذهب جميع ضوئه، وكسف : إذا ذهب بعض ضوئه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ وَجُمِعَ الشمس والقمر ﴾ أي ذهب ضوءهما جميعاً، ولم يقل جمعت لأن التأنيث مجازيّ. قاله المبرد. وقال أبو عبيدة : هو لتغليب المذكر على المؤنث. وقال الكسائي : حمل على معنى جمع النيران. وقال الزجاج والفراء : ولم يقل جمعت لأن المعنى جمع بينهما في ذهاب نورهما. وقيل : جمع بينهما في طلوعهما من الغرب أسودين مكوّرين مظلمين. قال عطاء : يجمع بينهما يوم القيامة، ثم يقذفان في البحر فيكونان نار الله الكبرى. وقيل : تجمع الشمس والقمر فلا يكون هناك تعاقب ليل ونهار. وقرأ ابن مسعود :«وجمع بين الشمس والقمر ».
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ يَقُولُ الإنسان يَوْمَئِذٍ أَيْنَ المفرّ ﴾ أي يقول عند وقوع هذه الأمور : أين المفرّ ؟ : أي الفرار، والمفرّ مصدر بمعنى الفرار. قال الفراء : يجوز أن يكون موضع الفرار، ومنه قول الشاعر :
أين المفرّ والكباش تنتطح وكل كبش فرّ منها يفتضح
قال الماوردي : يحتمل وجهين : أحدهما ابن المفرّ من الله سبحانه استحياء منه. والثاني أين المفرّ من جهنم حذراً منها. وقرأ الجمهور :﴿ أَيْنَ المَفَرّ ﴾ بفتح الميم والفاء مصدراً كما تقدّم. وقرأ ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة بفتح الميم وكسر الفاء على أنه اسم مكان : أي أين مكان الفرار. وقال الكسائي : هما لغتان مثل مدب ومدب، ومصح ومصح، وقرأ الزهري بكسر الميم وفتح الفاء على أن المراد به الإنسان الجيد الفرار، ومنه قول امرئ القيس :
مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل
أي جيد الفرّ والكرّ.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ كَلاَّ لاَ وَزَرَ ﴾ أي لا جبل ولا حصن ولا ملجأ من الله. وقال ابن جبير : لا محيص ولا منعة. والوزر في اللغة : ما يلجأ إليه الإنسان من حصن، أو جبل أو غيرهما، ومنه قول طرفة :
ولقد تعلم بكر أننا *** فاضلوا الرأي وفي الروع وزر
وقال آخر :
لعمري ما للفتى من وزر *** من الموت يدركه والكبر
قال السديّ : كانوا إذا فزعوا في الدنيا تحصنوا بالجبال، فقال لهم الله : لا وزر يعصمكم مني يومئذٍ، وكلاّ للردع، أو لنفي ما قبلها، أو بمعنى حقاً.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ إلى رَبّكَ يَوْمَئِذٍ المستقر ﴾ أي المرجع والمنتهى والمصير لا إلى غيره. وقيل : إليه الحكم بين العباد لا إلى غيره. وقيل المستقر : الاستقرار حيث يقرّه الله.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ أي يخبر يوم القيامة بما عمل من خير وشرّ. وقال قتادة : بما عمل من طاعة، وما أخر من طاعة فلم يعمل بها. وقال زيد بن أسلم : بما قدّم من أمواله وما خلف للورثة. وقال مجاهد : بأوّل عمله وآخره. وقال الضحاك : بما قدّم من فرض وأخر من فرض. قال القشيري : هذا الإنباء يكون يوم القيامة عند وزن الأعمال، ويجوز أن يكون عند الموت. قال القرطبي : والأوّل أظهر.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ بَلِ الإِنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ ارتفاع بصيرة على أنها خبر الإنسان، على نفسه متعلق ببصيرة. قال الأخفش : جعله هو البصيرة، كما تقول للرجل : أنت حجة على نفسك. وقيل المعنى : إن جوارحه تشهد عليه بما عمل كما في قوله :﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [ النور : ٢٤ ] وأنشد الفرّاء :
كأن على ذي العقل عينا بصيرة بمقعده أو منظر هو ناظر
فيكون المعنى : بل جوارح الإنسان عليه شاهدة. قال أبو عبيدة والقتيبي : إن هذه الهاء في بصيرة هي التي يسميها أهل الإعراب هاء المبالغة، كما في قولهم : علامة. وقيل : المراد بالبصيرة الكاتبان اللذان يكتبان ما يكون منه من خير وشرّ، والتاء على هذا للتأنيث. وقال الحسن : أي بصير بعيوب نفسه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ أي ولو اعتذر وجادل عن نفسه لم ينفعه ذلك. يقال : معذرة ومعاذير. قال الفرّاء : أي وإن اعتذر فعليه من يكذب عذره. وقال الزجاج : المعاذير الستور والواحد معذار : أي وإن أرخى الستور يريد أن يخفي نفسه فنفسه شاهدة عليه، كذا قال الضحاك والسديّ. والستر بلغة اليمن يقال له : معذار، كذا قال المبرد، ومنه قول الشاعر :
ولكنها ضنت بمنزل ساعة علينا وأطت يومها بالمعاذر
والأوّل أولى، وبه قال مجاهد وقتادة وسعيد بن جبير وابن زيد وأبو العالية ومقاتل ومثله قوله :﴿ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظالمين مَعْذِرَتُهُمْ ﴾ [ غافر : ٥٢ ]. وقوله :﴿ وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ﴾ [ المرسلات : ٣٦ ]. وقول الشاعر :
فما حسن أن يعذر المرء نفسه وليس له من سائر الناس عاذر
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرّك شفتيه ولسانه بالقرآن إذا أنزل عليه قبل فراغ جبريل من قراءة الوحي حرصاً على أن يحفظه صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية : أي لا تحرّك بالقرآن لسانك عند إلقاء الوحي لتأخذه على عجل مخافة أن يتفلت منك، ومثل هذا قوله :﴿ وَلاَ تَعْجَلْ بالقرآن مِن قَبْلِ أَن يقضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ﴾ [ طه : ١١٤ ] الآية.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ ﴾ في صدرك حتى لا يذهب عليك منه شيء ﴿ وَقُرْآنَهُ ﴾ أي إثبات قراءته في لسانك. قال الفرّاء : القراءة والقرآن مصدران. وقال قتادة :﴿ فاتبع قُرْآنَهُ ﴾ أي شرائعه وأحكامه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ أي أتممنا قراءته عليك بلسان جبريل ﴿ فاتبع قُرْآنَهُ ﴾ أي قراءته.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أي تفسير ما فيه من الحلال والحرام وبيان ما أشكل منه. قال الزجاج : المعنى علينا أن ننزله عليك قرآناً عربياً فيه بيان للناس. وقيل المعنى : إن علينا أن نبينه بلسانك.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ كلا للردع عن العجلة والترغيب في الأناة. وقيل : هي ردع لمن لا يؤمن بالقرآن وبكونه بيناً من الكفار. قال عطاء : أي لا يؤمن أبو جهل بالقرآن وبيانه. قرأ أهل المدينة والكوفيون :﴿ بَلْ تُحِبُّونَ ﴾﴿ وَتَذَرُونَ ﴾ بالفوقية في الفعلين جميعاً.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ وتذرون ﴾ بالفوقية في الفعلين جميعاً. وقرأ الباقون بالتحتية فيهما، فعلى القراءة الأولى يكون الخطاب لهم تقريعاً وتوبيخاً، وعلى القراءة الثانية يكون الكلام عائداً إلى الإنسان لأنه بمعنى الناس، والمعنى : تحبون الدنيا وتتركون ﴿ الآخرة ﴾ فلا تعملون لها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ أي ناعمة غضة حسنة، يقال : شجر ناضر وروض ناضر : أي حسن ناعم، ونضارة العيش حسنه وبهجته. قال الواحدي والمفسرون : يقولون مضيئة مسفرة مشرقة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ هذا من النظر : أي إلى خالقها ومالك أمرها ناظرة : أي تنظر إليه، هكذا قال جمهور أهل العلم، والمراد به ما تواترت به الأحاديث الصحيحة من أن العباد ينظرون ربهم يوم القيامة، كما ينظرون إلى القمر ليلة البدر. قال ابن كثير : وهذا بحمد الله مجمع عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة، كما هو متفق عليه بين أئمة الإسلام وهداة الأنام. وقال مجاهد : إن النظر هنا انتظار ما لهم عند الله من الثواب، وروي نحوه عن عكرمة. وقيل : لا يصح هذا إلاّ عن مجاهد وحده. قال الأزهري : وقول مجاهد خطأ لأنه لا يقال : نظر إلى كذا بمعنى الانتظار، وإن قول القائل : نظرت إلى فلان ليس إلاّ رؤية عين، إذا أرادوا الانتظار قالوا : نظرته، كما في قول الشاعر :
فإنكما إن تنظراني ساعة من الدهر تنفعني لدى أمّ جندب
فإذا أرادوا نظر العين قالوا : نظرت إليه، كما قال الشاعر :
نظرت إليها والنجوم كأنها مصابيح رهبان تشب لفعال
وقول الآخر :
إني إليك لما وعدت لناظر نظر الفقير إلى الغنيّ الموسر
أي انظر إليك نظر ذلّ كما ينظر الفقير إلى الغنيّ، وأشعار العرب وكلماتهم في هذا كثيرة جدّاً.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

و﴿ وجوه ﴾ مبتدأ، وجاز الابتداء به مع كونه نكرة لأن المقام مقام تفصيل، و«ناضرة » صفة لوجوه، و«يومئذٍ » ظرف لناضرة، ولو لم يكن المقام مقام تفصيل لكان وصف النكرة بقوله :﴿ نَّاضِرَةٌ ﴾ مسوّغاً للابتداء بها، ولكن مقام التفصيل بمجرّده مسوّغ للابتداء بالنكرة. ﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ﴾ أي كالحة عابسة كئيبة. قال في الصحاح : بسر الرجل وجهه بسوراً : أي كلح. قال السديّ : باسرة : أي متغيرة. وقيل : مصفرّة، والمراد بالوجوه هنا وجوه الكفار.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

﴿ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ﴾ الفاقرة : الداهية العظيمة، يقال : فقرته الفاقرة : أي كسرت فقار ظهره. قال قتادة : الفاقرة الشرّ، وقال السديّ : الهلاك، وقال ابن زيد : دخول النار. وأصل الفاقرة : الوشم على أنف البعير بحديدة أو نار حتى تخلص إلى العظم، كذا قال الأصمعي، ومن هذا قولهم : قد عمل به الفاقرة. قال النابغة :
أبا لي قبر لا يزال مقابلي وضربة فأس فوق رأسي فاقره
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ قال : يقسم ربك بما شاء من خلقه، قلت :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : النفس اللؤوم، قلت :﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ بلى قادرين على أَن نُّسَوّيَ بَنَانَهُ ﴾ قال : لو شاء لجعله خفاً أو حافراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه. ﴿ اللوّامة ﴾ قال : المذمومة. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أيضاً قال : التي تلوم على الخير والشرّ تقول : لو فعلت كذا وكذا. وأخرج ابن المنذر عنه أيضاً قال : تندم على ما فات وتلوم عليه. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً ﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ قال : يمضي قدماً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : هو الكافر الذي يكذب بالحساب. وأخرج ابن جرير عنه أيضاً في الآية قال : يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الأمل، والبيهقي في الشعب عنه أيضاً في الآية قال : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عنه أيضاً :﴿ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ﴾ يقول : سوف أتوب ﴿ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة ؟ قال : فبين له ﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾. وأخرج ابن جرير عنه قال :﴿ إِذَا بَرِقَ البصر ﴾ يعني : الموت.
وأخرج عبد ابن حميد وابن أبي الدنيا وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لاَ وَزَرَ ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ : لا حرز، وفي لفظ : لا جبل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ يُنَبَّؤُ الإنسان يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ قال : بما قدّم من عمل، وأخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شرّ. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : بما قدّم من المعصية وأخر من الطاعة فينبؤ بذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طرق عنه في قوله :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : شهد على نفسه وحده ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو اعتذر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه :﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ﴾ قال : سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه ﴿ وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾ قال : ولو تجرّد من ثيابه.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرّك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله ﴿ لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ ﴾ قال : يقول إنّ علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرأه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ أن نبينه بلسانك، وفي لفظ : علينا أن نقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ : استمع، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ﴿ فَإِذَا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قُرْءانَهُ ﴾ يقول : اعمل به. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا شرّها وخيرها، وغيبت الآخرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : ناعمة. وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عنه :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : نظرت إلى الخالق. وأخرج ابن مردويه عنه أيضاً ﴿ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حدّ محدود ولا صفة معلومة» وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال :«قال الناس : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال :«هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال : فهل تضارّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك». وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة نحوه. وقد قدّمنا أن أحاديث الرؤية متواترة فلا نطيل بذكرها، وهي تأتي في مصنف مستقلّ، ولم يتمسك من نفاها واستبعدها بشيء يصلح للتمسك به لا من كتاب الله ولا من سنة رسوله. وقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والدارقطني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية»، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ ﴾. وأخرجه أحمد في المسند من حديثه بلفظ «إن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرّتين». وأخرج النسائي والدارقطني وصححه وأبو نعيم عن أبي هريرة قال : قلنا «يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم، قال : فإنكم سترون ربكم عزّ وجلّ، حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا».

ليحاضره رَبَّهُ مُحَاضَرَةً، فَيَقُولُ: عَبْدِي هَلْ تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: أَلَمْ تَغْفِرْ لِي؟ فَيَقُولُ: بمغفرتي صرت إلى هذا».
[سورة القيامة (٧٥) : الآيات ٢٦ الى ٤٠]
كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (٢٦) وَقِيلَ مَنْ راقٍ (٢٧) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (٢٨) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (٣٠)
فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (٣١) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٣٢) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (٣٣) أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٤) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٥)
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (٣٧) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣٩) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (٤٠)
قَوْلُهُ: كَلَّا رَدْعٌ وَزَجْرٌ، أَيْ: بَعِيدٌ أَنْ يُؤْمِنَ الْكَافِرُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ، فَقَالَ: إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ أَيْ: بَلَغَتِ النَّفْسُ أَوِ الرُّوحُ التَّرَاقِيَ، وَهِيَ جَمْعُ تَرْقُوَةٍ، وَهِيَ عظم بين نقرة النَّحْرِ وَالْعَاتِقِ، وَيُكَنَّى بِبُلُوغِ النَّفْسِ التَّرَاقِي عَنِ الْإِشْفَاءِ عَلَى الْمَوْتِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ «١» وَقِيلَ:
مَعْنَى كَلَّا حَقًّا، أَيْ: حَقًّا أَنَّ الْمَسَاقَ إِلَى اللَّهِ إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ، وَالْمَقْصُودُ تَذْكِيرُهُمْ شِدَّةَ الْحَالِ عِنْدَ نُزُولِ الْمَوْتِ. قَالَ دريد بن الصّمّة:
وربّ كريهة دافعت عنهم وَقَدْ بَلَغَتْ نُفُوسُهُمُ التَّرَاقِيَ
وَقِيلَ مَنْ راقٍ
أَيْ: قَالَ مَنْ حَضَرَ صَاحِبُهَا: مَنْ يَرْقِيهِ وَيَشْتَفِي بَرُقْيَتِهِ؟.. قَالَ قَتَادَةُ: الْتَمَسُوا لَهُ الْأَطِبَّاءَ فَلَمْ يُغْنُوا عَنْهُ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ شَيْئًا، وَبِهِ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
هل للفتى من بنات الدّهر من واق أَمْ هَلْ لَهُ مِنْ حِمَامِ الْمَوْتِ مِنْ راق
وَقَالَ أَبُو الْجَوْزَاءِ: هُوَ مِنْ رَقَى يَرْقَى إِذَا صَعِدَ، وَالْمَعْنَى: مَنْ يَرْقَى بِرُوحِهِ إِلَى السَّمَاءِ أَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ أَمْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ؟ وَقِيلَ: إِنَّهُ يَقُولُ ذَلِكَ مَلَكُ الْمَوْتِ، وَذَلِكَ أَنَّ نَفْسَ الْكَافِرِ تَكْرَهُ الْمَلَائِكَةُ قُرْبَهَا وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ أَيْ: وَأَيْقَنَ الَّذِي بَلَغَتْ رُوحُهُ التَّرَاقِي أَنَّهُ الْفِرَاقُ مِنَ الدُّنْيَا وَمِنَ الْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْوَلَدِ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ أَيِ: الْتَفَّتْ سَاقُهُ بِسَاقِهِ عِنْدَ نُزُولِ الْمَوْتِ بِهِ. وَقَالَ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ: الْمَعْنَى تَتَابَعَتْ عَلَيْهِ الشَّدَائِدُ. وَقَالَ الْحَسَنُ: هُمَا سَاقَاهُ إِذَا الْتَفَّتَا فِي الْكَفَنِ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: الْتَفَّتْ سَاقُ الْكَفَنِ بِسَاقِ الميت، وقيل: ماتت رجلاه ويبست ساقاه فلم تَحْمِلَاهُ، وَقَدْ كَانَ جَوَّالًا عَلَيْهِمَا. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ شَدِيدَانِ: النَّاسُ يُجَهِّزُونَ جَسَدَهُ، وَالْمَلَائِكَةُ يُجَهِّزُونَ رُوحَهُ. وَبِهِ قَالَ ابْنُ زَيْدٍ. وَالْعَرَبُ لَا تَذْكُرُ السَّاقَ إِلَّا فِي الشَّدَائِدِ الْكِبَارِ، وَالْمِحَنِ الْعِظَامِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قَامَتِ الْحَرْبُ عَلَى سَاقٍ. وَقِيلَ: السَّاقُ الْأَوَّلُ تَعْذِيبُ رُوحِهِ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ، وَالسَّاقُ الْآخِرُ شِدَّةُ الْبَعْثِ وَمَا بَعْدَهُ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ أَيْ: إِلَى خَالِقِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَرْجِعُ، وَذَلِكَ جَمْعُ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ يُسَاقُونَ إِلَيْهِ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى أي: لم يصدّق بالرسالة
(١). الواقعة: ٨٣.
410
وَلَا بِالْقُرْآنِ، وَلَا صَلَّى لِرَبِّهِ، وَالضَّمِيرُ يَرْجِعُ إِلَى الْإِنْسَانِ الْمَذْكُورِ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ. قَالَ قَتَادَةُ: فَلَا صَدَّقَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَلَا صَلَّى لِلَّهِ، وَقِيلَ: فَلَا آمَنَ بِقَلْبِهِ وَلَا عَمِلَ بِبَدَنِهِ. قَالَ الْكِسَائِيُّ لَا بِمَعْنَى لَمْ، وَكَذَا قَالَ الْأَخْفَشُ:
وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا ذَهَبَ، أَيْ: لَمْ يَذْهَبْ، وَهَذَا مُسْتَفِيضٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ، وَمِنْهُ:
إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمًّا وأيّ عبد لك لا أَلَمَّا
وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى أَيْ: كَذَّبَ بِالرَّسُولِ وَبِمَا جَاءَ بِهِ، وَتَوَلَّى عَنِ الطَّاعَةِ وَالْإِيمَانِ ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَيْ: يَتَبَخْتَرُ وَيَخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ افْتِخَارًا بِذَلِكَ. وَقِيلَ: هُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْمَطِيِّ وَهُوَ الظَّهْرُ، وَالْمَعْنَى: يَلْوِي مَطَاهُ. وَقِيلَ: أَصْلُهُ يَتَمَطَّطُ، وَهُوَ التَّمَدُّدُ وَالتَّثَاقُلُ، أَيْ: يَتَثَاقَلُ وَيَتَكَاسَلُ عَنِ الدَّاعِي إِلَى الْحَقِّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى - ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى أَيْ: وَلِيَكَ الْوَيْلَ، وَأَصْلُهُ أَوْلَاكَ اللَّهُ مَا تَكْرَهُهُ، وَاللَّامُ مَزِيدَةٌ كَمَا فِي رَدِفَ لَكُمْ «١» وهذا تهديد شديد، والتكرير للتأكيد، أي: يتكرر عَلَيْكَ ذَلِكَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ.
قَالَ الْوَاحِدِيُّ: قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ أَبِي جَهْلٍ، ثُمَّ قَالَ: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: بِأَيِّ شَيْءٍ تُهَدِّدُنِي لَا تَسْتَطِيعُ أَنْتَ وَلَا رَبُّكَ أَنْ تَفْعَلَا بِي شَيْئًا، وَإِنِّي لَأَعَزُّ أَهْلِ هَذَا الْوَادِي، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: الْوَيْلُ لَكَ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْخَنْسَاءِ:
هَمَمْتُ بِنَفْسِي كل الهموم فَأَوْلَى لِنَفْسِي أَوْلَى لَهَا
وَعَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّهُ الْوَيْلُ، قِيلَ: هُوَ مِنَ الْمَقْلُوبِ كَأَنَّهُ قِيلَ: أَوَيْلٌ لَكَ، ثُمَّ أَخَّرَ الْحَرْفَ الْمُعْتَلَّ. قِيلَ: وَمَعْنَى التَّكْرِيرِ لِهَذَا اللَّفْظِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، وَالْوَيْلُ لَكَ حَيًّا، وَالْوَيْلُ لَكَ مَيْتًا، وَالْوَيْلُ لَكَ يَوْمَ الْبَعْثِ، وَالْوَيْلُ لَكَ يَوْمَ تَدْخُلُ النَّارَ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى: إِنَّ الذَّمَّ لَكَ أَوْلَى لَكَ مِنْ تَرْكِهِ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى: أَنْتَ أَوْلَى وَأَجْدَرُ بِهَذَا الْعَذَابِ قَالَهُ ثَعْلَبٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: أَوْلَى فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مَعْنَاهُ مُقَارَبَةُ الْهَلَاكِ. قَالَ الْمُبَرِّدُ: كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ وَلِيتُ الْهَلَاكَ وَقَدْ دَانَيْتَهُ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْوَلِيِّ، وَهُوَ الْقُرْبُ، وَأَنْشَدَ الْفَرَّاءُ:
فَأَوْلَى أَنْ يَكُونَ لَكَ الْوَلَاءُ «٢»
أَيْ: قَارِبَ أَنْ يَكُونَ لَكَ، وَأَنْشَدَ أَيْضًا:
أَوْلَى لِمَنْ هَاجَتْ لَهُ أَنْ يُكَمَّدَا
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً أَيْ: هَمَلًا، لَا يُؤْمَرُ وَلَا يُنْهَى، وَلَا يُحَاسَبُ وَلَا يُعَاقَبُ، وَقَالَ السُّدِّيُّ: مَعْنَاهُ الْمُهْمَلُ، وَمِنْهُ إِبِلٌ سُدًى، أَيْ: تَرْعَى بِلَا رَاعٍ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى: أَيَحْسَبُ أَنْ يُتْرَكَ فِي قَبْرِهِ كَذَلِكَ أَبَدًا لَا يُبْعَثُ. وَجُمْلَةُ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى مُسْتَأْنَفَةٌ، أَيْ: أَلَمْ يَكُ ذَلِكَ الْإِنْسَانُ قَطْرَةً مِنْ مَنِيٍّ يُرَاقُ فِي الرَّحِمِ، وَسْمِي الْمَنِيُّ مَنِيًّا لِإِرَاقَتِهِ، وَالنُّطْفَةُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ، يُقَالُ: نَطَفَ الماء إذا قطر.
(١). النمل: ٧٢.
(٢). في القرطبي قاله الأصمعي هكذا: وأولى أن يكون له الولاء.
411
قَرَأَ الْجُمْهُورُ أَلَمْ يَكُ بِالتَّحْتِيَّةِ عَلَى إِرْجَاعِ الضَّمِيرِ إِلَى الْإِنْسَانِ. وَقَرَأَ الْحَسَنُ بِالْفَوْقِيَّةِ عَلَى الِالْتِفَاتِ إِلَيْهِ تَوْبِيخًا لَهُ. وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ أَيْضًا: تُمْنَى بِالْفَوْقِيَّةِ عَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ لِلنُّطْفَةِ. وَقَرَأَ حَفْصٌ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَمُجَاهِدٌ وَيَعْقُوبُ بِالتَّحْتِيَّةِ عَلَى أَنَّ الضَّمِيرَ لِلْمَنِيِّ، وَرُوِيَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وَاخْتَارَهَا أَبُو حَاتِمٍ ثُمَّ كانَ عَلَقَةً أَيْ: كَانَ بَعْدَ النُّطْفَةِ عَلَقَةً، أَيْ: دَمًا فَخَلَقَ أَيْ: فَقَدَّرَ بِأَنْ جَعَلَهَا مُضْغَةً مُخَلَّقَةً فَسَوَّى أَيْ: فَعَدَّلَهُ وَكَمَّلَ نَشْأَتَهُ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ فَجَعَلَ مِنْهُ أَيْ: حَصَّلَ مِنَ الْإِنْسَانِ، وَقِيلَ: مِنَ الْمَنِيِّ الزَّوْجَيْنِ أَيِ: الصِّنْفَيْنِ مِنْ نَوْعِ الْإِنْسَانِ. ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَقَالَ: الذَّكَرَ وَالْأُنْثى أَيِ: الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ أَلَيْسَ ذلِكَ أي: أليس ذَلِكَ الَّذِي أَنْشَأَ هَذَا الْخَلْقَ الْبَدِيعَ وَقَدَرَ عَلَيْهِ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى أَيْ: يُعِيدُ الْأَجْسَامَ بِالْبَعْثِ كَمَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ الْإِعَادَةَ أَهْوَنُ مِنَ الِابْتِدَاءِ، وَأَيْسَرُ مُؤْنَةً مِنْهُ. قَرَأَ الْجُمْهُورُ: بِقادِرٍ وَقَرَأَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ: يَقْدِرُ فِعْلًا مُضَارِعًا، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: يُحْيِيَ بِنَصْبِهِ بِأَنْ. وَقَرَأَ طَلْحَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَالْفَيَّاضُ بْنُ غَزَوَانَ بِسُكُونِهَا تَخْفِيفًا، أَوْ عَلَى إِجْرَاءِ الْوَصْلِ مَجْرَى الْوَقْفِ كَمَا مَرَّ فِي مَوَاضِعَ.
وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَقِيلَ مَنْ راقٍ
قَالَ: تَنْتَزِعُ نَفْسُهُ حَتَّى إِذَا كَانَتْ فِي تَرَاقِيهِ، قِيلَ: مَنْ يَرْقَى بِرُوحِهِ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَةِ أَوْ مَلَائِكَةَ الْعَذَابِ؟
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ قَالَ: التفت عليه الدنيا والآخرة وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ أَيُّهُمْ يَرْقَى بِهِ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ ابن حميد عنه وَقِيلَ مَنْ راقٍ
قال: مَنْ رَاقٍ يَرْقِي. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ يَقُولُ: آخِرُ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلتقي الشِّدَّةُ بِالشِّدَّةِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ. وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا يَتَمَطَّى قَالَ: يَخْتَالُ.
وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَالطَّبَرَانِيُّ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ، وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سألت ابن عباس عن قوله: أَوْلى لَكَ فَأَوْلى أَشَيْءٌ قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي جَهْلٍ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، أَمْ أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ؟ قَالَ: بَلْ قَالَهُ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، ثُمَّ أَنْزَلَهُ اللَّهِ. وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً قَالَ: هَمَلًا. وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْأَنْبَارِيِّ عَنْ صَالِحِ أَبِي الْخَلِيلِ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبَلَى». وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى قال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سُبْحَانَكَ رَبِّي وَبَلَى». وَأَخْرَجَ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ قِرَاءَتِهِ لِهَذِهِ الْآيَةِ: «بَلَى وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدَيْنِ». وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ مِنْكُمْ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ فَانْتَهَى إِلَى آخِرِهَا» : أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ «١» فَلْيَقُلْ: بَلَى وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ. وَمَنْ قرأ: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ فانتهى
(١). التين: ٨.
412
إِلَى قَوْلِهِ: أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَمَنْ قَرَأَ: وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً فَبَلَغَ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ «١» فَلْيَقُلْ: آمَنَّا بِاللَّهِ» وَفِي إِسْنَادِهِ رَجُلٌ مَجْهُولٌ. وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَرَأْتَ: لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَبَلَغْتَ أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى فقل: بلى».
(١). سورة المرسلات بتمامها.
413
﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ أي قال من حضر صاحبها : من يرقيه ويشتفي برقيته ؟ قال قتادة : التمسوا له الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئًا، وبه قال أبو قلابة، ومنه قول الشاعر :
هل للفتى من بنات الموت من واقي أم هل له من حمام الموت من راقي
وقال أبو الجوزاء : هو من رقى يرقى إذا صعد، والمعنى : من يرقى بروحه إلى السماء أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب ؟ وقيل : إنه يقول ذلك ملك الموت، وذلك أن نفس الكافر تكره الملائكة قربها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».

﴿ وَظَنَّ أَنَّهُ الفراق ﴾ أي وأيقن الذي بلغت روحه التراقي أنه الفراق من الدنيا ومن الأهل والمال والولد.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».

﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ أي التفت ساقه بساقه عند نزول الموت به. وقال جمهور المفسرين : المعنى تتابعت عليه الشدائد. وقال الحسن : هما ساقاه إذا التفتا في الكفن. وقال زيد بن أسلم : التفت ساق الكفن بساق الميت. وقيل : ماتت رجلاه ويبست ساقاه ولم تحملاه، وقد كان جوّالاً عليهما. وقال الضحاك : اجتمع عليه أمران شديدان : الناس يجهزون جسده، والملائكة يجهزون روحه. وبه قال ابن زيد. والعرب لا تذكر الساق إلاّ في الشدائد الكبار، والمحن العظام، ومنه قولهم : قامت الحرب على ساق. وقيل : الساق الأوّل تعذيب روحه عند خروج نفسه، والساق الآخر شدّة البعث وما بعده.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».

﴿ إلى رَبّكَ يَوْمَئِذٍ المساق ﴾ أي إلى خالقك يوم القيامة المرجع، وذلك جمع العباد إلى الله يساقون إليه.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».

﴿ فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صلَّى ﴾ أي لم يصدّقَ بالرسالة ولا بالقرآن، ولا صلى لربه، والضمير يرجع إلى الإنسان المذكور في أوّل هذه السورة. قال قتادة : فلا صدّق بكتاب الله ولا صلى لله. وقيل : فلا آمن بقلبه ولا عمل ببدنه. قال الكسائي : لا بمعنى لم، وكذا قال الأخفش : والعرب تقول : لا ذهب : أي لم يذهب، وهذا مستفيض في كلام العرب، ومنه :
إن تغفر اللَّهم تغفر جما وأيّ عبد لك لا ألما
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».

﴿ ولكن كَذَّبَ وتولى ﴾ أي كذّب بالرسول وبما جاء به، وتولى عن الطاعة والإيمان.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».

﴿ ثُمَّ ذَهَبَ إلى أَهْلِهِ يتمطى ﴾ أي يتبختر ويختال في مشيته افتخاراً بذلك. وقيل : هو مأخوذ من المطي وهو الظهر، والمعنى : يلوي مطاه. وقيل : أصله يتمطط، وهو التمدّد والتثاقل : أي يتثاقل ويتكاسل عن الداعي إلى الحق.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».

﴿ أولى لَكَ فأولى * ثُمَّ أولى لَكَ فأولى ﴾ أي وليك الويل، وأصله : أولاك الله ما تكرهه، واللام مزيدة كما في ﴿ رَدِفَ لَكُم ﴾ [ النمل : ٧٢ ]. وهذا تهديد شديد والتكرير للتأكيد : أي يتكرر عليك ذلك مرة بعد مرة. قال الواحدي : قال المفسرون : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد أبي جهل، ثم قال :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ فقال أبو جهل : بأيّ شيء تهدّدني لا تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئًا، وإني لأعزّ أهل هذا الوادي، فنزلت هذه الآية. وقيل معناه : الويل لك، ومنه قول الخنساء :
هممت بنفسي بعض الهمو *** م فأولى لنفسي أولى لها
وعلى القول بأنه الويل، قيل : هو من المقلوب كأنه قيل : أويل لك، ثم أخر الحرف المعتل. قيل : ومعنى التكرير لهذا اللفظ أربع مرات، والويل لك حياً، والويل لك ميتاً، والويل لك يوم البعث، والويل لك يوم تدخل النار. وقيل المعنى : إن الذمّ لك أولى لك من تركه. وقيل المعنى : أنت أولى وأجدر بهذا العذاب قاله ثعلب. وقال الأصمعي : أولى في كلام العرب معناه مقاربة الهلاك. قال المبرّد : كأنه يقول : قد وليت الهلاك وقد دانيته، وأصله من الولي، وهو القرب، وأنشد الفراء :
فأولى أن يكون لك الولاء ***. . .
أي قارب أن يكون لك، وأنشد أيضاً :
أولى لمن هاجت له أن يكمدا ***. . .
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٤:﴿ أولى لَكَ فأولى * ثُمَّ أولى لَكَ فأولى ﴾ أي وليك الويل، وأصله : أولاك الله ما تكرهه، واللام مزيدة كما في ﴿ رَدِفَ لَكُم ﴾ [ النمل : ٧٢ ]. وهذا تهديد شديد والتكرير للتأكيد : أي يتكرر عليك ذلك مرة بعد مرة. قال الواحدي : قال المفسرون : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد أبي جهل، ثم قال :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ فقال أبو جهل : بأيّ شيء تهدّدني لا تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئًا، وإني لأعزّ أهل هذا الوادي، فنزلت هذه الآية. وقيل معناه : الويل لك، ومنه قول الخنساء :
هممت بنفسي بعض الهمو م فأولى لنفسي أولى لها
وعلى القول بأنه الويل، قيل : هو من المقلوب كأنه قيل : أويل لك، ثم أخر الحرف المعتل. قيل : ومعنى التكرير لهذا اللفظ أربع مرات، والويل لك حياً، والويل لك ميتاً، والويل لك يوم البعث، والويل لك يوم تدخل النار. وقيل المعنى : إن الذمّ لك أولى لك من تركه. وقيل المعنى : أنت أولى وأجدر بهذا العذاب قاله ثعلب. وقال الأصمعي : أولى في كلام العرب معناه مقاربة الهلاك. قال المبرّد : كأنه يقول : قد وليت الهلاك وقد دانيته، وأصله من الولي، وهو القرب، وأنشد الفراء :
فأولى أن يكون لك الولاء ***...

أي قارب أن يكون لك، وأنشد أيضاً :

أولى لمن هاجت له أن يكمدا ***...
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».


﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ أي هملاً لا يؤمر ولا ينهى ولا يحاسب ولا يعاقب. وقال السدي : معناه المهمل، ومنه إبل سدى : أي ترعى بلا راع. وقيل المعنى : أيحسب أن يترك في قبره كذلك أبداً لا يبعث.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».

وجملة :﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مّن مَّنِيّ يمنى ﴾ مستأنفة : أي ألم يك ذلك الإنسان قطرة من منيّ يراق في الرحم، وسمي المنيّ منياً لإراقته، والنطفة : الماء القليل، يقال نطف الماء : إذا قطر. قرأ الجمهور :﴿ ألم يك ﴾ بالتحتية على إرجاع الضمير إلى الإنسان. وقرأ الحسن بالفوقية على الالتفات إليه توبيخاً له. وقرأ الجمهور أيضاً :﴿ تمنى ﴾ بالفوقية على أن الضمير للنطفة. وقرأ حفص وابن محيصن ومجاهد ويعقوب بالتحتية على أن الضمير للمني، ورويت هذه القراءة عن أبي عمرو، واختارها أبو حاتم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».

﴿ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً ﴾ أي كان بعد النطفة علقة : أي دماً ﴿ فَخَلَقَ ﴾ أي فقدّر بأن جعلها مضغة مخلقة ﴿ فسوّى ﴾ أي فعدّله وكمل نشأته ونفخ فيه الروح.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».

﴿ فَجَعَلَ مِنْهُ ﴾ أي حصل من الإنسان. وقيل : من المنيّ ﴿ الزوجين ﴾ أي الصنفين من نوع الإنسان. ثم بين ذلك فقال :﴿ الذكر والأنثى ﴾ أي الرجل والمرأة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».

﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ ﴾ أي ليس ذلك الذي أنشأ هذا الخلق البديع وقدر عليه ﴿ بِقَادِرٍ على أَن يُحْييِ الموتى ﴾ أي يعيد الأجسام بالبعث كما كانت عليه في الدنيا، فإن الإعادة أهون من الابتداء، وأيسر مؤنة منه. قرأ الجمهور ﴿ بقادر ﴾ وقرأ زيد بن عليّ «يقدر » فعلاً مضارعاً، وقرأ الجمهور ﴿ يحيي ﴾ بنصبه بأن. وقرأ طلحة بن سليمان، والفياض بن غزوان بسكونها تخفيفاً، أو على إجراء الوصل مجرى الوقف، كما مرّ في مواضع.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:وقد أخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قال : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه، قيل : من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب. ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة وملائكة العذاب أيهم يرقى به. وأخرج عبد بن حميد عنه ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ قل : من راق يرقى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأوّل يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدّة بالشدّة إلاّ من رحم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً ﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قوله :﴿ أولى لَكَ فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بل قاله من قبل نفسه ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ أَن يُتْرَكَ سُدًى ﴾ قال : هملاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال : سبحانك اللَّهم، وبلى». وأخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحانك ربي، وبلى». وأخرج ابن النجار في تاريخه عن أبي أمامة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند قراءته لهذه الآية :«بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين». وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ [ التين : ١ ] فانتهى إلى آخرها ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ [ القيامة : ١ ] فانتهى إلى قوله :﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ :﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] فبلغ ﴿ فَبِأَيّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ] فليقل : آمنا بالله». وفي إسناده رجل مجهول. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بقادر على أَن يُحْيِيَ الموتى ﴾ فقل : بلى».

Icon