تفسير سورة المائدة

المجتبى من مشكل إعراب القرآن
تفسير سورة سورة المائدة من كتاب المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم المعروف بـالمجتبى من مشكل إعراب القرآن .
لمؤلفه أحمد بن محمد الخراط .

سورة المائدة
215
١ - ﴿أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ﴾
«ما» اسم موصول مستثنى، و «غير» : حال من الضمير في «لكم»، «محلي» : مضاف إليه مجرور بالياء. وجملة «وأنتم حرم» حالية من الضمير في «لكم».
215
٢ - ﴿وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
قوله «آمِّين» اسم معطوف على «القلائد» على حذف مضاف، أي: ولا قتال آمِّين، و «البيت» مفعول به لـ «آمِّين». جملة «يبتغون» حال من الضمير في «آمِّين» في محل نصب. والمصدر «أن صدُّوكم» منصوب على نزع الخافض اللام، والمصدر «أن تعتدوا» منصوب على نزع الخافض (على). وجملة «وإذا حللتم فاصطادوا» معطوفة على جملة ﴿لا تُحِلُّوا﴾ لا محل لها. وجملة «وتعاونوا» معطوفة على جواب النداء السابق. جملة «واتقوا الله» معطوفة على جملة «ولا تعاونوا». وجملة «إن الله شديد العقاب» مستأنفة.
٣ - ﴿إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ -[٢١٦]-
«إلا» : أداة استثناء، و «ما» موصول مستثنى منقطع. وقوله «وما» : اسم موصول معطوف على «ما أكل»، والمصدر «أن تستقسموا» معطوف على «ما ذبح». وجملة «ذلكم فسق» مستأنفة. وجملة «فلا تخشوهم» مستأنفة. وقوله «واخشون» : الواو عاطفة، وفعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة منصوب الفعل. وجملة «أكملت» مستأنفة. وقوله «ديناً» : حال من «الإسلام» منصوبة. «فمن اضطرّ» الفاء استئنافية، «مَنْ» اسم شرط مبتدأ، والجار «في مخمصة» متعلق بحال من نائب الفاعل، وهو الضمير المستتر في «اضطرّ». «غير متجانف» : حال من الضمير في «اضطرّ»، و «متجانف» مضاف إليه، والجار «لإثم» متعلق بـ «متجانِف»، وهو اسم فاعل من فوق الثلاثي: تجانَفَ.
٤ - ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ﴾
«ما» اسم استفهام مبتدأ، «ذا» اسم موصول خبر. وجملة «ماذا أحلّ» مفعول ثان للسؤال المعلّق بالاستفهام؛ لأن السؤال سبب العلم. وقوله «وما -[٢١٧]- علّمتم» : اسم موصول معطوف على «الطيّبات»، والجار «من الجوارح» متعلق بحال من ضمير العائد المقدر أي: علّمتموه كائنًا من الجوارح. «مكلّبين» : حال من فاعل «علّمتم»، وجملة «تُعلّمونهن» حال من فاعل «علّمتم». وجملة «فكلوا» مستأنفة.
٥ - ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
الظرف «اليوم» متعلق بـ «أحلّ». وجملة «وطعام الذين.. حل» معطوفة على المستأنفة: «أحلَّ لكم الطيّبات». وقوله «والمحصنات من المؤمنات» : مبتدأ خبره محذوف أي حِلٌّ، والجار متعلق بحال من «المحصنات»، و «المحصنات» الثاني معطوف على الأول. وقوله «حلٌّ» : مصدر بمعنى الحَلال؛ فلذلك لم يؤنث ولم يثنَّ ولم يجمع. «إذا آتيتموهن» إذا": ظرف محض متعلق بـ «أحلّ»، و «محصنين غير» حالان من فاعل «آتيتم». و «متخذي» اسم معطوف على «مسافحين». والجار «في الآخرة» متعلق بـ «الخاسرين»، وجملة «وهو من الخاسرين» معطوفة على جواب الشرط في محل جزم.
٦ - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ
217
كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
الجملة الشرطية «إذا قمتم..» مستأنفة جواب النداء قوله «وأرجلكم» اسم معطوف على «أيديكم». والجار «أو على سفر» متعلق بمعطوف على «مرضى» محذوف أي: أو كائنين على سفر، والجارُّ «منكم» متعلق بنعت لـ «أحد»، والجار «من الغائط» متعلق بـ «جاء». ومفعول «يريد» الأول محذوف أي العُسْر، والمصدر «ليجعل» مجرور متعلق بـ «يريد». و «حرج» مفعول به، و «من» زائدة لدخولها على نكرة وسَبْقها بنفي. ومفعول «يريد» الثاني محذوف أي: اليسر، وجملة «ولكن يريد» معطوفة على جملة «يريد»، وجملة «لعلكم تشكرون» مستأنفة لا محل لها.
218
٧ - ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾
«إذ قلتم» ظرف زمان متعلق بـ «واثقكم»، وجملة «قلتم» مضاف إليه. وجملة «إن الله عليم» مستأنفة لا محل لها.
٨ - ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾
الجار «لله» متعلق بـ «قوَّامين»، وقوله «شهداء» : خبر ثان، والجار -[٢١٩]- «بالقسط» متعلق بـ «شهداء». وجملة «ولا يجرمنّكم» معطوفة على جملة «كونوا» لا محل لها. والمصدر «ألا تعدلوا» مجرور بـ على متعلق بـ «يجرمنّكم». وجملة «هو أقرب» مستأنفة لا محل لها.
٩ - ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾
جملة «لهم مغفرة» تفسيرية للمفعول الثاني لـ «وعد»، والتقدير: وعدهم الجنة، من قبيل تفسير السبب للمسبب، فالجنة مسببة عن المغفرة والأجر.
١٠ - ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾
جملة «والذين كفروا..» معطوفة على جملة ﴿وَعَدَ﴾ السابقة. وجملة «أولئك أصحاب» خبر المبتدأ في محل رفع.
١١ - ﴿اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾
قوله «إذ همَّ قوم» : اسم ظرفي في محل نصب بدل اشتمال من «نعمة». وجملة «همَّ» مضاف إليه في محل جر، والمصدر «أن يبسطوا» منصوب على نزع الخافض الباء. والفاء في «فليتوكل» زائدة، وجملة «وعلى الله فليتوكل المؤمنون» مستأنفة.
١٢ - ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ -[٢٢٠]- جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾
جملة «ولقد أخذ الله» مستأنفة، وجملة «لقد أخذ» جواب قسم مقدر. وقوله «اثني عشر» : مفعول به منصوب بالياء؛ لأنه ملحق بالمثنى، «عشر» جزء مبني على الفتح لا محل لها، «نقيباً» تمييز. وجملة «لئن أقمتم» مستأنفة في حيز القول، وجملة «لأكفرن» جواب القسم لا محل لها. والجار «منكم» متعلق بحال من فاعل «كفر»، وقوله «سواء» : ظرف مكان بمعنى وسط.
١٣ - ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ﴾
الفاء مستأنفة، و «ما» زائدة، والجار متعلق بـ «لعنّاهم»، و «ميثاقهم» مفعول بالنقض، ومفعولا «جعلنا» :«قلوبهم قاسية»، وجملة «يحرفون» حال من الهاء في «لعنّاهم»، وجملة «نسوا» معطوفة على «يحرفون»، وجملة «لا تزال» معطوفة على «ذُكِّروا»، وجملة «تطلع» خبر «زال» في محل نصب، وجملة «فاعف» مستأنفة.
١٤ - ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾
الجارّ «من الذين» متعلق بـ «أخذنا»، وجملة «أخذنا» معطوفة على جملة ﴿أَخَذَ﴾ في الآية (١٢)، والجار «ممَّا» متعلق بنعت لـ «حظا» والجار «إلى -[٢٢١]- يوم» متعلق بـ «أغرينا». وجملة «وسوف ينبئهم» مستأنفة لا محل لها.
١٥ - ﴿قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾
جملة «يبين» في محل نصب حال من «رسولنا». وقوله «كثيراً» : مفعول به. الجار «مما» متعلق بنعت لـ «كثيرا». جملة «قد جاءكم نور» مستأنفة لا محل لها.
١٦ - ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
جملة «يهدي» نعت ثان لكتاب في محل رفع. قوله «رضوانه» : مفعول «اتبع». «سبل» : مفعول ثان لـ «يهدي». والجار «بإذنه» متعلق بحال من الهاء في «يخرجهم».
١٧ - ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
«هو» ضمير فصل لا محل له. قوله «قل فمن يملك» : الفاء واقعة في جواب شرط مقدر أي: إن أراد فمن يملك. وجملة «إن أراد» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله، وجملتا «ولله ملك» و «يخلق» مستأنفتان. -[٢٢٢]- والظرف «بينهما» متعلق بالصلة المقدرة أي: استقر. وجملة «والله على كل شيء قدير» مستأنفة، والجار «على كل» متعلق بـ «قدير».
١٨ - ﴿قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾
«قل فلمَ» : الفاء رابطة لجواب شرط مقدر أي: إن صحّ قولكم فلِمَ، واللام جارة، و «ما» اسم استفهام في محل جر متعلق بـ «يعذّبكم»، وحذفت ألفها لسَبْقها بالجار. والجار «ممن خلق» متعلق بنعت لـ «بشر»، وجملة «يغفر» مستأنفة. وجملة «ولله ملك» معطوفة على جملة «يغفر»، وجملة «وإليه المصير» معطوفة على جملة «ولله ملك».
١٩ - ﴿قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
جملة «يبين» حال من «رسولنا» في محل نصب، والجار «من الرسل» متعلق بنعت لفترة، والمصدر «أن تقولوا» مفعول لأجله أي: كراهة أن. وقوله «من بشير» : فاعل، و «من» زائدة. وجملة «فقد جاءكم بشير» معطوفة على جملة «جاءكم رسولنا» لا محل لها.
٢٠ - ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾
الواو مستأنفة، «إذ» اسم ظرفي مفعول لاذكر مقدراً، والجار «عليكم» -[٢٢٣]- متعلق بحال من «نعمة». قوله «إذ جعل فيكم» : اسم ظرفي بدل من «نعمة»، وجملة «جعل» مضاف إليه. مفعولا «آتاكم» : الكاف والموصول «ما».
٢١ - ﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾
«يا قومِ» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف. قوله «فتنقلبوا خاسرين» : الفاء سببية، والفعل منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد الفاء، والمصدر معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق، التقدير: لا يكن منكم ارتداد فانقلابٌ، و «خاسرين» حال من الواو في «تنقلبوا».
٢٢ - ﴿وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ﴾
جملة «فإن يخرجوا» معطوفة على جملة «إنّا لن ندخلها» في محل نصب.
٢٣ - ﴿قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾
الجار «من الذين يخافون» متعلق بنعت لـ «رجلان»، وجملة «أنعم الله» صفة ثانية لـ «رجلان» في محل رفع، وجملة «فإذا دخلتموه» معطوفة على جملة «ادخلوا» في محل نصب، وجملة «توكلوا» مستأنفة، والفاء زائدة. وجملة «إن كنتم مؤمنين» مستأنفة. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
٢٤ - ﴿إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾
قوله «أبداً ما داموا فيها» : ظرف زمان متعلق بـ «ندخلها»، «ما» مصدرية زمانية، والمصدر المؤول ظرف زمان متعلق بـ «ندخلها»، وهو بدل من «أبداً». وجملة «داموا» صلة الموصول الحرفي. وجملة «فاذهب» مستأنفة. وقوله «أنت» : توكيد للضمير المستتر في «اذهب». قوله «وربّك» : اسم معطوف على الضمير المستتر في «اذهب»، وجاز عطف الاسم الظاهر على المرفوع المستتر لوجود الفاصل. وقوله «هاهنا» :«ها» للتنبيه، «هنا» اسم إشارة ظرف مكان متعلق بـ «قاعدون»، وجملة «إنا قاعدون» مستأنفة في حيز القول.
٢٥ - ﴿إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾
جملة «فافرق» معطوفة على جملة «إنِّي لا أملك» لا محل لها، ويجوز عطف الإنشاء على الخبر.
٢٦ - ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾
قوله «قال فإنها محرمة» : الفاء واقعة في جواب شرط مقدر أي: إن كان الأمر كذلك فإنها، والجار «عليهم» متعلق بـ «محرمة». و «أربعين» ظرف -[٢٢٥]- زمان منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم متعلق بمحرمة. وجملة «يتيهون» حال من الهاء في «عليهم». وجملة «فلا تأس» مستأنفة لا محل لها.
٢٧ - ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾
الجار «بالحق» متعلق بحال من فاعل «اتل» أي: ملتبساً بالحق. وقوله «إذ قرّبا» : بدل اشتمال من «نبأ»، وجملة «قرّبا» مضاف إليه. وجملة «لأقتلنَّك» جواب قسم مقدر، والقسم وجوابه مقول القول في محل نصب. وجملة «قال» الأخيرة مستأنفة لا محل لها.
٢٨ - ﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾
قوله «ما أنا بباسط» :«ما» نافية تعمل عمل ليس، «بباسط» خبرها والباء زائدة، و «يدي» مفعول به لاسم الفاعل، والجار متعلق بـ «باسط»، والجملة جواب القسم لا محل لها. وجملة «إني أخاف» مستأنفة في حيز القول.
٣١ - ﴿لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾
جملة «كيف يواري» مفعول ثان للرؤية البصرية المعلقة، والفعل «رأى» اكتسب بالهمزة مفعولا ثانياً. «يا ويلتا» : منادى مضاف منصوب بالفتحة -[٢٢٦]- المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفاً، والياء مضاف إليه، والجملة مقول القول. والمصدر المؤول «أن أكون» منصوب على نزع الخافض (عن). وجملة «أعجزت» مستأنفة في حيز جواب النداء لا محل لها.
٣٢ - ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾
المصدر «أنه من قتل» مفعول «كتب». وجملة الشرط في محل رفع خبر أنَّ. وقوله «فكأنما» : الفاء رابطة، وكافة ومكفوفة لا محل لها. وقوله «جميعًا» : حال. وجملة «ولقد جاءتهم رسلنا» مستأنفة، وجملة «لقد جاءتهم» جواب القسم لا محل لها. قوله «ثمَّ إنَّ كثيرًا منهم» :«ثمَّ» : عاطفة، والجار «منهم» متعلق بنعت لـ «كثيرًا». الظرف «بعد» والجارُّ «في الأرض» متعلق بـ «مسرفون» الخبر، واللام المزحلقة.
٣٣ - ﴿وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾
«فسادًا» حال بتأويل مفسدين؛ لأن فسادًا مصدر، والمصدر لا يقع حالا إلا بتأويل. والجار «من خلاف» متعلق بحال من «أيديهم وأرجلهم». -[٢٢٧]- «ذلك لهم خزي» اسم الإشارة مبتدأ، وجملة «لهم خزي» خبر. والجار «في الدنيا» متعلق بنعت لـ «خزي»، والجار «في الآخرة» متعلق بحال من «عذاب».
٣٤ - ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
المصدر «أن تقدروا» مضاف إليه. وجملة «فاعلموا» مستأنفة.
٣٥ - ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
جملة «لعلكم تفلحون» مستأنفة لا محل لها.
٣٦ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
«لو» : أداة شرط غير جازمة، «أنَّ» ناسخة، والجار متعلق بالخبر، والمصدر المؤول فاعل بثبت مقدرًا. «ما» اسم أنَّ، والجار «في الأرض» متعلق بالصلة، وقوله «جميعًا» : حال من الضمير المستتر في الصلة المقدرة. وجملة الشرط خبر «إن». وقوله «معه» : ظرف متعلق بحال من «مثله». قوله «تُقُبِّل منهم» مضارع مبني للمجهول، والجار نائب فاعل. وجملة «ولهم عذاب أليم» معطوفة على جملة الشرط.
٣٧ - ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ -[٢٢٨]- مُقِيمٌ﴾
قوله «وما هم بخارجين منها» : الواو حالية، «ما» نافية تعمل عمل ليس، «هم» ضمير منفصل اسمها، «بخارجين» خبرها والباء زائدة، والجملة حالية، وجملة «ولهم عذاب» معطوفة على جملة «وما هم بخارجين» في محل نصب.
٣٨ - ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾
قوله «فاقطعوا» : الفاء زائدة، والجملة في محل رفع خبر، «جزاءً» : مفعول لأجله. «نكالا» : بدل من «جزاءً». والجار «من الله» متعلق بنعت لـ «نكالا».
٤٠ - ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾
المصدر المؤول «أن الله له ملك» مفعول «تعلم». وجملة «له ملك» في محل رفع خبر «أنَّ».
٤١ - ﴿لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾
الجار من «الذين قالوا» متعلق بحال محذوفة من فاعل «يسارعون».
228
وجملة «ولم تؤمن قلوبهم» حالية من «الذين». وقوله «ومن الذين هادوا» : معطوف على «من الذين قالوا». وقوله «سمَّاعون» : خبر لمبتدأ محذوف أي: هم، و «للكذب» مفعول به. واللام زائدة للتقوية لأنَّ «سمَّاعون» فرع من الفعل. و «سمَّاعون لقوم» خبر ثان، و «لقوم» مفعول به، واللام زائدة، وجملة «لم يأتوك» نعت ثان لـ «قوم» في محل جر، وجملة «يحرفون» نعت ثالث لـ «قوم»، وجملة «يقولون» حال من فاعل «يحرِّفون». وجملة «لهم في الدنيا خزي» خبر ثان لأولئك، والجار «في الدنيا» متعلق بحال من «خزي». وجملة «ولهم عذاب» معطوفة على جملة «لهم خزي».
229
٤٢ - ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾
«سمَّاعون» خبر لمبتدأ مضمر أي: هم سمَّاعون، و «للكذب» مفعول به، واللام زائدة للتقوية. وقوله «أكَّالون» : خبر ثان للمبتدأ المضمر مرفوع. وجملة «فإن جاءوك» مستأنفة، وكذا جملة «إن الله يحب».
٤٣ - ﴿وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ﴾
الواو مستأنفة، «كيف» اسم استفهام حال، والجملة مستأنفة. وجملة «وعندهم التوراة» حالية من الواو في «يحكمونك»، وجملة «فيها حكم الله» حالية من «التوراة». وجملة «وما أولئك بالمؤمنين» حال من الواو في -[٢٣٠]- «يتولَّون».
٤٤ - ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾
جملة «فيها هدى ونور» في محل نصب حال من «التوراة». وجملة «يحكم بها النبيَّون» حال ثانية من «التوراة». وجملة «وكانوا عليه» معطوفة على جملة «استحفظوا». وقوله «واخشون» : الواو عاطفة، والفعل مبني على حذف النون، والواو فاعل، النون للوقاية، والياء المقدرة منصوب الفعل، وجملة «ومن لم يحكم» مستأنفة.
٤٥ - ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾
المصدر المؤول «أن النفس بالنفس» مفعول كتب. وفي قوله «والعين بالعين» عَطَفت الواو اسمين على اسمين، «العين» معطوف على «النفس»، «بالعين» معطوف على «بالنفس». «هم» ضمير فصل لا محل له.
٤٦ - ﴿وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾
قوله «مصدقا لما بين يديه» : حال من «عيسى»، واسم الموصول مفعول -[٢٣١]- به لاسم الفاعل، واللام زائدة، والظرف متعلق بالصلة المقدرة. الجار «من التوراة» متعلق بحال من «ما». وجملة «فيه هدى» حال من «الإنجيل»، وقوله «ومصدقا» : معطوف على محل جملة «فيه هدى» منصوب، وقوله «وهدى وموعظة» : اسمان معطوفان على «مصدقاً» الثانية. والجار «للمتقين» متعلق بصفة لموعظة.
٤٧ - ﴿وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾
قوله «وليَحكم» : الواو مستأنفة، واللام للأمر، والفعل مجزوم. وجملة «فأولئك هُمُ الفاسقون» جواب الشرط في محل جزم، و «هم» ضمير فصل لا محل له.
٤٨ - ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾
«مصدقا» : حال من «الكتاب» وهي حال ثانية؛ لأن قوله «بالحق» متعلق بحال من «الكتاب». والجار «من الكتاب» متعلق بحال من «ما»، وقوله «ومُهيمِنًا عليه» : اسم معطوف على «مصدِّقًا»، والجار متعلق بـ «مهيمنًا»، وجملة «فاحكم» معطوفة على جملة أنزلنا. والجار «عَمَّا جاءك» متعلق بحال من فاعل «تَتَّبِعْ»، والجار «مِن الحق» متعلق بحال من
231
الضمير في «جاءك». وقوله «لكلٍ جَعلنا منكم شِرْعَةً» : الجار «لكل» متعلق بـ «جعلنا»، والجار «منكم» متعلق بفعل مقدر بـ أعني، ولا يتعلق بنعت «لكل» ؛ لأنه يلزم منه الفصل بين الصفة والموصوف بقوله «جعلنا»، وهو أجنبي، وجملة «ولو شاء الله» معطوفة على جملة «جَعلنا» لا محل لها. قوله «ولكن لِيبلُوَكم» : الواو عاطفة، «لكنْ» حرف استدراك، واللام للتعليل، والفعل منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، والمصدر المؤول مجرور متعلق بمحذوف، أي: ولكن فرَّقكم ليبلوكم، وجملة «فرَّقكم» المقدرة معطوفة على جملة «ولو شاء»، وجملة «فاستبِقوا» مستأنفة، وجملة «إلى الله مرجعُكم» مستأنفة، وجملة «فينبئُكم» معطوفة على المستأنفة.
232
٤٩ - ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ﴾
الواو عاطفة، «أنْ» مصدرية، والمصدر المؤول معطوف على ﴿الْكِتَابَ﴾ في أول الآية السابقة، أي: الكتاب والحكم، والمصدر «أن يَفْتنوك» بدل اشتمال من الهاء في «احذرْهم»، والمصدر «أنما يريد» سد مسد مفعولي عَلِمَ. والمصدر «أن يصيبهم» مفعول به، وجملة «وإن كثيرًا مِن الناس لفاسقون» مستأنفة، والجار «من الناس» متعلق بنعت لـ «كثيرًا»، واللام المُزَحلَقة.
٥٠ - ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
الهمزة للاستفهام الإنكاري، والفاء استئنافية، «حُكمَ» : مفعول به مقدم -[٢٣٣]- لـ «يبغون»، وقوله «حكمًا» : تمييز، وجملة «يبغون» مستأنفة، وكذا جملة «ومَن أحسنُ».
٥١ - ﴿لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾
جملة «بعضُهم أولياءُ» معترضة بين المتعاطفين لا محل لها. جملة «ومَن يَتَوَلَّهُم» معطوفة على جملة «لا تتخذوا» لا محل لها.
٥٢ - ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾
جملة «فترى» مستأنفة. جملة «يسارعون» في محل نصب حال من «الذين»، وجملة «يقولون» حال من فاعل «يسارعون». «فعسى اللهُ أن يأتيَ» : الفاء مستأنفة، و «عسى» ناقصة واسمها، والمصدر المؤول خبرها، والجار «على ما» متعلق بـ «نادمين».
٥٣ - ﴿أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ﴾
«جهد أيمانهم» : نائب مفعول مطلق، وهو مصدر مُؤَكِّد ناصبُه أقسموا؛ فهو من معناه، والمعنى: أقسموا إقسام جهد. جملة «حبطت أعمالُهم» مستأنفة لا محل لها.
٥٤ - ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ -[٢٣٤]- أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾
«مَن» اسم شرط مبتدأ، وفعل مضارع مجزوم بالسكون، وَحُرِّكَ بالفتح لالتقاء الساكنين، والجار «منكم» متعلق بحال من فاعل «يرتد»، والجار «عن دينه» متعلق بـ «يرتد»، وقوله «أذلةٍ» : نعت «قومٍ» مجرور. جملة «يجاهدون» صفة «قوم» في محل جر. وجملة «يؤتيه» حالية في محل نصب.
٥٥ - ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾
«الذين يقيمون» : هذا الموصول نعت للموصول السابق، وجملة «وهم راكعون» حالية في محل نصب من الواو في «يؤتون».
٥٦ - ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾
جملة «فإنَّ حزبَ اللهِ همُ الغالبون» جواب الشرط في محل جزم، وجاز ذلك، وإن كان ظاهره خاليًا من عود ضمير على اسم الشرط؛ لأن المراد بـ «حزب الله» هو نفس المبتدأ في المعنى، والتقدير: فإنه غالب، فوضع الظاهر موضع المضمر.
٥٧ - ﴿لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾
قوله «لا تَتخذوا» : فعل مضارع مجزوم تعدَّى إلى مفعولين: «الذين»، -[٢٣٥]- «أولياء»، والفعل «اتخذوا» تعدَّى إلى مفعولين: دينكم، هزوا. والجار «من الذين أُوتوا» متعلق بحال من فاعل «اتخذوا»، والجار «مِن قبلكم» متعلق بـ «أوتوا»، وجملة «إن كنتم مؤمنين» مستأنفة لا محل لها. وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.
٥٨ - ﴿وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ﴾
جملة الشرط معطوفة على الصلة المتقدمة ﴿اتَّخَذُوا﴾. جملة «ذلك بأنهم قومٌ» مستأنفة، والمصدر في محل جر بالباء متعلق بالخبر، وجملة «لا يعقلون» نعت لـ «قومٌ».
٥٩ - ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ﴾
المصدر «أنْ آمَنَّا» مفعول «نَقِمَ». والمصدر «وأنَّ أكثرَكم فاسقون» معطوف على المصدر الأول «أنْ آمنا» على حذف مضاف، أي: واعتقاد أن أكثرهم فاسقون.
٦٠ - ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾
قوله «شَر» : أفعل تفضيل، حذفت همزته تخفيفًا، والجار «من ذلك» متعلق بـ «شر»، و «مثوبة» : تمييز. قوله «من لعنه الله» :«مَن» : اسم موصول خبر لمبتدأ محذوف، أي: هو مَنْ، وجملة «هو من لعنه الله» مستأنفة، وجملة -[٢٣٦]- «وعبَدَ الطَّاغوت» معطوفة على جملة «جعل»، وجملة «جعل» معطوفة على الصلة «لعنه»، وجملة «أولئك شرٌّ» مستأنفة.
٦١ - ﴿وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ﴾
جملة «وقد دخلوا» حالية من الواو في «قالوا»، والجار «بالكفر» متعلق بحال مقدرة من الواو، أي: مصحوبين بالكفر، والجملة الشرطية «وإذا جاءوكم» معطوفة على المفرد «أَضَلُّ» من قَبيل عطف الجملة على المفرد.
٦٢ - ﴿وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
«كثيرًا» مفعول به، والجار «منهم» متعلق بنعت لـ «كثيرا»، وجملة «يسارعون» حال من «كثيرًا» في محل نصب. وقوله «لَبِئْسَ ما كانوا» : اللام واقعة في جواب القسم، و «بئس» : فعل ماضٍ جامد، و «ما» موصولة فاعل، والمخصوص بالذم محذوف، أي: عملهم. وجملة «لبئس ما كانوا» جواب القسم لا محل لها.
٦٣ - ﴿لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾
«لولا يَنْهاهم» : حرف تحضيض، وقوله «الإثمَ» : مفعول به للمصدر، -[٢٣٧]- وجملة التحضيض مستأنفة لا محل لها.
٦٤ - ﴿غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾
جملة «غُلَّت أيديهم» مستأنفة، وقوله «بِمَا قالوا» :«ما» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بـ «لُعِنُوا»، وقوله «يُنفِقُ كيف يشاء» :«كيف» : اسم شرط غير جازم حال، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، أي: ينفق كيف يشاء ينفق، وجملة «ينفق» مستأنفة، وكذا جملة «يشاء». قوله «وليزيدن كثيرًا منهم ما أُنزلَ إليك مِن ربِّك» : الواو مستأنفة، واللام واقعة في جواب قسم، والفعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد، «كثيرًا» : مفعول به، والجار «منهم» متعلق بنعت لـ «كثيرًا». و «ما» مصدرية، والمصدر المؤول فاعل «يزيدن»، والجارَّان متعلقان بالفعل، وقوله «طُغيانًا وكفرًا» : مفعول ثانٍ، واسم معطوف عليه. وقوله «كلما أوقدوا» :«كل» ظرف زمان منصوب متعلق بأطفأها، و «ما» مصدرية زمانية، والمصدر المؤول مضاف إليه، والتقدير: أطفأ الله النار كلَّ وقت إيقادها، وجملة «أَوقدوا» صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة «أَطفأَها اللهُ» مستأنفة.
٦٥ - ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾
قوله «ولو أن أهل الكتاب» : الواو مستأنفة، «لو» : حرف شرط غير -[٢٣٨]- جازم، وحرف ناسخ، والمصدر فاعل بـ ثَبَتَ مقدَّرًا، وجملة «ولو ثبت» مستأنفة. وجملة «ولأدْخَلْنَاهُم» معطوفة على جواب الشرط، واللام واقعة في جواب «لو» السابقة لتأكيد الربط، وتعدَّى إلى مفعولين: الضمير «هم» و «جنات».
٦٦ - ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾
قوله «وما أُنزل» : اسم موصول معطوف على «الإنجيل»، جملة «منهم أمة» مستأنفة قوله «وكثيرٌ منهم» : مبتدأ، وجاز الابتداء بالنكرة لوصفها، والخبر جملة «ساء ما»، وجملة «ولو أنَّهم أقاموا» معطوفة على جملة ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ﴾، وجملة «يعملون» صلة الموصول الاسمي لا محل لها.
٦٧ - ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾
جملة «بَلِّغ» جواب النداء مستأنفة لا محل لها، وجملة «والله يعصمك» معطوفة على جواب النداء.
٦٨ - ﴿لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْوَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾
المصدر المجرور «أن تقيموا» متعلق بخبر «ليس» المقدر. قوله «وليزيدن -[٢٣٩]- كثيرًا منهم» : الواو مستأنفة، واللام واقعة في جواب قسم، «كثيرًا» : مفعول به، والجار نعت لـ «كثيرًا»، و «ما» مصدرية، والمصدر المؤول فاعل «يزيدن»، و «طغيانًا» مفعول ثان، وجملة «فلا تَأسَ» مستأنفة.
٦٩ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
قوله «والصابئون» : مبتدأ وخبره محذوف لدلالة خبر الأول عليه، والنية به التأخير، والتقدير: إن الذين آمنوا من آمن.... والصابئون كذلك. قوله «مَن» : اسم شرط مبتدأ، وجملة «آمن» خبر، وجملة «فلا خوفٌ عليهم» جواب الشرط. جملة «والصابئون كذلك» معطوفة على المستأنفة لا محل لها. جملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر «إنَّ»، والرابط مقدر، أي: منهم.
٧٠ - ﴿لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ﴾
جملة «لقد أخذنا» جواب القسم، وقوله «كلما» : ظرف زمان متعلق بـ «كذَّبوا»، «ما» مصدرية زمانية، والمصدر مضاف إليه، والتقدير: كذَّبوا فريقًا كل وقت مجيء رسول، جملة «كذَّبوا» مستأنفة، وقوله «فريقًا» : مفعول مقدم منصوب.
٧١ - ﴿وَحَسِبُوا أَلا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ -[٢٤٠]-
الواو عاطفة، «ألا تكونَ» :«أن» ناصبة وفعل تام وفاعله، والمصدر المؤول سَدَّ مَسَدَّ مفعولي «حسب»، وجملة «حسبوا» معطوفة على جملة ﴿يَقْتُلُونَ﴾. قوله «كثيرٌ» : بدل من الواو في «صمُّوا»، الجار «منهم» متعلق بنعت لـ «كثيرٌ».
٧٢ - ﴿وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾
جملة «وقال المسيحُ» مستأنفة لا محل لها، وقوله «إنه من يشرك» :«إنَّ» ناسخة، والهاء ضمير الشأن اسمها، «مَن» اسم شرط مبتدأ، وجملة «يشركْ» خبر اسم الشرط، وجملة «إنَّه مَن يشركْ» مستأنفة، وقوله «وما للظالمين مِن أنصار» : الواو عاطفة، «ما للظالمين» :«ما» نافية، والجارُّ متعلق بالخبر، و «أنصار» مبتدأ، و «مِن» زائدة، والجملة معطوفة على جملة «مأواه النار».
٧٣ - ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
الواو مستأنفة، «ما» نافية، «إلهٍ» مبتدأ، و «مِن» زائدة، والخبر محذوف «إلا» للحصر، «إلهٌ» بدل من محل «إله» أي: وما من إله مستحق للعبادة إلا إله متصف بالوحدانية، والجملة مستأنفة، وجملة «لَيَمَسَّنَّ» جواب القسم لا محل لها، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه جواب القسم، والقسم مقدر التقديم، ولو قُصِد تأخرُ القسم في التقدير لأجيب الشرط، والتقدير: لئن لم.
٧٤ - ﴿أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ﴾
«أفلا» الهمزة للاستفهام، والفاء مستأنفة، «لا» نافية.
٧٥ - ﴿مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾
«ما» نافية مهملة ومبتدأ، «ابن» : نعت، «رسول» خبر المبتدأ، و «إلا» للحصر، وجملة «قد خَلَت» صفة لـ «رسول»، وجملة «أُمُّه صِدِّيقةٌ» معطوفة على «المسيح رسول»، وقوله «انظُر كيف نبيِّن» : اسم استفهام حال، وجملة «نبيِّن» مفعول به لفعل النظر المعلق بالاستفهام في محل نصب. وقوله «أنَّى يُؤفَكون» : اسم استفهام في محل نصب حال، وجملة «يؤفكون» مفعول به لفعل النظر المعلق بالاستفهام المتضمن معنى العلم.
٧٦ - ﴿قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا﴾
الجار «من دون» متعلق بحال من «ما»، والجار «لكم» متعلق بحال من «ضرًا» المفعول.
٧٧ - ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ﴾
«غيرَ الحقِّ» : نائب مفعول مطلق؛ لأنه نعت لمصدر محذوف، أي: لا تغلوا غُلوًا غيرَ الحقِّ، وجملة «قد ضَلُّوا» نعت لـ «قوم».
٧٨ - ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾
الجار «مِن بَنِي» متعلق بحال من «الذين»، والجار «على لسان» متعلق بـ «لُعِنَ»، و «ما» في قوله «بما عَصَوا» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بالخبر، وجملة «عَصَوا» صلة الموصول الحرفي لا محل لها.
٧٩ - ﴿كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾
قوله «لَبِئسَ ما كانوا» : اللام واقعة في جواب قسم مقدر، «بئس» : فعل ماضٍ جامد للذَّم، «ما» : اسم موصول فاعل، والمخصوص محذوف، أي: فِعْلُهم بترك النهي.
٨٠ - ﴿لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ﴾
اللام واقعة في جواب قسم مقدر، وفعل ماض جامد للذم، «ما» اسم موصول فاعل، و «أن» مصدرية، والمصدر خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هو، وهو المخصوص بالذم، والتقدير: هو سَخَطُ اللهِ، وجملة «هو أن سخط» تفسيرية لفعل الذم، وجملة «هم خالدون» معطوفة على صلة الموصول الحرفي «سَخِط» ؛ لأنه في حيز المخصوص بالذم، والتقدير: بئس الذي قدَّمَته أنفسُهم هو موجب سخط الله، وهم خالدون في العذاب.
٨١ - ﴿وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ -[٢٤٣]- وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾
جملة «ما اتَّخَذُوهم» جواب الشرط، وجملة «ولكنَّ كثيرًا منهم فاسقون» معطوفة على جملة «كانوا» لا محل لها.
٨٢ - ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ﴾
«عداوةً» تمييز، والجار «لِلذين» متعلق بنعت لـ «عداوة»، و «اليهود» مفعول ثانٍ لـ «تَجِدَنَّ»، وقوله «الذين قالوا» : مفعول ثان لـ «تَجِدَنَّ» الثانية. والمصدر «بأنَّ منهم» مجرور بالباء متعلق بالخبر، وجملة «ذلك بأنَّ منهم» مستأنفة، والمصدر «وأنَّهم لا يَستكبِرون» معطوف على المصدر السابق في محل جر، والتقدير: ذلك بكون قسيسين منهم وعدم استكبارهم.
٨٣ - ﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾
الجملة الشرطية «وإذا سمعوا.. ترى» معطوفة على جملة «لا يَستكبِرون» في محل رفع، وجملة «تَفيضُ» حال من «أعينَهم» في محل نصب، والجار «مِن الدَّمع» متعلق بـ «تَفيضُ»، و «مِن» بيانية، والجار «مما عرفوا» متعلق بـ «تفيض»، و «مِن» للتعليل، فجاز تعلق حرفين متماثلين بعامل واحد؛ لأن معناهما مختلف، والجار «من الحق» متعلق بحال من مفعول «عَرَفُوا». وجملة «يقولون» حال من الضمير المجرور في «أعينهم».
٨٤ - ﴿وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ﴾
جملة «وما لنا لا نؤمن» معطوفة على جواب النداء السابق. و «ما» اسم استفهام مبتدأ، الجار «لنا» متعلق بالخبر، وجملة «لا نؤمن» حال من الضمير «نا». والجار «من الحق» متعلق بحال من فاعل «جاء»، والمصدر «أن يدخلنا» منصوب على نزع الخافض (في)، وجملة «ونَطمَعُ» معطوفة على جملة «لا نؤمن» على تقدير نفيها في محل نصب.
٨٦ - ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾
جملة «أولئك أصحابُ الجَحيمِ» في محل رفع خبر المبتدأ «الذين».
٨٨ - ﴿وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا﴾
«حَلالا» : مفعول به، وهو في الأصل نعت لمنعوت محذوف أي: طعاما حلالا.
٨٩ - ﴿لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
جملة «ولكنْ يُؤاخذُكم» معطوفة على جملة «لا يؤاخذكم» لا محل لها، والجار «مِن أَوسَط» متعلق بنعت لمفعول محذوف، والتقدير: قوتًا كائنًا من أوسط. قوله «فصيامُ» : خبر لمبتدأ محذوف، أي: كفارته صيام، والجملة -[٢٤٥]- جواب الشرط، وقوله «إذا حَلَفْتُمْ» : ظرف محض متعلق بحال من «كفارة»، وجملة «حلفتم» مضاف إليه. وقوله «كذلك» : الكاف نائب مفعول مطلق، والتقدير: يبين الله تبيينًا مثلَ ذلك التبيين، والإشارة مضاف إليه، وجملة «يُبَيِّنُ» مستأنفة، جملة «لعلكم تشكرون» مستأنفة.
٩٠ - ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
جملة «فاجتنبوه» معطوفة على جواب النداء: «إنما الخمر رجس» وما بعدها، وجملة «لعلكم تفلحون» مستأنفة.
٩١ - ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾
جملة «فهل أنتم منتهون» مستأنفة لا محل لها.
٩٢ - ﴿وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾
جملة «فإنْ تَوليتم» معطوفة على جملة «احذروا» لا محل لها.
٩٣ - ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا﴾
الجار «فيما طَعِمُوا» متعلق بنعت لـ «جناح»، وقوله «إذا ما» : ظرفية شرطية متعلقة بالجواب المقدر: لا يَأثَمُونَ، «ما» زائدة.
٩٤ - ﴿لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
جملة «تَنَالُه أيديكم» في محل جر نعت، والمصدر «لِيعلَم الله» مجرور متعلق بـ «يَبلُوَنَّكم». والجار «بالغَيب» متعلق بحال من فاعل «يخاف»، وجملة «فمن اعتدى» معطوفة على جواب النداء لا محل لها.
٩٥ - ﴿لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ﴾
جملة «وأنتم حُرُمٌ» حالية، وجملة «ومَن قَتَله» معطوفة على جواب النداء، والجار «منكم» متعلق بحال من فاعل «قَتَل»، و «متعمِّدًا» حال من فاعل «قَتَلَهُ»، وقوله «فجزاءٌ» : مبتدأ، والخبر مقدر، أي: فعليه، وجملة «فعليه جزاء» جواب الشرط، و «مِثْلُ» نعت لـ «جزاء»، و «ما» اسم موصول مضاف إليه، والجار «مِن النَّعَمِ» متعلق بحال من «ما»، وجملة «يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا» نعت لـ «جزاء». وقوله «هَدْيا» : حال من الضمير في «به»، «بالغَ» نعت «هديًا»، وهذه الإضافة لفظية؛ أفادت التخفيف بحذف التنوين، ولا تفيد التعريف؛ ولذلك جاز نعت النكرة بها. قوله «أو كَفَّارَةٌ» : معطوف على «جزاء»، «طعامٌ» بدل من «كفارة»، وقوله «عدل» : معطوف على «كفَّارَةٌ»، «صيامًا» تمييز، والمصدر «ليذُوقَ» مجرور متعلق بمقدر، أي: جُوزي بذلك ليذوق،
246
وجملة «فينتقمُ» خبر لمبتدأ محذوف، تقديره هو، وجملة «فهو ينتقم» جواب الشرط.
247
٩٦ - ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا﴾
قوله «وطعامُه» : معطوف على «صَيدُ»، «متاعًا» : نائب مفعول مطلق، أي: متَّعكم به متاعًا، والمصدر تمتيعًا، والجارُّ متعلق بنعت لـ «متاعًا»، وقوله «ما دمتم» :«ما» مصدرية زمانية، والمصدر منصوب على الظرف متعلق بـ «حُرِّمَ»، وجملة «دمتم» صلة الموصول الحرفي.
٩٧ - ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾
مفعولا جعل: «الكعبة»، «قيامًا»، و «البيتَ الحرامَ» : بدل ونعته، والمصدر «لتعلموا» مجرور باللام متعلق بالخبر. والمصدر «أنَّ الَله يَعلمُ» سَدَّ مَسَدَّ مفعولَيْ عَلِمَ، والمصدر «وأنَّ الله بكلِ شيءٍ عليمٌ» معطوف على المصدر السابق في محل نصب.
٩٩ - ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾
الجارُّ «على الرسول» متعلق بالخبر، «البلاغُ» مبتدأ، وجملة «واللهُ يَعلمُ» مستأنفة.
١٠٠ - ﴿قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي -[٢٤٨]- الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾
قوله «ولو أعجبك» : الواو حالية للعطف على حال محذوفة، والتقدير: لا يستويان في كل حال ولو في هذه الحال، وهذا لاستقصاء الأحوال، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، أي: ما استوى مع الطيب، والجملة حالية في محل نصب. وجملة «يا أولي الألباب» مستأنفة، وكذا جملة «لعلكم تفلحون».
١٠١ - ﴿لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا﴾
جملة الشرط «إنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكم» في محل جر صفة لـ «أشياءَ»، وجملة «عفا الله» في محل جر صفة ثانية لـ «أشياء».
١٠٢ - ﴿قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾
جملة «قد سألها» مستأنفة لا محل لها.
١٠٣ - ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ﴾
قوله «من بَحِيرَةٍ» :«من» زائدة، و «بَحِيرَةٍ» مفعول أول، ومفعول «جعل» الثاني محذوف، أي: مشْرُوعَةً، وجملة و «لكن الذين كفروا» معطوفة على المستأنفة «ما جعل»، وجملة «وأكثرُهم لا يعقلونَ» معطوفة على جملة «يَفْتَرُونَ».
١٠٤ - ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ﴾
نائب فاعل «قيل» ضمير يعود على مصدره، والجار متعلق بـ «قيل»، قوله «تعالَوا» : فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل. وقوله «حسبنا ما وجدنا» : مبتدأ وخبر. وقوله «أَوَلَوْ كان» : الهمزة للاستفهام، والواو حالية عاطفة على حال مقدرة، والمعنى إنكار اتباع آبائهم في كل حال، وفي حالة تلبُّسهم بعدم العلم والهداية، وجواب «لو» محذوف تقديره: لاتبعوهم، وجملة «أولو كان آباؤهم» في محل نصب حال.
١٠٥ - ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
قوله «عليكم أنفسكم» : اسم فعل أمر بمعنى الزموا، «أنفسكم» : مفعول به، وجملة «لا يضركم» مستأنفة. وقوله «إذا اهتديتم» : ظرفية شرطية متعلقة بالجواب المقدر الذي دل عليه ما قبل «إذا»، وجملة «اهتديتم» في محل جر بالإضافة، وجملة «إلى الله مرجعكم» مستأنفة لا محل لها. وجملة «فينبئكم» معطوفة على جملة «إلى الله مرجعكم».
١٠٦ - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ
249
إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآثِمِينَ}
«إذا حضر» : ظرف محض متعلق بالمصدر (شهادة). وقوله «حين الوصية» : ظرف بدل من «إذا»، و «اثنان» خبر المبتدأ «شهادة»، والتقدير: صاحبا الشهادة اثنان. وقوله «ذوا» : صفة مرفوعة بالألف؛ لأنه مثنى، والجار «منكم» متعلق بصفة لـ «اثنان». وقوله «إن أنتم» : فاعل بفعل محذوف يفسره ما بعده، والجملة مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، أي: فاستشهدوا آخرين، وجملة «ضربتم» تفسيرية، وجملة «تحبسونهما» مستأنفة، لا محل لها. وجملة «إن ارتبتم» معترضة لا محل لها، وجواب الشرط محذوف تقديره: فحَلِّفُوهما. وجملة «لا نشتري به» جواب القسم لا محل لها. وقوله «ولو كان» : الواو حالية عاطفة على حال مقدرة، أي: لا نشتري به ثمنًا في كل حال، ولو في هذه الحال، وهذا لاستقصاء الأحوال، وجواب «لو» محذوف، والجملة حالية. وجملة «ولا نكتم شهادة الله» معطوفة على جملة «لا نشتري» لا محل لها. وجملة «إنا إذًا لمن الآثمين» مستأنفة لا محل لها.
250
١٠٧ - ﴿فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ﴾
المصدر المجرور «على أنهما استحقا» نائب فاعل، وقوله «فآخران» : خبر مبتدأ مضمر أي: فالشاهدان آخران، والجملة جواب الشرط في محل جزم، وجملة «يقومان» صفة «آخران» وقوله «مقامَهما» : مفعول مطلق. -[٢٥١]- والجار «من الذين» متعلق بحال من فاعل «يقومان» و «الأوليان» فاعل «استحق»، وجملة «لشهادتنا أحق» جواب القسم، والجار «من شهادتهما» متعلق بـ «أحق»، وجملة «وما اعتدينا» معطوفة على جواب القسم، وجملة «إنا لمن الظالمين» مستأنفة.
١٠٨ - ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾
المصدر «أن يأتوا» منصوب على نزع الخافض «إلى». والجار «على وجهها» متعلق بحال من «الشهادة». والمصدر «أن ترد» مفعول به. والظرف «بعد أيمانهم» متعلق بـ «تُرَدّ».
١٠٩ - ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ﴾
«يوم يجمع» : مفعول لفعل محذوف تقديره: احذروا، وجملة «يجمع» مضاف إليه، وقوله «ماذا» ما «اسم استفهام مبتدأ،» ذا «اسم موصول خبر، وجملة» قالوا «مستأنفة، وقوله» أنت": توكيد لاسم «إن»، وَجَمَعَ «الغيب» وإن كان مصدرًا لاختلاف أنواعه.
١١٠ - {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ
251
جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ}
«إذ قال» : اسم ظرفي مفعول به لاذكر مضمرًا، وجملة «اذكر» مستأنفة، والجار «عليك» متعلق بحال من «نعمتي». وقوله «إذ أيدتك» : بدل اشتمال من «نعمتي». وجملة «تكلم» حال من الكاف في «أيدتك»، والجار «في المهد» متعلق بحال من فاعل «تكلم». وقوله «وكهلا» : اسم معطوف على الحال السابقة أي: كائنًا في المهد وكهلا وقوله «وإذ علمتك» : معطوف على «إذ» السابقة، وكذا «وإذ تخلق». والكاف في «كهيئة» اسم بمعنى «مثل» مفعول به، و «هيئة» مضاف إليه، والجار «بإذني» متعلق بحال من فاعل «تخلق». وقوله «فتكون طيرًا بإذني» : الجار متعلق بنعت لـ «طيرًا». و «إذ» في قوله «وإذ تخرج» : اسم ظرفي معطوف على «إذ» قبلها، والجار «بإذني» متعلق بحال من فاعل «تخرج». و «إذ» في قوله «إذ جئتهم» : ظرف زمان متعلق بـ «كففت». و «إن» نافية، و «إلا» للحصر، و «هذا سحر» مبتدأ وخبر.
252
١١١ - ﴿وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴾
الواو عاطفة، و «إذ» : مفعول لاذكر مقدرًا، و «أن» مفسرة، وجملة «آمنوا» مفسرة. والمصدر «بأننا مسلمون» مجرور بالباء متعلق بـ «اشهد».
١١٢ - ﴿إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾
قوله «إذ قال» : مفعول لـ «اذكر» مضمرًا، والجار «من السماء» متعلق -[٢٥٣]- بنعت لـ «مائدة». وجملة «إن كنتم مؤمنين» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.
١١٣ - ﴿قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾
المصدر «أن نأكل» مفعول به. وقوله «أن قد صدقتنا» :«أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وأن وما بعدها في تأويل مصدر، سَدَّتْ مَسَدَّ المفعولين، والجملة خبر «أن».
١١٤ - ﴿اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾
«اللهم ربنا» : منادى مبني على الضم، والميم عوض من «يا» قوله «ربنا» : نعت للجلالة. وجملة «تكون» نعت لـ «مائدة». وقوله «لأولنا» : جار ومجرور بدل من «لنا». وقوله «وآية منك» اسم معطوف على «عيدًا»، والجار متعلق بنعت لآية، وجملة «وارزقنا» معطوفة على جملة «أنزل». وجملة «وأنت خير الرازقين» مستأنفة.
١١٥ - ﴿قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾
جملة «فمن يكفر» معطوفة على مقول القول في محل نصب. وقوله «عذابًا» : نائب مفعول مطلق لأنه اسم مصدر، والمصدر تعذيبًا. وجملة «لا -[٢٥٤]- أعذبه» نعت لـ «عذابًا». والهاء في «لا أعذبه» : نائب مفعول مطلق، لأنها ضمير المصدر.
١١٦ - ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ﴾
«إذ» مفعول لـ اذكر مقدرًا، وجملة «اذكر» مستأنفة لا محل لها. الجار «من دون» متعلق بنعت لإلهين. قوله «سبحانك» : مفعول مطلق، والمصدر «أن أقول» اسم كان. وجملة «إن كنت قلته» مستأنفة لا محل لها. وجملة «تعلَم ما في نفسي» مستأنفة لا محل لها، «أنت» توكيد للكاف في «إنك».
١١٧ - ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾
«ما» مفعول به لـ «قلت». و «أن» مصدرية، والمصدر المؤول بدل من الهاء في «به»، و «ربي» بدل من الجلالة. و «ما» في «ما دمت» مصدرية زمانية، والمصدر ظرف زمان متعلق بـ «شهيدًا»، وجملة «فلما توفَّيتني» معطوفة على جملة «كنت عليهم»، وجملة «وأنت على كل شيء شهيد» معطوفة على جملة «وكنت عليهم شهيدًا».
١١٩ - ﴿قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ -[٢٥٥]-
«هذا يوم» مبتدأ وخبر، وجملة «ينفع» في محل جر مضاف إليه، والجار «فيها» والظرف «أبدًا» متعلقان بـ «خالدين». وجملة «رضي الله عنهم» مستأنفة.
١٢٠ - ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
قوله «وما فيهن» : اسم موصول معطوف على «السماوات»، والجار متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «وهو قدير» معطوفة على المستأنفة «لله ملك» لا محل لها.
Icon