تفسير سورة التوبة

المجتبى من مشكل إعراب القرآن
تفسير سورة سورة التوبة من كتاب المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم المعروف بـالمجتبى من مشكل إعراب القرآن .
لمؤلفه أحمد بن محمد الخراط .
سورة التوبة
383
١ - ﴿بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
«براءة من الله» : خبر لمبتدأ محذوف أي: هذه براءة، والجار متعلق بنعت لـ «براءة»، والجار «إلى الذين» متعلق بنعت ثان لـ «براءة»، الجار «من المشركين» متعلق بحال من العائد المحذوف أي: عاهدتموهم كائنين من المشركين.
383
٢ - ﴿فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ﴾
جملة «فسيحوا» معطوفة على جملة «هذه براءة» لا محل لها، «أربعة» ظرف زمان متعلق بـ «سيحوا»، والمصدر «أنكم غير معجزي» سدّ مسدّ مفعولَيْ علم، والمصدر الثاني معطوف على المصدر المتقدم.
٣ - ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾
قوله «وأذان» : الواو عاطفة، «أذان» خبر لمبتدأ محذوف أي: وهذا أذان، والجملة معطوفة على جملة «هذه براءة» لا محل لها، والجارّ «من الله» متعلق بنعت لـ «أذان»، والجار «إلى الناس» متعلق بنعت ثان لـ «أذان»، والجار «يوم» متعلق بنعت ثالث لـ «أذان»، والمصدر «أن الله بريء» منصوب على نزع الخافض الباء. وقوله «ورسوله» : الواو عاطفة، ومبتدأ، خبره محذوف، -[٣٨٤]- أي: ورسوله بريء كذلك، والجملة معطوفة على المفرد «بريء» في محل رفع، من قبيل عطف الجملة على المفرد، فقد أخبر عن الله بخبرين، الأول: براءته من المشركين، والثاني براءة رسوله. جملة «فإن تبتم» مستأنفة. المصدر «أنكم غير معجزي» سدّ مسدّ مفعولَيْ علم. وجملة «وبشِّر» مستأنفة.
٤ - ﴿إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ﴾
«إلا الذين» : مستثنى متصل من «الذين عاهدتم». الجار «من المشركين» متعلق بحال من العائد المقدر، و «نقص» تعدى إلى مفعولين: «الكاف، شيئًا». وجملة «فأتموا» مستأنفة، والجار «إلى مدتهم» متعلق بحال من «عهدهم».
٥ - ﴿فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾
جملة الشرط مستأنفة، «إذا» ظرفية شرطية تتعلق بمعنى الجواب، ولا تتعلق بالجواب نفسه؛ لأن الفاء لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. «حيث» ظرف مكان مبني على الضم متعلق بـ «اقتلوا»، والواو في «وجدتموهم» للإشباع، و «كل مرصد» منصوب على نزع الخافض (على). جملة الشرط «فإن تابوا» معطوفة على جملة الشرط قبلها.
٦ - ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ﴾ -[٣٨٥]-
«أحد» فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، والجارّ «من المشركين» متعلق بنعت لـ «أحد»، وجملة «استجارك» تفسيرية. «مأمنه» مفعول ثان، والمصدر «بأنهم قوم» مجرور متعلق بخبر المبتدأ «ذلك»، وجملة «ذلك بأنهم قوم» مستأنفة لا محل لها.
٧ - ﴿كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ﴾
«كيف» : اسم استفهام حال، «يكون» فعل مضارع ناقص، والجار «للمشركين» متعلق بالخبر، والظرف «عند الله» متعلق بنعت لـ «عهد»، و «الذين» مستثنى مبني على الفتح في محل نصب. قوله «فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم» : الفاء عاطفة، «ما» اسم شرط ظرف زمان متعلق باستقاموا. والتقدير: أيَّ زمان استقاموا لكم فاستقيموا لهم. وجملة «فما استقاموا» معطوفة على جملة الصلة قبلها.
٨ - ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾
«كيف» اسم استفهام حال أي: كيف لا تقاتلونهم؟ والواو حالية، جملة «وإن يظهروا» حالية من الواو في «تقاتلونهم» المقدرة. وقوله «إلا» : مفعول به، جملة «يرضونكم» مستأنفة، جملة «وأكثرهم فاسقون» معطوفة على الفعلية «تأبى قلوبهم».
٩ - ﴿إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
جملة «إنهم ساء» مستأنفة، «ما» اسم موصول فاعل ساء، والمخصوص بالذم محذوف أي: عملهم.
١٠ - ﴿لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾
جملة «لا يرقبون» خبر ثان لـ «إن» في الآية السابقة. «هم» ضمير فصل لا محل لها، وجملة «وأولئك هم المعتدون» معطوفة على جملة «لا يرقبون».
١١ - ﴿فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾
جملة «فإن تابوا» مستأنفة، وقوله «فإخوانكم» : الفاء رابطة لجواب الشرط، «إخوانكم» خبر لمبتدأ محذوف أي: فهم إخوانكم، والجار «في الدين» متعلق بإخوانكم؛ لما فيه من معنى الفعل، وجملة «فهم إخوانكم» جواب الشرط في محل جزم. وجملة «ونفصل» مستأنفة، وجملة «يعلمون» نعت لقوم.
١٢ - ﴿وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ﴾
جملة «وإن نكثوا» معطوفة على جملة ﴿فَإِنْ تَابُوا﴾، جملة «إنهم لا أيمان لهم» حالية من «أئمة الكفر»، وجملة «لعلهم ينتهون» مستأنفة.
١٣ - ﴿أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾
«ألا» حرف عرض وتحضيض، جملة «وهم بدءوكم» معطوفة على جملة «هَمُّوا». «أول مرة» : ظرف زمان. وجملة «فالله أحق» جواب شرط مقدر أي: إن خشيتم أحدا فالله أحق. وجملة «إن كنتم مؤمنين» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دَلَّ عليه ما قبله.
١٤ - ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ﴾
«يعذِّبهم» فعل مضارع مجزوم؛ لأنه جواب شرط مقدر ومفعوله.
١٦ - ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾
«أم» المنقطعة، وتُقَدَّر بـ بل والهمزة. والمصدر «أن تُتْرَكوا» سدّ مسدّ مفعولَيْ حسب. وقوله «ولَمَّا يعلم» : الواو حالية، وحرف جازم، وفعل مضارع مجزوم، والجارّ «منكم» متعلق بحال من فاعل «جاهدوا»، الجار «من دون» متعلق بالمفعول الثاني لـ «اتخذ»، و «ما» في قوله «بما تعملون» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بـ «خبير».
١٧ - ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ﴾ -[٣٨٨]-
المصدر «أن يعمروا» اسم كان. والجار «للمشركين» متعلق بخبرها. «شاهدين» حال من المشركين، والجارَّان: «على أنفسهم»، «بالكفر» متعلقان بـ «شاهدين». جملة «وهم خالدون» معطوفة على «حبطت أعمالهم» في محل رفع.
١٨ - ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾
«إنما» كافة ومكفوفة لا عمل لها، وجملة «فعسى أولئك أن يكونوا» معطوفة على جملة «إنما يعمر». و «عسى» فعل ماض ناسخ، و «أولئك» اسمها. والمصدر «أن يكونوا» خبر عسى.
١٩ - ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ﴾
الجار «كمن» متعلق بمفعول ثان لـ «جعل»، وجملة «لا يستوون» مستأنفة.
٢٠ - ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾
«الذين» موصول مبتدأ، خبره «أعظم»، و «درجة» تمييز، والظرف «عند» متعلق بـ «أعظم»، «هم» ضمير فصل لا محل له، وجملة «وأولئك هم الفائزون» معطوفة على «أعظم» من قبيل عطف الجملة على المفرد.
٢١ - ﴿يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ﴾
جملة «يبشرهم» خبر ثان للمبتدأ «أولئك» المتقدم، الجاران «لهم فيها نعيم» : متعلقان بخبر المبتدأ «نعيم»، وجملة «لهم فيها نعيم» نعت لـ «جنات».
٢٢ - ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾
«خالدين» : حال من الضمير في ﴿لَهُمْ﴾ المتقدمة، والجار «فيها»، والظرف «أبدًا» متعلقان بالحال «خالدين». وجملة «عنده أجر» خبر «إن» في محل رفع.
٢٣ - ﴿لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾
«أولياء» مفعول ثان منصوب، وجملة «إن استحبوا» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دَلَّ عليه ما قبله، والجار «منكم» متعلق بمحذوف حال من فاعل «يتولهَّم»، وجملة «ومن يتولهم» معطوفة على جواب النداء لا محل لها.
٢٤ - ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا﴾
جملة «اقترفتموها» نعت لـ «أموال»، والواو في «اقترفتموها» للإشباع لا محل لها، وقوله «أحبَّ» خبر كان، وجملة «فتربَّصوا» جواب الشرط.
٢٥ - ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ -[٣٩٠]- فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ﴾
اللام في «لقد» واقعة في جواب قسم مقدر. وقوله «ويوم» : الواو عاطفة، «يوم» اسم معطوف على محل (مواطن) متعلق بما تعلَّق به، عطف ظرف الزمان من غير واسطة (في) على ظرف المكان المجرور بها، والتقدير: ونصركم الله يوم حنين، وقوله «إذ» : ظرف زمان بدل من «يوم»، وجملة «أعجبتكم» مضاف إليه. وقوله «شيئا» : نائب مفعول مطلق أي: إغناء قليلا أو كثيرا. وقوله «بما رحبت» :«ما» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بـ «ضاقت»، «مدبرين» حال من التاء.
٢٦ - ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ﴾
الجار «على رسوله» متعلق بـ «أنزل»، وجملة «لم تروها» نعت لـ «جنودا»، وجملة «وذلك جزاء الكافرين» مستأنفة لا محل لها.
٢٧ - ﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
جملة «والله غفور» مستأنفة. «رحيم» خبر ثان.
٢٨ - ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ﴾
جملة «إنما المشركون نجس» جواب النداء مستأنفة، وجملة «فلا يقربوا» معطوفة على المستأنفة «إنما المشركون نجس»، وقوله «هذا» : نعت مؤول -[٣٩١]- بمشتق أي: عامهم المشار إليه، جملة «إن شاء» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دَلَّ عليه ما قبله.
٢٩ - ﴿وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾
«دين» منصوب على نزع الخافض الباء، الجار «عن يد» متعلق بحال من الواو في «يعطوا»، وجملة «وهم صاغرون» حال من الواو في «يعطوا».
٣٠ - ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾
«عزير ابن» مبتدأ وخبر، وكذا «المسيح ابن الله»، والجارّ «بأفواههم» متعلق بحال من «قولهم»، وجملة «يضاهئون» حال من الضمير في «قولهم»، وجملة «قاتلهم الله» مستأنفة، «أنى» اسم استفهام حال، وجملة «يؤفكون» حال من هاء «قاتلهم».
٣١ - ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾
«أربابا» مفعول ثان، الجار «من دون» متعلق بنعت لـ «أربابا»، وجملة «وما أمروا» حاليّة من الواو في «اتخذوا»، «لا إله إلا هو» :«لا» نافية للجنس، و «إله» اسمها، والخبر محذوف تقديره: مستحق للعبادة، «إلا» للحصر، «هو» -[٣٩٢]- بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، والجملة نعت ثان لـ «إله»، «سبحانه» مفعول مطلق، وعامله محذوف تقديره: نسبح، وجملته مستأنفة. الجار «عما» مُؤَلَّف مِن «عن» الجارّة و «ما» المصدرية، والمصدر المجرور متعلق بـ نسبح المقدرة.
٣٢ - ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾
جملة «يريدون» مستأنفة، والمصدر «أن يطفئوا» مفعول به لـ «يريد»، والمصدر «أن يتم» مفعول به لـ «يأبى» وتقدير الكلام: لا يريد الله إلا إتمام؛ لأن الاستثناء المفرغ مسبوق بنفي، وقوله «ولو كره» : الواو حالية عطفت الواو على حال محذوفة أي: يتم نوره في كل حال، ولو في هذه الحال، وهذا لاستقصاء الأحوال. وجواب الشرط محذوف دَلَّ عليه ما قبله. وجملة «ولو كره الكافرون» حالية من الإتمام المتقدم.
٣٤ - ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾
جملة «والذين يكنزون» مستأنفة، وجملة «فبشِّرهم» خبر «الذين»، والفاء زائدة ولحقت الفاء بالخبر تشبيها للموصول بالشرط.
٣٥ - ﴿يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ -[٣٩٣]-
«يوم» ظرف زمان متعلق بـ «يُعَذَّبون» مقدرا، وجملة الفعل المقدر مستأنفة، ونائب فاعل «يحمى» ضمير تقديره هو، يعود على الوقود، والجارَّان متعلقان بـ «يحمى»، وجملة «هذا ما كنزتم» مقول القول لقول محذوف في محل نصب، وجملة القول المحذوف معطوفة على جملة «تُكوى» والتقدير: ويقال هذا ما كنزتم، وجملة «فذوقوا» معطوفة على جملة «هذا ما كنزتم» في محل نصب، وهي من تمام القول.
٣٦ - ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾
«اثنا» : خبر «إن» مرفوع بالألف؛ لأنه ملحق بالمثنى، «عشر» جزء مبني على الفتح لا محل له، و «شهرا» تمييز، والجار بعده متعلق بنعت لـ «اثنا عشر». وجملة «منها أربعة حرم» نعت «اثنا عشر»، وجملة «ذلك الدين» مستأنفة لا محل لها، وكذا جملة «فلا تظلموا». وقوله «كافة» : حال من «المشركين»، والكاف في «كما» اسم بمعنى مثل، نائب مفعول مطلق، أي: قتالا مثل قتالهم لكم، و «ما» مصدرية، والمصدر المؤول «أن الله مع المتقين» سدّ مسدّ مفعولي علم.
٣٧ - ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ﴾ -[٣٩٤]-
الجار «في الكفر» متعلق بنعت لـ «زيادة». وجملة «يضل به الذين» خبر ثان. وجملة «يُحِلُّونه» حال من «الذين»، وجملة «زُيِّن لهم سوء» مستأنفة.
٣٨ - ﴿مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ﴾
«ما لكم» : اسم استفهام مبتدأ، الجار «لكم» متعلق بالخبر، والجملة الشرطية حال من الضمير في «لكم»، الجار «من الآخرة» متعلق بحال من «الحياة»، وجملة «أرضيتم» مستأنفة، وجملة «فما متاع الحياة» مستأنفة، و «ما» مهملة لانتقاض نفيها بـ «إلا».
٣٩ - ﴿إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا﴾
«عذابا» : نائب مفعول مطلق؛ لأنه اسم مصدر، والمصدر تعذيب، وقوله «غيركم» : نعت «قوما»، و «غير» نكرة ولو أُضيف؛ لأنه موغل في الإبهام، وقوله «شيئا» : نائب مفعول مطلق أي: ولا تضرُّوه ضررا قليلا أو كثيرا.
٤٠ - ﴿إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا﴾
«إذ» ظرف زمان متعلق بـ «نصره»، وقوله «ثاني» : حال من مفعول -[٣٩٥]- «أخرجه» و «اثنين» مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنه ملحق بالمثنى، «إذ هما» بدل من «إذ» الأولى، و «إذ يقول» بدل من «إذ» الثانية، وتقارب الأزمنة ينزلها منزلة المتحدة، «هي العليا» ضمير فصل لا محل له، وجملة «وكلمة الله هي العليا» مستأنفة.
٤١ - ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
«خفافا» حال من الواو في «انفروا»، وجملة «إن كنتم» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دَلَّ عليه ما قبله.
٤٢ - ﴿لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾
جملة «ولكن بَعُدت» معطوفة على جملة «لو كان عرضا»، وجملة «وسيحلفون» معطوفة على جملة «ولكن بَعُدت»، وجملة الشرط وجوابه جواب القسم لا محل لها، ودلَّ على القسم «سيحلفون»، وجملة القسم وجوابه مقول القول أي: قائلين، وجملة «يُهْلِكون» حال من فاعل «سيحلفون»، وجملة «إنهم لكاذبون» مفعول به، وكسرت همزة «إن» لوجود اللام في خبر «إن».
٤٣ - ﴿عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ﴾ -[٣٩٦]-
«لِمَ» اللام جارة، و «ما» اسم استفهام في محل جر متعلق بالفعل، وحذفت ألفها لاتصال الجارّ بها، والجار متعلق بـ «أذنت»، والجار «لهم» متعلق بـ «أذنت»، وجاز تعلُّق حرفين بلفظ واحد بالفعل «أذنت» لاختلاف معنييهما؛ فالأولى للتعليل، والثانية للتبليغ. وجملة «أذنت» مستأنفة، والمصدر المؤول «أن يتبين» مجرور بـ «حتى» متعلق بفعل مُقَدَّر، أي: هَلا تَوَقَّفْتَ عن الإذن لهم.
٤٤ - ﴿لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ﴾
المصدر المؤول «أن يجاهدوا» منصوب على نزع الخافض (في) وجملة «والله عليم» مستأنفة، والجار «بالمتقين» متعلق بـ «عليم».
٤٥ - ﴿وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾
جملة «فهم يترددون» معطوفة على جملة «ارتابت»، والجارّ «في ريبهم» متعلق بـ «يترددون».
٤٦ - ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾
جملة «ولو أرادوا» مستأنفة، وجملة «ولكن كره» معطوفة على جملة «ولو أرادوا» لا محل لها، ونائب فاعل «قيل» ضمير المصدر.
٤٧ - ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالا وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ -[٣٩٧]- وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ﴾
«خبالا» مفعول ثان، وجملة «يبغونكم» حال من فاعل «أوضعوا» في محل نصب أي: أسرعوا حال كونهم باغين، وجملة «وفيكم سماعون» حال من فاعل «يبغونكم» في محل نصب. والكاف في قوله «يبغونكم» منصوبة على نزع الخافض أي: يبغون لكم.
٤٨ - ﴿لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾
اللام في «لقد» واقعة في جواب قسم مقدر، والفعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة، والواو فاعل، والمصدر «أن جاء» مجرور بـ «حتى» متعلق بـ «قلَّبوا». وجملة «وهم كارهون» حالية من فاعل «ظهر».
٤٩ - ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ﴾
الفعل «لا تَفْتِنِّي» مضارع مجزوم بالسكون، والنون الثانية للوقاية، «ألا» حرف تنبيه. وجملة «سقطوا» مستأنفة لا محل لها، وجملة «وإن جهنم لمحيطة» مستأنفة، والجارّ «بالكافرين» متعلق بـ «محيطة».
٥٠ - ﴿وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ﴾ -[٣٩٨]-
جملة «ويتولَّوا» معطوفة على جملة بـ «يقولوا»، وجملة «وهم فرحون» حالية من الواو في «يتولوا»، في محل نصب.
٥١ - ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾
«ما» الموصولة فاعل «يصيبنا»، وجملة «هو مَوْلانا» حال من «الله»، وجملة «فليتوكل» مستأنفة لا محل لها، والفاء زائدة، واللام لام الأمر الجازمة.
٥٢ - ﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ﴾
«إلا» أداة حصر، «إحدى» مفعول به، وجملة «ونحن نتربص» معطوفة على مقول القول، والمصدر «أن يصيبكم» مفعول به لـ «نتربص»، وجملة «فتربصوا» مستأنفة. وجملة «إنا معكم متربصون» مستأنفة.
٥٣ - ﴿قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾
«طَوْعًا» مصدر في موضع الحال، وجملة «لن يتقبل منكم» مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «إنكم كنتم قوما».
٥٤ - ﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾
المصدر «أن تقبل» منصوب على نزع الخافض (مِنْ)، والمصدر «أنهم -[٣٩٩]- كفروا» فاعل «منعهم»، وجملة «وهم كسالى» حال من الواو في «يأتون». جملة «وهم كارهون» حال من الواو في «ينفقون».
٥٥ - ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾
مفعول «يريد الله» محذوف أي خِزْيَهم، والمصدر المجرور «ليعذبهم» متعلق بـ «يريد»، وجملة «وهم كافرون» حال من فاعل «تزهق».
٥٦ - ﴿وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ﴾
جملة «إنهم لمنكم» جواب القسم، وجملة القسم وجوابه مقُول القول لقولٍ مُقَدَّر، هو حال من فاعل «يحلفون» أي: قائلين إنهم لمنكم، وجملة «وما هم منكم» حالية من اسم «إنَّ» في محل نصب، وجملة «ولكنهم قوم» معطوفة على جملة «وما هم منكم»، في محل نصب.
٥٧ - ﴿لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ﴾
جملة الشرط نعتٌ ثانٍ لـ ﴿قَوْمٌ﴾ السابقة، وجملة «وهم يَجْمحون» حالية من فاعل «ولَّوا»، في محل نصب.
٥٨ - ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾
«مَنْ» اسم موصول مبتدأ، والجارّ «منهم» متعلق بالخبر، وجملة الشرط معطوفة على جملة «منهم مَنْ يلمزك»، و «إذا» فجائية، وجملة «إذا هم -[٤٠٠]- يسخطون» جواب الشرط.
٥٩ - ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾
المصدر «أنهم رضوا» فاعل بـ «ثبت» مقدرا، وجواب الشرط محذوف أي: لكان خيرا لهم. وقوله «حسبنا الله» : مبتدأ وخبر، وجملة «سيؤتينا» مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «إنَّا إلى الله راغبون». الجار «إلى الله» متعلقة بـ «راغبون».
٦٠ - ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ﴾
الجار «عليها» متعلق بالعاملين، و «قلوبهم» نائب فاعل لـ «المؤلفة»، والجارّ «في الرقاب» معطوف على «للفقراء» متعلق بما تعلق به، وكذا «في سبيل الله»، وقوله «والغارمين» : معطوف على «الفقراء»، وقوله «فريضة» : مفعول مطلق أي: فرض فريضة، والجار متعلق بنعت لـ «فريضة»، وجملة «فرض فريضة» مستأنفة.
٦١ - ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
«أذن خير» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، وجملة «يؤمن» خبرٌ ثانٍ -[٤٠١]- للمقدر، والفعل «يؤمن للمؤمنين» تضمَّن معنى يُسَلِّم؛ ولذلك تعدَّى باللام، وقوله «ورحمة» : اسم معطوف على جملة «يؤمن» من قبيل عطف المفرد على الجملة، والجار «منكم» متعلق بحال من فاعل «آمنوا»، وجملة «لهم عذاب» خبر المبتدأ «الذين».
٦٢ - ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ﴾
جواب القسم «يحلفون» محذوف أي: ليكونن كذا، وجملة «والله ورسوله أحق» حالية من فاعل «يحلفون»، في محل نصب، والمصدر «أن يرضوه» منصوب على نزع الخافض الباء، وأفرد الضمير في «يرضوه»، والأصل المطابقة؛ لأن التقدير: وأَمْرُ الله ورسوله أحقُّ أن يرضوه، فإرضاء الله إرضاء لرسوله، وكلٌ منهما يستلزم الآخر. وجملة «إن كانوا مؤمنين» مستأنفة لا محلَّ لها، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.
٦٣ - ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ﴾
المصدر المُؤَوَّل سَدَّ مَسَدَّ مفعولي علم، «مَنْ» : اسم شرط مبتدأ، وجملة «يحادد» الخبر، وجملة الشرط وجوابه خبر «أنَّ»، والفاء في «فأنَّ» رابطة، والمصدر المُؤَوَّل «فأن له نار جهنم» خبرٌ لمبتدأ محذوف أي: فأمره كونُ نارِ جهنم له، والجملة جواب الشرط، وقوله «خالدا» : حال من الضمير في -[٤٠٢]- «يحادد»، والجارّ متعلق بـ «خالدا»، وجملة «ذلك الخزي» مستأنفة.
٦٤ - ﴿يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ﴾
المصدر «أن تنزل» مفعول به، وجملة «قل» مستأنفة. جملة «إن الله مخرج» مستأنفة في حيز القول، وقوله «ما» : مفعول به لمُخْرِج.
٦٥ - ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾
اللام في «لئن» موطّئة للقسم، واللام في «ليقولُن» واقعة في جواب القسم، والفعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون للتوكيد، والجارّ «بالله» متعلق بـ «تستهزئون».
٦٦ - ﴿لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾
الجملتان «قد كفرتم» و «إِنْ نَعْفُ» مستأنفتان لا محل لهما، والمصدر «بأنهم كانوا» مجرور متعلق بـ «نُعذِّب».
٦٧ - ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾
جملة «بعضهم من بعض» خبر المبتدأ، وجملة «يأمرون» خبر ثانٍ، وجملة -[٤٠٣]- «نسوا» خبر ثالث.
٦٨ - ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾
«نار» مفعول ثانٍ، و «خالدين» حال من الأسماء المتقدمة، وجملة «هي حسبهم» حال من نار جهنم، وجملة «ولعنهم الله» معطوفة على جملة «وعد الله»، وجملة «ولهم عذاب» معطوفة على جملة «لعنهم الله».
٦٩ - ﴿كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالا وَأَوْلادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾
الجار «كالذين» متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف؛ أي: هم كالذين، وجملة «كانوا أشد» تفسيرية للمثل المذكور، «قوة» تمييز، وكذا «أموالا»، والكاف في «كما» نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية؛ أي: استمتاعا مثل استمتاع، والجار «بخلاقهم» متعلق بـ «استمتع»، والكاف في «كالذي» نائب مفعول مطلق؛ أي: خضتم خوضا مثل خوضهم، وجملة «أولئك حبطت» مستأنفة، لا محل لها. «هم» ضمير فصل لا محل له.
٧٠ - ﴿أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾
«قوم» : بدل من الموصول، وجملة «أتتهم رسلهم» مفسرة للنبأ المتقدم، -[٤٠٤]- والمصدر المجرور «ليظلمهم» متعلق بخبر كان المقدر: مريدا، واللام للجحود، وجملة «ولكن كانوا» معطوفة على جملة «ما كان»، وقوله «أنفسهم» : مفعول مقدم.
٧١ - ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ﴾
جملة «بعضهم أولياء» خبر المبتدأ «المؤمنون»، وجملة «يأمرون» خبر ثانٍ، جملة «أولئك سيرحمهم» مستأنفة.
٧٢ - ﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
«جنات» مفعول ثانٍ، و «خالدين» حال من المؤمنين، والجار «في جنات» متعلق بنعتٍ ثانٍ لمساكن أي: كائنة في جنات، وجملة «ورضوان من الله أكبر» مستأنفة. والجار «من الله» متعلق بنعت لـ «رضوان»، وجاز الابتداء بالنكرة لوصفها بالجارّ.
٧٣ - ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾
جملة «ومأواهم جهنم» معطوفة على «جاهد الكفار»، المخصوص بالذمِّ محذوف، وجملة «وبئس المصير» مستأنفة، لا محل لها.
٧٤ - ﴿وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا -[٤٠٥]- بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾
«كلمة» مفعول به، والمصدر «أن أغناهم» مفعول نقم، وقوله «يَكُ» : مضارع ناسخ مجزوم بالسكون المُقَدَّر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمها ضمير تقديره هو؛ أي: طلب التوبة، والجارّ «لهم» متعلق بـ «خيرا»، وقوله «من ولي» : مبتدأ «مِنْ» زائدة، والجارّ «في الأرض» متعلق بحال من «ولي»، وجملة «وما لهم من ولي» معطوفة على جملة «يعذبهم»، لا محل لها.
٧٥ - ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾
اللام في «لئن» موطئة للقسم، «إنْ» شرطية، وجملة جملة «لئن آتانا» تفسيرية للعهد، وجملة «لَنَصَّدَّقَنَّ» جواب القسم لا محل لها، وجواب الشرط محذوف، دلَّ عليه جواب القسم.
٧٦ - ﴿فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾
جملة «فلما آتاهم» معطوفة على ﴿لَئِنْ آتَانَا﴾ لا محل لها، و «لمَّا» حرف وجوب لوجوب، وجملة «بخلوا» جواب الشرط لا محل لها، وجملة «وهم معرضون» حالية من الواو في «تَوَلَّوا».
٧٧ - ﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ -[٤٠٦]-
«نفاقا» مفعول به ثانٍ، والجارّ «في قلوبهم» متعلق بنعت لـ «نفاقا»، والجارّ «إلى يوم» متعلق بـ «أعقبهم»، وقوله «ما وعدوه» : مفعول ثانٍ لـ «أخلف»، وجملة «أخلفوا» صلة الموصول الحرفي، و «ما» مصدرية، وكذا «ما» في قوله «بما كانوا»، والمصدر المُؤَوَّل المجرور معطوف على المصدر السابق، وتعلَّق بما تعلق به.
٧٨ - ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلامُ الْغُيُوبِ﴾
المصدر المؤول سَدَّ مَسَدَّ مفعولي علم، والمصدر الثاني معطوف على المصدر المتقدم.
٧٩ - ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
الموصول مبتدأ، وخبره جملة «سخر الله منهم»، والجارّ «من المؤمنين» متعلق بحال من «المطَّوعين»، والجار «في الصدقات» متعلق بـ «يلمزون»، وجملة «ولهم عذاب» معطوفة على جملة «سخر الله منهم».
٨٠ - ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾
«سبعين» نائب مفعول مطلق، و «مرة» تمييز، وجملة «ذلك بأنهم» مستأنفة، والمصدر المُؤَوَّل «بأنهم كفروا» مجرور متعلق بالخبر.
٨١ - ﴿فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ -[٤٠٧]- فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴾
«خلاف» : ظرف مكان متعلق بمقعدهم، والمصدر «أن يجاهدوا» مفعول «كره». «حَرًّا» تمييز، وجملة الشرط مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دَلَّ عليه ما قبله.
٨٢ - ﴿فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
و «ما» في «بما» موصولة متعلقة بالمصدر «جزاء». جملة «فليضحكوا» مستأنفة لا محل لها. «قليلا» نائب مفعول مطلق، ومثلها «كثيرا»، «جزاء» مفعول لأجله.
٨٣ - ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ﴾
جملة «فاستأذنوك» معطوفة على «رجعك»، وجملة «فقل» جواب الشرط. «أبدًا» ظرف زمان متعلق بالفعل، وجملة «إنكم رضيتم» مستأنفة في حيز القول. وقوله «أول» : نائب مفعول مطلق، وجملة «فاقعدوا» معطوفة على جملة «رضيتم»، ويجوز عطف الإنشاء على الخبر.
٨٤ - ﴿وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾
الجار «منهم» متعلق بنعت لـ «أحد»، وجملة «مات» نعت ثان لـ «أحد»، وجملة «وهم فاسقون» حالية من الواو في «ماتوا».
٨٥ - ﴿وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾
جملة «إنما يريد الله» مستأنفة. جملة «وهم كافرون» حالية من الهاء في «أنفسهم».
٨٦ - ﴿وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾
قوله «أن آمنوا» :«أن» تفسيرية، وجملة «آمنوا» تفسيرية، وقد سبقت بفعل فيه معنى القول دون حروفه، وجملة «نَكُنْ» جواب شرط مقدر أي: إن تَذَرْنَا نكن.
٨٧ - ﴿رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ﴾
«رضوا» : فعل ماضٍ مبني على الضم المقدر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين بعد تسكينها. جملة «فهم لا يفقهون» معطوفة على جملة «طبع» لا محل لها.
٨٨ - ﴿لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ﴾
«لكن» حرف استدراك، والجملة بعدها مستأنفة، وجملة «لهم الخيرات» في محل رفع خبر المبتدأ «أولئك»، جملة «وأولئك لهم الخيرات» معطوفة على جملة «جاهدوا».
٨٩ - ﴿خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
«خالدين» حال من الهاء في ﴿لَهُمْ جَنَّاتٍ﴾، والجار متعلق بـ «خالدين».
٩٠ - ﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
جملة «سيصيب الذين» مستأنفة. الجار «منهم» متعلق بحال من فاعل «كفروا».
٩١ - ﴿لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
«حرج» اسم ليس، «إذا نصحوا» : ظرفية شرطية متعلقة بمضمون الجواب المُقَدَّر؛ أي: إذا نصحوا لله انتفى الحرج، وجملة الشرط مستأنفة، وجواب الشرط محذوف، دلَّ عليه ما قبله، وقوله «من سبيل» : مبتدأ، و «مِنْ» زائدة لدخولها على نكرة وسبقها بنفي، وجملة «ما على المحسنين من سبيل» مستأنفة، وكذا جملة «والله غفور».
٩٢ - ﴿وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ﴾
«ما» في «إذا ما» زائدة، وجملة الشرط صلة الموصول الاسمي، لا محل -[٤١٠]- لها، وجملة «قلت» حالية من الكاف في «أتوك» في محل نصب؛ أي: إذا أتوك، وأنت قائل، وجملة «تولَّوا» جواب الشرط. وجملة «وأعينهم تفيض» حالية من الواو في «تولَّوا»، و «حزنا» مفعول لأجله، والمصدر «ألا يجدوا» : منصوب على نزع الخافض اللام أي: لعدم وجود ما ينفقون.
٩٣ - ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾
جملة «وهم أغنياء» حال من الواو في «يستأذنونك»، وجملة «رضوا» مستأنفة، وجملة «فهم لا يعلمون» معطوفة على جملة «طبع».
٩٤ - ﴿يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ﴾
«إذا» ظرفية محضة متعلقة بـ «يعتذرون»، والجارّ «من أخباركم» متعلق بنعت للمفعول الثاني المقدر؛ أي: طرفا من أخباركم. وجملة «لن نؤمن» مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «قد نبأنا الله»، وجملة «وسيرى» معطوفة على جملة «نبَّأنا».
٩٥ - ﴿سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
«إذا» ظرفية محضة متعلقة بـ «يحلفون»، وجملة «فأعرضوا» مستأنفة، وجملة «مأواهم جهنم» معطوفة على جملة «إنهم رجس» المستأنفة، وقوله -[٤١١]- «جزاء» : مفعول مطلق لعامل مقدر؛ أي: يجزون جزاء.
٩٦ - ﴿فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾
جملة «فإن ترضوا» مستأنفة لا محل لها.
٩٧ - ﴿الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾
«كفرا» تمييز، والمصدر «أَلا يعلموا» منصوب على نزع الخافض الباء.
٩٨ - ﴿وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ﴾
مفعولا «يتخذ» :«ما» الموصولة و «مغرما»، وجملة «عليهم دائرة» مستأنفة.
٩٩ - ﴿وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ﴾
مفعولا «يتخذ» :«ما» الموصولة و «قربات». الظرف «عند» متعلق بنعت لـ «قربات». قوله «صلوات» : معطوف على «قربات». وجملة «سيدخلهم الله» مستأنفة.
١٠٠ - ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ -[٤١٢]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
الجار «من المهاجرين» متعلق بحال من المبتدأ، الجار «بإحسان» متعلق بحال من فاعل «اتبعوهم»، وقوله «خالدين» : حال من الضمير في «لهم»، والجار «فيها» متعلق بـ «خالدين»، وكذا الظرف «أبدا». وجملة «ذلك الفوز» مستأنفة.
١٠١ - ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ﴾
الجار «من الأعراب» متعلق بحال من الموصول «مَنْ»، والجارّ «ومن أهل المدينة» متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: قوم كائنون من أهل، وجملة «مردوا» نعت لقوم المُقَدَّرة، وجملة «قوم من أهل المدينة» معطوفة على جملة «منافقون ممن حولكم» وجملة «لا تعلمهم» حال من فاعل «مردوا»، وجملة «نحن نعلمهم» مستأنفة، وجملة «سنعذبهم» مستأنفة لا محل لها. «مرتين» نائب مفعول مطلق.
١٠٢ - ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾
قوله «وآخرون» : مبتدأ، خبره جملة «خلطوا»، وجملة «وآخرون اعترفوا خلطوا» معطوفة على جملة «ومن أهل المدينة قوم مردوا»، وجملة «اعترفوا» نعت لـ «آخرون»، وجملة «عسى الله أن يتوب عليهم» حال من الواو في -[٤١٣]- «خلطوا». والمصدر «أن يتوب» خبر عسى.
١٠٣ - ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾
جملة «تطهرهم» نعت لصدقة، وجملة «إنَّ صلاتك سكن» مستأنفة.
١٠٤ - ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾
المصدر «أن الله... » سَدَّ مَسَدَّ مفعولي علم، والضمير «هو» مبتدأ، والجملة في محل رفع خبر «أنَّ»، والمصدر الثاني «وأن الله هو التواب» معطوف على المصدر السابق في محل نصب.
١٠٥ - ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾
جملة «فسيرى الله» معطوفة على جملة «اعملوا» في محل نصب، وجملة «ستردُّون» معطوفة على جملة «فسيرى».
١٠٦ - ﴿وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ﴾
قوله «وآخرون» : مبتدأ، و «مُرْجَوْنَ» نعته، وجملة «وآخرون مرجون» معطوفة على جملة ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا﴾ في الآية (١٠٢) والجارّ «لأمر» متعلق بـ «مرجون»، و «إما» حرف تفصيل، وجملة «إما يعذبهم» خبر المبتدأ «آخرون».
١٠٧ - ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾
«ضرارا» مفعول لأجله؛ أي: مضارَّة لإخوانهم، وخبر المبتدأ «الذين» محذوف تقديره: مُعَذَّبون. قوله «وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى» : الواو مستأنفة، واللام واقعة في جواب قسم مُقَدَّر، وفعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة -لالتقاء الساكنين- فاعل، والنون للتوكيد، «إن» نافية، و «إلا» للحصر، و «الحسنى» مفعول به. وجملة «ووالله ليحلفن» مستأنفة، وجملة «ليحلفن» جواب القسم، وجملة «إن أردنا» جواب القسم الثاني المعبَّر عنه بالحلف. وكُسِرت همزة «إنَّ» بعد «يشهد» ؛ لوجود اللام في الخبر، والجملة جواب القسم على تضمين «يشهد» معنى القسم.
١٠٨ - ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا﴾
اللام في «لَمسجد» للابتداء، والجارَّان: «على التقوى»، «مِنْ أول» متعلقان بـ «أسس»، وجاز الابتداء بالنكرة لوصفها وقوله «أحق» : خبر المبتدأ «مسجد»، والمصدر «أن تقوم» منصوب على نزع الخافض الباء، وجملة «فيه رجال» نعت لمسجد.
١٠٩ - ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ -[٤١٥]- عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
«أفمن» الهمزة للاستفهام، والفاء مستأنفة، «مَنْ» موصول مبتدأ، و «خير» خبر المبتدأ، «أم» عاطفة، و «مَنْ» الثانية معطوفة على «مَنْ» الأولى. وجملة «والله لا يهدي» مستأنفة.
١١٠ - ﴿لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
قوله «إلا أن تقطع» :«إلا» أداة استثناء، وفعل مضارع منصوب وأصله تتقطع، والمصدر منصوب على الاستثناء، والمستثنى منه عموم الأحوال أي: لا يزال ريبة في كل حال إلا حال تقطع قلوبهم.
١١١ - ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
المصدر «بأن لهم الجنة» مجرور متعلق بـ «اشترى»، وجملة «يقاتلون» مستأنفة، «وعدًا» : مفعول مطلق لفعل مُقَدَّر، والجارّ «عليه» متعلق بحال من «حقا»، و «حقا» نعت «وعدًا»، والجارّ في «التوراة» متعلق بنعت لـ «وعدًا»، وقوله «ومن أَوْفى» : الواو مستأنفة، و «من» اسم استفهام مبتدأ و «أوفى» خبر.
١١٢ - ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ -[٤١٦]- السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ﴾
«التائبون» : خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: هم، وما بعده من باب تعدد الخبر، والجارّ «بالمعروف» متعلق بـ «الآمرون»، وقوله «لحدود» : اللام زائدة للتقوية؛ لكون العامل «الحافظون» فرعًا، و «حدود» مفعول به.
١١٣ - ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾
اسم كان المصدر المُؤَوَّل «أن يستغفروا»، والجارّ «للنبي» متعلق بالخبر، والواو في «ولو» حالية، وهي للعطف على حال محذوفة؛ أي: ما كانوا أن يستغفروا في كل حال، ولو في هذه الحال؛ وهذا لاستقصاء الأحوال، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، والجملة حالية من «المشركين»، «أولي» خبر كان منصوب بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. وقوله «من بعد ما تبين» : الجارّ متعلق بـ «يستغفروا»، و «ما» : مصدرية، والمصدر مضاف إليه، وجملة «تبيَّن» صلة الموصول الحرفي. والمصدر «أنهم أصحاب» فاعل «تبيَّن».
١١٤ - ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾
الجار «لأبيه» متعلق بالمصدر (استغفار)، و «إلا» للحصر، والجارّ «عن موعدة» متعلق بخبر كان، ومفعولا «وعد» الضميران المتصل والمنفصل، -[٤١٧]- جملة «فلما تبين» معطوفة على جملة «وما كان استغفار»، والمصدر «أنه عدو» فاعل «تبين»، والجار «لله» متعلق بـ «عدو».
١١٥ - ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ﴾
اللام في «ليضل» لام الجحود، والفعل منصوب بأنْ مضمرة، والمصدر المجرور متعلق بخبر كان المقدر بـ «مريدا»، وقوله «إذ هداهم» : اسم ظرفي مبني على السكون مضاف إليه.
١١٦ - ﴿إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾
جملة «له مُلك» خبر إنَّ، وجملة «يحيي» خبر ثانٍ، وجملة «وما لكم من دون الله من ولي» معطوفة على جملة «إن الله له ملك»، والجارّ «لكم» متعلق بالخبر، والجار «من دون» متعلق بحال من «ولي»، و «ولي» مبتدأ، و «مِنْ» زائدة لدخولها على نكرة وسبقها بنفي.
١١٧ - ﴿لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْإِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾
جملة «لقد تاب» جواب قسم مُقَدَّر لا محل لها، والموصول نعت، وقوله «من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم» : الجارّ متعلق بـ «اتبعوه»، «ما» مصدرية، «كاد» فعل ماض ناسخ، واسمها ضمير الشأن، والمصدر المُؤَوَّل -[٤١٨]- مضاف إليه، وجملة «يزيغ قلوب» خبر كان، والجارّ «منهم» متعلق بنعت لـ «فريق»، وجملة «ثم تاب» معطوفة على جملة «تاب». وجملة «إنه بهم رءوف» معترضة.
١١٨ - ﴿وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾
الجارّ «وعلى الثلاثة» متعلق بـ «تاب» المتقدمة، وهذا الجار معطوف على الجارّ «عليهم»، «حتى» ابتدائية، «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بجوابها المقدر: لجؤوا إليه، والجملة بعد «حتى» مستأنفة، و «ما» في قوله «بما رحبت» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بـ «ضاقت»، وقوله «أن لا ملجأ من الله إلا إليه» :«أنْ» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، «لا» نافية للجنس، واسمها مبني على الفتح، والمصدر المُؤَوَّل سَدَّ مَسَدَّ مفعولي ظن. والجارّ «من الله» متعلق بخبر «لا»، «إلا» للحصر، الجار «إليه» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، وجملة «ثم تاب» معطوفة على جواب الشرط المقدر، أي: لجؤوا إليه ثم تاب.
١٢٠ - ﴿مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ﴾ -[٤١٩]-
المصدر «أن يتخلفوا» اسم كان، والجارّ «لأهل» متعلق بخبر كان، والجار «من الأعراب» متعلق بحال من «مَنْ»، والمصدر «بأنهم لا يصيبهم» مجرور بالباء متعلق بالخبر، وقوله «موطئا» : مصدر ميمي مفعول مطلق على معنى: يدوسون دوسًا، «إلا» : للحصر، وجملة «كتب» في محل نصب حال من «ظمأ» وما عطف عليه؛ أي: لا يصيبهم ظمأ إلا مكتوبا، وأفرد الضمير في «به» -وإن تقدَّمه أشياء- إجراءً له مُجرى اسم الإشارة؛ أي: كتب لهم بذلك عمل صالح، وجازت الحال من النكرة لسبقها بالنفي.
١٢١ - ﴿وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
جملة «كتب» حال من «واديا»، وجازت الحال من النكرة لسبقها بالنفي، «أحسن» مفعول ثانٍ، «ما» موصول مضاف إليه.
١٢٢ - ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾
اللام في «لينفروا» للجحود، والمصدر المُؤَوَّل مجرور متعلق بخبر كان وتقديره: مريدا، و «كافة» : حال من الواو في «ينفروا»، وجملة «فلولا نفر» مستأنفة، «لولا» حرف تحضيض، والجارّ «من كل» متعلق بـ «نفر»، والجارّ «منهم» متعلق بنعت لفرقة، «إذا رجعوا» ظرف محض متعلق بـ «ينذر»، وجملة «لعلهم يحذرون» مستأنفة.
١٢٣ - ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً﴾
الجار «من الكفار» متعلق بحال من «الذين»، والجار «فيكم» متعلق بحال من «غلظة».
١٢٤ - ﴿وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾
«ما» زائدة، و «إذا» متعلقة بمعنى الجواب أي: يقول بعضهم إذا، وقوله «أيكم» : اسم استفهام مبتدأ، والكاف مضاف إليه، واسم الإشارة فاعل، و «إيمانا» مفعول به ثانٍ، وجملة «وهم يستبشرون» حالية من الهاء في «فزادتهم».
١٢٥ - ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ﴾
«رجسا» مفعول ثانٍ، والجارّ «إلى رجسهم» متعلق بنعت لـ «رجسا»، وجملة «وهم كافرون» حالية من الواو في «ماتوا».
١٢٦ - ﴿أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾
الهمزة للاستفهام، والواو عاطفة، والجملة معطوفة على جملة الشرط المتقدمة لا محل لها، والمصدر «أنهم يفتنون» مفعول رأى، «مرة» نائب مفعول -[٤٢١]- مطلق، جملة «ولا هم يذكرون» معطوفة على جملة «يتوبون» في محل رفع.
١٢٧ - ﴿وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ﴾
«ما» زائدة، و «أحد» فاعل «يراكم»، و «مِنْ» زائدة، والمصدر «بأنهم قوم» مجرور متعلق بـ «صرف»، وجملة «هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ» مقولُ القَول لِقَولٍ مُقَدَّر، وهذا القول حال من فاعل «نظر» أي: يقولون: هل يراكم، وجملة «صرف الله» مستأنفة، وجملة «لا يفقهون» نعت لقوم.
١٢٨ - ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾
جملة «لقد جاءكم» جواب قسم مُقَدَّر، والجارّ «من أنفسكم» متعلق بنعت لـ «رسول»، وقوله «عَزِيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ» :«عزيز» نعت ل «رسول»، والجارّ «عليه» متعلق بـ «عزيز»، «ما» مصدرية، والمصدر المؤول فاعل «عزيز»، وقوله «حريص» : نعت ثالث، الجار «عليكم» متعلق بـ «حريص».
١٢٩ - ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾
جملة «فإن تولَّوا» معطوفة على جملة ﴿جَاءَكُمْ﴾، لا محل لها، «حسبي الله» مبتدأ وخبر، «لا» نافية للجنس، و «إله» اسمها و «إلا» للحصر، والخبر -[٤٢٢]- محذوف تقديره: مستحق للعبادة، «هو» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وجملة التنزيه حال من لفظ الجلالة، وجملة «عليه توكلت» حال ثانية، وجملة «وهو رب» معطوفة على جملة «عليه توكلت».
Icon